وفاة ابو المساكين الشيخ عبد الله العلي المطوع فقيد الامة الاسلامية

[ابومحمد الشامري]

وفاة عبد الله المطوع رئيس جمعية الإصلاح بالكويت


عبدالله المطوع اشتهر بأعمال الخير في الكويت وخارجها

توفي صباح اليوم رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت عبد الله العلي العبد الوهاب المطوع وهو من أبرز مؤسسي حركة الإخوان المسلمين ورواد العمل الإسلامي في الكويت.

وكان المطوع الذي توفي عن عمر ناهز الثمانين عاما من مؤسسي جمعية الإرشاد في الكويت في أوائل الخمسينيات بعد أن التقى في أحد مواسم الحج في مكة المكرمة مع مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر حسن البنا.

وأسس المطوع عام 1962 جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت التي نالت ترخيصا رسميا من السلطات الكويتية كجمعية نفع عام.

ومن خلال هذه الجمعية -التي كانت لسان حركة الإخوان المسلمين في الكويت- أشرف المطوع على إدارة مجلة المجتمع الأسبوعية الناطقة باسم الجمعية.

كما ساهم في تأسيس الحركة الدستورية الإسلامية التي انبثقت عن الإخوان المسلمين بعد انتهاء الاحتلال العراقي للكويت، وتمكنت من إيصال نواب لها في البرلمان الكويتي.

وكان للمطوع حضور بارز في الأوساط الإسلامية، وأشرف شخصيا على تأسيس عدد من المشاريع ذات طابع إسلامي، ويعتبر من مؤسسي رابطة العالم الإسلامي في جدة.

واستلم المطوع إدارة الشركة التي أسسها والده الذي كان من أكبر تجار الأثاث والأجهزة الكهربائية والأدوية في الكويت.

ويقول مقربون منه أن الابن جعل شركة والده -بعد وفاته- من أكبر الشركات متعددة الأنشطة في الكويت واستغل الثروة الكبيرة التي جناها من هذا العمل لصالح دعم الأعمال الخيرية داخل وخارج الكويت.

وعرف عن هذه الشخصية تعاطفها مع الكثير من قضايا العالمين العربي والإسلامي، كما اشتهر بتقديمه للجمعيات الخيرية العاملة لدعم الشعب الفلسطيني.

[ابومحمد الشامري]

وقف 7 عمارات للفقراء وكفل 50 ألف يتيم وفاة "أبو المساكين" الكويتي بعد 80 عاما من العمل الخيري

دبي - فراج اسماعيل
بعد مسيرة طويلة من العمل الخيري تركت بصماتها في جميع أنحاء العالم الاسلامي، رحل الأحد 3/9/2006 الشيخ عبدالله العلي المطوع "أبو بدر" رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي الكويتية ورئيس مجلس ادارة مجلة "المجتمع" عن عمر يناهز 80 عاما، أثناء ممارسته مهام عمله اليومي في مكتبه.
وقال المسؤولون في مجلة "المجتمع" إن وفاته حدثت في الساعة الثانية عشر والنصف بعد الظهر خلال متابعاته اليومية لقضايا العالم الاسلامي، وكان قد انهى لتوه حوارا طويلا مع إدارة تحرير المجلة، راجع خلاله موضوعات العدد الجديد ، ثم استقبل لعديد من زواره، وسيوارى جثمانه في الساعة التاسعة صباحا "غدا الاثنين" بمقبرة الصليبخات في الكويت .
وقد وصفته شهادات من اقتربوا منه بأنه أبو المساكين والأيتام، ووصفوا رحيله بأنه يمثل خسارة كبيرة لمساكين وأرامل وأيتام العالم وللفقراء والجوعى لأياديه البيضاء التي امتدت بالعمل الخيري في كل مكان.
وأكدوا في أحاديث لـ"العربية.نت" أنه كان له الفضل في تميز العمل الخيري الكويتي بالشفافية والوضوح وجعله عملا مؤسسيا، مما جعله في منأى عن الحملات التي انطلقت بعد 11 سبتمبر فيما عرف بتجفيف "منابع الارهاب". كما أنه أسس جيلا واعيا من الدعاة المعتدلين انتشروا في جميع أنحاء العالم، وبفضل ذلك ظلت الكويت بعيدة عن الارهاب والتطرف.

قصة أربع سنوات
وفي حوار مع الداعية الكويتي الشهير الشيخ أحمد القطان حكى جانبا من السيرة الذاتية للشيخ المطوع فقال: كلما قرأت قوله تعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" رأيت هذه الآية تتمثل في شخص هذا الداعية الرباني حيث أنني كنت ملتصقا به خلال أربع سنوات، أسافر معه من نصف الشهر السابع إلى نهاية الثامن الميلادي، واستمر ذلك حتى هذا العام (2006) فرأيت من أمره عجبا. رأيته في ليله ونهاره، والاتصالات عليه لا تنقطع، ولما سافرت إلى ابها، أخذت لا أرد إلا على التليفون الذين يأتيني من الاعلاميين لتعم المنفعة فرآني على هذه الحال، فقال لي: يا شيخ أحمد أنت لست لنفسك. إنما أنت للناس. انظر إلي. لا أرد أحدا كائنا من كان في ليل أو نهار على جميع خطوطي فأرجوك أن ترد على كل الناس في كل الأرض في كل حين.
واستطرد القطان: قلت سمعا وطاعة، ورصدت مبلغا وأخذت أرد بالهاتف النقال على الناس، وعلى أصحاب الحاجات وأصحاب المشاكل. و كذلك أرد على المداخلات في برنامج على الخط في اذاعة الكويت على مدار خمسة أيام أسبوعيا من السبت إلى الأربعاء. كل ذلك تعلمته من هذا البطل الذي هو فوق الثمانين، والذي يتقاصر الشباب عن ادراك بعض أعماله.
وأضاف: رافقته في الصيف خلال الأربع سنوات فرأيته يحرص على صلاة الفجر ويحضر جميع أبنائه ويكون من أول الناس حضورا إلى المسجد، ثم يجلس يستمع إلي في درس الفجر إلى الشروق كل يوم، ثم يصلي صلاة الشروق، ويدعو كل من في المسجد على مائدة افطاره.

درس الثلاثاء الأسبوعي
وواصل القطان قائلا: وبعد الافطار نتحدث معه في أمور الأمة فيهدي إلينا الكتب والرسائل المطبوعة ويرد على المكالمات، ثم بعد ذلك له في يوم الثلاثاء درس ثابت في ديوانه في ابها، يحتشد فيه الشعراء والعلماء والخطباء والأدباء، ويدلي كل واحد منهم بدلوه. وكان في هذا الموسم الصيفي لا حديث لنا إلا أحداث القدس والأقصى ولبنان، يدافع عن الأمة وعن مقدساتها ودمائها وأعراضها، وهو يحمل همها، ويبكي في الليل والنهار على الأرملة واليتيم والمسكين والفقير ويقول: يا ليتني تصلني أخبارهم كلهم وبامكاني أن أسد حاجتهم وعوجهم.
وقال القطان: ذهبت معه يوما إلى السوق لنشتري حاجة فوقفنا عند البائع، فسأل البائع: كم هذه الحاجة. قال بخمسة ريالات. فقال الشيخ المطوع: بأربع فأبى البائع. فتركه وذهب إلى بائع آخر، فسأله عن نفس البضاعة، فقال بأربعة، فاشتراها. فقلت له.. تترك البائع الأول على ريال. فرد: نعم: هكذا تكون التجارة وهكذا تكون المروءة في البيع والشراء. ثم ركبت معه السيارة وذهبت أصلي صلاة الظهر في المسجد، فقال: اجلس معي يا شيخ أحمد حتى تشهد أنني أوقفت الآن سبع عمارات في منطقة خيطان وهي أكبر ثروة عندي في البلد تقدر بالملايين، للأرملة واليتيم والمسكين والفقير في أرض مصر وغيرها من الأمة العربية.

سبع عمارات للانفاق على الفقراء
ويواصل القطان: ذهلت لذلك، كيف أنه أخذ يراجع البائع على ريال، وفي نفس اليوم في صلاة الظهر يوقف سبع عمارات بالملايين. ما هذا؟.. اني والله لأرى عجبا، ان هذا الانسان ينفق انفاق من لا يخاف الفقر، وقد كنا نقرأ في الكتب عن أمثال هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين يبذلون ولا يبالون. وهذا مشهد واحد رأيته والذي لا أعلمه منه لا يحصيه إلا الله، فهو رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي، وهو الذي أسس مع أخيه عبد العزيز عليه رحمة الله جمعية الارشاد في الكويت التي تحولت بمرسوم أميري إلى جمعية الاصلاح، ويشرف بنفسه على مجلة المجتمع. وكنت أجلس بجانبه الساعات يراجعها كلمة كلمة وحرفا حرفا لا يمل ولا يكل، وهي تتبنى قضايا الأمة من مشرقها إلى مغربها وعلى رأسها قضية الأقصى والاسراء والمعراج. ورأيته رحمه الله رحمة واسعة يشرف على العمل الخيري ويتابعه.

50 ألف يتيم تحت كفالة جمعية الاصلاح
وقال القطان: إن جمعية الاصلاح الاجتماعي التي كان الشيخ رئيسها تكفل أكثر من 50 ألف يتيم، وقد بنت الجامعات والمدارس والمآوي والمستشفيات والملاجئ وآلاف المخابز في الدنيا. تنطلق بأمره الاغاثات السريعة حتى أصبح رجلا عالميا مميزا، لسنا نحن الدعاة في الكويت وحدنا الذين فقدناه، بل فقده المسكين على الأرض والأرملة واليتيم والمستضعف، وطالب العلم، والجوعى والحفاة والعراة يذكرونه. إنه والله أبو الأيتام.
واستطرد بأنه عرف الحياة العامة والخاصة للشيخ عبدالله المطوع، أما حياته الخاصة فهو من أزهد الناس في حياته، بسيط، غير متكلف، يجمع أبناء الحي صغارا وكبارا، وأطفالا وصبايا صغارا ويأتي بهم إلى أهله وأم عياله لتحفيظ القرآن كل يوم طول الأسبوع، ولا يتضايق من وجود الأطفال في بيته، وإذا هموا بالخروج يعطيهم من جيبه المال الخاص تشجيعا لهم على حفظ القرآن الكريم. وفي نهاية موسم الصيف يعقد لهم احتفالا في مسابقة تحفيظ القرآن ويمنحهم الهدايا والمنح.
وأضاف: رأيته أيضا عن قرب وهو يحيط به الفقراء والمساكين في كل فرض صلاة، فيجلس على الكرسي في باحة المسجد في أبها القريب من بيته. هذا يقدم عريضته، وهذا يقدم مشروعا للأيتام، وذاك يقدم مشروعا لتحفيظ القرآن في اليمن ومصر وسوريا ولبنان، يتلقاهم بالترحاب والابتسام. رأيته أريحيا في خروجه معنا هناك في غابات أبها. يبذل للناس من المال ما يسد العوج، أينما يتحرك، يتحرك الناس خلفه رحمة الله عليه. ورأينا منه دماثة الأخلاق، يفرح لفرح الأمة ويحزن لحزنها. ورأيته يتابع قضايا الأمة في العراق يحمل هم هذا البلد الذي احتل الكويت ويفكر في همومها ومشاكلها ليل نهار. ويحثنا على ألا ننسى اخواننا هناك في العراق وما يصيبه من تمزق، ويقول احذروا من تقسيم العراق، فان تقسيمه الى ثلاث دول، سيعقبه السعودية ثم السودان فمصر، فلا يريد أبدا أن يكون للأجنبي قدم لتحقيق أهدافه رغم أنه في هذا العمر، عمر الراحة والهدوء، حيث كان يكفيه أن يقرأ في مكتبه ويشرب فنجان قهوة أو شاي ويهدأ. أما هو فلا يهدأ.
ويروي القطان وقائع أخرى حية من سيرة الشيخ المطوع قائلا: لقد رأينا أيام الاحتلال عجبا من أمره. كان بجوار أمير البلاد يتصل بقيادات العمل الاسلامي في العالم، قائلا لهم: قفوا مع الكويت، إذ وقفت معكم في كوارثكم ومحنكم. ولا يدعهم حتى يأخذ تأييدهم. ثم نراه مع همه الوحيد قضية القدس والأقصى، وتبنى قضية الأكراد وقضية حماس، وجنوب لبنان. جعل مجلة المجتمع تتكلم بنبض المسلمين في العالم أجمع وليس بنبض الكويت فقط.

أسس الدعاة المعتدلين
وأوضح القطان أن "عبدالله العلي المطوع أسس الدعاة المعتدلين، فهذه الكويت خالية من التعصب والارهاب، ودعاتها ينتشرون في مشارق الارض ومغاربها يعلمون الناس، وهذا ليس فيه فضل ولا منة، وإنما الفضل لله سبحانه وتعالى. لقد كان من أسمى أمانيه أن يصلي في القدس والأقصى. وقبل نكسة عام 1967 كان مصيفه في الأقصى في القدس وما فارقها إلا بعد تم احتلالها، وهو يبكي عليها منذ تلك الساعة ويرجو أن يعود إليها وفوقها راية التوحيد خفاقة".

بصماته في كل مكان
أما ناصر الصانع عضو البرلمان الكويتي فوصف المطوع بأنه شخصية من الصعب أن نجد مثلها في وقتنا المعاصر، فهو رائد للعمل الخيري، تميز بحرصه على تفقد احتياجات العمل الخيري في العالم الاسلامي. وفي أي قطر من الأقطار تجد له بصمة في هذا المجال، ومن ثم كانت ردود الفعل سريعة من كل انحاء العالم الاسلامي في الساعة الأولى من وفاته.
وأضاف أن عبدالله المطوع كان نموذجا للعمل الخيري المؤسسي في العالم الاسلامي كله، ومن ثم تجد هيئات العمل الخيري في العالم حريصة على الاستفادة من خبرة وآليات المؤسسات الخيرية في الكويت.
وأشار إلى أن الاسلوب الذي ميز العمل الخيري الكويتي حمى مؤسساته الخيرية نظرا لشفافيته ووضوحه وعلاقته الوثيقة بالسلطات الحكومية.
ويقول الكاتب الاسلامي المصري جمال سلطان: أتصور أن أركانا كثيرة من أرض الله سوف تستغفر لهذا الراحل الكبير لأن له في كل منها بصمة خير وغرس طيب وهذا هو الذي يبقى له عند ربه، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعوض الأمة الاسلامية عن الراحل الكبير خيرا، وأن يرزقها بمن يكمل مسيرة الخير التي اختصها الشيخ المطوع.
وأضاف: لقد كان المطوع من الصلابة الايمانية والفكرية وصلابة الأخلاق ما جعله يستعصي على أي تهويشات من تلك التي انتشرت بعد 11 سبتمبر، واشاعت الفزع والارتباك لدى كثير من المشتغلين بالعمل الخيري الاسلامي. لم يتأثر بذلك ومضى في طريقه صلبا لا يلوي على شئ مما يثار عن العمل الخيري.

سيرة حياته

- ولد عبد الله العلى المطوع عام 1926م ، ونشأ في أجواء عائلية ملتزمة، وحرص والده على تربيته على الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية العظيمة،
- وعند بلوغه سن الـ 14اشتغل في العمل التجاري وتنمية الموارد، ولم يكن في الكويت آنذاك بنوك أو مصارف لإيداع الأموال فيها، فكان الآباء يعتمدون على أبنائهم في حفظ هذه الأموال والإشراف عليها.
- تلقى تعليمه مع أبناء جيله في مدرسة "ملا عثمان" نسبة لعائلة عبد اللطيف العثمان الطيبة، ومدرستا المباركية والأحمدية، وكان يتمتع بصلات قوية مع الجميع في داخل الكويت وخارجها خاصة المنتمون للحركات الإسلامية وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين.
- وكان لشقيقه الأكبر المرحوم عبد العزيز المطوع صلة وطيدة بالحركات الإسلامية والعمل الإسلامي خاصة حركة الإخوان المسلمين، تأثر المطوع بهذا التوجه، ومنذ ذلك الحين انخرط في النشاط الإسلامي وتنميته من خلال استضافة العلماء والمحاضرين، وأسهم في إصدار مجلة الإرشاد الإسلامي، و كان داعية إسلاميا دؤوبا، تمتع بخبرة واسعة وتجربة ثرية في العمل الدعوي والخيري.
- التقي عبد الله المطوع وشقيقه المرحوم عبد العزيز مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا عام 1946م في مكة المكرمة والمدينة، وحضر له محاضرة في المدينة المنورة ، وأهدى لهما البنا كتابين، الأول: كتاب «حضارة العرب» للمؤلف الفرنسي غوستاف لوبون وهو كتاب جيد يشيد بالحضارة العربية والإسلامية ومزود بالرسوم وكان من نصيب أخيه عبد العزيز، والثاني كتاب «الرحلة الحجازية» وهو كتاب قيم نادر الوجود وكان من نصيب الفقيد، وكان هذا الكتاب يتحدث عن القبائل العربية التي كانت موجودة في الساحة وتعداد الحجيج والمحمل الذي كانت ترسل به كسوة الكعبة من مصر وبعض الصور القديمة. وكتب البنا بخط يده ذكرى طيبة تحث على الأخوة في الله وتذكر بهذا اللقاء المبارك في الحرمين الشريفين ووقعه بتوقيعه.
- أسهم في تأسيس جمعية الإرشاد الإسلامي في عام 1950م كأول عمل إسلامي مؤسسي بالكويت، وجمعية الإصلاح الاجتماعي في مطلع الستينيات، وقد سارت الإصلاح على نفس أهداف ومبادئ جمعية الإرشاد، وظل رئيسا لمجلسي ادارة جمعية الاصلاح ومجلة المجتمع حتى وفاته.
- وكان من أبرز رجالات العمل الخيري، محبا له ومنفقا سخيا على جميع أوجه البر والخير، وكان يستقبل بمكتبه أصحاب الحاجات، ويسعى جاهدا إلى تلبية احتياجاتهم.

[بنت ابيها]

((سمو الأمير أكد على دور الراحل في العمل الخيري والإسلامي ))

خسوف.. «بدر الإصلاح»

أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الدور الكبير للراحل عبدالله المطوع في العمل الخيري والعمل الإسلامي معزياً أسرة المطوع الكريمة بوفاته رحمه الله.
وفيما بعث سمو أمير البلاد ببرقية عزاء الى اسرة الفقيد فقد بعث سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ببرقيتين مماثلتين.
هذا وكانت عينا العمل الخيري والعمل الإسلامي قد دمعتا، وتحرقت لجان ودعاة ألما وحزنا عندما حجب الموت امس رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي العم عبدالله العلي المطوع وازاحه من مسيرة حافلة بالعطاء الجزيل والنهج الارشادي ظلت مثلا يحتذى به عربيا واسلاميا.
وترجل العم «ابو بدر» عن جواد امتطى به صهوة مجد سياسي وتربوي واقتصادي، ظل وسيظل محل اعجاب وتقدير من راقب كفاح عمل ثري استمر سنين طويلة.. وهو ما جعل الجميع يسارع امس الى تأبينه بمشاعر الاسى.
وخص مرشد الاخوان المسلمين في مصر محمد عاكف «الوطن» بتصريح خاص اكد فيه ان «المرحوم عبدالله المطوع كان فارسا ونموذجا قل مثيله».
وكان المرحوم «ابو بدر» الذي ولد في 1926 توفي في مكتبه في جمعية الاصلاح في الروضة، بعد ساعات من عودته من اجازة خارجية قضاها في ربوع مدينة أبها في جنوب المملكة العربية السعودية.

الله يرحمــــــه ويجعل مثوااااااه الجنــــه ،،، اللــهم آميــــــن

والله يعطيك العافيه يا مديرنا العام على هذا الجهد الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك ...

[ضيدان بن مترك]

	((سمو الأمير أكد على دور الراحل في العمل الخيري والإسلامي )) انا لله وانا اليه من الراجعون..رحمه الله علي ابو المساكين.واموات المسلمين امين...............

[شبااابي]

الله يرحمه ويغفر له ويحسن اليه كما احسن هو للمساكين اللهم امين

لاهنت ابو حمد على الموضوع

[الخليفه]

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار )



اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده



اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم



اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه

[راشد بن دربي]

نسأل الله له المغفرة والرحمة
فنعم الرجل والكل يشهد له بالخير
ولنجعل منه ومن امثاله قدوات فالعمل الخيري
وابتغاء الاجر من الله وحده.

[ذيب الهقاوي]

الله يرحمه ويسكنه جنة الفردوس الأعلى

[بنت ابيها]

حشد كبير من المعزين شيعوا الراحل عبدالله المطوع
الرومي والعتيقي والحجي والياسين والمذكور الأبرز لخلافة الأب الروحي لـ «الإصلاح»
كتب محمد السلمان:

من الصعوبة بمكان سد الفراغ الذي تركه الفقيد الكبير رائد العمل الخيري والدعوي عبدالله العلي المطوع الذي شيع إلى مثواه الاخير امس بحضور حشد كبير من المعزين ليس على مستوى جمعية الاصلاح الاجتماعي وذراعها السياسي الحركة الدستورية الإسلامية فحسب وانما العمل الخيري والدعوي في الكويت والخارج، فهو الأب الروحي والموجه وصاحب المبادرات الكبيرة في خدمة العمل الاسلامي، غير ان الكويت التي أنجبت «بو بدر» والذي غزا صيته كل اصقاع الارض واحتل واجهة العمل الخيري في العالم الإسلامي قادرة على انجاب وتأهيل غيره من الرجال الافاضل لاستكمال المسيرة الخيرية والدعوية رغم اختلاف القدرات والشخوص فمكانة الراحل لا يمكن تعويضها بأي حال.
وفي جمعية الاصلاح والحركة الدستورية الاسلامية ورغم حالة الوجوم التي خيمت على الاجواء واستمرار صدمة رحيل الفقيد، فإن الحال ليس مقلقا في ايجاد من يستكمل المشوار «بدون لقب الأب الروحي»، الشخصيات المؤهلة والمرشحة للقيادة متوافرة، الاحلال سهل وطيع لدى جهة منظمة وذات هيكلة متقنة مثل جمعية الاصلاح والحركة الدستورية المعروف عنها المتانة في التنظيم وعدم المعاناة من اي انقسامات او مشاكل والقادرة على احتواء اي موقف مهما بلغ عصيا فهي ما برحت تفرخ من القيادات المؤهلة لادارة دفتها وقيادة تطلعاتها وبرامجها الدعوية والسياسية والخيرية في البلاد وخارجها.
وتتحدث اوساط في جمعية الاصلاح وفي ذراعها السياسي بالحركة الدستورية الاسلامية ورغم ان هذا الاجراء لا يزال مبكراً بعض الشيء - عن ترشيحات لعدد من الشخصيات المؤهلة للقيادة خلافا للراحل المطوع تنتظر التوافق داخل مجلس الادارة ولدى القيادات لحسم الامر، لكن آلية اشغال المناصب في الجمعية تظل مقننة وفقاً للائحة الداخلية.
وتشير الاوساط الى اربع شخصيات بارزة في العمل الدعوي والخيري مؤهلة لقيادة جمعية الاصلاح والحركة الدستورية حيث تطرح الاوساط شخصية حمود الرومي نائب رئيس جمعية الاصلاح باعتباره مؤهلا ومهيأ للقيادة ويعرف جيدا بواطن الامور ويملك مفاتيح الاتصالات داخليا وخارجيا، اذ عاشر الفقيد المطوع ويعد من المقربين له وتربطه معه ايضا علاقة نسب وقرابة، ويحظى الرومي بقبول واسع لدى اعضاء جمعية الاصلاح والحركة الدستورية الاسلامية.
وحمود حمد الرومي من مواليد 1938 عضو سابق في مجلس الامة عن دائرة الفيحاء للاعوام 1981 و 1985، وقد اصبح عضوا في مجلس ادارة جمعية الاصلاح منذ عام 1980 وخلال الاعوام 1993ـ1992ـ1990ـ1989ـ1989ـ1988 واستمر شاغلا منصب نائب رئيس جمعية الاصلاح، والرومي خريج ليسانس آداب 1965 من القاهرة وشغل وكيل معهد المعلمين ومدير معهد التربية في جمعية المعلمين ومدير التخطيط والتدريب بوزارة التربية، وحصل على ماجستير في التربية من امريكا عام 1978، ويعد لدى الاوساط الاكثر حظوظا في تبوء قيادة الاصلاح والحركة.
ومن الاسماء المطروحة ايضا الداعية الشيخ جاسم مهلهل الياسين ويبلغ من العمر 59 عاماً مشهور بصبره وهدوئه، واسع العلم، مقيد بالقرآن والسنة، تلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية في كلية الشريعة في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية.
وشغل الياسين الذي يعد من مؤسسي الحركة الدستورية منصب الأمين العام للحركة ودخل أزمة احتلال الكويت كداعية وتمكن من توسيع اطار الحركة ونجح في وضع حد للمشاحنات بين التيار الاسلامي والتيارات القومية حول موضوع الشريعة وأسلمة الدستور.
وتفرغ الياسين بعد الاحتلال للعمل في اللجان الخيرية الكويتية، وتركز نشاطه الدعوي في مسجد فاطمة الوقيان في بيان وفي جمعية الاصلاح، ونجح خلال مرحلة الاحتلال في تشكيل جهاز سري للإدارة المدنية لتسيير امور الحياة اليومية في الكويت مع الحفاظ على مبدأ العصيان المدني، وكذلك ربط حركة «المرابطين» المدنية بحركة المقاومة الشعبية الكويتية العسكرية.
له كتابات صحافية ودعوية ومساهمات توعوية في الصحافة المحلية ويملك حظوظا وافرة لشغل منصب قيادة جمعية الاصلاح والحركة الدستورية.
ومن الشخصيات المطروحة ايضا شخصية عبد الله العتيقي الذي يشغل حالياً الأمين العام لجمعية الاصلاح الاجتماعي وهو من القيادات البارزة ويعرف ملياً بواطن الأموار ويعد مقربا للفقيد المطوع ويحظى بحظوة كبيرة داخل صفوف الحركة في توجيه القرارات خاصة القرارات الاستراتيجية والهامة كما يملك علاقات دولية واسعة جداً خاصة في مجال الدعوة وأعمال الخير، وترشحه الأوساط داخل الاصلاح والحركة بقوة للقيادة في المرحلة المقبلة لما يتحلى به من قوة شخصية.
وتطرح الاوساط ايضا شخصية الداعية المعروف يوسف الحجي رئيس ومؤسس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في الكويت منذ عام 1984 وتم اختياره رئيسا لمجلس ادارتها حتى الآن، ويشغل الحجي ايضا رئيسا للجنة الكويتية المشتركة للاغاثة منذ تأسيسها حتى الآن، وهو من مواليد 1923 شغل عضوية جمعية الاصلاح الاجتماعي وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وفي عام 1976 عين وزيرا للأوقاف والشؤون الاسلامية حتى عام 1981، واختير رئيسا لجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية ولمجلس ادارتها عند تأسيسها.
عرف عنه الالتزام الديني والقبول من كل الجماعات الاسلامية في العالم، وله بصمات كبيرة في العمل الدعوي والخيري، وترشحه الاوساط بقوة ايضا لاحتلال قائد جمعية الاصلاح والحركة الدستورية لحظوته الدينية والخيرية الكبيرة.
ومن الشخوص المطروحة ايضا اسم الداعية الشيخ خالد المذكور الذي يشغل رئيس اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية والتي أمر بتأسيسها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، والمذكور خريج كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر شغل نائب مدير ادارة المساجد في وزارة الأوقاف ومدرساً بقسم الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة الكويت ثم رئيسا للقسم، ورئيس قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة.
والشيخ المذكور عضو في نقابات هيئات شرعية داخل وخارج الكويت، وخبير في مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو مجلس الأمناء في المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية.
وتتحدث الأوساط عن حظوظ وافرة لاختياره لقيادة جمعية الاصلاح وذراعها السياسي الحركة الدستورية الاسلامية لما يحتل من مكانة بين الدعاة في الكويت وخارجها.
وتفيد مصادر في الحركة الدستورية الاسلامية ان الأمر بحاجة الى توافق لتحديد الوقت المناسب لشغل قيادة جمعية الاصلاح والحركة، ولكن التفكير الأكبر في كيفية ايجاد من يحقق القيادة الروحية والتمويلية والتي «ستتأثر حتماً» بغياب الفقيد المطوع وكذلك ستفقد الجمعية والحركة الشخصية القادرة علي التدخل لحسم الأمور واجراء الاتصالات اللازمة مع القيادات في الداخل والخارج.
وترجح أطراف ان يتم اختيار الشخصية البديلة بعد مراسم عزاء الفقيد من خلال اجتماع لمجلس ادارة جمعية الاصلاح لاستعراض الخيارات والبدائل وتحديد آلية الاختيار

[بنت ابيها]

لجنة الشريعة: حزننا كبير في وفاة عبدالله المطوع
أبّنت لجنة استكمال الشريعة رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الفقيد عبدالله المطوع.
وقالت في بيان أصدرته امس: «إن مصابنا بك أليم، وحزن الكويت عليك عميق، ودموع مودعيك غزيرة حارة.. ولكن ما العمل اذا كان ما وقع لم يكن ليرفع، وما نزل لم يكن ليدفع، انها مصيبة الموت التي ذكرها الله في محكم كتابه، والمصيبة اعظم ما تكون اذا كانت بالعظماء، واكبر ما تكون اذا كانت بالكبار من الرجال، والهمام من الكرام، وصاحب الأيادي البيضاء».
وأضافت: «ومما لا ريب فيه ان الكويت قد وارت بمواراتك في ثراها عميداً من عمدائها، ونبيلاً من نبلائها، ووجيهاً كريماً من وجهائها وسراتها، علماً عرفه عالمنا المعاصر بأجمعه، عربية واسلامية، شرقية وغربية انه العم الفاضل عبدالله العلي المطوع رحمه الله تعالى، وهكذا كان يناديه الجميع».
وأشارت الى ان «قائد مسيرة الحركة الاسلامية في الكويت على مدى عقود ، والعضو المؤسس لأقدم جمعياتها الخيرية، الإرشاد والإصلاح الاجتماعي، وراعي مؤسسات الخير والبر والاحسان والرعاية والعناية بالفقراء والايتام والارامل والايامى في كل مكان، في مشارق آسيا وأدغال إفريقيا، وشرق أوروبا وغربها له في كل مركز اسلامي صنائع، وفي كل جمعية خيرية يد».
وتذكرت الفقيد بقولها في بيانها: «لقد اتعبت من سيأتي بعدك يا أبا بدر.. فمن للدعوة والإرشاد؟ ومن للصدع بالحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ ومن لترشيد الحركة وتعليم الحكمة؟ومن لتأليف القلوب والتقريب بين الهيئات والأحزاب والحركات والجماعات؟ ومن للتواصل بين الحاكم والمحكوم؟ ومن لرفع شكوى المظلوم؟ ومسح دمعة المحزون؟ ومن للأرملة واليتيم والمسكين؟».
وأضافت: «ان هذا كله غيض من فيض ما كنت تقوم به، وبعض ما كنت منطلقاً فيه من غير ما نصب ولا وصب ولا شكوى ولا تعب، سلاحك في كل ذلك ايمان عميق، واخلاص راسخ، وعزيمة قوية، وجاه عريض، ولسان في الحق بليغ، تدعمه إرادة قوية، وحسن إدارة، ورجاء بما عند الله من حسن الثواب.