آما آن لهذا الشعب أن يتفرج فقط ..؟
شهدت جلسة الأمس أخر فصول الحرب الخفية الملتهبة بين بعض أقطاب الأسرة ، حيث قرر رئيس الحكومة تحويل هذه الحرب من حرب خفية تدار بالباطن من قبل بعض أبناء الأسرة إلى حرب علنية لن تنتهي إلا بانتهاء أحد اللاعبين السياسيين الأساسيين لأبناء الأسرة ، حيث تمكن سمو رئيس الوزراء من قلب الطاولة على الوزير أحمد الفهد وحشره في زاوية ضيقة جدا وتركه وحيدا يواجه مصيره ..
ما حدث بالأمس انقلاب كامل على الوزير الفهد ، وهذا ليس بمهم ولكن ما يهم إن رئيس الوزراء قد تمكن من سحب بعض نواب الفهد وجرهم لكفته ، وكذلك ضمان مجموعة أخرى كانت نوعا ما ضد سمو الرئيس باتت اليوم معه بعد عقد صفقة تم بموجبها استبدال قوة الفهد التي يملكها من نواب بهؤلاء ليوازنوا الكفة فتغلب كفة الرئيس بعد أن كان تحت سيطرة قرارات الفهد بشكل دائم ، ولكنه فقط اليوم تمكن من التحرر ..!
الفهد اليوم في مأزق سيصارع فيه من أجل البقاء بعد أن كان الطرف الأقوى في صراع الأسرة ، وعلى ما يبدوا أن هناك اتفاق أو قرار اتخذ من قبل بعض أبناء الأسرة بإنهاء الفهد سياسيا في هذه الفترة على الأقل ، أو بشكل كامل ، لذا كانت مفاجأة اليوم التي لم تكن بمفاجأة لنا كوننا سبق وأن تحدثنا عنها وذكرناها خصوصا في موضوع " استجواب الفهد وكذبة التضامن الحكومي ..!"
الآن لم يعد أمام الوزير الفهد إلا أمران .. إما أن يستقيل ويتحكم بخيوط اللعبة من الخارج خصوصا وأنه يعلم إن الرئيس لم يستخدم بعد كامل أوراقه النيابية بل إن نوابا صوتوا مع الإحالة لو أمرهم الرئيس بالتصويت ضد الفهد سيفعلون دون تفكير ..
وإما أن يقرر الاستمرار والبقاء طوال الأسابيع القادمة على أمل أن يتمكن من التنسيق مع كتل المعارضة يعطيهم عدد من الأصوات لتأييدهم في كتب عدم التعاون مع الرئيس والإطاحة به في مقابل التصويت معه في استجوابه ، أو تأخيره في اللجنة التشريعية مدة طويلة ..!
وبموازاة ذلك كل يجب أن يعطي الفهد أوامره لكل من يحركهم أو يديرهم بالإيعاز لقواعدهم النزول للشارع في كل جمعة سيتم التجمع فيها للمطالبة بإسقاط رئيس الحكومة ، وهذا إن حدث سيؤثر كثيرا على سمو رئيس الوزراء خصوصا بعد استخفافه بالألفين الذين نزلوا الجمعة الماضية ..
فالفهد يسعى لأن يحشد عدد مضاعف للعدد السابق ، وسيدفع نحو النزول الكثيف للشارع ، وهذا الأمر سيكون من صالح الشعب الكويتي الذي يريد رحيل سمو رئيس الوزراء ، وبالتأكيد لن يجد فرصة أفضل من هذه الفرصة للحشد وهو يعلم إنهم بحاجة إلى كم يدعم تحركهم بالخفاء ودون طلب منهم أو حتى علمهم ، ولكن هو سيحاول أن يكون الحضور كبير وبشتى الطرق ..!
وللعلم وحتى لا يظن سمو رئيس الوزراء إنه انتصر فالفهد لا يزال يمتلك ورقة لعب بعد خروج الاستجواب من التشريعية وهي تأجيله لمدة أسبوعين ، وهو ما يعني أن رئيس الوزراء سيجد نفسه ملزم لتحويل استجوابه إلى اللجنة التشريعية ليبيت فيها مدة من الزمن ..
وهنا سيوصل الفهد رسالة مباشر للمواطن وللشعب الكويتي إن سمو الرئيس يستخف بالدستور مما سيخلق ضده رأي عام حانق أكثر مما هو اليوم ..
إن ما حدث اليوم كشف للشعب كافة إن علة الكويت لم تكن يوما ما من نواب التأزيم كما يسميهم البعض ، بل علة الكويت اليوم بصراع بعض أبناء الأسرة على المنصب الذي يريده كل منه لنفسه ، فلا أحد من هؤلاء البعض حمل هموم الشارع ، ولم يراعي في هذا الشعب إلا ولا ذمة ، بل نظر كل منهم إلى مصالحه الشخصية الضيقة ونسي مصلحة الكويت ، ولا نعفي في حديثنا هذا البعض من النواب وكذلك البعض من أبناء هذا الشعب الكريم ، ولكن ما هو مهم اليوم إن الحقيقة تكشفت ويجب على الشعب الكويتي أن لا يجعل من نفسه طرفا في هذا الصراع ، وأن لا يكون وقودها عبر استخدامه لصالح أي من هذه الأطراف .. ويحق لنا أن نسأله السؤال المهم ..
أما آن لكم أيها الشعب أن تتفرجوا بدلا من أن تكونوا سلاحا يستخدمه أي من هذه الأطراف لمصلحته ضد الآخرين ..؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...