نجوم العصر الذهبي يتذكرون مواقف أمير القلوب في مسيرتهم
«خيرها في غيرها» كلمتان سحريتان فتحت أبواب المونديال
«خيرها في غيرها» برقية من كلمتين كانت لها وقع السحر على بعثة منتخب الكويت الوطني التي كانت تغادر العاصمة الصينية بكين في طريقها الى الرياض لملاقاة منتخبها في الجولة الثالثة لتصفيات كأس العالم 1982 في اسبانيا.
في ذلك اليوم من خريف عام 1981 كانت الروح المعنوية للاعبي الازرق منخفضة والاسى والحزن باديين على ملامح كافة افراد البعثة التي كان يترأسها الشهيد فهد الاحمد رئيس الاتحاد وكيف لا وبطل اسيا فرغ للتو من مباراته الثانية في التصفيات وخرج بخسارة غير متوقعة وبنتيجة ثقيلة قوامها ثلاثة اهداف دون مقابل.. هزيمة خدشت كبرياء خامس الاولمبياد وزعيم القارة الصفراء دون منازع في تلك الايام.
كان على البعثة الكويتية ان تواصل رحلتها الطويلة والتي بدأتها من الكويت الى نيوزلندا ومنها الى الصين لتختتم جولة الذهاب في الرياض، كان عليها ان تأخذ المحيط الهندي طولاً بعرض وبمعنويات هابطة وحالة من الحزن الشديد.
في تلك الاثناء جاء الانقاذ والفرج من اعلى المستويات في الكويت جاء بكلمتين من حكيم البلاد وقائدها واميرها الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الذي وجه برقية مختصرة حملت الكثير من معاني الولاء والوفاء للوطن والثقة بأبنائه الذين تعثروا في جولة تعثر جواد اصيل ما يلبث ان يستعيد الصدارة من جديد.. وهذا ما حدث بالفعل فقد انتفض الازرق وتخطى المنتخب السعودي على ارضه وبين جماهيره بالرياض ثم رد الدين للمنتخب الصيني وجدد فوزه على المنتخب السعودي ليضمن بطاقة التأهل للمونديال مبكراً وقبل الجولة الاخيرة مع المنتخب النيوزلندي.
ويقول قائد المنتخب الوطني في تلك الحقبة الذهبية سعد الحوطي: انه لا يمكنه ان ينسى تلك البرقية المختصرة وما حملته الكلمتان اللتان حوتهما من معان سامية وثقة مطلقة من القائد الوالد بأبنائه وقدرتهم على استعادة زمام المبادرة.
واضاف الحوطي يقول: كلمتان فقط اشتملت عليه البرقية السامية من سمو الشيخ جابر لكن معناهما وتأثيرهما كان اكبر من ذلك بكثير فقد كانت الدافع والقوة التي استمد منها الفريق عزيمته وارادته التي خولته تجاوز ما تبقى من مباريات رغم صعوبتها وتحقيق الانجاز غير المسبوق.. لقد كان لصاحب السمو الفضل في استعادتنا لتوازننا وعودتنا للعمل من جديد لاعادة هيبة الفريق بعد ان استرجعنا روحنا المفقودة.
اما المرعب جاسم يعقوب نجم المنتخب الوطني في تلك الفترة فأكد ان مثل هذه البرقية ومثل هذه الكلمات المختصرة والكبيرة بمعانيها لا تأتي الا من رجل حكيم يمتاز ببعد النظر ويعرف كل تعامل مع الحدث وان يحول الحزن والاسى الى رغبة جامحة وارادة قوية تحقق الفوز.
وشدد المرعب جاسم يعقوب على ان هذه البرقية كان لها الاثر البالغ في ما تحقق بعد ذلك من انتصارات وضعت الكرة الكويتية على القمة وعرفت العالم باسم الكويت الدولة الصغيرة مساحتها وعدد سكانها والكبيرة بقائدها وابنائها.
اما المدافع الكبير عبدالله معيوف فيتذكر بكثير من الفخر والاعتزاز هذا الموقف الابوي من صاحب السمو الامير والذي قدم فيه صورة ناصعة لما يجب ان تكون عليه علاقة الحاكم بالمحكوم والقائد بشعبه.
واردف معيوف: كان سمو الامير رحمه الله من اكبر المشجعين للرياضة وللرياضيين فقد كان وقبل كل مباراة نخوضها يبعث لنا رسائل تشد من ازرنا وترفع من معنوياتنا وكان دائما ما يتصل بأخيه الشهيد فهد الاحمد لابلاغه تحياته للفريق وتمنياته لهم بالتوفيق حتى ان الشهيد كان يجمع الفريق قبل المباريات بقليل ليبلغنا توصيات سموه وامله في ان نحقق الفوز لان اهل الكويت جميعا بانتظار هذا الفوز.
19-01-2006, 01:05 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
