عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-02-2013, 08:46 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 14
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
التحكم في الغرائز والشهوات

التحكم فى الغرائز أمر ليس بالهين على كل إنسان، وتختلف درجات قوة التحكم فى الغرائز من إنسان إلى آخر تبعا لقوة إرادته، ويعد من يستطع من الناس التحكم أو على الأقل السيطرة على غرائزه شخصا قويا يمكنه التحكم فى ذاته.

وعن هذا الموضوع يتحدث الدكتور أمجد العجرودى استشارى الأمراض النفسية بالمجلس الإقليمى للطب النفسى، مشيرا إلى أن كل إنسان على وجه الأرض له غرائزه التى خلقنا الله تعالى بها، كما خلق لنا العقل الذى يفكر ويمكننا باستخدامه أن نفكر فيما يمكن أن نتحكم به.

ويؤكد العجرودى أن التحكم فى غرائز النفس أمر صعب جد على الكثيرين، ومستحيل على البعض، وتختلف درجات القوة والتحكم والسيطرة من إنسان الى آخر ومن نفس إلى أخرى، ويوضح أطباء النفس أن النفس البشرية تسعد كثير أو ترى الارتياح النفسى عندما تستطيع التحكم فى الغرائز بشكل جيد، بالرغم من أن الأمر صعب إلا أن الإنسان يشعر حينها بمدى قوته وتغلبه على نفسه وهو من أقوى الصراعات النفسية للإنسان، وينصح الأطباء أن يساعد الإنسان نفسه دوما بالتحكم فى غرائزه ليرى مدى السعادة والارتياح النفسى عندما يرى نفسه قويا وينعكس ذلك على نفسيته عندما يشعر بذاته .

يقول تعالى :

﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾


خلق الله الإنسان مزيجاً من عنصرين احدهما مادي والآخر روحي، قبضة من طين وومضة من روح


هذا المزج في خلق الإنسان بين عنصري المادة والروح هو سبب حالة الصراع الداخلي عند الإنسان بين طرفي هذه المعادلة، الطين والروح، فعنصر المادة او الطين يشده نحو الارض، وينحدر به إلى الاهتمامات المادية، بينما عنصر الروح يدفعه إلى الاعلى ويحلّق به في سماء القيم والمثل. وفي هذا الصراع يكمن امتحان الإنسان، ويكون التحدي الاكبر، وعلى نتيجة هذا الصراع يتقرر مصير الإنسان ويتحدد مستواه، اما في احسن تقويم، حينما يعيش حالة التوازن، ويمارس اهتماماته المادية في ظل القيم وتحت سقف المبادئ، واما في اسفل سافلين، اذا ما اتخذ الهه هواه، وسيطرت عليه شهواته ورغباته.

عنصر الطين وجدت في الإنسان الغرائز والشهوات، وهي تضغط عليه لاشباعها، وتلبية متطلبات الجسم ورغباته من طعام وشراب وجنس وراحة، وما يرتبط بها من مال ومنصب ومقام. لكن الاستجابة المطلقة لهذا الاتجاه تحوّل الإنسان إلى مستوى الحيوانات البهائم التي لا هم لها الا هذه الرغبات، ولا اهتمام لها سواها فهي تأكل في كل مكان من مزبلة او مرعى، وتشرب من أي ماء نظيفاً كان او قذراً وتمارس الجنس في أي وضع، لانها مسيرة بغرائزها فقط.

لكن حالة التعقل عند الإنسان والنابعة من عنصر الروح هي التي تضع له في ممارسة شهواته ورغباته حدوداً وضوابط، فيأكل ويشرب وينكح ويتملك ويتزعم ولكن كل ذلك ضمن توجيه العقل وهدايته.

فالاستجابة الاكثر للشهوة يعني الانحدار اكثر في اعماق الحالة الطينية المادية بينما التعقل والضبط الافضل للرغبات والشهوات، يعني السمو الاكبر في آفاق التطلعات الروحية المعنوية.



كثيراً من الناس إنما انزلقوا في عالم الشهوات والدناءة نتيجة أسباب تبدو في أولها تافهة. فهناك من انزلق في هذا السبيل بسبب رغبة دفعته لسماع صوت انثوي ناعم، أو صوت ذكوري مخادع، لكن هذا الطريق الذي كانت بدايته الاصغاء إلى صوت عاطفي، خاصة عبر وسائل الاتصال الحديثة، انتهى بالكثيرين للوقوع في مشاكل وفضائح اجتماعية.

فسنجد أن البداية إنما كانت بمحادثة عابرة في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي كالماسنجر أو الفيسبوك وما أشبه، فهناك امرأة استهواها الاستماع إلى صوت شاب، أو العكس، وسرعان ما يندفع الواحد منهم لسماع المزيد من الكلمات العاطفية، وإذا بهما وقد وجدا نفسيهما ينغمسان في عالم الانحراف والانحطاط. من هنا على المرء أن يكون حذرًا، يقول أمير المؤمنين : (الشهوات مصائد الشيطان)



لدى الإنسان سلسلة من الغرائز والشهوات والرغبات، إذا استسلم لها فقد تدفع به نحو سلوك الطرق الملتوية المتعرجة. وهذه هي المشكلة التي يقع فيها كثير من الناس، الذين يلهثون خلف أهواءهم وشهواتهم، تلك الشهوات التي قد تتمثل في طمع مالي، أو رغبة جنسية محرمة، أو حباً مرضياً في الشهرة وتقلد المناصب، هذه الرغبات على اختلافها قد تدفع الإنسان الى سلوك الطرق الملتوية والمتعرجة، والتي تجعل منه إنساناً وضيعاً، ينظر الناس إليه باحتقار. وقد ورد عن رسول الله : (إنما سمي الهوى لأنه يهوي بصاحبه

ولذلك على الإنسان أن يكون حذراً، وأن يتجنب الوقوع في هذا الفخ، حتى يحتفظ بعزته وكرامته، فلا يكون وضيعاً بين عائلته وفي أعين الآخرين، والأسوأ من ذلك كله أن يكون منبوذاً عند الله تعالى


نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للخير والصلاح .


المصدر

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=860934

رد مع اقتباس