يا عرب،يا مسلمين. خذوها من مجنون:أدركوها: مصر تنهار!

[محمود المختار الشنقيطي]

يا عرب،يا مسلمين. خذوها من مجنون:أدركوها: مصر تنهار!

في بعض الأوقات الفاصلة،لا مكان الالخلافات السياسية،أقل نظرة على أرض الكنانة،أو حالتها الاقتصادية،يعلم أين سوف يصل حال مصر، إن تركتها الأمة،العرية،والإسلامية...ضياع مصر إلى الأبد.
وهذا ليس تهويلا،فأنا لست مصريا – إلا بالحب فقط – ولكن مكانة مصر لا جدال فيها،ولا ينكرها إلى جاحد.
مصر،التي كانت ترسل المدرسين،للدول العربية،مع دفع مرتباتهم.
نظرة إلى الواقع،ولا يمكن حل مشكلة،دون الاتعراف،بها أولا،ثم تتبع تطورها.
الاضطرابات التي حصلت في مصر،ليست في حاجة للشرح,ليست الغاية شرح ما حدث.
بدأت المرحلة،الجديدة،باستلام الرئيس عبد الفتاح السيسي،لحكم مصر في 3 يونيو 2014م.
الحالة الاقتصادية،وقتها :
الدولار 7-8 جنيه.
الدين الخارجي : 43 مليار دولار.
كيلو الأرز بين 3 - 5
كيلو اسكر 8 جنيه.
دعم الأشقاء في الخليج للدولة بين 100 – 150 مليار دولار.
كان لفخامة الرئيس ان يسدد كامل الدين الخارجي،فتكون مصر دون دين خارجي،من عهد عبد الناصر.
وهذا أمر كان له أن يدخل الرئيس السيسي،التاريخ،وقلوب الشعب،ويشعرهم بفائدة ما حصل سنة 2013م.
وعليه لن تحتاج مصر،لكل تلك الديون،المليارية،وتراكمها،وتراكم فوائدها.
ولكن الواقع أصبح.
نهاية 2023
الدولار : تخطى 70 جنيها.
كيلو السكر : تجاوز 50 جنيها،في فترة
كيلو الرز : أكثر من 32 جنيه
كيلو اللحمة 400 جنيه
قرص طعمية 2 جنيه.!!
و الآن الأسعار تتغير في اليوم الواحد!!
الدين الخارجي : 165 مليار دولار.
المبلغ المستحق هذا العام 2024 : 42 مليار دولار
وتطول القائمة.
مع كل هذه الكوارث،التي تكاد أن تدمر المواطن المصري.
و مع ذلك ما دفعني للكتابة،هي تلك الأحاديث المتفرقة – في الإعلام – عن حل الحالة الاقتصادية لمصر،بقروض من الصين،وقد قال الأستاذ عمرو حسين :
(فيه خبر عن اتفاقية صينية لانقاذ مصر ..) وذكر ان اتفاقا بينهما سيقلب الشرق الاوسط !!
وذكر اسم الوزير الصيني،الذي زار مصر،ولقاؤه مع لجنة مصرية،ثم لقاؤه الأهم مع الرئيس نفسه. وذكر من بنود الاتفاقية:
(مواصلة تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة ودعم بعضهم بعض بقوة على المستوى الاقتصادي والسياسي ).في هذا الاتفاق شددت على حماية الصين للسيادة الوطنية لمصر،وأمنها. ونحط خطين تحت كلمة امنها ).هذا نص كلامه!
وأكمل : (.. أن فيه بروتكول عسكري ضخم تم بين البلدين,وبأ – بالعامية - جيش مصر وجيش الصين،قوة وحدة في مواجهة أي خطر مستقبلي )
واضاف :
(يعني مصر والصين حيحموا- بالعامية - المصالح المصرية في المنطقة).
ثم طرح هذا السؤال :
ماذا ستدفع مصر ثمنا لهذه الصفقة؟
ثم قال أن مصر سوف تضع ثقلها في المنطقة في دعم مبادرة الحزام والطريق الصيني،ودعم القاهرة لزيادة نفوذ بكين في الشرق الاوسط عن طريق نَفَعْ واسْتَنْفَعْ،حماية المصالح الاساسية على المستوى السياسي والاقتصادي.
وختم الاستاذ مقطعه بهذا العبارة :
(اتفاق صيني مهم،حينقذ بالعامية - اقتصاد مصر بإذن الله).
بحثتُ فوجدت هذا الخبر :
تعتزم مصر مبادلة ديوناها للصين،بتنفيذ مشاريع تنموية في مصر.
هذا قرار،سببه واضح،عجز مصر عن دفع ما عليها من ديون للصين.
رغم ذلك الظرف،فضرر هذا القرار كبير،على بلد به يد عاملة كبيرة،عاطلة،فستزيد نسبة البطالة.
عندما زار رئيس الوزراء المصري،الصين،تحدث رئيس وزرائها عن العلاقة التاريخية بين البلدين،وأن مصر اول بلد عربي،عمل علاقات دبلوماسية مع الصين،كما أشاد بما فعتله مصر في بناء الجمهورية الجديدة!!
رغم أن كلام المسؤول الصيني،مجرد كلام دبلوماسي،ولكني أعتقد أن هذا لا يخلوا أيضا، من تمهيد الطريق للفخ الذي تنصبه الصين،لمصر،وفي نفس الوقت الصين أقرضت مصر،مليار و700 مليون دولار،بفوائد مخفضة 2في المئة على أقصى تقدير!!
لماذا اقول "الفخ"؟!
لأن تعامل الصين- التي تسعى لأخذ مكان أمريكا،والغرب كله،في العالم - خبيث،في سعيها للتوغل في الشرق الأوسط،عبر وضع يدها على بعض الأصول،بعد تكبيل البلدان بالديون،حتى تعجز عن التسديد..فيضع التنين الصيني،يده على بعض أصول تلك الدول.
والأمثلة كثيرة.فمهاتير محمد ألغى ثلاثة مشاريع كبيرة،كانت الصين ستمولها،وقال السيد"ماهتير"وهو في بكين :
"لا نريد نسخة جددة من الاستعمار"! وأكد حينها أن "الأمر لا يتعلق بضخ أموال كثيرة،ولكن في عجز كوالالمبور عن تسديدها".
كذلك ألغت سيراليون مشروعا،بتمويل صيني.
كما حذر خبير هندي،من سعي الصين،لاستغلال موارد العالم الثالث.
وأيضا حذر خبراء أفارقة من"فخ الديون"الذي تنصبه الصين،عبر القروض التي تقدمها،لتضع يدها على أصول البلدان أو تتدخل في سياسات وقرارات البلد،الواقع في فخ الديون.
بسبب فخ الديون حصلت الصين على 85% من "ميناء هامبانتونتا"السيرلنكي،بعقد 99 سنة.
وميناء"مومباسا"الكيني في خطر،وميناء "غوادر"البكستاني،كذلك،والمالديف،وبنغلاديش،ليست ا بعيدتين عن فخ قروض الصين.
الميزان التجاري بين مصر والصين.
أكثر من 140 شركة صينية،تستثمر في مصر.
صدرت الصين لمصر : 14مليار و400 مليون دولار
صدرت مصر للصين : مليار و 85 مليون دولار
47% في انشاط الصناعي،الصيني،في مصر : مجال الفايبر قلاص،والأجهزة المنزلية،والمنسوجات والصناعات الغذائية والاعلاف الحيوانية وفقا للبيانات الرسمية.
أما شريان الحياة "النيل"فالجميع يعلم ما عملته أثيوبيا في بناء"سد النهضة"والذي يهدد مصر بالعطش!
وحتى الفرصة التي سنحت لمصر مؤخرا،حين صرح رئيس وزراء أثيوبيا – في 13 أكتوبر 2013 بعد سبعة أيام من طوفان الاقصى – أن البحر الاحمر بالنسبة لأثيوبيا مسألة "حياة اوموت".
وهذه فرصة ذهبية،أضاعتها مصر.
ثلاثة دول تفصل بين أثيوبيا،والبحر الأحمر: الصومال،جيبوتي،أريتريا.خصوصا الاخيرة،والتي خاضت حرب تحرر،من 1961 حتى 1991م
ثلاثة عقود كاملة.
توقيع معاهدة دفاع مشترك،بين مصر،وتلك الدول،والتي قطعا سوف تفرح بتلك المعاهدة،مع دولة كبيرة مثل مصر،فتكون لدى مصر ورقة قوية،بدلا من التحرك للكسب تلك الورقة.
بدلا من ذلك،وجدنا "آبي أحمد"رئيس الوزراء الأثيوبي،في 1 يناير 2024،يوقع مذكرة تفاهم،مع ما يسمى"صوماليا لاند"المنفصلة عن الصومال،ولم يعترف بها أحد.. الآن أثيوبيا تعرض الاعتراف بـ"صوماليا لاند"مقابل استخدام ميناء بربرة.
فما الذي فعله فخامة الرئيس"السيسي"؟
في 20 يناير،دعا الرئيس المصري،رئيس الصومال،لزيارة مصر. وتحدث عن : الصومال كدولة عربية،وتحدث أيضا عن "مجلس الدفاع العربي المشترك"المؤسس سنة 1950،فأين هذا من توقيع اتفاقية دفاع مشترك،في مؤتمر صحفي،مع الدول الثلاث،ليرسل رسالة قوية لأثيوبيا!
نداء..
يا قادة العرب،يا قادة المسلمين،مصر ليست للمصريين فقط .. مصر،للأمة الإسلامية كلها،مصر..وصية سيدنا رسول الله"صلى الله عليه وسلم : (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما) صحيح مسلم.
مصر سيدنا عمرو بن العاص –رضي الله عنه - ،مصر.. "عين جالوت"..
هل اقترب الطوفان؟!!!.. لا قدر الله
استيقظت اليوم – 30 يناير – على قانون مصري جديد،يعطي الجيش مراقبة الأسواق،على أن يقدم المخالف،إلى القضاء "العسكري"!!!
وهذا يشبه صفارة إنذار .. شديدة الخطورة!!!!
لماذا!!
لأن المطلوب،من التاجر أن يبيع بالسعر الرسمي
والسعر الرسمي للدولار 31 جنيه
سعر الدولار في السوق السوداء تجاوز 70 جنيها.
وهذا ببساطة معناه أن البائع سيكون بين "نارين"يبيع بخسار ة - لأن التعامل بسعر الدولار في السوق السوداء! – أو يذهب إلى القضاء العسكري!!!
اسألكم بالله .. دعوا السياسة وحساباتها.. فمصرنا – إذا لم يتداركها الله سبحانه وتعالى بكم – فهي إلى دمار .. لا قدر الله
الامر .. وصل من الغلايان،وانغلاق الأفق،ينذر بالانفجار. أي تاجر يستغني عن الربح ويبيع بخاسرة؟!!
أي مواطن يستطيع أن يستغني عن الطعام،وبقية الضروريات لمعاش الناس!!
أصحاب الجلالة،والفخامة.. مصر في خطر .. وسيشهد التاريخ للدول الخليج أنها لم تقصر،ودعمت فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي،بمبالغ قدرتها بعض الجهات الغربية بين 100- 150 مليار دولار.
نعم. ما قصرتوا .. ولكن!!
الوضع خطير ...
أنتم الساسة،والقادة،وولاة الأمر،وأشقاء فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولكنه باختصار – وأنا مسن أستعمل أدوية نفسية – لديه نظرة متسرعة في سرعة أن يرى مصر،في مصاف الدول المتقدمة،فوضع ثقله بجنب تطوير البنية التحية.وهو أمر ليس سيئا في حد ذاته،لكن الامر كما قال أحد خبراء الاقتصاد"القضية فقه الأوليات"البنية التحية مردوها بطيء جدا.
سادتنا .. إذا لم تنقذوا مصر،فمن ينقذها؟!
إسرائيل؟! أم أثيوبيا؟!
مرة أخرى باختصار،أي مساعدات مالية يجب عدم تسليمها فخامة الرئيس"السيسي"،لأنه وقع تحت وضع مصر،في مصاف الدول المتقدمة!!!!
وأنتم أدرى بالطريقة التي تنقذون بها مصر دون وضع المال في يد فخامة الرئيس.
قبل الختام:في الموانئ المصرية بضائع مكدسة،ربما تكون أول مدخل لمساعدة مصر.
والله من وراء القصد،وهو المستعان وعليه التكلان.
ختاما :
أعلم يقينا،أن حاكما واحدا،لن تصله هذه الاسطر،وما أملك غير هذا القلم،وهذا بعض نزفه.

المقر بما فيه : أبو أشرف محمود بن محمد المختار الشنقيطي
كاتب سابق "يستعمل أدوية نفسية"