فضيلة الشيخ عائض القرني متعنا الله بعلمك , نشهدك أننا نحبك في الله ، ونكبر فيك مواصلتك في طريق الدعوة ، فضيلة الشيخ لي أخ يتعمد أن يرتدي الملابس القديمة ، ولا يهتم بمظهره أمام الآخرين ، ويعتقد أن ذلك من الورع والزهد ، ورغم نصح والدي ووالدتي له وتوجيهه ولكنه مصمم على رأيه وطريقته في اللبس حتى أنني بدأت اقتنع بقناعته ، لذا أرجو أن تتفضل علينا مشكوراً بوجهة رأي الشرع الصحيحة حول هذا الموضوع شاكرين لكم ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أخي الحبيب أحبك الله الذي أحببتني فيه ..
بعض الناس يرى أن عليه أن يلبس لباس الفقراء! أو يلبس لباساً من أوضع اللباس! وهذا ليس بصحيح، فإن الله ـ عز وجل ـ قد احل الطيبات، ورسول الله صلي الله عليه وسلم دعا إلى التجمل بقوله :
(( تجملوا كأنكم شامة في عيون الناس)) ..
وقال :
(( إن الله جميل يحب الجمال)).
وقد يكون من المطلوب أن يكون المسلم متجملاً، متطيباً، ويكون مجلسه وسيعاً، يستقبل فيه الأخيار البررة، وأن يكون له مركب طيب، فإن هذا لا يعارض سنة الله ـ عز وجل ـ ولا سنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، بل عليه كذلك أن يكون له في كل حالة بما يناسبها.
إن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يعتني بذلك، في صلاة الاستسقاء خرج في لباس متبذل قديم يظهر الخشية والخشوع والفقر أمام الله ـ عز وجل ـ ولكنه في الأعياد لبس بردة تساوي ألف دينار، خرج بها أمام الناس، أهديت له قيمتها مائة ناقة!
فيجب أن يلبس لكل حالة لبوساً، إما نعيمها، وإما بؤسها .. فإنه من الإجحاف أن يطالب المسلم شظف من العيش وأن يعيش في بيت طين في هذا العصر الذي ما تبنى فيه البيوت إلا الفلل !! وإنه لمن الإجحاف كذلك أن نطالب الدعاة أن يجلسوا على الخصف، ويجلس الناس على الكنب الوثير! أو أن نطالب الداعية أن يلبس لباساً ممزقاً قديماً! أو يكتفي بثوب واحد طول السنة! مع العلم أن الله واسع عليم، وأن الله يحب أن يرى اثر نعمته على عبده.
ولكن على المسلم ألا يتشاغل بالدنيا تشاغلاً يحوله عن طريقه، فإنه من الحسرة أن تجد كثيراً من الدعاة، أو بعض المشايخ، أو بعض طلبة العلم غارقاً إلي أذنيه، له من المؤسسات وله من الشركات، وله من الدور، ما يشغله عن الدعوة وعن دوره الحقيقي في الحياة !
لا نعارض أن يكون للمسلم تجارة ، وأن يكون له مشاريع في الأرض، وأن يكون له دخل، فهذا مطلوب كما فعل عثمان وابن عوف، وغيرهم من الصحابة، لكن أن يستغرق المسلم وقتاً في هذه الأمور.. فتجده دائما في مكاتب العقارات في البيع والشراء، وفي السندات، مع الشيكات، ويترك الأمة للمهلكات! هذا ليس بصحيح، وهذا مخجل ، فإن الله ـ عز وجل ـ استخدمك في أحسن طاعة.
وكذلك يجب أن يهتم المسلم بمظهره الشخصي ، وأن تكون حليته إيمانية، وأن يظهر الوقار والسكينة، وأن يلبس لباس أهل الخير، ، ويكون مظهره جميلاً، ويعتني بخصال الفطرة، كالسواك وتقليم الأظافر، وإعفاء اللحية، واخذ الشارب، ويتعاهد باقي خصال الفطرة، وان يكون متطيباً، محافظاً على الغسل، يحافظ علي مظهره.. حتى يمثل دور المسلم الحقيقي تمثيلاً طيباً أمام الناس.
التعليق
ونحن نقول بدورنا ان الدين الإسلامي دين يسر و انه لا ضرر ولا ضرار