ياسرالمصري : على الفنان الاردني أن يحافظ على هويته
الفجيرة : احمد الطراونة - قال الفنان ياسر المصري ان نجاح مسلسل'' نمر ابن عدوان'' ادى الى توجيه انظار المنتجين إلى الاعمال البدوية ، الامر الذي ادى الى تغييب الاعمال الاجتماعية و التاريخية لصالح العمل البدوي، الذي أضحى يعاني من مشكلة في النصوص التي تطرح في اغلبها لغايات تجارية .
وعن جديد اعماله لهذا العام قال المصري : ''سيكون هنالك تجارب تحمل طابع البساطة والقوة في آن معا ، حيث استعد لعمل بدوي كبير بعنوان ''راكان بن حثلين'' ، وهو من كتابة محمود الزيودي وانتاج المركز العربي، وقد تم اختياري لشخصية ابن حثلين وهو شخص عاش قبل 300 عام تقريبا في الجزيرة العربية قادما من نجران ، وكان له مناوشات مع الاتراك ومع الزعامات التي كانت في المنطقة، ثم سجن في اسطنبول سبع سنوات لمقاومته الاتراك'' ، مضيفا '' اننا نتعامل مع هذه الشخصية بحذر متناه ، حيث ان لهذه الشخصية صراعات لاتزال جذورها وقصصها في اذهان الناس لغاية الان'' .
وزاد المصري : هنالك عملان الاول هو ''عطر النار'' والذي يحكي قصة الشيخ ابراهيم الضمور ومن المتوقع ان اقوم بدور قاسم الاحمد، وهذا العمل سيكون من اخراج بسام المصري وانتاج المركز العربي، علما انني شاركت في مسرحية ''شيخ القلعة'' والتي تحكي نفس القصة للمخرج محمد الضمور، وهنالك عمل اخر هو ''دفاتر الطوفان'' للروائية سميحة خريس ومن انتاج المركز العربي ولم يقررالمخرج لغاية الان، و ساختار منها عملا واحدا لانني لا ارغب ان اركز على الكم وانما على النوع ، وان انتج مسلسلا واحدا في السنة ويرسخ كتجربة مهمة في اذهان الناس افضل من عدد من المسلسلات لا تجد رواجا واحتراما لها عند المشاهد، وما يهمني في النهاية هو المشاهد وحكمه لان حكمه قاس احيانا وقد يقتل الفنان ان لم ينتبه لذلك.
وقال المصري انه يجد نفسه في الشخصيات الحقيقية وخاصة تلك التي اثرت في التاريخ وكان لها دور رئيسي في حياة الناس. وخارج اطار التلفزيون قال المصري ان هنالك عملا مسرحيا لجمال ابو حمدان واخراج لينا التل ، ودوري في هذه المسرحية هو احد الامراء الذي يتقدم لخطبة الاميرة وهي البتراء في هذا العمل، وهذه الاميرة ورغم تداخل الحضارات ومرورها عليها الا انها بقيت محتفظة ببهائها وجمالها وهويتها العربية. ويشارك معي في هذا العمل مجموعة من الفنانين الاردنيين منهم عامر الخفش ، وزين عوض، واشرف طلفاح، وغيرهم.
وعن مهرجانات التحكيم وقدرتها على فرز الاعمال التي تستحق الجوائز، قال المصري انها تعبر عن وجهات نظر مختلفة فالعمل الذي يعجب احدا، قد لا يعجب اخر، وليس بالضرورة ان يكون العمل الحاصل على جائزة ان يكون متميزا، مضيفا ان المهرجانات في الغالب تجمع القائمين عليها او الجهات المنتجة او المسيطرة على المشهد الفني مصالح مشتركة اقتصادية او فنية، فمثلا الاردن لم يحصل على جوائز في مهرجان القاهرة في عام 2007 ولكنه حصل على عدد من الجوائز - بغض النظر عن خلفياتها الا انها تمثل انجازا مهما وتطورا لافتا يسهم في التاسيس عليه للنهوض بالدراما الاردنية عربيا وعالميا- ، وهي جسر يمكن العبور من خلاله سواء للمخرج ام الممثل او المنتج او اي جهة لها علاقة، فالمسلسلات الاردنية التي حصلت على جوائز تضع الدراما الاردنية على خارطة الدراما العربية بقوة وتسوق الفنان الاردني.
واشار المصري الى ان هنالك مزاجية او عدم وعي كامل بالاعمال احيانا من قبل بعض المحكمين ، حيث يشاهد المحكم عددا من الحلقات لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة من اصل ثلاثين حلقة مثلا ثم يصدر الحكم بناء على ماشاهد، علما انه يمكن ان تكون الحلقات الاخيرة او التي لم يشاهدها هي من يحمل او يجسد الفكرة الحقيقية في المسلسل مما يعني ان الاحكام احيانا تكون غير منصفة.
واكد المصري عدم قدرة الجهات الانتاجية الاردنية الرسمية والخاصة على انتاج او صناعة فنان اردني حقيقي، فالدعمان المادي والمعنوي ضعيفان والنصوص اضعف ، مما يجعل الفنان الاردني يخرج من الاردن ليبحث عن عمل اخر يسد رمقه ويستند عيه ليبني حياته، فهنالك فنانون اردنيون في مصر واخرون في سوريا و الخليج، مضيفا انه يمتلك عددا من الافكار التي يمكن ان تحول الى نصوص درامية تؤدي الى نقلة نوعية في الدراما الاردنية وابحث عن كتاب حقيقيين يحولون هذه النصوص لسناريوهات .
وعن دور الفنان الاردني في حماية ذاته وهويته الفنية ، قال المصري ان على الفنان الاردني ان يحمل هويته اينما حل او ارتحل ، وخصوصا في الأعمال غير الاردنية ، حيث يجب عليه ان يكون اردنيا ويحافظ على هذه الهوية من الضياع في الهويات الاخرى. والفنان الاردني كغيره يتمنى ان يؤدي ادوارا عربية وعالمية وهذا يزيد من ثقافته.
وعن الاعمال العربية التي عرضت عليه ، يوضح المصري لقد عرض علي العديد من الاعمال الفنية منها : فيلم مصري بعنوان '' سرايا الليل '' وبعد ان تعرفت على فكرة الفيلم رفضته. ثم عرض علي فيلم اخر كويتي وهو يتطرق للحرب العراقية الكويتية ووجدت ان الفكرة في الفيلم لاتتناسب مع الظروف التي تعيشها الامة ولذلك رفضته.
وعن الجمهور الاردني وعلاقته بالدراما الاردنية ، يؤكد المصري بان الجمهور الأردني هو اهم جمهور لديه وهو الجمهور الذي يرفعه ويقدمه لغيره من الجماهير كنجم، واذا فشل الفنان في اقناع جمهوره فانه لايستطيع على الاطلاق اقناع الجمهور الغريب عنه بما ينتج.
وعن دور الاعلام في صناعة النجم ، يشير المصري الى ان الاعلام الاردني لم يسهم كثيرا في انتاج النجوم، كما ان الاعلام العربي يظلم كثيرا الفنان الاردني ولايهتم به مما يضيف على الفنان الاردني عبئا اخر وهو ان يبحث عن العمل القوي لكي يثبت نفسه عربيا وعالميا.
وعن هموم الفنان الاردني ، يؤكد المصري انه يتعرض للابتزاز والتجهيل والظلم وانه في بعض الاحيان يصل لمرحلة لايجد فيها مايصرف به على نفسه ، وهذا جاء من تراكم الاخطاء في حق الفنان الاردني من قبل الاخرين ومن قبله هو، فمن يقبل بالنصوص الرديئة والاجور المتدنية في البداية ستبقى تلاحقه حيث سيكون انتاجه ضعيفا ولايحسن من وضعه المادي مما يدفعه للبحث عن بدائل اخرى بعيدا عن الابداع والنوع الجيد من الاعمال وان يضطر للعمل في اربعة او خمسة اعمال معا ليحصل رزقه، وهذا ناتج عن غياب شركات الانتاج عن الساحة والتي تقدم للممثل والمخرج والمنتج وكاتب النص بدائل اخرى يتحرك من خلالها ويقدم الجميل والجيد.
ويختم المصري بالقول : رغم ذلك انا متفائل في هذا العام ومتفائل جدا في العام القادم 2010 ، لان هنالك عددا من الاعمال منها التاريخية سيكون لها اصداء قوية على المستوى العربي.
جريده الرأي الاردنيه
07-02-2009, 11:58 PM
العرض المتطور
المواضيع المتشابهه
