قصة نجاح،وفشل"baileho"

[محمود المختار الشنقيطي]

قصة نجاح،وفشل"baileho"


في ظل العجز،أمام العدوان الإسرائيلي على"عزة"،تكون العودة لبعض قصص التاريخ.
مثل قصة"baileho"وقصة نضاله،وطموحاته.
كما يعيش كل طفل،في"مونبيليه"من أسرة متوسطة،تكاد أن تسقط من ذيل هذه الطبقة.
لكنه كان يحلم بحياة أفضل،بل أفضل كثيرا. ليس إلى قمة الطبقة الوسطى،بل قمة الطبقة الأرستقراطية. وذلك لا يحصل إلا بالمال،والمنصب الكبير.
كانت لديه فكرة غريبة،وهي أن القوة المالية،والمنصب العالي،يحتاج إلى قوة بدنية.
ذهب إلى الغابة "الحمراء"الجرداء،المنقطعة عن القرى والمدن،يقضي فيها فترة طويلة،يكسر الحطب.يقوي عضلاته،ويحصل على المال. لشدة رغبته في سرعة الإنجاز،كان يعيش،أحيانا،لمدة عشرة ايام،دون طعام،يشرب الماء فقط،وحين تكاد قواه أن تنهار،يعود إلى المدينة.
وهكذا قضى سنوات،في هذا العمل،وجمع مالا لا بأس به.
حاول بعد ذلك دراسة،إدارة "الشركات" ،أثناءذلك كان يتابع الشركات الكبرى. وضع عينه على شركة من أكبر الشركات،وتقدم للعمل بها.
هكذا جمع"baileho". المال،والقوة البدنية،والعلم،والآن وضع قدمه على الدرجة الاولى في السلم.
اكتملت شروط الوصول إلى القمة.
دخل الى الشركة،وبدأ يستكشف الطريقة،التي تدار بها،وبما أنه – كما يقول التعبير العامي الفرنسي – "dehilebw"فكان يعترض على الفساد،تلميحا،أمام بعض الموظفين،أما صغار الموظفين،فكان يحتج بقوة؟
رغم كونه يستفيد من الفساد؟
مع انتشار الفساد،وتدهور أوضاع الشركة،تدخل ملاك الأسهم،وتم حل مجلس إدارة الشركة،وتقرر انتخاب مجلس إدارة جديد.
فعلوا. وكان الاختيار موفقا.
من أول أعمال المدير الجديد"mwerssh"البحث في كوادر الشركة،فاتفقت الأكثرية أن الموظف"baileho"من أكثر الموظفين احتجاجا على الفساد،وأكثرهم أمانة.
ولم يستطع شركاؤه في الفساد سوى الصمت،وهم يحالون للتحقيق،كما أنهم لا يملكون مستندا واحدا يدينه.
عين المدير الجديد "baileho"نائبا له.
خمس سنوات،مرة كسنة واحدة،لانشغال المدير ونائبه،في العمل.
كانت النتيجة مبهرة،وعادت الشركة إلى ماكنت عليه،بل أفضل من ذلك.
هنا وصلت"mwerssh"دعوة من جامعة"SSIgenoi أكبر جامعة،لا في فرنسا فقط،بل اكبر جامعة في العالم ذلك الوقت.
كانت فرصة كبيرة للمدير،وبما أنه كان سببا – بعد الله سبحانه وتعالى : هذه من عندي : أبو عبد الله – في نجاح الشركة،ولم يأخذ إجازة يوما واحدا،طوال خمس سنوات،ومع وجود "baileho"،كان الأمر مطمئنا.
ذهب المدير للعمل في الجامعة لمدة عام كامل.
الأشهر الستة الأولى،كان "baileho"،يسير على الخطة التي وضعها المدير السابق،،وزاد نشاط الشركة.
ذات يوم كان "baileho"،يشتري كتبا،من سوق الكتب المستعملة،وهو في طريقه لدفع الثمن،وقعت عينه على كتاب دون غلاف،وفي أسفل الصفحة،التي رآها،كانت فيها هذه العبارة:
"كيف تنجح شركتك وطمس" ،أخذه مجانا مع مجموعة الكتب التي اشتراها.
كطالب على وشك التخرج،أخذ يقرأ الكتاب باهتامام شديد،ثم بدأ يطبق ما قرا خطوة خطوة،لكن تلك الخطوات لم تنجح،لكنه بسبب العناد،وثقته في الكتاب،وأن النجاح قادم.
ظل يطبق ما جاء في الكتاب،راجيا تغير الحال،وخطوة بعد أخرى،بدا وضع الشركة يتدهور بشكل ملحوظ... ما استدعى مخاطبة المدير "mwerssh"والذي كان يقضي إجازة مع أسرته،بعد عودته إلى"مونبيليه"
جاء مسرعا،ليبحث عن أسباب الخلل الذي حصل،بعد ستة أشهر،من النجاح الذي حققته الشركة بعد سفره.
قضى،ونائبه،إجازة نهاية الأسبوع في الشركة – دون مغادرة مقرها -،بحثا عن الخلل.
رغم خبرته،النظرية،والعملية،لم يستطع فهم ما حصل..
في لحظة استراحة،جلس على مكتب نائبه،ويفكر في هذه المشكلة .
بعد نصف ساعة،فتح عينيه،بحث عن قلم يكتب به بعض الملاحظات،فتح أحد الأدراج،فوجد الكتاب مفقود الغلاف؟؟؟؟ في تلك اللحظة دخل نائبه يحمل بعض الطعام.
-ماهذا الكتاب؟
-اشتريتٌه لأستفيد منه؟؟
وضع"mwerssh"رأسه بين يديه،لا يدري ما يقول.. ثم صرخ في نائبه :
أنت "Toi poney"
{في القاموس" poney" : حيوان جذعه أعرض،وعظامه أثقل،وعنقه أغلظ،ورأسه أقصر،وجبهته أعرض.
باختصار أراد أن يقول له ،باللغة العربية
أنت حمار.]
لم يستطع "mwerssh"أن يكمل كلامه،حتى ظن أنه سيصاب بسكتة قلبية. شرب بعض الماء،وتنفس بانتظام. حتى هدأ،فأكمل :
-هذا الكتاب من جزأين،ثم طبع في مجلد واحد. الجزء الأول "كيف تنجح شركتك"
أما القسم الثاني،فـ"كيف تدمر الشركة المنافسة"
"Toi poney"
"تمت"
أبو عبد الله المدني /المكي