في ظل التقدم التكنولوجي والخدمات التي يتنافس عليها معظم شركات الاتصالات المتنقلة، أصبح الهاتف المحمول حاجة أساسية لجميع شرائح المجتمع، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أنه يصدر موجات كهرومغناطيسية مضرة، وتؤثر سلباً على الدماغ والجهاز العصبي.
هل يؤدي الهاتف المحمول إلى أضرار صحيّة؟
نعم، لأنه يصدر إشعاعات للحفاظ على اتصاله بالشبكة، والمستخدمون يتجاهلون هذه النقطة. مثلاً، نجد أن كثيرين يحرصون على تفعيل أجهزتهم حتى خلال النوم ووضعها إلى جانبهم أو أسفل المخدة، متجاهلين الأضرار الجسيمة التي قد يتعرضون لها أثناء نومهم. فوجود الهاتف المحمول بوضع التشغيل في الغرفة أثناء النوم قد يتسبب بصداع وأرق وكوابيس.
لست ضد التكنولوجيا والتقدم، فإلى جانب سلبياتها التي لا تحصى ثمة إيجابيات لا نستطيع نكرانها، لذا أنصح المستخدمين بالمحادثة عند الحاجة فحسب.
هل ثمة معايير محددة لصناعة هذه الأجهزة، وهل الكويت من الدول التي تطبقها؟
تلتزم إدارة الوقاية من الإشعاع بالمعايير الأوروبية في هذا المجال وهي نسبة الامتصاص النوعي التي لا تزيد عن 2، لكنها ليست مفعلة على رغم أنها متوافرة في كل جهاز محمول. إذاً من المهم أن يطلع المشتري على الإرشادات الموجودة في الكتيب المرفق بالجهاز واختيار ذلك الذي يحتوي على أقل قيمة للامتصاص النوعي للإشعاع.
أشيع أخيراً أن الموجات المستخدمة في شبكات المحمول آمنة، وأن معايير الموجات المستخدمة في شبكات المحمول تختلف عن موجات إرسال الراديو والتلفزيون؟
هذه الدراسة غير صحيحة، فعند رؤية الطيف الكهرومغناطيسي يكون التلفزيون والراديو في بداية الطيف، أي ضمن الترددات المنخفضة، إما بداية تردد الموجات الصغيرة فيأتي في منتصف الطيف وهو بداية تردد الهواتف، إذا فتردد الـ gsm تعتبر عند بعض العلماء ضمن نطاق ترددات الموجات القصيرة.
هل يقلل استعمال السماعة من أضرار الإشعاع المنبعث من المحمول؟
يعتقد البعض أن السماعات الخاصة بالمحمول صممت لتفادي خطر الإشعاعات الضارة، وأن قرار وزارة الداخلية باستخدام السماعة أثناء القيادة جمع بين الحماية الذاتية والتقليل من الحوادث، وهي نظرية خاطئة فالسماعة العادية والبلوتوث لم يصمما أبداً بهدف الوقاية من الإشعاع بقدر ميزتهما العملية التي تسهل على مستخدمي الموبايل القيادة، إضافة إلى الاستخدامات الأخرى، بدليل منع استخدامهما في بريطانيا، إضافة إلى أن سماعة البلوتوث بمثابة محطة بث صغيرة تشكل غالباً أضراراً من ضمنها ضعف السمع والصداع...
ما هي الأضرار التي قد يتسبب بها الهاتف المحمول؟
عتمة العين، أمراض الجهاز العصبي، ضعف خصوبة الرجل، احتمال الإصابة بأورام سرطانية على المدى البعيد، لا سيما في حال الاستخدام المستمر. لذا تم وضع حدود دولية لقيمة الامتصاص النوعي (SAR) وكثافة الطاقة (Power Density) للوقاية من تلك الأضرار. وثمة دراسة فنلندية بدأت بتاريخ في أواخر عام 2006 وستظهر نتائجها بعد خمسة أعوام لمعرفة مدى ارتباط الهواتف النقالة بالصداع واضطرابات النوم، إضافة إلى أمراض الجهاز العصبي.
ماذا عن الأطفال؟
يلحق المحمول أضراراً بالأطفال أكثر من تلك التي يلحقها بالبالغين نظراً إلى ضآلة سماكة جمجمتهم، ما يزيد من نسبة امتصاصهم للإشعاع. لذا أنصح الأهالي بعدم السماح للأطفال باستخدام المحمول وإبقاء الأجهزة الخاصة بهم بعيدة عن متناولهم، وفي حال الضرورة يمكنهم السماح لهم بإرسال رسالة قصيرة بدلاً من إجراء مكالمة.
حدثنا عن خطورة أجهزة التشويش؟
للأسف، نعتمد في دور السينما والمساجد أجهزة تشويش تعطّل الإرسال الخاص بأجهزة الهواتف المتنقلة، على رغم تأثيراتها السلبية التي تفوق نسبة تأثير الإشعاع الخارج من الأجهزة المحمولة بثلاثة أضعاف. وفي مبادرة شخصية أبلغت بعض المعنيين في وزارة الأوقاف بمدى خطورة هذه الأجهزة، لكن من دون جدوى.
بماذا تنصح مستخدمي الهواتف النقالة لتفادي الإشعاع المؤين المنبعث منها؟
بعدم إمساك الهاتف من الأعلى جهة الخلف لتجنب ضعف إشارة الشبكة لأن قوة الإشارة تتناسب عكسياً مع مستوى الإشعاع المنبعث، وإغلاقه في المساجد أو دور السينما لأن جهاز التشويش يجعل الهاتف يعمل بطاقته القصوى وينتج إشعاعات مضاعفة، مع الحرص على استخدام الهاتف في الأماكن المفتوحة أو إلى جانب النوافذ لضمان قوة الإشارة.
كذلك من المهم جداّ العمل على إبعاد الهاتف عن الجسم، وعدم استخدامه أثناء الشحن لأن الإشعاع يتضاعف في هذه الحالة، وعدم وضع سماعة البلوتوث باستمرار على الأذن لأنها تصدر الإشعاعات أيضاً، أما السماعة العادية فتزيد من التعرض للإشعاع، وأنصح باستخدام الـ 'السبيكر' لأنه يجنبنا ملامسة الهاتف الإذن والرأس.
ولا بد من إغلاق الهاتف خلال النوم أو وضعه بعيداً عن الجسم بمسافة لا تقل عن المتر عند الضرورة. وأتمنى من الجميع في حال رغبتهم في شراء هاتف جديد بالاطلاع على قسم السلامة في نهاية كتيب دليل المستخدم ومقارنة قيمة الامتصاص النوعي، فكلما ارتفعت قيمة الـ SAR ازداد التعرض للإشعاع.
ما هي توصياتك للحد من أضرار استخدام الهواتف المحمولة محلياً؟
لا بد من وضع حدود قياسية للتعرض لإشعاع المحمول خاصة بدولتنا وليس مقتبسة من دول أخرى، وعدم السماح بإدخال أي هاتف يتجاوز تلك الحدود القياسية، إضافة إلى التأكد من قيمة الامتصاص النوعي أو كثافة الطاقة الصادرة من الهواتف النقالة المعروضة في الأسواق والتي لا يجب أن تتجاوز الحدود القياسية ومساعدة الناس لمعرفة هذه المعلومات ومقارنتها بين مختلف النماذج في الأسواق. كذلك من المهم جداً على المعنيين عدم السماح باستيراد أي جهاز تشويش الإشارة ومنع استخدامه.
منقول
28-08-2009, 03:33 AM
الهاتف المحمول يؤثر سلباً في أدمغة الأطفال.
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
