مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2005, 11:50 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

كتاب العِلـــم

اســـتهــلا ل .

ليس من سبيل أمام الإنسان لمعرفة نفسه إلا معرفة ربه، وليس له من سبيل معرفة ربه إلا معرفته لنفسه ،ومن ثم لأشكال الحياة من حوله 0
إننا لا ننظر إلى الله تبارك وتعالى نظر العين ، ولكن نتعرف على الذات الإلهية ونحن ننظر إلى كل إبداع إلهي ، فالذي لا يعرف الله يصعب عليه أن يؤمن به ، وهنا تنطرح الحكمة الإلهية على ضمير الإنسان فتزجيه نحو التعرف على ربه ، ولا تزجيه نحو النظر إليه ، على ركيزة أن المعرفة هي الأصل في تقديم الله إليك ، تقديم الله بكل جلاله وعظمته وقدراته ومدلولات أسمائه الحسنى 0 ففي حياتك اليومية تقول عن شخص تراه كل يوم يمر بجانبك ويلقي عليك السلام بأنك لاتعرفه ، وتقول عن شخص لم تره رأي العين قط ولكنك تتعامل معه من بعيد بأنك تعرفه 0 إذاً ليس المهم النظر إلى الشخص ، ولكن المهم مدى حجم المعرفة بطبيعة الشخص ، فمعرفة الشخص هي ذات الشخص ، أما النظر لوحده مهما طال فإنه لن يقدمه إليك ، ولن يقدمك إليه 0 المعرفة هنا غنتك عن النظرة ، بيد أن النظرة هناك لم تغنك عن المعرفة 0 وأنت لا تؤمن بوجود وردة لا تهبك رائحة ، ولكنك عندما تشتم رائحة وردة فإنك تؤمن بوجودها حتى لو خفى عنك ظاهرها0
لهذا فإن ربك لم يأمرك أن تنظر إليه ، بل أمرك أن تقرأه 0 ففي البدء " كانت الكلمة " ولم تكن النظرة0 القراءة هنا تمنح مخيلتك الخيال الخصب وتفسح في مشاعلها أنهار التأمل والتفكر ، فالقرآن الكريم هو خطاب لغوي تأملي فكري يوسع المدركات العقلية والرؤى التأملية والتخيلية وهو دعوة جلية للاستدراك واليقظة من غفوة اللاقراءة ، حتى الرسل والأنبياء عليهم السلام ارتقوا إلى ربهم بالقراءة ، وكذلك فإن قلب النبي صلى الله عليه وسلم يطمئن عندما يخاطبه الله تبارك وتعالى ويضرب له الأمثال التي تشير إلى قدراته ولاتُظهره له 0
لقد آمن النبي صلى الله عليه وسلم بربه دون أن يره رأي العين في زمن شهد قمة المجد الوثني ، وكان الشخص الوحيد الذي أنكر ذاك المجد الوثني ورفضه لينشر رسالة رب كريم لم يره ، ولكنه أصغى جيداً لمدلولات كلمة /اقرأ/ التي حملها إليه ملاك ، فقد كانت الكلمة عالماً من المعرفة وشمساً سطعت على ظلام أزلي ، أجل إن قوة إيمان محمد صلى الله عليه وسلم ولّد تها تلك الكلمة الأولى التي لبثت الأساس المتين لمراحل التطور الإيماني لديه صلى الله عليه وسلم 0 فالكلمة كانت برهانه الأكبر إلى المعرفة ، لقد تلقاها وهو في الأرض من رب يبعد عنه بعداً لا يبلغه به خياله ، ولكنه استمع إلى الكلمة جيداً وبنى عليها جهاده في نشر المعرفة ، واستطاع أن يقنع المقربين له بها حتى توسّع الدين الجديد الذي دعا إليه ، والناس صدّقوه وآمنوا بالله من خلاله ودخلوا دين ربهم أفواجاً بناءً على الكلمة التي سمعوها من هذا الرجل الأمين 0 واستمدت المعرفة أهميتها الكبرى لأنها غدت الدليل إلى معرفة الله الذي ما كانوا يعرفوه حتى شاع مثل في الناس يقول : " لم أر الله بعيني ، ولكن عرفته بعقلي " 0 وهذا المثل التلقائي الذي يُردد في الأوساط الش!
عبية ، يعزز مكانة المعرفة وأهميتها في درجة الإيمان 0 إذاً فليس من سبيل للإيمان بالله إلاّ سبيل المعرفة التي يكتسبها الإنسان على قدر إصغائه للكلمة ، بل إن الإيمان بذاته هو الشكل الأصفى والأرقى للمعرفة البشرية 0
وقد جعل الله تبارك وتعالى أشكالاً وألواناً للمعرفة البشرية وهي فروع تؤدي إلى سعة معرفته ، لذلك فإن الإنسان كلما بحر في علوم المعرفة ازداد إيماناً بقدرات الله مهما اختلفت أجناس هذه المعرفة من أدب ، وعلم ، وفلك ،وفن ، وطب ، وفقه 0 يبقى هذا الكلام المبارك الذي جاءنا , الدليل الأكبر لانفتاحنا على معرفة أنفسنا ، ومعرفة ما في الطبيعة التي نعيش فيها ، وتعيش فينا,ففيه نقع على شرح أنفسنا ، شرح الطبيعة ، فهو الكلام الأقوى والأبقى على الأرض ،بل هو الكتاب الأكثر ثقة وخلوداً وامتلاءً " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرا بيب سود ، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء " 0 فاطر , الآيتان 27 – 28 0
والعلم في جوهره لا يتحقق إلا عبرا لمعرفة ، فالمعرفة هي أم العلوم ، والعلوم كلها هي فروع شجرة المعرفة 0 لقد أكرم الله الإنسان بأن جعله يتفقّه في المعرفة ويتفكّر في آيات الكون ، وهذا يحقق للإنسان متعة اكتساب المعرفة ، ومتعة ارتقائه من كائن غير عارف ، إلى كائن عارف ، من كائن مظلم لكائن مضيء ، إضافة إلى أن هذه المعرفة تحقق له الطمأنينة الروحية وتزيح عنه كل مرض من أمراض الروح 0 فهو إذن لم يأ ت صدفة من مجهول ،و بالتالي لن يذهب إلى مجهول 0 كلمّا اكتسب هذا الإنسان –المتفكّر بآيات الكون – المعرفة ، ازداد طمأنينة ، وامتلأ ثقة بجدوى وجوده وحياته 0
علينا دوماً أن نكون منفتحين لاستقبال أشكال الحياة ونرنو نحو اكتشافات جديدة تزيد في درجة معرفتنا بالله وإيماننا به ، فإن الإيمان يتدرج بنا نحو الأعلى كلما تدرّجنا في المعرفة ، وهو يهبط بنا كلما تدنت لدينا المعرفة 0 ودوماً إن أولئك الذين لا يؤمنون بالله هم الذين ما عرفوه وما تلوا كتابه المبارك 0 من هذه النقطة الحساسة تناولتُ هذه الوقفة مع كتاب العلم في الإسلام ، وهو بحث شاق ومرهق استنزف وقتاً طويلاً ، لكنه أمتعني في فصوله وزادني إيماناً0

نشر العلــم عبر اللغة .

نزل القرآن الكريم على مجتمع عربي أمي لايجيد القراءة والكتابة وكذلك من خلال رسول أمي عليه أن يبلغ هذا القرآن عبر اللغة . وهنا تميّز محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر أنبياء البشرية فهو النبي الوحيد الذي بُعث في مثل هذه الظروف .فعندما جاء الإسلام لم يكن هناك من يجيد الكتابة إلا سبعة عشر شخصاً- يمكن لمن يشاء معرفتهم في العقد الفريد لابن عبد ربه - ويذكر الجهشياري في " كتاب الوزراء والكتاب " مَنْ كانوا يدوّنون الوحي نقلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم خشية الضياع أو النسيان وهم :علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ،وأُبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وخالد بن سعيد ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ومعيقيب بن أبي فاطمة ، وعبد الله بن أبي السرح . إذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليكتب الوحي فور تلقيه وبعد ذلك شجع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم محو الأمية ، بل ودفع بعضهم لتعلّم لغات أخرى مما لهذه المعرفة اللغوية من كسب للانفتاح على العالم . يقول زيدبن ثابت : " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كتاب يهود ، قال : إني والله ما آمن يهود على كتاب . قال زيد فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته له !
، فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم " رواه الترمذي(*) . فأصبح طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة رغم أن عدد النساء عند نزول القرآن كان الأقل ففي "فتوح البلدان " يذكر البلاذري :أم كلثوم بنت عقبة ، وحفصة بنت عمر ، والشفاء بنت عبد الله التي كانت كاتبة في الجاهلية ، وأم سلمة التي كانت تقرأ ولاتكتب 0 ولأن القراءة هي المصدر لنشر الوعي الديني أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتكريم العلماء والعارفين لأنهم يسهمون بفعالية في نشر رسالة الإسلام حتى أقر القرآن بأنهم : " ورثة الأنبياء " وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" مَنْ تعلم العلم يحيي به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء إلاّ درجة ". وقال :"إنما بُعثتُ معلماً ". وأمر الناس أن يوقروا علماءهم فقال للأنصار عندما قدم عالمهم سعد بن عبادة :" قوموا لسيدكم ". وفي رواية :"قوموا لحبركم ".
وقال أبوثعلبة : يارسول الله ادفعني إلى رجل حسن التعليم ، فدفعني إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم قال : دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك وأدبك ". وقال عليه الصلاة و السلام:"علموا ويسروا ولاتعسروا ، وبشروا ولاتنفروا ". "سيأتيكم قوم يتفقهون ، ففقهوهم وأحسنوا إليهم ". ويكفي أنه وجه خطاباً عاماً لكافة المسلمين :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به ، لن تضلوا أبداً : كتاب الله وسنتي ". والإنسان كذلك يتدرّج في تحصيل العلم يقول الله تعالى :" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات "(أ) 0
وقال صلى الله عليه وسلم :" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ,سهل الله له طريقاً إلى الجنة "(ب) 0
وروي عنه أنه قال :" يا أبا ذر لئن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ، ولئن تغدو فَتُعلّم باباً من العلم عُمل به أو لم يُعمل به خير لك من أن تصلي ألف ركعة "(ت) 0
================================================== =
(*) سنن الترمذي ،(22) باب ما جاء في تعليم السريانية ، رقم الحديث (2716) وقال:هذا حديث حسن 0

وروي عنه أنه قال :" فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد " (ث) 0
وكما روي عنه صلىالله عليه وسلم :" فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم "(ج) 0 وقال صلى الله عليه وسلم :" أن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلمي الناس الخير "(ح) 0
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو بالإنفاق ".
وعن فضل العلم يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه :"تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنيس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ،والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ،والزين عند الأخلاء ، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخيرة قادة وأئمة تقتص آثارهم ، ويقتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم . ترغب الملائكة في خلتهم ومصاحبتهم وبأجنحتها تمسحهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ،لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة . التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ،به تُوصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ، وهو إمام العمل ، والعمل تابعه ، يُلْهَمهُ السعداء ويحرمه الأشقياء ".
فالعلماء أسهموا بفعالية بالغة في نشر الإسلام وأيضاً هم الذين كتبوا القرآن نقلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم . إن الله هو الذي حفظ القرآن ، ولكن هؤلاء أيضاً كتبوه ولهم فضل كتابته ، فهم أناس الاستنارة الأجلاء ، وأبرز اختصاصيي الروح وفقه الذات .
يقول صاحب المنار:" بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم أمياً , ولم يُنقل لنا أن الله سبحانه وتعالى بعث نبياً أمياً غيره ، فهو وصف خاص لايشارك به محمداً صلى الله عليه وسلم أحد من النبيين ، والأمية آية كبرى من آيات نبوته فإنه جاء بعد النبوة بأعلى العلوم النافعة ، وهي ما يُصلح ما فسد من عقائد البشر وأخلاقهم وآدابهم ، وأعمالهم وأحكامهم ، وعمل بها فكان لها من التأثير في العالم ما لم يكن لغيره من خلق الله ".

فضل العلــــم .

لقد بيّن الله في القرآن الكريم فضل العلم على الناس وهذه طائفة من هذه الآيات المباركة :
- "وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خيرٌ لِمَنْ آمن وعمل صالحاً ولايلقاها إلا الصابرون "(خ)
- "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلاّ العالمون " (د)
-"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولو العلم قائماً بالقسط لاإله إلاّهو العزيز الحكيم "(ذ)
-"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات "(ر)
-"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون "(ز)
"ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "(س) 0

ومما قاله النبي صلىالله عليه وسلم : "إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "(ش)
-"مَنْ يرد الله به خيراً يفقهه في الدين إنما أنا قاسم ، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيماً تقوم الساعة وحتى يأتي أمر الله "(ص)
-" إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا طمست النجوم أو شك أن تضل الهداة "(ض)
-"العلماء ورثة الأنبياء ، وإن العلماء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر "(ط)
-" مَنْ خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع "(ظ)
فإذن يكتسب الإنسان المعرفة والنضج والامتلاء بالحياة من كل شيء حوله . والحكمة في الإسلام هي ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها . والرسول صلى الله عليه وسلم دفعك لتبحث عن العلم ولو في الصين وكانت الحكمة تُتلى في بيته كما يُتلى القرآن وقد أمر الله نساء النبي أن يذكرن :ما يتلى في بيوتهن "من آيات الله والحكمة " وسورة كاملة من القرآن حملت اسم لقمان وهو ليس نبياً ولكنه كان حكيماً ومما قاله هذا الرجل الحكيم الذي دفعته حكمته إلى تلك المكانة العالية في القرآن وهو يخاطب ابنه :"جالِس العلماء و زاحمهم بركبتك ، فإن الله سبحانه يحيي القلوب الميتة بنور العلم ،كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء ، وإياك و منازعة العلماء فإن الحكمة نزلت من السماء صافية ، فلما تعلمها الرجال صرفوها إلى هوى نفوسهم ". يبدو أن إمام الحكمة هذا كان شعلة استنارة في قومه حتى استطاع برحمة الله أن يحظى بهذا الاحتفاء الإلهي . وهنا سأقف أمام ما يمكن أن يلخّص موقف هذا الرجل الخالد من ظاهرة الحياة في الناس ، فقد سُئل : أي الخصال خير للإنسان ؟
قال : الديـن 0
قيل: فإذا كانت اثنتين ؟
قال : الدين والمال .
قيل : فإذا كانت ثلاثة ؟
قال الدين، والمال ، والحياء.
قيل :إذا كانت أربعة ؟
قال : الدين ، والمال ، والحياء ، وحسن الخلق .
قيل : فإذا كانت خمساً ؟
قال : الدين ، والمال ، والحياء ، وحسن الخلق ، والسخاء .
قيل : فإذا كانت ستاً ؟
قال : مَنْ اجتمعت فيه الخصال الخمس ، فهو تقي نقي ولله ولي .

مكانة القراءة .

القراءة هي إحدى أهم مصادر المعرفة ، ومهما بلغ الإنسان من تطور وتقنية لتلقي المعرفة ، فإنه لايستغني عن القراءة من كتاب فثمة معرفة لاتتحقق إلاّ عبر الكلمة مهما تقدّم الزمن ، وسأضرب لكم مثلاً ، فإذا تم تقديم سورة من سور القرآن الكريم من خلال مشاهد تمثيلية مصّورة في محاولة للاستغناء عن قراءة آية فإنها تفشل فشلاً ذريعاً في ذلك ، لأن هذا القرآن خلقه الله وأنزله ليُقرأ .. ليقرأ فحسب . وهذا بذاته يكون فيما لو قام شخص ما بالتغني بسورة أو آية . لأن القرآن أُنزل لُيقرأ ، لا ليُغنى أو يُلّحن . وبالتالي فإن ما تأخذه بالقراءة لا تأخذه بأي وسيلة أخرى حتى لو كانت سماعية بصوت أبلغ قارئ له.
إن على الإنسان أن يتعرف على الله بجهوده ومسعاه العملي ، فمنظر ربيع أو شجرة عامرة بالبلابل والورد من خلق شاشة ، لايقدّم لك ما يقدّمه دخولك واستنشاقك الطبيعي . وكذا فالقارئ مهما بلغ من حسن في صوته وبلاغة في تلاوته ، فإنه لايقدم لك كنوز القرآن بقدر ما تقدّمه قراءتك الذاتية والتأملية له : " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار "(ع) 0
القراءة هي ذاكرة الإنسان ، والإنسان هو ذاكرة القراءة ولذلك فإن هذا الإنسان لم يجد طريقا إلى كماله إلاّ بعد أن تعلّم كيف يقرأ . فإنسان لايقرأ هو إنسان ناقص بكل المقاييس مهما كان موقعه الاجتماعي .

يرى بعض الذين لا يقرؤون أن القراءة لم تعد مجدية في عصر التفجر المعلوماتي لأن مايريده الإنسان بات في متناول يده بمجرد الضغط على زر . هذا كلام صحيح ولكنه ناقص لأن المعرفة وأي معرفة لاتأتي إلاّ عبر القراءة الفكرية والقلبية والبصرية ، وإن أتت فإنها تأتي غير مكتملة وكذلك تكون سريعة النسيان . والواقع فإننا تعلمنا من الحياة والتجارب بأن ما يأتي بسرعة ،يذهب بسرعة والعكس صحيح . وللمثل على هذا فكم من معلومة أتتنا عبر القنوات الفضائية ..؟ ما الذي لبث في ذاكرتنا منها ؟. في حين أننا نحفظ نشيداً قرأناه وكتبناه على مقاعد الصفوف الإبتدائية الأولى حتى لو بلغنا الثمانين من العمر ، لأن المعلومة أتت بالجهد المضني مما أدى إلى ترسيخها ترسيخاً عميقاً في الذاكرة . يمكن لنا أن نستمع بشكل يومي إلى أشرطة تحتوي على سور من القرآن الكريم ، لكن لانحفظ في حين أننا حفظنا سوراً منذ المرحلة الإبتدائية ولاننساها ولذلك جاء الخطاب الإلهي إلى النبي : اقرأ . ولم يكن : اسمع .رغم أنه كان في حالة سماع :" اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "(غ) 0
إذن كان عليه أن يقرأ ماسمع وبذلك يحفظ, وأي طريقة أخرى فإنها لاتجدي ولاتؤدي إلى الحفظ . وهذا الخطاب ذاته يشمل الناس حتى يسيروا على ما سار عليه محمد عليه الصلاة والسلام ويحفظوا خطاب الله . هذا المثال الديني يعزز مكانة القراءة ويثبت أن لابديل عنها .. في شوارع أوربا وفي قطاراتها وحافلاتها ومواقفها الداخلية ترى الناس يستغلون هذه الأوقات الضائعة لقراءة جريدة أو جزء من كتاب في حين أن مكتباتنا تتحول شيئاً فشيئاً إلى محلات لبيع الخردة وبيع بناطيل الجينز وإذا سألت أصحابها قالوا لك : لاأحد يقرأ .. لكن الناس يلبسون الجينز ويبتاعون الخردة . هذا يحدث في بلادنا مع تفجّر الثورة المعلوماتية في وقت يزداد فيه أهل الغرب قراءة0 لايمكن للسماع أن يكون على حساب القراءة .. فمشاهدة فيلم لايمكن بأي حال أن تغني عن قراءة الرواية التي أُخذ عنها هذا الفيلم . ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن أكثر الروايات العالمية مبيعاً هي تلك التي تتحول إلى أفلام وهنا تتحول السينما إلى عملية ترويج للقراءة ، فأنت في القراءة لاأحد يشاركك ولاأحد يشوّش عليك على عكس ما تشاهد الأحداث في صالة سينما ضخمة ومهما حاولت التركيز واستطعت!
أن تشاهد هذه الأحداث عبر جهاز في منزلك فلن تظفر بما تظفر به من خلال مسك الرواية بيديك وقراءتها حرفاً حرفاً من الغلاف إلى الغلاف . مثل هذا الكلام لايعني الدعوة إلى القطيعة عن وسائل تلقي المعرفة الأخرى ولكنه دعوة لعدم الميل كل الميل إليها فإن الأشجار في النهاية تقف على جذورها 0

الأمية الثقافية .

لقدتم الحديث مطولاً عن الأمية المنتشرة في بلادنا لأسباب متفاوتة وفي تقديرنا أن هذه الأمية تضاءلت ولسوف تتضاءل في السنوات العشر القادمة على نحو أوسع ،لأن أي أب ومهما كان موقعه فهو لن يترك أبناءه دون دخول مدارس في عصر التفجر المعلوماتي . لكن الخوف كل الخوف من تفشي الأمية الثقافية بين شرائح واسعة من فئات مجتمعاتنا المتعلمة . فالطبيب ، أو المدرّس ،أو المحامي ، أو المهندس ، أو السياسي .. ما إن يتخرج ويواجه عمله حتى تراه يتوقف كلياً عن تثقيف نفسه . فلدى الطبيب قناعة أن كل ما يدفعه إلى التفوق في مهنته هو الإلمام بمزيد من النشرات والكتب والمحاضرات والمكتشفات الطبية . وقس هذا على الاختصاصيين الآخرين ، وهذا نفسه يأتي حتى على الفقيه . والواقع أن كل أجناس المعرفة تكمل بعضها , فالفقيه الذي لايعرف شيئاً عن آثار التدخين من الناحية الطبية تكون نظرته شكلية . فعليه أن يحفظ الشعر ، ويقرأ في الفضاء ، ويقرأ في الهندسة ، ويقرأ في الأدب والحكمة حتى يستطيع أن يوسّع مفهومه عن الحياة المعاصرة وبالتالي يمكنه أن يجري مقارنات بين هذه المنجزات الحديثة وبين تفقهه في الدين . وهؤلاء جميعاً عليهم أن يحسنوا !
التعامل مع الثورة المعلوماتية الكبرى , وفي هذا ما أسميه : انفتاح العلوم البشريةعلى بعضها وتلاقح أجناس المعرفة بعضها ببعض . في حياتنا اليومية نقع على أشخاص من ذوي الاختصاصات , وعندما نلبي الدعوة لزيارة منازلهم تحل الصدمة علينا . فأزور فقيهاً في بيته ولاأرى في مكتبته الصخمة التي أفرد لها جناحاً كاملا من البيت كتاباً في الفلك أو الطب أو الأدب أو السياسة أو البيئة أو الشعر أو التاريخ . وهذا بذاته يكون لدى أصحاب الاختصاصات الأخرى . هذه هي الأمية الثقافية بعينها . فما المانع أن يقرأ الطبيب شيئاً من الشعر أو المسرح أو الرواية أو الفقه أو يشترك في مجلة ثقافيةأو دينية أو فكرية إلى جانب اشتراكه في مجلات طبية وهذا يأتي على الفئات الأخرى . إن محبة الكتاب هي محبة المعرفة البشرية برمتها ،والكتاب لايعني أبداً اختصاصا من الاختصاصات ، بل الكتاب هو المعرفة بمختلف أجناسها وألوانها . من هنا علينا أن نعزّز مكانة الكتاب في نفوسنا ونوليه قدراً أكبر من وقتنا وجهدنا ومالنا لأن الأمية الثقافيةهي أشد بؤساً وجهالة من الأمية التعليمية وإذا كانت الأمية التعليمية تُمحى على طاولات المدارس ، فإن الأمية الث!
قافية لايمحوها إلاّ الكتاب .
________________
مراجع

أ- سورة المجادلة ، الآية 11
ب- رواه ابن ماجة بسند صحيح
ت- رواه ابن ماجة بسند ضعيف وقد روي موقوفاً عليه
ث- خرجه الترمذي وابن ماجة وسنده ضعيف جداً .
ج- رواه الترمذي بسند ضعيف .
ح- الترمذي
خ- سورة القصص ، الآية 80
د- سورة العنكبوت ، الآية 43
ذ- سورة آل عمران ، الآية 18
ر- سورة المجادلة ، الآية 11
ز- سورة الزمر ،الآية 9
س- سورة النساء ، الآية 59
ش- البخاري ، كتاب العلم ، باب كيف يقبض العلم
ص- الحديث متفق عليه
ض- أخرجه الإمام أحمد في مستنده 3/157 ،لكن الهيثمي في مجمع الزوائد 1/121 ذكر أن فيه رشد بن سعد وهو مختلف في الاحتجاج به ، وأبا حفص صاحب أنس وهو مجهول .
ط- رواه الترمذي ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/694
ظ- أخرجه الترمذي في العلم
ع- سورة آل عمران ، الآية 190- 191
غ- الآية من 1 – 5

بقلم الأديب / عبد الباقي يوســــــف
روائـي وقاص ســـــوري
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو جمعية القصة والرواية السورية

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-04-2005, 11:51 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


مناهجنا ومناهجهم.. أيهما يجب أن يتغير ؟!

أريد أن أسوق تهنئة قلبية لأخي الأستاذ زياد بن عبدالله الدريس رئيس تحرير مجلة (المعرفة) التي تصدرها وزارة المعارف، على الدراسة الموضوعية المتميزة التي قدمها لقرائه عن صورة العرب في المناهج الدراسية لأكثر من ثماني دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وثلاث دول آسيوية هي اليابان وكوريا والهند وكذلك البرازيل (المعرفة - ذو القعدة 1423هـ). ولست أشك أن أي عربي مسلم يقدر له الإطلاع على حصيلة هذه الدراسة سيصاب بصدمة عنيفة وغضب شديد، فالعرب والمسلمون في المناهج الأمريكية راكبو جمال متطرفون إرهابيون قذرون، وفي الإيطالية بدو متخلفون يسكنون الصحراء، وفي الفرنسية هم خطر داهم يهددون جيرانهم إلى الأبد، وفي المناهج الألمانية هم معادون للتقنية منكرون لحقوق الإنسان، وفي المناهج الهندية المسلمون حيات تنفث السم، وفي البرازيلية فان المرأة في الإسلام ليس لها روح، أما الصورة النمطية العامة في هذه المناهج للعربي المسلم فهو شيخ فاسق اختطف شقراء إلى خيمته بجوار بئر بترول. غير أن ما هو أخطر من ذلك كما أشارت مجلة المعرفة ان المرء يمكن أن ينتظر مثل هذا التشويه من وسائل الإعلام المعادية في هذه البلدان لأنها تعتمد على الإثارة ولا تحفل بالموضوعية، لكن من الصعب قبول ذلك من مناهج علمية ودراسات أكاديمية يفترض فيها الدقة والبحث والتحري والموضوعية، وتزويد الأجيال بالحقائق. ولابد أن يدرك القارئ الكريم أيضاً ان تقرير مجلة المعرفة قد تضمن من شتائم العرب وسباب المسلمين ما يسمح الذوق والأدب العام بنشره، واستبعد التقرير كل ما هو مستبشع كما تقول المجلة: (لقد ترددنا كثيرا أن نورد أوصافا - هي غيض من فيض - أطلقها مؤلفو الموسوعات والكتب الأكاديمية والمدرسية في الدول الغربية على القرآن الكريم والإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم والعرب والمسلمين، فهي ليست فقط بعيدة عن الموضوعية والأمانة العلمية، بل هي - بكل تأكيد - بعيدة أيضا عن الشعور والذوق والتهذيب الإنساني). *** هل هناك أي منهج في مدارسنا يقدم غير العرب والمسلمين بهذه الصورة البشعة المستقذرة ويعمق في عقول الأجيال المتلاحقة الاحتقار لهم والكراهية لحياتهم والخوف من وجودهم؟!. بل هل تنشر صحفنا ووسائل إعلامنا في معظمها إلا الثناء على المجتمعات الغربية والإعجاب بنهضتها والكثير من المديح لدول مثل اليابان وكوريا وحتى الهند والبرازيل والإشادة بنهضتهم وتقدمهم، وان كان ثمة من نقد فانه لا يقاس بما ينشرونه هم من تشريح لمجتمعاتهم وتنديد بجوانب النقص والفساد في مسيرتهم. هل يقال بعد ذلك أن علينا نحن العرب والمسلمين أن نصلح مناهجنا وننقيها من كراهية الآخر وبذور التطرف ودواعي الإرهاب والعنف؟!. وكما لا يعرف جمهورنا العربي المسلم والكثير من مثقفينا بكل تأكيد إلا القليل عن صورة العرب والمسلمين والإسلام في مناهج الدول الغربية والآسيوية واللاتينية، فإنهم لا يعرفون إلا النزر اليسير عن حركات الإرهاب ومليشيات العنف والخليط الهائل من الفكر المتطرف الذي تختزنه المجتمعات الغربية خاصة الأمريكية، ولمن شاء المزيد فإن عليه الإطلاع على الكتب الكثيرة الصادرة عن كل ذلك وآخرها كتاب (الإرهابي المجاور) من تأليف دانيال ليفيتاس الذي صدر أواخر العام الماضي في أمريكا ويقدم عرضاً تاريخياً موثقاً لحركات ومليشيات اليمين المتطرف، يكفي أن نعرف أن عدد المجموعات المتطرفة على أساس عرقي تبلغ 676 مجموعة أمريكية. *** لقد طور الغربيون معايير علمية دقيقة لقياس مدى العنف في أي مجتمع كأنواع الجريمة وأعداد المجرمين ونزلاء السجون وغير ذلك، ولو طبقت هذه المعايير على مجتمعات العرب والمسلمين لظهر أنها من أكثر المجتمعات في العالم أمناً وسلاماً وبعداً عن العنف وغنى بمعاني الإنسانية والسلام. أجدد التحية لأخي الأستاذ زياد الدريس رئيس تحرير مجلة (المعرفة) الغراء، الذي قدم في مجال عمله أنموذجاً مهنياً متميزاً للرد على حملات التجني الظالمة على ديننا وقيمنا ومناهجنا، فأرسى بذلك مثلا حضاريا يحتذي في منهجية العمل الإعلامي وأصوله، وأسوة حسنة للإعلاميين الشباب في التزام الموضوعية والبحث العلمي ومصداقية المعلومة.

محمد صلاح الدين

___________
عن جريدة المدينة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-04-2005, 11:52 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




تغيير المناهج ... والنهج

كم كانت خطوة هامة ولافتة تلك التي قام بها وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد باعترافه الصريح أمام مجلس الشورى أن في المناهج الدراسية أخطاء بحاجة لتطوير وتعديل وتصحيح واهنئه على هذه الشجاعة التي انتظرناها منذ زمن بعيد بالرغم من قناعة شريحة ليست بالصغيرة في مجتمعنا بضرورة هذا الاصلاح منذ فترة طويلة وهي التي كانت قد طالبت به ولا تزال في مجالسها المغلقة والخاصة وعن طريق المقالات والمقابلات الصحافية. الا ان هذا النداء الوطني المخلص قُوبل بالرفض التام ولم يلتفت للحجج المقدمة منه والدلائل الداعمة لذلك. إن المناهج الحالية لن تُخرّج إلا البطالة. مناهجنا اليوم تبدو كأنها مُصممة كي تُخّرج اناسا غير قابلين للعمل في أي مكان في العالم.

إن لدينا نظاما (تعليميا) لم يدخل بعد القرن الواحد والعشرين, لايعرف متطلبات السوق. نحن الآن عندنا عشرات الآلاف يبحثون عن عمل ونستقدم عشرات الآلاف وفي نفس الكليات ونفس التخصصات التي تُخّرج البطالة هناك عشرات الآلاف من الدارسين! عندما يُقال تغيير المناهج فإن كلمة تغيير ليست كافية. يجب ان يكون هناك تعليم عام. هل يجوز في هذا العصر أن يتخرج إنسان دون ان يعرف (اللغة الانجليزية)? من الذي سيوظفه? هل يجوز في هذا العصر أن نقسم 70% من طلابنا الى (أدبي) لا يعرفون حتى كيف يستعملون الآلة الحاسبة والى طلاب يدرسون في القسم (العلمي), مناهجنا التعليمية هذه تحتاج الى تعديل جذري. اذا أردنا ان نُصبح دولة تقضي على مشكلات البطالة وتدخل القرن الواحد والعشرين فلنفعل ما فعلته دول متقدمة في العالم. نستقبل الطفل وعمره ست سنوات ونُدرّبه عشر سنوات متواصلة في نظام واحد ليس فيه (ابتدائي) واعدادي, ويدرس العلوم الطبيعية كلها مع العلوم الاجتماعية بدون تفرقة بين أدبي وعلمي, وبعد التعليم الالزامي معظم الطلبة يجب ان يذهبوا لكليات تُدربهم تدريبا عمليا بحيث يحصلون على أعمال في القطاع الخاص, وأقلية تذهب للجامعة الى كليات ترتبط مناهجها بحاجات الاقتصاد. هذا هو التعليم الُمتبع في جميع دول العالم المتقدمة. الهدف من التعليم أن يهيئ الانسان لحياة عملية. وكل الدول التي دخلت القرن الواحد والعشرين بدأت بتغيير مناهجها. وحسنا فعلت وزارة المعارف بحواراتها مع قطاعات وشرائح مختلفة من المجتمع لمعرفة وجهة نظرهم تجاه الوزارة ودورها وسياستها المتبعة. وبذلك تكون الوزارة قد قامت بعمل غير مسبوق يُحسب لها وهو تفعيل الحوار الوطني المسؤول بشكل حضاري ولائق وباتساع صدر واحسان ظن نادر. من المؤكد ان الاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقول المثل ولكن اصلاح الخطأ وتقديمه هو فضيلة اعظم ولاشك. وتأتي هذه الخطوة كعلامة فارقة ونقلة نوعية في العلاقة بين الجهاز التنفيذي في الدولة والمواطنين وممثليهم في مجلس الشورى. وهذا امر يُؤمل منه الكثير ويُرجى ألا يكون حالة استثنائية فردية. والأمل يبقى قائما ألا يكون وزير المعارف مثالا غريبا وشاذا ونادرا بل يكون القاعدة التي سوف تُتبع حاضرا ومستقبلا في التفاعل مع طلبات الرأي العام واتجاهاته, وبالتالي احداث شفافية أقوى وأمتن وأوقع. وليس بخاف على أي أمين من ابناء هذا البلد أن هناك العديدمن المواضيع والكثير من الأسئلة التي بحاجة لطرح جاد وبناء من أجل الصالح العام ومن اجل مستقبل مشرق وأبلغ وواقعي. ولايجب أن يُؤول ذلك الأمر سوى أنه لصالح الوطن اولا وأخيرا فهناك العديد من الوزارات والهيئات والادارات بحاجة ماسة لاجراء حوارات كالتي حدثت, ليكون طرحها التنفيذي أكثر واقعية وبالتالي أكثر فاعلية يمس حاجة الوطن والمواطن بحق.

ان الطرح الذي قام به وزير المعارف يعد سابقة هامة. ومن اجل أن يكون له معنى مستديم لابد من متابعة ما سوف يتم عمله عبر القيام بطرحه للعامة عبر وسائل الاعلام وفي المجالس المتخصصة لبرنامج الاصلاح التي تنوي الوزارة القيام به حتى يكون البرنامج مناسبا ولائقا وبذلك تكون الوزارة قد قدمت نموذجاً متكاملاً يُحتذى به ويمكنه أن يكون صورة مطورة لكيفية التواصل المثالي. هذا المثال ما هو الا حالة واضحة وصريحة لما يجب عمله على المستوى الاداري والتنفيذي في قطاعات الدولة بجميع اشكالها وما يوضحه الطموح الذي يسكن في افئدة المواطنين. والاعتقاد قائم ولايزال ان هذا الامر من الممكن تحقيقه ومن الممكن الاستمرار عليه ومن الممكن ان يُؤتي نتائج ايجابية مهمة ولكن الاعتقاد شيء والتنفيذ شيء آخر. وحتى نرى النتائج لذلك (الاعتقاد) سنظل نحلم ونأمل.


حسين شبكشي

____________
عن جريدة عكاظ

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-04-2005, 11:53 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




رسالة هامة الي كل معلم يرغب في استخدام طرق جديدة في التدريس
قنوات ومصادر التعلم واستخدامها في تقديم المناهج التعليمية


1- قنوات ومصادر التعلم التي يمكن أن نتعلم من خلالها .:

مصادر وقنوات التعلم المتنوعة التي يمكن أن نستخدمها في تقديم وتوصيل الدروس ويمكن أن نتعلم من خلالها ؟
1- القصة .
2- مسرح العرائس .
3- الأغاني .
4- الرسم .
5- الألعاب ( العاب ورقية – العاب رياضية ....الخ ) .
6- التمثيل .
7- المسابقات .
8- مواقف عملية .
9- السبورة الوبرية .
10- الفوازير والألغاز .
11- اللوحة الجيبية .
12- الصور .
13- الوسائل التعليمية من البيئة .
14- الأركان التعليمية .
15- الكاسيت .
16- خبرات الدارسات .
17- المكتبة .
18- الأقران ( الدارسة المعلمة ) .

2- شروط وقواعد استخدام قنوات ومصادر التعلم :

1- أن تكون مناسبة للعمر الزمني والعقلي للدارسات .
2- أن تتيح فرصة لممارسة أساليب التعلم النشط .
3- أن تجمع بين الدقة العلمية والجمال الفني .
4- أن تتناسب مع البيئة التي تعرض فيها من حيث عاداتها وتقاليدها ومواردها .
5- ترتبط بالحياة اليومية للمتعلم .
6- تكون مبسطة بقدر الإمكان وان تعطي صورة واضحة للأفكار .
7- يكون فيها عنصر التشويق والج>ب و إثارة الانتباه .
8- تكون مبتكرة وغير تقليدية .
9- يمكن أن تستخدم لمواد دراسية مختلفة .
* – تنتج من خامات البيئة المحلية كلما أمكن .
* – أن يكون فيها عنصر الحركة بقدر الإمكان .

وسنشرح أربعة منهم بالتفصيل وهم كالتالي :

أولا : استخدام القصة كمصدر للتعلم :

1- تعريف القصة :
· هي عبارة عن رسالة أو معلومة يراد توصيلها لشخص معين وتحكي موضوع معين بأحداث مرتبة مع بعض تودي إلى تغيير سلوكيات الدارسات .
· هي عبارة عن موضوع معين يكتب بطريقة نثرية لها مقدمة ووسط ونهاية والمقدمة عنصر التشويق والوسط مضمون القصة والنهاية تلخيص.
· هي عبارة عن مجموعة من الأفكار من اجل الوصول إلى هدف معين .

2- أهمية استخدام القصة كمصدر للتعلم :
· الإمتاع والتسلية .
· المساعدة علي غرس قيم إيجابية لدي الدارسات .
· تنمية الحس والت>وق لدي الدارسات .
· تقويم السلوكيات السلبية لدي الدارسات .
· تنمية الثقة بالنفس لدي الدارسات .
· تنمية الثروة اللغوية للدارسات .
· إشباع الحاجة إلى المغامرة .
· تنمية الخيال لدي الدارسات وتوسيع مداركهن.

3- محكات اختيار القصة :
1- مناسبة للسن وعقلية الدارسات .
2- تهدف لهدف معين .
3- واقعية وتحمل فكرة معينة .
4- بها عنصر ج>ب .
5- أن يكون الأسلوب مناسب للدارسة .
6- محققة للغرض .
7- أن تكون شخصيات القصة مناسبة .
8- أن يكون فيها أيضا عنصر من الخيال .
9- أن تكون طريفة ومبسطة .
10- معالجة لمشكلة .

4- عناصر بناء القصة ( العناصر الفنية للقصة ) :
1- العنوان .
2- الفكرة
3- الشخصيات ( الإنسان – الحيوان – النبات ) .
4- الحبكة ( الأحداث – السرد – الحوار – العقدة – الصراع ) .
5- الزمان والمكان .
6- النهاية .

5- أساليب عرض القصة :
1- الحكاية .
2- طريقة الرواي .
3- من خلال الصور مع الحكي .
4- التمثيل للقصة .


6- المصادر التي يمكن أن نحصل منها علي القصة :
1- الكتب .
2- الصحف والمجلات .
3- الجد / الجدة .
4- الدارسات أنفسهن .
5- الوالد.
6- الأم / الخالة .
7- الأصدقاء .
8- وسائل الإعلام .
9- الميسرة .
10- المواقف العملية .
11- من الخيال .

7- العناصر التي تكون فن الإلقاء ورواية القصة :
الصوت.
الكلمة.
الوقف – قواعده.
تلافي بعض عيوب الإلقاء.
الوصول إلى دراما تعليمية >ات تقنيات عالية.

ثانيا : مسرح العرائس والتمثيل والدراما:
1- أهمية استخدام مسرح العرائس والتمثيل في تقديم الدروس .
ما هي أهمية استخدام مسرح العرائس والتمثيل في المدرسة ؟
1- يعمل المسرح علي تجسيد الشخصيات والأفكار بشكل ملموس ومسموع .
2- يساعد المسرح علي إدراك الدارسات أن لهم دور في تغيير واقعهم .
3- تمثل شخصية العروسه بالنسبة للطفل عالم خاص جدا .
4- كما أن شكل العروسه جذاب للطفل وتثير انتباههم وتجعلهم يتواصلون مع العرض دون ملل .
5- يساعد المسرح علي توصيل القيم والمبادي السلوكية الإيجابية للدارسات وتقديم الرسائل لتغيير السلوكيات السلبية بطريقة غير مباشرة .
6- يساعد التمثيل والمسح علي تثبيت المعلومة لدي الدارسات .
7- كما أن مسرح العرائس يساعد علي تنمية الخيال لدي الدارسات .
8- يعمل التمثيل علي تنمية القدرات الإبداعية والمواهب لدي الدارسات من خلال التمثيل ورواية القصة .
9- يساعد التمثيل الداسات علي تدريبهم علي اكتساب مهارات التواصل والحديث والإنصات مع الآخرين .
10- يعمل مسرح العرائس علي إثارة التفكير والرغبة للبحث في ما يقدم من خبرات متنوعة للدارسات .

2- المحاور الأساسية التي نرتكز عليها عندما نقوم بعمل مسرحية للدارسات :
1- تحديد الهدف من المسرحية والرسائل المطلوب توصيلها ( تعليمية – سلوكية ) .
2- توزيع الأدوار علي الدارسات وشرح شخصيات المسرحية .
3- تحديد مكان المسرحية وتجهيزه بالإمكانيات المتاحة البسيطة .
4- تدريب الدارسات علي تقمص دور الشخصية والتعبير عنها .
5- تدريب الدارسات علي الربط بين الصوت والحركة .
6- وضع قواعد للنظام أثناء عرض المسرحية .

1- أنواع مسرح العرائس والتمثيل التي يمكن أن تستخدم في الفصل :
أ- أنواع مسرح العرائس :
· عرائس القفاز ( الاراجوز ) .
· خيال الظل .
· عرائس الفتل أو الخيوط .
· عرائس باستخدام العصا .
· عرائس السينما .
ب – أنواع التمثيل :
· التمثيل الصامت .
· لعب الأدوار والشخصيات المختلفة .
· التمثيل الدرامي .
· التمثيل الاستعراضي والغنائي .

ثالثا : الأغاني التعليمية :
1 - أهمية استخدام الأغاني كمصدر للتعلم:
1- تقلل من الرتابة .
2- تضم نشاط ترفيهي وتعليمي .
3- سهولة وصولها للدارسات وتثبيت المعلومة .
4- وسيلة محبوبة ومرغوبة .
5- تعمل علي إدخال البهجة والسرور للدارسات .
6- تعمل علي تقارب الميسرة مع الدارسات وتخرج بعض المواهب .
7- سهولة الإعداد والاستخدام .

2- شروط اختيار الأغاني التعليمية :
1- لها هدف تعليمي محدد .
2- كلماتها ومعلوماتها تتعلق بما حولهم من واقع .
3- كلماتها فيها سجع أي تنتهي نهايات متشابه .
4- كلماتها سهلة وبسيطة .
5- أن يكون للأغنية لزمه معينة .
6- أن يكون اللحن معروف لدي الأطفال وسهل عليهم وغير مجهد لصوتهم .
7- أن تكون أحداث الأغنية مترابطة مثل القصة فيسهل تخيل أحداثها .
8- يراعي فيها تنوع الألحان وعدم التركيز علي لحن واحد .
9- أن تحتوي الأغنية علي حركات أثناء تأديتها .
10- أن تكون قصيرة .

3- استخدام الأغاني في التدريس :
تستخدم الأغاني كطريقة أو مصدر للتعلم في :
1- الحفظ وخاصة الأناشيد .
2- تستخدم في التهيئة .
3- تستخدم لتنشيط الدارسات وتحريك أجواء التعلم .
4- يمكن أن تستخدم للتقويم .
5- تستخدم لتنمية المهارات اللغوية للدارسات .
6- في توصيل معلومات ومفاهيم معينة للدارسات .
7- للمساهمة في تعديل سلوكيات معينة .
8- تستخدم لتنمية المواهب لدي الدارسات .

رابعا : الألعاب التعليمية:
1 - أهمية استخدام الألعاب كمصدر للتعلم :
1- تساعد علي تثبيت المعلومات حيث أن المعلومة التي يتم تقديمها من خلال لعبه لا يمكن أن تنساها الدارسة حيث تكون فيها عنصر الحركة فهي تسمع وتري وتقوم بنفسها بعمل حركي وتستخدم اكثر من حاسة .
2- تساعد الألعاب علي تنشيط الدارسات فهي تعمل علي تنشيط الذهن والبدن لاستيعاب المعلومات والقدرة علي تنشيط التفكير .
3- تعمل الألعاب علي إدخال البهجة والسرور لدي الدارسات بما فيها من حركة ومرح وإمتاع وتسلية .
4- تساعد الألعاب علي تنمية الابتكار والإبداع لدي الدارسات .
5- يعتبر اللعب وسيلة هامة من وسائل التفريغ عن الانفعالات المختلفة لدي الدارسات في هذه المرحلة حيث تظهر الهوايات والميل للشلة والشعور بالمكانة كل هذه من الخصائص المميزة لهذا السن واللعب يعمل علي تفريغ هذه الطاقات .
6- تساعد الألعاب علي كسر حاجز الملل والعزلة لدي بعض الدارسات .
7- وتساعد الألعاب أيضا علي زيادة مشاركة الدارسات معا وزيادة العلاقة بين الدارسات وبين الميسرات .
8- تعمل الألعاب علي تشغيل اغلب الحواس والتي تساعد علي تنشيط الذهن وتنمية القدرة علي الملاحظة والتركيز والانتباه .
9- يعتبر اللعب وسيلة هامة وبسيطة لتوصيل المعلومات وتبسيطها

2- استخدم الألعاب كمصدر للتعلم في التدريس :
1 - يستخدم كتهيئة قبل الدرس .
2- يستخدم لتنشيط الدارسات وتحريك الأجواء .
3- كوسيلة تعليمية وخاصة الرياضيات .
4- لتحقيق الأهداف الوجدانية والسلوكية .
5- في التقويم .

3- أنواع الألعاب التي يمكن أن تمارس في الفصل :
* تشتمل علي عناصر الحركة والتفكير والتفاعل الاجتماعي ولكن كل لعبة يغلب عليها عنصر من العناصر اكثر من الأخرى وتنقسم الألعاب إلى الأنواع التالية :
1- الألعاب التعليمية : ويكون الهدف منها هو توصيل معلومة أو فكرة ما للدارسات مثل لعبة الدومينو - السلم والثعبان – لعبة كروت الكلمات – عسكري المرور – الصور والأشكال – بنك الحظ – خمن من أنا ....وهكذا .
2- الألعاب الشعبية : وهي العاب ترتبط بالبيئة وتتوافق مع الغناء الشعبي مثل (الحجلة – الدبة وقعت في البير – علي عليوه – الثعلب فات - واحد هو ربي - ...الخ ) وتتميز هذه الألعاب بأنها بسيطة وغير مكلفة ولا تحتاج إلى أدوات , كما إنها محببة لدي الفتيات فهي تراث شعبي محبوب ويمكن أن نكيف هذه العاب فيما
يخدم الأهداف التعليمية أيضا .
3- العاب السمر : وهي العاب تستخدم للترفيه وزيادة العلاقات بين الدارسات وهي أيضا لاحتاج إلى أدوات لممارستها وتستخدم في الرحلات أو الفسحة أو الحفلات المدرسية مثل ( لعبة بدون كلام – لعبة بم بم – قائد الأوركسترا ... الخ ).
4- الألعاب الحركية : وهي تهدف إلى تنشيط الدارسات واللياقة البدنية لهم وهي تعمل علي تنشيط البدن والذهن مثل الألعاب الرياضية المختلفة ويراعي اختيار الألعاب المناسبة للدارسات للسن وميولهم وعاداتهم .
6- العاب التعارف : وهي العاب تهدف إلى زيادة التعارف بين الدارسات وتقريب بين المجموعات لتدعيم العلاقات بينهم سواء كانت الدارسات لأول مرة تتقابل معا أو معا في الفصل منذ فترة .
7- الألعاب الكشفية : وهي التي تمارس في الكشافة في الرحلات والمعسكرات .
8- الألعاب الورقية : وهي العاب تتم من خلال استخدام الورق في ابتكار وعمل العاب ونماذج واشكال فنية مختلفة من الورق مثل (سمكة من الورق – عمل فانوس رمضان – ضفدعة – سلة للمهملات من الورق – عصفور متحركة ...وهكذا )



إعداد / اشرف أنور جرجس
مسئول التدريب ومشرف مكون التعليم المجتمعي
هيئة كير الدولية – مصر
مكتب بني سويف

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-04-2005, 11:54 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


التربية و التعليم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه .
إن الطريقة الجيدة في التعليم هي أن يشترك الطالب فيها حتى تكون المعلومة أبلغ في الوصول إليه ، فالطريقة السابقة هي طريقة الإلقاء ، و فيها يكون المعلم هو الملقي و المرسل للمعلومة و الطالب هو المستقبل ، و المعلم هو الذي يبحث عن المعلومة بين طيات الكتب حتى يوصلها للطالب . و لكن هذه الطريقة اثبتت فشلها و عدم إيفائها بالغرض من التعلم ، حيث أن المعلومة سرعان ما تتبدد لأن الطالب أخذها عن طريق التلقي دون أن يبذل فيها جهداً و عناءً .
و أفضل طريقة للتعلم هي الطريقة الحوارية التي يكون فيها الطالب أو المتعلم هو المصدر ، يبحث عن المعلومة وما على المعلم سوى الستماع و إدارة النقاش و التصحيح إذا وجدت بعض الأخطاء و يكون دوره إدارة الحوار و المناقشة بين أفراد المجموعة الواحدة في الفصل ، مدير للحوار و ينقل المكرفون من شخص لآخر و الإجابة من فرد لآخر حتى يتم الانتهاء من الدرس و تكون بعد ذلك الحلقة متصلة و مترابطة و مشوقة ينتظرها المتعلم بفارغ الصبر في الحلقة القادمة .
إن هذه الطريقة في البحث و التلقي تُدَرِب الطالب و تربيه على أخلاق فاضلة ، حيث أنه يقلد و يتخلق بأخلاق العلماء الذين يقرأ لهم حيث أن كثيراً من الكُتّاب و القراء تمثلوا شخصيات الكُتّاب و العلماء السابقين في أخلاقهم و صفاتهم و ما جبلوا عليه . بينما نجد أن أكثر شباب اليوم يقلدون ما يُسمّون بالنجوم سواء في الألعاب الرياضية أو الفنون الأخرى و نجد أن كل شاب يحاكي آخر حتى وصل الشباب إلى محاكاة غير المسلمين في صفاتهم و لباسهم و أشكالهم .
فلماذا لا يستطيع المعلم أن يجعل من المتعلِم مقلداً للمتعلَم منه و متخلقاً بأخلاقه و متصفاً بصفاته ، إن المعلم يستطيع أن يزرع في المتعلم كل شيء و عليه تقع المسؤولية في أن يعرف المتعلم الفضائل و الأخلاق الحسنة .
و في الختلم أقدم شكري للقائمين على مجلة المعلم بمدرسة الحسن بن علي المتوسطة و القراء الكرام ، و أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع .


مدير مدرسة الحسن بن علي المتوسطة
أحمد بن لافي المحمادي

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-04-2005, 11:55 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




التعلم حتى التمكن في الرياضيات

(المفهوم القديم الحديث )

التعلم حتى التمكن ليس بالمفهوم الجديد حيث بدأ مع بداية القرن العشرين وربما في العام 1910 م، وانتهى في الثلاثينات لعدم التوصل إلى استراتيجية فاعلة له في ذلك الوقت ، ثم عاد هذا المفهوم من جديد في أوائل الستينات مع ظهور التعليم المبرمج حيث وضع كارول وبلوم أسسه عام 1971 م مرتكزين على مسلمة مفادها ( أن معظم التلاميذ يمكنهم إتقان ما تقدمه المدرسة إذا توفرت لديهم الظروف المناسبة ) .

ما المقصود بالتعلم حتى التمكن ؟

يقصد بالتعلم حتى التمكن تزويد المتعلمين بوحدات تعليمية ذات تنظيم جيد ولها أهداف محددة مسبقا ولا يسمح للمتعلم الانتقال من وحدة تعليمية إلى أخرى تالية إلا بعد أن يصل إلى مستوى التمكن المطلوب وإذا لم يتمكن المتعلم من الوصول إلى المستوى المطلوب تعد له مادة أو مواد علاجية تساعده في الوصول إلى هذا المستوى من التمكن .

كما ويرى البعض أن هذا المفهوم يعنى مجموعة من الإجراءات والخطوات التعليمية المنظمة والمحددة الأهداف تساعد المتعلم على تحقيق الأهداف بمستوى إتقان يصل إلى أكثر من 80 ولا يمكن الانتقال من خطوة إلى الخطوة التالية إلا بعد الوصول إلى المستوى المطلوب من الإتقان .

ما المبادئ والأسس التي يقوم عليها التعلم حتى التمكن ؟

يرتكز التعلم حتى التمكن على مجموعة من الأسس والمبادئ التي إذا اتبعت ربما تحقق الغرض نذكر منها :

1- تحديد وتوضيح وصياغتها صياغة إجرائية .

2 - تنظيم الأنشطة تراكميا حيث تعتمد الخبرات الجدية على الخبرات السابقة وهذا بدوره يؤدى إلى تتابع الوحدات الدراسية .

3 - توفر العديد من البدائل التعليمية /التعلمية مثل ( المواد العلاجية ، المواد الإضافية ، طرائق التعليم والتعلم المختلفة ……..إلخ )

4- استخدام التقويم المرحلي ( البنائى ) والتقويم محكي المرجع .

ما هي استراتيجيات التعلم حتى التمكن ؟

توجد العديد من استراتيجيات التعلم حتى التمكن سواء في التعليم الجماعي أو التعليم الفردي ومنها استراتيجية ( بلوم ) والتي ترتكز في مجملها على المبادئ والأسس المذكورة آنفا حيث يقسم محتوى المقرر الدراسي إلى وحدات تعليمية متدرجة تغطى كل منها أسبوعا أو أسبوعين ، ثم تقسم هذه الوحدات من المحتوى إلى مهمات صغيرة كل منها تحقق هدفا أو مجموعة من الأهداف السلوكية التى تحدد ما يتوقع من الطلاب تعلمه .

وقد حدد بلوم مجموعة من الإجراءات للتعلم حتى التمكن يمكننا إجمالها فيما يلى :

1- أن يتم تدريس مجموعة من المهام التعليمية في إطار الوحدة الأولى .
2- ترتيب المهمات التعليمية بحيث تؤدى كل مهمة إلى المهمة التالية .
3 - توفير الظروف والإمكانيات والأساليب المناسبة التي تسهم في تعلم مهام الوحدة الأولى .
4- إعداد اختبار بنائي تشخيصي للوقوف على مدى بلوغ المتعلم لمستوى التمكن .
5- تنفيذ الإجراءات العلاجية من خلال مواد تعليمية تعطى للتلاميذ الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مستوى التمكن لمساعدتهم في الوصول إليه .
6 - إعداد مواد إثرائية للمتعلمين الذين حققوا المستوى المطلوب من التمكن .
7 - إعداد اختبار ثان ينفذ على المتعلمين الذين لم يصلوا مستوى التمكن بعد تطبيق المواد العلاجية .
8 - تكرار الخطوات والإجراءات السابقة لكل وحدة .
9 - إعداد اختبار نهائي شامل يرتبط بالأهداف وتطبيقه قبل وبعد تدريس الوحدة .


مما سبق يتضح أن أهم ما يميز استراتيجية التعلم حتى التمكن هو التعليم العلاجي حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على تشخيص صعوبات التعلم وتوفير العلاج المناسب لكل وحدة تعليمية كما تشمل على التقويم المرحلي ، ويمكن من خلال هذه الاستراتيجية استخدام أكثر من طريقة تدريسية واستخدام وسائط متعددة للوصول إلى التعلم حتى التمكن .

ومع هذا فالبعض يرى صعوبة تبنى هذه الاستراتيجية ولكنه يرى أن توضع مستويات محددة في ضوء الأهداف التعليمية لكل منهج كما ويرى أن توضع خطة زمنية طويلة الأمد لبلوغ المستويات المطلوبة بالتدريج على أن يصاحب ذلك إدخال تعديلات في كافة مكونات منهج الرياضيات وخاصة فيما يتعلق بطرق وأساليب التعليم وأهداف المنهج والإجراءات الخاصة بعملية التقويم على أن يتم التركيز على تقويم أداء التلاميذ .

وأخيرا هل نجد أنفسنا نتبنى بعض أفكار من هذه الاستراتيجية بغض النظر عن التسميات ؟؟



إعداد/ محمود الحمضيات
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي - غزة

_____________

المرجع:
- مينا ، فايز مراد : قضايا في تعليم وتعلم الرياضيات (مع إشارة للعالم العربى )، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1994 م .

الأمين ، إسماعيل محمد : طرق تدريس الرياضيات .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-04-2005, 11:56 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


استراتيجيات تعليمية للقرن الحادي والعشرين

Educational Strategies for the 21 Century

شبكة المدارس الفاعلة . The Network of Mindful Schools

اقتباس من دليل العمل للتغيير المنظم .Excerpt from Working Guide to Systemic Change

by Beth Swarts تأليف : بِث سوارتز

ترجمة : عطية محمد العمري

التغيير المنظم :

أ ـ ماذا ؟ ولماذا ؟ يعرض تاريخ التعليم العديد من الأفكار العظيمة ، ولكن يُكتَب لها الفشل عند التنفيذ . بعد ذلك تأتي إصلاحات جديدة تعطي أملاً في التغيير ، ولكنها تموت أيضاً . في بعض الأحيان يكون السبب في فشلها وزوالها عدم ملاءمة النظرية للممارسة الجديدة . على سبيل المثال ، يحدث هذا عادةً في مجال القراءة ، عندما يتحول أحسن تدريب من تعليم للصوتيات إلى قراءة نظرية للصوتيات ومن ثم إلى مؤشرات المحتوى . في أحيان أخرى ، يُعطَى القليل من الاهتمام لإعادة تدريب المدرسين ، وليس هذا فحسب ، بل حتى إن الابتكار يتوقف عندما يتم التركيز على النظرية مع إهمال تفاصيل التطبيق . في الوقت الحاضر تعاني الإدارة من مشكلات ناتجة عن قلة استعمال أسلوب التطبيق العملي .

خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين ، شجع التفكير المنظم في غير المتعلمين (مثل: و. إدوارد ديمنج ، ببيتر سينج ، مايرون تريبوس ) ، المتعلمين أن يُبينوا أهمية التغيير المنظم . وقد جاءت النتيجة بأن وكالات محلية للدراسة مثل : سكرتارية وكالات تحصيل المهارات الضرورية SANS ، ووكالات تمويل مثل : مؤسسة العلوم الوطنية NSF ، وكذلك جمعيات مختصة مثل : مؤسسة تطوير المناهج ASCD ، قد بدأت تؤكد على أن النظريات التعليمية تحتاج إلى تغيير بنائي مستمر .

ب ـ التغيير المنظم في المدارس : النظرية وأحسن الممارسات للتغيير المنظم لم يتم تطبيقها فقط على المستوى الفدرالي وعلى مستوى الولاية ، ولكن ـ وهذا أكثر أهميةً ـ في كل من المنطقة التعليمية والمدرسة والصف والحصة ( الدرس ) . وللتعريف والتحديد فإن التغيير التعليمي المنظم هو مخطط يشتمل على كل الجهود لإعادة تصميم نظام تعليمي يخلق فرصاً تساعد كل الطلبة لاكتساب مهارات على مدى الحياة . وعملية التصميم ـ حتى في المدارس ـ تمر بعملية التغيير . في البداية ، مثلاً ، فإن مجتمع المدرسة يؤسس المهارات والمعرفة التي يحتاجها الطلاب كثيراً في السنوات العشر القادمة . وفي وقت لاحق يقوم بتقييم المهارات والمواد التعليمية والمصادر الأخرى التي ستساعد الطلاب في اكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة منهم . بعد ذلك يقوم بتحديد جدول للتطبيق وتفاعل الطلاب الإيجابي مع الصعوبات ، والتقييمات لتطور مهارات الطلاب الرياضية ( الحسابية ) . التطوير المهني الملائم والمواد المساندة يجب أن يتم تقديمها للمدرسين الذين تنقصهم المهارات والمعرفة المراد تدريسها . فيما بعد تقوم المدرسة بتخطيط استراتيجيات اتصالاتها لإعلام الأهل بالتغييرات في المنهاج وطرق التدريس ، ومن ثم تقييم التغييرات في برنامج الرياضيات ، وبالطبع مع الربط بكل العناصر الأخرى في المنهاج.

هذا النموذج التغييري لا يحدث بسرعة ، مثلاً كتغيير محتويات الرياضيات ، حيث إن الجهود المنظمة تهتم برؤية عملية طويلة المدى لاحتياجات الطلاب ، وبالتحديد : ما الذي يحتاج إلى تغيير في المجال التعليمي من أجل تحديد واضح للاحتياجات ووسائل تحقيقها بنجاح في تصورٍ متفقٍ عليه . النقد الموجه إلى هذا النمط من التغيير التعليمي المنظم يشمل العناصر التالية :

· التدريس في القرن الحادي والعشرين يجب أن يلائم التنوع والشمولية في حاجات المتعلم .
· التغييرات في طرق التدريس يجب أن يكون مركزها المتعلم .
· التطوير المهني المستمر يجب أن يشمل المدرسين عبر المنهاج .
· يجب أن يتم إعلام الأهل بالتغييرات وبنتائج جهود التغيير .


إن صورة الهدف تساعد في عرض مفهوم " المتعلم هو المحور " في التغيير المدرسي المنظم . إنها تعرض الأهمية النسبية للمكونات المختلفة للنظام المدرسي ، وفي المركز (المحور) وفي أعلى قيمة للهدف يوجد المتعلم . وعندما يتم اتخاذ قرارات ، فإن المتعلم يعطى الأهمية القصوى ، مثلاً عندما تقرر إحدى المدارس تغيير الجدول المدرسي ، فإن الموضوع الأكثر أهمية هو كيف تساعد هذه التغييرات الطلاب أو تعيقهم ، وليس كيف تؤثر هذه القرارات على جدول الحافلات والمعلمين وأولياء الأمور . والهدف يزودنا أيضاً بصورة عن أولويات العوامل الأخرى التي تساعد في اتخاذ القرارات المدرسية .

هدف التغيير المنظم :

المدرسة المتمحورة حول المتعلم :

الانتقال من نموذج صناعة " نظام التجميع " في التعليم ، والذي يغربل ويصنف ويحدد مستويات الطلاب ، إلى نموذج التركيز على المتعلم ، والذي يتجاوب مع احتياجات المتعلم ، لن يحدث في يوم وليلة . وكما حدد مايكل فولان ( 1993 ) : "عملية التغيير هذه ليست حدثاً يمر بك ،وإنما هي رحلة ، وأول خطوة في هذه الرحلة هو فهم طبيعة المدرسة المتمحورة حول المتعلم " .

ومن أجل خلق ناجح للمدرسة المتمحورة حول المتعلم ، لا بد من وجود جهد منظم للتغير يضم الهيئة التدريسية والإدارة والأهل والمجتمع على حد سواء ، وكذلك رغبة المنطقة لتهيئة المشروعات والتدريبات حتى تصبح مصادر لرحلة التغيير . وفي المدرسة نفسها ، يجب أن يحدث تغيير في جميع الأنشطة بما في ذلك الدروس اليومية ، وكذلك تدخُّل الأهل ، والعلاقة بين الهيئة التدريسية والإدارة . وتعتمد مكونات التغيير في خلق مدرسة متمحورة حول المتعلم على بعضها البعض . على سبيل المثال ، إذا اختارت الهيئة التدريسية استخدام التعلم التعاوني كوسيلة استراتيجية لخلق جو مرتكز على المتعلم ، فهناك متطلبات للتطوير المهني للمعلمين وتغيير في التركيز على المنهاج ، وكلاهما يحتاج إلى وقت غير موجود في الجدول اليومي ، كإضافة أوقات للحصص من أجل إعطاء الطلاب الفرصة للتفكير في المفاهيم المهمة . وبينما يتغير الجدول وتتغير كذلك أنماط التعليم في الدرس ، تزداد الحاجة لإلغاء اختياري لمواد زائدة ، ولإعطاء مجال في وقت التخطيط للمعلمين ، ولتغيير استراتيجيات التقييم حتى يُسمَح للطلاب بصورة أكبر للحصول على تغذية راجعة وللقيام بنقاش معرفي ، والاستمرار في إعادة تقييم المنهاج .

المدارس التي تتحرك باتجاه أن تصبح مدارس متمحورة حول المتعلم ، لن تقوم بذلك بدون ثمن . أولاً : ستكون هناك مطالبة للمعلمين والأهل والطلاب والمجتمع حتى يغيروا نظرتهم حول كيفية حدوث التعليم . ثانياً : ستكون هناك حاجة لإعادة تخطيط الأدوار والمسؤوليات التقليدية ، وكذلك تقسيم توزيع المال والوقت . مثل هذا التغيير الجوهري يتطلب تحولاً جوهرياً من العمل الفردي ( مثلاً : مدرسون في فصول معزولة ، مديرون يصدرون قرارات فردية ، أهل لا يعلمون بما يحدث ) إلى وضع يكون فيه جميع أعضاء مجتمع المدرسة يعملون معاً وبتعاون داخل المدرسة وخارجها . قد يبدو هذا عملاً سهلاً ، ولكن التحول عبارة عن تحدٍّ كبير للقوى الموجودة . إنه تماماً مثل التغيير من الفاشستية إلى النموذج الديمقراطي .

ولهذا السبب فإن إعادة التفكير في فلسفة وممارسة التطوير المهني هو أمر مهم جداً في رحلة التغيير هذه . وكما هو الحال في جميع المكونات الأخرى للجهد المنظم ، فإن التطوير المهني لا يمكن أن يكون دفعة واحدة أوعشوائياً أومصادفةً أو جهداً منفرداً ، ولكنه يجب أن يكون منظماً ، ويبدأ من داخل المدرسة ويتحرك ليربطها مع احتياجات المجتمع المحلي للمدرسة . وبالتالي ، فإن التطوير المهني المنظم يبدأ بتطوير المدرسة وأهداف المنطقة التعليمية من أجل أن تلتقي مع احتياجات التركيبة الفريدة لطلاب كل مدرسة على حدة .

المدرسة الفاعلة Mindful School :

نموذج للتغيير المنظم :

المدارس التي تسعى إلى عملية ديمقراطية حقيقية ، لديها حس عميق بالهدف المستقبلي والرؤية المستقبلية ، التي تحمل في طياتها كل من لهم علاقة بالتعليم . في المدارس الفاعلة تكون الرؤية مركزة حول الإيمان والاعتقاد بأن جو المدرسة يجب أن ينشِّط ويسهِّل النمو العقلاني لكل من له علاقة . وبهذه الطريقة تصبح المدرسة " ملاذاً للعقل " . يقول آرست كوستا ، وهو مبتدع وصاحب مفهوم " المدرسة الفاعلة :

" في المدرسة التي هي ملاذ للعقل، يكمن إيمان دفين بأن جميع الناس يستمرون في تحديد وتطوير قدراتهم العقلانية في الحياة ، حيث إن تعلم التفكير هو الهدف المشروع عند الخطر للمعاقين والمحرومين وحتى للمتحدثين بلغات أجنبية ما دام يمثل العطاء والموهبة ، وإننا جميعاً نمتلك الإمكانية لأعظم إبداع للقوة العقلانية الخلاقة " ( كوستا ، 1991 ، 4 )

كذلك يقول كوستا بأن الهدف من المدرسة الفاعلة استمرار الهيئة التدريسية في تعريف وتوضيح " تدريس التفكير " . ولمساعدة الهيئة التدريسية في إنجاز هذا الهدف فإن فكرة "المدرسة ملاذ للعقل " قد انتشرت إلى شبكة المدارس الفاعلة . توفر شبكة المدارس الفاعلة طريقة تساعد الهيئات التدريسية للتفاعل مع بعضها البعض ولتتشارك في تقدمها لتسهيل التفكير في مدارسهم وفصولهم ، فهم يشجعون بعضهم لاستمرار التقدم نحو المزيد من تمرينات التفكير . وقد وجِد مفهوم الشبكة ليوفر للمدارس الفرصة للتعاون والدعم . تُعلِّم المدارس طرقاً متعددة للتعامل مع التحديات الكامنة في عملية التغيير عن طريق تقليد بعضها للبعض الآخر . وقد نجد أن الهيئات التدريسية تتشارك في تجارب متشابهة حتى تصبح مصادر لبعضها البعض في رحلة التغيير المنظم .

حتى تصبح مدرسة فاعلة :

قبل الانطلاق في رحلة المدرسة الفاعلة ، يحتاج المسافرون أن يعرفوا أين تقودهم هذه الرحلة ، والهدف المحدد من الوصول إلى هناك . يتكون الفريق المسافر من مدير المدرسة وكادر مدرسين مؤهل يريد أن يطبق الاستراتيجيات الموجودة في دليل الرحلة . هذه الاستراتيجيات مختارة من أحسن الممارسات الموجودة في البحث التعليمي والتي أثبتت نجاحاً كبيراً في المدارس التي استخدمتها ( كوستا 1985 ) . يتكون فريق الإدارة في محوره من المدير ولجنة من المدرسين المؤهلين . وهم ليسو متعلمين فحسب ، بل إنهم يعملون مسهِّلين ومحركين لمجتمعهم المدرسي باتجاه المدرسة الفاعلة .

تكون المدرسة مستعدة للبدء في الرحلة نحو المدرسة الفاعلة عندما يتم التزود بالمصادر الضرورية مثل : الأشخاص والوقت والمال . يعتمد نجاح هذه المغامرة على الالتزام من الأشخاص الذين لهم علاقة ، ومن خلال الوقت المعطى لإنجاح وارتقاء التغيير المنظم ، وكذلك هناك أولوية معطاة للمصادر المالية .

1 ـ الأشخاص :

مفهوم المدرسة الفاعلة ليس نموذج تغيير من أعلى إلى أسفل . وعلى أية حال فمن الأمور الأساسية أن تعرف المدرسة بأنه يوجد دعم من المنطقة التعليمية لجهود التغيير . وعلى أقل تقدير فالمدرسة تحتاج لأن تعرف بأن مدير المنطقة التعليمية واعٍ لاحتياجات الرحلة ، وأنه لن يعارض جهود المدرسة . وبصورة مثالية ، فإن مدير المنطقة التعليمية له ظهوره وتأثيره ، وهو الذي يدعم هذه الرحلة ، وهو كذلك سيطلب معلومات دورية عن تقدم المدرسة . هذا الدعم الرئيسي من المديرين هو البداية الإيجابية لجهود التغيير المنظم ، وهو كذلك الذي سيؤكد للمسافرين بأن هذه الرحلة لم تذهب سدىً وليست سرية ، بل إنها معترف بها ومدعومة.

يلعب المكتب المركزي للهيئة التدريسية دوراً رئيسياً في تسهيل الجوانب المتطورة للرحلة. يفهم أعضاء الهيئة التدريسية ـ الذين يعملون مع فريق إدارة المدرسة ـ الحاجة لمثل هذا التسهيل ، ومنها مثلاً : إيجاد فترة للراحة والتنفيس للتدريب المهني المتطور ، والحصول على مواد تدريبية ، والتزويد بمكان للتدريب ، والعمل على تنظيم المدرسين الاحتياطيين . وليس هذا فحسب ، بل العمل مع المدير لتسليم أوراق العمل المطلوبة ، والتأكد بأن التدريب المهني المتطور قد أخذ مكانه . إضافة إلى ذلك ، فإن الهيئة التدريسية تعمل على تزويد المنطقة التعليمية بالمعلومات عن تقدم المدرسة .

وبينما يكون من المهم إيجاد العمل المعترف به من مدير المنطقة التعليمية ، فإن أكثر دور فردي أساسي في نجاح المدرسة الواعية هو المدير . وباعتباره عضواً في فريق قيادة المدرسة ، فإن المدير يَحضُر جميع حلقات التطوير المهني ، ويشارك في جميع عناصر التدريب . وفي هذا الإطار من المرجعية ، يكون المدير قادراً على أن يتعاون من أجل أن يُبقي تركيز الهيئة التدريسية على الرؤية العملية للمدرسة ، فهذه الرؤية تنشئ هدفاَ عاماً ، ولكن في بعض الأحيان قد يحدث تشتت فكري متعدد يسيطر على انتباه الهيئة التدريسية ، وبالتالي فإنهم يبتعدون عن الهدف المحدد . والمدير الذي لديه المهارات الاجتماعية ، عليه أن يعمل مع الهيئة التدريسية لوضع الخطة الاستراتيجية ، وعليه أيضاً أن يحول دون التشتت ، وأن يُحضِر المهمات اليومية ، وبهذا فإنه يصبح قائداً إيجابيًا في رحلة المدرسة الفاعلة . وكذلك فإن المدير عليه أن يَحضُر المؤتمر الصيفي للشبكة مع فريق إدارة المدرسة . يساعد انعقاد المؤتمر على زيادة وتوثيق ارتباط الهيئة التدريسية والتزامهم برؤية المدرسة . ومن ناحية أخرى ، فإنه يعمل على تقوية دور المدير كقائد للفريق وكمسهل للعملية .

بغض النظر عن قوة المدير ، فإنه لا يستطيع القيام بهذه الرحلة منفرداً ؛ لأن التغيير المنظم يحتاج إلى فريق من المدرسين المهتمين ، يشاركونه رؤيته ، ويكونون على استعداد لتكبُّد المخاطر من أجل التطبيق . وعن طريق العمل مع المدير ، فإن هذا الفريق يكون مسؤولاً عن دمج التطوير المهني في الاستراتيجيات الخاصة بتدريسهم ، والعمل على تطوير وتقييم الخطط التكتيكية . يبحث أعضاء الفريق المحوريين عن التطور المهني باعتباره وسيلة تساعدهم على العمل بطريقة أكثر فاعليةً مع الطلاب ، وعلى إيجاد استراتيجيات تساعد الطلاب على أن يصبحوا ناقدين ومبدعين ومفكرين تفكيراً تأملياً .

هؤلاء المدرسون ، الذين هم أول من يطورون الخبرة في النظام التعليمي الجديد ، يرغبون أيضاً في إشراك أقرانهم فيما تعلموه ؛ لأنهم يصبحون خبراء في تطبيق الاستراتيجيات الجديدة عن طريق ممارستهم وتدريب زملائهم . وبما أنهم يصبحون ماهرين في توظيف النظريات الجديدة فإنهم يطبقون مهاراتهم هذه في الفصل ، وكذلك يشركون أقرانهم في نفس الموضوع . وهم يدركون بأن مشاركة الأقران أسلوب مهم لجلب التغيير في الممارسة الصفية ، وتوفر منهجاً تعليمياً ناجحاً لجميع الطلاب .

2 ـ الوقت :

تجد المدرسة الفاعلة طرقاً فاعلة لإعادة تقسيم الوقت ، حيث يوفر المدير وقتاً أسبوعياً مختصراً مدته ثلاثون دقيقة لاجتماع فريق الإدارة . يسمح هذا الاجتماع العادي لأعضاء الفريق أن يتشاركوا في نجاحه ويراجعوا أهدافه ، وأن يعالجوا الإحباطات الناتجة عن عدم نجاح الاستراتيجيات المستخدمة . فالزمن الأسبوعي المشترك يذكِّر الفريق بأنهم "جميعاً معا ً" ، ويسمح لهم بتقييم كيفية تحسنهم ، وما هي القضايا التي يجب مناقشتها في المرة القادمة . يمكن لأعضاء الفريق أن يتحدثوا عن أهدافهم العامة ، وأن يعبِّروا عن اهتماماتهم ، وأن يقوموا بفحص حقيقي لتقدم كل واحد منهم ، وأن يقوموا بتوثيق تقدم الفريق . بدون هذا الوقت المشترك يكون من الصعب العمل على إبقاء زخم الرحلة .

توفر المدارس الفاعلة وقتاً للاجتماع بطرق مختلفة . فمثلاً نجد في إحدى المدارس الفاعلة يُطلَب من الأهل إرسال أبنائهم كل يوم أربعاء الساعة 8:30 صباحاً بدلاً من الساعة 8:15 صباحاً ، ويأتي فريق إدارة المدرسة للمدرسة الساعة 7:55 صباحاً بدلاً من الساعة 8:15 صباحاً ، وبذلك يتمكن الأعضاء من الاجتماع لمدة نصف ساعة كل أسبوع قبل بدء الدوام المدرسي . في مدارس أخرى نجد أنهم قد استأجروا أماكن محلية للعمل مع الطلاب لمدة 45 دقيقة يوم الجمعة صباحاً ؛ وبذلك تتمكن الهيئة التدريسية من الاجتماع والمناقشة . وبغض النظر عن ماهية المصادر التي تم توظيفها ، فإن المدارس الفاعلة تدرك بأن هذا الاجتماع الأسبوعي أساسي في إنجاح رحلة المدرسة الفاعلة .

هناك نوع آخر مطلوب من وقت المشاركة ، من أجل نقل الخبرات الناجحة بين أعضاء الفريق القيادي ، فأعضاء فريق القيادة بحاجة لأن يتشاركوا ، وأن يقلدوا بعضهم بعضاً ، وأن يدربوا أقرانهم في تطبيق الاستراتيجيات التعليمية والناقدة الجديدة . يمكن أن يكون تقسيم الوقت اللازم لتدريب الأقران بطرق مختلفة منها :
1- اضطلاع المدير بإدارة الفصل حتى يتمكن المعلم من ملاحظة استراتيجيات التدريس لدى زملائه .
2- ترتيب الجدول المدرسي بحيث يوفر وقتاً للقاءات مجموعات الأقران لتبادل الخبرات فيما بينهم .
3- إجراء مراجعات لتقييم الأقران .
4- توفير مقاييس فردية وجماعية ( على مستوى الفريق ) ومدرسية للنجاح مثبتة في حقائب ( logs ) المشاركة .

في المدارس التي يكون فيها الوقت متوفر أسبوعياُ لمشاركة الفريق الإداري ومشاركة المدرسين في الاستراتيجيات والتقنيات ، يكون نجاح الرحلة واضحاً بصورة أكبر .

هناك وقت آخر يتم الالتزام به ، وهو الوقت اللازم للاجتماع بعميل خارجي للمدرسة . مثلاً ، مع منسق الشبكة ، أو مع مهني التطوير للمنطقة ، أو أعضاء من الهيئة التدريسية في الجامعة ، أو معلم متقاعد ، أو رجل أعمال محلي يوفر الدعم لاستمرار التحسينات . وبصورة مثالية ، فإنه مهما كانت الوسائل الخارجية للدعم ، فإن هذه الاجتماعات تأخذ مكانها بعيداً خلال أسبوع العمل المعتاد ، وبذلك لا يتشتت فكر المدرسين والمدير . عندما توافق دائرة التعليم على توظيف مدرسين احتياطيين ، يتمكن المدرسون في رحلة المدرسة الفاعلة من تعلُّم أساليب تعزز مهاراتهم ، وعن طريق هذه الخطوة فإن دائرة التعليم ترسل رسالة قوية مضمونها أنها تنظر إلى المدرسين باعتبارهم مهنيين يجب أن يتدربوا خلال اليوم الدراسي العادي ، وأن دائرة التعليم تدعم الاستراتيجيات والمناهج التي يتم تدريسها .

في إحدى مناطق المدرسة الفاعلة حدثت معضلة ، حيث إن مدير المنطقة التعليمية أراد من جميع أعضاء الفريق الإداري للمنطقة أن يتدربوا ، ولكن لأن المنطقة التي تتواجد فيها المدرسة صغيرة ، فإن المدرسين الاحتياطيين لا يكفون حتى يتدرب الجميع في نفس اليوم . بالتالي قرر مدير المنطقة التعليمية أن يمدد كل جلسة تدريبية يوماً آخر حتى يتمكن الجميع من تغطية فصولهم ، وحتى يتمكن كل عضو من الفريق الإداري من التواصل مع التطوير المهني. هذا الحل الذي يتمثل في إضافة يوم آخر لكل جلسة تدريب ، يرسل رسالة قوية تدل على الالتزام القوي لكل من المدرسين والمجتمع .

يوجد نوع آخر من الالتزام بالوقت من أعضاء فريق الإدارة عندما يطبقون استراتيجياتهم الجديدة ، حيث يعمل هؤلاء المدرسون على إعادة تقسيم الوقت عن طريق تغيير جداول فصولهم ؛ حتى يتمكنوا من التدريب وإعادة تحسين استراتيجياتهم . وبينما يعمل هؤلاء المدرسون مع طلابهم ، يتعلمون تكييف توقعاتهم بالنسبة للوقت ، وكذلك يفهمون بأنه من أجل ترشيد تفاعل المجموعة ، ومن أجل أن يحافظ الطلاب على مشاركتهم في العملية التعليمية ، فإن ذلك يحتاج لوقت أطول من مجرد إعطائهم أوراق عمل بسيطة وتمرينات مستقلة .

في أثناء التعليم ، وعند تطبيق أنواع عديدة من الاستراتيجيات ، يبدأ المدرسون في الابتعاد عن الجدول الذي يحتاج إلى خمسٍ وأربعين دقيقة للرياضيات ، ومثلها للعلوم . . . إلخ . وبدلاً من ذلك يرى المدرسون حاجةً لدمج مفاهيم الرياضيات والعلوم . على سبيل المثال ، يبقى الطلاب في درسٍ موحد مشاركين مدةً أطول . فالمدارس الفاعلة ترى أن الكفاءة تكون في الجدول ككتلة واحدة ، بحيث يوفر الفرصة للطلاب ليتعلموا موضوعات معيَّنة بعمق. بعض المدارس الفاعلة تحولت إلى أربع حصص كل منها تسعون دقيقة ، والبعض الآخر أعاد تقسيم الموضوعات ، وبالتالي فإنه في أسبوع واحد يدرس الطلاب لغة وموضوعات متقاربة أيام الاثنين والأربعاء والجمعة ، ويدرسون الرياضيات والعلوم يومي الثلاثاء والخميس ، أما في الأسبوع التالي فيتم تبديل الجدول . هذا المفهوم " الجدول الكتلة " يساعد طلاب المدرسة الفاعلة على أن يدرُسوا موضوعات متقاربة بعمق ، وأن يتابعوا تطبيق المعلومات التي تعلموها .

3 ـ المال :

بالإضافة إلى الأشخاص والوقت ، فإن الانطلاق في رحلة المدرسة الفاعلة يحتاج إلى التزام مالي أيضاً . فرسوم العضوية السنوية تخول المدرسة تنفيذ أحد عشر يوماً في السنة للتطوير المهني ، مع الاتصال المستمر مع مستشار الشبكة . هناك مصاريف أخرى تتضمن مثلاً مصاريف سفر الاستشاري للمنطقة التعليمية ، والمواد التدريبية اللازمة ، بالإضافة إلى مصاريف سفر فريق الإدارة إلى مؤتمر الصيف للشبكة ، والمصاريف الشكلية للمؤتمر ، والقاعة ، واللجان خلال أسبوع المؤتمر .

تحتاج المنطقة التعليمية أن تأخذ بعين الاعتبار طول فترة الرحلة الذي يؤثر في التكلفة التي يتم إنفاقها على المساعدات السنوية والتسهيلات المقدمة من مستشار المدرسة الذي يدرك التصور العملي للمدرسة ويملك المصادر اللازمة لمساعدة المدرسة في إنجاز مهامها ، بالمقارنة مع فوائد المتحدث المثير للدافعية بالغ التكاليف والذي ياتي صدفة ويذهب صدفة ثم ينتهي كل شيء . يقدم نموذج المدرسة الفاعلة تطويراً مهنياً مستمراً طويل المدى يركز على التغييرات الإيجابية في البيئة المدرسية ، وبالتالي فإن جميع الطلاب سيجربون النجاح الأكاديمي . تدرك المدارس الفعَّالة أن التطوير المهني الكبير الذي ينتقل إلى الفصل ، لا يحصل بمجرد توفير ساعة للنشاط بعد المدرسة في الأربعاء الثالث من كل شهر . التطوير المهني الفعال يبني نفسه كل يوم من أيام السنة الدراسية .

مكونات المدرسة الفاعلة :

تتشكل مكونات المدرسة الفاعلة من المنظمة المركزة ، والمهنية في هيئتها ، والاستراتيجيات المترابطة المستخدمة في الفصل ، والتصرفات التأملية لطلابها . تشمل هذه المكونات أيضاً التقييم المستمر لنجاحات الطلاب ، وإنجاز أهداف المدرسة . فالمدرسون يخططون معاً ، ويدربون بعضهم البعض ، ويعملون أيضاً مع طلابهم في مشروعات طويلة المدى . بالإضافة إلى هذا ، فإنه يتم تشجيعهم على تطوير مهارات القيادة لديهم ، من أجل أن تمتلك المدرسة مصادر داخلية لاستمرار تطوير التخطيط التكتيكي .

1 ـ التنظيم ( المنظمة ) :

تدرك العديد من المدارس بأنها بحاجة للتغيير ، وأنهم يجب أن يتوقفوا عن القيام بالأعمال المعتادة . هذه هي قضية " أن الأشياء تحتاج بطريقة أو بأخرى أن تكون مختلفة " ، وهذا الأمر يجب أن يُفهَم أولاً . وبينما يتطلع المدير والهيئة التدريسية للتغير ، تتكون لديهم فكرة عامة عن الأشياء التي يريدونها أن تتغير وتصبح مختلفة . في أثناء ذلك يسمعون كلمات طنانة مثل : " الحقائب " ، " تقييمات حقيقية " ، " الفصل المتمحور حول المتعلم " ، ويؤمنون بأن هذه العناصر ـ بطريقةٍ ما ـ يجب أن تكون جزءاً من جهود التغيير . ويبقى السؤال المتمثل في كيفية فهم هذه المصطلحات ، وهل هي مفيدة ، وكيفية جعلها موجودة وحقيقية .

أول خطوة من أجل التمهيد لرحلة المدرسة الفاعلة تتمثل في إيجاد خطة تكتيكية للمدرسة من أجل التغيير . يكون التخطيط التمهيدي لمدة يومين عن طريق جلسات مكثفة للهيئة التدريسية في المدرسة الفاعلة . يبني المدير وفريقه القيادي ( أو الهيئة التدريسية المنتقاة ) المكونات العملية لتصورهم للمدرسة ، ويضعون في اعتبارهم العقبات الحقيقية الموجودة أمام تنفيذ وتطبيق تصورهم ، ويحددون الاستراتيجيات المطلوبة للتغلب على هذه العقبات ، وينفذون التصور المتفق عليه .

المكونات العملية لتصور الخطة التكتيكية هي التي تشكل أهداف المدرسة . ولأن فريق الإدارة قد حدد ووافق على عناصر هذا التصور ، فإنه من السهل جداً التاكيد بأن ما يحدث في المدرسة هو نتاج هذه الأهداف . على سبيل المثال ، قضايا مشاركة الهيئة التدريسية ، وتخطيط الهيئة التدريسية للوقت ، ووضع الجدول المدرسي ، ومحتوى المنهاج ، كل ذلك يتم تحديده تحت محتويات الأهداف التي وضعت لكل عنصر من هذا التصور العملي .

وليس فقط وضع الأهداف ، بل إن الخطة التكتيكية تحتوي أيضاً على استراتيجيات التطبيق . يراجِع استشاري المدرسة الفاعلة بصورة دورية مع الفريق كيفية تطبيق عناصر التصور وتقدمها . وكذلك يقوم بتقديم اقتراحات لإضافة استراتيجات جديدة إذا اقتضت الضرورة ذلك . وتتم أيضاً مراجعة الخطة التكتيكية خلال المؤتمر الصيفي مع استشاري المنطقة التعليمية للمدرسة . خلال هذا الوقت تقدَّم قرارات أخرى للتنفيذ في السنة القادمة .

تخدم الخطة التكتيكية برنامج عمل المدرسة من أجل التغيير ، وبما أنه برنامج عمل ، فإن الخطة تراجَع وتُنَقَّح باستمرار ، فهذه عبارة عن وثيقة مفتوحة دائماً للنقاش والتغيير كلما رأى فريق الإدارة الحاجة لذلك . يعمل مستشار المدرسة الفاعلة مع فريق الإدارة لتقييم التغييرات التي تحدث ، والمساعدة التي تعمل على استمرار التركيز على أهداف المدرسة .

2 ـ الصف الفاعل :

مركز المدرسة الفاعلة هو المتعلم . يتطلب هذا التركيز تغييراً كبيراً في نموذج الصف التقليدي والذي يتمثل في " حكيم على المسرح " . فالمدرس ليس هو النقطة المركزية في الفصل المتمحور حول المتعلم ، إنما هو المسهِّل والمرشد . والتطوير المهني الكبير مكرَّس في المدرسة الفاعلة حتى يوفر للمدرس ذخيرة من الاستراتيجيات التي تدمج الطلاب في تعليمهم وتطور قدراتهم المعرفية .

أحد الأسباب التي جعلت المدارس الفاعلة يتم تفويضها لمدة ثلاث سنوات على الأقل لكي تتم عملية الشبكة ، أن يتمكن الأساتذة من إغناء مهاراتهم التدريسية . أثناء السنة الدراسية الأولى يتم التدريب عند الطلاب على الاستراتيجيات التدريسية . فالمدرسون يتدربون على الاستراتيجيات ، وعليهم أن يُحضِروا ما تعلموه في الجلسة التالية . يقوم المدرسون أيضاً بتعلم كيفية استعمال نموذج معرفي تعاوني للتأكيد على أن جميع الطلاب يفهمون محتوى المنهاج . كما يقضي المدرسون وقتاً يتعلمون فيه عن التطوير والتدريب وتقييم الدروس التي توظِّف ذكاء الطلاب .

كلما زاد استخدام المدرسون لهذه الاستراتيجيات ، كلما أصبحت المدرسة أكثر فاعليةً وتعليماً . وبينما يبدأ الطلاب في إظهار ما يعرفون ، تبدأ أساليب تقييمهم في التغير . في السنة الثانية من رحلة المدرسة الفاعلة يتعلم المدرسون أساليب أخرى لتقييم تعلم الطلاب . تقود نظريات بديلة للتقييم ، وبشكل طبيعي ، إلى خلق منهاج شامل ، حيث يعمل المدرسون مع بعضهم البعض لإيجاد وحدات تعليمية مترابطة تعتمد على معالجة المشكلات وتأسيس المشروعات .

وبينما يعمل المدرسون معاً ، تظهر مجموعة أخرى من المهارات ، فهم يصبحون مدرِّبين لأقرانهم . وعن طريق المشاركة في توليد محتوى المنهاج ، يرى المدرسون قوة بعضهم ، ويدعمونها عن طريق تعاونهم معاً . تدريب الأقران يتطلب وقتاً للمشاركة ووقتاً عن الحديث المهني عن القوة المهنية ، ووقتاً لتشجيع بعضهم البعض من أجل أن يجربوا أحسن التدريبات.

أهم تغيير يحدث في صف المدرسة الفاعلة يكون في المنهاج ، وذلك عندما يتمحور الفصل حول المتعلم ، وعلى تحليل المعلومات وليس حفظها ، ومن هنا تحدث النقطة الجوهرية في دمج الطلاب . ومن أجل أن تكون هذه الخطوة عملية ناجحة للطلاب ، ومن أجل أن يُذَوِّت الطلاب المعلومات ( يجعلونها ذاتية ) ، تحتاج هذه المعلومات أن تُعرَض في محتوى له معنى. على سبيل المثال ، يجب أن ترتكز قائمة المعاني على الوحدة الأساسية التي دُرست ، وليس في كتاب تهجئة خارجي .

خلق فكر يثير المدرسين لعمل وحدات أساسية يحتاج إلى الوقت ، ويحتاج المدرسون وقتاً ليخططوا لكيفية إيجاد وحدات مترابطة . فإذا كانت المعلومات غير مترابطة ، ولا تبلور الأهداف الموجودة في التصور العملي ، ولا تدمج الطلاب في تفكير خلاق وناقد ، فإن النشاط يكون لا فائدة منه . فالفصل في المدرسة الفاعلة يحدد المنهاج في ظل شمولية كبيرة وموحدة لوجهة النظر التي تتعلق بجميع الطلاب . ويقضي المدرسون جزءاً أساسياً من السنة الرابعة في الشبكة في تقييم ماهية المعلومات المترابطة للطلاب في مرحلة معينة ، وخلق وحدات ذات معنى للدراسة تؤدي إلى المعرفة المفاهيمية للطلاب .

3 ـ التلميذ الفاعل :

حدد كوستا ( 1991 ) في بحثه عن التفكير الناقد أربعة عشر سلوكاً أظهرها الأشخاص الأذكياء . هذه السلوكيات هي :1ـ المثابرة 2 ـ قلة التهور 3 ـ تركيز الإصغاء 4 ـ التفكير التعاوني 5 ـ التفكير المرن 6 ـ المعرفة الواعية لقدراته التفكيرية 7 ـ دقة الفكرة ودقة اللغة 8 ـ روح الدعابة 9 ـ الاستفسار وطرح المشكلة 10 ـ البناء على المعرفة السابقة للاستفادة منها في المواقف الجديدة 11 ـ المجازفة 12 ـ توظيف كل الملَكات مثل العبقرية والأصالة وعمق النظر والدهشة والفضولية 13 ـ حب الاستطلاع 14 ـ الاستمتاع في حل المشكلات . وأحد أهم التوقعات من شبكة المدارس الواعية أن تشجع ممارساتها الصفية تطوير هذه السلوكيات عند كل من طلابها وهيئتها التدريسية .

صُمِّمت أنشطة الفصل لتشجع الطلاب على أن يكونوا محللين ومحترفين في حل المشكلات . فعلى سبيل المثال يستخدم الطلاب نظاماً غنياً جداً بالمصادر للتعامل مع المشكلات من خلال الموضوعات المترابطة . وهم يدركون أنه لا الكتاب ولا حتى المعلم هما المصادر الوحيدة للمعلومات ، ويشجع المدرسون الطلاب على البحث عن أكثر الحلول ملاءمةً ، وعلى أن يفسروا لماذا هذه الحلول ملائمة ، وذلك باستخدام لغة ومصطلحات دقيقة.

في المدرسة الفاعلة يعبر الطلاب عن قراراتهم النهائية بعبارات مثل : " أنا توصلت إلى هذا الاستنتاج لأن . . . " . تشجع هذه التعبيرات الطلاب على إجراء ارتباطات ، وذلك لكي يدركوا أيَّاً من المعلومات التي يعرفونها يتناسب مع المفاهيم الجديدة التي يتعلمونها . يستخدم الطالب الفاعل الصحف وحقائب التفكير لشحذ مهارات التساؤل وطرح المشكلات والتفكير العميق .

الاستراتيجية الأساسية في مساعدة الطلاب في تطوير مهارات التساؤل لديهم تصبح منعكسة عليهم من خلال طريقة التعلم التعاوني . في أغلب الأحيان يساء فهم هذه الطريقة ويتم تعليمها بطريقة سطحية ، ولكنها تؤدي إلى علاقة إيجابية وتعاونية بين الطلاب والمعلمين حينما تستخدم بطريقة فاعلة . إن تفاعلات المجموعة الإيجابية تعطينا بيئة خالية من المخاطر وتشجع الطلاب على اكتشاف البدائل بدون توجيه أقوال عقابية لهم مثل : " أنت مخطئ " ، "من الممكن أن تصبح أسوأ "، " يالها من فكرة عقيمة " . تدعو التفاعلات الإيجابية بين الطلاب في اكتشاف الموضوعات المترابطة معاً إلى إيجاد مساحة كبيرة من الاكتشاف يتعلم منها الطالب . وبينما يرغب الطلاب في المشاركة واكتشاف المعلومات ، يستطيع المدرسون توجيه الأنشطة نحو اتجاهات أكثر نقديةً وإبداعيةً . مثلاً يسأل المدرسون مجموعات الطلاب لكي يكتشفوا أسئلة مثل : لماذا ؟ إلى أي مدى ؟ ماذا لو ؟ فيتعلم الطلاب كيف يزيدون قدراتهم في التعليل وحل المشكلات واتخاذ القرارات .

يتم تشجيع الطلاب الفاعلين لكي يكونوا فضوليين ، وأن ينقلوا ما تعلموه من أنشطة تشاركية إلى مواقف خارج الصف ، فهم مستعدون لقبول التحدي للقيام بعمل ما هو مطروح عليهم في أوراق العمل البيتية . يتطلب العمل على صورة لعب من الطلاب الفاعلين أن يعملوا معاً وأن يتشاركوا في المعلومات خارج غرفة الصف ، مثل : طرح وإجابة الأسئلة ، مقابلات لأفراد العائلة ، أو قراءة كتاب أو جريدة لشخص عجوز . يبحث الطلاب الفاعلون عن الترابط بين المفاهيم والأنشطة في المدرسة والمنزل ، ويطورون حسَّاً عالياً من تقدير الذات ؛ لأنهم يرون أن هناك علاقة بين ما مارسوه في الفصل وما وجدوه في العالم المحيط بهم .

4 ـ التطوير المهني الفاعل :

توجد في المدرسة الفاعلة العديد من الفرص للتطور المهني والمساعدة . تحدد كل شبكة مدارس أحد عشر يوماً للتطوير المهني سنوياً . تُوَفَّر ستة أيام في المدرسة موزعة خلال السنة الدراسية ، وهناك خمسة أيام إضافية للتطوير المهني المكثف للهيئة التدريسية في المؤتمر الصيفي السنوي . في هذا المؤتمر توجد لدى فرق الإدارة الفرص للعمل معاً بصورة مكثفة مع التركيز على مبادئ التعلم ، والتعليم الإدراكي ، والتفاعل التعاوني الذي يضع الأساس للخطة التكتيكية للسنة القادمة . وهم يكتشفون هذه الأفكار من محيط منطقة مدرستهم، ويسمعون كيف أن فِرَقاً مدرسية أخرى تجرب نفس الأفكار ، وتهتم الفرق بكيف يمكن أن يكونوا أكثر مرونة في أساليبهم وذلك لخلق بيئة مدرسية فاعلة ، وكيف يوفرون وقتاً أكبر للتفاعل ، وأي موضوعات المنهاج تحتاج أن تكون مطلوبة ، وكيف يحدث كل ذلك . وبذلك يصبح الأسبوع وقتاً إيجابياً وتفاعلاً مستمراً بين أعضاء الفريق ومستشار المدرسة الفاعلة . فهذا الأسبوع يحتفل بالخطوات التي قام بها الفريق خلال السنة من أجل الوصول للمدرسة الفاعلة. وتعيش الفرق شعوراً بالإنجاز والتقدير للجهود المبذولة لخلق مدرستهم الفاعلة الخاصة بهم .

بالإضافة إلى أيام التطوير المهني التي سبق التخطيط لها ، فإن جدول المدرسة الفاعلة يوفر وقتاً للتطوير المهني من خلال الجدول اليومي العادي للمدرسة . على سبيل المثال ، يعمل المدرسون في المدرسة الفاعلة معاً لتحسين تنفيذ الدروس . وكلما أصبحت الدروس أكثر تركيزاً ، كلما رأى المدرسون حاجة أكبر لإيجاد وحدات مترابطة في المنهاج تعتمد على بعضها البعض . وبمجرد أن يقترب الطالب من التعرف على المواهب المختلفة لفصولهم ، يتعلم المدرسون أيضاً أن يتعرفوا على مهارات أقرانهم ، وأن يطوروا شعوراً حقيقياً بالزمالة بين أعضاء الهيئة التدريسية .

تقييم وتوثيق تطور المدرسة الفاعلة :

تحتفظ المدرسة الفاعلة برؤيتها العملية والاستراتيجيات التي توظفها لجعل هذه الرؤية حقيقة في مقدمة عملها اليومي . وللوصول إلى هذه النتيجة تحتفظ المدرسة الفاعلة بحقيقة تؤرخ فيها نجاح رحلتها . تشمل هذه الحقيبة معلومات وملاحظات عن الطلاب ، والمدرسين، ومشاركة الأهل والمجتمع ، والتقدم باتجاه تحقيق الأهداف المحددة في التصور العملي والخطة التكتيكية .

1 ـ تقييم الطلاب :

تحتفظ المدارس بمعلومات كثيرة عن الطلاب في ملفات . فمثلاً تحتفظ معظم المدارس بسجلات شهرية عن كل من : الحضور للمدرسة ، التأديب المحول إلى مكتب المدير ، المؤتمر التأديبي مع الأهل ، التوقيف . . . إلخ . وكذلك تحتفظ المدارس بعلامات موحدة للامتحانات . وعموماً فإن مصادر المعلومات هذه المحتَفَظ بها تعمل كدليل كمي للمدرسة عندما تنضم لشبكة المدارس الفاعلة . تتضمن المؤشرات الكمية لتقدم الطالب ما يلي :

1- قوائم الملاحظات .
2- بطاقات الحكايات .
3- التقييم الشخصي للطالب .
4- تقييمات الأداء والعرض .
5- خواطر الطالب .
6- ملاحظات الأهل .

إن قوائم الملاحظات وبطاقات الحكايات توثق تقدم الطالب . تساعد ملاحظات المدرس خلال العام الدراسي كلاً من الطالب والأهل لرؤية النمو والتقدم الفردي . هذه الوثائق تسيطر على التقدم التطوري وتساعد الطلاب على فهم ما هو متوقع منهم عندما يتفاعلون مع أقرانهم. هذه الملاحظات تعتبر طريقة لتوثيق التغييرات الإيجابية في مهارات الطلاب الإيجابية والفكرية ، وهي كذلك تعطي صورة عن نمو الطالب في الأربعة عشر سلوكاً التي حددها كوستا .

وكما سبق أن ذكرنا ، فإن تطور الطلاب في هذه السلوكيات الذكية هي هدف أساسي في المدرسة الفاعلة . تختار المدرسة الفاعلة ثلاثة أو أربعة سلوكيات ، وتقوم بجهود حثيثة من أجل توفير الفرص للطلاب لامتلاكها . يشجع المدرسون الطلاب على أن يعرفوا كيف تظهر هذه السلوكيات . ونتيجة لذلك يتعلم الطلاب أن يتقبلوا بعضهم ويتمتعوا معاً ، وأن يعملوا بإيجابية ، وأن يتحملوا مسؤولية تنشيط بعضهم البعض داخل الفصل وخارجه .

ملاحظات المدرسين يشارك فيها أيضاً المدرسون ، وهذا يمنح الطلاب فرصة للتأمل الذاتي . سيقول المعلم للطالب مثلاً : " كيف تعتقد أنني قيَّمتك ؟ " ، وبالتالي فإن الطالب سيتأمل تصرفه ويقرر مدى ملاءمته . يُسأل الطلاب أيضاً أن يقيِّموا أنفسهم في صحف للتأمل الذاتي مثل : " الذي مضى بصورة جيدة في مجموعتي هذا اليوم كان . . . " ، " مساهمة مجموعتي كانت . . . " . الهدف من التأمل الذاتي هو مساعدة الطلاب لأن يروا بأنهم يتحملون المسؤولية عن المجموعة وعن تعلُّمها .

في المدرسة الفاعلة تعتبر مستندات الطالب طريقة ثمينة لتقييم الطالب . تسمح هذه المستندات للطلاب أن يتشاركوا في تطوير المهارة التي لا يمكن توضيحها في الاختبار القياسي . يختار الطالب والمعلم معاً إنتاجات مثل : كتابة نماذج ، قراءة مقتطفات من شريط ، اندماج المجموعات وتفاعلها ، رسومات ، مسائل رياضية ، وكذلك عروض لأحسن عمل لكل طالب . وبذلك تصبح المستندات تأريخاً لتطور مهارات كل طالب خلال العام الدراسي ، كما أنها توفر فرصة أخرى للطلاب للتقييم الذاتي ، وتجعلهم أكثر ارتباطاً بِلُبِّ عملية التعلم .

عندما يصبح المنهاج حلاً للمشكلات وعلى أساس المشروعات ، يمكن تقييم الطلاب من خلال العرض . مثلاً ، يعمل الطلاب في مشروعٍ ما ، وبعد انتهائه يقدمون عرضاً لما تعلموه. هذا المشروع يستلزم مشاركة يدوية ونشاطاً ناضجاً ، وعند اكتماله يوضح الطلاب ما قد تعلموه . المعرفة الذاتية للتعلم أو الإدراك يساعد الطلبة في زيادة تقدير قوتهم ، ويعملون بثقة أكبر . وبذلك يسود الفصل اتجاهات إيجابية ، ويُخلق جو مشجع لنجاح الطالب .

من الممكن أيضاً أن يظهر نجاح الطالب من خلال مقابلات ومؤتمرات . هذه النظريات التقييمية تشجع الطلاب على أن يبرزوا القوى التي يملكونها من خلال نشاطٍ ما ، وأن يعرفوا ويحددوا المناطق التي يرغبون العمل فيها ، من أجل أن يصبحوا فرقاً أفضل .

تقييم المدرسين :

ربما أن أسهل طريقة لتوثيق نجاح المدرسة في رحلة المدرسة الفاعلة هو تحديد عدد المدرسين الذين يستخدمون بفاعلية الاستراتيجيات ومعدل الوقت الذي يستخدموه . ليس من المستغرب أن تسمع مديري المدارس الفاعلة يقولون : " في السنة الماضية كان هناك مدرس واحد أو اثنان يستخدمان هذه الطرق ، واليوم أرى هذه الاستراتيجيات تستخدم في كل فصولنا"

من أجل أن تصبح المدرسة مدرسة فاعلة بجب أن يوظف المدرسون الاستراتيجيات ، والخطوة التي تليها هي توثيق مدة وكيفية نجاح استعمال هذه الاستراتيجيات خلال الأسبوع المدرسي : هل تستخدم لمجرد ملء الفراغ بينما ينتظر الطلاب حافلة المدرسة ؟ أم هل يندمج الطلاب بفاعلية في عملية التعليم بنسبة 65% ـ 70% خلال اليوم الدراسي ؟ بجانب الاستمرارية والاندماج الفاعل للطلاب كيف يبدو فصل المعلم ؟ هل هناك إثباتات على عمل الطلاب في كل مكان ؟ هل القطع الفنية والأعمال الكتابية وحلول المسائل بارزة ؟ هل لوحة البيانات تؤكد على أهمية التفاعل الإيجابي للمجموعة وعلى الاستخدام العالي لمهارات التفكير؟ هل قائمة الملاحظات معروضة حتى يعرف الطلاب أية مهارات تتم ملاحظتها ؟ هل فصل المدرس يوحي من خلال ما هو معلق على الجدران أو مدلى من السقف ؟ وإذا كان ما هو معلق عبارة عن مواد من الكتب نفسها ، فهذا دليل على أن محور الدرس هو المعلم وليس الطلاب .

من أهم الوثائق التي تدل على تعلُّق المدرس برحلة المدرسة الفاعلة هي حقيبة المدرس . فالمدرسون الذين أصبحوا مرتاحين بمشاركة زملائهم في الاستراتيجيات ، ويقدسون التبادل الإيجابي في تدريب أقرانهم ، هم قادرون على توثيق ناجح لدروس زملائهم . هؤلاء المدرسون يحتفظون بحقيبة من الاستراتيجيات المفيدة . ولا توثق هذه الحقائب خبرات المدرسين فقط ، بل إنها توضح مقدار عمل الهيئة التدريسية لخلق مدرسة فاعلة . كما أن توثيق استخدام الوحدات والدروس الخلاقة في الحقيبة يزيد من حس المهنية في المدرسة ، ويشجع المدرسين للعمل نحو مقاييس جديدة من الامتياز .

تقييم التنظيم المدرسي :

الدليل المبكر على أن المدرسة ستصبح مدرسة فاعلة هي الخبرة التي يوفرها المدرسون للطلاب ، ومتى يشجع المدرسون في عادة إرشاد طلاب الصف السادس لطلاب الصف الأول ، أو الصداقة بالمراسلة بين طلاب الصف الثاني وطلاب الصف الخامس ؟ وعلى سبيل المثال في إحدى المدارس هناك طلاب يكتبون مسرحيات عن يوم الأرض ، ثم يتم اختيار اثنتين منها لكي يتم تمثيلهما . طلاب المدرسة الثانوية يقومون بكل الأعمال الإنتاجية مثل : المكان والأضواء والموسيقى والملابس . طلاب المدرسة الإعدادية يقومون بالتمثيل ، بينما يقوم طلاب المدرسة الابتدائية بكل الإعلانات عن مفهوم يوم الأرض والمسرحية للمجتمع .

هناك دليل مبكر آخر في رحلة المدرسة الفاعلة هو زيادة دعم الأهل للمدرسة ، وذلك عن طريق تعيين العمل باللعب للطلاب ، وتشجيع الأهل للقيام بدور في أنشطة التعلم الفعال . يبدأ الأهل في رؤية وفهم التغيرات في الفصل ، وكذلك قائمة الملاحظات وبطاقات الحكايات ، يشارك فيها الأهل حتى يستطيعوا هم أيضاً ملاحظة تطور أطفالهم من خلال السلوكيات الذكية في البيت . كما يتم عقد اجتماع للأهل مع أبنائهم حول العمل الفردي في حقيبة مستندات الطالب من أجل إضافة ملاحظاتهم . وبذلك تتوطد علاقتهم أكثر بتعليم أبنائهم عندما يزداد ظهورهم في الفصل .

وبينما تسير المدرسة لتصبح أكثر فاعلية ، فإن الهيئة التدريسية تبذل مجهودات لوصف رؤية المدرسة والتغييرات المستمرة في المجتمع ، كما أنهم يدعون المجتمع للمشاركة في الرؤية العملية ، وأن يكونوا جزءاً من جهود تطور المدرسة .



ترجمة : عطية محمد العمري
مدير مدرسة ذكور ابن رشد الابتدائية للاجئين
قطاع غزة ـ فلسطين

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-04-2005, 11:57 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


التخطيط في المدارس

عملاً مدرسياً بلا تخطيط كسفر بلا هدى، أو كبناء لناطحة سحاب بلا خارطة، بل هو أعظم. المادة التالية محاولة مبتكرة لوضع معالم مضيئة على هذا الطريق. فبعد عرض عام لمراحل التخطيط المدرسي ومعايير نجاحه ، يعرض المؤلف تحت كل مرحلة من تلك المراحل مواقف حقيقية مما يمارسه أو يواجهه المديرون أو يعانون منه في مدارسهم ، عارضا تلك المواقف على مبادئ ولطائف منتقاة من نظريات وأسس الإدارة العامة.

(المحرر)

المراحل الرئيسية في أي شكل من أشكال التخطيط في المدارس هي:

الرؤية: معرفة الوجهة التي تريدها المدرسة. أي أن اتجاه وغاية المدرسة مرتبطان بالقيم الحيّة في وجدان منسوبيها.

المعيار: هل أصبحت الرؤية واضحة ومتفقاً عليها ؟

الإعداد: وضع منسوبي المدرسة في حالة من الاستعداد والالتزام،وتبصيرهم بوضع المدرسة في الوقت الحاضر بكل دقة.

المعيار: إلى أي مدى من الإتقان كان إعداد أرضية الخطة ؟

تحديد الهدف/الطموح: تقرير مستوى تدرج وسرعة التغيير

المعيار: كيف تعرف إن كانت الخطة أعلى أو أدنى من مستوى الطموح ، أو أنها مناسبة تماماً ؟

المشاركة /الاستحواذ: طرائق الاستحواذ والسيطرة على التغيير الذي خُطط له.

المعيار: هل كانت مشاركة منسوبي المدرسة من القوة بحيث مكنتهم من السيطرة على عملية التغيير ؟

العملية: غرس فكرة أن عملية التخطيط أكثر أهمية من الخطة نفس. ( حتى الخطة الجيدة قد تتغير لكن العملية الجيدة لا ينبغي لها ذلك.)

المعيار: هل سيستمتع المشاركون ويستفيدون من التغيير؟

تطوير الهيئة التعليمية: رؤية تطوير الهيئة التعليمية (في جميع المستويات) وتطوير المدرسة على أنهما وجهان لعملة واحدة.

المعيار: هل بُذل الوقت والجهد والمال الكافي لتقدير وتلبية احتياجات تطوير الهيئة التعليمية؟

العمل الجماعي: يجب أن تشكِّل فرق العمل أساساً لأعمال التغيير.

المعيار: ما حجم التفكير الذي بُذل لتحديد وحدة العمل الأساسية؟

الشراكة: الاستفادة من كل مساهم ممكن للمشاركة في العمل مع الهيئة التعليمية : مجلس إدارة المدرسة ، وأولياء الأمور ، والطلاب ، وإدارة التعليم ( حيثما كان ذلك مناسباً) ، والهيئات التجارية والصناعية والمحلية.

المعايير: إلى أي مدى كانت مشاركة كل فرد من المساهمين في مراحل التغيير؟ ما فوائد مشاركة كل مساهم منهم؟هل من الممكن جعلهم أكثر مشاركة أو الاستفادة منهم بفاعلية أكبر؟

خطط العمل: سلسلة من الخطط المفصلة بدقة لتوجيه ودعم فرق العمل. ويجب أن تتضمن هذه السلسلة طرائق التنفيذ وأن يكون لها معايير للنجاح و/أو مؤشرات للأداء مرتبطة بالأهداف.

المعايير: ما مدى صلاحية الخطط؟ هل أثبتت فعالياتها ؟ لماذا ؟

التقويم : قياس فعاليات التغيير الذي خطط له ونف.

المعايير:ما المخرجات المستفادة؟ هل كان المستفيدون من التغيير واعين لذلك؟ هل عانى أحد من التغيير؟

تحــلـيـل التخــــطــيط فــــي المــــــــــدارس

( من دراسـات الواقع في الـمدارس ومـن نظــريات الإدارة )

الرؤية

من دراسات الواقع:

? قرر المدير ترك تخطيط التطوير للوكيل كما قرر عدم حضور الاجتماع الأول للهيئة التعليمية المنعقد لمناقشة القضايا،? حيث أن لديه اجتماعاً مع ال CEO (المكتب المركزي للتربية).

? قررت المديرة أن خطة التطوير ستكون فرصة لقول "لا" للعديد من المطالب المفروضة على المدرسة . وقالت: " سنضع هذه المطالب في السنة الثانية أو الثالثة من الخطة في الوقت الراهن . ثم نقرر فيما بعد ما إذا كنا نريدها حقاً،أم لا." وافقت الوكيلة ولكنها سألت: "وكيف سنقرر أيها سنقول بحقها " لا" ؟"

? قال أحد المعلمين : " يبدو أننا نفعل ما يريد الآخرون منا أن نفعله باستثناء الأشياء التي نريد نحن أن نفعلها . فليس في هذه المدرسة رؤية. وهذه هي مشكلة مديرنا."

من النظرية:

? الرؤية الواضحة تدفع الناس للتفاعل الإيجابي مع التغيير.

? الرؤية تعطى صورة واضحة عن الوجهة التي تريد أن توجه لها منظمتك ( مدرستك ) وما تريد لها أن تكون.

? تتضمن الرؤية كلاً من القيم المتجذرة في وجدان المشاركين وتصوراً عن التركيز الاستراتيجي الذي تتبناه المنظمة (المدرسة).

? الأشخاص المشوَّشو الرؤية ضعاف في تبني أو تنفيذ التغيير .

الإعداد

من دراسات الواقع:

? "قال المدير أن OFSTED (الهيئة البريطانية للمعايير التربوية/هيئة التفتيش على أداء المدارس في بريطانيا ) طلبت خطة التطوير في غضون شهر واحد فقط. وببساطة، فإنه لم يكن هناك متسع من الوقت لإجراء أي تدقيق."

? قال المدير:" أنا هنا في هذه المدرسة منذ أسبوعين فقط. وأظن أنني أحتاج إلى سنة على الأقل لإجراء تدقيق سليم ،· لأنه- وبصراحة – لا يبدو أن أحداً يحمل فكرة واقعية عما يجري حقيقة في هذه المدرسة".

? "لا أعتقد بصدق أن خطة تطوير مدرسية سوف تساعدنا كثيراً. نحن ينظر إلينا عموماً كأفضل مدرسة في المنطقة . ومن المؤكد أننا نحصل على أفضل النتائج في الاختبارات. فالهيئة التعليمية هنا رائعون. وليس من المدهش كذلك وجود القليل من التغييرات لأننا – وأرجو أن لا يبدو هذا تعالياً – في مدرسة ناجحة وسعيدة".

من النظرية:

? لا جدوى من تحديد الاتجاه المستقبلي لمنظمتك ( مدرستك ) حتى تقرر بوضوح كامل أين أنت الآن.

? إن الآلة المحركة للتغير هي عدم الرضا عن الواقع. وإن معوقات التغيير هي الخوف من المجهول والخوف من المستقبل.

? إنه من الصعب جداً تغيير الأشياء عندما يبدو أن كل شي يسير على مايرام.

? إن مهمة القيادة هي جعل الوضع الراهن أعظم خطراً من الانطلاق إلى المجهول.

? الإدارة ... ليست هي المحافظة على الوضع الراهن،· إنما هي المحافظة على معدل من التغيير يمكن أن تتحمله المؤسسة والعاملون فيها. فمن المهم بقدر متساوٍ في عملية التغيير أن نكون واضحين بشأن الأشياء التي نأمل أن نتمسك بها ، وتلك التي نود أن نغيرها.

الطموح

من دراسات الواقع :

? " مشكلة هذه المدرسة هي أن المدير يشبه "القسيس" إلى حد كبير ،فكل شيء يجب أن يتم في عيد الميلادثم لا ينفّذ شئ من ذلك أبداً فوضع كل شئ في خطة تطوير لا يؤدي إلى إتمام أي منها أيضاً."

? "أنا مقتنع بأن علينا أن نبدأ من النجاحات الصغيرة ثم نبني عليها."

? "حصلت على إدارة هذه المدرسة لأنها في حالة من الضعف إلى الحد الذي لم يكن هناك أحد له سجل ناجح يريد أن يكون مديراً لها. وأعلمني مجلس إدارة المدرسة بأن أمامي ثلاث سنوات لتصحيح الوضع. وإلا فمن المستبعد الجزم بقدرة المدرسة على البقاء.

من النظرية:

? لا تدع توقعاتك وتوقعات العاملين معك تسبق قدرتكم على الانجاز.

? حدد أهدافاً يستحيل تحقيقها واقتل حماس موظفيك .وحدد أهدافاً سهلة أكثر من اللازم واقتل حماس موظفيك. وحدد أهدافاً يمكن تحقيقها فقط وعندئذ تأكد من أنك ستحققها وأشعل حماس موظفيك.

? اجعل هدفك التطوير المطّرِد أكثر من الحصول على السعادة الخالصة (التي لاوجود لها في الحياة الدنيا).

? النجاح رحلة وليس محطة نهائية.

المشاركة

من دراسات الواقع:

? قال الوكيل : "لأكن صادقا معك؛ إن الهيئة التعليمية هنا أقرب إلى جناح المعارضة إلى حد كبير بما في ذلك المدير نفسه. لذلك هناك التزام كبير بمقاومة التغيير أكثر من الالتزام بتنفيذ كل هذه التغييرات."

? " مبدئياً ،· الهيئة التعليمية جيدة جداً ولدينا جميع الفرص لتحقيق نجاح باهر في تخطيط التطوير . لكن هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعارضون كل شئ عملياً ومبدئياً . والأسوأ هو سعيهم بنشاط للحط من آراء الآخرين وإحباط معنوياتهم .ففي كل مرة أكسب شخصاً إلى جانبي ونخطو خطوة إلى الأمام ،· تجدهم هنالك وراء الكواليس ليتأكدوا أنهما خطوتان إلى الوراء ."

? " لقد عمل فريق الإدارة المدرسية معاً بشكل جيد، ولذلك فقد توصلنا إلى خطة تطويرية في الإجازة الأسبوعية ومن ثم قدمناها للهيئة التعليمية للمناقشة. ولدهشتنا فقد بدا أنهم سيقبلونها."

? "لم أتجرأ وأطلب من الهيئة التعليمية المساعدة في إعداد مسوَّدة الخطة. فلو فعلت لاحتاج الأمر إلى دهور،· ولتسبب في كل أنواع النزاع قبل الشروع في العمل. وعلى أي حال ، فقد كانوا سيختارون كل ما هو خاطئ ويضعونه في الخطة".

من النظرية:

? يفعل الموظفون كل ما بوسعهم إذا أيقنوا بأن ما سيفعلونه يستحق ذلك.

? اجعل عملية تطوير الأهداف نموذجاً حقيقياً للغربلة .

? اعمل على جعل التخطيط الاستراتيجي أقل مركزية.

? قلل من المعوقات الإدارية إلى أدنى حد ممكن.

العملية

من دراسات الواقع:

? "أنا لست متأكداً من أننا سنحقق نجاحاً كبيراً بخطتنا التطويرية الأولى ، ولكننا نتعلم الكثير الكثير في طريقنا إلى ذلك الهدف."

? " لقد كانت وثائق الـ DES (في التخطيط التطويري) معينة لنا تماماً . ولكنني كنت أتمنى لو أنهم أعطوا بعض الأمثلة لخطط تطويرية حقيقية ، فقط لتعميم تطبيقات جيدة. اعتقدت أن من المعين لنا أكثر لو أن إدارة التعليم المحلية أعطتنا شكلاً واضحاً للخطة التطويرية مما يوفر علينا وقتاً كبيراً."

? قال المدير :"بعد سنة من التخطيط التطويري ، كان علي أن أعيد التفكير في الطريقة التي أدير بها المدرسة بالكامل. وأحد الطرق التي أفكر بها هي كيفية خفض كمية الأعمال الكتابية الهائلة جداً التي ننتجها."

من النظرية:

? ما الخطة الجيدة ؟ ليس هناك خطة جيدة ولكن هناك عملية تخطيط استراتيجي جيدة.

? التغيير عملية جارية ،· وهو ليس نهاية المطاف ( ليس غاية في حد ذاته).

? اجعل الابتكار منهج حياة للجميع.

تطوير الهيئة التعليمية

من دراسات الواقع:

? "التقويم ساعدنا حقاً (في شأن الخطة ). فقد جعل الموظفين يتعودون على ملاحظة بعضهم بعضاً ،· وزاد من مستويات الثقة بينهم،· واستطعنا كذلك ربط خطط العمل الشخصية الناتجة عن التقويم مع خطط العمل التطويرية. وساعد التقويم الموظفين على رؤية ما يحصلون عليه منه ، وأن الإدارة العليا كانت راغبة في تقديم الدعم العملي وليس الكلمات الرنانة فحسب. "

? "كان هناك العديد من العناصر التي أردنا وضعها في خطة المدرسة التطويرية ولكننا سنضعها في جانب واحد في الوقت الراهن ،? لأنه ببساطة لم يوجد الـ INSET المناسب في برنامج إدارة التعليم المحلية."

من النظرية:

? زود الموظفين بدعم شامل وجريء.

? الميزة الدائمة لأي مشروع هي العنصر البشري والمهارات التي يملكها. ولابد لهذه المهارات أن تتوالد باستمرار.

? ليس هناك حدود للقدرة على المساهمة من جانب شخص أُحسن اختياره وتدرب جيداً . ودُعم بشكل معقول ،· وكان ملتزماً بعمله.

? لا تقلل من قيمة الخبرة الجماعية لموظفيك أبداً.

العمل الجماعي

من دراسات الواقع:

? قال الوكيل: " الموظفون هنا منسجمون مع بعضهم إلى حد كبير،· إلا أنه من الصعب جداً جعلهم يعملون كفريق واحد ."

? قال المدير : " لقد قررت من الآن فصاعداً ألاّ أترأس أي اجتماع أو لجنة، لأن ذلك ليس مصدر قوتي. فعندما كوّنّا اللجان المختلفة ومجموعات العمل (لتنفيذ الخطة التطويرية) كان هناك تأفف كبير من كثرتها. وكانت اللجان الوحيدة التي عملت حقا هي تلك الخاصة بالأقسام."

? "لقد وزعتُ الواجبات العديدة الخاصة بتنفيذ الخطة بعدالة . ولكن ما خيب أملي هو أن نصف الموظفين لم يقوموا بالأعمال المناطة بهم."

من النظرية:

? كوِّن حولك أكبر عدد تستطيعه من فرق العمل.

? كون فرق العمل في كل شئ تقريباً.

? ينبغي أن يكون حجر الأساس للمنظمة (المدرسة) هو فريق العمل المتوسط الحجم شبه المستقل، والحريص على إنجاز مهمته التي كلف بها.

? العمل الجماعي غريب على الطبيعة البريطانية. ولا يحدث التلاحم الحقيقي ولا المقدرة على العمل كفريق إلا نتيجة للجهد الهائل في تطويرهم .

خطط العمل

من دراسات الواقع :

? "لم تكن خططنا العملية سوى قائمة مبهمة من الأعمال المطلوب تنفيذها. فلم يكن بها أي شئ عن بناء النوعية. كما لم يفلح معها معيار النجاح".

? " إنني لا أفهم ماذا حدث حقاً. فلقد كانت خطة رائعة،· وقد أخذت منا الكثير من الاهتمام لإتقانها. وبطريقة ما بدا أنها تفككت خلال الفصلين الدراسيين التاليين. وقد خاب أملي وأمل الآخرين معي في نتائجها النهائية. لا تلم أحداً فقد كان الجميع مشغولين جداً، فلم يكن هناك وقت كاف لكل ذلك. من الواضح أنه لم يكن الوقت المناسب لتقديم التخطيط التطويري."

? قال المدير:"تركتهم جميعاً يتعودون عليها وحاولت أن لا أتدخل. لقد علموا أنه ليس عليهم سوى طلب المشورة إن أرادوا ذلك مني."

من النظرية:

? جزِّئ الأعمال إلى أجزاء صغيرة ليسهل القيام بها . فقد بُنيت أعلى العمارات "طوبة طوبة" . وقُطعت أطول الرحلات خطوة خطوة .

? أُحِبُّ الاجتماعات المنتظمة – أسبوعياً أو شهرياً- التي تعكس تقدمنا وترينا أين نحن الآن.

? تكسب المعارك بأساليب القتال (العملية ) وليس بخططه (الذهنية).(!!)

الشراكة

من دراسات الواقع:

? "بدا أن من الصواب أن نخبر التلاميذ عن الخطة التطويرية .فهي في نهاية الأمر قد وضعت من أجلهم . تحدثت عنها في الاجتماع العام للمدرسة. وتابع المعلمون الأمر في حصص الإرشاد والتوجيه وفي بقية الدروس حيثما كان ذلك مناسباً. ومما أدهشني وأثارني أنهم جميعاً قد فهموها. وهذا هو الذي أثَّر في المعلمين أيضاً ."

? "مجلس إدارة المدرسة هو الذي قدم أفضل دعم عملي لمفاهيم تطوير الهيئة التعليمية. من المحتمل أن نكون محظوظين بالأعضاء الذين يمثلون القطاع الخاص في مجلس إدارة مدرستنا."

? "لقد أثبتت مستشارة الاتصال (بمجلس الإدارة ) أنها هبة من الله لنا. فقد بدا حقاً أن لديها الحلول للصعوبات التي واجهتنا."

من النظرية:

? تحوُّل كلي من علاقات متضادة إلى علاقات شراكة داخل وخارج المنظمة (المدرسة ).

? أطلق ثورة تحسين في النوعية وتأكد أن النوعية تعرف دائماً على أساس مدركات الزبون.

تأليف : ديفيد هارجريف *

ترجمة : محمد بن سعيد بالبيد **

عن مجلة ترجمات

في القيادة التربوية والإشراف التربوي

_______________________
* هذه المادة ترجمة لنشرة قدمت للدارسين السعوديين في البرنامج التدريبي الصيفي للمشرفين التربويين بجامعة مانشستر (ربيع الثاني 1421هـ) وأصلها مأخوذ بتصرف من 1992 David Hargreaves,) وهي الإشارة الوحيدة المتاحة عن المصدر.

** محمد بن سعيد بالبيد : معلم اللغة الإنجليزية بمدرسة طلحة بن عبيد الله الثانوية بمكة المكرمة.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-04-2005, 11:58 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

السياسة التعليمية .. ( الهدف والغاية ) ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أصبح واضحاً جلياً أن التعليم في كل بلد هو عماد نهضتها وأملها في مستقبلها ، وكل بلد أياً كانت هذه البلاد لها سياستها التعليمية التي تتناسب مع حجم هذا البلد وإمكاناته ، والتطوير التعليمي أمر روتيني يحدث لأي تعليم شاء أم أبى ، تحكمه في ذلك التطورات والدراسات التي تغزو العالم ، فلا يمكن أن تسكن خيمة وأنت ترى جارك يبني ناطحة سحاب مثلاً !

و واضعوا سياسات التعليم وضعوا نصب أعينهم نقطتان ، الأولى رسم سياسة محددة للوصول بالتعليم إلى هدف معين ، الثانية تحديد هدف ينبغي الوصول إليه .

فحبذا لو طلع علينا أحد المسئولين عن السياسة التعليمية في المملكة لكي يخبرنا عن مسار السياسة التعليمية ، أو عن الأهداف المنشورة حيث أننا رغم كل الحديث الذي أثير حول التعليم في المملكة مازلنا نجهل أهدافه !

وأنا هنا لا أنتقد التعليم بل إني من أكثر المعتزين بالانتماء إليه ، إلا أني أجهل الهدف الذي وضعه المختصين للبلاد في العقود القادمة طبعاً خارج نشر العلم وتثقيف الفرد وإخراجه من ظلمات الجهل إلى نور العلم إلى غير ذلك من العبارات التي استهلكت أيام العباسيين والأمويين !

حتى إن واضعي هذه السياسة قليلاً ما نشاهدهم ، ونادراً ما نسمع حديثهم ، وكأنهم بوارق تظهر فجأة وتختفي فجأة ؟!

كل ما أريد معرفته هو هل الهدف أن نكون بلد يعتمد على نفسه في كل شيء أم بلد صناعي أم بلد متخلف فلا هو حي يستحق كرامه ، ولا هو بميت يستحق الترحما ؟

كل ذلك يعتمد على السياسة التعليمية لهذا البلد أو ذاك فهذه السياسة هي التي جعلت من بلاد كالصين والهند واليابان في مصاف الدول العظمى رغم كثرة عدد سكانها وضآلة مواردها ، وجعلت من بلادٍ أخرى كثيرة في مصاف الدول المتخلفة رغم قلة عدد سكانها وكثرة مواردها .

إعداد / أشرف الميمان

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-04-2005, 11:59 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المشاركة المجتمعية والتعليم المجتمعي

التعليم المجتمعي والمشاركة المجتمعية في التعليم

مفهوم التعليم المجتمعي :-

التعليم المجتمعي هو الأنشطة التعليمية التي تستهدف تحسن جودة التعليم و التي تنفذ من خلال شراكه فعالة وإيجابية من المجتمع ومؤسساته لتضمن استمرارية هذه الأنشطة ، وتضافر الجهود الأهلية مع الحكومية لتقديم تدخلات ومساهمات عينية وغير عينية لإحداث تحسين في جودة العملية التعليمية .

أهداف التعليم المجتمعي
يهدف التعليم المجتمعي إلى :
- تعبئة المجتمع في أنشطة التعليم واستثمار قدراته في دفع العمليات التعليمية و زيادة فاعلية الأداء التعليمي .
- تنمية المهارات المحلية للنهوض بخدمة المدارس .
- مد الخدمة التعليمية للمناطق الأكثر احتياجاً وخاصة القري والنجوع.
- مقاومة بعض العادات والتقاليد التي تحد من تمكين الأطفال من التعليم .
- الترغيب في التعليم من خلال إعداد برنامج يتناسب وقدرات الدارسات وظروفهم وتمكينهم للاستفادة من المهارات الحياتية والتعليمية .
- إعطاء الفرصة الثانية لمن تسرب من التعليم الأساسي للعودة إلي التعليم .
- مواجهة الأمية والقضاء على مشكلة التسرب .

خصائص التعليم المجتمعي

‎ يعتمد علي مشاركة المجتمع الفعالة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة
‎ نابع من المجتمع و يلبي الاحتياج الفعلي للتعليم في القرية
‎ وجود علاقة قوية بين ممثلي المجتمع والجهات الرسمية المسئولة
‎ المتابعة المستمرة من أولياء الأمور لمستوي التعليم وجودته
‎ يمكن أن يتم بإمكانيات بسيطة ومتاحة
‎ المرونة والتحرر من الإجراءات والتعقيدات الروتينية
‎ يتميز بربط ما يتعلمه الفتيات بحياتهم وواقعهم
‎ مقاومة بعض العادات والتقاليد التي تحد من تمكين الأطفال من التعليم
‎ أخري .......

* مما سبق نستنتج أهمية المشاركة المجتمعية في عملية تحسين جودة التعليم . حيث أثبتت التجارب والنماذج والمشروعات التي نفذت في هذا المجال أن المشاركة المجتمعية عنصر هام جدا لإصلاح مسيرة التعليم في المجتمعات وهذا ليس كلاما نظريا بل من واقع الخبرة العملية في العديد من المشروعات والنماذج من التعليم المجتمعي .
لذلك أدعو كل مدير مدرسة / معلم / إدارة تعليمية أن تقوم بتفعيل دور ومشاركة المجتمع في تحسين جودة العملية التعليمية من خلال إعطاء أدوار وفرص حقيقية لأعضاء المجتمع ومجالس الآباء والمعلمين أو مجالس الأمناء أو قيادات المجتمع في المساهمة والمشاركة الفعلية في التعليم .
*آ كما المشاركة المجتمعية هو أحد المعايير الهامة القومية للتعليم حيث أن مشاركة المجتمع الفعلية مع المدرسة تجعل المدرسة مركز إشعاعا للعلم والحضارة داخل المجتمع وبقدر انفتاح المدرسة علي المجتمع يكون مستوي المدرسة حيث يساعد انفتاح المدرسة علي المجتمع علي حل العديد من المشاكل والصعوبات التي تواجه المدرسة ويساعد ذلك علي تعبير أعضاء المجتمع عن رأيهم في مستوي التعليم في المدرسة ويعملان معا علي تحسينه .

إعداد /اشرف أنور جرجس
مشرف مكون التعليم المجتمعي
هيئة كير الدولية مصر – مكتب المنيا

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 05:57 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع