مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-05-2012, 02:16 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
مفهوم السجود وآثارة العبادية

مفهوم السجود وآثارة العبادية :

السجود في اللغة : الطاعة والخضوع، يقال: سَجَدَ، سُجُوداً، أي: خضع وتطامن (1)، ومنه قوله تعالى: ( ألم ترَ أنّ الله يسجد له من في السموات والاَرض... ) (2) فهذا لسان حال تلك المخلوقات في الطاعة والخضوع، وكل شيء ذلّ فقد سجد (1)، وهو ساجد. والجمع: سُجّد، وسُجودٌ (2).
والسَجّادُ: الكثير السجود (3)، ورجل سجّاد: على وجهه سَجّادة، أي: ثفنة من أثر السجود

والسجود في الاصطلاح :
الانحناء ووضع أعضاء السجود (2)على الاَرض، بحيث يساوي موضع جبهته موقفه، أو يزيد بقدر لبنة لا غير (3).
وحقيقته: وضع الجبهة وباطن الكفين والركبتين وطرفي الابهامين من القدمين على الاَرض (4)، بقصد التعظيم (5).
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام تسمية مثل هذا السجود بالسجود الجسماني،
وهو أقلّ رتبةً من السجود الآخر المسمى بالنفساني،
قال عليه السلام : « السجود الجسماني: هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الاَرض بالراحتين والركبتين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية.

والسجود النفساني: فراغ القلب من الفانيات، والاقبال بكنه الهمّة على الباقيات، وخلع الكبر والحمية، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلّي بالاخلاق النبوية » (1).

وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى ضربين من السجود وهما:
1 ـ سجود اختيار: وهو خاص بالانسان وبه يستحق الثواب نحو قوله تعالى: ( فاسجدوا لله واعبدوا ) (2)أي تذللوا له، وهو المراد بالتعريف الاصطلاحي المتقدم (3).

2 ـ سجود تسخير: وهو للاِنسان والحيوان والنبات والجماد وعلى ذلك قوله تعالى: ( ولله يسجد من في السموات والاَرض طوعاً وكرهاً)(4) وقوله تعالى: ( والنجم والشجر يسجدان ) (5).
ولم يُرد الباري عزَّ وجل أنّ المذكور في هذه الآية الشريفة يسجد سجود البشر في صلاته، وإنّما أراد تعالى أنّ تلك الاَشياء غير ممتنعة من فعله تعالى فهي كالمطيع له سبحانه، وهذا ما عبّر عنه بالساجد (1).

وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤيد كلا النوعين بآيات كثيرة، ومن الآيات ما اشتمل على كلا النوعين من السجود (التسخير والاختيار)، كقوله تعالى: ( ولله يسجد ما في السموات وما في الاَرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) (2).

ثانياً: العبادة في السجود:
لا شكّ أنّ السجود في ذاته عبادة إذ إنّه يمثل غاية الخضوع، بل هو أبلغ صور التذلل لله سبحانه وتعالى ؛ لاَنّه يربط بين الصورة الحسية والدلالة المعنوية للعبادة في ذلة العبد، وعظمة الرب، وافتقار العبد لخالقه. ولا يكون الانسان عبداً لله تعالى إلاّ بهذا التذلل وبهذه العبودية. ومن هنا يظهر سرّ اختصاص السجود بالقرب من الله تعالى (3)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد » (4).

موقع واهمية السجود في الصلاة :

إنّ من المناسب أن نقف قليلاً موقف المقارنة بين أجزاء الصلاة، لنرى موقع السجود بينها وما يمتاز به من خصائص، وذلك على النحو الآتي:
1 ـ القيام في الصلاة:
ويراد به المثول بين يدي مالك الملك، إعلاناً للطاعة والولاء وامتثال الاَمر، ولا يخفى أنّ الاستعداد والمثول قياماً بين يدي الملك هو من دلائل الطاعة وعلاماتها. ومن هنا يقتضي أن تكون هيئة المثول وحقيقته متناسبة مع عظمة الملك الذي نقف بين يديه.
فكمال القيام بين يدي الله تعالى أن يكون على طمأنينة وسكون وهيبة وحياء، فلا يجعل رأسه مرفوعاً وكأنه يقف أمام ضده ونظيره، ولا يبالغ في طأطأته فيخرج بالحياء عن صورته، بل يجعل نظره إلى محلّ سجوده، مقيماً صلبه ونحره، مرسلاً يديه على فخذيه بوقار، فلا يعبث بهما، ولو استحضر العبد أثناء قيامه قول الله تعالى: ( الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ) (1)لما فارق هذه الهيئة.
ويزيد في جلال القيام وهيبته ما وجب فيه من تلاوة بعض سور القرآن الكريم، وبهذا يكون القيام مشهداً من مشاهد الطاعة والولاء والاجلال والتعظيم.

فهذا الاِمام السجاد عليه السلام وهو يستحضر هذا المشهد فيلفت انتباه الناس من حوله تغيّر لونه حال وضوئه وكان إذا قام إلى الصلاة اخذته رعدة فقيل له: مالك؟ فقال عليه السلام: « أتدرون بين يدي من أقوم ومن أُناجي؟ » (1)إنّه الحضور بين يدي مالك الملك.

2 ـ الركوع في الصلاة:
وهو صورة أُخرى من صور الامتثال والخضوع، ولا شك أنه يحمل من معاني الخضوع فوق ما يحمله القيام، ولكلٍّ معناه وأبعاده ومغزاه.
ومع صورة التعظيم الظاهرة في انحناءة الركوع، يأتي الذكر الذي يصحبها متوّجاً معنى التعظيم ومركّزاً مغزاه في قلب الراكع: «سبحان ربي العظيم وبحمده».
هذه المرتبة من التعظيم أفردها الاِسلام لله تعالى وحده، فنهى أن ينحني أحد أمام أحد احتراماً وتعظيماً، ولذلك تميّز الركوع بمرتبة أخص من الامتثال قياماً في الولاء والخضوع والتعظيم، فالقيام يقع كثيراً في يوميات الانسان، كالامتثال قياماً بين يدي الوالدين، أو بين يدي المعلم، أو الرئيس أو الملك، ولكن يحرّم الركوع لهؤلاء ولغيرهم ؛ لاَنّه من خصائص الخضوع لله تعالى.

ولهذا فقد اختصّ الله تعالى هذه الاُمّة بالسلام، وهي تحية أهل الجنّة، وحرّم عليهم ما كان شائعاً من مظاهر التحية كالسجود والانحناء والتكفير وغيرها من المظاهر التي لا تجوز إلاّ لله تعالى
حيث الحكم: فالركوع: موضع تعظيم الله تعالى، وتبطل الصلاة بعدم إتيانه أو بتكراره، ولو سهواً.

3 ـ السجود في الصلاة:
وهو موضع الدعاء وطلب الحاجات، ويعدّ غاية في الخضوع والتذلل والاستكانة.
إنّ العبد في حالة السجود يكون في تمام الذلة والخضوع لله سبحانه وتعالى، وإذا عرف العبد نفسه بالذلة والافتقار عرف ربه هو العلي الكبير المتكبر الجبار (1).
روي عن الاِمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال: « السجود منتهى العبادة من بني آدم » (2).
وعنه عليه السلام: « ما خسر والله قطُّ من أتى بحقيقة السجود ولو كان في عمره مرة واحدة، وما أفلح من خلا بربه في مثل ذلك الحال تشبيهاً بمخادع نفسه، غافلاً لاهياً عما أعدّ الله تعالى للساجدين من البشر العاجل، وراحة الآجل، ولا بَعُدَ عن الله أبداً من أحسن تقرّبه في السجود، ولا قَرُبَ إليه أبداً من أساء أدبه وضيّع حرمته بتعليق قلبه بسواه في حال السجود.. »(3)

والمراد في هذه الصورة المتحركة التي يرسمها هذا الحديث الشريف هو ضرورة حضور القلب في جميع أحوال الصلاة من أفعالها وأقوالها، وجدير بالتأمل أن ذلك يقتضي أن يكون الحضور حال السجود آكد ؛ لاَنّ حضور القلب في القيام ـ مثلاً ـ يقتضي الالتفات إلى مقام العبودية والربوبية، وفي الركوع يقتضي الالتفات إلى عظمة الرب وذلة العبد، وإلى أنّ الحول والقوة منفيّة عنه.
والحضور المناسب للسجود هو بالفناء عن الكلِّ والحضور عند الرب تعالى (1).
ولاَهمية السجود جعله الله تعالى واحداً من العلامات التي تميز عباده المخلصين، قال تعالى: ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) (2).

4 ـ هيئة السجود وحالته وذكره:

إنّ للسجود هيئةً وحالةً وذكراً، تنطوي على جملة أسرارٍ تتجلى للاِنسان المؤمن من خلال صلاته بمقدار درجة الاقبال وحضور القلب ووعي تامّ لما يقوم به من حركات وما يتلفّظه من كلمات.
أ ـ فهيئته: إراءة حالة التواضع وترك الاستكبار والعجب من خلال وضع الجبهة على الاَرض وإرغام الاَنف ـ وهو من المستحبات الاَكيدة ـ إظهاراً لكمال التخضّع والتذكّر والتواضع.
ب ـ وأما الحالة: فهي وضع أعضاء السجود السبعة على الاَرض، وبما أنّ تلك الاَعضاء تعدّ مظهراً لعقل الاِنسان وقدرته وحركته، فيكون إرغامها على التذلل والخضوع والمسكنة عبر السجود لله عزَّ وجلّ مظهراً من مظاهر التسليم التام له سبحانه، وهذا يعني شعور العبد بالندم والتوبة وطلب المغفرة والابتعاد عن الخطيئة بشتى أشكالها، ومع حصول تلك المعاني في نفس الساجد، فلا شكّ أنه سيشعر بحالة من الاُنس ورهبة حقيقية تمنعه من العدول إلى ارتكاب المعصية من جديد.

جـ ـ وأما الذكر: وهو ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ) فإنه متقوم بالتسبيح
جـ ـ وأما الذكر: وهو (سبحان ربي الاَعلى وبحمده) فإنّه متقوّم بالتسبيح ـ وهو التنزيه عن التوصيف ـ والتحميد، وذكره تعالى بأنّه العلي الاَعلى، والعلي من الاَسماء الذاتية لله تعالى (1).
وفي الحديث الشريف عن الاِمام الرضا عليه السلام: «.. فأول ما اختار لنفسه: العلي العظيم ؛ لاَنّه أعلى الاَشياء كلّها، فمعناه: الله واسمه العلي العظيم، هو أول أسمائه، علا على كلِّ شيء » (2).
د ـ ومن أسرار حركات السجود: ـ من الهوي إلى الاَرض، ثم استقرار الجبهة عليها، ثم رفع الرأس، ثم العودة إليها، ثم الرفع منها ثانية ـ استحضار دورة حياة الانسان كلّها منذ نشأته الاُولى من مادة الاَرض، وتكونه إنساناً يدبّ عليها، ثمّ عودته فيها بعد موته، ثم خروجه منها يوم البعث والنشور.
وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام أطراف هذا المشهد في جوابه العجيب عن سؤال سائل سأله، قائلاً: يا بن عم خير خلق الله، ما معنى السجدة الاُولى؟ فقال عليه السلام: « تأويله اللهم إنّك منها خلقتنا ـ يعني من الاَرض ـ ورفع رأسك: ومنها أخرجتنا، والسجدة الثانية: وإليها تُعيدنا، ورفع رأسك من الثانية: ومنها تخرجنا تارة اُخرى..»(3).

رابعاً: العلاقة العبادية بين الركوع والسجود:
ربما عبّر القرآن الكريم عن الصلاة كلّها بالركوع والسجود، قال تعالى: ( يا أيُّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون ) (2)
. ومثله ما حكاه القرآن من قول الملائكة لمريم: ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) (3).

ومع هذا الاشتراك بين الركوع والسجود، وكونهما مثالين لغاية التذلّل والتخضّع، ومقرونين بالذكر الخاص بكل منهما، لكن في السجود زيادة تخضّع ظاهرة، فبين الانحناءة ومدّ العنق وبين وضع الجبهة على الاَرض، مصحوباً بهذا الذكر الجليل «سبحان ربي الاعلى» فارق مرتبة جعل العبد في حالة السجود أشدّ قرباً إلى الله تعالى، وبه يتجلّى لنا معنى قوله تعالى: ( واسجد واقترب ) (1) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أقرب ما يكون العبد من الله عزَّ وجلَّ وهو ساجد » (2).
وعن ابي جعفر عليه السلام يوازن فيه بين الركوع والسجود، جاء فيه: «.. الركوع أول والسجود ثانٍ، فمن أتى بمعنى الاَول صلح للثاني، وفي الركوع أدب، وفي السجود قرب، ومن لا يحسن الاَدب لا يصلح للقرب،... فإنّ الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له ويهديهم إلى اُصول التواضع والخضوع بقدر اطلاع عظمته على سرائرهم » (3).

والحمد لله رب العالمين


التعديل الأخير تم بواسطة : حسين علي احمد ال جمعة بتاريخ 27-05-2012 الساعة 02:33 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم العيد في الاسلام حسين علي احمد ال جمعة المجلس الإســــلامي 6 18-09-2011 10:56 AM
الإحسان - مفهوم أوسع للكلمة. ليــه يازمـــن المجلس الإســــلامي 13 20-09-2009 01:29 AM
مفهوم المواطنة د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 15 11-06-2009 05:06 AM
مفهوم أدب الأطفال د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 4 08-05-2007 09:00 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 11:51 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع