أحياناً عندما نكون وسط مجموعة من الأهل ·· الرفاق ·· أو الزملاء، نجد أمامنا ذلك الشخص المبتهج الحائز على لقب (خفيف الدم)، والذي غالباً ما يحرف محور حديثنا من جد إلى ضحك قد يصل إلى الهزل، فنراه بداية يستقصد فرداً واحداً فقط مسلطاً الضوء عليه، فكلما نطق بكلمة رد عليه بعشر متتالية···!، قاصداً الاستهانة به محاولاً (التنكيت) عليه! وما أن يقضي على أول أفراد المجموعة بعد أن يصيبه بنوع من القهر (والنرفزة)، حتى يحول وجهته إلى الفرد الذي يليه، ليكرر ما سبق، والغريب بأنه يتقن دوره بتلك الجمل والتعليقات الهزلية والضحكات المصطنعة المنبعثة من بقايا قلب وضمير، حتى ينتهي الموقف بأحد إما أن يتم ايقافه عند حده بالطرد أو (الضرب) كما يحدث غالباً!، أو أن يبتعد جميع من حوله متجاهلينه ومتجنبين النزول إلى مستواه، فقد غدت ملامح صاحبنا (خفيف الدم) ملامح إنسان (ثقيل دم)، هدفه الأول والأسمى تعزيز مكانته بين أفراد المجموعة بطريقة خاطئة وأسلوب يدعو إلى (الاستفزاز) والتنفير، فالصورة باتت واضحة أمامنا، فقد شتت مجموعة، وقطع حوار وحديث، وأهان ونفر الجميع ···!، يقول أحد الحكماء: (إنما المزاح سباب، إلا أن صاحبه يضحك)، فأي خفة دم هذه التي تضحك فرداً·· وتهدد مجتمعاً وتبكي أفراداً···؟
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده)، ولا حياة تخلو من الضحك والمداعبة والمزاح، لكن·· لكل شيء حد·· ولكل شيء بدء·· وبدء العداوة (المزاح)·
واحب اختم كلامي بهالابيات ...
أعد طبعك المكدود بالهم راحة ··· قليلاً وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن ··· مقدار ما تعطي الطعام من الملح