مجالس العجمان الرسمي


المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-12-2012, 11:13 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 969
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
ومضة من كتاب (15)

ومضة من كتاب (15)
هذا كتاب ممتع قرأت بعضه .. ثم سافرت إلى مكة المكرمة .. فانشغلت عن إكماله ..ولعلي أجد فرصة لأكمل قراءته .. وقد اخترت هذه الومضة لما لها من تماس مع واقعنا الذي تجذر فيه (التبذير) .. ولذلك أسباب ليس هذا مكان بسطها،أترككم مع الومضة :
(والمجتمع الدمنهوري – شأنه شأن المجتمعات التقليدية – يرفض التبديد ويقدر "نعمة الله". كنا إذا سرنا ووجدنا قطعة من الخبز كان علينا أن نلتقطها،وبعضنا كان يقبلها ثلاث مرات ثم يضعها إلى جوار الحائط حتى لا يطأها أحد بقدميه.وكانت خبرات التدوير – بالإنجليزية : ريسايكلنج recycling ) قوية للغاية في المجتمع،فكان لا يلقى إلا بأقل القليل في صفيحة القمامة. أما بقية الأشياء فكان يتم تدويرها : أوراق الجرائد – علب الأكل المحفوظ – قشر البطيخ ولبه – بقايا الطعام. كل شيء كان يمكن إعادة توظيفه (علمت أن المجتمع المصري لا يزال من أكثر المجتمعات مقدرة على التدوير،مما يعني مقدرته على الاحتفاظ بتوازنه مع الطبيعة. ومع هذا يلاحظ أنه مع زيادة التقدم يتآكل نموذج التدوير ليحل محله نموذج التبديد). كانت أمي متطرفة في حكاية التدوير هذه. فعلى سبيل المثال،تعلمت في أثناء الحرب العالمية الثانية،مع أزمة الكبريت،أن تحتفظ بملبة سهاري وبجوارها قطع من الكرتون هي في واقع الأمر علب سجائر تم قصها. وكنا حينما نود إشعال البابور البريموس،نضع قطعة الكرتون في اللمبة لنشعلها،فنستخدم الشعلة بديلا للكبريت. وقد أعجبتها الفكرة فظلت تمارسها إلى يوم وفاتها في منتصف السبعينات (..) كما أن علب البودرة كانت تتحول،بعد غسلها جيدا،إلى أوان للملح والفلفل! ولم يكن الهدف هو "التوفير"إذ لم يكن هناك توفير في العملية وإنما هو الالتزام بالتدوير،فكل شيء نعمة من الله سبحانه وتعالى. ويبدو أنني ورثت شيئا من هذا،سواء كان حبي للأشياء القديمة،أم استخدامي للورق الذي سبق استخدامه (الورق الدشت) لأكتب على ظهره،أم ارتدائي الملابس حتى تبلى تماما. وتشكو زوجتي من أن بعض الفقراء ممن تعطيهم ملابسي القديمة يقولون : "بلاش والنبي حاجات البيه"لأنهم لا ينتفعون بها على الإطلاق.(..) وابني لا يختلف عني كثيرا في هذا،فهو لا يمتلك كثيرا من الملابس. وحينما ذهبنا إلى السعودية،لبس الثوب السعودي (شأنه شأن أقرانه السعوديين) وسعدت كثيرا به،ولم يكلفنا هذا الشاب طيلة فترة ثلاث سنوات من سن الرابعة عشرة حتى سن الثامنة عشرة،سوى ثمن ثلاثة أثواب سعودية تكلفت كلها حوالي 200 جنيه مصري. وهذا درس للطبقة المتوسطة التي تدلل أبناءها وتشتري لهم الملابس المكلفة،فتفسد كل شيء من حولها : الأبناء – الطبيعة – الدخل ... إلخ){ص 20 ( رحلتي الفكرية في البذور و الجذور والثمر ) عبد الوهاب المسري}
لا يتعلق الأمر بالتوفير فقط .. فالقضية هي الشعور بقيمة (النعمة) .. وقد كنا أيضا،في صغرنا، نقبل قطع الخبز قبل رفعها عن الطريق ... أما الآن فهذا جيل الجائع فيه من لم يجد الطعام الذي يشتهيه .. وليس أي طعام يسد الرمق.
حفظ الله علينا النعم .. ورزقنا شكرها ..
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 21/1/1434هـ

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة من كتاب (12) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 23-09-2012 04:53 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:02 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع