مجالس العجمان الرسمي


المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2012, 01:47 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
خيركم لأهله

خيركم لأهله

تمثل العائلة، الدائرة الاجتماعية الأقرب للإنسان. فمتى ما كانت الأجواء السائدة في العائلة طيبة كان الإنسان أكثر سعادة وسروراً، أما إذا كان الوسط العائلي مليئا بالتوترات فهذا يجعل حياة الفرد أكثر انزعاجا ونكدا.

فهناك ما يريح الإنسان ويسره، وهناك ما يزعجه ويؤذيه، وكلما كان الوضع السار أقرب إلى الإنسان جعله أكثر سرورًا، والعكس بالعكس. وذلك يشبه تماما تعاطي الإنسان مع مصادر الروائح، فالرائحة الطيبة العطرة يرتاح لها الانسان ولذلك يقربها من أنفه، وعلى العكس من ذلك إذا شم رائحة كريهة فإنه يحاول أن يبتعد عنها لأنها تؤذيه. من هنا ينعكس تأثير العائلة على الفرد على نحو مباشر لأنها الدائرة الأقرب له، فهو يعيش معها تحت سقف واحد، وتتشابك مصالحه معها، ويتأثر بوضعها، كما تتأثر العائلة بوضع أي فرد من أفرادها.

لقد وردت العديد من النصوص المؤكدة على الاهتمام بالعائلة على نحو خاص. ذلك لأن سلامة الوضع العائلي سينعكس ايجابا على السلامة النفسية والصحية للفرد. فقد ورد عن جعفر (من حسن بره بأهله زاد الله في عمره)[1] ، ومضمون ذلك أن علاقة الإحسان والبر بالعائلة تؤدي بطبيعة الحال لارتياح الإنسان مع عائلته وهذا ينعكس على حياته العامة، وفاعليته وعطائه في الدراسة والعمل، وحتى الأخلاق والتعامل مع الآخرين، فالحالة العائلية السليمة منها يتعلم الإنسان، وتتعزز عنده الأخلاقيات والسلوكيات والآداب العامة. اذ يتأثر الفرد بالسلوك والأخلاق والحالة السائدة داخل عائلته.

إن مسؤولية صناعة الأجواء الإيجابية داخل الأسرة تقع على عاتق جميع أفراد العائلة. فليس من الصحيح تقاذف المسئولية بين أفراد العائلة، سواء بين الزوج والزوجة أو الأولاد، بل العكس هو الصحيح، أي أن الجميع مسؤول عن توفير الأجواء الإيجابية. من هنا جاء الخطاب النبوي موجها للجميع، فقال (خيركم ـ يعني أكثركم خيرًا ـ خيركم لأهله)[2] ، وتأتي أهمية هذا الحديث النبوي، انطلاقا من مشكلة شائعة مفادها، اصابة بعض الناس بالازدواجية في الشخصية، فمثل هؤلاء غالبا ما يتقمص مع الناس دور الشخصية اللطيفة الطيبة، فيما يتقمص داخل المنزل ووسط العائلة شخصية أخرى مغايرة. ولذلك يتملكنا العجب في بعض الأحيان حين تصلنا شكاوى عائلية ضد أشخاص معروفين في الأوساط العامة بحسن الأخلاق، فكيف تشكو منهم زوجاتهم وعوائلهم!، وعند الفحص سرعان ما يتبن لنا أن هناك ازدواجية في الشخصية لدى هذا الشخص أو ذاك تدفعه باتجاه التعاطي على نحو مختلف داخل الأسرة عنه في خارجها، الأولى أن تكون شخصية المرء مع أهله أفضل منها مع الناس، وبذلك يفخر رسول الله (وأنا خيركم لأهلي). ومثل ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين في وصيته لابنه الحسن (لا يكن أهلك أشقى الخلق بك)[3] .

ثمة العديد من التوجيهات الإسلامية التي ترمي لإنجاح العلاقات العائلية، ومنها:

أولا: الاهتمام بالعلاقة مع العائلة:

تشدد التعاليم الإسلامية على ايلاء الفرد اهتماما أكبر بحسن علاقته بالعائلة، أكثر من علاقته مع الناس. غير أن البعض يمارس العكس، كما لو كانت العلاقة مع العائلة شيئاً كمالياً! وهذا بخلاف تعاليم الإسلام التي توجه الإنسان إلى أن يعطي هذا الجانب أهمية كبيرة، بل إن بعض النصوص ترى أن حسن العلاقة مع العائلة أفضل من كثير من العبادات، والأعمال الصالحة. فقد ورد عن رسول الله (جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا)[4] ، وعنه (أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها)[5] ، فالمرأة التي تهتم بالزيارة وحضور المجالس الدينية وكثير من العبادات، عليها أن تعلم أن أعظم الناس حقا عليها هو زوجها، وعن الإمام الباقر (لا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها عنها، ولما ماتت فاطمة قام عليها أمير المؤمنين وقال: اللهم إني راض عن ابنة نبيك)[6] . وكأن غرضه أن يبين أن حالة رضا الزوج عن الزوجة له أهميته قصوى حتى بالنسبة لامرأة عظيمة كفاطمة . وورد عنه (ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها)[7] .

وكذلك على الجانب الآخر، فقد شددت النصوص على ضرورة اهتمام الرجل بأهله. فقد ورد عن رسول الله (أوصاني جبريل بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة)[8] ، وفي حديث عنه (من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه. وعلى الرجل مثل ذلك الوزر إذا كان لها مؤذيا ظالمًا)[9] . لقد جاءت جميع هذه النصوص لغرض التأكيد على أهمية العلاقات العائلية وأولويتها في حياة الأفراد.

ثانياً: الخدمة داخل العائلة:

إن أحد عوامل نجاح العلاقة العائلية، هو بلوغ أفراد الأسرة حد التباري في خدمة بعضهم البعض. وذلك بأن يعمل الرجل على خدمة زوجته وأبنائه، فيما تقوم الزوجة والأولاد بخدمة الأب. يقول النبي فيما روي عنه (لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة)[10] ، وفي حديث آخر عنه (إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر)[11] ، وورد عنه (إن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله)[12] . فلا ينبغي للرجل أن يجلس في البيت وكأنه جلالة الملك يأمر وينهى فقط، لأن في خدمته لعياله أجراً كبيراً.

ثالثاً: التنازلات المتبادلة

على غرار باقي العلاقات، تبقى العلاقة العائلية خاضعة لمعايير العلاقات البشرية بما يعتريها من أخطاء. فوقوع الأخطاء من أفراد العائلة هو أمر طبيعي نتيجة الغفلة أو نحو ذلك، ولذلك ينبغي على الفرد من العائلة أن يكون مرنا في تقبل الأخطاء، وليس من الصحيح أن يتحلى بعض الناس بالمرونة في تقبل أخطاء الآخرين خارج البيت، فيما يصعب عليه تقبل ذلك من أفراد عائلته، فهذا خطأ كبير. فقد ورد في هذا الصدد عن الإمام الباقر القول (إني لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي على ما هو أمر من الحنظل، إنه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم ودرجة الشهيد)[13] . إن على لإنسان أن يتحلى بمزيد من التحمل تجاه المشاكل العائلية. وورد عن رسول الله (ألا ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلقوأحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين)[14] . وقد ضرب أروع الأمثلة في التعامل مع عياله، ومن ذلك ما رواه أخوتنا أهل السنة في مصادرهم بسند جيد، حيث روى أبو يعلى بسند لا بأس به وأبو الشيخ بن حيان بسند جيد قوي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت كان في متاعي خف وكان على جمل ناج وكان متاع صفية فيه ثقل، وكان على جمل ثقال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حولوا
متاع عائشة على جمل صفية، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب"، قلت: يا لعباد الله، غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أم عبد الله، إن متاعك فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل، فأبطأ الركب فحولنا متاعها على بعيرك وحولنا متاعك على بعيرها، قالت: فقالت: ألست تزعم أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أوفي شك؟ أنت يا أم المؤمنين يا أم عبد الله، قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهلا عدلت وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أي حدة، فأقبل علي فلطم وجهي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مهلا يا أبا بكر"، فقال: يا رسول الله، أما سمعت ما قالت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الغيري لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه، ورواه الإمام أحمد بسند لا بأس به عن صفية رضي الله تعالى عنها)[15] . والشاهد فيه موقف رسول الله(ص ) من زوجته وكيف تلمس لها العذر.

ينبغي أن يتحلى المرء بالمرونة في علاقاته العائلية وأن لا يقف متصلباً عند الأخطاء. فتحمل الأخطاء هو أحد عوامل قيام الحياة العائلية السعيدة، أما إذا تمسك كل طرف في العائلة بموقفه المتعنت من الآخر، واختار التعامل بشدة مع الطرف المخطئ، هنا لا تنتظم الحياة العائلية. ولذلك يقول تعالى عند تناول الحياة العائلية ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾. والمودة هي المحبة بينما الرحمة تعني العطف والشفقة في حالة الضعف والحاجة، ولذلك. على كل منا أن يهتم بصناعة جو سعيد في عائلته، وأن يجعل هذه الدائرة في حياته الأكثر اهتماما في تعامله والأوفر نصيبا من إحسانه.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المهتمين والملتزمين بتعاليمه وأحكامه.

والحمدلله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-03-2012, 11:48 PM
الصورة الرمزية ناصر الغيثاني
ناصر الغيثاني ناصر الغيثاني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 49
معدل تقييم المستوى: 0
ناصر الغيثاني is on a distinguished road
رد: خيركم لأهله

حسين بن علي

لاهنت على الطرح الجميل تقبل مروري

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-03-2012, 01:52 AM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: خيركم لأهله


عليك الصلاة والسلام يا رسول الله .

جزاك الله خير

حسين علي احمد ال جمعة

وشكرا لك على المعلومااات المفيدة وفي ميزان حسناتك


دمت بحفظ الله.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-03-2012, 07:47 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: خيركم لأهله

جزاكم الله الخير على المرور .

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السهم يعود لمساره ... مشتاقا لأهله و داره ... السهم مجلس الترحيب والتهاني 47 13-02-2010 07:16 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:04 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع