============= بسم الله الرحمن الرحيم ==============
الحمد لله متم النعم، الحمد لله ذي الفضل والكرم، الحمد لله ما خط مداد القلم، الحمد لله حمداً يعانق القمم، الحمد لله موجد الأشياء من عدم.
الحمد له حمداً حمدا، والشكر له شكراً شكراً، أحمد على آلائه ونعمائه، ورحمته على عبده وامتنانه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد:-
بالأمس القريب كنا ننتظر إطلالة شهر الخير والبركة، شهر الجود والفضائل ومضاعفة الحسنات، واليوم نودعه ومعه أعمالنا التي عملناها فيه من خير أو غير ذلك - نسأل الله أن يجعلنا ممن أحسن فيه وعمل، وممن تقبل الله منهم صالح أعمالهم.
إخوتي الكرام إن هذا الشهر قد انقضى بأيامه ولياليه، وساعاته وثوانيه، فبين مسارع للخيرات ومسابق إليها، وبين متكاسل عن العبادات وراغب عنها، وكلا الفريقين سيلقى جزاء ما عمله.
فمن كان من الذين سابقوا وسارعوا إلى الخيرات فليحمد الله عز وجل على ذلك، وليسأل الله جل في علاه أن يقبل منه سائر عمله، وأن لا يكون رمضان فقط هي آخر محطة، ثم بعد ذلك يتوقف عن الطاعات والعبادات، بل يحاول الاستزادة منها لأن رب رمضان هو رب الشهور جميعها، فإن كان قد انقضى صيام شهر رمضان، فقد حث النبي عليه السلام على صيام ست من شوال ولذلك يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم { من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله }.
فأي فضل أعظم من هذا، وهناك صيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، فالله جعل وعز جعل لهذه الأمة كثيراً من الأوقات يعوضون فيها ما فاتهم من خير، ويستزيدون في كل وقت وحين، وإن كان قيام الليل في الجماعة قد انقضى بانقضاء ليالي رمضان، فقد جعل القيام في جميع أيام السنة، فقدء جاء من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان لا يزيد على إحدى عشرة ركعة لا في رمضان ولا في غيره } إذاً فهي فرصة لك يا عبد الله لتحافظ على ما بدأته في هذا الشهر المبارك.
أما الفريق الثاني والذي فرط وتكاسل وتهاون في شهر رمضان فنقول له بادر يا أخي فلا يزال الباب مفتوحاً أمامك على مصراعيه، فباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها وحتى تبلغ الروح الحلقوم، فإن كنت قصرت في شهر رمضان، فالله عز وجل هو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فإياك يا أخي أن تقنط من رحمة الله، فرحمة الله واسعة، والتوبة تجب ما قبلها.
إخواني لا أريد الإطالة عليكم، وإنما هو جهد مقل يريد أن يتزود مما عندكم، وأن يأخذ عنكم ويستفيد منكم.
أسأل الله أن ينفعني بما كتبت وأن يجعله حجة لي لا حجة علي، وأن ينفعكم بما ستقرءوه وأن يجعله حجة لكم لا حجة عليكم، وأن يوفقنا وإياكم إلى سبيل الرشاد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.