مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس الأدبية~*¤ô ws ô¤*~ > بوح المشاعر

بوح المشاعر الشعر الفصيح - الحر - الخواطر الشعريه - النثر - القصص والحكايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2007, 06:43 AM
الجرودي الجرودي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 18
الجرودي is on a distinguished road
مراهقون صغار ارتكبوا جرائم كبيرة

التقت جريدة "الوطن" السعودية عدداً من الشباب صغار السن، داخل عنابر قضايا الأخلاق واللصوصية بإصلاحيات وسجون مكة المكرمة.
هؤلاء الفتية، على الرغم من حداثة أسنانهم، ارتكبوا عدداً من الجرائم الأخلاقية والسرقات، بعضهم كان مدفوعاً بتأثير المخدرات، والبعض الآخر استجابة لحالات الضعف التي تداهم الإنسان بوصفه كائناً بشرياً معرضاً للغوايات.
هنا يسرد هؤلاء حكاياتهم المليئة بالمضامين العميقة، والعبر الكثيرة.

الشاب "ع. ش" - 22 سنة - يحمل شهادة الثانوية العامة القسم العلمي، دخل إلى السجن في قضية أخلاقية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات، يقول وهو يبكي بحرقة: كنت شخصاً مستقيماً، وموظفاً بإحدى الدوائر الحكومية، تم انتدابي من القصيم إلى مكة المكرمة في موسم الحج. بعد انقضاء فترة الندب بأسبوع، منحت راحة ليوم واحد. في ذلك اليوم ذهبت إلى إحدى الأسواق الشهيرة، وهناك تعرفت على أحد الأشخاص. هذه المعرفة كانت مفتاحاً لرحلة الضياع. ومع الأيام توطدت علاقتي بذلك الشخص الذي عرفني بإحدى الفتيات نظير مبلغ من المال. ومع الأيام أيضاً صارت علاقتي بتلك الفتاة وطيدة. إذ كنت أتحدث إليها عبر الهاتف، وكنت أخدعها وأعدها بالزواج كاذباً. حتى استطعت إقناعها بالخروج معي، مستعيناً بالمال لإغرائها. وكل ذلك التخطيط من تدبير ذلك الشخص الذي اعتبرته صديقاً لي. وفعلاً خرجت معي الفتاة، وانطلقت بها إلى شقة مفروشة. وتكررت لقاءاتنا. لكن أراد الله أن يفضحني ويكشف أمري وأمرها، ففي ذات لقاء بالشقة المفروشة نفسها قام رجال الأمن بمداهمة الشقة وتم إلقاء القبض علينا. ونحن في وضع مخل بالآداب. وتم الحكم عليّ بالسجن 3 سنوات.
ويتابع هذا الشاب قصته بألمٍ واضح، وندم كبير: كلفتني هذه الفضيحة كثيراً من الخسائر، وأولها أنني خسرت سمعتي ووظيفتي التي كانت مصدر رزق لي ولأسرتي.
ويضيف بحزن: لقد كنت أنفق المال في دروب الضياع، فيما أعتذر لأبي وأمي اللذين كانا بأمس الحاجة إلى المال بأنني لم أستلم شيئاً. وما إلى ذلك، مع أن أمي كانت في كل مرة أهاتفها تدعو لي بالستر. لقد
كنت مستسلماً لهوى النفس وغوايات الشيطان الذي زين لي سوء عملي.
ويتذكر ما ألم بأسرته بعد أن قبض عليه وعرفوا الحقيقة قائلاً: نزل خبر إلقاء القبض علي في هذه القضية الأخلاقية نزول الصاعقة على أهلي، فأمي مرضت ورقدت، بسبب ما اقترفته يداي، على السرير الأبيض في المستشفى، ولا أنسى موقف أبي الطاعن في السن حين زارني. كان يبكي بحرقة، ويعاتبني بألم قائلاً: لماذا فعلت هذا بنفسك وبنا؟! ولماذا لم تتق الله وتخشاه؟! ولماذا فعلت هذا بأعراض الناس؟ وهل ترضى أن يحدث هذا لأخواتك؟ هل ترضى؟.
ويختم الشاب "ع" حديثه، والدموع تبلل وجهه: عندما وضعت في السجن، ظننت أن العالم انتهى. وأن كل شيء فر من يدي.. الأماني، والأحلام، والمستقبل، لكن القيمين على أمرنا أعادوا إلي ثقتي بنفسي، وقاموا بإعادة تأهيلي وإصلاحي ومساعدتي لأتخطى هذه المرحلة المظلمة من حياتي. لقد تعلمت، هنا داخل السجن، مهناً كثيرة، كالسباكة والنجارة. وأخذت دورة جيدة في الحاسب الآلي، وتم تمكيني من مواصلة دراستي الجامعية. ولهذا أشكر إدارة السجن على جهودها الإصلاحية وعلى اهتمامها بنا.

أما "خ. ع" - 22سنة - فيحمل شهادة الثاني المتوسط. دخل السجن وعمره 19 سنة، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً في قضية أخلاقية كبيرة.
وفيما يروي الشاب "خ" قصته بندم شديد، كان يبكي كثيراً، وما أن يلتقط أنفاسه ليتحدث حتى يداهمه البكاء مرة أخرى.
وأخيراً قال: كنت الابن الوحيد من بين أخواتي وإخواني، البالغ عددهم 24 فرداً، الذي لا يستجيب لنصائح الوالدين.
ويضيف: كنت أعمل بإحدى الشركات الخاصة، وأعود إلى المنزل حال الانتهاء من دوامي. وما أن اشتريت سيارة تغيرت أوضاعي، حيث قمت باستئجار إحدى الاستراحات من دون علم أسرتي، وكنت أقضي كل وقتي بها. وذات يوم قررت أن اختطف أحد الأطفال، وفعلا نفذت قراري الأثيم بجرأة غريبة. ففي مساء مشؤوم اختطفت ذلك الطفل من أمام منزله، وقمت بإدخاله عنوة إلى الاستراحة، ورغم مقاومته
الشديدة لي، فعلت به الفاحشة. ثم تركته يذهب بعد أن أشبعته ضرباً، وفي وقت متأخر من الليل عدت إلى المنزل من دون أن يسألني أحد من أسرتي أين كنت. ويتابع "خ" حديثه: لم تمر على ذلك سوى نصف ساعة، وإذا برجال الأمن يطرقون الباب ويصطحبوني إلى مركز الشرطة، وهناك علمت بأن أسرة الطفل رفعت عليَّ دعوى، هتك عرض. وعند سؤالي لم يكن بوسعي الإنكار واعترفت فوراً بجريمتي. حينذاك انهار أبي الذي كان يرافقني إلى مركز الشرطة جراء الصدمة، فهو لم يمكن مصدقاً أن ابناً من أبنائه سوف يقدم على جريمة نكراء كتلك التي ارتكبتها. أما أنا فلم يدر بخلدي أن يحكم علي بالسجن مدة طويلة "15 سنة".
وبدخولي هذا العالم، وبوجودي خلف القضبان، تحطمت كل أحلامي، وبدا المستقبل أمامي سراباً، أنا الذي كنت أحلم بمواصلة دراستي لرفع مستواي الوظيفي والمعيشي.
ويلقي الشاب "خ" المسؤولية على أسرته التي لم تقم بمتابعته كما يجب، واكتفت بإسداء النصائح فقط، إلى أن وجد نفسه متورطاً في هذه الجريمة البشعة التي يندى لها الجبين، كما يقول بحرقة شديدة.
ويتابع كلامه قائلاً: في الأسبوع الأول على دخولي السجن، شعرت بخوف كبير، وقلق بالغ، وآلمني كثيراً وضع أمي التي جلبت لها المتاعب والأمراض بفعل الحسرة علي، وصرت أبكي كثيراً ندماً على ما ارتكبته بحق نفسي، وحق ذلك الطفل، وحق أسرتي، وحياتي ومستقبلي، لكنني بعد مرور شهر، عدت أحس بطعم الحياة مرة أخرى، لما وجدته في السجن من معاملة ومتابعة وتهذيب وتربية وإعادة تأهيل وإصلاح حقيقي، فقد أتاحت لي إدارة السجن الفرصة لإكمال دراستي بالمرحلة المتوسطة، ثم أتممت دراستي للمرحلة الثانوية، وانخرطت في التدريب على ميكانيكا السيارات، لدرجة أنني نسيت أنني داخل السجن، بل شعرت وكأنني في مدرسة داخلية وتلك هي الحقيقة.
ويختتم الشاب "خ" حديثه قائلاً: أتمنى إذا خرجت من هنا أن أمارس ما تعلمته من مهن، وأن أفيد منها في حياتي ومعيشتي. خصوصاً وأنني نادم بشدة على ما فعلت. وأتمنى من الله أن يغفر لي خطيئتي، وأن يوفقني لما فيه الخير. لقد خسرت سمعتي وعملي، وأسأت إلى أسرتي بما قمت به في لحظة طيش.
وبدوره يسدي هذا الشاب نصيحة إلى جميع الشباب، قائلاً: أتمنى ألا تستجيبوا لغواية النفس وهواها، وأن تواجهوا أي إلحاح من أنفسكم الأمارة بالسوء، وألا ترتكبوا بحق أي إنسان إثماً أو أذى أو جريمة، لأن الحرية غالية جداً، ولا يحس بقيمتها إلا من جرب حياة السجن وذاق مرارة الحرمان من تلك النعمة الغالية.

الشاب "ن. م" - 20 سنة - أضحى خلف القضبان في قضية سطو قام بها لإحدى مدارس البنات بمكة المكرمة.
يقول "ن": كنت أعيش حياة طبيعية جداً، إذ أعمل مع أبي في نقل الحجاج والمعتمرين، منذ أن قطعت دراستي وأنا في المرحلة الابتدائية، وكنت ملازماً أبي أذهب برفقته وأعود إلى البيت برفقته، إلى أن تعرفت على بعض الشباب، الذين اتخذتهم أصدقاء لي، وليتني لم أفعل، فهؤلاء هم الذين قادوني إلى طريق الضياع، إذ كنت أصغرهم سناً، وكان لآرائهم تأثير كبير على سلوكي، بدليل أنني استجبت لإلحاحهم بأن أغافل أبي ليلاً، وأقود سيارته لكي أتنزه وأصدقائي بها من دون علم أبي.
وفعلاً كررت فعلي هذا مراراً، وكنت أسهر طويلاً بصحبة هؤلاء "الداشرين" ولا أعود إلى البيت إلا مطلع الفجر. وهنا بدأت أتكاسل عن النهوض كالمعتاد للعمل برفقة أبي.
وذات مرة - يواصل الشاب "ن" سرد حكايته المريرة اقترح علينا أحدهم، وكان أكبر سناً، أن نقوم بعمليات سرقة. في البدء رفضت الاقتراح من حيث المبدأ، لكنه عرف جيداً كيف يؤثر علي ويقنعني بأن العملية ستكون الأولى والأخيرة. في هذه الفترة التي شهدت فيها بداية ضياعي، لم أجد من يوجهني أو يقوم بمتابعتي، فوالدي حصل على وظيفة بإحدى شركات النقل، وأصبح يسافر كثيراً إلى الخارج في مهمات عمل، وأصبح لدي وقت كبير، فاستغله ذلك الشخص الشرير ليدفعني صوب أهدافه الكريهة. وتحقق له ما أراد، إذ قام بالتخطيط لسرقة إحدى مدارس البنات بأحد الأحياء المكية الشهيرة، وفعلاً قمنا في آخر الليل بتسلق حائط المدرسة، واقتحمنا غرفة المديرة. ونهبنا ما عثرنا عليه من مال. وأذكر أننا وجدنا ليلتها 9000 ريال، وكان هذا المبلغ كبيراً بالنسبة لنا، وحين قفزنا السور عائدين كالمنتصرين من مهمتنا وجدنا سيارة أمنية بانتظارنا. وقام الجنود بواجبهم تماماً وتم تسليمنا لمركز الشرطة. أما المخطط، وهو أكبرنا سناً، فقد تمكن من الفرار في تلك اللحظة.
ويتابع حديثه قائلاً: أنا وصديق آخر حكم علينا بالسجن 6 أشهر. وعند دخولي السجن، وجدت عالماً غريباً علي. وكانت الأيام الأولى تمر علي بطيئةً ومريرةً وكأن اليوم بسنة. وحينها أيقنت أنني خسرت سيرتي الحسنة واستقامتي. لكن المعاملة الحسنة، هنا، والرعاية الكاملة، والتربية السليمة كان لها دور كبير في تبديد آلامي والتخفيف من أحزاني وهمومي الثقيلة التي كانت كالجبال. وداخل السجن أتقنت مهنة الحلاقة، وحصلت على شهادة بذلك. كما أنني حفظت جزءين من القرآن الكريم. وسوف أعمل بشهادتي هذه بأحد محلات الحلاقة. ولن أعود إلى ممارسة السرقة أبداً. حتى وإن كان المبلغ المستهدف بالسرقة مليون ريال.
ويتمنى ألا ينظر إليه المجتمع بازدراء، وجفوة، بوصفه مجرماً. وأن يتقبله كعنصر فعال. أخطأ ذات مرة من حياته ونال على ذلك الخطأ العقاب الذي يستحقه.
وينصح "ن" كل الشباب بأن يحسنوا اختيار الأصدقاء. لأن أصدقاء السوء لا يقودون إلى الخير أبداً. ولا يأتي من ورائهم إلا المصائب.

ويروي شاب آخر هو "أ. س" - 19 سنة - حكايته إذ حكم عليه بالسجن 5 سنوات، في قضية أخلاقية.
يقول "أ": "كنت أعيش حياةً سعيدةً وهادئة ً حتى تعرفت على شخص من حينا، صرت أرافقه. وأقضي
معه معظم الوقت. هذا الشخص جرني إلى عالم المخدرات، وكنا نتعاطى "الحشيش" معاً. الأمر الذي قادنا إلى السرقة لتغطية تكاليف "الكيف".
وذات يوم قام أحد أصدقائنا - وهم أصدقاء سوء - بسرقة جوال من فتى صغير في "حارتنا". وقمنا ببيعه وأنفقنا ثمنه على "الحشيش". فما كان من ذلك الفتى إلا أن أخذ يطالب "صديقنا" بإعادة جواله المسروق، أو بدفع ثمنه. وإذا لم يفعل هدده بأن يشكوه للشرطة. وفي إحدى جلسات "الكيف" المشؤومة توصلنا إلى فكرة قذرة، مفادها أن نخطف ذلك الفتى وأن نفعل به الفاحشة "لنكسر عينه"، وفعلاً اقتدناه ذات مساء بعد أن تمكنا من خطفه عنوةً إلى منطقة بعيدة، ونفذنا ما كنا قد اتفقنا عليه. ثم تركناه وحيداً وعدنا مقتنعين بأنه لن يبوح بسر ما حدث له ولن يطالب بجواله أو بثمنه، ولكن الفتى اشتكانا للشرطة. وقام رجال البحث بإلقاء القبض علينا. وحين التحقيق لم يكن بوسعنا الإنكار. واعترفنا بجريمتنا النكراء. وحكم علينا بالسجن 5 سنوات. وتم إدخالنا سجن الإصلاحية بمكة المكرمة.
ويضيف: في السجن عرفت تماماً حجم خطيئتي، فانخرطت باكياً. وشعرت بندم كبير. ورحت ألوم نفسي. لكن ماذا يفيد الندم؟. لكن القائمين على أمر إصلاحنا، أخذوا بأيدينا. وقام قسم التوجيه والإرشاد بدوره كاملاً لإعادة تأهيلنا. والتحقت بدورة لتعلم مهنة النجارة. وأفدت كثيراً من تلك البرامج القيمة التي أعدتها إدارة السجن "الإصلاحية" لتغيير سلوكنا الإجرامي. وفعلاً شعرت بالندم وقررت التوبة. وأتمنى من الله أن يغفر لي خطيئتي. وسأكون بإذن الله إنساناً آخر، لأنني استفدت من تجربتي المريرة هذه خصوصاً وأنني أجمع المبلغ الذي تقدمه لنا إدارة السجن كل شهر. وسأفتتح بما أجمعه من مال محلاً للنجارة.
ويتساءل هذا الشاب بانكسار شديد: "هل سينسى المجتمع ما اقترفته يداي؟ أم إنه سيظل يلاحقني بنظراته القاسية جراء ما فعلت؟. ويعزلني. ولا يساهم في إعادة انخراطي فيه مرة أخرى؟، وينصح "أ" جميع الشباب بألا ينجرفوا إلى عالم المخدرات لأنه يقود إلى كل المصائب والآثام والجرائم.

ولا تختلف قصة الشاب "م. ع" - 22 سنة - عن قصص الشباب أعلاه. فهذا الشاب الذي لم يلتحق بمدرسة، ولا يحسن "فك الحرف" - كما يقولون - كان يعمل بحلقة الخضار، وكان دخله جيداً. وحياته هادئة. وكان قريباً من أسرته. وباختصار كان "بيتوتيا". فما أن يفرغ من عمله في الحلقة حتى يلازم البيت ولا يغادر كثيراً. لكن تعرفه على أحد الأشخاص قلب حياته رأساً على عقب - كما يقول.
يقول "م": "عندما سايرت هذا الشخص، قادني إلى عالم المخدرات، بدءاً من تعاطي "الحبوب"، وانتهاءً بتعاطي الحشيش. إلى أن تدهورت أحوالي. وأصبح الإدمان واضحاً علي. الأمر الذي تنبهت له أسرتي. فأدخلتني مستشفى الأمل بجدة. وفعلاً تماثلت للشفاء. وعدت إلى حالتي الطبيعية وإلى حياتي الهادئة. ولكنني التقيت - بعد فترة - بذلك الشخص الذي قادني إلى هذا العالم الكريه. وبعد محاولات اصطحبني معه إلى إحدى الشقق. وهناك استطاع أن يعيدني إلى طريق الضياع مرة أخرى، موظفاً "العنصر النسائي" للاستحواذ علي تماماً وسلب إرادتي. وكان يتقاضى مبلغاً من المال مقابل كل سهرة.
قضيت عاماً كاملاً - يتابع "م" سرد حكايته - في ضلالي وضياعي منقادا لرغباتي وإملاءات هذا الصديق السيئ، على الرغم من اعتراضات أهلي على سلوكي المنحرف وعلى عودتي إلى عالم الضياع والمخدرات والنساء وذات يوم، كنت أنا وأحد الأصدقاء على موعد مع فتاة. ولأننا لم نكن نملك سيارة، أوقفنا سيارة "أجرة" وكانت الفتاة بصحبتنا، وذات منعطف قمنا بضرب السائق وأنزلناه من السيارة، لأننا قررنا خطف الفتاة إلى مكانٍ خالٍ، خصوصاً وأننا كنا لحظتها تحت تأثير المخدرات، نتصرف بطريقة غير طبيعية على الإطلاق. ورغم أن الفتاة كانت تصرخ بصوتها العالي. إلا أننا لم نستجب لصراخها ولا لتوسلاتها.
وقمنا بأخذها عنوةً إلى مكانٍ خالٍ، ولم نكن نعلم أن العيون الساهرة على أمن هذه البلاد وأهلها والمقيمين فيها، كانت تتبعنا. إلى أن تم إلقاء القبض علينا بجرمنا المشهود. وبعد تحويلنا إلى المحكمة الشرعية، أصدر القاضي بحقنا حكماً بالسجن 6 سنوات. جراء ما ارتكبته أيدينا.
ويضيف: عندما تناهى الخبر السيئ إلى مسامع أمي ارتفع لديها الضغط، خصوصاً وأنها مصابة بداء السكري، وكادت تموت بسبب طيشي. وتم إدخالها المستشفى لتلقي العلاج. أما أبي فقد أصيب بصدمة
عنيفة. فما قمت به عمل مشين، ويندى له جبين كل إنسان شريف كونه يسيء إلى السمعة ويعاني منه جميع أفراد أسرتي الأبرياء.
في السجن حيث أقضي مدة العقوبة التي استحقها تفتحت عيناي على قيم جديدة وأخلاق حميدة. وتم إلحاقي بدورة في مهنة الخياطة لكي تكون عوناً لي عندما أغادر هذا المكان.
وأنهى حديثه قائلا: لن أعود إلى هذا الطريق المظلم مرة أخرى لأن ما حدث لي جعلني على يقين بأن ما كنت أسلكه في حياتي خطأ فادح، وجرم كبير، لا يقود إلا إلى الضياع وفقدان "الحرية" التي هي أكبر مكاسب الإنسان على هذه الأرض. ولا يفرط بها إلا من فقد رشده وحكمته وعقله، ولا يعرف قيمتها التي لا تقدر بثمن إلا من خسرها.

أما الشاب "س. ب" - 19 سنة - فيسرد حكايته هكذا: "في شهر رمضان الفائت. قدمت إلى مكة المكرمة لأداء العمرة برفقة والدتي. وكان ضمن المجموعة التي أتت من بلدنا شخص يكبرني سناً، تقرب إلي. وراح يحدثني عن الوسائل السهلة للحصول على المال الوفير. واقترح علي أن أقوم "بالنشل" في الحرم المكي الشريف. فرفضت في بداية الأمر. لكنه لم يكف عن محاولة إقناعي، وراح يلح علي حتى أقنعني، مستغلاً حداثة سني وقلة تجربتي في الحياة. وفعلاً قمت بعدة سرقات. وكانت أمي تسألني: أين أذهب كل يوم؟! ولماذا أختفي عن ناظريها فجأة؟ وكنت أرد عليها بإجابات تطمئنها. وهي بدورها تكتفي بردودي. ولم تكتشف في كلامي ما يدخل الريبة إلى قلبها.
وذات يوم قمت بسرقة أحد المعتمرين داخل المنطقة المركزية، في مكان مزدحم بالمعتمرين، وهنا تم اكتشاف أمري. وقام رجال الأمن بإلقاء القبض علي. وحينما علمت أمي الطاعنة في السن بفعلتي أغمي عليها. أما أنا فقد حكم علي بالسجن 6 أشهر، وتم ترحيلي إلى السجن، وسافرت أمي وحيدةً يملؤها الحزن وتقتلها الحسرة.
أما ذلك الشخص الذي أقنعني بالسرقة وجدواها، وهو من بني جلدتي، فقد اختفى تماماً وكأنه "فص ملح وذاب" كما يقول المثل الشعبي الذي يتداوله الناس في بلادي.
ويضيف: كل ما أرجوه، أن يغفر الله خطيئتي لأنني قمت بفعلتي النكراء في الحرم المكي الشريف، بجوار بيت الله العتيق - وهو الأمر الذي آلمني كثيراً بعد أن وقعت الفأس في الرأس للأسف.
كما أتمنى من أمي أن تسامحني على ما فعلت، إذ كنت سبباً في تعاستها وأحزانها المريرة وهي سيدة كبيرة. وأريد منها أن تدعو الله كي يغفر لي خطيئتي. ويهديني للصواب دوماً. وأن يخفف علي غربتي وسجني.
وأخيراً لا ينسى هذا الشاب أن يشكر إدارة السجن على حسن رعايتها له وعلى ما وفرت له من خدمات. منها إتاحة فرصة الاتصال بذويه مجاناً.



وبعد أن أصغت "الوطن" إلى هؤلاء الشباب، المراهقين، صغار السن. وإلى حكاياتهم المريرة والمثيرة معاً.

التقت العقيد سعيد حمزة الحربي" مدير الشؤون العامة بالمديرية العامة للسجون" فقال: "يهدف السجن إلى إصلاح السجين، وتغيير سلوكه السيئ عبر العديد من البرامج التي يتلقاها وهو خلف القضبان. وهذا معمول به في جميع السجون بالمملكة. فضلا عن تدريب السجين على إحدى المهن المفيدة، والتي قد تكون عوناً له بعد انتهاء مدة محكوميته وخروجه إلى المجتمع والناس. وهذا يحدث بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب المهني.
وأضاف الحربي: في السجن تتم إعادة تأهيل السجين، ويقوم متخصصون بتهيئته لمواجهة العالم الخارجي بعد خروجه، وإعادته عنصراً فاعلاً لخدمة الوطن.
وقال إن الإصلاح يتحقق بنسبة 70% عبر التدريب والتأهيل السليم. ويبقى على المجتمع وذوي السجين مهمة استقباله بطريقة واعية. ونبه العقيد الحربي إلى نقطة مهمة تتعلق بطريقة معاملة من
قضى مدة عقوبته وخرج، مطالباً المجتمع والناس بعدم معايرته بالماضي، لأن هذا لو حدث سيكون سبباً في إعادته إلى عالم الجريمة وطريق الأخطاء مرة أخرى.
وأنهى العقيد الحربي حديثه قائلا : السجون تسعى عبر اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم إلى توظيف هؤلاء بعد خروجهم، وذلك بالتنسيق مع وزارة العمل وعبر مكاتب العمل في جميع مناطق المملكة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-04-2007, 02:11 AM
الصورة الرمزية شيخة الغيد
شيخة الغيد شيخة الغيد غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 2,091
معدل تقييم المستوى: 21
شيخة الغيد is on a distinguished road
رد: مراهقون صغار ارتكبوا جرائم كبيرة

مشكووووووووووووووور خيو او خيتو على هالقصة

 

التوقيع

 



الف شكر للغالية على الجميع ((((يوراااااااااااااان))))

 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-04-2007, 12:26 AM
الجرودي الجرودي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 18
الجرودي is on a distinguished road
رد: مراهقون صغار ارتكبوا جرائم كبيرة

العفو اختي شيخة الغيد

وشرفتيني بمرورك

وهلا وغلا فيك

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-01-2008, 04:14 PM
الشهــاب الشهــاب غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 572
معدل تقييم المستوى: 0
الشهــاب is on a distinguished road
رد: مراهقون صغار ارتكبوا جرائم كبيرة

الله لا يبلانا
وهؤلاء ليسوا صغارا فهم شباب بالغون مكلفون
نسأل الله ان يهدي ضال المسلمين

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عرض كامل لكتاب المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية / الدكتور عبد الرزاق الزهراني سهيل الجنوب مجلس الدراسات والبحوث العلمية 10 16-09-2010 05:55 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 05:30 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع