مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2015, 08:51 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
"مزلقان" الالحاد : رواية"طوق الحمام"أنموذجا

"مزلقان" الالحاد : رواية"طوق الحمام"أنموذجا

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .. كتبتُ مقالة (حوار هادئ مع الداروينيين) ووعدت فيها أن أكتب عن الرواية بصفتها – من وجهة نظري – أحد مزالق الإلحاد وأحد طرق تهوين الدين في النفوس،كان ذلك في شهر رمضان 1434هـ،ومن ذلك التاريخ وأنا أقدما يدا وأأخر أخرى .. متذبذبا بين فائدة الكتابة وفيها من استشهاد ببذيئ الكلام المتطاول على الدين،وبين عدم فائدة الكتابة !!
ثم جاء الحديث الأخير عن الانشتار المزعوم للإلحاد في السعودية .. فكتبت ("المعري"يرد على الأستاذ"الشهري")،عطفا على حلقة من برنامج (حراك) دارت حول الإلحاد.
قبل الحديث عن الروية وأثرها .. بل قبل كل شيء .. أكرر ما قلته في مستهل حديثي عن رواية ( الحمام لا يطير في بريدة) :
إن الكتابة عن الرواية الحديثة مثل تشريح "جثة"وذلك يستلزم الاستشهاد بأمثلة من الطعن في الدين،وحديث عن الجنس .. فمن يقرأ فإنما يقرأ على مسؤوليته الخاصة.
ما الذي تصنعه الرواية؟
سبق أن قلنا أن الرواية – مثلها مثل النكتة والأعمال الدرامية – تسعى إلى تغيير الأفكار عبر استغلال قارئ – في الأغلب الأعم – جاء ليتسلى .. وهو في حالة التسلية تمرر بعض الأفكار المسوسو بين طيات أحداث الرواية إلى وعيه ولا وعيه.
ولعل أقرب مثال لتوضيح الفكرة .. هو ما يتعلق بالتلفاز والحجاب.
يستطيع القارئ أن يتصور مجتمعا شديد المحافظة – مثل المجتمع السعودي – والذي لا تُرى فيه امرأة في الشارع كاشة وجهها،ثم جاء التلفاز .. أصبحت المرأة ترى النساء – العربيات المسلمات – كاشفات وجوههن .. با حاسرت .. بل عاريات الأذرع .. إلخ.
وليس ذلك داخل البيوت فقط .. بل في الأسواق والشوارع ومكاتب العمل المختلطة.
هل قال أحد للمشاهدة : اكشفي وجهك؟ هل أتيحت فرصة لتقديم الدليل على حرمة كشف الشعر .. وتعرية الساقين؟
كان الأمر ببساطة صورا تعرض .. وتعرض .. وتعرض .. ربما كان استنكر الأمر جيل قديم .. ثم نشأ جيل فتح عينيه على تلك المسلسلات .. والنساء غير المحجبات .. بمعنى آخر تم تجهيز "العقل"لتقبل نزع الحجاب.
الأمر نفسه في الرواية .. يتم دس فكرة هنا .. وأخرى هناك .. وصولا إلى السخرية من الدين .. وصولا إلى شتمه .. فإذا طُرحت فكرة إلحادية .. كان "العقل"قد جهز لقبولها .. بطبيعة الحال مع معطيات أخرى هشاشة الثقافة .. إلخ.
كان الفكرة أن أجمع قدرا كبيرا من النصوص التي تؤكد وجهة نظري .. ولكن فكرة أخرى قطعت الطريق على الفكرة الأولى،وذلك أولا لأنني كنت قريبا العهد بقراءة رواية"طوق الحمام"،وثانيا لأن الدكتور عبد العزيز قاسم في حلقته عن الإلحاد قال عن انتشار الإلحاد أنه انتشر حتى بين الفتيات؟ قالها بحرقة وتعجب،ومن تساءل الدكتور فضلت أن أقدم بالحديث عن زاوية أخرى تخص الفتاة دون الفتى،وتلعب فيها الرواية دورا كبيرا .. وهي تكريه الفتاة لأنوثتها،وتصويرها مضطهدة اضطهادا مضاعفا،فإذا كان الشاب قد حوصر في باب الشهوات،إن ليده القدرة أو حرية السفر .. أما الفتاة فهي مقيدة بعدة قيود. وقد تذكرت ما جاء في مقالة لمن كتب تحت اسم "أبو أزاد"عن منع المرأة السعودية من ممارسة الرياضة،أو منعها من احتراف الرياضة،فكتب ..
(ولا يلزم المسؤولون عن تلك الألعاب البنات بأن يكن شبه عاريات فقد رأينا البنات من دول الخليج مشتركات في بعض تلك الألعاب وهن لابسات لباس كامل لا يظهر منهن غير الوجه والكفين ولا يصف تقاطيع أجسامهن وحصلن على ميداليات مختلفة وهذا لا يطعن في إسلامهن خاصة وأن لهن مرافقات من السيدات وبعضهن يرافقهن محارم فالمنع من دون النظر إلى ما يمكن وما لا يمكن فيه رمي للمسلمين بالتطرف والتعالي وفيه تشجيع لمن يكن متعريات للخروج من ربقة الإسلام){ جريدة الندوة العدد 14182 في 14 / 5 / 1426هـ = 21 / 6 / 2005م}.
سنتجاوز ما لا يهمنا،مثل ممارسة الرياضة مع الحاجة .. والمرافقات والمحرم المرافق .. وذلك"التعالي"الذي يشبه الكلام المترجم!! ونركز على "الخروج من ربقة الإسلام" .. إذا المرأة قد تترك الإسلام بهذه البساطة من أجل منعها احتراف الرياضة أو الحديث عن عريها وهي تمارسها؟!!
قلت قبلُ أنني حديث عهد بقراءة رواية "طوق الحمام" للروائية رجاء عالم،ولعل أصح وأبسط وصف لهذه الرواية هو ما كتبه أحد النقاد وهو يتحدث عن "جائزة البوكر العربي"- وقد فازت بها الرواية – وكونها جائزة مشبوهة .. ولكن ما يهمنا أنه وصف رواية "طوق احمام"بأنها "مسودة رواية"!!
هي كذلك بالضبط .. بالروائية يبدو أنها لم تنقح مسودة روايتها،لتتجنب بعض ما فيها من تناقض .. كما أن الرواية .. خليط من الأفلام الغربية .. والروايات العربية .. ولو أن دارسا تتبعها لوجد العجب العجاب.
قارئ الرواية لابد أن يلحظ تركيزها على ضعف مكان المرأة ... والتضجر من الحجاب .. كما يوجد تركيز عجيب على (طمث الفتاة"!!
في النص الأول الذي سأنقله سوف مجد لا حديثا عن"الطمث"بتلك العبارات المقززة بل نجد رمي طالبات معهد المعلمات بالحجارة – أو رجمهن إن شئتم – من قبل صغار الحي!!
ننقل من مذكرات "يوسف"- بطل الرواية او أحد أبطالها الرئيسيين – وهو يتحدث عن"عائشة"إحدى بطلات الرواية أيضا،ومنافسته في الثقافة ،في زقاقهم "زقاق أبو الروس":
مذكرات يوم 12 أكتوبر 2004 ( عائشة مثل حصالة كلمات. عائشة الموسوسة – الآن – بالنظافة،محفورة بذاكرة أبورووس : كنا ننتظرها حفاة حين تهبط من حافلة نقل الطالبات،تنبع منها رائحة سمك مجفف،نرقب كعب قدمها اليسرى،ننتظر خيط الدم الرفيع الذي لمحناه يوما يصبغ جوربها بالأحمر. كلنا عرفنا أنها قد حاضت قبل كل بنات أبوالرووس،اللواتي حولن حافلة المعهد إلى علبة سمك مجفف){ص 43 (طوق الحمام )/ رجاء عالم / جائزة البوكر العربية 2011 / المركز الثقافي العربي /الطبعة الثالثة / 2011م"نسخة إلكترونية" }.
لمن لم يقرأ الرواية"عائشة"البطلة أصيبت في حادث سير ماتت فيه أسرتها كلها،وارسلت إلى ألماينا للعلاج على حساب اللأمير عبد العزيز بن فهد – حسب الرواية – وهناك تعرفت أو أحبت أخصائي العلاج الطبيعي الألماني،ثم أصبحت تكتب له رسائل الإلكترونية،حصل عليها المحقق بعد حصول جرمية قتل في الزقاق،واختفاء فتاتين.
"عائشة"تحدث الألماني عن دراستها في معهد إعداد المعلمات – سنة 1985 – (يغلق الحارس باب معهدنا بسلسلة وقفل وخلف الباب،نحن بنات المعهد ماعز غارقة في الحر وروائح البلوغ .
وعلى عجل نستعد بأسود ثقيل : عباءة
وأسود شفاف : طرحة.نرتدي عباءاتنا ،ونرخي على وجوهنا الطرح طبقة اثنتان،ثلاث،أربع ..نتفاخر بعدد الطبقات بدون أن نتعثر (..) لم أذكر قط أن سقطت عن رأسي عباءة (..) لا أعرف كيف بوسع أي مراقبة أن تتبع النظرة وقعت أم لم تقع على "جنس آخر"،وبمنتهى السهولة (..) إلى أن تُقبل على أبوالرووس وتبدأ كتلة السواد بالتقلص. أنت لا تعرف أولاد أبوالرووس . كل ظهيرة لا يمولن،يقفون على فوهة الزقاق بانتظار الحافلة.
انظر هذه النقرة على قمة أنفي أحدثها حجر قذفه صغير صوب كتلتننا بلا تمييز.
لا بأمل أن تهبط عليه بحورية،ولكن،وربما،وفقط،للمس وجه من تلوك الكتلة،وجه كل البنات .. وإن بحجر.
ملحوظة 1 : تخيل النقلة التي تمت لي"من أربع طبقات للطرحة لقميص مستشفاكم ببون" ){ص 282 - 283 "طوق الحمام"}.
أعتقد أن مثالين عن حديث الروائية عن"الطمث"يكفيان،ومنهما نخرج من هذه الرواية إلى رواية أخرى أكثر جرءة،ومباشرة في الحديث .. فقد كتبت الدكتورة نوال السعداوي عن"طمث النساء"ثم بنت على ذلك أن افتراضا :
( لابد أن الله يكره البنات فوصمهن جميعا بهذا العار. وشعرت أن الله تحيز للصبيان في كل شيء){ ص 8 (مذكرات طبيبة) / د. نوال السعداوي}.
نعود للرواية التي بين أيدنا للنظر إلى "حالة"المرأة بعيدا عن"الطمث" .. سنأخذ شهادة"الزقاق"!! نعم إنه زقاق يتكلم .. فيقول عن رسائل عائشة للألماني :
(لم أعبأ في تاريخي بخصم أنثى لأنني أعرف أن النساء خلقن لكي يستسلمن للواقع.واقعي المزري){ص 119 – 1120 "طوق الحمام"}.
من شهادة "اللزقاق"إلى شهادة الفتى المسمى بالتركي أو "تيس الأغوات"،فعندما قال له"يوسف"أن"عزة"قد قتلت رد عليه : (ومتى كانت حية؟متى كان أي منا ..؟ المرأة حشرة،بينما الموت لنا نحن الرجال ..){ص 390 "طوق الحمام"}.
هل تذكرون رواية"الحمام لا يطير في بريدة"؟ شخصيا تذكرتها أو تذكرت بطلتها "طرفة"والتي كانت تعاني ظلم أسرتها،وتفضيل أخواتها عليها،رغم غبائهن،وذكائها!! حتى شكت في أن أمها قد أنجبتها من "الحرام"!! تذكرتها لحديث هذه الرواية أيضا عن فتاة تعاني تمييز أسرتها،بل تعاني من المؤلفة نفسها!! فقد نسيتها في خضم هذه (المسودة) فتحدثت عنها في لمحة .. ثم اختفت،وهي بلا اسم على كل حال .. يقول عنها"مشبب"والذي أتي به ليرقيها!! يقول لـ"عزة":
(لو رأيت تلك البنت .. لم تتجاوز الرابعة والعشرين ،وببساطة لا تحيا .. تعاني ظروفا تفوق في قسوتها ظروف سجناء اجوانتنامو ،ابنة امبراطور مال دولي ومع ذلك لا تملك منفذا لهاتف متنقل. حتى الخدم يتمتعون بهذا الحق،بينما هي البنت تخضع للمراقبة وتشهد حياتها تتسرب من بين يديها ."لم تجرؤ عزة على التساؤل : أهو مجرد هاتف نقال يهرب في ذلك الطرد؟.
"أيمكن أن أسأل : كيف عرفت فتاة مغامرات سينمائية كهذه؟){ص 224 "طوق الحمام}.

بل إن هذا الظلم الذي تعانيه المرأة،ليس حديثا،بل قديم قدم الأزل .. يسجل ذلك "يوسف"في مقالة له كتبها وهو يجلس في المقهى : (أهبط الله لآدم ملائكته بحجارة خضر من درر الجنة،كان أول من علم حرفة البناء في مكة الملائكة،بنت الملائكة وعلمت آدم البناء فبنى معها ثم طاف.(..) وكانت الأرض حينها سكنا للشياطين والوحوش ،وقامت الملائكة واقفة أمام الحرم بظهورها لبيت الله ووجوهها للقفر خارجه،تمتع الشياطين والوحوش من ولوجه،وكان محظورا على حواء ولوج الحرم،فإذا أراد آدم أن يُلم بالولد خرج إليها ،فجامعها ورجع للدرة المجوفة بحجم خيمة أهبطها الله لسكناه،ولعزائه عن مفارقة الجنة،ورفعت بموته){ص 240 "طوق الحمام"}.
إذا "فحواء"منذ الأزل مطرودة من لا من جنة السماء فقط،بل حتى من الحرم الأرضي!! بطبيعة الحال إدخال "الجنس"في الموضوع،لتصويره وأكنه الغاية الوحيدة المطلوبة من"حواء" : "اللذة"و"الولد". وهنا تتساءل الرواية بعد حديث طويل عن قمع التلميذات ولون الملابس ومنع الشرائط الملونة .. (هل لأبو الرووس مشكلة مع البنات؟ (..) يتخيلنا أبوالرووس أبكارا غير قابلات للمس،وبالرأس الآخر يتخيلنا دُمى للجنس.
التحدي الذي نواجهه هو كيف ننجح في ان نكون المرأة السوبر،نصفها نسخة من جداتنا البدويات اللواتي لا يرفعن برقعهن حتى حين يأكلن مع أزواجهن،ونصفها الآخر نسخة من كل مغنيات وراقصات الفيديو كليب.){ص 53 – 54 "طوق الحمام"}.
بعد هذه النقطة ننتقل إلى "الحجاب"والذي يبدو أنه يشكل هاجسا لدى الروائية ... نبدأ بإحدى ضحايا"خليل"- طيار سابق،تم فصله من العمل بسبب ممرضة،ثم أصبح سائق "أجرة" – توقف لامرأة،تصفها الروائية .. (خيمة سوداء في عباءتها المسدلة من الرأس إلى القدم،تنتهي بجوارب فاحمة للركبتين وقفازين للمرفقين (..) أنطق الذعر الأم"بحق الله أطلقنا" .. ليس قبل أن تنزعي جواربك وقفازاتك ،اعتبرينا في طريقنا للحج" ضحك خليل وقع كصدمة.(..) قاد خليل عربته مبتعدا،مراقبا في المرآة المرأة وهي تتخبط في أطرافها التي ظهرت للشمس فجأة،تتعثر وتتشرنق حول ذاتها في محاولة لحماية جلدها من العيون والضوء،ضحك خليل بتلذذ "مثل دراكولا"وتمهل ليقذف بأطراف السواد إلى الطريق.){ص 58 "طوق الحمام"}.
أما "عائشة"فتكتب للألماني (بكل حركة أكتشف جزءا مفقودا من جسدي،وبكل فعل أخلع المزيد من شروخ الخوف والقماش){ص 106 "طوق الحمام"}،وقد عادت"عائشة"من رحلتها العلاجية في العشر الأواخر من رمضان،وشاهدت الاحتفالات بالعيد الوطني ورقص الشباب والفتيات .. ( لا بموافقة القانون وإنما بتغاضيه،حين يستغل الشباب – تحييد الشرطة الدينية خصيصا لهذه المناسبة – لممارسة هذا الخروج ،عندها تسقط الطرح عن رؤوس الفتيات،وتبدأ احتفالية الشوارع){ص 325}.
واضح أن قطة سقوط "الطرح"أو الحجاب مهمة جدا لدى الروائية .. بل تصور محاولة الفتيات المكبوتات "تهريب"بعض خصلاتهن عند التصوير!!
"معاذ"- أحد سكان زقاقا أبو الروس - وهو مصور ..
47 معاذ يصور الفتيات (أحيانا تبالغ فتاة فتهرّب غرتها لصورة،يعرف أن هذه الغرة ستعاد إليه حين تصل إلى دائرة الجوازات،يُرجعونها لالتقاط أخرى،بلا غرة،يراقب محاولات البنت لتسريب توقيع آخر لذاتها فتدفع هذه المرة طرحتها لبداية جذور شعرها الفاحم الكثيف،يصير خط الجبهة محددا بسواد فتنجح في تهريبها تحت يدي موظف الجوازات.){ص 524 "طوق الحمام"}.
وكما في رواية"مذكرات طبيبة"للدكتورة "السعداوي"يمتد الأمر ليشمل عري المرأة الميتة،وفي هذه الرواية نجدد المحقق"ناصر" في المشرحة وأمام "جثة"القتيلة "عائشة" .. ( وكانت عينه قد تجلدت ككمال ذاك التمثال المسبوك أمامه،انتقل لكمال ذاك الموت،"جسد المرأة هو الموت"،تأكدت له تلك الحقيقة،بعين غائمة طفا على ذاك (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) جف ريقه،شَعَرَ ببلورات تنطحن تحت أضراسه،توقف كثيرا بتلك السكتة،بحث بجوفه عن سكنة معادلة"كل الصمت الذي ابتلع مشاعره،كل الأجساد المؤنثة التي منذ سنين مراهقته مغلفة بسواد العباءات"للمحة صار واحدا من صمتها المطلق ..){ص 306 – 307 "طوق الحمام"}.
كانت الرواية قد حدثتنا من قبل عن "المحقق"حين يرى الحاجات غير محجبات .. (تأمل المحقق ناصر في بحر الأكتاف العارية للرجال،ووجوه النساء المكشوفة والتي تقتضي أضحية فيما لو مسها حجاب،تعجب من سفور وجه المرأة للطقس الديني،وهو نفسه جزء من ذلك الحَجْبِ والتناقض،اكتشف أن قلبه لا يخفق وريقه لا يجف (؟؟؟) لرؤية إناث الحجيج،وأنه ينظر إلى تلك الوجوه بصفتها جنسا ثالثا لا ينتمي للانوثة ولا للذكورة،بينما يكفي طرف وجه امرأة محلية ليسمره مشلولا){ص 215}.
هذا الخوف وهذا الحجب ما نتج عنه ؟ يلخص الأمر "الفيلسوف" : " تيس الأغوات" وهو يخاطب ابن الإمام: (كل من تعرف من النساء هم {!!!} امرأة واحدة،لا يمكن خداعهن ،يعرفن أن : ليس بوسع العشق أن ينبت في الخوف،ولا ان تتبادل البشر والمانيكانات .. تخيل هذا الجسد الفليني في العشق!! (..) طوال مراهقتك كنت مشغولا بحفظ القرآن والفرار من خُطط أبيك العمياء لتفهم،أنا وحدي أعرف معنى أن تفقد ملمس اللحم والدم بين ذراعيك .. بنات أبو الرووس كن هذا ..."مشيرا للمانيكان (..) "أختك سعدية"اختلجت أهداب معاذ ،لكنه كان مستنزفا ليعترض على توريط سعدية في ذلك الحوار،"حسنا،لنقل عزة،أو أي بنت،عاشت في رعب أن نمسها){ص 437}.
التخلص من كل تلك المعاناة .. تلخصها "عائشة"في إحدى رسائلها فتقول للألماني :
( تخيل نفسك بقناة بث محلية واحدة،لينقطع ذلك الإرسال لفجأة وتجد نفسك موصولا لقنوات الاتصال الحديثة،ولعالم اليوم؟ ذاك كان موت أبي.){ص 264 "طوق الحمام"}.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يريد"الرجل" لـ"الحرائر" أن يكن "جواري" العصر الحديث؟!! محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 13-02-2013 08:25 AM
بالفيديو.. "مقلب" مع شاعر يدفعه لإشهار "مسدس" بوجه "المخرج" مخاوي النشاما مجلس اخبار الشعراء و مسابقات الشعر 8 16-10-2011 04:31 AM
قس المتطرف "جونز" يصف القرآن الكريم بـ"الشّر" ويطالب بعقد محاكمة دولية لـ"كتاب الله" الشارع المخملي المجلس العــــــام 3 14-01-2011 09:05 AM
جولة "الدمام" حملت رسالة إلى "الصم والبكم" مسفر مبارك مجلس اخبار الشعراء و مسابقات الشعر 4 29-11-2007 05:10 PM
نستني مع همومي وارتجي ليل الوصال يعود"""""""" ماعاد به حل؟ مجلس الشعر النبطي 6 20-08-2006 06:48 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:11 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع