ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟ نصوص من الكتب (10)

[محمود المختار الشنقيطي]

ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟ نصوص من الكتب (10)
من سيقف مع المرأة بين يدي الله ؟!

أما هذه الحلقة فنبدؤها بنص من كتاب :

كتاب ( حول مائدة المعرفة ) "10" : ندوة خاصة بكتاب فرجينيا وولف"حجرة المائدة" )
من هذا الكتاب نأخذ نصا واحدا :
تقول ماك جلي { كاتبة مقالات وشاعرة } : ( فمهمة المرأة – من حيث هي امرأة – أن تسوس شؤون الأسرة وتنجب الأطفال وتطلق لعبقرية الرجل المشعة المتلألئة الرومانسية المضطرمة أسباب التوهج. هذا هو دورها . وهل تظن أنه من الهام حقا أن نحدد من منا الذي سيرعى الجذوة المتوهجة ومن منا سيؤلف الروايات الخالدة،ومن منا سينطلق إلى الفضاء مرتادا مستكشفا ما دامت هذه الأعمال كلها تجد من يقوم بها (..) لقد فات فرجينيا وولف ذلك السر الصوفي الذي خُصت به المرأة بحيث تجد كفايتها من تحقيق ذاتها في أن تكون امرأة . وكانت هي تأسى لهذا تحس أنه ليس في الحياة من غاية سوى كتابة رواية. (..) إن النساء لم يبدعن"الكونشرتات"الكبرى. ولم يبدعن القصص العظيمة. والنساء الوحيدات اللواتي كتبن قصصا رائعة وشعرا بديعا – كما ذكرت فرجينيا وولف نفسها – عوانس لم ينجبن أطفالا. وهذا صحيح. ولكن قد يكون وراء ذلك مبرر بيولوجي.){ص 107 - 109}.
فعلق "بريزون" { مدير سابق لجامعة "كانس"ومؤلف كتاب"موضع مضيء"} ( لعلهن أنجبن القصاصين العظام عوضا عن القصص العظيمة.{ص 109}.
وإلى كتاب آخر :
كتاب ( قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة ) / محمد الغزالي / القاهرة / دار الشروق / الطبعة الرابعة 1412هـ / 1992)
ونص واحد من هذا الكتاب أيضا :
(نتائج الدراسة التي أجرتها روز فريش أستاذة الصحة العامة بجامعة هارفارد،وقد أجرتها على 5398 امرأة تتراوح أعمارهن بين 21 – 80 عاما،وتقدمت بنتائج هذا البحث إلى الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم. (نشرت الدراسة جريدة"الهيرالد تربيون"الدولية في عددها رقم 32650 بتاريخ 16 / 2/ 1988.
"1 – تصاب اللاعبات الرياضيات النشطات باضطراب في الدورة الطمثية،ويصبحن غير خيصبات،طالما يقمن بالممراسة الرياضية،ويمكن أن تعود الخصوبة إلى وضعها الطبيعي بالتوقف عن الممارسة الرياضية،وأضافت الباحثة نصيحتها إلى النساء قائلة :"لا يمكن للمرأة أن تعمل كل شيء .. يمقدور كل واحدة منكن أن تصبح نجمة رياضية أو لاعبة أولمبياد شهيرة،ولكنها إذا رغبت في لإنجاب طفل فإن عليها أن تتوقف عن اللعب ذلك لأن المستوى الأدنى من التمارين يمكن أن يكون له عواقب ضارة على الجهاز التناسلي للمرأة.
"2 – ولقد أظهرت الدراسة أن 2622 امرأة ممن كن يمارسن الألعاب الرياضية،قد بدت عليهن أعراض سرطان الثدي،أو الداء السكري،أو سرطان الجهاز التناسلي،في مقابل القسم الآخر من النساء وعدده "2776"اللواتي لم تظهر عليهن هذه الأعراض.
"3 – بينت دراسة جامع هارفارد إضافة إلى دراسة أخرى أجرتها جامعة البرتا أن الأعمال النشطة التي تمارسها المرأة تؤثر جدا في إنتاج"الاستروجينات" التي تتحكم في الإنجاب لدى المرأة.
"4 – أشارت هذه الدراسة مع أخرى مماثلة أجرتها جامعة كندية،أن النساء اللواتي يمارسن الأعمال المجهدة يُصَبْنَ باضطراب الإخصاب حتى لو استمر الطمث لديهن على وضعه النظامي){ ص 39 - 40}.
وإلى كتاب :
(الإسلام والمرأة المعاصرة ) / ألبهي الخولي / الكويت / دار القلم / الطبعة الرابعة 1403 هـ / 1983)
(وفي المسيحية غلا رجال الكنيسة في إهدار شأن المرأة وهم دعاة شريعة الحب والرحمة،فكانوا يقولون للنساء قولا له وزن الشرع المقدس :"إنه أولى لهن أن يخجلن من أنهن نساء،وأن يعشن في ندم متصل جراء ما جلبن على الأرض من لعنات" (..) وقد ذهبت البعض إلى أبعد من هذا،فزعموا أن أجسادهن من عمل الشيطان .. وأنه يجب أن يُلعن النساء لأنهن سبب الغواية،وكان يُقال : إن الشيطان مولع في الظهور في شكل أنثى .. غلا رجال الكنسية إلى هذا الحد حتى كان من موضوعاتهم التي يتدارسونها : هل للمرأة أن تعبد الله كما يفعل الرجل؟ هل تدخل الجنة وملكوت الآخرة؟ هل هي إنسان له روح يسري عليه الخلود؟ أو هي نسمة فانية لا خلود لها؟){ص 14}.
في الهامش أقول :
وفي عام 586م،عُقد مؤتمر لبحث إنسانية المرأة،ثم قرر المؤتمر بأغلبية صوت واحد أن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل!!
أما المرأة .. في الإسلام .. فإلى كتاب جديد :
كتاب ( فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات ) / عبد الحي الكتاني / الطبعة الثانية 1402هـ / 1982)
1 – (عائشة المقدسية : هي شمس قلائد الإسناد،ملحقة الأحفاد بالأجداد،أم عبد الله عائشة بنت عبد الهادي المقدسية الصالحية،تروي مالها من المرويات العالية بأسانيدنا إلى زكرياء والأسيوطي والكمال بن حمزة،كلهم عن التقي بن فهد والكمال محمد بن محمد بن الزين عنها،وهي تروي مرويات الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي عن أم محمد زينب بنت عبد الرحمن البحيري عنها){ص 864 جـ 2}.
2 – ( قريش الطبرية : بنت الإمام عبد القادر بن محمد بن يحيى بن المحب الطبري المكية،حلاها تلمذيها الشمس البديري في ثبته بـ"العالمة الفاهمة الصالحة ذات الشيم المرضية والأخلاق الرضية،قريش بنت الإمام عبد القادر الطبرية الحسينية المكية". وقال :" قرأت عليها في بيتها طرفا من الكتب الستة وطرفا من الموطأ ومسند الإمام الشافعي وأحمد باقي المسانيد.وأجازتني بقلمها ولسانها حسب روايتها عن أبيها .. " وقد جعل الشيخ فالح بن محمد الظاهري المدني طالعة كتابه "أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي"قريش المذكورة من أسانيد الحجاز السبعة الذين هم عنده السبب في كون الحديث في القرون الثلاثة الأخيرة قد قويت شوكته،وعلت في الخافقين رتبته" ){ ص 941 جـ 2}.
وإلى كتاب آخر :
كتاب ( جهالات عصر التنوير : قراءة في فكر قاسم أمين وعلى عبد الرازق ) / محمد جلال كشك / القاهرة / مكتبة التراث الإسلامي / الطبعة الأولى 1410هـ / 1990)
1 – (فالمتحضرون من فلاسفة الغرب وكتابه،شهدوا أننا نحن الذين علمنا الغرب احترام المرأة. أما عن العرب الذين يتحدث عنهم "قاسم أمين"فأقول إنه باستثناء القرن العشرين لا يوجد عصر في تاريخ البشرية،كان للمرأة فيه مكانة تسمو على مكانة المرأة العربية في زمن ظهور الإسلام.
دلوني على عصر في الغرب أو الشرق كانت فيه مثل تلك النماذج،وهذا العدد من النساء الخالدات الذكر،بداية من أمهات المؤمنين وأولاهن خديجة رضي الله عنها التي استأجرت ،وقدرت ثم خطبت لنفسها سيد رجال عصره وكل العصور،ثم تلقت نبأ الوحي بما يفوق قدرة البشر وعيا وتدبرا ونصحا وتشجيعا ثم صبرت وصابرت. وبعدها عائشة رضي الله عنها. بل حتى هند أم معاوية التي تلعب في الحرب دورا بارزا يعجز عنه العصبة من الرجال. حرضت قومها على محاربة الرسول ودبرت بإحكام قتل أبرز المقاتلين في جيش المسلمين (..) ثم هي التي تجلس لبيعة الرسول وتحاوره وتسأل في دهشة :"أتزني الحرة يا رسول الله"؟ (..) ثم أسماء بنت أبي بكر التي تشترك في أخطر عملية سرية في تاريخ البشرية،تنظم خروج محمد بن عبد الله من مكة وما ترتب على ذلك من نتائج ما زال البعض يعضون على نواجذهم منها .. وقطعت نطاقها تربط به متاع الرسول وصاحبه،فسميت بذات النطاقين. وسنراها بعد ذلك ترفض أن يستسلم ابنها لينجو بجلده،بل تقول قولتها الخالدة : وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها .. فتذهب مثلا){ }.
2 – (أم استدل محرر المرأة { يقصد قاسم أمين - محمود} على احتقار العرب من قولة رسول الله : خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء؟
هل هناك نص مشابه في أي دين أو عقيدة بما فيها الماركسية،هل هناك عقدية أخرى من أهم مراجعها امرأة؟ (..) من أين عرف سي قاسم أن المرأة العربية كانت لا تغني ولا تسمن ..ولا قيمة لها عند العرب .. هل يستطيع تقدمي أن يدلني على اسم شاعرة إنجليزية أو أمريكية كانت لها مكانة الخنساء .. حتى وقتنا هذا؟ ){ ص 38 - 40}.
في الحلقة القادمة نكمل النقل من كتاب الأستاذ "كشك" .. إذا أذن الله.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني