ضرب شباب القبائل بعضهم في بعض ( مقال الدكتور محمد عبد القادر الجاسم )

[سياسي محنك]

ألم في صدري!

(1) طوال السنة الماضية، ومنذ بداية تعرضي لحملة الملاحقة السياسية بذرائع قانونية في شهر أكتوبر 2009، لم أشعر بالضيق كما شعرت الأسبوع الماضي.. عام كامل مضى واجهت فيه 19 بلاغا قدمت في مخافر الفردوس والصالحية والخالدية والروضة والنيابة العامة.. محاكمات مستمرة تصل إلى أربع محاكمات في اليوم ذاته.. في محكمة الرقعي وفي قصر العدل.. حجز في المباحث الجنائية وحجز في مباحث أمن الدولة وحبس في السجن المركزي.. ورغم ذلك كله لم أشعر بالضيق كما شعرت الأسبوع الماضي.. قسما بالله العظيم أنني كنت خلال الأيام الماضية أشعر بألم شديد وكدر لا حدود له.. كان قلبي يعتصر ألما.. ضيق وحسرة وحزن على ما آلت إليه الأمور في الكويت.. ومع الأسف الشديد لا أستطيع كشف ما حدث وما سبب لي ذلك الألم الرهيب فالقانون يمنعني من جهة ولا أريد إلقاء نفسي في التهلكة من جهة ثانية.. لست خائفا من إعادتي إلى السجن إطلاقا، فهذا قدري كما تأكد لي الأسبوع الماضي.. لكنني أخشى على بلادي من الظلم السافر والجور العظيم الذي يمارس باسم القانون زورا، وبحجة حماية مقام صاحب السمو أمير البلاد وتحت مظلة اسمه وسموه منهم براء.. القضية ليست قضية شخصية تمس محمد الجاسم فقط، فاليوم أنا وفي الغد أحدكم!

قرائي الأعزاء.. لست ممن يخشى المواجهة، ولا أتراجع عن مبادئي وآرائي تحت ضغط الملاحقة السياسية، ومستعد لتقديم كل ما يتطلبه الثبات على الموقف، ولا أحسب حساب خسارتي الشخصية ولا ما تتعرض له أسرتي من إرهاق وتعب بسبب الملاحقة السياسية.. وعلى الرغم من أنني نجحت في صد الظلم وأعدت الأمور إلى نصابها القانوني السليم على الفور بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبقوة الحجة وبسلامة الموقف القانوني، إلا أنني أشفق على بلادي الكويت ومستقبل شبابها.. فأن تصل الأمور إلى تلك "المواصيل" التي شهدتها الأسبوع الماضي، فهذا ما لم أتخيله إطلاقا. قرائي الأعزاء.. أرجو أن تعذروني على تأخري في كتابة المقال وعلى توجيه خطابي لكم في هذا المقال، فقد احتجت إلى التأمل فيما حدث، وها أنا أتواصل معكم للتنفيس عن بعض الضيق الجاثم على صدري، واعذروني على عدم نشر التفاصيل.

(2) على أية حال.. بلغني أن المرحلة القادمة قد تشهد "نقلة نوعية" في مخطط تفتيت المجتمع الكويتي، فبعد محاولات ضرب العلاقة بين "السنة" و"الشيعة" ثم "الحضر" و"البدو"، جاء دور "ضرب" القبائل بعضها ببعض من خلال "إحياء" محطات تاريخية يضاف إليها "بهار سياسي" بهدف خلق العداء بين القبائل وإلهاء شباب القبائل بأنفسهم. ونظرا لدناءة المخطط وخطورته، رغبت في الكشف عنه بهدف تنبيه شباب القبائل مبكرا وأملا في القضاء عليه في مهده.

(3) يقول لصاحبه: "إذا جدك ما استغنى أيام الغوص والسفر.. وإذا أبوك ما استغنى أيام التثمين.. وإذا انت ما سويت فلوس أيام المناخ.. ولا استغنيت أيام إعادة إعمار الكويت.. وإذا ما اشتغلت مع الجيش الأمريكي أيام الحرب على العراق.. وإذا ما حاشك طشار "هاليبيرتون" ولا المدفع الصيني ولا القرض الروسي.. وإذا ما ضبطت أمورك لما ناصر المحمد صار رئيس وزرا.. فلازم تستغني ألحين لأن "التنمية" هالأيام "ترش رش".. وإذا ما استغنيت ولا "تنميت" هاليومين، فأنت، ولا مؤاخذة، (ح...)"!


8/11/2010