مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 31-03-2008, 05:04 AM
الصورة الرمزية القرناسة
القرناسة القرناسة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: عروس الخليج
العمر: 39
المشاركات: 2,907
معدل تقييم المستوى: 21
القرناسة is on a distinguished road
الألـــــــــــــم ...؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من منا لا يتألم...؟!
وكم منا يضعفه الألم...؟!

للأمانه هذه مقتطفات من خطبة الشيخ / ناصر محمد الاحمد


لقد أنعم الله على الإنسان بنعمه الوفيرة فقال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [(18) سورة النحل]. وقد يكفر الإنسان ببعض هذه النعم جاهلاً أو غافلاً، إذ قد يبدو الشيء في ظاهره نقمة لكنه في حقيقته نعمة، ومن ذلك نعمة الألم الذي قد لا نرى منه إلا وجهاً واحداً فقط، وهو جانب الشقاء والعذاب مع أن الألم من نعم الله تعالى.

إن الألم يختلف من شخص لآخر، فقد يكون نفس الألم حاداً لأحد الأشخاص، وقد تسبب ألماً أخف لشخص آخر. وأحياناً يكون الألم عند بعض الناس متضخماً، بينما يكون عادياً عند آخر.
وتتنوع أسباب الألم، فبعضها بدني مادي، والآخر نفسي. أما الأسباب الجسمية المادية فنحو: الجوع والعطش والجروح والحروق وغيرها. والأسباب النفسية مثل: القلق والهم والمخاوف وغيرها. والناس عادة ما يقرنون الألم بالإصابات البدنية أو المرض، متناسين أن الأحاسيس أو العواطف يمكن أن تسبب ألماً أيضاً.


ولا شك أن تحديد سبب الألم ومعرفة مصدره بدقة من الأمور الضرورية لعلاج الألم أو الوقاية منه مستقبلاً، وإن كان يصعب أحياناً تحديد مصدر الألم، وأحياناً يلتبس، وهذه الآلام المجهولة السبب أو المصدر من أخطر أنواع الآلام، فقد تتحول إلى آلام مزمنة تهدد راحة الإنسان زمناً طويلاً.
ومن صفاته سبحانه أنه حكيم خبير، ومقتضى حكمة الله ألا يخلق الشيء عبثاً دون نفع أو جدوى، فمن المؤكد إذن أن ثمة منفعة من ورائه للبشر عَلِمَها مَنْ عَلِمَها وجَهِلَها مَنْ جَهِلها. وما علينا إلا أن نتريث ونتأمل هذه الآلام، وندرسها بشيء من المثابرة والتعمق لنعرف ثمارها وفوائدها أو الحكمة منها.
للألم فوائد متنوعة، بعضها مادي وبعضها نفسي معنوي، وبعضها يتحقق للفرد، وبعضها يتحقق للجماعة أو الأمة.


فمن فوائد الألم
أولاً: أنه منبه يجعلك تحس بناقوس الخطر من المؤثر الخارجي أو الداخلي فبذا يكون الألم وقاية للإنسان من آلام أكبر، هذا بالنسبة للألم المادي، وكذلك الحال بالنسبة للألم النفسي، فإن الألم النفسي الناشئ عن خوف العبد من عذاب الله يقيه من وقوع العذاب الأليم به في الدنيا أو الآخرة، ومن ثم فإننا نرى أن العذاب وُصِف في كتاب الله في اثنين وسبعين موضعاً بكلمة (أليم).

:
ثانياً: الألم ذو فائدة دينية عظيمة: فهو ابتلاء، والابتلاء مع الصبر نعمة تستوجب الشكر، فيطهِّر الله به الإنسان من الآثام والذنوب، بل إن الله إذا أحب عبداً واصطفاه ابتلاه، وأشد الناس بلاءً هم الأنبياء، فعن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاء؟ قال: ((الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤُه، وإن كان في دِينه رِقَّةٌ ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركهُ يمشي على الأرض ما عليه خطيئة)). فالألم يصهر مَعْدِن الإنسان المسلم، فتصفو رُوحه، ويزكو خُلقه، وتَطْهُر نفسه، فألم الابتلاء سبيل إلى لذة التقوى ونعيم القرب من الله، وهل يبرق الذهبُ إلا إذا ذاق آلام النار؟!.

ثالثاً: الآلام قد تصحح مسار المسلم وتفيقه من غفوته، فيرجع عن سالف عهده من الذنوب والمخالفات، فمن رحمة الله أنه جعل الآلام نذيراً لخطر داهم وعقوبة شديدة، فإذا أفاق العبد وتضرع إلى الله رفع عنه الضر. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [(94) سورة الأعراف] فإذا لم يفقه المسلم حكمة الله في هذا الابتلاء، وتمادى في غيه حقت عليه كلمة العذاب. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ* فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} [(42 - 45) سورة الأنعام].

رابعاً: الألم قرين الإحساس، والإحساس آية الحياة، ولا يمكن أن تُتصور حياة خالية من الإحساس، فمن أراد أن يعيش بلا ألم ومعاناة فقد اختار لنفسه الموت لا الحياة، وقد خلق الإنسان في كبد ونصب كما قال تعالى مقسماً: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد* وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد* وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد} [(1 - 4) سورة البلد]. حقيقة قرآنيّة وواقع بشري، إنه الإنسان يعايش الكبد في أطوار حياته كلها، منذ بدأ يخلّق في بطن أمه حتى ينتهي إلى سكرات الموت ومفارقة الحياة. هكذا قدّر الخالق وأخبر {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد}. ويستمرّ الجهد والكفاح والنصب والكبد في مسيرة الإنسان فهو يكابد حين يتعلم، ويكابد حين يفكّر وفي كل تجربة جديدة له فيها كبد ونصب. ثم يكبر ويشتدّ عوده وتبدأ رحلة أخرى من المشاق والكبد، ولئن اختلفت الطرق وتنوّعت المشاق فالكلّ في كبد. هذا يكدح بعضلاته، وهذا يكدح بفكره، والفرق هذا يكدح ويبيع نفسه ليعتقها وآخر ليوبقها. هذا يكدح في سبيل الله وذاك يكدح في سبيل شهوة ونزوة، وصدق الله {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل]. أين من يسلم من الكبد وإن تفاوت أنواع الكبد؟ إن الله قدّر أن يعمّر الكون بالكبد، وشاء أن يقوم سوق الحياة على النصب والألم {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [(6) سورة الإنشقاق].

خامساً: من فوائد الألم أيضاً: أنها تربي فينا نعمة الإحساس بالآخرين، فنقدم لهم يد العون والمساعدة، فيتحقق بذلك التكافل الاجتماعي، فالغني يتألم للفقير فتكون الصدقة والزكاة، والمقتدر يتألم للمعوزين فتكون المشروعات الخيرية، والقوي يتألم للضعيف فيكون العون والمساعدة، والعالم يتألم لمأساة مجتمعه ومعاناة أمته فيحمله ذلك للمزيد من البذل والتوضيح والبيان والإرشاد، وأن تكون له مواقف تتناسب مع حجم معاناة وآلام الأمة.

سادساً: الآلام تقوي العزيمة والإرادة، وتثبت دعائم الرجولة الحقة، فيكتسب المسلم حصانة من آلام الحياة، ويستمد من مقاومتها قوة وصلابة يستطيع بها مواجهة صعوبات الحياة وظروفها القاسية، فألم الإخفاق يبصر صاحبه بطريق النجاح، وألم القهر والتسلط يدفع صاحبه إلى البحث عن طريق الحرية، وألم الندم على المعصية يقود إلى لذة الطاعة، وألم الفقر يخطو بصاحبه صوب الغنى والثراء. ولا غرو إذا علمنا أن الأعمال الشاقة تزيد المرء قوة وقدرة على تحمل الأعباء، ولنا في أنبياء الله أسوة، فإدريس - عليه السلام - كان خياطاً، ونوح - عليه السلام - كان نجاراً، وداود - عليه السلام - كان حداداً، وموسى - عليه السلام - كان راعياً للغنم، وكان محمد - صلى الله عليه وسلم - راعياً للغنم كذلك، مع ما في الرعي من تعلم الصبر وتعوُّد حسن سياسة الرعية. قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: ((ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم)) فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: ((نعم! كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)).

سابعاً: تسهم الآلام في صنع مستقبل الشعوب وقيام حضاراتها، فكثير من الأمم عانت آلام التخلف والفوضى ردحاً من الزمان، فما كان منها إلا أن تحسست خطاها نحو العلم والحضارة، فأوروبا كانت تعيش في ظلام دامس في العصور الوسطى، ثم ما لبثت أن قامت الثورة الصناعية ثم الحضارة الغربية التي يزهو العالم بها اليوم، وإن كانت حضارتها اليوم سببت لها ألواناً وأنواعاً من الآلام بسبب انحرافها عن منهج الله - جل وتعالى -. وربما تكون هذه الحضارة المنحرفة سبب في تعاستها وشقائها.
والمؤمن في هذه الحياة وهو يدافع عن دينه ضد خصوم الشريعة وأعداء الملة يشعر بالألم وقد يفقد حياته في سبيل دينه {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد} {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [(6) سورة الإنشقاق].


××××××××

اللهم اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته
في كتابك او علمته احدا من خلقك او استاثرت به
في علم الغيب عندك ان تجعل القران العظيم
ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همنا وغمنا

اللهم آآآمــين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-03-2008, 06:54 AM
الغروب الغروب غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 29,452
معدل تقييم المستوى: 10
الغروب is on a distinguished road
رد: الألـــــــــــــم ...؟!

جزاك الله وخيرآ

وجزا الشيخ عظيم الثواب والاجر

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31-03-2008, 12:58 PM
الصورة الرمزية الخليفه
الخليفه الخليفه غير متصل
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
الدولة: منطقة الرقه
المشاركات: 6,296
معدل تقييم المستوى: 25
الخليفه is on a distinguished road
رد: الألـــــــــــــم ...؟!

جزاك الله خير

وبارك الله فيك على النقل الطيب

والدال على الخير كفاعله

ووفقك الله

كا أشكر الشيخ على كلامه الطيب والرائع

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-04-2008, 03:12 AM
الصورة الرمزية القرناسة
القرناسة القرناسة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: عروس الخليج
العمر: 39
المشاركات: 2,907
معدل تقييم المستوى: 21
القرناسة is on a distinguished road
رد: الألـــــــــــــم ...؟!

عبدالله ال زريق

لولين

جزاكم الله خير على المرور

و وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-04-2008, 08:57 AM
الصورة الرمزية ناصر بن محمد ال صويان
ناصر بن محمد ال صويان ناصر بن محمد ال صويان غير متصل
إداري سـابـق
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: في قلوب الجميع
المشاركات: 3,818
معدل تقييم المستوى: 20
ناصر بن محمد ال صويان is on a distinguished road
رد: الألـــــــــــــم ...؟!

بارك الله فيج اختنا قرناسة وفي ميزان اعمالك ..........

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-04-2008, 06:35 AM
الصورة الرمزية القرناسة
القرناسة القرناسة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: عروس الخليج
العمر: 39
المشاركات: 2,907
معدل تقييم المستوى: 21
القرناسة is on a distinguished road
رد: الألـــــــــــــم ...؟!

متعب الخيالة
جزاك الله خير عالكلام الطيب

واشكر مرورك الكريم

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 12:53 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع