يرحم الله من ختم الله بما يشهد له بحسن الختام حيث قبض الله أرواحهم وهم في حج وتلبية على جسر الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق وندعو الله أن يرزقنا ميتة مشابهته لهم
وللحديث عن موضوع حادثة جسر الجمرات في حج عام 1426لا بد من التأكيد على حقائق ترسم لنا إبعاد الحادثة بحيث نستطيع أن نجزم أن ما حدث كان يمكن أن يكون أصعب و الوافيات أكثر لولا عناية الله ثم ما دفعت الدولة من رجال الجيش والحرس لتدعيم قوات الأمن التي أرهقت بل أن اغلبهم فقد من وزنة بين 5-7 كغم لكن هناك أمور لابد من الإشارة لها منها
1- أن صعيد منى الخاوي يتحول إلى مدينة مزدحمة جدا يبلغ تعداد سكانها من حجاج وأجهزة دولة ما يقارب الخمسة ملاين نسمة تولد في 8من ذي الحجة وتختفي في بحر الزمان بعد 13 ذو الحجة لتولد من جديد في موسم الحج التالي وهي مدينة محددة من الناحية الجغرافية بدقة وغير قابلة لتغير
2- أن سكان هذه المدينة مزيج من شعوب إسلامية مختلفة باللغة والشكل ولعادات والتقليد والمذهب الإسلامية
3- استطيع أن اجزم بأن حجم الخدمات المقدمة في عام 1426 هو أكثر من حاجة 7ملاين إنسان بدليل إننا نجد أن بردات المياه في الشوارع الرئيسة تكون باردة جدا بعكس ما كانت في الأعوام السابقة وهذا يؤكد أن الماء متوفر بأكثر من الحاجة ولا اعتقد أننا بحاجة لمزيد من المشاريع بلد إلى إدارة ميدانية أكثر كفاءة
4- أن الحجيج الخارج 80% منهم قد تجاوز سن الستين ويعاني كثير منهم إمراض الشيخوخة من ضغط وقلب وسكر وغير معتادين على جو مكة الحار وان البعثات الطبية القادمة من الدول الإسلامية لا توفر لهم الأدوية المطلوبة ليس هذا فحسب بل تتحول اغلب البعثات إلى حجيج ويتركوا حمل الخدمات العلاجية على السعودية
5- أن حجيج الخارج يلتزم بما ورد بالسنة من حيث المواقيت بعكس حجيج الدخل الذي لدية خبرة بالحج ويأخذ بالسنة وفتوى العلماء الميسرة للحج المتفقه مع متطلبات العصر
6- أن حوادث الرجم 90% منها يحدث في اليوم الأول لرجم والثالث ام اليوم الثاني فأن حدوثه نادر والرجم فيه سهل جدا
7- أن اغلب حجيج الخارج الذين يحجون لأول مرة يسيطر عليهم من الناحية النفسية بسبب الإعلام الجاهل هاجسين هاجس الخوف من الضياع اذا ابتعد عن الحملة والثاني هاجس الخوف من الموت بسبب الزحام عند الجمرات
بناء على ما تقدم نروي حكاية كل عام والتي تحاول شركات الطوافة طمس معالمها وتحميلها لحجيج الداخل مدعومة بأفكار خبيثة من البعض الذين يريدون التدخل في شؤون الحج
ففي اليوم الأول من أيام التشريق وقبل بداء رمي الجمرات تؤكد شركات حجيج الدخل والخارج ان على الحجيج التعجل برمي الجمرات والخروج من منى في اليوم الثاني قبل غروب شمس اليوم الثاني وهذا الامر ثابت في كل البرامج المقدمة من قبل شركات الطوافة المقدم لوزارة الحج ونادرا ما نجد شركة تبقي حجيجها لليوم الثالث
ولتحقيق ذلك تقوم كثير شركات الطوافة وخاصة الخارجية بالطلب من حجاجها بالاستعداد للافتراش الارض حول جسر الجمرات حيث يأتي هؤلاء ومعهم فراشهم وترامس الماء والمضلات ولان ثاني يوم الرمي يكون سهل فهذا يشجع الكثير لرمي بنفسه في اليوم التالي من الضعفاء وحتى المقعدين على الكراسي المتحركة وفي صباح اليوم الثالث لرمي يوم التعجل يكون لدينا ثلاثة أصناف من الرماة من الحجيج
1- الحجيج المفترشين حول جسر الجمرات من الليل مما يؤدي إلى صعوبة السير بالإقدام حول منطقة جسر الجمرات وهذي الفئة تترك مخيماتها فارغة وتحمل معها امتعه كثيرة
2- الحجيج الذي الذين يزحفون من الفجر من إمكان بعيدة واغلبهم من الاسيوين كبار السن والذين عليهم الانتظار حتى وقت الزوال يعني ما يقارب ستة ساعات تحت الشمس بقليل من الماء
3- حجيج الدخل الذي تفرض عليهم حملات حجيج الدخل التعجل ومغادرة مكة في نفس الليلة
طبعا ثلاثة ملاين اغلبهم من كبار السن المرضى الواقفين تحت إشاعة الشمس من الطبيعي جدا ان يصاب بعضهم بإغماء وضربات شمس
وهذا ما حدث في اليوم13ذي الحجة 1426 كما شاهدناها رجل باكستاني كبير جدا بالسن سقط فوقعت فوقه امرائة افريقية ليتدافع الجميع مثل أحجار الدمينوا وهو أمر حدث وقد يحدث في المستقبل وقد يحدث في ملعب كرة قدم ولولا قرب قوات الجيش واندفع كثير من حجيج الدخل من سعوديين وغير سعوديين لمساندة الجيش من المكان الأمر اكبر ذلك حقيقة ما حدث بالفعل ولا اعتقد أن شخص يجلس في قناة فضائية او إعلامي مستضاف في حج خمسة نجوم ان يروي الحقيقة او يقدم حلول واقعية.مثل شخص عايش الزحام عن الزوال ومارس الافتراش فعندما كنت ارمي الجمرة الكبر تعرض حاج أسيوي لسقوط فاسمك يدي وعندما سحبته وأخرجته معي بعيد بعد الرمي عانقني وبداء يقبلني ويقبل يدي ويدعوا لي في البداية استغربت وضحكت لكن بعد أن فكرة أدركت حجم الخوف من السقوط المخزون في نفسه بسبب الحشو الإعلامي
اما الحلول لهذه القضية ومن خلال تجربتي المتوضعه في الحج والافتراش والرمي فتقول إننا لسنا بحاجة لمزيد من الإنشاءات حتى مشروع خادم الحرمين الجديد لن بعلاج المشكلة لان المشكلة تنظيمية ولعل من أفضل الوسائل لحلها التالي
1- الزام جميع شركات الطوافة بعدم التعجل وخاصة بالنسبة لحجيج الدخل والتاخر لليوم 13 من ذو الحجة والتي اعتقد انه لن تكون ذات جدوا ما لم تخفض أسعارها وترفع من مستوى خدماتها وان يكفوا من جشعهم خاصة مع غياب الرقابة الجيدة على برامجها
2- تغريم ومعاقبة شركات طوافة حجيج الخارج التي تقوم بترك حجيجها بالافتراش حول جسر الجمرات قبل 12 ذي الحجة لان هذه الشركات تريد التعجل والعودة لمكة في الشقق المستاجره وعدم تحمل تكاليف بقاء الحجيج يوم أخر في منى
3- الاستفادة من طاقات حجيج الدخل وفتح المجال لهم للمساهمة في خدمة الحجيج واعتبار الحج مسالة وطنية وليست مسألة الحكومة فقط بحيث يكونا دعم وسند للأجهزة الحكومية التي نحملها فوق طاقتها فالشرطي بشر يحتاج لراحة واكل ونوم والشرطي من قبل شهر ذو الحجة يبداء بالعمل وما أن يصل إلى يوم عرفات حتى يكون قد استهلاك كل طاقته النفسية والجسدية لهذا فان دعوة حجيج الدخل للمساندة مقابل تصريح بالحج وتقديم السكن والإعاشة مقابل أربعه ساعات عمل يوما خلال فترة الحج(8-13)ذو الحجة أمر جيد والمجالات كثرة من إرشاد ومساعدة الأمن والدفاع المدني والصحة....الخ وحتى لا تتحمل الدولة تعقيدات الإعاشة والقامة يمكن إلزام كل حملة من حملات الحج ألدخلي والخارجي بتحمل تكلفة 10 اشحاص من المتطوعين والشرطة
4- وضع بوابات على إنفاق المعيصم وبعض الطرق الرئيسية تغلق قبل الزوال بساعتين وتفتح بعده بساعتين مما يقل التدفق في لحظة الذروة
5- التوعية الإعلامية الصحيحة بمعنى تقديم أفلام حقيقية عن الحجيج فلا يصور جبل الرحمة بانة جبل عرفات ويشرح حقيقة التزاحم وان وفات 50 أو 100شخص من خمسة مليون شخص متوسط أعمارهم لا يقل عن 50 سنة يعاني نصفهم إمراض القلب والسكر تعتبر عدد قليل بفضل الله
6- أن تطلب المملكة من الدول الإسلامية إعادة أسلوب تحديد الحجيج بحيث تكون نسبة من أعمارهم اقل من 40 تعادل 50% من الحجيج
رحم الله الحجاج وأعان الله أولي الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين على هذه المهمة الكبيرة التي هي فخر لكل سعودي
--------------------------------------------------------------------------------