بسم الله الرحمن الرحيم



إن امن واستقرار الوطن الداخلي مصدره الرئيسي هو الموطن الذي يقطن هذا البلد . فإن كان هذا المواطن شريك للدولة القائمة في مفهوم الأمن ومساعدة الدولة ومساندتها في الانتقال من الدولة الحارسة إلى دولة الرفاه . بتولية هذه المهمة الأمنية وتطبيقه النظام والعمل على إتباع التعليمات وإصلاح الأخطاء الفردية التي تقع من المجتمع.فهو هنا الركيزة الأساسية للأمن. فبتولية هذه المهمة يبدءا استقرار الدولة والمواطن معاً في الأمن الداخلي للمجتمع . وعلى العكس تماما تجد الشعوب التي لا تتمتع بالأمن والاستقرار الداخلي أن السبب الرئيسي في هذه الفوضى هو المواطن نفسه . فعدم رضاءه وعدم إتباعه للنظام ومعارضته له في كل الأحوال ناتج عنه بدافع داخلي من ذاته . فتجده هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار .وهو السبب في عدم سيادة الأمن في منطقته ووطنه بشكل عام . وإن معظم هذه الأشياء التي تساعد على عدم الأمن والاستقرار سببها الرئيسي نابع من ذوات الأشخاص وهو عدم القبول والرضا بالدولة أو بالحاكم أو الرئيس .

ونحن في هذه البلاد المباركة نعيش ولله الحمد حالة الأمن والاستقرار على أفضل وجه من جميع النواحي الأمنية . ويرجع ذلك الفضل بعد الله سبحانه وتعالى . إلى رضاء المواطن وقبوله بدولته وحكومته التي تحكم هذه البلاد . متمثلا ذلك في البيعة على الحكم . وهذه السياسة التي اتخذها مؤسس هذه البلاد طيب الله ثراه وخلفه من بعده أبناءه الذين تولو مقاليد الحكم . لهي اقوي حجة . وأكبر دليل على قبول الشعب لهذه الدولة بوجه عام وهؤلاء الحكام بوجه خاص .
فالمبايعة على الحكم مصدرها الشعب . ومنبعها الدين الحنيف . فهي مطلب ديني قبل أن تكون دنيوي وتنظيمي . فكما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهمية البيعة في الإسلام في قولة (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتته الجاهلية) ومن هذا المنطلق والتوجيه الديني تتضح لنا أهمية البيعة للوالي والحاكم في مفهوم الأمن والاستقرار للشعوب على أقاليمها. ((فإن لم يكن هناك بيعة ورضاء لم يكن هناك أمن واستقرار ))

وبعد صدور أمر من الديواني الملكي بتاريخ 28 / 6 /1426هـ عن تحديد يوم البيعة.للملك عبد الله بن عبد العزيز وجعلها من خلال المحافظات والمراكز تسهيلا للمواطنين وتخفيفا عليهم من عناء السفر لقصر الحكم . شدني وأعجبني قول أحد كبار السن قبل ست سنوات عن مفهوم البيعة للوالي حيث قال ( غداً لن نذهب نبايع الملك عبد الله بيعة جديدة . نحن سوف نذهب لنجدد بيعة آبائنا للملك عبد العزيز وأبناءه من بعده ) فهم مضوا ونحن على آثارهم لمقتفون ومبايعتنا لهذه الأسرة الكريمة ليست حديثة أو وليدة اللحظة . نعم فهذه العبارات التي قالها ناصر البطان .تجسد روح التلاحم بين الشعب والحاكم أباً عن جد منذ توحيد هذه البلاد وحتى الذكرى السادسة لتولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم. فهم من أسس هذا المفهوم ونحن وحكامنا كل على نهج من سبقه سائرون إلى العلاء والتقدم والتلاحم والصف الواحد بإذن الله .. تاركين ما يدور حولنا من قلاقل وفتن خلف ظهورنا مستفيدين منها .وحدة الصف وحب الشعب للقائد وحب القائد للشعب . وحفظ الله بلاد الحرمين من كل سؤ .



دام عــزك يـا وطــن والأمــن ســـايــد :: فــي ذرى حــكـامــنـا رأي وعـــزيــمــه

وا هــنـيـك فـي ذراهــم عـشـت رايــد :: وكـــل عـــز للــــوطـــن ربـي يــديـــمــه



فهد بن محسن العرجاني

الاخت الغروب

اشكرك على المرور والتعليق يالغلا

والله يحفظ بلاد المسلمين من كل شر

تحياتي لك