الموضوع: راقب الله
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24-03-2012, 03:38 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: راقب الله

عن أمير المؤمنين علي عليه السلام : من راقب العواقب سلم من النوائب

شرح الحديث :

كل يوم نترقب ونراقب :
لوحة كريمة فيها معرفة تخلصنا من النوائب ، لأنه من كلام الهداة ومعرفي دينا الله الصائب ، والذي من يعمل به يسلم حين يتعلمه وهو له مود وحاب ومقارب ، لأنه علم حق مؤيد من الله وهو لعباده محافظ ومراقب ، فينصر من يطلب الحق من دينه ولا يكون لهداه مجانب ، ومن يعلم بمعارف الرب ويتوكل عليه فهو لحفظه وتأييده طالب ، فيوفقه الله سبحانه لكل خير وصلاح وفوز ونجاح و له أعلى نعيم واهب ، فلا يخف من يعمل بهدى الله حقا سوء العواقب ، بل يسلم بحق من النوائب ، وله عاقبة حسنه ونعيم كله خير وهو في طيب وله طوبى وكل رائق وطائب ، وله المزيد من رضى الله وجزاءه الحسن في الدارين ويجازينه بأجمل الفضائل والمناقب .

فحتى في الدنيا :
من يراقب أحواله ويعرف شأنه لا يكون عن حظه وما تصير إليه الأمور غائب ، بل ينظر للمستقبل ويقدر بحسن التقدير كل ما يوصله بحق وحلال لزينة الدنيا والمناصب ، بل يستطيع من يفكر بالحسنى ويعمل الخير أن يكون للإخوان والأصدقاء رفيق ويجذب الحبايب ، فما أحسن تعليم أئمة الحق حين ينبهونا لحسن النظر للمقصد من العلم والعمل وللغاية وللعواقب ، ولا نقدم إلا بعمل حسن خير وذو منفعة قد أيدته التجارب ، وأن نتفكر بغرض كل عمل بحسن التقدير حتى يكون علمنا وعملنا في أحسن المطالب ، فتكون له أفضل الغايات وأحسن الأغراض وأكرم النتائج حقيقة وقالب .

وأما من يخالف هدى الله : ولا يرجع له تائب ، فهو حتى إن ملك الدنيا فله المصائب ، لأنه بنعم الله يعصي والله به عالم وله مراقب ، وأنه لا خير في عمل لا يطلب به الله والله له عائب وثالب ، فلا يكون له في العاقبة والأخرى بل والدنيا إلا المتاعب ، ومشاكل وبلايا في الدنيا وفي الآخرة عذاب شديد لا يمكن لطاغية له أن يجانب ، ولا يكون ولا يمكنه من حرمان الله وعقابه وحسرة الندم والتأسف والتقصير والعصيان هارب .

لكل إنسان أن ينظر ويفكر قبل كل علم وتعليم وعمل وتصرف بالغاية منه وبالنتيجة وما له من العواقب ، ليعمل الخير ويترك الشر ويسلم في الدنيا والآخرة من كل النوائب ، فيا حسن وجمال من كان عامل بالطاعة وطالب للخير والحلال والطيب المباح ولربه تائب ، ولا يعمل الشر ولا يصاحب الأشرار ولا يطلب الحرام حتى لا تحصل له سوء العواقب والنوائب والمصائب .


بارك الله بجهودك الطيبة ياختي الكريمة


التعديل الأخير تم بواسطة : حسين علي احمد ال جمعة بتاريخ 24-03-2012 الساعة 03:49 PM.
رد مع اقتباس