استجواب النيو وحكمة العدوة

[حيادي]

كتب عبد الله المسفر



استجواب وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح أوشك على التقديم وخلال ساعات.. وذلك بعد أن جهزت كتلة النيو اسلامية محاوره وأعلنت انها جاهزة لتقديمه.. ومن أسباب الاستجواب جنوح الوزيرة لتصفية الحسابات مع قيادات الوزارة، وشبهة التزوير في مستندات رسمية من قبل بعض الذين تم ترقيتهم.. وتعيين غير الكفاءات في مناصب رفيعة، والمحور الأهم وهو عرض الكتب الخادشة للحياء في معرض المعهد التجاري.. بالاضافة لسحب كتب السلف من مكتبات الوزارة... أي أنه.«قريبا سينقشع الظلام... ويبدو الفجر والدنيا ابتسام».

وقد اجمع نواب كتلة النيو اسلامية على ضرورة استجواب الوزيرة وسارعوا الى إعلان رفضهم لممارساتها في منصبها.. باستثناء نائب واحد لم يبادر ولم يؤيد مباشرة وإنما طلب التريث والحكمة ولم يوافق عليه إلا بعد ضغوط وبعد أن استهجن موقفه باقي اعضاء الكتلة وهو النائب خالد العدوة.

النائب خالد العدوة والذي اصبح من اصحاب الخبرة في مجلس الامة.. الى اليوم لم يقدم أي استجواب لأي وزير ولم نجده يتحمس لاي استجواب او يقف ليساند اي استجواب طوال تلك السنوات، ولكنه كان دائما يطلب الحكمة وخصوصا في السنوات الاخيرة.

أي حكمة هذه يا خالد التي تطالب بها.. وأي هدوء وتريث تدعو له بعد ان عرضت تلك الكتب على الطلبة وبعد ان سحبت كتب السلف؟.. نحن نفهم سبب تأييدك للوزير محمود النوري والدفاع عنه عند استجوابه.. ونعرف ما هي الاسباب التي دعتك للوقوف مع الوزير الجراح والذود عنه..

وأخيرا يقال ان سبب التهدئة مع الصبيح هو تعيينها لاحد الاقرباء في منصب حساس بالوزارة.. فهل هذا صحيح؟

المواطن يسأل.. أين خالد العدوة ومواقفه الجريئة وتصريحاته القوية التي كان يطلقها قديما.. وأين آراء العدوة التي كنا نشهد لها.. وأين وأين؟؟.. كان من المفترض أن يقود العدوة مثل هذا الاستجواب لا ان يضغط عليه ليوافق على محاوره.. كان من المفترض أن خبرة العدوة تكون هي المرجع في مثل هذه الاستجوابات لا أن يقاد من قبل من هم اقل خبرة وتواجد في مجلس الامة.. وكان من المفترض أن تكون يا خالد أحد أعمدة هذا الاستجواب لأنه يتعلق بالدين الاسلامي.

«إن لم تمت تحت السيوف مكرما... تمت وتعاني الذل غير مكرم»

للاسف كان من المفترض أن يتعلم العدوة من حكمة النائب السابق المخضرم وليد الجري.. والذي يشهد له الخصم قبل الصديق.. وأن يحذو حذوه لينال رضا الناخبين وحبهم واحترامهم في ذات الوقت.. فهذه المواقف تاريخية.. وخالد العدوة من اولئك العزيزين علينا ونحزن إن هم حادوا عن الطريق.
Almesfer@hotmail.com


عالم اليوم