مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2005, 01:01 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
الغزو الفكري

الغزو الفكري - أسئلة وأجوبة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
مكتب الدعوة و الإرشاد بسلطانة أرسلها لصديق
عرض للطباعة
إضافة مرجع
تصحيح خطأ
عدد القرّاء: 7211

(1687 كلمة)



س1: ما هو تعريف الغزو الفكري في رأيكم؟

ج: الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً.


س2: هل يتعرض العرب عامة والمملكة خاصة لهذا النوع من الغزو؟

ج: نعم يتعرض المسلمون عامة ومنهم العرب لغزو فكري عظيم تداعت به عليهم أمم الكفر من الشرق والغرب ومن أشد ذلك وأخطره:

1- الغزو النصراني الصليبي.

2- الغزو اليهودي.

3- الغزو الشيوعي الإلحادي.

أما الغزو النصراني الصليبي فهو اليوم قائم على أشده، ومنذ أن انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين الغازين لبلاد المسلمين بالقوة والسلاح أدرك النصارى أن حربهم هذه وإن حققت انتصارات، فهي وقتية لا تدوم؛ ولذا فكروا في البديل الأفضل وتوصلوا بعد دراسات واجتماعات إلى ما هو أخطر من الحروب العسكرية وهو أن تقوم الأمم النصرانية فرادى وجماعات بالغزو الفكري لناشئة المسلمين؛ لأن الاستيلاء على الفكر والقلب أمكن من الاستيلاء على الأرض فالمسلم الذي لم يلوث فكره لا يطيق أن يرى الكافر له الأمر والنهي في بلده؛ ولهذا يعمل بكل قوته على إخراجه وإبعاده ولو دفع في سبيل ذلك حياته وأغلى ثمن لديه، وهذا ما حصل بعد الانتصارات الكبيرة للجيوش الصليبية الغازية، أما المسلم الذي تعرض لذلك الغزو الخبيث فصار مريض الفكر عديم الإحساس فإنه لا يرى خطرا في وجود النصارى أو غيرهم في أرضه بل قد يرى أن ذلك من علامات الخير ومما يعين على الرقي والحضارة، وقد استغنى النصارى بالغزو الفكري عن الغزو المادي؛ لأنه أقوى وأثبت وأي حاجة لهم في بعث الجيوش وإنفاق الأموال مع وجود من يقوم بما يريدون من أبناء الإسلام عن قصد أو عن غير قصد وبثمن أو بلا ثمن؛ ولذلك لا يلجئون إلى محاربة المسلمين علانية بالسلاح والقوة إلا في الحالات النادرة الضرورية التي تستدعي العجل كما حصل في غزو أوغندة أو باكستان أو عندما تدعو الحاجة إليها لتثبيت المنطلقات وإقامة الركائز وإيجاد المؤسسات التي تقوم بالحرب الفكرية الضروس كما حصل في مصر وسوريا والعراق وغيرها قبل الجلاء.

أما الغزو اليهودي فهو كذلك؛ لأن اليهود لا يألون جهداً في إفساد المسلمين في أخلاقهم وعقائدهم، ولليهود مطامع في بلاد المسلمين وغيرها، ولهم مخططات أدركوا بعضها ولا زالوا يعملون جاهدين لتحقيق ما تبقى، وهم إن حاربوا المسلمين بالقوة والسلاح واستولوا على بعض أرضهم فإنهم كذلك يحاربونهم في أفكارهم ومعتقداتهم؛ ولذلك ينشرون فيهم مبادئ ومذاهب ونحلا باطلة كالماسونية والقاديانية والبهائية والتيجانية وغيرها ويستعينون بالنصارى وغيرهم في تحقيق مآربهم وأغراضهم.

أما الغزو الشيوعي الإلحادي فهو اليوم يسري في بلاد الإسلام سريان النار في الهشيم نتيجة للفراغ وضعف الإيمان في الأكثرية وغلبة الجهل وقلة التربية الصحيحة والسليمة، فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية في روسيا والصين وغيرهما أن تتلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان وتجعلهم ركائز في بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعي الخبيث وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها أحكمت أمرها فيهم، وأدبت بعضهم ببعض وسفكت دماء من عارض أو توقف حتى أوجدت قطعانا من بني الإنسان حرباً على أممهم، وأهليهم وعذابا على إخوانهم وبني قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام وجعلوهم جنودا للشيطان يعاونهم في ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحيانا وبالمدد والعون أحيانا أخرى، ذلك أنهم وإن اختلفوا فيما بينهم فإنهم جميعا يد واحدة على المسلمين يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود؛ ولذا نراهم متعاونين متكاتفين بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين فالله سبحانه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.


س3: ما هي الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره؟

ج: الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره كثيرة منها:

1- محاولة الاستيلاء على عقول أبناء المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية فيها لتعتقد أن الطريقة الفضلى هي طريقة الغرب في كل شيء سواء فيما يعتقده من الأديان والنحل أو ما يتكلم به من اللغات أو ما يتحلى به من الأخلاق أو ما هو عليه من عادات وطرائق.

2- رعايته لطائفة كبيرة من أبناء المسلمين في كل بلد وعنايته بهم وتربيتهم حتى إذا ما تشربوا الأفكار الغربية وعادوا إلى بلادهم أحاطهم بهالة عظيمة من المدح والثناء حتى يتسلموا المناصب والقيادات في بلدانهم وبذلك يروجون الأفكار الغربية وينشئون المؤسسات التعليمية المسايرة للمنهج الغربي أو الخاضعة له.

3- تنشيطه لتعليم اللغات الغربية في البلدان الإسلامية وجعلها تزاحم لغة المسلمين وخاصة اللغة العربية لغة القرآن الكريم التي أنزل الله بها كتابه والتي يتعبد بها المسلمون ربهم في الصلاة والحج والأذكار وغيرها، ومن ذلك تشجيع الدعوات الهدامة التي تحارب اللغة العربية وتحاول إضعاف التمسك بها في ديار الإسلام في الدعوة إلى العامية وقيام الدراسات الكثيرة التي يراد بها تطوير النحو وإفساده وتمجيد ما يسمونه بالأدب الشعبي والتراث القومي.

4- إنشاء الجامعات الغربية والمدارس التبشيرية في بلاد المسلمين ودور الحضانة ورياض الأطفال والمستشفيات والمستوصفات وجعلها أوكارا لأغراضه السيئة وتشويق الدراسة فيها عند الطبقة العالية من أبناء المجتمع ومساعدتهم بعد ذلك على تسلم المراكز القيادية والوظائف الكبيرة حتى يكونوا عونا لأساتذتهم في تحقيق مآربهم في بلاد المسلمين.

5- محاولة السيطرة على مناهج التعليم في بلاد المسلمين ورسم سياستها، إما بطريق مباشر كما حصل في بعض بلاد الإسلام حينما تولى دنلوب القسيس تلك المهمة فيها أو بطريق غير مباشر عندما يؤدي المهمة نفسها تلاميذ ناجحون درسوا في مدارس دنلوب وتخرجوا فيها فأصبح معظمهم معول هدم في بلاده وسلاحا فتاكا من أسلحة العدو يعمل جاهدا على توجيه التعليم توجيها علمانيا لا يرتكز على الإيمان بالله والتصديق برسوله وإنما يسير نحو الإلحاد ويدعو إلى الفساد.

6- قيام طوائف كبيرة من النصارى واليهود بدراسة الإسلام واللغة العربية وتأليف الكتب وتولي كراسي التدريس في الجامعات حتى أحدث هؤلاء فتنة فكرية كبيرة بين المثقفين من أبناء الإسلام بالشبه التي يلقنونها لطلبتهم أو التي تمتلئ بها كتبهم وتروج في بلاد المسلمين حتى أصبح بعض تلك الكتب مراجع يرجع إليها بعض الكاتبين والباحثين في الأمور الفكرية أو التاريخية ولقد تخرج على يد هؤلاء المستشرقين من أبناء المسلمين رجال قاموا بنصيب كبير في إحداث الفتنة الكبرى وساعدهم على ذلك ما يحاطون به من الثناء، والإعجاب وما يولونه من مناصب هامة في التعليم والتوجيه والقيادة، فأكملوا ما بدأه أساتذتهم وحققوا ما عجزوا عنه لكونهم من أبناء المسلمين ومن جلدتهم ينتسبون إليهم ويتكلمون بلسانهم فالله المستعان.

7- انطلاق الجيوش الجرارة من المبشرين الداعين إلى النصرانية بين المسلمين وقيامهم بعملهم ذلك على أسس مدروسة وبوسائل كبيرة عظيمة يجند لها مئات الآلاف من الرجال ولقد تعد لها أضخم الميزانيات وتسهل لها السبل وتذلل لها العقبات يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8]، وإذا كان هذا الجهد منصبا على الطبقة العامية غالبا فإن جهل الاستشراق موجه إلى المثقفين كما ذكرت آنفا وأنهم يتحملون مشاق جساما في ذلك العمل في بلاد إفريقيا وفي القرى النائية من أطراف البلدان الإسلامية في شرق آسيا وغيرها ثم هم بعد كل حين يجتمعون في مؤتمرات يراجعون حسابهم وينظرون في خططهم فيصححون ويعدلون ويبتكرون فلقد اجتمعوا في القاهرة سنة 1906 م. وفي ادنمبرج سنة 1910م وفي لكنوا سنة 1911م وفي القدس عام 1935م وفي القدس كذلك في عام 1935م ولا زالوا يوالون الاجتماعات والمؤتمرات فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.

8- الدعوة إلى إفساد المجتمع المسلم وتزهيد المرأة في وظيفتها في الحياة وجعلها تتجاوز الحدود التي حد الله لها وجعل سعادتها في الوقوف عندها وذلك حينما يلقون بين المسلمين الدعوات بأساليب شتى وطرق متعددة إلى أن تختلط النساء بالرجال وإلى أن تشتغل النساء بأعمال الرجال، يقصدون من ذلك إفساد المجتمع المسلم والقضاء على الطهر والعفاف الذي يوجد فيه وإقامة قضايا وهمية ودعاوى باطلة في أن المرأة في المجتمع المسلم قد ظلمت وأن لها الحق في كذا وكذا ويريدون إخراجها من بيتها وإيصالها إلى حيث يريدون في حين أن حدود الله واضحة وأوامره صريحة وسنة رسول الله جلية بينة يقول الله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59]، ويقول سبحانه: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية. ويقول وَإَِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، ويقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزراب:33]، ويقول : { إياكم والدخول على النساء قال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت }، وقال: { لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما }.

9- إنشاء الكنائس والمعابد وتكثيرها في بلاد المسلمين وصرف الأموال الكثيرة عليها وتزيينها وجعلها بارزة واضحة في أحسن الأماكن وفي أكبر الميادين.

10- تخصيص إذاعات موجهة تدعو إلى النصرانية وتشيد بأهدافها وتضلل بأفكارها أبناء المسلمين السذج الذين لم يفهموا الإسلام ولم تكن لهم تربية كافية عليه وخاصة في إفريقيا حيث يصاحب هذا الإكثار من طبع الأناجيل وتوزيعها في الفنادق وغيرها وإرسال النشرات التبشيرية والدعوات الباطلة إلى الكثير من أبناء المسلمين.

هذه بعض الوسائل التي يسلكها أعداء الإسلام اليوم في سبيل غزو أفكار المسلمين وتنحية الأفكار السليمة الصالحة لتحل محلها أفكار أخرى غريبة شرقية أو غربية، وهي كما نرى جهودا جبارة وأموالا طائلة وجنودا كثيرين، كل ذلك لإخراج المسلمين من الإسلام وإن لم يدخلوا في النصرانية أو اليهودية أو الماركسية إذ يعتقد القوم أن المشكلة الرئيسية في ذلك هي إخراجهم من الإسلام، وإذا تم التوصل إلى هذه المرحلة فما بعدها سهل وميسور، ولكننا مع هذا نقول إن الله سيخيب آمالهم ويبطل مكرهم ويضعف كيدهم، لأنهم مفسدون وهو سبحانه لا يصلح عمل المفسدين.

قال الله تعالى وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30]، وقال سبحانه: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا [الطارق:15-17]، وإن الأمر يحتاج من المسلمين وقفة عقل وتأمل ونظر في الطريق التي يجب أن يسلكوها والموقف المناسب الذي يجب أن يقفوه وأن يكون لهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم قادرين على فهم مخططات أعدائهم وعاملين على إحباطها وإبطالها ولن يتم لهم ذلك إلا بالاستعصام بالله والاستمساك بهديه والرجوع إليه والإنابة له والاستعانة به، وتذكر هديه في كل شيء وخاصة في علاقة المؤمنين بالكافرين، وتفهم معنى سورة الكافرون، وما ذكره سبحانه في قوله: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، وقوله: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217].

أسأل الله سبحانه أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا وأن يعيذها من مكايد أعدائها ويرزقها الاستقامة في القول والعمل حتى تكون كما أراد الله لها من العزة والقوة والكرامة، إنه خير مسئول وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-05-2005, 01:03 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

مقاومة الغزو الفكري توعية وتنبيه وإجراء
نشر في جريدة الرياض العدد 13076


كنا نسمع سابقاً خاصة قبل القنوات الفضائية العربية عن الغز الفكري، فكان هو ما تبثه الآن بعض القنوات الفضائية العالمية، وهو ما كنا نعتبر حدوثه شيئا لا يصدق، أو أنه شبيه بالمستحيل، أو هو المستحيل بعينه، أو ان هذا قد يحدث في آخر الزمان، مع إصابتنا بالذهول.


والآن وقد انتشر في هذا الوقت ظهور قنوات فضائية يملكها أفراد من داخل الوطن العربي، وأصبح يبث فيها ما تم استنساخه من بعض البرامج والأعمال الغربية، ولا أعلم هل هذا متعلق بحقوق معينة لتلك البرامج؟ أم أنه تقليد أعمى (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)، ومن تلك البرامج والأعمال الغربية تصوير الأغاني التي تعجبت من بعضها واستنكرته في داخلي ولدى بعض الأهل والأصدقاء، فما سيكون شعور وتصرف المراهق والمراهقة عندما يشاهدان الأغاني "بلقطاتها الذائبة في الغرام التي لم تخل من احتكاك وتلامس!".


وها هو اليوم الذي يأتي فيه غزو فكري آخر، بشكل شديد الالتواء والاحتيال وبشكل غادر، وما نجوم برنامج استار أكاديمي وتدريباتهم وتنافسهم إلاّ غطاء يمكن من تقبله واستمراره وتحقيق أهدافه، التي تجلت وظهرت بعد تصويت الملايين من المصدقين المخدوعين، ومما يؤسف له ان يمول مثل هذه البرامج عرب وخليجيون، غير آبهين بجيل المراهقين والشباب، بما لديهم من غرائز وطاقات عاطفية؟


ومثل هذه البرامج ليست كالأعمال الفنية من الأفلام والمسلسلات، لأن المشاهد يعرف ان تلك الأعمال قصص أو روايات غير حقيقية، كما أنها تحاول محاكاة الواقع لكي تكون مقبولة فيه، ووجود الخيال في تلك الأعمال غالباً لا يشكل خروجاً عن المعقول، أما ان يتم وعلى مدى (24) ساعة بث برنامج يمثل واقعاً غربياً وأيضاً مرفوضاً وفاشلاً حتى في المجتمعات الغربية، وبمشاركة بعض أبناء وبنات مجتمعنا لتطبيعه واستساغه لدى الجميع، فهذا يؤدي إلى انحطاط في الأخلاق وتشويه للقيم وتضييع للوقت والمال فيما لا ينفع، من خلال ما أسموه برنامج الواقع المكتوب بسيناريو محبوك ومرتب له، وهو تمرير لمخططاتهم، واستغفال لن يكون السكوت عليه أمرا مقبولا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-05-2005, 01:05 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

ظاهرة الغزو الفكري:بين المقاومات الشعبية وتواطؤ الانظمة
ازراج عمر


شهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي حتي مشارف التسعينيات مؤتمرات وندوات مكرسة لمناقشة ظاهرة الغزو الفكري والثقافي الاتي من المراكز الغربية الرأسمالية والاستعمارية سابقا. ولقد تزامن ذلك مع المناقشات السجالية التي دارت حول الاستشراق الغربي باعتباره جزء لا يتجزأ من ظاهرة الغزو المستهدف لبلدان العالم الثالث.
المشكلة المطروحة الان كانت بخصوص موقف الانظمة السياسية في العالمين العربي والاسلامي المتأرجح بين رفض الاستلاب الفكري والثقافي من جهة وتوقيع بروتوكولات التعاون الفني مع الغرب وابقاء لغات المستعمر سابقا في الادارة والتعليم واجهزة الاعلام الرسمية خاصة. في هذا الاطار صدرت كتب كثيرة مغاربيا ومشرقيا. وفي هذا السياق بالذات اسهم الكاتب العراقي عزيز السيد جاسم بكتابه الذي يحمل عنوان تأملات في الحضارة والاغتراب.
وهو كتاب يطرح مجموعة من الانشغالات الفكرية والايديولوجية التي تمس تطور المجتمعات العربية وتتحكم في مصير تقدمها.
يتضمن هذا الكتاب عشرة فصول وهي:
1 ــ عرض موجز عن تعريف الحضارة وامتدادها وانتشار اللغة والكتابة.
2 ــ التكنولوجيا والتعميد .
3 ــ اعلاميا الغزو الفكري والثقافي.
4 ــ البلدان وازمة التحضير.
5 ــ نكسة المدن.
6 ــ محنة الانسان والحرب.
7 ــ غربة الفكر بين الاستبداد وتشويهات الحضارة.
8 ــ من معطيات الحضارة ضد الانسان المتحضر،
9 ــ المهمات التربوية علي طريق التثوير الانساني للحضارة.
10ــ التحضير وحقوق الانسان افريقيا او نموذج موت الانسان جوعا وقهراً .
من خلال الاطلاع علي عناوين فصول هذا الكتاب.. يبدو ان المؤلف عزيز السيد جاسم مهموم فعلا بامهات القضايا المطروحة راهنا علي الانسان العربي بابعادها النفسية والاقتصادية والتربوية والفكرية والايديولوجية. وفي الواقع ان علاج هذه القضايا بنزاهة ووضوح من خلال تعميق الحوار سيفضي بدون شك الي ابراز نقاط القوة ونقاط الضعف في الحياة العربية المعاصرة لمعالجتها علاجاً علمياً تمهيداً لتفجير ثورة ثقافية. انسانية الطابع وتقدمية المحتوي.

الغزو الثقافي والفكري الامبريالي

انه من الصعب مناقشة جميع فصول تأملات في الحضارة والاغتراب لأن كل فصل يحتاج الي وقفة خاصة وتأمل عميق . فالمسألة هنا ليست مسألة عناوين فصول فقط انما هي قضية محاور متصلة بالمصير. من هنا تبرز اهمية مناقشة كل فصل علي حدة.
من اكثر فصول الكتاب تداولا بين المثقفين العرب الان ما يتعلق بالغزو الثقافي والفكري الامبريالي.. وتأثيراته علي الاجيال الجديدة في العالم العربي فيما يخص تشكيل النفسية. والاخلاق. وتحديد الخيار الثقافي والايديولوجي وبمعني اخر تحديد افق التنمية الشاملة ومضمونها السياسي والاخلاقي في الاقطار العربية.
يبدأ المؤلف مناقشته لاطروحة الغزو الثقافي الفكري بتحديد مفهوم المصطلح ان مصطلح الغزو الثقافي الفكري هو مصطلح تقريبي. يعطي معناه المحدد والمطلوب، رغم انه ليس هناك ــ في الواقع ــ غزو فكري تام بالمعني المعروف لكلمة غزو، والذي يتضمن الهجوم الاكتساحي. وفي اغلب الاحوال يتم الغزو الفكري بصورة اختراق او تسلل. او انتشار بهذه السعة او بتلك تبعا لنوعية العلاقة بين البلدان المختلفة. وخاصة بين البلدان الكبري والبلدان الصغري ، ويري المؤلف بان الدول القوية المسيطرة والقوي الاحتكارية الدولية المنظمة لا تعزل بين الاسلوبين المعروفين، اللذين انتهجتهما علي طريق استعمار البلدان العديدة في آسيا وافريقيا، وهما الاسلوب العسكري والقوة بكل انواعها، والاسلوب الاخر وهو اسلوب الغزو الثقافي والفكري. ويقدم السيد جاسم امثلة للتكامل بين الغزوتين، منها ما قام به بلفور اثناء تعامله مع الآسيويين والافارقة، حيث شكك في قدرة الآسيويين والافارقة علي بناء انفسهم بأنفسهم، وقيادة بلدانهم وشعوبهم بدون اللجوء الي قوة اجنبية اهو خير لهذه الامم العظيمة وانا اعترف بعظمتها ــ ان نقوم نحن بممارسة هذا النمط من الحكم المطلق؟ في ظني ان ذلك خير، وفي ظني ايضا ان التجربة تظهر انهم في ظل هذا النمط عرفوا حكومة افضل بمراحل مما عرفوه خلال تاريخ عالمهم الطويل كله، وانها ليست مصدر نفع لهم فقط، بل هي دون شك مصدر نفع للغرب المتحضر باكمله. نحن في مصر لسنا من اجل المصريين فحسب، مع اننا فيها من اجلهم، نحن هناك ايضا من اجل اوروبا كلها .

النشاط الاعلامي العالمي

وفي باب اخر داخل المحور نفسه يعالج المؤلف تطور مكانة الغزو الثقافي والاعلامي من خلال وسائل الاتصال المختلفة التي هي نتاج الثورة التكنولوجية التي يقودها الغرب، وبواسطة توظيف اجهزة الاعلام المسموعة والمرئية والشركات متعددة الجنسيات، والمخابرات وغيرها من الاساليب الجهنمية التي تتيح للغرب ان يطلع علي الصغيرة والكبيرة من حياة المجتمعات كي يتحكم فيها فيما بعد ويسخرها لمصلحته. لا يقف عزيز السيد جاسم عند وصف ممارسات الدول الاستعمارية والنتائج السلبية التي جنتها البلدان العربية اثر تعرضها للغزو الثقافي الفكري الاستعماري، انما حاول ان يحلل الاسباب الداخلية التي سمحت بذلك، وقدم مجموعة من البدائل التي يتنشطها واتاحة الفرصة لتعميقها عمليا ستؤدي الي مقاومة الغزو الثقافي الاستعماري ان عملية الدخول في النشاط الاعلامي العالمي بجدارة وتوازن، ترتبط بالدرجة الاولي بالعملية التعبوية، التثقيفية، القائمة علي المعرفة العلمية والحوار الديمقراطي والابداع، والحصانات الاخلاقية، والتي ترتبط بمجمل عملية التطور الاجتماعي الداخلي . ويجسم البدائل علي النحو التالي: ان انتاج الكتب، والصحف، وتأليف المسرحيات، والافلام السينمائية، واغناء برامج الاذاعات والتلفزيون، والعناية المركزة بدور المدرسة، واطلاق الطاقات الابداعية، المدعومة بالحوافز المادية والمعنوية المجزية هي وسواها مجموعة انشطة تنم عن القدرة علي حكم الذات وادارة الحياة الاجتماعية علي نحو تفاعلي. ديمقراطي، متطور .
تلك هي بعض عناصر فصل الغزو الثقافي الفكري الاستعماري في كتاب تأملات في الحضارة والاغتراب والتي تتكامل مع الفصول الاخري المشار اليها سابقا، بناء علي ذلك يمكن القول بان تجاوز الغزو الثقافي الفكري الامبريالي ليس قضية سهلة، خاصة وان الاقطار العربية لم تعرف الاستقرار الحقيقي، منذ قرون بسبب الاستعمار العسكري وعدم ضبط النفس ضبطا محكما علي اساس وحدة عربية عملية يتكامل فيها الاقتصاد مع الثقافة والتربية والايديولوجية.. علي نحو عضوي، وتلغي الحدود الجغرافية المصطنعة بين هذه البلدان التي تتنفس حضارة واحدة.
ان العودة الي الماضي، اي الي اصول الغزو الثقافي الفكري الاستعماري امر مشروع كل المشروعية، كما ان اضاءة الحياة الاجتماعية ــ الثقافية السياسية العربية الراهنة امر لا بد منه ايضا، غير ان قضية الغزو الثقافي الفكري ستستمر بكل سلبياتها مادامت الاقطار العربية غير موحدة. والوحدة هنا لا تعني الغاء التنوع، الذي هو شرط من شروط الحرية والتقدم والحضارة، كما ان الوحدة لا تعني القبول بتبادل السفراء العرب والوفود السياسية الزائرة وصياغة شعارات لا تجد لنفسها تطبيقا في الواقع العربي، ويؤدي كل هذا الي ترسيخ العزلة والتفرقة والتشتت ، اهم عنصر في مقاومة الغزو الثقافي الفكري الاستعماري يكمن في كسر فكرة، الاقطار العربية ، واستبدالها بفكرة الوطن العربي وذلك بتوحيد البرامج التربوية وصياغة ايديولوجية عربية واحدة تستند الي مقومات الحضارة العربية في تفاعلها مع الحضارات الانسانية قديمها وحديثها.
ومن الاجدر ان يتم البحث عميقا في الاسباب الموضوعية للركود الثقافي ــ الفكري لتجاوزه الي افق اكثر خصبا وتميزا بالحرية للتعبير بكافة الاشكال الفنية عن القوة التاريخية التي تحبل بها الساحة العربية للانطلاق في الخلق والابداع بدون فرض القيود التعسفية.

التخلف وعمق الهوة الفاصلة بين الحكام والشعوب

ان استمرار الغزو الثقافي الفكري في البلدان العربية محكوم باستمرار التخلف وعمق الهوة الفاصلة بين الحكام والشعوب.. ومحكوم باستمرار النزعات الانعزالية المعلنة والمتسترة مرة باقنعة اللغة والفكر والفن. ومرات اخري بالمحاججة بالاصول العرقية. انه من الضروري جدا التعرض بالشرح والتحليل والنقد لشكل القطيعة القائمة بين الدول العربية تربويا وثقافيا واعلاميا وسياسيا وايديولوجيا واقامة حوار حول ازمة الديمقراطية بمعناها الواسع. اما ما يسمي بالغزو الثقافي الفكري الاستعماري فانه في اعتقادنا مصطلح غير دقيق، ان البلدان العربية التي حصلت علي الاستقلال لا ينطبق عليها مصطلح الغزو الثقافي الفكري ومن الافضل ان يعوض بمصطلح التبعية العربية للثقافة والفكر الاستعماريين ان مصطلح الغزو يفترض اصلا وجود عدو يوظف كافة اشكال العنف المادي والادبي ليتمكن من احتلال الوطن بترابه وثقافته وتاريخه ونفسية شعبه اي الغاء مكونات شخصيته الحضارية بما فيها المقوم الجغرافي، ان مصطلح الغزو الان ينطبق بصورة جدية علي حالة الشعب الفلسطيني، وينطبق علميا علي المرحلة التي كانت فيها الدول العربية تحت السيطرة البريطانية او الفرنسية او الايطالية حينما كان المستعمر لا يفرق بين احراق مخطوط عربي او ازالة اذن امرأة او اطلاق الرصاص علي رأس رضيع بريء، دراسة اثار الغزو الثقافي الفكري لتلك المرحلة تستدعي بالمقابل دراسة عناصر المقاومات الشعبية وفي اساسها المقاومة الثقافية حتي تكتمل صورة الغازي والمغزو. وتحدد مفاصل الصراع الثقافي والحضاري، وتتبلور الاتجاهات الثقافية الفكرية التي كانت اذ ذاك في تحالف لاسقاط الثقافة الغازية الدخيلة، ان متتبع تفاصيل الحياة الفنية الثقافية الفكرية التربوية في الاقطار العربية يكتشف بسهولة ان ما يسمي بعناصر الغزو الثقافي الفكري فيها حاليا جاء الي هذه البلدان عن طريق سلمي اي انه ثمرة للتعاون الثقافي الفني مع الدول الامبريالية. وهو تعاون رسمته بروتوكولات التعاون الموقعة رسميا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-05-2005, 01:06 PM
الصورة الرمزية العنيد
العنيد العنيد غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: أبوظبــــي دار الظبــي
العمر: 41
المشاركات: 4,997
معدل تقييم المستوى: 24
العنيد is on a distinguished road

أستاذي الفاضل: فــــــــالح العمــــــــــــره بارك الله فيك على نقل هذا الموضوع الذي يتعلق بالغزو الفكري!!!!!

عاد اتصدق يابو بدر.... انا قبل كمن يوم حبيت اني اقرى عن ذا الموضوع ... ثم ادخل احوس في جوجل!!!!

ولقيت نفس المعلومات الي تكرم بها شخصك الغالي هنا!!!!!

فلك خالص الود والتقدير على ما تبذل من جهود!!!!!

 

التوقيع

 

أنــــــــــا العنيـــــــــــــد ولي هـــــــــامه يخضـــع لـــها العــــز ويليـــــن
أعـــــــــرف مواجيبي..وشرعــــي وأصـــوله...وأحســـــب حسابــــــي
وأدرك الشــــين والزيـــــن




بدك ولا ما بدكيش ولا ما بدكوووش

 
 
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-05-2005, 01:07 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road


الغزو الفكري بين الاستعمارين القديم والجديد

كان الغزو الفكري الذي صَاحَبَ الغزو العسكري أو لاَحَقَه أو انبثق عنه ، والذي استخدمته القوى المعادية للإسلام لاحتوائه والاستيلاء على أمة الإسلام والتأثير عليها بنحو يجعلها تتجه الوجهةَ التي أرادتها .. كان – الغزو الفكريّ – أخطر وأدق من الغزو العسكري ، لكونه يعتمد السريّةَ ؛ فلا تحسّ به الأمة التي تُغْزَىٰ ؛ فلا تتأهّب لمواجهته حتى تقع في فخّه ، فتعود فاقدة لوعيها الديني الحقيقي ، و الشعور بمتطلباتها القوميّة ، وتحبّ ما يريد عدوّها أن تحبه ، وتكره ما يريد أن تكرهه ، ويعود علاجُها من هذا الداء العضال مُسْتَعْصِيًا حتى على حكماء الأمة وأطبّائها النطاسيين ومفكّريها المتبصّرين .

وإذا كان الغـزو الفكري على أشدّه اليوم ، فإن علماء الأمة ومؤرخيها يرجعونه إلى عصور ازدهار الإسلام ، التي أدركت فيها القوي المحاربة للإسلام أنّه مهما انتصرت عليه في الحروب العسكريّة ، فإنّ انتصاراتها تظلّ وقتية ؛ ففكّروا في البديل الأفضل الأدوم تأثيرًا ، وتوصّلوا بعد تفكير طويل ودراسات مكثفة واجتماعات متصلة إلى ما هو أخطر من الحروب التي خاضوها بالجيوش والأسلحة والعتاد ، علمًا بأنّ الاستيلاء على العقل والقلب والفكر الناشىء فيهما أَمْكَنُ وأَثـْبَتُ من الاستيلاء على الأرض والتراب ؛ حيث إن المسلم ما لم يلوث فكره ويغسل عقله وقلبه لا يتحمل وجود المحتل الكافر على الأرض الإسلامية ، وإنما يبذل قصارى جهوده لإخراجه منها . وقد حدث ذلك فعلاً لدى الحروب الصليبية الماضية كما يحدث حالاً تجاه الاحتلال العسكري الصهيوني الصليبي للأقطار الإسلامية وعلى رأسها فلسطين وأفغانستان والعراق وغيره .

لكن المسلم المغزو فكريًّا ، يعود مريضَ الوعي معتلَّ الفكر ، وعديمَ الإحساس بما يُفْعَل معه من الأفاعيل الشيطانية ، لإفقاده الغيرة الدينية ، وتجريده من الحمية الإسلاميّة و الأصالة الفكريّة ، والتزامه بالثوابت الإيمانية في أدقّ الساعات وأحرج الأوقات ؛ فلا يرى أيّ خطر في وجود اليهود والنصارى المحتلين والقوى الكافرة الماكرة على أرض الإسلام ؛ بل قد يرى أنّ ذلك مما يدرّ الخير على أمــة الإسلام ، ويساعد على تحقيق التقدم المادّي ، والرقي الحضاريّ ، وتنوير الفكر ، ومحاربة MالأصوليّةL و Mالتزمّت الفكريL ونشر Mالتسامح الدينيL وبث روح التعايش السلميّ ، والتفاعل الثقافي ، والتعاطي الحضاريّ ، والتنامي العلمي والتكنولوجي !!.

ولكون الغزو الفكري أدوم وأثبت وأقوى من الغزو العسكري ، فقد استغنت القوى المعادية للإسلام بالأوّل عن الثاني في أغلب الأحوال ، إلاّ عند الحاجة الملحة التي أحوجتها إلى غزو المسلمين عسكريًّا وعلانية وإلى استخـدامها الأسلحة والعتاد والقوة ، أي عندما رأت أن الحالات تقتضي الاستعجال لتحقيق الأغراض التي لابدّ لها من تحقيقها عاجلاً ، كما صنعت إبّان عهود الاستعمار ؛ حيث غزت واحتلت جزءًا كبيرًا من البلاد الإسلامية ، ومزّقت الخلافة الإسلاميّة ، وعملت خلال احتلالها لها على تثبيت منطلقات وإيجاد مؤسسات تقوم من خلالها بالغزو الفكريّ المتّصل ؛ حيث تمكّنت بشكل أقوى وأكثر من ذي قبل من غسيل مخّ أبناء المسلمين ، والاستيلاء على عقــولهم ، وترسيخ المفاهيم الغربيّة فيها ، فعاد كثير منهم – ولاسيما المثقفين بالثقافة الغربيّة – يعتقدون أن الطريقة المثلى والمنهج الأفضل في كل شيء في الحياة إنما هما ما عليه الغرب من الديانات المهلهلة ، والمذاهب المضطربة ، واللغات ذات اللوثات ، والأخلاق المنحلـة ، والأفكار الفاسدة المفسدة ، والدعوات الباطلة ، والحركات الهدّامة ، والعادات السيئة ؛ فتقليدُهم الأعمى في كل شيء ضمانُ الرقي ومجلبُ الخيرات ومبعثُ النهضة الشاملة ومخلصُ من جميع أنواع التخلف التي قعدت بالمسلمين عن الانطلاق نحو الانتصار في مجالات الحياة .

وخلال احتلالها – القوى الاستعمارية المعادية للإسلام – للبلاد الإسلاميّة ركّزت تركيزًا كبيرًا على الغزو الفكري لها ، من خلال وسائل عديدة وَظَّفَتْها بشكل مدروس دراسة عميقة طويلة :

( الف ) استدعت كثيرًا من أبناء المسلمين إلى بلادها الغربيّة ، لتُلَقِّيَهُم التعليمَ في معاهدها وجامعاتها ؛ فعُنِيَتْ بهم عناية كبيرة ، وربّتهم تربية غربيّة ، وشَرِّبتهم الأفكارَ الغربيّةَ ، وجعلتهم ينبهرون بالمنهج الغربي في كل شيء ، ويشيدون به ، ويتغنون بمجده وفضله ، ويؤمنون بأستاذيّة الغرب في كل شيء ، ويُعْجَبُوْنَ بهم الإِعجابَ كلَّه ، وعادوا إلى بلادهم الإسلامية دعاةً متحمسين إلى تقليد الغرب ومحاكاتهم ، وتسلّموا فيها المناصبَ الحساسةَ ، وأمسكوا بزمام القياة والحكم ، فعملوا جهدَهم على نشر الأفكار الغربية ، وأقاموا معاهد وجامعات تعليمية تتبع المنهجَ الغربيَّ ، وتخضع له ، وتبثّه في الطلاب والناشئين و المنتسبين ، فتخرجوا عليه متشبّعين به .

( ب ) عملت على تعليم اللغات والثقافات الغربية في البلاد الإسلاميّة ، وعلى تنشيط الدعوات إلى الزهد في اللغات الوطنية الأم ، ولاسيّما اللغة العربية الفصحى التي نطق بها الرسول S وصحابته ونزل بها عليه القرآن والشريعة الإسلامية ؛ وإلى محاربتها من خلال الدعوة إلى العامّيّة وزعزعة الإيمان بثرائها وغنائها ووفائها بمتطلبات الحياة المعاصرة المتزايدة .

( ج ) أقامت في البلاد الإسلامية دور حضانة روضات أطفال ومدارس وجامعات تبشيريّة ومستشفيات ومستوصفات اتخذتها أوكارًا لأغراضها الخبيثة ، وجذبت إليها كثيرًا من أبناء الطبقة الارستقراطية ، فسممت أفكارهم ، وأفسدت عليهم دينهم وعقيدتهم ، وشكّكتهم في ثوابت الدين الإسلامي ومسلّماته ، فتخرّجوا طلابًا أوفياء لأساتذتهم الغرب .

( د ) سيطرت على مناهج التعليم والتربية في البلاد الإسلامية ، وصاغتها بشكل يُخَرِّجُ أبناءَ المسلمين ، مسلمين بالاسم والجسم والانتماء إلى الطين ، وغربيين في الفكر والعقيدة والسيرة والدين ؛ حتى أصبحوا معاول هــدم خطيرة في بلاد المسلمين ، وسلاحًا فتّاكًا من أسلحة العدوّ المتربّص بالإسلام والمسلمين ، يعملون جاهدين على ترويج الفكر الغربي والعلمانية والديموقراطية الغربية .

( هـ ) إلى جانب ذلك نهضت طائفة كبيرة من الغرب لدراسة الإسلام واللغة العربية ، فسميت بـ MمستشرقينL فألّفت كتبًا مسمومة ، وصدرت عنها كتابات ظاهرها خير وباطنها شرمستطير ، وأصبحت أساتذة في معاهد وجامعات ، فبثت السموم ، وأفسدت أفكار الشباب المسلم ، وأحدثت فتنة فكرية وبلبلة عقدية لدى المثقفين من المسلمين ، وأصبح معظمهم يتكئ على كتبها المملوءة شبهات وشكوكًا في كثير من الثوابت الإسلامية ، ثم تخرج على هؤلاء المثقفين المسلمين أجيال منحرفة فكريًّا ، فتولّوا مسؤولية إحداث الفتنة بين المسلمين .

( و ) وصَاحَبَ ذلك انطلاقُ بعثات تبشيرية كثيرة إلى بلاد المسلمين ، فقامت بحملات التبشير في العالم الإسلامي ، معضدة بالوسائل المادية والأسباب المعنوية والميزانيات الكبيرة .

( ز ) وَجَّهت الدعوة إلى إفساد المجتمع المسلم ، وتزهيد المرأة المسلمة في وظيفتها الأصلية في الحياة ، وترغيبها في تجاوز الحدود التي رسمها لها الله تعالى ، وفي الاختلاط بالرجال ، وإبداء المفاتن ، والسفور والفجور ، والتأكيد لها بأنّها ظُلِمَتْ في المجتمع الإسلامي ، وأنّ لها الحق في التحرر من الحجاب وخلع الطهر والعفاف والخروج من البيت والاشتغال بالسياسة والإدارة والعمل في المكاتب ، متكاتفة مع الرجال ، والعمل مغنية راقصة فنانة وممثلة في السينما والمسرح والتلفاز ومجالس اللهو المشكوفة .

( ح ) وأنشأت كنائس ومعابد فارهة رائعة في البلاد الإسلامية ، وبذلت عليها أموالاً طائلة ورصدت لها ميزانيات ضخمة ، وجعلتها تطل على مناظر خلابة ، ومشاهد جذابة ، وأماكن جميلة للغاية ، حتى تصطاد من أبناء المسلمين من تشاء بحيلها الماكرة ، وإثارة الغريزة الجنسية ، وإقامة الحفلات المختلطة بين الفتيان والفتيات الكاسيات العاريات .

( ط ) وظّفتْ وسائلَ الإعلام المتنوعة للدعوة إلى المسيحية والصهيونية والمنهج الغـربي في الحياة ، وجعلت المنهج الغربي يتمثل في جميع مناحي الحياة : في المباني والمطارات ، في الطائرات ، في المحطات ، في القطارات ، في الفنادق ، في المحلات والمجمعات التجارية ، في البضائع والمصنوعات ، في الألعاب والملاعب ، في المدارس والشوارع . ( اقرأ للتفصيل مقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى في مجلة Mالتضامن الإسلاميL العدد 9 ، السنة 38 : ربيع الأول 1404هـ الموافق ديسمبر 1983م ) .

ولم ينس الاستعمار الحديث أعني أمريكا الصليبية الصهيونية استخدام هذه الوسائل كلّها في البلاد العربية والإسلامية ، فعملت طويلاً على الغزو الفكري لهذه البلاد مباشرة وعن طريق عملاء أوفياء لها في تلك البلاد . وقد رأت أن أغراضها الملحة العاجلة لا تتحق عاجلاً ، فاحتلت بالغزو العسكري الرهيب عددًا منها ، وعجَّلت تنفيذ مخططها الهائل خلال الاحتلال .

وأحدثت تهمًا وجهتها للإسلام ، ماكان يعرفها الاستعمار في الماضي ، وهي أن الإسلام الأصيل يعلّم أبناءه MالإرهابL و MالعنفL و MالأصوليّةL و Mعدم التسامحL .

كما ركّزت على أمركة وتغريب وصهينة المناهج التعليمية في البلاد الإسلامية التي احتلتها اليوم مباشرة أو غير مباشرة ، وهدّدت القادة والحكام فيها بإدخال التعديلات المرضية لديها عليها ، حتى بإخراج السور والآيات والأجزاء الكثيرة من كتب السيرة والتاريخ التي تتحدث عن المسيحية أو اليهودية MبسلبيةL .

وكذلك استعجلت إفساد المجتمع في تلك البلاد بتنشيط دور اللهو والرقص ونشر الأغاني الخليعة والأفلام المتهتكة ، وحمل النساء على السفور ، وتشجيع التعليم المختلط ، وتكثيف الجهود لإنشاء مدارس وجامعات ذات المنهج الغربي .

الاستعمار الأمريكي الجديد يستفيد اليوم من جميع الأساليب التقليديه إلى جانب توظيفه الأسلوب الحديث المطور بوسائل الإعلام الحديثـة وتكنولوجيا المعلومات الحديثة ، لتعطي الغز الفكري زخمًا جديدًا قويًّا فيصبح أكثر مفعولاً من ذي قبل .

إن نفسية الاستعمار الجديد لم تتغيـر عن نفسية الاستعمار الماضي ، وإنما ازداد عداءً للإسلام ، وتخطيطًا لإفساد المسلمين ، وامتصاصًا لخيراتهم ، ونهبًا لثرواتهم ، وتدميرًا لبلادهم ، وتقتيلاً لنفوسهم ، وإزهاقًا لأرواحهم .

ومقاومةُ الاستعمار الجديد ، إنما تتم بنفس الطريقة التي تمت بها مقاومة الاستعمار في الماضي ، أي بالذكاء الديني ، والغيــرة الإسلاميــة ، والصمود والثبات النابع منهما ، وبالتالي بالاستعصام بأمر الله ونهيه ، والاستمساك بهدي نبيه في شأن العدو والصديق ، والإنابة إليه تعالى ، لأنه مغيّـر الليل والنهار ، ومداول الأيام بين الناس ، وهو المعزّ والمذلّ . Mولِلّهِ الْعِزَّةُ ولرسوله ولِلْمُؤْمِنِيْنَL (المنافقون /8) . وصدق الله العلي العظيم إذ قال : Mوَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُوْدُ وَلاَ النَّصَارَىٰ حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْL (البقرة / 120) Mوَلاَ يَزَالُوْنَ يُقَاتِلُوْنَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوْكُمْ عَنْ دِيْنِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوْاL (البقرة / 17) .

(تحريرًا في الساعة 12 من يوم الأربعاء 25/ محرم 1425هـ = 17/ مارس 2004م)

نور عالم خليل الأميني

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18-05-2005, 01:08 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road



الغزو الفكري

بقلم الشيخ ممدوح فخري

المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية




لقد كان سقوط الخلافة الإسلامية وزوال الدولة العثمانية من أكبر الكوارث التي تعرض لها المسلمون في العصر الحديث وذلك أن هذه الدولة كانت تمثل المظهر الأخير من مظاهر قوة المسلمين وسيادتهم، وقد تضافر لذلك السقوط أسباب عديدة وعوامل شتى منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي ومنها ما هو ذاتي، ولسنا بصدد تعداد هذه العوامل أو مناقشتها ولكنا نركز على عاملين مهمين منها كان لهما الدور الأكبر في انهيار الخلافة والنصيب الأوفر من تركتها وهما الكيد اليهودي من الداخل والغزو الصليبي من الخارج. أجل لقد التقى الدس اليهودي مع المكر الصليبي على تحطيم القوة السياسية والعسكرية للمسلمين والتي كانت متمثلة في الدولة العثمانية. ونحن نستدرك قبل كل شيء ونقول:

إن الخلافة العثمانية لم تكن خلافة راشدة بل لها عيوبها الكثير ولكن مع ذلك فإن إصلاح الخلافة خير من إسقاطها. وعلى أية حال فقد زالت الخلافة واختفى هذا المنصب من حياة المسلمين للمرة الأولى، وزال بذلك رأس هذه الأمة عن جسدها وبقيت بعده جثة هامدة لا تبدي حراكا وهان بالتالي على الكلاب أن تنهشها وعلى الأفاعي أن تنفث سمومها فيها. ولقد كان دور اليهود في هذا الصراع دور دابة الأرض التي أكلت منسأة سليمان وذلك باندساسهم في مراكز الدولة الحساسة بواسطة منظماتهم السرية وخلاياهم الماسونية ففتوا في عضدها ونخروا في عودها إلى أن أقوت، فلما جوبهت بعد ذلك بالغزو الصليبي لم تلبث أن انهارت وخرت. وفرح المجرمون يومئذ بنصرهم وفازوا بأمنية من أعز أمانيهم ألا وهو قطع الخيط الذي كان ينتظم المسلمين على اختلاف أجناسهم وألوانهم كما ينتظم الخيط حبات العقد وألسنتهم كما ينتظم الخيط حبات العقد ألا وهو خيط الخلافة المنسوج من روح الإيمان والأخوة الإسلامية. وبانقطاع ذلك الخيط تناثرت فرائد العقد وانتهبتها اللصوص وبترت أوصال الأمة الواحدة فأصبحت أمما، وقسمت أجزاء الوطن الواحد فأصبح أوطانا وتقاسيم القتلة تركة المقتول. وكان هذا كما قلنا من أكبر الكوارث التي ألمت بالمسلمين وذلك لما ترتب عليه من آثار بعيدة المدى كما سنرى شيئا منه في هذه الكلمة. وأما التخطيط والإحكام اللذين عمل على أساسهما أعداء الإسلام بعد هدم الخلافة فقد أعظم خطرا مما قبله وذلك ما أن دالت دولة الإسلام وزالت شوكته حتى سارع الأعداء إلى الأخذ بالأسباب البعيدة التي تحول دون عودة الإسلام إلى الحياة من جديد، هذا الدين العملاق الذي كان ظهوره خطر على الكافرين على اختلاف أنواعهم والذي أجلاهم عن الجزيرة العربية كلها واستخلص من أيديهم أجزاء شاسعة من آسيا وإفريقيا واقتحم عليهم ديارهم في أوروبا وراحت خيوله تنطلق برسالة التوحيد من المحيط إلى المحيط في فترة لا تزيد على ربع قرن.

أجل لقد سارع أعداء هذا الدين إلى الأخذ بجميع الأسباب التي تبقيه صريعا وتضمن لهم السيطرة الدائمة على المسلمين وعلى بلادهم، ووضعوا لذلك مخططا رهيبا وسهروا على تنفيذه بدقة وإحكام إلى أن أتى جميع الثمار المرجوة منه. وسنحاول في هذه العجالة أن نلم بأبرز خطوط تلك المؤامرة الرهيبة التي استهدفت وجود المسلمين باعتبارهم أمة وأرضا وحضارة .


أولا: فكرة فصل الدين عن الدولة:

و هذا يعني باختصار إقصاء الدين عن الحياة والحيلولة بينه وبين أداء مهمته التي جاء لأجلها وسجنه في المعابد والأديرة والكهوف مع منعه من التدخل في شؤون الحكم والسياسة والاقتصاد والتعليم وسائر مرافق الحياة الحية وتفويض كل ذلك إلى مردة من الطواغيت الذين يتألهون على العباد ويستكبرون في الأرض ويسعون فيها فسادا ويستذلون الرقاب ويقيمون للناس شريعة الهوى والشيطان بدلا من شريعة الرحمن وهداية القرآن وينصبون من أنفسهم سدنة للدين الجديد الذي أتوا به. وقد كانت هذه الفكرة من أخطر ما جلبه الغزو الفكري إلى بلاد المسلمين فقد جاء الغزاة إلى الشرق المسلم وهم حديثو عهد بالتحرير من الطغيان البابوي الذي رزحوا تحت نيره زمنا طويلا وعانوا منه ما عانوا باسم الدين، واستطاعوا بعد صراع مرير إقصاء البابا ودينه من حياتهم ثم انطلقوا في الأرض وهم يحملون فكرة فصل الدين عن الدولة بمعنى أن الدولة سلوكها كله وفي جميع شؤونها الخاصة والعامة لا تسترشد بمبادئ الدين ومعتقداته ورجال الحكم والسياسة أحرار في تصرفاتهم بغير وازع أو رقيب من الدين والدين بحد ذاته لا يعدو أن يكون علاقة خاصة بين العبد وربه. وجاءوا إلى الشرق مزودين بهذه الفكرة ليجدوا في الشرق دينا عظيما يلبي جميع حاجات الإنسان في حياته الخاصة والعامة وينظم علاقته بربه وعلاقته بأخيه الإنسان. فكان هذا الدين بشموله وواقعيته وتكامل نظرته إلى الوجود أعظم عدو جابهوه لذلك ولتستقر أقدامهم في أرض الإسلام لا بد من الحيلولة بين الإسلام والحياة وذلك بتشويه فكرة أبنائه عنه ومسخ مفهوم الدين في نفوس المسلمين وجعله رهبانية سجين الصوامع. وقد أشار إلى هذا المعنى رئيس وزراء بريطانيا (غلاديستون) في مجلس العموم البريطاني حيث قال وهو يشير إلى القرآن الكريم: "لا قرار لكم في مصر ما دام هذا الكتاب في أيدي المصريين". وفعلا نجحت مخططاتهم واستطاعوا أن يزيحوا الإسلام تلك العقبة العظيمة عن طريقهم وذلك بإيجاد أجيال من المسلمين يؤمنون كما أراد لهم أسيادهم بضرورة فصل الدين عن الدولة، ويطلقون بين الحين والآخر تلك الكلمة الخبيثة: "الدين لله والوطن للجميع"، والواقع أن الدين لله والوطن لله والكون كله لله فلا يجوز أن يكون فيه ما لا يرضي الله وهكذا أصبح أبناء المسلمين عونا على دينهم مع أعدائهم وحملوا عن الأعداء عبئا كبيرا في محاربة الدين حتى يتفرغ الأعداء للإفساد في مجالات أخر.


فكرة القوميات والعصبيات الجاهلية:

لقد أدرك أعداء الإسلام بأن قوة المسلمين تكمن في هذا الدين وفي اجتماعهم حول مبادئ هذا الدين وتمسكهم برابطة الأخوة الإسلامية التي تنتظمهم على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولذلك كان لابد من فصم عُرى هذه الأخوة التي تشد المسلم إلى أخيه وتكون منهم قوة رهيبة يحسب لها الأعداء ألف حساب على ما جاء في الحديث الشريف "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". وكانت فكرة القوميات هي البديل الجديد للأخوة الإسلامية، فانطلق أعداء الإسلام مع أُجَرَائِهم لإحياء العصبيات النتنة من قبورها وجمع رفاتها وبعث الحياة فيها من جديد بعد أن أماتها الإسلام من قرون. واستطاعوا أن يذكِّروا الناس بماضيهم الذي كانوا عليه قبل الإسلام وعملوا على بعث الحضارات الجاهلية البائدة وإحياء مظاهرها وتعظيم تلك المظاهر وعرضها عرضا مغريا يوحي بأصالتها وعراقتها، ونفخوا في الناس روح التقديس لتلك الرسوم البالية فانتسب الناس لآبائهم بدلا من الانتساب لدينهم ونسوا مفهوم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ونسوا قوله تعالى في الحديث القدسي المأثور: "جعلت نسبا وجعلتم نسبا فقلت إن أكرمكم عند الله أتقاكم وقلتم فلان بن فلان، فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم". ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم: "الناس لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أحمر إلا بالتقوى".

وهكذا وبهذه القوميات النتنة تفتت وحدة المسلمين وعادت الأمة الواحدة أمما شتى لا تربطها بأخواتها رابطة سوى الانتماء الاسمي إلى الإسلام، وفَقَدَ المسلمون بذلك أعظم سلاح في أيديهم بعد إيمانهم بالله، وهان على عدوِّهم بعد ذلك أن يفترس كل جماعة على حدة دون أن تنتصر لها الجماعة الأخرى .


فكرة الوطنية:

لا شك أن وحدة الوطن من عوامل وحدة الأمة وتماسكها ومن عناصر قوتها لذلك خطط الأعداء لتجزئة الوطن الإسلامي الواحد ولجعله أوطانا تفصل بينها الحدود والسدود المنيعة التي تحول دون التقاء الإخوة على غاية واحدة وتحت لواء واحد. وكان لهم ذلك، ووجدت دويلات وممالك وإمارات زائفة أراد لها الأعداء أن تكون فكانت. ولكن الأمر لم ينته عند التجزئة بل لا بد من التبرير والإبقاء على هذه التجزئة وذلك بربط الناس وشدهم إلى الأرض بعد أن قطعوا صلتهم بالسماء فكان لذلك هذا التغني بالأوطان وكان هذا التمجيد للأوطان وكان هذا التفاني في سبيل الأوطان، وغدا حب الوطن وسيلة لمرضاة الشيطان فالمسلم يحب وطنه ولا شك ويعتبر الدفاع عنه جزء من الدفاع عن دينه وكيانه وسيادته على أساس أن الوطن هو الأرض التي تقام عليها شعائر دينه ولا بد للدين من أرض ليستقر عليها وتطبق أحكامه ومبادئه فيها لهذا المعنى كان المسلم الذي يموت دون أرضه شهيدا وكان الدفاع عن الوطن حتما لازما. فالوطن لا يحب لذاته وإنما لأنه قد يكون وسيلة لمرضاة الله وذلك بإقامة الدين فوق أرضه، وأما إذا كان الدين غريبا في الوطن ما فالتعلق بذلك الوطن لمجرد كونه وطنا مظهر من مظاهر الوثنية والعصبية فالوطن بغير دين وثن. ولا يفهم من هذا بأن المسلم يتنازل عن وطنه بيسر وسهولة، بل يفهم منه أن المسلم لا يتمسك بوطنه إلا ليعبد الله على أرضه، وأنه يجاهد ليكون الدين كله لله في كل أرض الله في وطنه وغير وطنه.


فكرة العلمانية:

جاء الغزاة إلى الشرق المسلم ولما ينفضوا أيديهم بعد من ركام الكنيسة التي دمروها في أوروبا لتوهم وتحرروا بذلك من سلطان رجال الدين وأباطيلهم وأضاليلهم وخرافاتهم التي كانت تفرض عليهم باسم الدين والدين منها بريء فلما أثبتت التجارب والتقدم الفكري الهائل مناقضة آراء الكنيسة وأهوائها لحقائق العلم، وانجلى ذلك الصراع المرير بين الدين والعلم بهزيمة مروعة لدين الكنيسة صنف رواد النهضة العلمية أن الكنيسة في عداد الخرافات والخزعبلات والأوهام والأساطير التي لا تمت إلا الحقائق العلمية بصلة أخرجوها بذلك من مجال اليقينيات إلى مجال الشك والظنيات والتخيلات, وأفقدوها بذلك قداستها وجدارتها ومكانتها وهذا كله حق لا ريب فيه بالنسبة لجل آراء الكنيسة وأهواء رجالها، ولكنه بالنسبة للإسلام وهو وحده الدين الحق المحفوظ بحفظ الله باطل كله. وهذه مبادئ الإسلام جملة تثبت أمام التحدي العلمي الهائل مدى أربعة عشر قرنا ثبوتا رائعا مذهلا، بل لا يزيد التحدي والتقدم العلميان إلا رسوخا في قلوب المؤمنين به ولا تكون الكشوف العلمية إلا من جملة البراهين على عظمة هذا الدين. ولكن الغزاة وهم في غمرة انتصارهم على دين الكنيسة لم يكن لديهم استعداد للتمييز بين دين ودين, بل التهموا جملة الأديان وحاربوها جميعا، وكان على الإسلام الذي بارك العلم وأكبر العلماء وتعهد أكبر حركة علمية في التاريخ القديم ووضع أسس الحركة العلمية الحديثة, كان على الإسلام هذا أن يتحمل خرق رجال الدين لا من أبنائه أو في بلاده بل في أوروبا. ويتهم بما اتهمت به الكنيسة من محاربة العلم ومصادمة العقل. وكما أن النهضة العلمية والفكرية نشأت في أوروبا في ظلال الإلحاد فكذلك امتدت جذورها وفروعها إلى سائر البلاد وهي تحمل سمة الإلحاد والتنكر القاطع لكل ما لا يقع تحت التجربة ويخضع للحواس، ولا مجال هنا لمناقشة الملاحدة في تنكرهم لحقائق الدين الكبرى، ولكنها الإشارة إلى أن الإلحاد هو السمة البارزة لحضارة اليوم وهو مظهر من أكبر مظاهر الغزو الفكري لبلادنا.


شعارات المدنية والحضارة والتقدم :

وكذلك من مظاهر الغزو الفكري لبلادنا وشبابنا التغني بالشعارات الجوفاء التي لا مدلول لها، وإطلاق الاصطلاحات الضبابية الفارغة والكلمات القاتمة الموهمة وجعل ذلك كله مبررا للتخلص من كل قديم مهما كان ذلك القديم خيرا نافعا. فكل قديم مناف للمدنية والتقدم وكل جديد هو الحضارة, وبناء على هذا المقياس فقد ترك الدين وهجرت الأخلاق ونبذت الفضائل، وتخلى الناس عن الأعراف والتقاليد الأصلية لأمتنا واستغني عن كل ذلك لأنه قديم وكل قديم ينافي المدنية والرقى، ولله در الرافعي حيث كتب على غلاف كتابه: (( تحت راية القرآن )) وهو كتاب يبحث في المعركة بين القديم والحديث: إلى الذين يريدون تجديد اللغة والدين والتاريخ والشمس والقمر. يريد الرافعي أن يقول: لا يمكن التخلص من كل قديم. وليس كل قديم ضارا بدليل أن الشمس والقمر قديمان ولا يمكن الاستغناء عنهما وغيرهما كثير جدا. فإيجاد هذا النوع من التعرض بين القديم والمدنية والرقى ودون تمييز بين الضار والنافع أصبح مفهوما مركوزا في نفوس الخاضعين للغزو الجديد كمظهر من مظاهر هذا الغزو. مع أن جميع الفضائل قديمة.


الحركة النسائية وفكرة تحرير المرأة :

لم يكن يخفى على الغزاة ومريديهم أمر المرأة ودورها في الهدم والتدمير لذلك أولوها اهتمامهم الزائد وعنايتهم البالغة وبحّت حناجرهم وهم ينادون بتحريرها واسودت صحفهم وهم يطالبون بحقوقها وكأن الديانات ما جاءت إلا لترشد الناس إلى ظلم المرأة وهضم حقوقها، وجاءوا هم ليرفعوا عنها هذا الحيف الذي عانت منه أجيالا طوالا. وإذا أردت أن تكون موضوعيا ومحددا في مناقشة أحدهم ترى أن خلاصة شغبهم وصراخهم وعويلهم حول هذا الأمر لا يتجاوز تجريد المرأة من دينها وخلقها ثم من حجابها وثيابها. فالظلم كله هو أن تبقى المرأة متمسكة بدينها وخلقها وعفتها وطهارتها، مسبغة عليها حجاب الصون والعفة، والعدل كله أن تتحرر من كل ذلك. وكنتيجة طبيعية لانهزام المسلمين انهزموا أيضا في هذا الميدان وحقق الغزاة انتصارا مذهلا مروعا، وجردت المرأة من حليها في الظاهر والباطن فأبدت عورتها للناس وتبرجت تبرجا أشد من تبرج الجاهلية الأولى وانطلقت في الشوارع كاسية عارية مائلة مميلة تغري الناس بزينتها وتحرضهم على الرذيلة وتدمر كل شيء بإذن أسيادها وأساتذتها من الغزاة وعملائهم. فتحطمت الأسر وهدمت البيوت وشاعت الفاحشة في الذين آمنوا وقوضت أركان المجتمع الإسلامي وسرى الانحلال والانهيار في كل جوانبه، وكان للأعداء ما أرادوا.

تلك أبرز مظاهر الغزو الفكري في نظرنا وأما أهم وسائل هذا الغزو فهي ما يلي:

برامج التعليم: بعد أن استقر الغزاة في بلادنا رأوا أنهم لا قرار لهم في أرضنا ما لم يتبعوا غزوهم هذا بانقلاب فكري وغزو ثقافي فإن سيوف الغزو الثقافي أمضى بكثير من سيوف الغزو العسكري ولتحقيق هذه الغاية أحدثوا انقلابا جذريا في برامج التعليم ومناهج دور العلم ووضعوا مخططا جديدا يكفل لهم إيجاد أجيال من المسلمين تدين بدينهم وتقول بقولهم وتفعل بفعلهم ولا تَمُتُّ إلى الإسلام إلا بصلة الانتماء الاسمي في الوقت الذي تتنكر فيه للإسلام في العقيدة والسلوك. وكانت المدارس التي طبقت هذه المناهج نوعين: مدارس المبشرين التي تدار بواسطة الغزاة مباشرة ومدارس تدار بواسطة أذناب الغزاة تحت ألقاب إسلامية خادعة. وآتت هذه المدارس أكلها وأنبتت نابتة من المسلمين على أعين الغزاة وتحت سمعهم وبصرهم, فكانت كما أريد لها أن تكون متنكرة لكل تراثها الفكري والروحي والحضاري مكبرة ومجلة للغازي وحضارته وتراثه ورسالته. وبعبارة أخرى كانت هذه الأجيال الجديدة هي الهجين الذي أدخل على الأمة الإسلامية وليس منها. أجيال هي غربية عن هذه الأمة وعن عقيدتها وعن حضارتها وعن فكرتها وعن نظرتها للحياة والكون والإنسان. وزيادة في إحكام الخطة وحرصا على استمرار الحرب ضد الإسلام، فقد عهد المستعمرون الغزاة إلى هذا الجيل الذي رُبِّي في محاضنهم وغذي بلبانهم وأشرب قلبه حبهم وتقديسهم عهدوا إليه بإدارة البلاد ووضعوا مقدرات المسلمين وبلادهم تحت تصرف هؤلاء فكان منهم القادة والسادة ومنهم الوزير والأمير وتسرب الغزاة إلى دماء هؤلاء وعقولهم وأفكارهم وأصبحوا يحاربون المسلمين بهم ومن خلفهم، وتكفل هؤلاء المستعمرون الجدد من أبناء البلاد بتنفيذ مخطط أسيادهم وآبائهم الروحيين والسهر على تعاليمهم وأفكارهم في بلاد المسلمين وأصبحوا وسيلة لكل شر يريد الأعداء إلحاقه بالمسلمين وبعد خروج الغزاة الظاهرين المكشوفين من أكثر بلاد المسلمين أصبح هؤلاء الغزاة المقنعون والمستترون من أبناء المسلمين هم العدو الأكبر لهذه الأمة لأنهم يقومون بدور العدو بمحاربة الإسلام وزيادة ويتفننون في ذلك بما لا يستطيع العدو الظاهر أن يفعله فجميع مظاهر الغزو الفكري تتمثل فيهم وجميع وسائله في أيديهم، بل حماة ذلك الغزو وحملته وطلائعه في بلاد المسلمين وعلى أيديهم يتوالى خروج المسلمين عن دينهم وارتداد أبنائهم، وتنشأ الأجيال الجديدة التي لا تعرف الإسلام إلا تاريخا مشوها. وينفذ مخطط الأعداء بحذافيره والذين درسوا في مدارس المبشرين والمستعمرين ونشأوا على مناهجهم، يضعون للمسلمين برامج ومناهج على غرار مدارس المبشرين والمستعمرين والحلقة متصلة هكذا. وانسلاخ المسلمين عن دينهم وخروجهم عن عقيدتهم وتنكرهم لحضارتهم مستمر هكذا أيضا.

وسائل الإعلام: ومما يلي برامج التعليم في كونها وسيلة من أكبر وسائل الغزو الفكري أجهزة الإعلام على اختلاف أنواعها من صحافة وإذاعة وتلفزة ودور عرض (السينما). فإن الأيدي الخبيثة الأثيمة من أعداء الإسلام قد وضعت هذه الأجهزة في أيدي ربائبها وغلمانهما وصنايعها ممن لا يقلون حربا للإسلام عن أسيادهم، وهكذا أصبحت أجهزة الإعلام في معظم بلاد المسلمين كمخدر دائم يستعمل لصد الناس عن دينهم ولا دور لها إلا تحطيم المثل والقيم والأخلاق والتحريض المستمر ليلا نهارا على الفاحشة، وعلى مخالفة الآداب، وعلى ازدراء الفضائل والخروج على كل عرف صالح تعارفه الناس. والصنم الذي تعبده أجهزة الإعلام في معظم بلاد المسلمين وتدندن حوله وتسبحه وتقدسه، هو صنم الجنس فقلما تنشر كلمة أو تعرض صورة أو تذاع أغنية إلا وهي عن الجنس وللجنس وحول الجنس، والإلحاح المستمر حول هذا الموضوع في كل وقت ومناسبة وبكل وسيلة قد سد على الناس الطرق وألجأهم إلى الانغماس فيه إلجاء فإذا تناولت مجلة فصورها وأحاديثها تنطق بالفحشاء وتتحدث عن الحب وإذا فتحت المذياع فالأغاني الماجنة المائعة تصك آذانك بالعهر المذاب وتصلي للحب، وإذا نظرت إلى الرائي (التلفزيون) فهناك الحياة الحب والحب الحياة وكل شيء عن الحب شاخص أمامك وماثل بين يديك هذه هي الحقيقة والواقع بالنسبة لمعظم بلاد المسلمين التي وقعت فريسة في أيدي المرتدين من أبنائها والذين يستوردون المبادئ والعقائد والشرائع والتعليمات من الأعداء ثم ينفذونها بدقة وأمانة.

تنظيم القوى الكافرة والغازية والاهتمام بمراكز القوة : حتى يستمر تيار الغزو الفكري في اجتياحه لابد من الأخذ بالأسباب التي تبقي عليه وتضمن له النمو والازدهار وذلك باحتلال مراكز القوة كالجيش والحرص على أن لا تتسرب إليه روح مؤمنة والسهر الدائم على أن يكون حارسا أمينا للأفكار الدخيلة المناقضة للإسلام أو لثمار الغزو الفكري ثم تنظيم جنود الغزو عملائه في المنظمات حزبية تعمل على أسس مدروسة ومنسقة وتغزو جميع مرافق الدولة المهمة وتضمن بذلك الإشراف المباشر على سير الغزو وتطمئن على سلامة الخطة وحسن سير العمل وتنفذ تعاليمها بطريقة منظمة دقيقة يعرف فيها كل دوره في المعركة ومسؤوليته في العمل فلا تضيع التابعات ولا تفقد المسؤوليات.

هذه باختصار أهم مظاهر الغزو الفكري ووسائله، وقد عملت هذه الوسائل مجتمعة على إيجاد جيل الردة الذي قدِّر لنا أن نشاهده. أجل لقد تضافرت جهود هذه الوسائل على اقتلاع الإسلام من قلب أبنائه وعلى قتل روح الجد والرجولة والعمل في جموع شباب هذا الجيل، الذي يشكو من تمزق في ضميره واضطراب في تفكيره وصراع في نفسه وقلق قاتل في حياته كلها. شباب هذا الجيل تربة خصبة ألقيت فيها بذرة خبيثة فكان هذا النبات النكد وكان هذا الفصام وهذا الإزدواج في الشخصية بين الآثار الإسلامية في النفس وفي البيئة وبين بريق الغزو الجديد وزخارفه ومغرياته ومعطياته للنفس والهوى والشباب.

إن روح الحضارة الجديدة الخبيثة قد تلوثت فطرة الشباب المسلم وطمست معلمها النظيفة وانتزعت من قلبه مثله العليا وتعشقه للتسامي وأشواقه للخلود لتعطيه الإخلاد إلى الأرض والنزوع إلى سفاسف الأمور والركون إلى الشهوات والملذات والإنكباب على مراتع الرذيلة ومباذل الأخلاق، إن هذا الأفيون الذي جاء به الغزاة والمغلف بغلاف المدنية والحضارة جرد شبابنا من كل مقوماته وبنى له معبدا ضخما هائلا في تنميقه وتزيينه أمهر المهرة من الخبراء والفنيين ألا وهو معبد الجنس ووضع في داخله صنم يعبد وهو الحب، وراح يدعو إلى الدخول في الدين الجديد بكل ما أوتي من قوة وبكل ما يملك من وسائل جبارة حتى جعل الجنس كل شيء في حياة شباب هذا الجيل، هذا الشباب الذي يعاني ظمأ روحيا وسغبا نفسيا واختلالا كبيرا في السلوك بين متطلبات روحه وجسده. وبإفساد هذا الجيل على هذه الشاكلة ووضع المخطط لإفساد الأجيال المقبلة نال العدو منا كل ما يريد. وأكبر دليل على ذلك أن هذا الشباب المنخور المهزوز المتهالك على الملذات والأسير للشهوات حينما وضعه موجهوه وأسياده في مراكز القيادة والتوجيه عبث بمقدرات البلاد والعباد وأهلك الحرث والنسل، وأهدر الكرامات وانتهك الأعراض وصادر الحريات، وكان وجوده وصمة على الإنسانية، والحيف الذي تعرضت له البلاد على أيدي هؤلاء كان أعظم مما تعرضت له أيدي الصليبين والتتار.

تلك هي أهم مظاهر الغزو الفكري ووسائله، فعلى الذين لا يزالون على إيمانهم بالإسلام وولائهم له وانتمائهم الحقيقي إليه أن ينتزعوا هذه الوسائل من أيدي الغزاة الجدد ويجردوهم بذلك من سلاحهم الذي به يدمرون ويقضوا بالتالي على مظاهر هذا الغزو قبل أن تجتاحهم فلوله.


مـوكب
لما قدم عمر بن الخطاب الشام قدم على حمار ومعه عبد الرحمن بن عوف، فتلقاهما معاوية في موكب عظيم فجاوز عمر حتى أخبر به فرجع إليه فلما قرب منه نزل إليه فأعرض عنه عمر، فجعل يمشي إلى جنبه راجلا، فقال عبد الرحمن بن عوف لعمر: "لقد اتبعت الرجل"، فأقبل عليه فقال: "يا معاوية أنت صاحب الموكب آنفا مع ما بلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك"، قال: "نعم يا أمير المؤمنين". قال: "ولم ذاك؟"، قال: "لأننا في بلد لا نتمنع فيه من جواسيس العدو ولابد لهم مما يرهبهم من هيبة السلطان فإن أمرتني بذلك أقمت عليه وإن نهيتني عنه انتهيت". فقال: "لئن كان الذي تقول حقا إنه رأي أريب وإن كان باطلا فإنه خدعة أديب وما آمرك به ولا أنهاك عنه". فقال عبد الرحمن بن عوف: لحسن ما صدر هذا الفتى عما أوردته فيه". فقال: "لحسن موارده جشمناه". العقد الفريد/ ح1


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18-05-2005, 01:09 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الغزو الفكري والرد على المستشرقين








تأليف : محمد عللوه


الناشر: دار الأقصى ـ دمشق 2002


الصفحات :382 صفحة من القطع المتوسط


لعل الذي دفع بالباحث محمد عللوه، للرد على بعض من المتخيل الاستشراقي، في هذه المرحلة بالذات، هو الاحساس الضمني أن ماتتعرض له المنطقة العربية، خصوصا، والاسلامية، عموما، ليس وليد دوافع آنية مباشرة، بقدر ماهو مرتبط، بمعنى أو آخر، بهذا اللاشعور الجمعي المسيطر على فئة استشراقية معينة، المسكون بقناعات مسبقة. هكذا يمكن فهم تكرار البحث والرد على قضايا قد تم التعرض لها عند كثير من المثقفين العرب، بل والعديد من المثقفين الغربيين الذين ينظرون بموضوعية الى التاريخ العربي والاسلامي. مع أن الأفضل أن تكون مثل هذه البحوث مكتوبة في لغات أجنبية لزيادة مفعول الأثر المرجو منها، الا أن الفائدة متحققة بالتأكيد.


يمهد الباحث، قبل الدخول في مجمل الردود، بشرح لطبيعة المجتمع الاسلامي، والمزايا المعروف بها. منطلقاً من فكرة الحرية في التدين الاسلامي، بقيام الأمر فيه على «الارادة والاختيار، ولايمكن تجريد الاعتقاد منهما»، وهذا الدليل على حرية العقيدة التي أعطيت للانسان «تكليف في حدود الطاقة الانسانية»، التي اقتضت فيه «الحكمة الالهية» في الآية التي تمثل مقياسا كونيا لحرية العبادة : «لاإكراه في الدين». وأن الاعتقاد الاسلامي بني «على الفطرة السليمة» من خلال «الدليل على وجود الله بالحجة والبرهان والمنطق دون ارغام أي انسان على ذلك».


وانما عن طريق «الحوار الفعال والنقاش الهاديء: «قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا» (آل عمران64). هذا الاهتمام بمفهوم الحرية اتجه اليه المؤلف في المنظور الذي يبين القيم الانسانية التي دعا اليها الاسلام، في الوقت الذي يصر فيه بعض المستشرقين على تزييف الصورة. فيتابع المؤلف التعريف بتجليات هذه القيم : «وقد حاور القرآن المشركين وعبدة الأصنام، متسائلا عن هذه الأصنام ومدى المنافع التي تنتجها لمن يعبدها ومدى قدرتها على الخلق : «قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده»(يونس34).


لاكتمال صورة المقارنة يوازن الباحث بين عدة مفاهيم فلسفية دينية لدى اسبينوزا ودوركهايم، ومن ثم لدى المسلمين «لم يعد الله في الفكر الاسلامي هو الخير المحض فقط ولا هو المهندس الأعظم عند افلاطون أو المعقول المجرد، وانما هو ليس كمثله شيء، الله في الفكر الاسلامي هو أول الحقائق الأزلية». ثم يمر على آراء الفارابي وابن سينا وديكارت. وصولا الى سمات الفكر الاسلامي :«الكتاب والسنة، الحرية، الفكر الشمولي، الانفتاح». ليصبح المكان مهيئا لتناول مجمل الدعاوى الاستشراقية في لغة القرآن، والنبي ،والاسلام، والتاريخ، ودعاوى استشراقية جديدة. هذه المسائل هي روح الكتاب، ونلاحظ مدى تلاؤمها مع الوضع الراهن، في الآونة الأخيرة.


في مسألة لغة القرآن يفند آراء بروكلمان وماكدونالد وويلز، وأن هؤلاء ركزوا على «أدب الفرق والطوائف الاسلامية» بغية إحداث صورة تظهر انقسام التاريخ الاسلامي، لا وحدته. ويعتبر أن عديدا من الأدباء العرب، كجرجي زيدان وطه حسين وزكي مبارك وأحمد لطفي السيد، كانوا «أذنا صاغية» لآراء المستشرقين هؤلاء. وكذلك يتناول مسألة الدعوة الى الكتابة باللغة العامية والكتابة بالحرف اللاتيني، كمثل الذي نادى به عبد العزيز فهمي «الى استخدام الحروف اللاتينية» وعيسى اسكندر «الى ترك الفصحى».


بالنسبة الى ترك الكتابة بالحرف العربي يشير الباحث الى منشأ هذه الدعوى : «تولت جريدة لاسيري الفرنسية في بيروت سنة1922أول الاحتلال الفرنسي، تولت الدعوة الى الحرف اللاتيني.». ويظهر هزلية هذه الدعوى خصوصا أن بعض مريديها كانوا يضعون «مرادفات فصحى للكلمات العامية! وهذا يثبت عقم تلك الدعوى». كذلك الترويج لمسألة صعوبة القواعد والاعراب في اللغة العربية، فقد تناولها وشرح المغزى منها والمتجلي برغبة منع الكتابة بالعربية. ولايتسع المجال لعرض كل آرائه في الرد على استشراق بروكلمان ومرجليوث والمبشر لورنس، فهي تتطلب اسهابا في الشرح يقتضي قراءته مفصلا لا مختصرا.


كل هذا يبحث ضمن آلية الربط بين الفكر الوافد ودوره في التأثير على الكيان الاجتماعي والديني والسياسي والثقافي، بدءا من «الفلسفات الاغريقية المترجمة»، وهنا حبذا لو تعامل المؤلف مع الفلسفة اليونانية بشيء من الحيادية والتدبر الفكري، لأن الفلسفة اليونانية تنتشر في جميع الثقافات البشرية المدنية، واليها يرجع الفضل في قوانين المدنيات الأولى ودساتير السياسة والحكم والتعبير السياسي، ولايمكن فهمها في هذا الابتسار الذي لايخلو من تجنّ ورؤية مبسّطة للفلسفة وتاريخها ودورها.


وحول ماقيل في التاريخ الاسلامي، والفتوحات، يجمل مجموعة الردود على الثقافة الاستشراقية في كلمة مشهورة لأناتول فرانس : «ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الاسلامي عبد الرحمن الغافقي، ان انتصاره عليه أخّر المدنية عدة قرون الى الوراء». ومن الردود ماقاله في فيليب حتي بأن «مرآته محدّبة» قاصدا نقض نظرته المتوافقة مع بعض نظرات المستشرقين.


يختصر الباحث الطريق في ردوده على المستشرقين، القدماء منهم والجدد، بأن عليهم الالتزام بالمباديء الأساسية للبحث العلمي، ومايتعلق منه بدراسة التاريخ الاسلامي، أولا : «وجوب الاطلاع الواسع على القرآن»، وثانيا : «تملك زمام اللغة العربية ومجازها، وتملك المقدرة على تحليل النصوص». ثالثا : «أن تكون النزاهة رائدة في البحث والتفتيش عن الحقيقة» رابعا : «أن يكون الباحث حرا في بحثه وفي حرية تفكيره وعدم الانتماء الى مدرسة فكرية استشراقية معينة». خامسا : «الأكاديمي المنهجي هو الذي يتعرض لجملة من الآراء، وليس رأيا واحدا». سادسا : «صاحب المنهج العلمي لايقتطع من الخبر الجزء الذي يدعم رأيه فقط ويترك الجزء الباقي».


في الجزء الأخير من الكتاب يتناول الدور الصهيوني في تشويه التاريخ الاسلامي، بدءا من دعاوى التغريب التي زيفت الحقائق بجعلها «كل يهود العالم ينتسبون الى يعقوب، والغاية منه جعل فلسطين وطنا أصليا لهم». ويشرح السياق التاريخي الذي نشأت فيه الحركة الصهيونية وسيطرتها الاعلامية الواسعة، مايسر لها الهيمنة على أكبر الدول نفوذا وتأثيرا في العالم الغربي والشرقي الأوروبي.


البحث في الدور الصهيوني المساند للاستشراق، كما يراه الباحث، يرتبط بكشف آلياته وتاريخه لأنه ليس مجرد «احتلال سياسي أو عسكري» بل يتعدى ذلك الى «طمس الهوية التاريخية واستبدالها بأخرى مزيفة»، من خلال «قلب الحقائق» و«اظهار الأصلي بمظهر الفرعي». لذلك نجد مؤلف الكتاب يرجع الى «أيام الرسول ص» حيث قام اليهود «في معارضة الدعوة الاسلامية وسخّروا مافي حوزتهم للقضاء على الاسلام وعلى نبي الاسلام» ويبن كيف أنه وعلى الرغم من انتصار الرسول عليهم الا انهم «عادوا بصورة جديدة حين اعتنق بعضهم الاسلام وراحوا يبثون سمومهم من خلال ماعرفناه بالاسرائيليات التي ساهمت في إبعاد المسلمين عن الفهم الصحيح للقرآن وتفسيره».


قد يبدو المؤلف في هذه النظرة وكأنه ينطلق من بديهية غير مفحوصة في أن العامل الخارجي أثر كثيرا على طبيعة الحياة في المجتمعات الاسلامية، لجهة فكرة البحث الأساسية حول الغزو الفكري، لكننا في تروّ فكري بسيط نتأكد من اتجاه المؤلف هذا، فالاسرائيليات، بمعنى أو آخر، هي بمثابة غزو فكري مبكّر، جاء في وقت بداية الحياة الاسلامية الأولى، حتى كرر دعواها عدد من المؤرخين المسلمين، على رأسهم المسعودي في «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، حيث يكرر في تاريخه المنطق الاسرائيلي، اليهودي، في تاريخ العالم القديم، وهو مالم يأت به الاسلام، أي مالم يشرّع ويوافق عليه. من هنا يجب فهم رأي الباحث الجدير بالتمعن والتدبر والأخذ بعين الاعتبار.


من الغزو الفكري المبكّر الى الدور الجديد له، عندما استخدمت الصهيونية «العامل الديني منطلقة من دوافع عنصرية ساهم في خلقها الجو الفكري الاستعماري الذي ساد أوروبا في القرن التاسع عشر الميلادي، وقد توجه الصهاينة الى فلسطين بهذا الأساس الاستعماري». وان هذا الأساس الاستعماري هو نواة الاستشراق، الأخير الذي هو «استمرارللحروب الصليبية في ثوب جديد». وحتى لو استطعنا تبيّن اختلافات بين الاستشراقين : الصهيوني والغربي، فالقضية لاتختلف «وهدفهما واحد، وهو ديني وسياسي». في ظل التكامل المعلن والخفي، بين الاستشراق الغربي والاستشراق الصهيوني، ظهر مجموعة من المثقفين ورجال الاعلام التابعين: «الاستشراق الصهيوني»، كما حدد أسماءهم : دوركهايم، غولد تسيهر، مرجيليوث، رينارد لويس، رودنسون. وينتهي المؤلف في هذا المكان الى أن أكبر نجاح استطاع أن يحققه الاستشراق الصهيوني تمثل في «محو العداوة بين اليهود والمسيحيين» أي الاتفاق على تبرئة اليهود من دم السيد المسيح، الحادثة المشهورة.


الى هذا يوضح العلاقة الممكنة التي أدت الى التلاقي «بين الاستشراق الصهيوني والاستشراق الغربي». والأثر الصهيوني على حركة الاستشراق، بأنها أدت «الى أكبر حملة تغريب فكرية وثقافية في العالم». ولتأكيد الثقة بالبحث وعدالة قضيته التي وفّر لها هذا الكتاب وغيره من الكتب، ينهي المؤلف البحث بأنه مهما تم تشويه الحقائق «لايمكنك أن تطمسها الى الأبد».


يشار في هذا السياق أن للمؤلف محاولات فكرية سابقة، في المجال ذاته، في مؤلفات أخرى، مثل (موضوعية الاسلام في مواجهة الصهيونية1990) و(عالمية الاسلام وقضايا العصر) وسواها من الكتب المتابعة لحركة الاستشراق الجديد وتولي الرد الممكن على مغالطاتها ومجمل الدعاوى الخاطئة التي تولت الترويج لها.


كذلك كان للمؤلف كتب في التاريخ الاسلامي مثل : دور العرب والمسلمين في ركب الحضارة والعلوم. وكتاب : الاعجاز القرآني والتقدم العلمي.


عهد فاضل

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 03:31 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع