.. وللناس في كماماتهم مذاهب!

[ليــه يازمـــن]

ما بين «كيماوية» الغزو والخاصة بـ«الانفلونزا».. الكويتيون الاكثر خبرة



ربما يكون الكويتيون بالذات اكثر من غيرهم خبرة وعلاقة وطيدة بالكمامات الواقية، وهي علاقة بدأت رغما عنهم منذ سنوات طويلة مضت وابان الغزو العراقي الغاشم، عندما حاول الكثير من الكويتيين الصامدين صناعة كمامات بدائية من الفحم والقماش جراء خوفهم من استخدام السلاح الكيماوي في حرب التحرير..

وفي مرحلة مابعد التحرير ومع استمرار المخاوف من استخدام النظام العراقي لاسلحته الكيماوية، روج التجار للاقنعة الواقية من السلاح الكيماوي باشكال واسعار مختلفة وتدافع الكثيرون من الكويتيين لاقتنائها..

الا ان المفارقة اليوم تكمن في ان هوس العالم باجراءات الوقاية من مرض انفلونزا الخنازير واقبال العديد من الناس حول العالم على اقتناء وارتداء الكمامات لم يقابله هوس واهتمام كويتي بالكمامات حتى هذه اللحظة على الاقل.

كمامات التسعينيات الواقية من الغاز الكيماوي التي اشتراها الكويتيون بكثرة طاحت «بجبود» من اشتراها، ولم يضطر- ولله الحمد- احد لاستخدامها، ومن غير المعروف حتى اللحظة ما اذا كانت ظروف انتشار مرض انفلونزا الخنازير ستضطر الكويتيين للمسارعة في اقتناء الكمامات مثل غيرهم ام لا؟.

ونظرا لان حمى مكافحة المرض والوقاية منه قد بدأت في العالم في وقت مبكر جدا سبق اهتمامنا نحن به، فقد اخذت سبل الوقاية مع الوقت منحى آخر مختلفاً بعد ان اصبح ارتداء الكمام الواقي اسلوب حياة يفرضه الواقع الصحي في الدول الموبوءة على وجه الخصوص.

وتحت شعار «واجه المرض باناقة» وشعار آخر موجه للمراة خصيصا «ارضي جمالك وانقذي حياتك» ظهر في بعض الدول فن جديد اقتحم عالم الموضة والتصميم الا وهو "Mask Designs" وانبرى لهذا الفن عدد من كبار المصممين المحترفين اذ قاموا بتصميم كمامات لمواجهة امراض مختلفة كان من بينها «سارس» في وقت سابق، وهاهم اليوم يروجون لكمامات للوقاية من انفلونزا الخنازير، الكمامات الجديدة اتخذت اشكالاً عدة، فهي تقدم الوقاية بذات المقاييس الطبية المطلوبة وتعطي مرتديها الاناقة والشكل الجميل الذي لا يبعث على الاكتئاب والضيق، ومنها ماتم تصميمه من جلود الماركات الشهيرة مثل ( لوي فيتون ) و( جوتشي ) ومنها ما اتخذ اشكالا مرحة وكاريكاتورية معبرة..

«ايرينا بلوك» و«سميرة بون» و«يوريكو يوشيدا» جميعهم رسامون ومصممون محترفون ساهموا بتصميماتهم في تاسيس قاعدة الـ "Swine flu Fashion masks" او موضة اقنعه انفلونزا الخنازير والتي تلاقي رواجا هائلا في هذه الفترة في امريكا وفي الدول الاوروبية، وهم يطرحونها للبيع في مواقع التسوق الشهيرة، باسعار لا تتجاوز الـ 10 دولارات بالاضافة لمصاريف الشحن، والجدير بالذكر ان اغلبيتهم يؤكدون ان مشاريعهم غير ربحية وان جزءا كبيرا من السعر يخصص لدعم المنظمات المعنية بمساعدة الاطفال والاسر الفقيرة حول العالم..

ترى.. هل ستجذب هذه التصميمات للكمامات الواقية من انفلونزا الخنازير البعض منا الباحث عن التميز والاناقة؟ وهل سنرى من سيفكر بارتدائها محليا؟ وهل سيقرر بعض الباحثين دوما عن ماهو غير مالوف مشاركة الغرب في مواجهة المرض باناقة؟ ام اننا سنكتفي بالكويت بارتداء الكمامات البيضاء ذات المواصفات الصحية القياسية التي تباع في الصيدليات وتوزعها وزارة الصحة، ولربما يكون السؤال الاكثر اهمية هو: «هل ستضطرنا الظروف فعلا في الايام المقبلة لارتداء الكمامات المختلفة عن كمامات الامس الواقية من الغاز الكيماوي، والتي لم نضطر لارتدائها؟» ام ان الامور ستسير على مايرام وستنتهي زوبعة المرض دون ان نقتني كمامات جديدة؟!.

منقول