الاسلام في افريقيا

[د.فالح العمره]

	أكد الدكتور "عبد الرحمن حمود السميط" رئيس لجنة مسلمي أفريقيا أنه برغم عدم وجود خطط مدروسة لنشر الإسلام في القارة الأفريقية، فإن الإسلام ينتشر بالدفع الذاتي؛ مؤكدًا على أن المستقبل للإسلام في هذه القارة. وقال السميط- في حوار مع "إسلام أون لاين.نت"-: إنه في الوقت الذي تمتلك فيه جمعيات التنصير إمكانات هائلة من أوقاف، وشركات صناعية، وبنوك، وأسهم، وعقارات، وأصبح المتفرغون للعمل الكنسي التابعين للكنيسة البروتستانتية 5.25 ملايين شخص.. فإن الإسلام في أفريقيا يقف بإمكاناته الضئيلة بشريًا، وماديًا؛ كاليتيم على موائد اللئام، "ولولا فضل الله، ثم كون الإسلام قريبًا جدًا من فطرة الإنسان قبل أن تلوثها الحضارات المادية لمُحِيَ الإسلام من القارة السمراء". وأضاف السميط " أن هذه القارة التي أحبت الإسلام وأحبها المسلمون، وكرمها الله سبحانه وتعالى بدخول الإسلام إليها قبل المدينة المنورة، دفن فيها أكثر من 30 صحابيًا، وانتشر الإسلام فيها حتى أصبح الدين السائد في القارة كلها، بينما كانت النصرانية محصورة في جزيرة داخل البحر الإسلامي، وتحديدا في أثيوبيا حتى جاءت القوى الاستعمارية التي ذاقت الأمَرّين من المسلمين؛ فكان من الطبيعي أن تعلن الحرب على الإسلام، وتحاول اجتثاث جذوره". وأوضح رئيس لجنة مسلمي أفريقيا وجمعية العون المباشر أن تاريخ الإسلام وعلاقته بأفريقيا لم يتلوثا بتجارة العبيد التي كانت الكنيسة تباركها وتأخذ ضريبة على كل عبد تُسمى ضريبة الرؤوس، ونقل خلالها عشرات الملايين من الأبرياء، مات أكثر من ثلثهم في الطريق، بينما كانت تجارة بعض العرب للعبيد محدودة جدًا، وفردية، وتجارة غير منظمة، برغم محاولات الكنيسة ورجالها تحريف التاريخ. وأشار الدكتور عبد الرحمن السميط إلى أن الدول الغربية ارتبطت بالقارة بتاريخ استعماري ذاق فيه الأفارقة الأمَرَّين، بينما جاء العرب والمسلمون تجارًا ودعاة، وخالطوا الأفارقة، وتزوجوا منهم؛ موضحًا أن الكثيرين من أبناء القرى والزعماء التقليدين في أفريقيا يدخلون في دين الله بعملية دعوية بسيطة، وأنهم يضحون بامتيازات تضمنها لهم العقيدة السابقة التي كانوا عليها، ولكن الله عز وجل يبارك في العمل القليل، والمال الضئيل، الذي يقدم لدعاة الله في هذه القارة، ويحول هذه الإمكانات المحدودة إلى انتصارات كبيرة في ميدان الدعوة في أفريقيا؛ مشيرا إلى أنه ما من يوم يمر إلا ونسمع عن انتصارات للإسلام هنا وهناك. وضرب الدكتور السميط المثل بجنوب السودان؛ إذ أغلقت الإدارة الاستعمارية البريطانية -التي كانت تحتل السودان- الجنوب أمام الإسلام بطريقة خبيثة؛ حيث منعت دخول المسلمين من الشمال، ومنعت اللغة العربية، وحاولت إحلال الإنجليزية بدلاً منها، ودعمت ميزانيات الجمعيات التبشيرية، بل سلمت كامل ميزانية الصحة والتعليم في المناطق المغلقة في جنوب السودان إلى الكنيسة، وبلغ التطرف في الإدارة الإنجليزية حد منع الملابس العربية (الجلباب)، وظل قانون المناطق المغلقة أكثر من خمسين عامًا من عمر الإدارة البريطانية، يمنع فيه على المواطن السوداني المسلم دخول جنوب وطنه؛ حتى يتم زرع لغم في خاصرة السودان. وبالرغم من مضي أكثر من قرن على بدء البعثات التبشيرية عملها في الجنوب، وبرغم كل الإمكانات الهائلة التي لا تتوافر لهيئات الدعوة الإسلامية.. انتشر الإسلام، ورغم أنه لا توجد إحصاءات رسمية بسبب الحرب الظالمة التي فرضتها أيد أجنبية على جنوب السودان عن نسبة المسلمين وغيرهم، وبرغم أكاذيب المنظمات الغربية التي تحاول أن تقول إن غالبية سكان الجنوب هم من الوثنيين والنصارى.. فإن أي مراقب منصف يعرف أن 30% من سكان الجنوب هم من المسلمين، و13% هم من السكان النصارى، بينما بقية السكان من الوثنيين أو الإرواحيين (عبدة أرواح أجدادهم) الذين تزداد معدلات دخولهم في الإسلام؛ برغم الحرب المعلنة ضده، وبرغم اغتيال الكثير من القيادات الإسلامية في جبال النوبة.. ومع كل هذا فإن الإسلام ينتشر في هذه المناطق بشكل كبير، ولا يكاد يمر يوم إلا ويدخل في الإسلام أعداد كبيرة من هذه القبائل.‏