أخلاق النبّي 
وَسُــنَــنــِــهِ
وبعض الآداب الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد :
قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر : 7] . وقال الله عز وجل: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران : 31]. وقال «أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله, وإن أفضل الهدي هدي محمد, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار» [صحيح الجامع 1353] .
وقال «من رغب عن سنتي فليس مني». [رواه البخاري].
وهناك نصوص كثيرة أخرى تدعو إلى اتباع كتاب الله وسنة رسوله , وعدم ابتداع عبادات جديدة, أو طرق جديدة في العبادة. لذلك وجدنا أنه من الواجب علينا أن نذكرك يا أخي المسلم وأنفسنا بسنن الرسول وأخلاقه مما صح عنه قدر ماتسمح لنا المساحة هنا, وبالله سبحانه وتعالى وحده نستعين.
النوم المبكر
احرص على النوم مبكراً لكي تصحو لصلاة الفجر لأنه كما يقول العلماء: «ما لا يتّمُ الواجب إلا به فهو واجب» وصلاة الفجر فرضٌ على كل مسلم, ومما يساعدك على أن تصحو مبكراً:
( أ ) أن لا تكثر الأكل فيكثرالشرب فيغلبك النوم ويثقل عليك القيام.
(ب) أن لا تتعب نفسك كثيراً بالنهار في الأعمال المجهدة مثل لعب الرياضة أو غيره, فقيام الليل والقيام لصلاة الفجر أهم.
(ج) حاول ألا تترك القيلولة فإنها سنة, وتعينك بإذن الله على قيام الليل والقيام لصلاة الفجر. قال «قيلوا فإنّ الشياطين لا تقيل» [أخرجه الطبراني في الأوسط].
( د) عدم احتقار الأوزار فإن ذلك مما يقسي القلب, قال رجل للحسن: إني أحب قيام الليل, فما بالي لا أقوم؟ فقال: ذنوبك قيدتك.
(هــ) سلامة القلب من الحقد على المسلمين ومن البدع وعدم الاستغراق في همـــــــــــــــوم الدنيا.
( و) والحب لله قوة, وقوة الإيمان استشعارك أنك تناجي ربك - عز وجل -.
(س) تأدية صلاة الوتر وقراءة القرآن الكريم قبل النوم, أما إذا غلب على ظنك أنك ستقوم قبل الفجر فالوتر أفضل في آخر الليل, والله أعلم.
هذه بعض الأسباب التي تعينك إن شاء الله
على القيام لصلاة الليل وصلاة الفجر, خذ بها وأخلص النية في قيامك, واسأل الله أن يقبل منك عملك وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم سبحانه, وأن يجعله موافقاً لكتابه وسنة نبيه لأنهما شرطان لا يكون العمل صالحاً ومقبولاً عند الله إلا بهما, واحذر يا أخي أن تكون ممن قال عنهم «إن الله يبغض كلَّ جَعْظَرِيًّ جَوَّاظ صَخَّاب في الأسواق, جِيفةٌّ بالليل حِمار بالنهار, عَالم بالدنيا جاهل بالآخرة» [صحيح الجامع 1874]. وقال : «نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي في الليل» [صحيح الجامع]. وقال «أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل» [أخرجه مسلم].
آداب الاستيقاظ من النوم
° وإذا استيقظت فالسنة أن تقول: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» [رواه البخاري]. وتسبغ الوضوء وتقرأ من القرآن من قوله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .. )
حتى نهاية السورة وهي الإحدى عشرة آية الأخيرة من سورة آل عمران, وهذا ثابت من فعله أحياناً, ثم ابدأ صلاة الليل بركعتين خفيفتين ثم تصلي ما أردت ركعتين ركعتين تطيل فيها القيام ولا تزيد في رمضان أو غيره عن إحدى عشرة ركعة بما في ذلك الوتر لما ورد عن عائشة قالت: «ما كان النبي يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة» [رواه الشيخان].
وإذا كنت تصلي في آخر الليل فتوتر قبل طلوع الفجر إذا لم تكن قد صليت الوتر قبل أن تنام, ولكل ثابت عن الرسول .
صلاة الفجر
° إذا دخل وقت الفجر يُستحسن أن تتوضأ مرة أخرى فالوضوء لكل صلاة سنة وإن كنت متوضئاً, ثم تصلي ركعتين خفيفتين هما سنة الفجر, ولا تصلي بعدها شيئاً إلى أن تقام صلاة الفجر, والسنة أن تطيل صلاة الفجر أكثر من الصلوات الباقية, حتى إنه ثبت أن الرسول صلى في الفجر بستين آية في ركعة واحدة. ومن السنة أيضاً أن تقعد في مصلاك بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس تذكر الله. [انظر حديث 6346 صحيح الجامع].
آداب الطعام والشراب
° إذا تناولت الطعام فاذكر اسم الله في أوله, وإذا نسيت أن تذكر اسم الله في أوله فقل: «بسم الله أوله وآخره» وإذا فرغت من الطعام فقل: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا بلا حول منا ولا قوة» . (الصحيح) - [أبو داود والترمذي] .
أذكار الصباح والمساء
° تذكَّر حين تُصبح وتمسي قول الرسول : «من قال حين يصبح ويمسي: بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء, وهو السمبع العليم, ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاءٌ حين يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يُمسي» [صحيح الجامع 6426]
تطبيق السنة في جميع الأعمال
° حَكِّمْ شرع الله تبارك تعالى, أوامره ونواهيه وسنن نبيَّه في كل عمل تعمله, واتّقِ الله في جميع أعمالك, ولا تجعل الدنيا همك, فقد قال : «من كانت الآخره همَّه, جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله, وأتته الدُنيا وهي راغمة, ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه, وفرّق عليه شمله, ولـم ياته من الدنيا إلا ما قُدّر له» [صحيح الجامع . 651] .
المحافظة على الصلوات في أوقاتها
° حافظ على الصلوت في أوقاتها واجعل الصلاة وجميع الفرائض الإسلامية في حياتك هي الأهـم, ولا تدع للشيطان مجالاً يوسوس لك بأن تؤخر الصلاة عن وقتها, أو أن يثبّط عزيمتك عن الذهاب إلى الصلاة الجماعة في المسجد, واجعل الأفضلية دائماً لعبادتك لله تعالى, لكي لا تقع تحت العقاب الشديد الذي توعّـد الله به الذين يجعلون الأفضلية لأمور دنياهم حيث قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة : 24]
تحري الرزق الحلال
° تجنّب الشبهات في كل شيء في مطعمك وملبسك ومشربك, وفي جميع أمور حياتك؛ فالرسول الكريم قال: «من ترك شيئّا لله عوّضه اللهُ خيراً منه» [رواه أحمد بسند صحيح] . وقال : «دع مايريبك إلى ما لا يريبك» [صحيح الجامع 3377] .
° إذا كنت محبًا صادقاً للرسول فتخلّقْ بأخلاقه إذ قال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : 4 ] .
ومن خلقه :
ترك الفواحش
° أن تترك الفحش: وهو كلُّ ماقُبح وساء من قول أو عمل.
وافخفضْ صوتك واغضُض منه إذا تكلمت وخاصّة في الأماكن العامة.
دفع السيئة بالحسنة
° ادفع السيئة التي قد تصيبك من أحد بالحسنة, بأن تعفو عن المسيء.
ترك التأنيب والتعنيف
° اترك التأنيب والتعنيف لمن قصّر في خدمتك, ولا تقصّر في واجبك ولا تبخس حق غيرك.
أقلل من المزاح
° اترك الضحك إلا قليلاً وليكن أغلب ضحكك التبسم .
مساعدة الفقراء والمحتاجين
° لا تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين, وأعن أهــــــل بيتك على شؤون البيت.
حسن المظهر
° البس أحسن الثياب التي عندك, لا سيما وقت الصلاة والأعياد وتجنب الإسراف, في الملبس وغيره.
التواضع
° لا تتكبّر عن الأكل على الأرض, وكُل ما وُجد من الطعام, واكتفِ بالقليل منه .
مشاركة العاملين في أعمالهم
° العمل ومشاركة العاملين ولو بحفر الأرض ونقل التراب, والسرور بذلك لإبعاد صفة الكبر عن النفس. عدم الرضا بالمدح الزائد والإطراء المبالغ فيه .
الصدق والكلام الحسن
° تجنّب البذاءة والكلام الفاحش ولو مازحاً ولا تقل سوءاً, ولا تكثر المزاح ولا تقل إلا الصدق, واحذر الكذب ولو لإضحاك الناس .
الرحمة بالناس والحيوانات
°لا تواجه أحداً من إخوانك بمكروه, وارحم الناس والحيونات حتى يرحمك الله .
الحذر من البخل والإسراف
° احذر البخل فهو مكروه من الله ومن الناس, واحذر الإسراف في المأكل والمشرب والملبس وفي كل انواع المتاع.
الحذر من الغضب
° واحذر الغضب وما ينتج عنه, وإذا غضبت فاستعذ بالله ولا تكثر الكلام فهو مسجل عليك .
تدبر القرآن
° اقرأ القرآن بفهم وتدبر, واسمعه من غيرك.
استعمل الطيب والسواك
° لا تردّ الطيب, واستعمله دائماً, لا سيما عند الصلاة واستعمل السواك فهو سنة, لا سيما عند الوضوء والصلاة.
قول الحق وقبول النصحية
° كن شجاعاً, وقل الحق ولو على نفسك, وأقبل النصحية من كل إنسان واحذر ردّها.
العدل بين الزوجات والأولاد
° اعدل بين زوجاتك وأولادك ولا تعط احدهم أكثر من الآخر, واعدل بينهم في كل شيء, واعدل في كل أعمالك .
الصبر والسماح
° اصبر على أذى الناس وسامحهم, حتى يسامحك الله بفضله سبحانه وتعالى, وأحبَّ للناس ما تحب لنفسك.
أفش السلام
° أكثر من إلقاء السلام على إخوانك وأهلك عند الدخول والخروج, وعند اللقاء في كل وقت وحال.
التقيد بالسنة في السلام
° تقيد بلفظ «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» الوارد في السنة ولا تستغنِ عنه بعباراتٍ أخرى مثل: «صباح الخير» أو ما شابهها .
تغيير الشيب
° إذا غّيرت شيبك فغيِّره بالأصفر أو بالأحمر, واحذر تغييره بالأسود امتثالاً لأمر الرسول .
التمسك بالسنة
° تمسك في جميع أعمالك بسنن الرسول حتى تدخل بإذن الله في قوله «إنِّ من ورائكم أيامَ الصبر, للمتمسك فيهنَّ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم» قالوا: يا نبَّي الله منَّا أو منهم ؟ قال: «بل منكم» [أخرجه ابن نصر في السنة وصححه الألباني بشواهده].
عدم الحرص على الدنيا
°لا تحرص وتتكالب على الدنيا وحبها فالدنيا دار زائلة, وفي هذا روى جابر أنَّ رسول الله مر بجديٍ ميِّت فقال: «أيُكم يُحبَّ أنَّ هذا له بدرهم» قالوا: مانحب أنه لنا بشيء. قال: «فوالله للدُنيا أهونُ على الله من هذا عليكم» [رواه مسلم] .
وقال : «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة, ما سقى كافراً منها شربةَ ماء» [صحيح الجامع 5168] .
.. نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وياكم العمل بكتابه وسنة نبيه وشفاعته, ولزومم سنته, وأن لا نكون ممن قال عنهم : «وإنه سيخرج في امَّتي أقوامٌ تتجارى بهم الأهواء, كما يتجارى الكلب وصاحبه, ولا يبقى منه عرق ولا مفَصل إلا دخله» [صحيح الترغيب والترهيب 49] .
حذار يا أخي أن تكون من هؤلاء, فاتبع كتاب الله وسنة نبيه , وتعلمها وعلِّمها أهلك وإخوانك فإن لك بذلك أجراً إن شاء الله. قال «الدَّال على الخير كفاعله» [صحيح الجامع 3399] .
وهذا ماتيسر جمعه فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن عند أنفسنا ... سبحانك اللهم وبحمدك, نشهد ان لا إله إلا أنت.
نستغفرك ونتوب إليك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم .
05-02-2007, 10:48 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
