عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20-07-2007, 04:48 PM
المسافر المسافر غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 461
معدل تقييم المستوى: 20
المسافر is on a distinguished road
رد: مقالات الجاسم (متجدد)

إصلاح بيت الصباح!



أظن أننا لا نختلف حول "تصدع" أوضاع الأسرة الحاكمة في الكويت. كما أظن أننا لا نختلف حول تزايد احتمالات "تصاعد" المواجهة بين "فصائل" الأسرة الحاكمة قريبا. كما أظن أننا لا نختلف حول الضرر الذي لحق بمركز الأسرة الحاكمة من جراء تضارب الأجندات الخاصة في صفوفها، أو الضرر الذي سيلحق الأسرة الحاكمة حين يرتفع سقف الخلاف وتتنوع أدواته!

من جهة ثانية أظن أننا لا نختلف أيضا حول حقيقة تأثر الحالة العامة في الكويت بوضع الأسرة الحاكمة وتبعية هذا الوضع لحالة "التفاهم أو الخلاف" التي تسود وسط الأسرة الحاكمة. فنحن نعلم أن الشيوخ يديرون معاركهم السياسية بواسطة نواب وكتاب، وهم ربما المحرك أو المغذي الرئيسي لمشاهد "المصارعة السياسية" التي نراها بين حين وآخر. وبالطبع هناك أكثر من جهة أو محور من خارج الأسرة الحاكمة لديها مصالح وطموحات تسعى لتمريرها من خلال حالة الصراع والقلق التي تمر فيها البلاد.

ولو أننا اقتربنا أكثر من مركز الصراع، فإننا سنجد أنه على جبهة الأسرة الحاكمة هناك فريق الشيخ أحمد الفهد الذي يضم عدد محدود جدا من الشيوخ الصغار من ذرية مبارك ممن لا تأثير لهم، كما يضم عدد من شيوخ الفروع غير الحاكمة ممن يعتقدون أن الشيخ أحمد الفهد قادر على تحقيق مصالحهم. كما يضم هذا الفريق عدد كبير من الكتاب والإعلاميين عموما، كما يضم بعض النواب. ويتميز فريق الشيخ أحمد بوضوح أهدافه وبقدرته على التخطيط والتنفيذ، وقد أصبح مؤخرا يتمتع بقدرات تمويلية كافية جدا. وعلى الرغم من تضاؤل نفوذ فريق الشيخ أحمد في دائرة القرار، إلا أنه مازال يمتلك زمام المبادرة في ملعب الصحافة والبرلمان! ومقابل هذا الفريق، لا يوجد وسط الأسرة الحاكمة فريق آخر منظم وإنما هناك مراكز قوى فردية تتفاوت قوتها بحسب شخصية هذا الشيخ أو ذاك والنفوذ الذي يوفره له منصبه أو موقعه العائلي.

وبصرف النظر عن مزايا ومساوئ الفرق ومراكز النفوذ في الأسرة الحاكمة، أو تقسيمهم إلى "محور شر" و"محور خير"، فإنه ليس لدى أي شيخ منهم مشروع دولة، بل أنهم جميعا وبلا استثناء يحملون مشروعات حكم وسيطرة. بعضهم يستعين بالمال وبالفساد لتقوية مشروع الحكم لديه، وبعضهم يستعين بالقوى السياسية والشعارات الديمقراطية.

وما يقلقني حقيقة هو فكرة التصادم الحتمي بين "مشروعات" الحكم في العهد القادم، فمثل هذا التصادم ستكون له نتائج مدمرة بالنسبة للأسرة الحاكمة وللكويت، وهو ما يستدعي منا التبصر وتدبر أمرنا والبحث عن الدور الذي يجب أن نقوم به. هل يجب علينا أن ننتصر لهذا الشيخ أو ذاك؟

بالطبع من الأفضل أن تستمر الأسرة الحاكمة في عملية التطهير السياسي وتقليص نفوذ وقدرات فريق الشيخ احمد الفهد، ولو أتيح لبعض الشيوخ مثل رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد ووزير الخارجية الشيخ محمد الصباح والمستشار في الديوان الأميري الشيخ محمد الخالد تشكيل محور واحد وصياغة مشروع دولة للمرحلة القادمة يدور حول دعم الحكم الدستوري الحالي ومن ضمنه ترتيب أمر الأسرة الحاكمة، فإن حكم الأسرة سوف يتحصن ضد الهزات ولن يتمكن أي تكتل أو فريق من تقطيع أوصال الحكم والقفز عليه. بيد أن الواقع يخبرنا باستحالة تشكيل مثل هذا المحور وبالتالي فلابد أن نتهيأ لممارسة دور أكبر في المرحلة القادمة، وهو دور يهدف أساسا إلى إحياء مشروع الدولة وتحجيم مشروعات الحكم المتعددة وسط الأسرة الحاكمة.

إن من الخطأ أن نستمر في اعتبار التنافس بين الشيوخ "مسألة خاصة" بهم، وعلينا أن نتدخل من أجل دعم استمرارية حكم الأسرة وفق الأطر الدستورية وبلا أدنى قدر من المجاملة. إن علينا كشعب أن نجبر الأسرة على استعادة وعيها، تماما كما فعل الكويتيون بعد وفاة الشيخ سالم المبارك وقبل تولي الشيخ أحمد الجابر الحكم في العام 1921 حين طالبوا "بإصلاح بيت الصباح"، أي باختصار علينا أن "نفرض" شروطنا ونمنع التصادم الأسري القادم لا محالة!



20/7/2007

رد مع اقتباس