ظـــــالـــــتــــــي ...

[فهيد الكفيف]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


عندما حاولت أن أخدع قلمي وأكتب عن السعادة والطموح...لم اجد اي حرف في قاموسي يحوي تلك المعاني...فاجتهدت عبثا ان اصل الى المعنى الحقيقي للسعادة وما توصل الية من تحقيق للاماني...فقلت في نفسي انني لا بد ان أقوم برحلة للبحث عن هذه المعاني التي أتمنى ان تخطها يداي ويكتبها قلمي...
فبدأت رحلتي متزودا بعزمي وصلابتي:
فاذا بي اخطوا في قفار وصحار من الوحشة والملل...فكلما التفت يمينا لا أرى سوى كثبان من الالم...واذا التفت شمالا ارى جبالا من الاسى .... فما زادني ذلك االا اصرارا وعزيمة لمواصلة الطريق والوصول الى مبتغاي...وعندما انهكت قواي وشارفت على الانهيار اذا بي ارى في الافق ما يخيل لي أنها واحة...فتقدمت مترنحا بخطاي مثقل الكاهل...وكان جل ما اخشاه انني اتبع سرابا...ولكنني وصلت الى ما كانت تسمى واحة فقد جفت مياهها وذبلت زروعها واشجارها...
هنا..
سقطت سقوطا مدويا انبعث صداه في ارجاء هذه القفار الواسعه القاحلة ...
وعندما استعدت بعضا من قواي وبعد غفوة لا اعلم ان كانت طالت او قصرت فتحت عيناي لأرى أشباه بشر ينظرون الي بنظرة الشامت ولكنهم بنفس الوقت يمدون الي ايديهم ويدعونني لاكون معهم وبينهم... هنا احسست بشئ داخلي يرغمني على الوقوف رغم مابي من آلام تسكن أضلعي...وقفت لأرسل لكل شامت من هؤلاء الحاقدين الذين يسكنون واحات النسيان والفشل رسالة مفادها أنني لن ولم أكن أبدا منكم...بل سأستمر في سعيي لايجاد السعادة والطموح ...
وقد كان لي ذلك فبعد مغادرتي لتلك الواحة اليائسه وجدت شيخا كبيرا يسكن في اطراف هذه الصحراء الكبيره لوحده ... فستأذنته بالجلوس عنده فترة لاستعيد قوتي .. وخلال هذه الفترة سردت له قصتي واحداث رحلتي ...وعندما استعاد جسمي نشاطه ودبت الحيويه في خلاياه ودعت هذا الشيخ الكبير ولكنه همس في أذني قائلا ... لا تبتعد كثيرا فظالتك ليست بعيدة كما تظن... ولكنها تسكن فيك ...هنا تعجبت منه وقلت باستغراب ..كيف؟؟... فقال ان ما تبحث عنه شئ يمكنك ايجاده في اي وقت ولكن اذا كنت تريد .... انــهــا الـــقـــنــــاعـــة .... وفعلا كانت ظالتي قريبه مني ولم اجدها الا بعد ان دلني عليها هذا الشيخ الكبير ... وكان جل ما حزنت عليه بعد ايجادي لظالتي انني فقط قد اضعت وقتا كثيرا وجهدا وفيرا في البحث عما هو قريب دون ان احس...



الملخص:


القناعة مفتاح السعادة والامل وتحقيق الطموح والاماني...فبها نعلم اننا افضل حالا من غيرنا.. ونعلم اننا سنأخذ رزقنا المكتوب ... وان ما بين ايدينا نعمة يجب شكر الله سبحانه وتعالى عليها...


اتمنى لكم التوفيق...