مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2012, 01:10 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
كيف نعصي الله بنعمه؟

كيف نعصي الله بنعمه؟

يتقلب الإنسان في نعم الله منذ أن يفتح عينه على الحياة وحتى آخر رمق يعيشه. فكل ما بين يدي البشر هو نعمة من الله، ولذلك حق على الإنسان أن يشكر الله تعالى على نعمه، وفي الحد الأدنى أن لا يستخدم هذه النعم التي انعم الله بها عليه في معصيته سبحانه وتعالى. إن فطرة الإنسان تدفعه للإحسان لمن أحسن إليه، وعقله يوجب شكر المنعم، فإذا أنعم أحد على أحد آخر بشيء فإن العقل يوجب شكره، وقبيح عقلا ومستنكر وجدانا أن يقابل المحسن بالإساءة، والمنعم بالجحود، والأشد قبحا أن يستخدم الإنسان الإمكانات التي أنعم بها أحد عليه في الإساءة لهذا المنعم. هذا المبدأ يجب أن يكون حاضرا في نفس الإنسان ضمن علاقته بالخالق المنعم جل وعلا.

ينبغي للمرء أن لا يعصي ربه عز وجل. فإذا همَّ بمعصية فلا يليق أن يعصى ربه بالنعم التي أنعم بها عليه، من هنا يأتي السؤال؛ وهل عند الإنسان شيء من خارج نعم الله؟ فكل جوارحك أيها الإنسان نعم من الله، فالعين التي تعصي بها ربك من خلال نظرة الحرام، من أعطاها قدرة البصر؟ وكذلك سمعك ويدك، وقدمك، وجميع جوارحك وغرائزك، فكل ذلك من عند الله، فكيف يسمح لك وجدانك وعقلك أن تقابل الله تعالى بالمعصية من خلال النعم التي أنعم بها عليك؟

تلفت الروايات الشريفة نظر الإنسان إلى عجزه عن الخروج عن سلطان الله ونعمه التي لا تحصى. ويروى في هذا الشأن عن أمير المؤمنين : (أقل ما يلزمكم لله سبحانه ألا تستعينوا بنعمه على معاصيه)[1] ، روي أن الحسين بن علي جاءه رجل وقال: أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة فقال : (افعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت، فأول ذلك: لا تأكل زرق الله وأذنب ما شئت، والثاني: اخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت، والثالث: اطلب موضعا لا يراك الله وأذنب ما شئت، والرابع: إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت، والخامس: إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار وأذنب ما شئت)[2] فاتعظ الرجل وأناب. ولذلك على الإنسان ان يتوقف وأن يتأمل تجاه أي داع من دواع المعصية.

ان هذه النعم التي أعطاها الله البشر في هذه الدنيا، إنما هي جزء ضئيل جدًا من النعم الكبيرة التي اذخرها لهم في الآخرة. لقد خلق الله تعالى الناس في هذه الدنيا حتى يمتحن مدى جدارتهم واستحقاقهم لتلك النعم المدخرة لهم في الآخرة. فإذا تصرفوا في هذه الدنيا على نحو جيد، و لم يستخدموا هذه النعم -على أقل تقدير- في معصية الله، فإنهم يثبتون استحقاقهم وأهليتهم لتلك النعم الكبيرة العظيمة في الآخرة. وذلك يشبه تماما كما لو أن جهة ما استضافتك لمدة أسبوع في قصر منيف وجُعل كل شيء فيه طوع يديك، ثم قالوا لك: سنرى بعد أسبوع واحد كيف تعاملت مع هذه النعم التي وضعناها بين يديك، فإذا تصرفت بشكل جيد ولم تخالف النظم والقوانين، فسوف نعطيك أفضل منه مليون مرة، وستمكث فيه حينذاك طيلة حياتك، وليس أسبوعًا فقط، فهل هناك عاقل يختار أن يأنس بالاستجابة لرغباته لأسبوع واحد فقط ثم يكابد الشقاء طوال حياته، لا لشئ إلا لمجرد استسلامه لداعي الرغبة، فيفوت بذلك على نفسه النعم المقبلة طيلة حياته.

ان ما سبق كان مجرد مثال لتقريب الفكرة للاذهان، فكل ما في هذه الدنيا، نعم محدودة قليلة مؤقتة. فالله تعالى يخاطب الناس دائما في محكم آياته بأن هذه النعم التي تأنسون بها في الدنيا، هناك في الآخرة ما هو أفضل منها أضعافا مضاعفة، فالمطلوب منكم فقط أن تحسنوا التصرف في هذه النعم في الدنيا، فأنتم هنا في مقام الاختبار، وعليكم أن تختاروا، فهل من عاقل يفوت تلك النعم العظيمة مقابل شيء زهيد في الدنيا.

وقد ورد في الأحاديث الشريفة ذكر الكثير مما أعده الله تعالى لعباده الصالحين في الآخرة. جاء عن رسول الله : (لموضع سوط في الجنة، خير من الدنيا وما فيها)[3] ، وورد عنه : (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)[4] . وفي حديثه اشارة إلى أن نعماً كثيرة لا يمكن وصفها، وحياة مستمرة دائمة لا ينقطع أمدها، وجميع ذلك في مقابل شئ واحد فقط، وهو أن ينال كل منكم اجازة مرور حتى يحظى بتلك النعم. وهذه الاجازة لا تعدو عن تجنب المعاصي في الدنيا، كما جاء في الآية الشريفة ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً﴾، وفي آية أخرى ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾.، كما ورد عن الإمام علي : (لن يحوز الجنة إلا من جاهد نفسه)[5] . ان على الإنسان أن يضع أمام نفسه هذه الحقيقة كلما دعته نفسه لمعصية، فلا ينبغي أن يفوت على نفسه ذلك النعيم الأبدي المقيم من أجل شهوات زائلة. المطلوب منك أيها الانسان أن تواجه شهواتك في الدنيا حتى تحظى بلذات ونعم الآخرة العظيمة.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-04-2012, 06:48 PM
‏سلامي للاحبة ‏سلامي للاحبة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 15
‏سلامي للاحبة is on a distinguished road
رد: كيف نعصي الله بنعمه؟

جزاك الله خير على ما قدمت وبارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-05-2012, 07:50 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: كيف نعصي الله بنعمه؟

جزاك الله الخير على المرور

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فمآن آلله وعسى ربي يسير آحوآلكـّ }... باشة الغيد بوح المشاعر 6 09-03-2010 03:22 PM
اهل العقول بنعمه مبارك الجوفان المجلس العــــــام 6 07-07-2008 06:48 AM
مانعزي فيك بس شعب الكويت ** بل نعزي الطيب لما الرمز راح مبروك بن ماضي المجلس العــــــام 8 02-03-2006 05:48 PM
(من نعزي فيك ) نافع الطواله المبرقعه المجلس العــــــام 2 02-03-2006 05:43 PM
هذا اول مشاركه لى ... وعسى تعجبكم السحامى مجلس عيون الشعر النبطي 6 17-09-2005 06:45 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:45 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع