السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة والقصيدة تدل على حرص الأوفياء على أن تبقى روابطهم قوية بأهلهم حتى وإن انتقلوا الى مراحل جديدة في حياتهم وحرصهم على البر بوالديهم وإعطائهم الأولوية في الاهتمام والرعاية , والقصة للشاعر دلول بن مطيلق الطراح المضياني الجميلي , وهو شاعر جزل ومعروف وله قصائد كثيرة حفظها الرواة بأسماء اخرى , وقد توفي رحمه الله قبل ثمانين عاما , فقد حدث خلاف بينه وبين فتاة كان قد رغب الزواج منها وكان للفتاة شرط . وقد ارسلت اليه مرسال تقول له اذا أردتني فشرطي أان تبني لي بيتا مستقلا في ديار أهلي بعيدا عن أهلك وهذا هو شرطي أو الفراق , ففضل دلول فراقها على أن يترك أمه وأباه وقال هذه القصيدة التي ترمز الى بر الابن الحقيقي بوالديه :
أشوف أنا غض النهد مرسلٍ لي
رسالةٍ ما بشّرتني بلاماه
يبي يباعد منزلي عن هلٍ لي
قم ول يا المرسول.. قم انت وياه
ابوي ما له عن سنا القيظ ظلي
ولا الغضي لا دوّر الظل يلقاه
وامي ليا شافت خيالي تهلّي
ولا الغضي لا شاف غيري تحلاه
تسعة شهور بطينها حجرةٍ لي
البرد ما اشوفه ولا الحر ما ادناه
واربع سنين وديدها غذوةٍ لي
لمّن عـرفت الحكي واقول ( ياياه )