الاتحاد يفرض التعادل على العين ويؤجل حسم لقب الدوري الآسيوي إلى جدة

[عاشق زعب]

قطع الاتحاد نصف المشوار نحو الاحتفاظ بكأسه ولقبه كبطل لدوري الأبطال الآسيوي لكرة القدم، حينما فرض التعادل أمس على مضيفه العين الإماراتي (1/1) في إستاد طحنون بن محمد بالقطارة في العين الإماراتية، وأجل حسم لقب البطولة في نسختها الثالثة إلى جدة التي ستستضيف مواجهة الإياب في 5 من نوفمبر المقبل.
وكان العين البادىء في التسجيل عبر علي المسري د: 51 لكن الاتحاد أدرك التعادل في الدقيقة 86 من ركلة جزاء نفذها السيراليوني محمد كالون.
وجاءت المباراة عامرة بالكفاح والإثارة والندية، وشهدت كثيراً من التقلبات الدراماتيكية وكان الاتحاد الأفضل في شوطها الأول، قبل أن يتسيد العين شوطها الثاني باستثناء دقائقه الـ 5 الأخيرة التي كانت اتحادية بنسبة مطلقة.
وبات الاتحاد قريباً جداً من التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة للأندية التي ستقام في اليابان من 11 ـ 18 ديسمبر المقبل.
وعلى خلاف ما كان يتوقعه كثيرون بدأ الاتحاد بحماسة ونشاط كبير، وبدت رغبته جلية في أخذ زمام المبادرة والمباغتة مبكراً معتمداً طريقة 4/4/2 مع إعطاء تعليمات شديدة للاعب المحور سعود كريري في تقديم دور الإسناد الدفاعي دون التقدم للهجوم لإغلاق العمق الدفاعي أمام العين.
وحققت المبادرة الاتحادية أفضلية للعميد على أرضية الميدان فكان الأكثر استحواذاً على الكرة طيلة ربع الساعة الأول، وبدا تركيزه واضحاً على الغزو عبر الأطراف، وخصوصاً الجبهة اليمنى التي قاد الغزوات الاتحادية عبرها أحمد الدوخي بكثير من الكفاءة والرؤية الواسعة للملعب.
وكادت الأفضلية الميدانية الاتحادية تتحول مبكراً إلى تقدم رقمي بعد 7 دقائق من البداية حينما قطع تشيكو كرة عيناوية ومررها بينية لمناف أبو شقير الذي أصلحها لنفسه متخلصاً من ثلاثة مدافعين دفعة واحدة وأطلقها يسارية لئيمة تعاون حارس العين الدولي معتز عبدالله وعارضة مرماه لتحويلها إلى ركنية وساهمت كرة مناف في إيقاظ العين الذي بدأ بتحفظ كبير وتخوف شديد من ضيفه لاعباً بطريقة 5/3/2، فتحرر من خوفه وانتفض هجومياً، وبدأ غزوه الهجومي معتمداً على مهاجمه النيجيري الخطر نواه أونيكاشي الذي أفلت من رقابة حمد المنتشري اللصيقة لكن تدخل أسامة المولد في الوقت الملائم عطل محاولته.
وعاد أونيكاشي من جديد، ليخدع دفاع الاتحاد الذي أعتقد أنه وقع في مصيدة التسلل لكن الأخير كان في موقف سليم بيد أنه تعامل مع فرصة انفراده برعونة كبيرة فطوح بالكرة عالياً فوق العارضة.
ورفض الاتحاد أن يبقى خارج اللعبة من الناحية العملية، فعاد من جديد ليضغط على العين، وركز على نقل المباراة إلى ملعب مضيفه مرة أخرى، وبدأ تشيكو ممارسة طلعاته الهجومية في العمق العيناوي، فيما عاد الدوخي ليخترق في الشق الأيمن ورفع كرة موزونة بالمقاس على خط الستة أمتار فأرتقى لها الكاميروني جوب ديريزيه وأرسلها رأسية قوية جاورت القائم الأيسر لمرمى العين (21) رد عليها العين وبعد دقيقتين فقط حيث قطع الوهيبي وبخشونة واضحة الكرة من تشيكو ومررها إلى البنمي تيجادا فأطلقها صاروخاً قوياً ارتد من قبضتي مبروك زايد وتابعها المنتشري بعيداً.
وتواصلت الخشونة العيناوية للحد من المحاولات الاتحادية وتدخل علي المسري بشكل غير قانوني فعاقبه الحكم ببطاقة صفراء كانت الأولى في المباراة (24).
وتحولت المباراة في النصف الثاني لشوطها الأول إلى اشبه ما تكون بمباريات التنس كرة هنا وأخرى هناك، وهجمة هنا وثانية هناك، وتحمل خطا الدفاع عبئاً كبيراً، وكاد تشيكو يعلن التقدم الاتحادي على بعد 4 دقائق من نهاية هذا الشوط حينما توغل حتى كاد يلامس الخط الخارجي للملعب وأعاد الكرة ساقطة خلف المدافعين لكنها لم تجد المتابع.
لم يتخل الفريقان عن انضباطهما التكتيكي الذي مارساه في الشوط الأول، ولكن العين بدأ الشوط الثاني على نحو مغاير وبشكل هجومي أوضح خشية من تسرب الوقت الذي لم يكن في مصلحته واخترق تيجادا في منطقة المناورة الاتحادية وتعرض لعرقلة احتسبت ركلة حرة غير مباشرة أطلقها هداف العين في المسابقة سبيت خاطر ارتدت من القائم الأيمن (47) لتعلن بداية لحظات حرج اتحادية أوصلت القلوب إلى الحناجر حينما أطلق عبدالله علي رأسية عذبت مبروك زايد الذي حولها بإعجاز بكلتا قبضتيه (48) ليعود أونيكاشي لتكرارها بعد دقيقة واحدة وبذات السيناريو لكن زايد تدخل بذات الطريقة من جديد.
وأصابت البداية العيناوية الضاربة الاتحاديين بارتباك شديد، فأتيحت للعين 3 ركلات ركنية في ظرف 6 دقائق مجنونة أنهاها علي المسري مستغلا الركنية الأخيرة التي تعامل معها بلانكو بذكاء وأعادها مرفوعة إلى منطقة الستة أمتار الاتحادية فلعبها المسري رأسية لترتد من قدم مبروك زايد لكن المسري نفسه تابعها بظاهر قدمه في المرمى معلنا التقدم العيناوي (51).
وبدا أن التبديل الذي أجراه مدرب العين ميلان ماتشالا حينما زج بغريب حارب أعطى ثماره مبكرا فأمسك العين بمجريات البداية، وارتبك الاتحاديون الذين مالوا قليلا للخشونة فاستحق تشيكو إنذاراً (52) وأخطأ في التعامل مع كرة مررت له من زايد فخطفها الوهيبي لكن المنتشري أنقذ الموقف.
وأراد الاتحاديون استيعاب البداية العيناوية النارية، وسعوا إلى نقل المباراة مرة جديدة إلى ملعب العين، وهرب مناف أبو شقير من الرقابة في الجهة اليسرى ومررها عرضية أمام السيراليوني محمد كالون الذي سددها لكن قدم مدافع عيناوي حولتها لركنية (59).
ومال الاتحاد إلى "تمويت" الإيقاع لقتل الحماسة العيناوية مع التركيز مع المرتدات ومرر كريري كرة خلف دفاعات العين "تفلسف" جوب في التعامل معها فمررها وهو في حالة انفراد تام جوار القائم مضيعاً أغلى فرص التعديل (62).
وتدخل مدرب الاتحاد الروماني أنجل يوردانيسكو لإجراء تعديل عناصري فأخرج إبراهيم السويد وزج بمحمد نور لمنح هجومه فعالية إضافية (63) وانتظر 4 دقائق جديدة ليزج بالمخضرم حمزة إدريس بديلاً لجوب غير الموفق في تأكيد على الرغبة الاتحادية بعدم توديع ملعب القطارة بخسارة.
وفي غفلة من الرقابة الاتحادية كاد سبيت خاطر يعقد مهمة الاتحاديين حينما تلقى كرة على بعد 30 متراً دار حول نفسه وأطلق كرة نصف مرتفعة مرت قريباً جداً من الجانب الأيسر لمرمى مبروك زايد.
وأمام النزعة الهجومية التي كشفت عنها تبديلات الاتحاد تدخل ماتشالا بتبديل لتأمين كثافة عددية أوضح وسط الميدان فأخرج المهاجم أونيكاشي ودفع بلاعب الوسط شهاب أحمد (70) في محاولة للمحافظة على تقدمه.
ولم يجن الاتحاد النتيجة المرجوة من تغييراته، حيث اقترب إدريس كثيراً من كالون وتركزت الهجمات الاتحادية في العمق فسهلت مهمة دفاع العين الذي لم يجد نفسه مضطراً للدفاع في مساحات واسعة، وهو ما أراد يوردانيسكو أن يتعامل معه بتغيير هجومي ثالث فزج بمحمد أمين حيدر بديلاً لمناف أبو شقير (71) ليعدل طريقة لعبه إلى 4/3/3.
وبدت التعليمات واضحة للدوخي بعدم التقدم للمساندة الهجومية في الشوط الثاني في ظل النقص العددي في منطقة الوسط، لكن كل المحاولات الاتحادية لم تجد لأن اللمسة الأخيرة لم تكن بالمستوى والنجاعة المرجوة حيث ذهبت رأسيات محمد أمين وحمزة إدريس خفيفة بين يدي معتز عبدالله.
ولم يتسلل اليأس إلى نفوس الاتحاديين، ونجحوا وهم على بعد 4 دقائق فقط من النهاية من إعادة الأمور إلى نصابها، حينما مرر تشيكو أرضية أمام الظهير عدنان فلاتة المندفع من الخلف فاخترق بها منطقة الجزاء وتعرض لعرقلة من غريب حارب احتسبت ركلة جزاء نفذها محمد كالون وأدرك منها التعادل (86).
وأربك الهدف العين وأعاد الأفضلية للاتحاد الذي كاد يعزز من كرتي إدريس وكالون لكن صافرة النهاية كانت أسرع.

[محمد الهتلاني]

كل التوفيق للفريقين العيناوي والاتي لا هنت يا الغالي