(( نحن مابين طول الأمل والندم ))

[سراب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع تكملة لـ:
(( نحن مابين المنية ورمضان ))
---
{أَوْلى لكَ فَأَوْلى * ثُم أَوْلى لكَ فَأَوْلى} من سورة القيامة
هنا: كلمات وعيد للإنسان .. كررها الله تعالى لتكرير وعيده .. ثم ذكر الإنسان بخلقه الأول:
{أيَحْسَبُ الإنسانُ أن يُتْرَكَ سُدَىً} من سورة القيامة
أي: مُعطلاً (مُهملاً) ، لايُؤمر ولايُنهى ، ولايُثاب ولايُعاقب؟ وهذا حسبانٌ باطل ، وظنٌ بالله بغير مايليق بحكمته .. جل جلاله

..( تخيلوا معي لبرهة ) ..
لو تُركنا في هذه الدنيا بلا تشريعات .. وبلا ضوابط .. ولا يوجد شيء إسمه حراام ..
بعلم الإنسان الناقص ، هل سيستطيع مُجابهة المجهول ؟؟
وبلا هدف سامي من الحياة ، أسيكون هناك طعم للحياة أصلا ؟؟
وبلا ضوابط ، أيستطيع أن يكون عادلا في حق نفسه وفي حق غيره أكثر من الله تعالى ؟؟
لاطبعا !
إذاً..ألن يكثر الظلم..الجشع ..الفساد..وامور أخرى لايعلمها إلا رب العباد..وذلك إن عشنا بلاهدف وبلا تشريعات وبلا دين ؟؟

..( لتقريب الصورة أكثر )..
تعرفون بعض الشعوب الغير مؤمنه بوجود الله تعالى وتعبد مادونه ..
تخيلوا وكأنها سادت العالم! ولاوجود للإسلام مطلقا!
مخيف .. ومؤلم .. أليس كذلك؟؟

لكن كل ماتخيلناه وهم .. إذ إننا بفضل الله تعالى نعيش بسنن وتشريعات لايجب علينا مخالفتها .. وهذا من رحمته سبحانه
الله سبحانه وتعالى يعلم أين هي مصلحة إبن آدم بعكس إبن آدم .. ومصلحتنا وقبلها سعادتنا بقربه

إذاً.. كيف لجاهل أن يبتعد عن الله وهو من خلقه ؟؟ ..
بل يتجنب ماهو خير له .. ويركض للأسف وراء ماهو شر له .. من ملذات الدنيا الفانية ؟؟

..( تذكر! )..
تقرب إلى الله..تزداد بعداً عن الرذيلة
الله <<<<(المؤمن)...................................... ..............الشيطان
وإقترب من الشيطان..تزداد بعداً عن الفضيلة
الله...........................................(العاصي والكافر) >>>> الشيطان

الموت لايستأذن ليأخذ روحك .. بل إنه يأتي بَغتةً!
ستقول: غداً سأتوب ، أو سأبدأ في رمضان توبتي ؟
إحذر من طول الأمل .. اليوم أنت حي ربما غداً ميت وفي لمح البصر!

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال:
(( كُنْ في الدنيا كأنَك غريب أو عابِرُ سَبيلٍ ))

..( إذاً إستيقظ ! )..
العمر مهما طال فهو قصير .. ومهما طال سيقربك من الموت أكثر!

إن الخلود في الدنيا مُحال .. فباب الموت لابد أن يعبره كل من عاش في دنيا العبر
لاتأمن الموت في حظ ولانفس .. وإن تمنعت بالحجَّاب والحرس
واعلم بأن سهام الموت قاصدة .. لكل مذرع منها ومترس

لايوجد بعد الموت .. راحة .. لكن بعد الموت .. سؤال
سؤال عن ماذا ؟؟!!!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تزول قدما إبن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وماذا عَمِل فيما عَلم ))

إن أردت التوبة .. أنت تعرف أين هو طريقها .. ولاتضحك على نفسك بتأجيلها ..
بل إبدأ الآن ..فطريق الهداية .. أبوابه معروفه!
لم أرى في عُيوب الناس عيباَ .. كنَقصِ القادرين على التّمامِ
أنت قادر فلا تتعذر بالعجز!

الله يفرح بتوبة عبده .. فالله توابٌ رحيم
عن أبي حمزة أنس بن مال الأنصاري خادم الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول- صلى الله عليه وسلم:
(( لَلَهُ أفْرحُ بِتوبة عَبْدِهِ من أحَدكم سقط على بَعيرهِ وقد أضَلَّه في أرضٍ فَلاَةٍ ))

بقربك من الله .. وبطاعتك له ..
تجد راحة البال .. وصفاء النفس .. وتعيش بلا تأنيب ضمير .. ولا ضياع
راحة البال..سعادة ولو على رؤوس الجبال
وتعاسة الحال..همٌ ولو ملكت خزائن المال

في النهاية إستغفروا الله من كل ذنب .. وتوبوا له
وسارعوا لتبديل سيئاتكم حسنات بإذن العلي العظيم
ولايغرنكم سعادة الذين تشبثوا بالدنيا .. إنهم يعيشون وهماً .. وكونوا ثابتين ..
عندها تلقون ربكم في جنات الخلد بإذن الله

vv
v
إحتمال في تكملة .. مادري والله
أختكم/ سراب

	شكرا لكل من ساعدني في مراجعة هذه المقال من صديقاتي وأخواتي في الله .. فجزاهن الله خيراً للعلم .. (تفسير الأيات من سورة القيامة من كتاب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان") .. أسأل الله تعالى أن يجمعنا في جنات النعيم .. وأن يبلغنا رمضان أعواما عديدة