مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2017, 07:28 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
ومضات من مذكرات"مرتدة : ضحية الجهل والعشق! (3)

ومضات من مذكرات"مرتدة : ضحية الجهل والعشق! (3)

مضت حلقات .. ولم نصل إلى العنوان .. "الجهل"و لا "العشق"!!.
لقد عنيت بالجهل جهل "تاريخ الأمة" .. جهل دورها في العلوم .. قد تكون الأميرة سالمة .. معذورة،فقد ولدت بعيدا في زنجبار .. في مجتمع يُحفظ القرآن الكريم للأطفال دون تعلم معانيه .. ثم حرمها كأنثى من تعلم الكتابة .. بل شعر الإسلام بالـ "غربة"هناك .. تحدثت المؤلفة عن "نبع جمشم" حيث "ينذر"له الناس .. ويسرون له بأمانيهم .. مع وعد بأضحية .. من"عجل"إلى"بيضة" .. وتحدثت مطولا عن مرض إحدى أخواتها،والنذر للنبع ..ثم شفاؤها،ثم مسيرة "الأضحية"وما صاحبها من طقوس .. وتسلل الحضور خفية للإفصاح عن "أمنياتهم"والخجل عند لقاء شخصين .. إلخ. بل ذكرت هي أن القادمين من عمان يندهشون حين يكتشفون أن الإسلام تحول إلى "دين أفريقي" .. وتعجبت من كونهم بعد إقامة قصيرة يكونون أشد تمسكا بتلك الطقوس من أهل زنجبار!!
قلتُ أن "الأميرة"قد تكون معذورة بجهلها تراث أمتها – السابقة – ولكن المؤلم أن الأمر لا يختلف كثيرا في وقتنا،فلا زلنا نقرأ جهلا مطبقا بعلاقة المسلمين بالعلم التجريبي،وأحيانا من بعض "المثقفين"ودعونا ممن نذر نفسه،وقلمه،للتقليل من شأن أمته "العرب"وأنها لا تصلح لـ"الفلسفة"اصلا!
الواقع يقول أن "مناهجنا"لم ترسخ تلك العلاقة التاريخية مع العلوم التجريبية في أذهان الطلاب ،أعني بشكل مفصل وملح،حتى يترسخ في الأذهان.
إلى نصوص الأميرة سالمة،والتي يبدو أنها أصبحت تملك قدرة على إصدار "أحكام"و"تقييم"التعليم في الشرق والغرب .. فلها مقولة رائقة .. (يبدو لي بوجه عام أن الأوربيين يطلبون من المدرسة أكثر والعرب أقل مما ينبغي.لم يجد أي شعب بعد الطريق الوسط،ولن يجده،فهذه المتناقضات ستستمر ولن تزول ما بقي العالم. ){ ص 97 ( سالمة بنت سعيد "اميلي رويته" : مذكرات أميرة عربية / ترجمة : د.سالمة صالح / منشورات الجمل/ الطبعة الثانية 2006 )}.
وقد تذكرتُ مقولة علي عزت بيجوفيتش :
(الحضارة تُعلم أما الثقافة فتُنور،تحتاج الأولى إلى تعليم،أما الثانية فتحتاج إلى تأمل.(..) وتعليمنا في المدارس يُزكي فينا الحضارة فقط ولا يساهم بشيء في ثقافتنا )
تقول"الأميرة" أيضا .. (يبالغ المرء هنا كثيرا حسب رأيي في التعليم. يريد الكل أن يرتقي من خلال التعلم أعلى فأعلى حتى لا يبقى في الآخرين حرفيون أبدا،حيث تعطى القيمة الأساسية للعلم،والمعرفة. أيستغرب المرء إذا ما حل محل البر والورع والاستقامة والقناعة عدم الإيمان المخيف واحتقار كل ما هو مقدس وعدم مراعاة دائم في كل مكان؟){ص 98 ( مذكرات أميرة)}.
وتكون نتيجة ذلك :
(لا يلاحظ المرء هنا كثيرا من الاحترام الذي تربينا عليه نحن جميعا،أنا وإخوتي،في شبابنا إزاء الوالدين و المعلمين والمربين وبشكل عام إزاء من هم أكبر سنا. ودروس الدين لا تؤثر بما يكفي أيضا حسب رأيي. هنا يتعلم المرء أشياء كثيرة ضمن قوالب. يغمر المرء الأطفال بمعلومات لا حصر لها عن تاريخ الكنيسة بدلا من أن يدفئ قلبوهم ويشدهم لزيارة الكنيسة بانتظام){ 98( مذكرات أميرة)}.
وتضيف،فيما يتعلق بالتتعليم .. (بفزع حقيقي قرأت مرة إحصائية عن المصابين بأمراض عقلية والتي تفيد أن الغالبية العظمى لهذه المخلوقات البائسة تنحدر من منتسبي المدارس الثانوية والمعاهد العليا. من المؤكد أن الكثيرين منهم كانوا ضحية القسر على التعليم.تذكرت وطني دون قصد حيث لا يحتاج المرء إلى مستشفيات مجانين وحيث لم أر سوى مجنونين ولم أسمع بغيرهما. كانت واحدة منهما زنجية أما الثانية فتنحدر من الهند){ ص 99 - 100 ( مذكرات أميرة)}.
ونصل إلى بيت القصيد .. حين تقول المؤلفة،والتي ترى أن غير المسلمين من الشرقيين،يستطيعون الاستفادة من الثقافة العربية أكثر من المسلمين،وضربت مثلا باليابان ..( أما المسلمون فإنهم يواجهون في الثقافة الأوربية عناصر كثيرة جدا لا تتفق مع نظرتهم الدينية المتشددة مطلقا. كم سخر المرء هنا من نصف الثقافة التركية لقد بذل الأتراك أكثر مما ينفعهم ليتحضروا ولو إلى حد ما. أضعفوا بذلك أنفسهم ولم يصبحوا مع ذلك متحضرين،لأن الحضارة الأوربية تناقض وتتعارض مع جميع معتقداتهم الاساسية. لا يمكن فرض التحضر بالقوة،وعلى المرء أن يعترف للشعوب الأخرى بحق تطوير وجهات نظرها القومية ومؤسساتها كما تشكلت عبر مئات السنين ،ليس دون تأثير التجارب الناضجة والحكمة العملية .وقبل كل شيء سيجرح المرء العرب بعمق إذا ما أراد فرض تنويره،بدأ بنظريات العلوم الطبيعية التي لا يمكن التحدث هنا عن ثقافة عميقة دونها،ستهز كيانه كاملا وتسبب له أسوأ ازدواجية،إذا ما أرد المرء أن يحدثه عن قوانين الطبيعة،هو الذي لا يرى في حياة الكون بأكملها وحتى أصغر الأشياء سوى شيء واحد بعقيدة لا تتزعزع في أن يد الله هي التي تقود وتوجه){ ص100 – 101 }.
النظريات العليمة تجرحنا ؟!!
كنت أتمنى لو أن كتاب بنت ملتها الجديدة،وإحدى قومها الجدد،الألمانية "زغريد هونكه"لا يزال في مكتبتي .. لننظر ما تقول تلك النصرانية الأصلية .. ولكن لا بأس .. في البداية يقول الدكتور شفيق السيد :

(وأرشيف كلية الطب بباريس مليئ برسائل الدكتوراه من القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين ،والتي تؤكد دور الرجل الأوحد في عملية الإنجاب. وهناك أبحاث تعود إلى نفس التاريخ تتحدث عن كيفية إنجاب الذكور أو الإناث وتقول أن العصارة الذكرية إذا كانت قادمة من الخصية اليسرى فإن المولود يكون أنثى،وإذا كانت من الخصية اليمنى يكون المولود ذكرا. أما مسألة العقم فكانت من نصيب المرأة فقط حيث كانوا يؤمنون بأن عدم الإنجاب يعود أساسا إلى عيب في استقبال المرأة للعصارة الذكرية){ مقالة "وماذا عن أطفال الأنابيب ) / د.شفيق السيد صالح / مجلة العربي الكويتية العدد 436 / مارس 1995}
ونحن نجد في "معيننا" قول الحق سبحانه وتعالى،عن تكوين الجنين ..
(فلينظر الإنسان ممن خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب ) الطارق 5،6،7
وفي تفسير ابن كثير – توفي 1373م - : (يخرج من بين الصلب والترائب) الطارق 7 :
(يعني صلب الرجل و ترائب المرأة وهو صدرها. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس "يخرج من بين الصلب والترائب"صلب الرجل و ترائب المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما).

وبعد قرون توصل العلم "التجريبي" .. إلى حقيقة "علمية"موجودة في القرآن الكريم. ولعل "الأميرة"حفظت في صباها سوة"الطارق"ولكن !!
لا علينا،إذ لم نعثر على الألمانية فثمة "النمساوي اليهودي" ،والذي كتب قبل أن يدخل في الإسلام .. أنه يرى أن الإسلام هو الدافع الحقيقي،الذي صنع حضارة الإسلام :
(.. إن الإسلام، في الحق، هو الذي حمل المسلمين الأولين إلى أعالي الذروات الثقافية بتوجيه طاقتهم كلها نحو التفكير الواعي كوسيلة وحيدة لفهم طبيعة خلق الله،وبالتالي لفهم إرادته. إن الإسلام لم يطلب إليهم قط أن يؤمنوا بعقائد يعسر أو يتعذر فهمها. (..) وهكذا فان التعطش إلى المعرفة الذي تميز به تاريخ المسلمين الأول لم يحمل،كما حمل في سائر أنحاء العالم،على أن يؤكد ذاته في صراع مؤلم ضد الإيمان.(..) وهكذا اكتسى البحث الطبي ثوب القداسة لكونه فرضا دينيا. لقد قرأ المسلمون الآية القرآنية الكريمة : (( وخلقنا من الماء كل شيء حي)). في محاولتهم للنفاذ إلى معنى هذه الكلمات بدأوا يدرسون الكائنات الحية وقوانين نموها،وهكذا انشأوا علم البيولوجيا. لقد أشار القرآن إلى انسجام النجوم وحركتها كشواهد على عظمة خالقها،ومن اجل ذلك اشتغل المسلمون بالعلوم الفلكية والرياضية بحمية واندفاع احتفظ بهما في الأديان السماوية الأخرى للصلاة وحدها. ونظام كوبيرنيكوس الذي اثبت دوران الأرض حول محورها ودوران الكواكب حول الشمس،انتشر في أوربا في مطلع القرن السادس عشر(وقابله القسس بالسخط لأنهم رأوا فيه تناقضا لتعاليم كتابهم المقدس الحرفية) : ولكن أسس هذا النظام كانت قد وضعت في الحقيقة قبل ذلك بستمئة سنة،في البلدان الإسلامية.(234- 235 ( الطريق إلى مكة / ليوبولد فيس "محمد أسد" / ترجمة : منير البعلبكي / دار العلم للملايين / بيروت : الطبعة الخامسة 1977}.
فيما يتعلق ب"كوبرنيكوس"يقول علي عزت بيجوفيتش :
( عرف العالم العربي"البيروني"قبل خمسة قرون من "كوبرنيكوس"أن الأرض تدور حول محورها وحول الشمس،وبسبب برهنته لم يتهم بالهرطقة ولم ير أحدهم أن تعاليمه ضد الدين. لم يتعلق الأمر وقتها بعلاقة لبرالية في ذلك المجتمع. إن نظام"كوبرنيكوس"المركزي كان في تعارض مع المشاعر المسيحية عن العالم،ولم يتعلق الأمر بالأرض ووضعها،وإنما بالإنسان وموقعه من الكون. لم يضع"كوبرنيكوس"مع الأرض والريف في دائرة خارجية وحسب،وإنما معها الإنسان. الأرض لم تعد مركز العالم،ولا حتى الإنسان. وكان على ذلك،أن يقلق بشدة المسيحية،ولكن ليس الإسلام،والذي لا يحمل مفهوما خاصا ومميزا عن الإنسان. التعاليم التي كانت مستعدة لتوحيد الله والإنسان "الإله – الإنسان"كان عليها وفقا لتعاليم"كوبرنيكوس"أن تنظر في بدعة غير مشفوعة،وأن تهاجم عرضها المحبب. ومن هنا الاختلاف في القبول،وفي مصير كوبرنيكوس والبيروني){ ص 329 – 330 ( هروبي إلى الحرية) / علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : إسماعيل أبو البندورة / دار الفكر العربي / دمشق }.
وفي الهامش،نتذكر "اللوغارتمات" والتي ذكرت"هوكنه"أن معناها ظل غامضا،حتى تبين أنها تحريف لـ"الخوارزميات"
و من ملف بمجلة "القافلة" عن"الصفر":
(ابتكر الخوارزمي علم الجبر الذي يقوم -كما هو واضح-على حل المعادلات ذات المجاهيل عبر جبر النقص بين طرفي المعادلة. كما طور الخوارزمي طريقة مستلسلة لحل المعضلات الرياضية - كانت موجهة أساسا لمسائل المواريث - ولا يزال هذا الأسلوب منسوبا له حتى اليوم ويعرف بالخوارزميات ){ مجلة قافلة الزيت}.
إذا .. فالبحث الديني في "المواريث" كان سببا رئيسا في إيجاد"الخوارزميات".
نعود إلى"اليهودي النمساوي" والذي يقول :
(لم يكن المسلمون هم الذين جعلوا الإسلام عظيما : بل لقد كان الاستلام هو الذي جعل المسلمين عظماء. إلا أنهم ما إن أصبح إيمانهم عادة وانقطع عن أن يكون منهجا في الحياة يتبع بوعي وإدراك،حتى خبت تلك القوة الدافعة الخلاقة التي كانت وراء مدنيتهم وأفسحت المجال إلى الاسترخاء والعقم والانحطاط الثقافي.){ ص 235 ( الطريق إلى مكة )}
ذلك الماضي العظيم دفع بـ(فايس) للهجوم على المسلمين الذين ضيعوا تلك الشعلة التي أضاءت ماضي المسلمين،فنجده يقول مخاطبا حاكم منطقة (هزاراجات)،في أفغانستان :
-(كيف حدث أنكم أيها المسلمون قد فقدتم ثقتكم بأنفسكم،تلك الثقة بالنفس التي مكنتكم في الماضي من نشر دينكم،في اقل من مئة عام،من جزيرة العرب حتى الأطلسي غربا والى أعماق الصين شرقا – وإنكم اليوم تسلمون أنفسكم بمثل هذه السهولة ومثل هذا الضعف إلى أفكار الغرب وعاداته؟ لماذا لا تستطيعون،وانتم الذين أنار أجدادكم العالم،بالعلم والفن في وقت كانت أوربا فيه غارقة في البربرية والجهل،أن تستجمعوا شجاعتكم للعودة إلى دينكم التقدمي المنير،كيف حدث أن أتاتورك،ذلك الذي ينكر على الإسلام قيمه،قد أصبح في نظركم انتم المسلمين رمز "الانبعاث الإسلامي؟"(..) قل لي – كيف حدث أن دين نبيكم،وكل ما فيه من البساطة والوضوح،قد دفن تحت أنقاض من تأملات متحذلقيكم ومماحكاتهم العقيمة؟كيف حدث أن أمراءكم وكبار إقطاعييكم يمرحون في الرخاء والنعيم،بينما يعيش الكثيرون من إخوانهم المسلمين في فقر وقذارة يفوقان الوصف – مع أن نبيكم قد لقنكم انه"لا يؤمن أحدكم إذا بات شبعان وجاره جائع"؟هل تستطيع أن تقول لي لم دفعتم النساء إلى مؤخرة حياتكم – مع أن النساء من حول النبي وصحابته اشتركن ذلك الاشتراك الرائع الأخاذ في حياة رجالهن؟ كيف حدث أن كثيرا جدا منكم،أيها المسلمون،جهلة وان قليلا جدا منكم يعرفون مجرد القراءة والكتابة..(..) همس :
-"ولكن .. أنت مسلم.." فضحكت وأجبت :
-" كلا.إنني لست بمسلم،ولكني رأيت في الإسلام قدرا كبيرا من الجمال بحيث أنني أستشيط غضبا أحيانا لرؤيتكم تضيعونه.(..) فهز مضيفي رأسه وقال : " كلا .. إن الأمر هو كما قلت. أنت مسلم،ولكنك لا تعرف ذلك .. لماذا لا تقول الآن : "لا إله إلا الله،محمد رسول الله"فتصبح مسلما معنا(..)قلها الآن،اذهب معك غدا إلى كابل وآخذك إلى الأمير(..) سوف يهبك البيوت والحدائق والمواشي (..) – "إني إذا قلتها يوما،فسأقولها لأني مطمئن إليها،لا من اجل بيوت الأمير وحدائقه". ){ ص 313-315 (الطريق إلى مكة)}.
لم يستطع جهل المسلمين بعظمة دينهم،أن يحول بين (أسد) وبين رؤية العظمة الكامنة في أصل الإسلام :
(ولكن ما همني أكثر من فشل مسلمي اليوم في تطبيق نظام الإسلام إنما كانت إمكانيات ذلك النظام نفسه – لقد كفاني أن اعلم انه لفترة قصيرة،في أوائل التاريخ الإسلامي،بذلت فعلا محاولة ناجحة لتطبيق ذلك النظام،وان ما بدا ممكنا في يوم ما يمكن أن يصبح ممكنا لا حقا في وقت آخر. (..) إذا كان ذلك المثل الأعلى نفسه ما زال متاحا لكل راغب في الاستماع إلى رسالته؟ وقد نكون، نحن المحدثين،هكذا فكرت في نفسي،بحاجة يائسة إلى تلك الرسالة بأكثر مما احتاج إليها الناس في أيام محمد. إنهم كانوا يعيشون في بيئة ابسط كثيرا من بيئتنا نحن،وكانت مشاكلهم ومصاعبهم أسهل حلا وأيسر إلى حد كبير.لقد كان العالم الذي كنت أعيش أنا فيه – كل ذلك العالم – يترنح بسبب من فقدان أي اتفاق على ما هو خير وما هو شر روحيا،وبالتالي اجتماعيا واقتصاديا.){ص 322-323 (الطريق إلى مكة)}.
أشارت "المؤلفة" أكثر من مرة إلى الغرب"المتحضر"،والذي لم يتمكن الأتراك من"التحضر"مثله .. وهنا،وفي الهامش،أشير إلى كتاب ...
( "آسيا في خطر"1328هـ مؤلف الكتاب الكاتب الياباني "حسن أوهو"وترجمه عبد الرشيد إبراهيم مع صديقه الياباني"محمد حلمي ناكاوا"في أسطنبول،يتحدث عن المظالم والمعاملات اللاإنسانية التي قامت بها الدول الأوربية في قارة آسيا مثل ربط البشر في فوهة المدافع وإطلاق القذائف والتعليق من الأقدام وقطع الأنوف وسلخ الوجوه) { ص 48 ( حياتي : عبد الرشيد إبراهيم / ترجمة :إحسان وصفي / دار الميراث النبوي / مكة المكرمة / الطبعة الأولى 1435هـ = 2014م.}
"حضارة"!! لقد كان بعض مثقفيهم يفتخر بـ"القذارة"وأنه لم يغتسل أبدا .. وأخرى قالت أن على الإنسان ألا يلمس الماء إلا مرتين ..عند الولادة،وعند الزواج! وكان بعض "متدينيهم"يتورع عن تنظيف بدنه .. لأن ملامسة البدن فيها "لذة"!! والمسلم .. يتوضأ .. كما ذكرت هي عند كل صلاة.
ومن "اليهودي"السابق إلى كتاب آخر .. وكلام في مدح ثقافتنا،التي تذمها "المرتدة" جهلا دون شك،فقد بدت منصفة،بل ومنحازة إلى "الشرق"ولو تعصبا لأصلها.
يقول الدكتور محمد ماهر حمادة :
(على أن هناك نفرا منهم { يقصد من الغربيين - محمود} درسوا هذه الحضارة دراسة وافية وأبدوا إعجابهم بها فيقول توماس أرنولد. كانت العلوم الإسلامية وهي في أوج عظمتها تضيء كما يضيء القمر فتبدد غياهب الظلام الذي كان يلف أوربا في القرون الوسطى. ويقول جورج سارتون في كتابه مقدمة في تاريخ العلم : إن الجانب الأكبر من مهام الفكر الإنساني اضطلع به المسلمون،فالفارابي أعظم الفلاسفة .. والمسعودي أعظم الجغرافيين،والطبري أعظم المؤرخين.){ ص 31 (رحلة الكتاب العربي إلى ديار الغرب فكرا ومادة)،للدكتور محمد ماهر حمادة،والكتاب من منشورات مؤسسة الرسالة،في طبعته الأولى الصادرة سنة 1412هـ / 1992م}.
وهذا حديث عن قرطبة،قبل أن يتسلم الغرب مشعل الحضارة :
(وقد قدر بعض المؤرخين عدد سكان قرطبة في أيام مجدها وعزها بمليوني نسمة،وكان بالربض الشرقي من قرطبة مائة وسبعون امرأة يكتبن المصاحف بالخط الكوفي. هذا في ضاحية من ضواحيها،فكيف ببقية الضواحي وقد كانت شوارعها مبلطة وترفع قمامتها وتنار شوارعها ليلا بالمصابيح ويستضيء الناس بسروجها ثلاثة فراسخ لا ينقطع عنهم الضوء. وهذا شيء لم يحدث في أوربا إلا في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر.){ ص 35 (رحلة الكتاب )}.
مائة وسبعون امرأة يكتبن المصحف .. وفي زمن المؤلفة الكتابة محرمة على النساء!!
وعن اللغة العربية يقول المؤلف :
(فروجر بيكون 1214 – 1294م كان يتقن العربية وله آثار كثيرة معروفة كفيلسوف وداعية لتبني علوم المسلمين ونشرها في أوربا،وهو لم يتردد في القول : "الفلسفة إنما هي أرومة عربية .. لذلك فإن اللاتيني لا يستطيع أن يكون على وقوف بالكتب المقدسة { هكذا - محمود} ولا على الفلسفة إلا إذا عرف اللغة العربية التي نقلت عنها" ..){ ص 186 (رحلة الكتاب )}.
"بيكون"وهو من هو في الثقافة الغربية،يدعو إلى تبني علوم المسلمين .. و"الأميرة"ترى أن تلك العلوم،حين أصبحت في يد الغرب،ستجرح المسلم!!
أساتذة أجلاء .. و تلاميذ نجباء
قبل الأساتذة نشير إلى أن أول ترجمة كاملة للقرآن الكريم قام بها روبرت و هرمان سنة 1143م : (وقد نشرها بيبلياندر في ثلاثة أجزاء "بال 1543م" ..)(59). أما علم الجبر فقد بدأ عند الغربيين عبر :
(كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي : يعتبر نقل هذا الكتاب الهام إلى اللاتينية عملا عبقريا من الطراز الممتاز (..) ويعتبر ذلك بداية علم الجبر في أوربا)(..). كما أن علماء البصريات اعتمدوا على كتاب :
(المناظر لابن الهيثم الذي عرفه الغرب اللاتيني باسم Opticae Thesaurus AIhazeni وهو كتاب يجب وضعه بين الأعمال الخالدة.){ ص 85 (رحلة الكتاب )}.
أما الرازي فقد : ( نقلت كتبه الطبية إلى اللاتينية من زمن مبكر وما رست نفوذا عظيما مدى عدد من القرون.)(..). أما كتاب ابن سينا (القانون) فقد كان – وهو موسوعة طبية – يعتبر (توراة طبية لعدد كبير من القرون (..) ومما يدل على أهمية هذا الكتاب وانتشاره أنه طبع في الثلاثين سنة الأخيرة من القرن الخامس عشر ست عشرة طبعة وطبع أكثر من عشرين طبعة في القرن السادس عشر.){ ص 89-90 (رحلة الكتاب )}.
جابر بن أفلح و الكندي
أما الفلك،فـ في الوقت الذي بدأ اللاتين يكتشفون بطليموس أخذ علماء المسلمين يوجهون أعنف النقد وأشده إلى نظرية بطليموس الفلكية،ويعتبر هذا أعظم تطور حصل في حقل هذا العلم آنذاك. وقد افتتح هذا العهد الفيلسوف الأندلسي ابن باجة (..) وأتقن عملية النقد وأبرزها بعمق جابر بن أفلح وهو أعظم فلكي في القرن الثاني عشر.){ ص79 (رحلة الكتاب )}. كما يعتبر الكندي :
(واسمه الكامل أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح (..) عالما موسوعيا (..) وهناك عملان من أعماله اكتسبا أهمية خاصة الأول رسالة في البصريات القياسية الهندسية والفيزيائية "Aspectibus" وقد أثرت أعظم تأثير في روجير بيكون و ويتيلون وغيرهما. والثانية هي "DE medicinarum Compositarum gradibus" وهي عبارة عن محاولة خارقة للعادة لتأسيس علم الأدوية استنادا إلى قاعدة رياضية.){ ص84-85 (رحلة الكتاب )}.
استنادا إلى قاعدة رياضية .. تلك العلوم التي تخشى "الأميرة سالمة"أن تجرح شعورنا .. وربما عقيدتنا .. كان دينها السابق،وهله أول من وضع أسسها .. فإن جهلت هي ذلك،لظروف تاريخية،فهل يجوز أن يجهلها أهل هذا الزمان!!


إ لى اللقاء في الحلقة القادمة .. إن شاء الله.

س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضات من مذكرات"مرتدة : ضحية الجهل والعشق! (2) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 05-09-2017 02:12 PM
ومضات من مذكرات"مرتدة : ضحية الجهل والعشق! محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 03-09-2017 02:22 PM
ومضات من مذكرات أ. عبد الله بن إدريس محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 18-05-2017 11:19 AM
ومضات من مذكرات خالد العدساني (3) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 15-11-2012 11:02 AM
ومضات من مذكرات العدساني (1) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 20-10-2012 03:09 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 05:49 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع