وجاءت قاصمة الظهر من الكويت
نعم إنها قاصمة ظهر لكل أهل الخير في الكويت والدول المجاورة والسبب أنها ستكون ذريعة تستخدم في وجه أهل الخير وكل من رضي بالله رباً وإلاهاً وحاكما
ماحصل في حولي البارحة لا يعدو أن يكون خطأً مشتركاً من الجانبين الرسمي والفردي لايمكن إلقاء اللائمة فيه على أولئك الأغرار وحدهم وجعلهم المسئولين دائماً وأبداً عن كل ما حصل في تبرير غير مقبول لكل ماتقوم به أجهزة الدولة من تعسف منذ زمن في مواجهة أهل تلك التوجهات خاصة
مما لاشك فيه أن ماتتحمله الجهات الرسمية المختصة من الخطأ أكبر مما يمكن أن نحمله لهؤلاء الأغرار وما يجب أن تتحلى به السلطات تجاه أفراد المجتمع بغض النظر عن توجهاتهم أكبر من الواجب الفردي تجاه السلطة ... أين الواجب ؟ أين العقل ؟ أين الحكمة ؟ أين مراعاة الصالح العام ؟
هل منطق القوة هو من يأتي بأحسن الحلول وأنجعها خاصة إذا كان المقابل شابا غراً يحمل فكراً تغلغل في عقله وسيطر على تصرفاته
لا أبرر لهؤلاء ماقاموا به لكنهم ربما خافوا مما سيلاقونه بعد تسليم أنفسهم بسبب حوادث سابقة وتعامل غير انساني تعرض له غيرهم من ذوي التيار ذاته فحالهم كقول القائل :
ومن عرف الأيام معرفتي بها ===== وبالناس روى رمحه غير راحم
فليس بمرحوم إذا ظفروا به ===== ولا في الردى الجاري عليهم بآثم
أين المتشدقون باللبرالية أصحاب دعاوى الحريات المزيفة والتي لا تظهر إلا في مواجهة الدين ويجعلونها معول هدم للقيم بحجة مواكبة روح العصر والتطور وأشدد على كلمة التطور فلها مدلول خاص سيأتي لي مزيد حديث عنه وربما استخدموا هذه الحريات في مواجهة السلطة لكن متى ؟ إذا وقفت بجانب أهل الدين أما الحريات الأخرى التي فيها صدام مع الدولة فليس المقام مقامها بل ليست واردة في الروزنامة أصلاً
إني لا أشبههم إلا كما قال أحدهم :
بل السراويل من خوف ومن وهل ===== واستطعم الماء لما جد في الهرب
وألحن الناس كل الناس قاطبة ===== وكان يولع بالتشديق في الخطب
ولا أخفيكم أن هناك فئة شاذة منهم لا تقدر فرحتها بما حصل في حولي وسيكون مادة إعلامية جيدة للنيل من كل التيارات المحسوبة على الإسلام متخذة سلاح تغذية الإرهاب وتوفير الدعم المعنوي وربما اللوجستي والتغطية على كل تصرفات الإرهابيين بتبرير وجهت نظرهم وكونهم ينطلقون من إرادة الخير الذي لا يريده اللبراليون الجدد
في واقع الأمر لقد سبرت بعض أولئك المتكلمين بلسان اللبرالية فوجدتهم يتكلمون في واد وما تنادي به عباراتهم من انحلال في واد آخر فكأني بهم اتخذوا سفاهة الرأي وضحالة الفكر منطلقاً في تصور مجتمع آخر يرمون إلى تكوينه على أسس وشعارات فضفاضة تحمل في طياتها مالا يمكن القبول به بحال وحجتهم أنهم أخذوا ذلك عن اللبرالية العالمية الأم
دعا ابن مطيع للبياع فجئته ===== إلى بيعة قلبي لها غير آلف
فناولني خشناء لما لمستها ===== بكفي ليست من أكف الخلائف
طبعاً هناك الكثيرون لا يدرون ماذا تعني اللبرالية تحديداً لكنهم يدركون أنها تدافع عن الحريات كما تدعي في حين أن الحقيقة أنها في الأصل حركة مسيحية الأصل بروتستانتية المذهب تؤكد على الحرية العقلية وعلى المحتوى الروحي والأخلاقي في النصرانية
وهي بذلك تكون صنو الثورة الفرنسية التي كانت شرارتها دعوات المذهب البروتستانتي الذي نادى بالخروج على بعض الخرافات التي تنادي بها الكنيسة متجاهلة نعمة العقل الذي أعطانا الله إياه وأمرنا بأن نعمله في الحياة هذه الحياة التي أصبحت من الحقارة أن تجد في الإنجيل عبارة : من أراد الملكوت فخبز الشعير والنوم في المزابل مع الكلاب كثير عليه ....
إن هذا التيار الذي بدأ يخبط في كل صوب وناحية بغير هدى ولا تحر لما ينادي به ولا مايزعم في حين أنه يرتحل راحلة هزيلة مكشوف عوارها هجرت عند غالب الذين نادوا بها غرباً لما عرفوا حقيقتها وقلة الجدوا المرجوة منها لكنها لدينا أخذت منحاً خطيراً بمواجهة وصدام مع الدين لكونه أقوى التيارات المواجههة لها في الساحة فإذا استطاعت القضاء عليه خلا لها الجو حتى تبيض وتصفر
والعجب لا يتوقف عند هذا فأصبحوا من جهلة ملة إلى علماء أمة بإمكانهم تقييم أهل العلم وإعطاء الأوسمة والتوصيات لمن يصلح أن يكون عالما ومن لا يصلح في حين أننا لو عرضناهم على امتحان السفه لربما لم يحوزوا الرشد المؤهل للولاية على النفس
ولعمري إن كان أهل المنطق والكلام الذين خرجوا في صدر الأمة على علم بما يحاجون فيه وقال فيهم الشافعي رحمه الله حكمي فيهم : أن يضربوا بالجريد والنعال وأن يطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة
فهؤلاء إنما جرهم إلى المراء سعار اللجاج وجنون الشهرة وشغف التحليق خارج السرب في غيرما دراية ولا للحق فيه عندهم آية فيا ترى هل يجوز أن تفرض عليهم ولاية وبذلك ترتفع عنهم الجناية ويحالوا لأهل دار الرعاية حتى تكون لهم بهم وصاية
لم أنتهِ منكهم بعد .....
بواسطة أخينا المميزss في ساحة الإقلاع
مع تحيات الشــبـح
11-01-2005, 10:15 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
