بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالك عن غزوة تبوك
أولاً غزوة تبوك (العسرة )استعداد المسلمين للغزوة :بعد أن فتح المسلمون مكة وانتصروا في حنين ودخلت الحجاز تقريباً في الإسلام خشي العرب التابعون للروم قوة المسلمين ، وبدوا يستعدون مع الروم لضرب المسلمين فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى أن الوقت مناسب لنشر الدين القويم شمال الجزيرة العربية ، وإظهار قوة المسلمين لمن هناك من العرب والروم .وهكذا أصبح كل من الفريقين مهيئاً للتحرك العسكري ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتجهيز للغزو .. كان الجو حاراً والأرض جدباء ، والناس في عسرة والمسافة بعيدة ، والعدو قوياً فحث الناس على البذل في تجهيز الغزاة فتسابق المؤمنون للبذل ودفع أبو بكر ماله كله في سبيل اله وعمر نصف ماله وأنفق عثمان نفقه كثيرة.أحداث الغزوة : سار النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين من المدينة في رجب من السنة التاسعة للهجرة حتى وصل إلى تبوك وكان الروم وأتباعهم من العرب قد رأوا المسلمين الذين لم يتجاوز عددهم ثلاثة آلاف مقاتل في سرية مؤته .نتائج الغزوة : أقام النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك عشرين يوماً عقد خلالها معاهدات مع أمراء تلك الجهات على أني دفعوا الجزية ووجه خالد بن الوليد بفرقة من الجيش إلى دموة الجندل فتتحها ..ثانياً وفود القبائل والإعلان عن إسلامها :لقد أدركت فئات من قبائل الجزيرة العربية قوة المسلمين خاصة بعد صلح الحديبية فانضمت إليهم ولما تم للمسلمين فتح مكة والانتصار في حنين أدركت كل قبائل الجزيرة العربية قوتهم ثم ازداد إدراك القبائل لتلك القوة عندما تمكنوا من تحدي الروم واتباعهم في غزوة تبوك .ثالثاً : المسلمون واليهود :موقف اليهود من الإسلام :كان اليهود قبل الإسلام يفخرون على العرب بأنهم أهل كتاب يعتنقون ديناً منزلاً من عند الله وكان يقولون إن نبياً سيبعث قريباً سيكون النصر لمن اتبعه فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من العرب ساءهم ذلك ولم يؤمنوا بنبوته ..وبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة التي كان فيها من اليهود (بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريضة ) حاول النبي أن يقيم علاقات حسنة مع أولئك اليهود وكتب بينه وبينهم كتاباً بشرط أن يقفوا مع المسلمين ضد أعدائهم ، لكن اليهود قابلوا الحسنى بالإساءة والوفاء بالغدر ، فأنكروا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم..