الأمير الراحل رسخ العلاقة مع أبناء شعبه((الكويت باقية ونحن زائلون))

[بنت ابيها]

سموه ارتبط بالوطن وعلاقته بالشعب مودة وأخوة وأسرة واحدة الأمير الراحل: الكويت باقية ونحن زائلون

الأمير الراحل رسخ العلاقة مع أبناء شعبه




استفاقت الكويت فجر 15 يناير على حزن كبير وغصة اليمة لوفاة فقيدها الراحل سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الذي حمل الامانة بكل تفان واخلاص خلال مسيرة امتدت 28 عاما حافلة بالجهد والعطاء في خدمة شعبه وبلده وبناء نهضته الحديثة.
وتملكت نفوس المواطنين حالة من المرارة الشديدة لفقدان المغفور له سمو الامير وامتلأت مآقيهم بدموع حبسوها داخلها فيما لهجت ألسنتهم بالترحم والمغفرة على الامير الانسان الذي طالما عاشوا معه وفي كنفه حالات السراء والضراء التي شهدتها البلاد.
ولم يستطع الكويتيون للوهلة الاولى استيعاب الحالة التي استفاقوا عليها ووجدوا فيها أميرهم غائبا عنهم تكلأه عناية الباري عز وجل ورحمته بعد ان اعتادوا رؤيته بينهم يزور مجالسهم ويغشى دواوينهم ويتفقد احوالهم ويتلمس امورهم ويلبي متطلباتهم ويعالج مشكلاتهم.
الا ان ايمان الكويتيين بالله عز وجل وقدره وقضائه خفف من مصيبتهم وحزنهم ووقع الوفاة عليهم.
ولم تكن الرابطة التي تربط سمو الامير الراحل بأبنائه واخوته رابطة حاكم ورعية ولم تكن العلاقة بينهما علاقة رئيس ومرؤوس بل كانت رابطة مودة واخوة وعلاقة اسرة واحدة تضم ابناء كثيرين يتشاركون هموم الوطن ويعيشون حالات السراء والضراء متكاتفين همهم الوحيد رفعة الوطن وعزته وتحقيق امانه وحريته والحفاظ على استقلاله وسيادته.
وعبر سمو الامير عن ذلك ابلغ تعبير بقوله في احدى المناسبات «الكويت باقية ونحن زائلون» مشيرا الى ذلك الارتباط الوثيق بتراب الوطن والانتماء اليه.
وهكذا نشأت تلك العلاقة الفريدة بين أمير حاكم و شعب أجمع على حبه وعلى التطلع اليه بعد الله تعالى بأن يكون عهده عهد رخاء واستقرار ونماء واعمار كما كان عهد الحكام الذين سبقوه من ال الصباح الكرام منذ ان اختارهم الكويتيون حكاما لهم على هذه الارض الطيبة.
وكان سموه ـ رحمه اللهـ يركز على ذلك في اقواله وكلماته ومنها قول سموه«ان ارض الكويت التى عليها نحيا وتاريخنا الذى بناه آباؤنا وحاضرنا الذى نتعاون فى اقامته أمانة فى أعناقنا وعلينا ان نسلمها الى جيل جديد نوسع أمامه فرص المشاركة فى بناء المستقبل ليتابع المسيرة على اسس من الايمان العميق بالله تعالى والتخطيط العلمي والعمل الدائب».
وسعى سموه رحمه الله عبر سنوات حكمه التي امتدت 28 عاما الى بناء علاقات متينة راسخة مع شعبه قوامها الود والاخاء والوفاء مستعينا في ذلك كله بقلب مفتوح وصدر رحب ويد ممدودة تسعى دائما الى عزة الوطن وعليائه.
وقبل ان يعرف الكويتيون سمو الامير حاكما لهم عرفوه خادما للوطن في مناصب عدة تبوأها سموه عبر مسيرة حياته العملية منذ كان عمره 21 عاما رئيس للامن العام ووزيرا ورئيسا لمجلس الوزراء ووليا للعهد.
وكان سموه خلال حياته كلها مرتبطا بالوطن قريبا من شعبه لم يغب عنهم مدة طويلة الا في حالات قليلة ارتبطت بالحالة الصحية لسموه وكان فيها دائم الاتصال بهم مطمئنا الى شؤونهم مطلعا على احوالهم.
وشهدت الكويت خلال المحنة التي عاشتها اثناء الغزو العراقي في اغسطس عام 1990 وامتدت حتى فبراير 1991 اروع صفحات التلاحم بين حاكم وشعبه حين التف الشعب الكويتي بجميع شرائحه حول سمو امير البلاد مؤكدا شرعية الحكم في الكويت في ابلغ رد على الغزاة الذين ارادوا احداث شرخ في هذه العلاقة الراسخة بين سمو الامير والشعب الكويتي.
وجدد ابناء الكويت البيعة لسمو الامير في مؤتمر جدة بالمملكة العربية السعودية مؤكدين وقوفهم متكاتفين صفا واحدا خلف سموه مشيدين بحكمته الواسعة ونظرته السديدة وقيادته الرشيدة في السعي لتحرير البلاد واعدة السيادة الى ربوعها.
وهكذا عاش الكويتيون واميرهم حياة تلاق وتلاحم وتناصح وتعاضد اساسها عزة الوطن وسيادته وحريته وعمادها التعاون والاخاء والوفاء ومنهجها السير وفق ما سار عليه حكامها الكرام السابقون.
واكد سمو امير البلاد على ذلك الامر في عدد من كلماته الى الشعب الكويتي ومنها قوله «ان الكويت ظلت قرونا دار أمن واخاء وسماحة بريئة من التعصب ، عاش ابناؤها وخاضوا البحار معا فوق أرضها الطيبة يعملون ، ومن أجل سلامتها يجاهدون ، وفى ثراها بعد الحياة يرقدون ومنها يوم القيامة يبعثون».
تغمد الله سمو امير البلاد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن وطنه وشعبه خير الجزاء.
اللـــــــــــــــــــــــــــهم آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

[محمد الناجعي]

الله يرحمك يا ابو مبارك ويدخلك الجنه مشكورة يا بنت ابيها