خليل علي حيدر
أين ردود فعل شيعة الكويت والخليج ولبنان وغيرها على ما يحدث للسنة في مناطق البصرة وجنوب العراق؟
أين بيانات رجال الدين وممثلي المرجعيات الدينية التي لعبت دورا متميزا وتاريخيا في حفظ وحدة العراق وتماسك مجتمعه حتى الان؟
أين تصريحات اعضاء مجلس الامة ومختلف الفعاليات السياسية والاقتصادية والاعلامية بخصوص هذا الاعتداء السافر على حقوق المواطنة لسنة العراق، وبخصوص هذا السلوك المشين وهذا الاضطهاد المعيب؟
صحيح ان فرق الارهاب الطائفي وجماعات التفجير والتفخيخ والقتل قد أنزلت بشيعة العراق صنوف القتل والرعب والتشويه ويتمت الاطفال ورملت النساء، بل وهجرت ولاتزال الآلاف من شمال وغربي العراق، ولكن من الخطأ الفادح ان يلجأ الشيعة لنفس اساليب الانتقام وبخاصة مصادرة الحقوق والاضطهاد والتهجير وحرق المساجد.
إن مثل هذا السلوك العدواني ضد أهل السنة اساءة بالغة لشيعة العراق ولمسؤوليتهم الوطنية في مناطقهم، ولمرجعياتهم في النجف وكربلاء، بل وكذلك في مدينة «قم» و«مشهد».. وبيروت!
إن كان شيعة العراق يعتبرون انفسهم الاغلبية السكانية في البلاد بين عرب العراق، او حتى الاغلبية البشرية في مناطق الجنوب، فإن مسؤوليتهم مضاعفة عما يجري فيها لاهل السنة جنوبي العراق. ولا تعطيهم هذه الاغلبية حق اضطهاد اخوانهم السنة والاعتداء عليهم وحرمانهم من حقوق المواطنة التي لا جدال فيها، والتي هي حق ثابت راسخ لكل انسان عراقي مهما كانت طائفته او ديانته او قوميته.
سكوت شيعة العراق وشيعة الخليج ولبنان عما يجري لاهل السنة في المناطق العراقية «الشيعية» سيرتد عليهم ذات يوم، وسيكون بالغ الاساءة لموقفهم من الناحية السياسية والاخلاقية والوطنية، وسيعني هذا السكوت فشل الشيعة العراقيين في إدارة بلادهم ومناطقهم.
إن تحمل الظلم والاضطهاد قد يكون فضيلة اخلاقية ولكن ظلم المظلوم للاخرين فضيحة اخلاقية، ولقد كانت شكوى شيعة العراق وغيرهم، انهم تعرضوا للتمييز والاضطهاد والحرمان على مدى 14 قرنا، فلماذا وقد تغيرت الموازين تغيروا اليوم؟
ما من مواطن عراقي الا ويدرك اليوم ان الخطة المعلنة للارهابيين والصداميين والتكفيريين تقوم على اشعال الحرب الطائفية والاهلية في البلاد.
ولقد صرح بهذا زعيمهم الزرقاوي في رسالته الى قائده بن لادن، وكم هو مؤسف الا يبذل اهل السنة والشيعة جهدا كافيا في مناطقهم لافشال هذه الخطة البشعة.
توجه على الدوام مختلف التهم في مجال اضطهاد السنة والشيعة في العراق، جنوبا وغربا، الى دول الجوار او على الاقل الى اجهزتها الاستخباراتية او جمعياتها واحزابها الدينية، ومن المؤسف حقا ان العالم العربي لايزال يقف متفرجا على مأساة العراقيين ولايبذل اي جهد لدعم الحكومة الجديدة وليس خافيا على احد ان معظم الحكومات العربية مثلها مثل قوى الارهاب والتطرف، تشعر بالسعادة لاي فشل او تعثر في العراق.
ولكن على شيعة العراق وسنتها وكردها ان يهتموا بأنفسهم وبمستقبلهم وبمصالحهم وبوحدتهم الوطنية واخوتهم المذهبية، وان يأخذوا العبرة من المجتمعات التي تصارعت طائفيا ودمرت نفسها في نهاية المطاف.
باختصار.. لابد من ادانة قوية بارزة مستمرة في العراق والكويت ودول الخليج وكل العالم العربي لاجراءات الاعتداء والقتل والتهجير في العراق بحق الشيعة والسنة معا. ولكن لابد لشيعة الكويت بالذات، والبحرين كذلك، من ادانة علنية مسموعة جيدا لعمليات تهجير اهل السنة من جنوب العراق، ولا بد ان تتحرك الاقلام الصحفية ورجال الدين والفعاليات السياسية والاقتصادية، وكل من يهتم بالاستقرار الاجتماعي.
خليل علي حيدر
منقول.