مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 24-12-2012, 10:47 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
مذكرات طالب"6": د. حسن نصيف (الأخيرة)

مذكرات طالب"6": د. حسن نصيف (الأخيرة)
نبدأ هذه الحلقة بما يشي بأننا – في بعض الأمور – نعود إلى الخلف .. بدلا من أن نتقدم إلى الأمام!!
أعني وجود (قانون) محدد .. حتى وإن كان يعاقب من (يحلق لحيته)!!! فهو في المحصلة (قانون) يتم التعامل به،ولا يترك الأمور للمزاج .. (للزميل الباكوك نوادر لطيفة سأذكر جانبا منها هنا علاوة على ما سبق في هذه المذكرات،أو أختمها بقضية حمل السلاح .. على أن الذاكرة قد تسعفني بمجموعة أخرى في المستقبل.
كان من عادة البادكوك – ونحن في مدرسة البعثات بمكة – أن يرتدي أفخر ملابسه عصر كل يوم ويقصد إلى المسعى لقضاء المساء مع بكر باناجه .. وكان البادكوك عند الحميدية عندما أمسك به شرطي واقتاده إلى الحميدية لأن ذقنه محلوقة،ولم يخرج البادكوك إلا بعد أن أسعفه الشيخ العريف بالغرامة وقدرها سبعة ريالات ونصف وكانت مبلغا جسيما في ذلك الوقت .. وفي ذلك يقول البادكوك من قصيدة فكاهية طويلة :
سبحان ربك رب العزة الصمد **** ماذا أصبت في ليلة الأحد
حلقت ذقني وقلت اليوم تمشية **** وكنت أحسب أن المنع لم يرد
لبست بدلة هايلايف ومنظرتي **** ورحت إلى المسعى على تؤد
وبينما أنا أمشي إذا أتى رجل **** وقال هيا معي إلى شرطة البلد
كلم عميمي (عليا) في مخالفة **** ما قال ذاك إلا مت في جسدي
{في الهامش : "هو المرحوم علي جميل مدير الأمن العام حينذاك".}
ثم يقول :
وقلت للضابط المشغول في هلع **** يا ضابط الجند لا تنظر إلى أحد
فقال إما سجن تبيت به **** أو حالا ادفع رسوم الذقن وابتعد
وعند ذاك دفعت السبع يتبعها **** نصف وحالا مضى لي البيه على السند (..)
وفي أحد الأيام اضطر البادكوك لحمل السلاح .. تضارب مع البغدادي وكنت وأسعد عزوز نحرش،وبدأ البغدادي المصارعة بحركة بارعة،فنزع نظارة البادكوك وألقاها جانبا وأصبح البادكوك لا يرى،وبالطبع تغلب عليه البغدادي،وكان البادكوك يصيح فينا : (أعطوني النظارة) ويضربنا ويرفسنا. ثم هرب البغدادي وأقفل غرفته خوفا من انتقام البادكوك .. فقد أخرج مطوة من درجه وجاء يريد كسر باب غرفة البغدادي،فوقفنا أنا وأسعد نحميه بعد أن تطور الأمر والبادكوك يضربنا بيديه،والبغدادي يقرأ الشهادتين وما تيسر من القرآن .. وأخيرا هدأ البادكوك وظل البغدادي وقتا طويلا يخاف من البادكوك .. ويخشى من التلميح){ص 150 - 153}.
يبدو أن صفة (المزاح) ضمن تركيبة المؤلف ورفاقه،لا تفارقهم .. وإن تجاوزا الحد أحيانا .. (كنا جماعة من طلاب البعثة اعتزمنا العودة إلى الوطن لقضاء إجازة الصيف،ولم تكن الطائرات قد بدأ استعمالها في المواصلات بالصورة الحالية،ذهبنا إلى السويس وبحثنا عن أوتيل متواضع فوجدنا واحدا في شارع فرنسا،وبقينا فيه ثلاثة أيام ننتظر الباخرة.. وكان من المجموعة أمين جاوة وأسعد جمجوم وعلي غسال وحبيب كوثر وزين العابدين الدباغ ومحمد بادكوك وغيرهم .. وكانت صاحبة الفندق امرأة عجوزا أجنبية .. وكانت تعاملنا بقسوة وتطفئ الأنوار في وقت مبكر حتى لا نسهر .. فأردنا الانتقام منها وأخذنا نقضي حاجتنا الخفيفة في البلكون،وفي إحدى الليالي علق أسعد قبقابا في السارية الخاصة بالعلم وهذا يعرض الأوتيل لعقوبة شديدة. وكنا كلما تأزم الموقف بيننا وبينها أرسلنا لها البادكوك فقد كانت علاقتها به طيبة،ويجلس البادكوك بجانبها ويقول لها : (أنت تشبهين أمي) فتنفرج أساريرها وتصفح عنا،وكنا نتمشى يوما في شارع السويس وقابلنا بعض أهالي ينبع ونحن نرتدي الملابس الأفرنجية فسألناهم السؤال التقليدي : (ينبع فيها منارة؟) فدهشوا لأن هذا السر قد انتقل إلى السويس وظنوا أننا مصريون ومع ذلك فقد أجابونا بالإجابة التقليدية أيضا .. وأخيرا ركبنا الباخرة بعد أن اشترينا مقاضي الطريق فقد كنا نركب في الدرجة الثالثة على سطح الباخرة .. وفي الباخرة بدأ الانسجام وكنا في شهر رمضان ولكننا كنا مفطرين لأننا على سفر .. وكان معنا حاج هندي يحب أن يقرأ القرآن بصوت يظنه رخيما فما نكاد نقول له – حتى وهو نائم – (قرآن شريف) حتى يهب جالسا ويأخذ في التلاوة،وكنا لا نتركه ينام أبدا،ولم نكن نحن ننام أيضا فقد كنا في شغل شاغل بالمقالب والأذية .. ومن الطريف أنني زرت مع البادكوك الأستاذ أحمد قنديل بمكتبه في جدة ودخل علينا الحاج الهندي وكدنا أن نقول له على الرغم منا : (قرآن شريف) وتبادلت مع البادكوك النظرات ولكننا كتمنا شعورنا على مضض. وفي اليوم الأخير على الرحلة بقيت عندنا بعض مواد التموين والأثاث فقررنا أن نقيم مزادا ونبيعها ونتقاسم القيمة .. وكان من ضمن المواد قلتان كبيرتان مما يستعمل في مصر لتبريد الماء ولها بزبوز فأغرينا زين العابدين الدباغ بشرائهما بعد أن عددنا له فوائدهما وما كاد يدفع القيمة حتى ألقينا القلتين في البحر .. أما البادكوك فقد اشترى قبقابين كبيرين بخمسة قروش مصرية بينما يساوي القبقاب الواحد في جدة ريالا ونصفا وكان فرحا بها ويتوقع أن والدته – رحمها الله – سوف تفرح للحصول على هذين القبقابين. وهكذا انتهت هذه الرحلة الطريفة وهيهات أن تتيسر لنا المتعة التي وجدناها في هذه الرحلة مرة أخرى.){ص 167 - 169}.
ويحدثنا المؤلف عن قصة زواجه،ورأيه في الزواج (المبكر) دون يملك شجاعة الحديث عن الطريقة التي سوف يشبع بها الشباب (عاطفتهم) و(غرائزهم) .. ( تمت خطبتي وأنا في المدرسة الثانوية،والتحقت بالجامعة وأنا خاطب مع وقف التنفيذ.{يقصد"متزوج" مع وقف التنفيذ} وفي أول إجازة صيفية لم أعد إلى المملكة لأني كنت أستعد لاختبار الدور الثاني. فلما جاءت الإجازة الصيفية الثانية ولم يكن لدينا اختبار وكان لابد من عودتي {أي أنه عاد مرغما مثله مثل "المبارك"!!}إلى المملكة،كتبت لوالدي أني أرغب في قضاء الإجازة الصيفية عندكم،ولكن على شرط عدم إتمام الزواج إلا بعد التخرج،فقد كانت هناك دلائل على أنه في النية عقد مجموعة زيجات في العائلة. فكتب لي الوالد يطمئني بأن ذلك لن يتم وأن لي مطلق الحرية في الزواج أو التأجيل. جئت مطمئنا .. وبعد قضاء جزء من الإجازة بدأ الاستعداد للزواج وكان يضم أربعة عرسان وأربعة عرائس من العائلة وكنت واحدا منهم .. فذكرت الوالد بالوعد،ولكن العائلة أصرت على أن تتم جميع الزيجات أو تؤجل جميعها .. وأخذ الوالد يبذل لي النصح بطريق مباشر مرة وبواسطة الأقارب مرة أخرى .. وأخذت في الاعتذار خاصة وأن الزواج كان يعني بالنسبة لي قضاء بقية الإجازة فقط مع الزوجة ثم العودة وحدي لإتمام الدراسة،فلم تكن حالتي تسمح باصطحاب زوجتي معي إلى مصر،وهذا أهم ما كان يجعلني أعارض في هذا الزواج بالمراسلة. ولجأت إلى ابن عمي – رحمه الله – للتدخل ولكن دون فائدة،وتطور الموضوع وأصبحت طاعة الوالد ورضاه في الميزان .. ولذلك قبلت الزواج .. وأمضيت شهر العسل في جدة وكان خلال شهر رمضان،وبذلك أصبح لي دون خلق الله نصف شهر عسل فقط .. وعدت لإتمام دراستي .. وكنت أعود إلى المملكة في الإجازات الصيفية فقط حتى وصلت إلى السنة الدراسية الرابعة حيث لحقت بي زوجتي ومعها ابننا الأكبر .. وقد استقرت أحوالي الدراسية بعد ذلك .. وانتظمت مذكراتي بعد الحبس الاضطراري في البيت. ورزقت بنتا وأنا أؤدي الامتحان النهائي ورغم ذلك فقد أديت هذا الامتحان بنجاح تام،وحطمت قول القائل : (ذبح العلم بين "؟؟" النساء) لقد كانت قصة فيها عبرة فإنه رغم ظروفي الخاصة آمنت بأن زواج الأولاد يجب ألا يتم قبل انتهائهم من الحياة الدراسية "فليس المخاطر محمودا وإن سلما"){ص 172 - 173}.
ويقدم المؤلف فصلا آخر من (المقالب) في "حادث جلل؟" .. (وأي حادث يمكن أن يفوق خبر وفاة السيد عمر عقيل؟ ( أمد الله في حياته ) . لقد كانت تلك الشائعة فاجعة كبرى،أظهرت ما للسيد من مكانة عظيمة في قلوب أبنائه ومريديه،وكانت مبعث سرور ورضا في نفس السيد. أما كيف بدأت القصة،وكيف انتهت فهذا ما سنقدمه في هذه الحلقة.
كان سمو الأمير عبد الله الفيصل يزور مصر للاستشفاء وله في قلوب الطلاب مكانة كبيرة،فأقام طلاب البعثة حفلة كبرى له في دار البعثة،وأصر السيد عمر يومها على إلقاء خطاب ارتجالي،فألقى الخطاب،وكان مليئا بالحكم والمواعظ (لا أراك الله) وكان من أطرف ما قاله : (إنني لا أذيع سرا إذا قلت ..) وسكت فاشرأبت الأعناق لتعرف هذا السر الخطير فإذا به يكمل الجملة كما يلي : (إذا قلت أن الامتحانات على الأبواب) .. وانتهت الحفلة فأقام لنا سمو الأمير حفلة شيقة في القناطر الخيرية وألقينا الخطب والقصائد والأزجال الفكاهية. وكنا نَعد المقالب التي عملناها في مدير البعثة والمراقب،فكان سمو الأمير يلتفت إلى الأستاذ عبد الحميد حمدي،مراقب البعثة كلما جاء ذكر مقلب فيبادر الأخير قائلا : (لا. مش أنا،لقد عملوا هذا المقلب مع غيري من قبل) .. فسكتنا وقد عزمنا على أن نتحف هذا المراقب الناصح بمقلب تاريخي لا ينسى،وجاء يوم شم النسيم،فذهبنا في صحبة إلى الإسكندرية أنا وأسعد جمجوم واثنان من أقاربه،وفي الطريق قال أسعد : أنه يفكر في إرسال برقية إلى البعثة من الإسكندرية يخبرهم فيها بوفاة الشيخ صادق كردي مراقب البعثة في الإسكندرية،فاعترضت،لأن للشيخ صادق كثيرا من لأقارب في القاهرة وحرام أن نزعجهم،واخترت أن نبرق بوفاة عمر عقيل وكان في بعثة الإسكندرية،قضينا اليوم في البحر ولم أزر دار البعثة هناك ولم يرنا أحد،وبعد الظهر قصدنا إلى مكتب تلغراف سيدي جابر،وتهرب أسعد وأقاربه وتقدمت إلى شباك البرقيات وقدمت برقية تقول : (توفي عمر عقيل بحادث. الجنازة باكر والتوقيع صادق كردي) وسألني عامل التلغراف عن الحادث فأخبرته أنه حادث ترام وقدم لي التعزية اللازمة وعلى الفور عدنا إلى القاهرة فوصلنا إليها قبل وصول التلغراف،وقد زار أسعد البعثة في القاهرة وتأكد من ذلك. وكنت أسكن مع أسعد في بيت خارج البعثة ولم يرنا أحد ونحن نسافر إلى الإسكندرية،ووصلت البرقية إلى دار البعثة واضطربت. وكان للمراقب قريب في مجلس الوزراء واهتزت أسلاك التلفون بين القاهرة والإسكندرية لسؤال المستشفيات والمشارح (..) وسافر المراقب ومعه هاشم ومحمد الدباغ وغيرهم ولم يجدوا في ذلك الوقت وسيلة للسفر إلا قطار البضائع الذي يقف في كل محطة،ووصلوا في وقت متأخر من الليل،أما أنا وأسعد فقد كنا نغط في نوم عميق في دارنا (..) وأوقف المراقب مخصصاتي ومخصصات أسعد،ولكن المراقب كان خجلا من هذا المقلب الذي تورط فيه،فلم تمض أيام حتى أعاد لنا مخصصاتنا،واستعدنا ثقة عمر وحبه بعد أن أخبرناه أننا لم نقم بهذا العمل إلا ليتأكد من ولاء الأصدقاء والمريدين.){ص 147 - 177}.
ومن المقلب الكبير إلى "مقالب خفيفة"!!! .. (كان عبد الله مراد مصابا بداء التشنج – خاصة عندما يكون مفلسا – وكان ينتهز فرصة الصلاة ثم يتشنج بعدها،ويرق السيد ولي الدين لحاله ويعطيه سلفة على حساب الراتب،وكان زميلا لأسعد جمجوم في المدرسة،وكان أسعد يستحمل منه شتائمه وأذيته في المدرسة لئلا يتشنج،حتى إذا ركبا على سلم الترام أخذ أسعد ينتقم ويشتم والمراد مغلوب على أمره،وليس في إمكانه أن يتشنج ويترك يده الممسكة بالترام لئلا يقع.
وكان أسعد قد طبع مجموعة من الأبواك باسم (مكتبة الشناوي) ومجموعة أخرى باسم (علي إسماعيل – تاجر وترزي)،وكان لنا مخصص كتب في البعثة ومخصص لملابس العمل في الكليات العلمية،فكنا نلجأ لأسعد حتى نستنزف هذا المخصص ونأخذ منه فواتير تارة باسم مكتبة الشناوي وأخرى باسم علي إسماعيل ونقبض الفلوس من البعثة. وكان السيد ولي الدين يعرف ذلك ولكنه يتجاهل. فمرة قدم له أسعد فاتورة من هذه الفواتير،فما كان من السيد ولي الدين إلا أن أخرج من درجه طوابع دمغة وقال لأسعد : ( لقد نسي الرجل وضع الدمغة) وألصق الدمغة وأمر بالصرف. ومرة كان في السوق مع أسعد فقال له : (أرني مكتبة الشناوي) فأخذه أسعد في مشوار طويل حتى أتعبه وأخيرا وقف به عند دكان مقفول في الأزهر وقال : إن هذه هي مكتبة الشناوي ولكنها مقفلة. ولعل أسعد يحتفظ ببقايا هذه الأبواك فيقدمها لطلاب البعثات الحاليين.
ومرة كلم أسعد (حانوتي أقباط) بأن عنده ميتا وأعطاه عنوان البعثة،وحضر الحانوتي ومعه عربة النعش {يقصد"التابوت"}التي يجرها عدة خيول وهي محلاة ومزينة،واستقبل حمزة أبو شنب البواب هذه الحملة أسوأ استقبال،وذهب الحانوتي حانقا بعد أن عرف أن هذه دار البعثة السعودية،,ليس فيها ميت مسيحي،وأن اسم (الخواجا ولي أسعد) الذي أعطي له لم يكن إلا مقلبا قصد به مدير البعثة... {"هل تعلم"} أن البادكوك عندما كان يشاهد روايات يوسف وهبي ينخرط في بكاء مسموع كلما رأى منظرا محزنا،ثم لا يلبث أن يراجع نفسه ويقول بصوت مسموع : (يا واد يا محمد بلاش قلة عقل،هذا كله تمثيل في تمثيل) ثم لا يلبث أبو حجاج أن يميت ضحية أخرى،فيعاود البادكوك البكاء ويعود المنظر السابق.
وأن أول لقاء كان بين المنيعي ومحمد عبد الهادي كان في الطور وهما في طريقهما إلى مصر،وتم التعارف في الليل وفي الصباح أكل عبد الهادي علقة من المنيعي وساءت العلاقات بينهما ولا تزال سيئة حتى الآن،رغم مساعي أهل الخير.
وأن محسن باروم أول ما حضر إلى مصر،كنا نتمشى معه فلمح عربة حنطور وأحب ركوبها فقلنا له : لا مانع،ولما سألنا بماذا ينادون سائق العربة في مصر؟ قلنا له يسمونه (أبو لبن) فأخذ الباروم يناديه بهذا الاسم بلغة عربية فصحى كعادته،ولوح الحوذي بكرباجه وأنقذنا الباروم في اللحظة الأخيرة قبل أن يصيبه الكرباج. (..) وأن السيد ولي الدين مدير البعثة كان يمنعنا من الخروج من البعثة يوم شم النسيم،فنجلس في البلكون نتفرج على العربات الكارو وهي تحمل العوائل البلدية وهم يغنون ويرقصون على أنغام (سلم علىّ) ويتحمس البادكوك وحسني بخش للمنظر فيتحزمان ويعيدان المنظر لنا في البعثة ونحن نغني (سلم علىّ) ونصفق للزوج غير المتناسق.
وأن حسين العطاس وشلته وهي عادة تتكون من أسعد جمجوم وحسن فقيها ومحمد علي البكري عندما كانوا يفلسون يمرون علينا بأوراق للتبرع لشخص وهمي مريض في المستشفى ويجمعون مبلغا محترما،وذات مرة أخذوا من البعثة دواليب ومفروشات وباعوها في الكانتو وتقاسموا المبلغ الذي أخرجهم من أزمة مالية.){ص 180 - 183}.
أطلنا .. ولكنها الـ"خاتمة" .. (وأخيرا تنتهي هذه المذكرات التي سردتها من الذاكرة،والتي بدأت في كُتّاب السيد محمد عطية بجدة حيث كنا نستعمل اللوح في القراءة والكتابة ولحس السويك {هكذا}والسمسم،وانتهت في الجامعة،لقد كانت حياة لذيذة مليئة بالذكريات اللطيفة،وإني لتتمثل لذاكرتي تلك الأمسيات الحلوة التي كنا نترقبها للعب كرة الشراب بجوار بيت القنديل بجدة لنعود إلى منازلنا ملطخين بالتراب والعرق .. وتستعرض الذاكرة شريطا آخر في دار البعثة بمصر .. ونحن ندبر المقالب ونردد أغنية (نبوية أيا نونو) فنفسد على زيني العايش جلسته الهادئة .. ثم يمر بي الاستعراض على أسعد عزوز وهو مغطى بالأغطية أيام البرد لا يبرح دار البعثة ليلا أو نهارا .. أو وهو في الباخرة دائخ لا يتناول طعاما ويلازم غرفته حتى إذا هدأ البحر وصعد معنا على السطح تظاهرنا بالدوخة وتمايلنا يمينا ويسارا فيدوخ ويعود مسرعا إلى غرفته... ){ص 187}.
.. انتهت الرحلة .. مع ملاحظة أن ما ورد هنا من ذكر لكُتّاب السيد محمد عطية .. غير موجود في المذكرات!!

إلى اللقاء في سياحة جديدة .. إذا أذن الله.

س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-12-2012, 02:25 AM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: مذكرات طالب"6": د. حسن نصيف (الأخيرة)

لاهنت محمود المختاار الشنقيطي على ما قدمت وشكرا لك

تقديري وحترامي.

 

التوقيع

 


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
كلنا تميم المجد
 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-12-2012, 11:25 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
رد: مذكرات طالب"6": د. حسن نصيف (الأخيرة)

السلام عليكم أختي الفاضلة (سمو الروح) .. جزاك الله خيرا .. ولا هنتِ
دمت بخير.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مذكرات طالب : د. حسن نصيف "5" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 1 25-12-2012 02:24 AM
مذكرات طالب : د. حسن نصيف"4" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 23-12-2012 11:14 AM
مذكرات طالب: د. حسن نصيف"2" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 22-12-2012 09:10 AM
مذكرات طالب: د. حسن نصيف "3" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 22-12-2012 08:51 AM
مذكرات طالب : د.حسن نصيف"1" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 19-12-2012 10:41 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 04:14 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع