مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 31-01-2013, 11:50 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
الشبيهان السعودية وإيران +الجانب الخفي من تأريخ البترول" 13 الأخيرة"

الشبيهان اللدودان .. السعودية وإيران
{الجانب الخفي من تاريخ البترول"13"+ العمامة والوردة : نيكولو}
لم تنته سياحتنا في كتاب"التأريخ الخفي للبترول".. بل بقيت منه (حلقة)،وكنت قد ذكرت أنني أخرت حديث المؤلفين عن بعض القضايا التي تخص إيران والسعودية،وخصوصا عند إشارتهما إلى الملك فيصل والشاه.
في الحقيقية،كثيرا ما خطر في بالي وجود نوع من التشابه بيننا وبين الإيرانيين .. وكان ذلك يكاد أن ينحصر في (تدين الدولة) بشكل عام ... ووجود (هيئة الأمر بالمعروف لدينا) ... وقد تجاوزوا ذلك بجود (هيئة نسائية)،نشرت صور بعض المنتسبات إليها وهن"يناصحن"بعض السيدات اللائي يتعمدن كشف جزء من الشعر،أو ارتداء ملابس غير ساترة .. كما أنني شاهدت فيلما تسجيليا بثته الـ(بي بي سي) عن إيران ... وقد ذكرت معدته أن المرأة الإيرانية يسمح لها بقياد السيارة،ولكن لا يسمح لها بقيادة (الدراجات النارية)!!! ثم قرأت خبرا يقول – إن صح – بصدور حكم على سيدة سعودية بـ(الجلد) لأنها قادت سيارتها ... وعلى الجانب الإيراني قرأت الخبر التالي : ( 90 جلدة لممثلة إيرانية لكشفها رأسها في فيلم){رسائل مجموعة القاسم البريدية،الرسالة رقم"767"}.
هكذا كان يبدو لي التشابه بين الدولتين ... ثم قرأت كتاب (العمامة والوردة) للفرنسي "نيكولو"عن تجربته في إيران .. فوجدت فيه من أوجه الشبة ما يثير الدهشة ... ولكننا،هنا،سنعود لنكمل السياحة في كتاب"التاريخ الخفي" ... نبدأ بحديث المؤلفين عن الملك فيصل،بعد أن تسلم الحُكم – مع أن الأرقام التي ذكرها المؤلفان،عن ميزانية "الثقافة"أكثر من عجيبة!! ولكنها،على كل حال،تشي بالاهتمام بتحديث البلد .. يقول المؤلفان : (منذ عام 1965،كان فيصل قد وضع العربية السعودية على الطريق الصحيح لتصبح دولة حديثة كبيرة : فارتفعت ميزانية الزراعة من 4.5 مليون دولار في عام 1954 إلى 100 مليون دولار سنة 1969،كما قفزت ميزانية الثقافة من 25% "1960"إلى 54% من الميزانية العامة"1975"،بينما ارتفعت ميزانية الصحة بنسبة 480%بين عامي 1960 و 1971. كما تضمنت خطة التطوير الاقتصادي والاجتماعي تأهيل الكوادر وإرسال الطلاب إلى الخارج وفق مخصصات بلغت 13.500.000دولار في العام،علاوة على فتح مناجم الحديد وأفران الصهر التي تنتج 30000 طن من الحديد في العام،واستخراج المياه الجوفية وتنظيم الري،وتوزيع الأراضي لتأمين ثبات البدو واستقرارهم،وإنتاج الكهرباء وتوزيعها،ناهيك عن فتح طرق جديدة"6000كم"بالإضافة إلى الموجودة"8000كم"،وتوسيع المرافئ في الدمام وجدة،وتنظيم الطيران التجاري وتجهيز جيش حديث،إلخ .. ){ص 157 - 158}.
سبق أن أشرنا إلى حديث المؤلفين عن رجلين سيطرا على عمل منظمة الأوبك،وهما الملك فيصل وشاه إيران .. وقد قالا :
(كذلك كان العاهل السعودي فيصل مهتما بتحديث بلاده مع المحافظة على التقاليد الإسلامية.
بالنسبة لهذا الرجل المثقف والمتدين،كانت الناحية الأخلاقية شغله الشاغل. وقد لاحظ هو الآخر الزيادة الهائلة في الواردات الأمريكية من البترول : 17 مليون طن سنة"1960"،95 طن "1969"،161 مليون طن"1973"،296 طن"1974"،وكذلك فعلت أوربا : 193 طن"1960"،721 مليون طن"1973".
في الحقيقة،كان الغربيون قد توقفوا عمليا عن استخدام فحمهم الحجري،لذلك أصبح من الضروري أن تعمد الدول المنتجة لكبح جماح هذا التبذير غير المعقول من جهة،وأن تدّخر ثروتها للأجيال القادمة من جهة أخرى.(..) كان الملك فيصل دبلوماسيا ومفاوضا بارعا. على الصعيد السياسي،كان هاجساه هما الصهيونية والشيوعية الملحدة،إلا أنه كان يؤمن بالحلول السياسية والحوار ومؤتمرات القمة الإسلامية : في مكة"1968"،في الرباط"1969"،في باندونغ"1970"،في جدة"1972"،في بيروت"1973"،وفي لاهور "1974".
عندما كان يستقبل زائرا في قصره،لم يكن يجلس خلف مكتبه،بل إلى جانب ضيفه الذي كان يحييه واقفا في الاستقبال والوداع مهما كانت منزلته.
إلا أنه كان قائدا صلبا،لا يجامل ولا يهادن فيما يتعلق بالدين والوطن والشرف. فيما يتعلق بالبترول،كان يعتقد بأن ما لديه يكفي تماما لضمان التعليم المجاني والطبابة المجانية والعمل للجميع،بالإضافة إلى أمن البلاد.
كذلك كان العاهل السعودي يدرك أن بلده يحتوي على ثلث الاحتياطات البترولية العالمية،وأن ثروته تزداد بمقدار 115000 دولار في الثانية،ولكنه نجح مع ذلك،وبفضل وزيره اليماني،في فرض مبدأين أساسيين :
-السعر الثابت كعنصر من عناصر استقرار العلاقات الدولية.
-السعر المناسب كعامل أساسي لتحقيق العدالة بين المنتج والمستهلك. ) {ص 183 - 184}.
قبل هذا الحديث عن الملك فيصل،كان المؤلفان قد تحدثا عن شاه إيران :
(في الواقع،كان الشاه يشعر بالتململ في بلاده،لذلك أراد الإمساك بزمام الأمور وتحسين الأوضاع،فعمد في 26 كانون الثاني 1963 إلى إجراء استفتاء شعبي حول المبادئ الاثني عشر لما سمي آنذاك"بالثورة البيضاء"،فجاءت النتيجة إيجابية "5.598.711 صوتا مؤيدا ضد 4115". وفيما يلي هذه المبادئ :
1- إلغاء الرق الأراضي{هكذا} وتطبيق الإصلاح الزراعي.
2- تأميم الغابات.
3- رسملة مؤسسات الدولة.
4- مساهمة الطبقة العاملة في الأرباح.
5- تحرير المرأة في إطار توسيع قانون الانتخابات.
6- تشكيل "جيش المعرفة".
7- تشكيل"جيش العناية الصحية".
8- تشكيل "جيش التطوير".
9- إقامة المحاكم "المجالس"القروية أو"بيوت العادلة".
10- تأميم المياه.
11- تجديد البلاد وإعادة بنائها.
12- إعادة تنظيم الإدارة والتعليم.
في مطلع عام 1971،تم تطبيق الإصلاح الزراعي،وتقاسمت ثلاثة ملايين أسرة،أي كامل الطبقة الفلاحية تقريبا،أكثر من 50% من الأرضي العائدة لكبار الملاكين. كما جرى توزيع 500.000 هكتار من أراضي الشاه نفسها على 30.000 عائلة. وكان الشاه يقول دائما : "في عام 1985،سيصبح بلدي أحد الدول الخمس الكبرى في العالم". إلا أن هذا الإصلاح الزراعي أثار سخط كبار أصحاب الأراضي،بل استياء بعض الفلاحين المتعلقين تقليديا بسادتهم.
كان الشاه حريصا على تنفيذ باقي النقاط الإحدى عشرة من برنامجه : لم تكن هناك مشكلة أمام الغابات"النقطة الثانية"،أما تحرير المرأة فقد لقي معارضة من قبل رجال الدين الشيعة.
أدى تشكيل"جيش المعرفة"إلى زيادة عدد التلاميذ بمقدار ثلاثة أضعاف بين عامي 1963،و 1973،إلا أن الطلاب الإيرانيين الذين يدرسون في الخارج،وعددهم 30.000 ،لم تكن لديهم رغبة في العودة إلى بلادهم.
كان نصف الأطباء الإيرانيين يعملون في العاصمة طهران،ولا يريدون الإقامة في الريف،رغم بلوغ الحد الأدنى لأجرهم السنوي هناك 24000 دولار.
أضف إلى ذلك الحاجة الماسة إلى الكثير من الأموال على كافة الأصعدة التي يلاحظ فيها تخلف كبير،وبخاصة مجالات العناية الصحية والتطوير والكهرباء وجر المياه،حيث ما زالت المجارير قليلة في ظهران نفسها،كما لا تزال أحياء بكاملها تعيش على الآبار.
كذلك لا تزال البلاد تعاني من نقص الأيدي العاملة المؤهلة بسبب تفشي الأمية "70% من السكان"،ومن الفساد المنتشر في كل مكان إبان عهد الشاه الذي كان يعتمد على الجيش والشرطة السرية"السافاك"،ويتصور أن بإمكان البترول وحده أن يصنع المعجزات. فهل سيكسب الشاه الرهان ويحقق برنامجه قبل عام 1985؟ هذا ما سنراه فيما بعد.){ص 181 - 183}.
ننتقل إلى مالا بعد المشار إليها .. يقول المؤلفان عن إيران .. ( صحيح أن متوسط دخل الفرد ارتفع من 176 دولارا في عام 1970 إلى 1977 دولارا في عام 1976،ولكن هذا المتوسط لم يأخذ بعين الاعتبار التفاوت القائم. لم يكن هناك عاطلون عن العمل،ولكن الدولة اضطرت إلى لاستيراد مليون من العمال الأجانب.
كان رجال الدين من أشد المعارضين لبرنامج التحديث هذا،الذي سيؤدي في نظرهم إلى استيراد العادات الغربية السيئة وانتشار الإلحاد.
في 4 حزيران 1963،كان آية الله الخميني قد أعلن عن استنكاره في مدينة"قم"المقدسة،كما أعلن معارضته للإصلاح الزراعي ولمفهوم الشاه لتحرير المرأة. إلا أنه اعتقل فجر الخامس من حزيران،فانفجرت الاضطرابات في طهران،وسقط المئات من القتلى.
عندئذ اضطرت السلطات لإطلاق سراح الخميني،ولكن رئيس الشرطة السرية"السافاك"،الجنرال بكرافان،عمد بمبادرة منه إلى اختطاف الخميني تحت جنح الظلام،واقتياده إلى المطار،حيث وضع في طائرة أقلعت به إلى تركيا. وعندما رفضت السلطات التركية،أرسل إلى العراق حيث أجبره صدام حسين على الإقامة في النجف الأشرف،المدينة الشيعية المقدسة في جنوبي البلاد.
اعتقدت الحكومة الإيرانية أنها تخلصت من محرك الفتنة (..) عندئذ قررت حكومة"أمير عباس هويدا"الضرب بيد من حديد،فعمدت خلال شهر تموز من عام 1977 إلى إلغاء الإعانات التي كانت الدولة تقدمها لرجال الدين،والتي كانت لا تتجاوز في الحقيقة المليون من الدولارات. منذ ذلك الحين،بدأت الجوامع الإيرانية"وعددها 11000 جامع"تضج بالخطب الملتهبة ضد الشاه وحكومته الملحدة،ولكن"السافاك"تلقت الأوامر بعدم الرد.
كان الشاه يعتقد أن بإمكانه حل هذه المشاكل عن طريق اللامركزية،ولكن المعارضة تركزت حول رجال الدين وانتظمت بصورة فعالة. في 6 آب،استبدل هويدا بوزير البترول السابق "أموزيغار"الذي لن تكون سلطته بأفضل من سابقه.
هكذا بدأت المعارضة في الخارج تشن حملة شعواء على الشاه بقيادة الخميني الذي أبعد عن العراق في تشرين الأول بسبب نشاطاته الثورية،وحل ضيفا على فرنسا بموافقة الرئيس جيسكار ديستان.
في 10 كانون الثاني 1978،بدأت الاضطرابات في مدينة قم،ثم انتقلت إلى تبريز في 18 شباط،حيث سقط مئة قتيل. بعد ذلك جاء دور مشهد وطهران. وفي شهر آب جرت مظاهرات واشتباكات في أصفهان،كما أحرقت دار للسينما في عبدان"477 قتيلا". وبتاريخ 8 أيلول،قامت في طهران مظاهرة ضخمة نجم عنها 85 قتيلا و 200 جريح.
عندئذ أعلنت الأحكام العرفية، فردّ عليها عمال البترول بإضراب عام قلصّ الإنتاج من 5 ملايين إلى 100.000 برميل في اليوم،مما أدى إلى شلل الصناعة لأن الاستهلاك الوطني وحده كان يحتاج إلى 700.000 برميل. كذلك بدأت الجماهير تقوم بإحراق السفارات والمصارف والوزارات والفنادق.
في 3 كانون الثاني من عام 1979،أعلن الشاه،الذي عين رئيس وزراء جديدا هو شاهبور بختيار،عن عزمه على مغادرة البلاد "في إجازة قصيرة"لن يرجع بعدها أبدا.
وهكذا،بعد خمسة عشر عاما في المنفى،عاد الخميني في الأول من شباط إلى طهران،حيث أقام الجمهورية الإسلامية المتطرفة،فمنع شرب الخمر وأعدم كل من يتعاطى الدعارة واللواط . وكان من أوائل الضحايا أمير عباس هويدا. والجنرال بكرافان.){ص 189 - 191}.
نختم،السياحة في هذا الكتاب، بقول المؤلفين :
(هكذا كان موقف كل من الإمبراطور الإيراني والعاهل السعودي،هاتين الشخصيتين البارزتين في منظمة الأوبك،آنذاك.){ص 184}.
هذه الخاتمة سوف تسلمنا إلى كتاب آخر هو.. (العمامة والوردة) لمؤلفه فرانسوا نيكولو – سفير سابق لفرنسا لدى إيران – أما الكتاب فهو .. كما جاء على غلافه : (مذكرات غير منتظرة لسفير في طهران،اكتشاف إيران أخرى). والكتاب من منشورات (العبيكان للنشر)،وقد نقله إلى العربية مروان حموي،والكتاب في طبعته الأولى سنة 1429هـ = 2008م.
ستتبع سياحتنا في هذا الكتاب مواضع التشابه بين البلدين (اللدودين) إن شاء الله ... في الأساس ..
مع أننا نسعى لتبيين التشابه بين (السعودية ) و(إيران) ... إلا أن المؤلف يبدأ – في تمهيده للكتاب – بالمقارنة بين رجلين
(في المقام الأول،هناك رجلان،يتخذان وضع المرتقب.
الرجل الأول : محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية. ولاشك أنه لم يقرأ سفر القديس يوحنا،ولكنه أصغى بورع شيعي إلى عودة الإمام الثاني عشر،وهو الإمام الغائب الذي سيقيم في آخر الزمان،السلام والعدل في الأرض.
أما الرجل الثاني فربما كان جورج بوش،المسيحي المتجدد روحيا الذي يرى بعض المقربين منه في أهوال الشرق الأوسط علائم لنهاية العالم كما ورد في الكتاب المقدس،وبالنسبة للرجل الأول وكذلك للرجل الثاني فإن النجاح يريح منهما النفس بسبب عدالة القضية في نظر كلّ مهما،ولكن إذا كان ما يظهر الآن هو البؤس فإنه يمنحهما الأمل بأن يوم الدينونة أصبح قريبا.){ص 9 - 10}.
لم يبق الكثير من المساحة المخصصة لهذه الحلقة،لذلك سوف نأخذ بعضا من محاولة المؤلف إلى الإجابة على السؤال التالي: كيف يكون المرء إيرانيا؟
رغم أننا لا نقر ما بدا في حديثه من سخرية،فرغم كل الشيء من حق كل"حضارة" أن تعبر عن نفسها بطريقتها الخاصة . وقد حاول المؤلف أن (يرسم) لنا لوحة،وكأنه يعيد إنتاج أساليب الرحالة الأوائل من الغربية،الذين يسعون لتسلية قرائهم!! .. (عند حلاق الحي الذي تقع فيه السفارة وتعلوه لافتة كتب عليها بالفارسية كلمة: ماتان،وهي تعني "الوقور"ولا نتصور في بلادنا أن يدعى صالون حلاقة،حتى لو كان للرجال،بمثل هذا الاسم إنه صالون حلاقة على الطراز القديم يحيط به بائع خضار ومحل لبيع المستحضرات الصحية،أرض مبلطة،عاملا حلاقة،كرسيا حلاقة قبالة رف طويل تنتصب فوقه مرآة كبيرة،أما الجدار المقابل فتصطف أمامه أربع أرائك بوجه قطني أزغب،ومشجب،وتلفاز معلق في إحدى الزوايا،ومغسلة خلف ستارة يستخدمها زبائن نادرون جدا يرغبون في غسل رؤوسهم بعد الحلاقة،وهناك أيضا زجاجات العطور المعتادة وذات الرؤوس الشعرية ورخيصة الثمن.
في المشهد أب يطلب حلاقة رأس ابنه البالغ من العمر اثني عشر عاما. وعند انتهاء الجلسة،يسال الأب الحلاق كم يجب عليه أن يدفع من النقود،فيجيب هذا بحسب العادة"هذا ليس من مقامك"،يقصد أن يقول "إن الخدمة التي قدمتها لك لا تستحق أيّ مكافئة"وفي إيران هذا ما يجيبك به مثلا عامل محطة الوقود على الأقل مرة واحدة،وأنت تجهز نفسك لتدفع له.
عندها يخرج الأب محفظة نقوده المحشوة في داخلها برزمة سميكة من الأوراق النقدية (..) ويمد يده بحركة واسعة إلى الحلاق قائلا له"خذ ما تريد"ويقوم الأخير بعد حركة رفض ضعيفة،وقد جوبه بهجوم جديد من الزبون،بمد أصابعه ويسحب من الرزمة ورقة واحدة،وهو السعر المعتاد لقص شعر طفل،وكان كلاهما يعرف أن المقايضة سوف تنتهي بهذا الشكل.
هذا النوع من المشاهد الذي يذكرنا بالمشاهد الساخرة من الطراز الاسباني،نراه ونعيشه باستمرار،جاعلا من الحياة اليومية في إيران ملهاة دائمة،أو بالأحرى نوعا من الكوميديا الإيطالية التقليدية،حيث تتنافس فيها الشخصيات،إلا فيما ندر،بتبادل عبارات المودة والحب،فكل امرئ يعلن في كل لحظة ومع انعطاف كل عبارة أنه جاهز للتضحية بنفسه من أجلك،ويمكن مثلا أن يحدثوك عن وفاة شخص ما مجهول تماما منك ومات في فراشه بشكل طبيعي فتسمعهم يقولون "لقد ضحت بحياتها من أجلك أعطتك عمرها". ) {ص 13 - 14}.
واضح أن (الخواجة) لم يفهم أن المقصود هو تجبن استعمال عبارة"ماتت"!!! وهو أمر موجود في بعض الثقافات العربية أيضا،حيث يفضلون تجنب ذكر الموت .. ويستخدمون عبارات أخرى من بينها (أعطاء عمره).
إلى اللقاء في الحلقة الثانية من كتاب (العمامة والوردة) .. ولنكمل السياحة في هذا الكتاب .. إذا أذن الله.
س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة.
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب.

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "12" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 31-01-2013 11:42 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "2" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 25-01-2013 02:08 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "3" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 25-01-2013 02:07 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "4" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 25-01-2013 02:05 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان "1" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 20-01-2013 08:14 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 04:10 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع