تفاصيل جديدة عن اغتيال طلال الرشيد في 2003:
بن لادن خطط لتصفية الأمير نايف بن عبدالعزيز في رحلة قنص بالجزائر
الجزائر- جلال موسى:
حرضت قيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، قبل أكثر من 7 سنوات، على تصفية أمراء أثناء رحلات »قنص« في صحراء الجزائر، وكان على رأس المستهدفين وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وذكرت معلومات مسربة من التحقيقات التي أجرتها السلطات الجزائرية حول قضية اغتيال الشاعر طلال الرشيد بصحراء الجزائر عام 2003، أن قيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان حرضت منذ عام 2001 على تصفية الأمير نايف بن عبدالعزيز أو أحد كبار الأسرة الحاكمة في السعودية أثناء ممارسة هواية الصيد في الصحراء الجزائرية.
وجاء في المعلومات التي نشرت مقتطفات منها صحيفة »الخبر« الخاصة أمس أن التحقيق في قضية اغتيال طلال الرشيد والاعتداء الإرهابي على موكب أمير سعودي هو ابن شقيقة خادم الحرمين الشريفين في عام 2003، والذي نفذه الإرهابي بلمختار مختار، أقنع المسؤولين الجزائريين باتخاذ قرار منع اصطياد طائر الحبارى في الجزائر.
وأضاف المصدر أن »المطلوب لم يكن الشاعر الرشيد بل رأس أحد الأمراء الكبار في الأسرة الحاكمة السعودية«، حيث أشارت التسريبات إلى أن حسان حطاب قائد الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا أمر في 2002 الجماعات الإرهابية المتمركزة في جبل الـ?ـعدة غرب ولاية الأغواط (جنوبي العاصمة)، وجماعة جبل بوكحيل في الجلفة بقيادة عبدالقادر بن مسعود، المدعو مصعب أبو داوود الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن العام الماضي، وجماعة الإرهابي تومي الناصر المدعو أبو فراس السوفي في جبل مشنوش بمدينة بسكرة، برصد تحركات الأمراء السعوديين خلال رحلات القنص. وكان التركيز في البداية على بادية ولاية البيض القريبة من جبال الـ?ـعدة، وهي المنطقة المفضلة لدى أمراء الخليج العربي عموما، لكن الظروف الأمنية المحيطة لم تكن مشجعة على القيام بعمل إرهابي بهذا الحجم.
وحسب ذات المصدر، فإن الوجود المكثف لقوات الدرك الوطني الجزائري في محيط أمراء سعوديين كبار ومنهم الأمير نايف بن عبدالعزيز إضافة لمسؤولين آخرين، حال دون تنفيذ اعتداءات إرهابية ضدهم.
وتداولت المصادر الأمنية قبل 5 سنوات روايات كثيرة حول اغتيال الشاعر السعودي، وظهر فيما بعد أن جماعة إرهابية مكونة من ما بين 18 و 25 فردا شاركت في العملية عبر رصد تحركاته في مناطق دائرة مسعد بولاية الجلفة وتمت عملية الرصد بتنسيق مباشر مع قادة الجماعة السلفية فور وصول موكب الأمير. وكان الإرهابيون قد أخذوا مواقعهم قبل يومين بالقرب من المكان الذي كان متوقعا أن يعبر منه موكب طلال الرشيد، بهدف إعداد الكمين.
وقال المصدر إن المحققين يملكون قرائن قوية بان الجماعة الإرهابية التي نفذت الاغتيال، كانت تعتقد بأنها بصدد نصب كمين لأحد أمراء الأسرة الحاكمة، وقد أخذت جهاز هاتف الثريا الخاص بالأمير السعودي لأمير الجماعة لتقدمه كدليل على نجاح العملية، ثم اكتشفت أن الأمر يتعلق بالشاعر طلال الرشيد.
ويعود تاريخ الاتصالات الأولى بين أسامة بن لادن والجماعات الإرهابية في الجزائر إلى منتصف التسعينات، عندما التقى بموفدين من الجماعة الإسلامية المسلحة، أثناء وجوده في السودان.
وقد تحرك هؤلاء عبر الصحراء الكبرى، وصولا إلى النيجر فتشاد فالسودان وعادت الاتصالات بين الجماعة السلفية للدعوة والقتال وبين بن لادن، دائما عبر قناة الصحراء وكان المسؤول عن الارتباط بين الطرفين هو إرهابي ينحدر من ولاية واد سوف، حيث أمن في البداية الاتصال بالهاتف بين الطرفين عبر وسطاء.
ثم سهل إرهابيون من جماعة واد سوف في صيف عام 2001، وصول مبعوث القاعدة اليمني الجنسية عماد عبدالواحد علوان المدعو أبو محمد، عندما هربوه عبر حدود النيجر وتشاد وأوصلوه إلى غاية جبال مشونش في ولاية بسكرة عبر ممرات صحراوية، ومنذ وصول عماد عبدالواحد إلى معاقل الجماعة السلفية في منطقة باتنة التي لقي حتفه فيها بعد ذلك في كمين للجيش الجزائري.
تاريخ النشر 12/01/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=476152