مجالس العجمان الرسمي


مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-08-2007, 06:07 PM
الصورة الرمزية زبيدة احمد
زبيدة احمد زبيدة احمد غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: حمى ربي ونصيري
العمر: 43
المشاركات: 3,612
معدل تقييم المستوى: 20
زبيدة احمد is on a distinguished road
زمن الفتن

جزء حديثي في أحاديث حذيفة في الفتن

جمع وتحقيق
عبد الباسط بن يوسف الغريب

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
فقد اختص حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بأحاديث الفتن كما قال رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.
ولا شك ولا ريب أن معرفة ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن سبب عظيم للوقاية منها .
وحذيفة رضي الله عنه أصل في هذا الباب ومعرفة ما رواه من أحاديث الفتن مهم للمسلم وخصوصا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن التي يرقق بعضها بعضا .
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : قد علمت و رب الكعبة متى تهلك العرب إذا ولي أمرهم من لم يصحب الرسول صلى الله عليه و سلم و لم يعالج أمر الجاهلية .
الحاكم (4|475) وصححه ووافقه الذهبي
وقد جمعت ما وقفت عليه من الأحاديث والآثار التي وردت عن حذيفة رضي الله عنه في هذا الباب , ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن , وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .

أحاديث حذيفة رضي الله عنه في الفتن
1-عن حذيفة بن اليمان قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ,وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني . فقلت : يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال: نعم . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: نعم وفيه دخن . قلت: وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت: يا رسول الله صفهم لنا . فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها , ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .
أخرجه البخاري في صحيحه (3606) ومسلم في صحيحه (1847) وابن ماجه (3979) والحاكم (4|197) عن أبي إدريس الخولاني عن حذيفة- رضي الله عنه-
وأخرجه أبو داود في سننه (4244)و أحمد (5|403) ) والطيالسي في مسنده (1|59) والحاكم (4|479) عن سبيع بن خالد قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالا فدخلت المسجد ؛ فإذا صدع من الرجال , وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز . قال : قلت : من هذا ؟ فتجهمني القوم , وقالوا: أما تعرف هذا ؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حذيفة : إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير , وكنت أسأله عن الشر . فأحدقه القوم بأبصارهم. فقال: إني قد أرى الذي تنكرون إني قلت : يارسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله تعالى أيكون بعده شر كما كان قبله ؟ قال : نعم قلت: فما العصمة من ذلك ؟ قال : السيف [ قال قتيبة في حديثه قلت : وهل للسيف يعني من بقية ؟ قال : نعم . قال: قلت: ماذا ؟ قال: هدنة على دخن قال ] قلت: يارسول الله ثم ماذا يكون ؟ قال : إن كان لله تعالى خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه ؛ وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة . قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم يخرج الدجال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره . قال : قلت ثم ماذا ؟ قال ثم هي قيام الساعة .
وسبيع قال عنه ابن حجر : مقبول
وفي رواية أخرى عن سبيع عند أبي داود (4246) وأحمد (5|386 ) وابن حبان (13|299) عن نصر بن عاصم الليثي قال : أتينا اليشكري في رهط من بني ليث فقال من القوم ؟ فقلنا : بنو ليث أتيناك نسألك عن حديث حذيفة .
قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين وغلت الدواب بالكوفة قال: فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي فأذن لنا فقدمنا الكوفة . فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك. قال : فدخلت المسجد ؛ فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رؤوسهم يستمعون إلى حديث رجل . قال: فقمت عليهم فجاء رجل فقام إلى جنبي قال: فقلت : من هذا ؟ قال : أبصر أنت ؟ قال: قلت : نعم قال: قد عرفت ولو كنت كوفيا لم تسأل عن هذا . قال: فدنوت منه فسمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر وعرفت أن الخير لن يسبقني . قلت: يارسول الله بعد هذا الخير شر ؟ فقال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار . قال: فقلت: يارسول الله بعد هذا الخير شر ؟ فقال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه . قلت: يارسول الله بعد هذا الخير شر ؟ قال: فتنة وشر. قلت: يارسول الله بعد هذا الشر خير ؟ قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه. ثلاث مرات . قلت: يارسول الله بعد هذا الشر خير ؟ قال : هدنة على دخن وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم. فقلت: يارسول الله الهدنة على الدخن ما هي ؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه. قال: قلت: يارسول الله بعد هذا الخير شر ؟ قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار . قال : قلت: يارسول الله بعد هذا الخير شر ؟ ] قال :فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار ؛ فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم .
واليشكري هو سبيع بن خالد
وزاد في رواية أخرى عن سبيع عند أبي داود (4247) : عن حذيفة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم تجد يومئذ خليفة فاهرب حتى تموت فإن تمت وأنت عاض . وقال في آخره قال: قلت: فما يكون بعد ذلك ؟ قال : لو أن رجلا نتج فرسا لم تنتج حتى تقوم الساعة .
وزاد ابن ماجة (3981) والنسائي في الكبرى (5|18) والحاكم (4|478) والطبراني في الأوسط(7|226)
في رواية : عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تكون فتن على أبوابها دعاة إلى النار ؛ فأن تموت وأنت عاض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدا منهم .
وفي رواية عند أحمد (3|391) عن السفر بن نسير الأزدي وغيره عن حذيفة بن اليمان أنه قال : يا رسول الله إنا كنا في شر فذهب الله بذلك الشر وجاء بالخير على يديك فهل بعد الخير من شر ؟قال: نعم قال: ما هو قال: فتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا تأتيكم مشتبهة كوجوه البقر لا تدرون أيا من أي .
والسفر بن نسير ضعيف الحديث له ترجمة في التهذيب .
وأخرجه أحمد (5|404) عن أبي الطفيل أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول : يا أيها الناس ألا تسألوني؛ فإن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير , وكنت أسأله عن الشر أن الله بعث نبيه عليه الصلاة والسلام فدعا الناس من الكفر إلى الإيمان, ومن الضلالة إلى الهدى فاستجاب من استجاب فحي من الحق ما كان ميتا ومات من الباطل ما كان حيا ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة .
وعند ابن حبان (1|323) عن عبد الله بن الصامت عن حذيفة قال : قلت : يا رسول الله هل بعد هذا الخيرالذي نحن فيه من شر نحذره ؟ قال : يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه خيرا لك .
وأخرجه الحاكم (4|547) من طريق يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده : أن حذيفة بن اليمان لما احتضر أتاه ناس من الأعراب .قالوا له : يا حذيفة ما نراك إلا مقبوضا. فقال لهم : عب مسرور , و حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم اللهم إني لم أشارك غادرا في غدرته فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير و كنت أسأله عن الشر. فقلت : يا رسول الله إنا كنا في شر فجاءنا الله بالخير فهل بعد ذلك الخير شر ؟ قال فقال : نعم قلت : و هل وراء ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم قلت كيف ؟ قال : سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي و لا يستنون بسنتي , و سيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان فقلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك ؟ قال : تسمع للأمير الأعظم و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك .
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ووافقه الذهبي
قلت : ويحيى مدلس وقد عنعن وسلام بن أبي سلام مجهول وممطور أرسل عن حذبفة .
وأخرجه مسلم عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت : يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال: نعم قلت : هل من وراء ذلك الشر خير ؟ قال : نعم قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر ؟ قال: نعم قلت كيف ؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي , وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس . قال: قلت: كيف أصنع ؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير ,وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
مسلم (1847) وممطور أرسل عن حذيفة .
وعن عطاء عن أبي البختري عن حذيفة قال: إن أصحابي تعلموا الخير , وإني تعلمت الشر . قالوا: وما حملك على ذلك ؟ قال : إنه من يعلم مكان الشر يتقه.
ابن أبي شيبة(7|486)
وعطاء هو بن السائب مختلط وأبو البختري أرسل عن حذيفة .
قال ابن حجر رحمه الله : والذي يظهر أن المراد بالشر الأول ما أشار إليه من الفتن الأولى, وبالخير ما وقع من الاجتماع مع علي ومعاوية , وبالدخن ما كان في زمنهما من بعض الأمراء كزياد بالعراق وخلاف من خالف عليه من الخوارج , وبالدعاة على أبواب جهنم من قام في طلب الملك من الخوارج وغيرهم , وإلى ذلك الإشارة بقوله : الزم جماعة المسلمين وإمامهم يعني ولو جار , ويوضح ذلك رواية أبي الأسود : ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك , وكان مثل ذلك كثيرا في إمارة الحجاج ونحوه قوله: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم أي أميرهم زاد في رواية أبي الأسود: تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , وكذا في رواية خالد بن سبيع عند الطبراني : فإن رأيت خليفة فالزمه وإن ضرب ظهرك فإن لم يكن خليفة فاهرب .
الفتح (13|36)
2- عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال
: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة .
وحدثنا عن رفعها قال : ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل ؛ كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا ؛ وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا , ويقال للرجل : ما أعقله وما أظرفه وما أجلده ؛ وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان .
ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده علي الإسلام , وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه , فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا.
قال الفربري :قال أبو جعفر: حدثت أبا عبد الله فقال: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما : جذر قلوب الرجال الجذر الأصل من كل شيء , والوكت أثر الشيء اليسير منه , والمجل أثر العمل في الكف إذا غلظ .
أخرجه البخاري في صحيحه (6497) واللفظ له ومسلم في صحيحه (143) وأحمد (5|383) وعبد الرزاق (11|157) والطيالسي (1|57) والترمذي (2179) وابن ماجه (4053)و الحميدي في مسنده (1|211) وابن حبان (15|164)والبيهقي في الكبرى (10|122) من طريق الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة .
قال النووي : أما الأمانة فالظاهر أن المراد بها التكليف الذي كلف الله تعالى به عباده والعهد الذي أخذه عليهم .
قال الإمام أبو الحسن الواحدى رحمه الله فى قول الله تعالى: { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال } قال ابن عباس رضى الله عنهما: هي الفرائض التي افترضها الله تعالى على العباد, وقال الحسن: هو الدين والدين كله أمانة , وقال أبو العالية : الأمانة ما أمروا به وما نهوا عنه , وقال مقاتل: الأمانة الطاعة قال الواحدي: وهذا قول أكثر المفسرين قال: فالأمانة فى قول جميعهم الطاعة والفرائض التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب . والله أعلم .
وقال صاحب التحرير: الأمانة في الحديث هي الأمانة المذكورة فى قوله تعالى:{ إنا عرضنا الأمانة} وهي عين الإيمان فإذا استمكنت الأمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكاليف واغتنم ما يرد عليه منها وجد في إقامتها , والله أعلم .
شرح النووي (2|168)
وقال صاحب التحرير: معنى الحديث أن الأمانة تزول عن القلوب شيئا فشيئا ؛ فإذا زال أول جزء منها زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت وهو اعتراض لون مخالف للون الذي قبله ؛ فإذا زال شيء آخر صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلا بعد مدة , وهذه الظلمة فوق التي قبلها ثم شبه زوال ذلك النور بعد وقوعه في القلب , وخروجه بعد استقراره فيه واعتقاب الظلمة إياه بجمر يدحرجه على رجله حتى يؤثر فيها ثم يزول الجمر , ويبقى التنفط وأخذه الحصاة ودحرجته أياها أراد بها زيادة البيان وايضاح المذكور, والله أعلم .
شرح النووي (2|168)
3- عن شقيق قال : سمعت حذيفة يقول : بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال : أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟ قال : فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال: ليس عن هذا أسألك , ولكن التي تموج كموج البحر. قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح ؟ قال : لا بل يكسر قال عمر: إذا لا يغلق أبدا قلت:أجل . قلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم الباب ؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة , وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط . فهبنا أن نسأله من الباب ؟ فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب ؟ قال عمر .
البخاري (7096) ومسلم(144) وأحمد (5|401) وابن أبي شيبة (7|449) والطيالسي (1|55) والترمذي (2258) وابن ماجه (3955) والنسائي في الكبرى (1|144)وابن حبان (13|304) والأوسط للطبراني(2|215) .
وأخرجه مسلم(144) وأحمد (5|386) باختلاف يسير :
عن ربعي عن حذيفة قال: كنا عند عمر فقال : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن ؟ فقال قوم: نحن سمعناه . فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟ قالوا: أجل قال : تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة , ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر. قال حذيفة: فأسكت القوم فقلت : أنا قال : أنت لله أبوك . قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض , والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من مراه.
قال حذيفة : وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر قال عمر: أكسرا لا أبا لك فلو أنه فتح لعله كان يعاد. قلت : لا بل يكسر , وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط .
قال أبو خالد: فقلت لسعد : يا أبا مالك ما أسود مربادا ؟ قال: شدة البياض في سواد قال : قلت: فما الكوز مجخيا ؟ قال : منكوسا.
وفي رواية عند الطبراني في الكبير (3|169) من طريق إسماعيل بن مجالد ثنا مجالد عن الشعبي : عن ربعي بن حراش قال : حججت مع حذيفة فقعد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال عمر : يا أصحاب محمد أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتنة ؟ فقال حذيفة : أنا فقال عمر : إنك لجريء قال : أجرأ مني من كتم علما . قال عمر : فكيف سمعته ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن في مال الرجل فتنة وفي زوجته فتنة وولده. فقال عمر : لم أسأل عن فتنته الخاصة . فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتيكم بعدي فتن كموج البحر يدفع بعضها بعضا. فرفع يده فقال : اللهم لا تدركني .فقال حذيفة : يا أمير المؤمنين لا تخف إن بينك وبينها بابا مغلقا. فقال عمر : أفتحا يفتح الباب أو كسرا ؟ قال حذيفة : كسرا ثم لا يغلق إلى يوم القيامة . فقال عمر : ذاك شر على هذا الأمة .
ومجالد ضعيف وإسماعيل صدوق يخطيء
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11|365) عن سليمان التيمي وقتادة عن حذيفة
فائدة
أخرج الخطيب في الرواة عن مالك أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك ؟ قالت: هذا اليهودي –كعب الأحبار- يقول : إنك باب من أبواب جهنم. فقال عمر: ما شاء الله ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه . فقال: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة .
فقال: ما هذا مرة في الجنة ومرة في النار.
فقال: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا .
الفتح (13/54).
وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد أن رجلا قال له : يا أبا سليمان اتق الله ؛ فإن الفتن ظهرت فقال: أما وابن الخطاب حي فلا إنما تكون بعده فينظر الرجل هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد فتلك الأيام التي ذكر رسول الله بين يدي الساعة أيام الهرج .
الفتح (13/17)
وقال ابن حجر : وقد وافق حذيفة على معنى روايته هذه أبو ذر فروى الطبراني بإسناد رجاله ثقات أنه لقي عمر فأخذ بيده فغمزها فقال له أبو ذر: أرسل يدي يا قفل الفتنة الحديث . وفيه أن أبا ذر قال : لا يصيبكم فتنة ما دام فيكم وأشار إلى عمر.
وروى البزار من حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنه قال لعمر : يا غلق الفتنة فسأله عن ذلك فقال : مررت ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا غلق الفتنة لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش .
الفتح (6|606)
4-عن شقيق عن حذيفة قال: ما بينكم وبين أن يرسل عليكم الشر فراسخ إلا موتة في عنق رجل يموتها وهو عمر .
ابن أبي شيبة(7|468)و المروزي في الفتن (1|42)
وهذا إسناد صحيح
5-عن ربعي قال : سمعت حذيفة يقول : ما كان الإسلام في زمان عمر إلا كالرجل المقبل ما يزداد إلا قربا؛ فلما قتل عمر كان كالرجل المدبر ما يزداد إلا بعدا
ابن أبي شيبة (6|362)
وهذا إسناد صحيح
6-عن همام بن الحارث عن حذيفة قال: ما أبالي على كف من ضربت بعد عمر.
ابن أبي شيبة(7|474)
وهذا إسناد صحيح
7- عن عمرو بن مرة سمع أبا وائل يحدث عن حذيفة قال : ما بينكم وبين الشر إلا رجل , ولو قد مات صب عليكم الشر فراسخ.
الفتن (1|42)
وهذا إسناد صحيح
8- عن حذيفة رضي الله عنه قال : لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه .
البخاري(6604) ومسلم (2891) وأبو داود(4240) والداني مختصرا في السنن الواردة في الفتن (181) وأحمد (5|385) والطيالسي (1|58) وابن حبان (15|5) والحاكم (4|533) .
وفي رواية لمسلم (2891) و الحاكم (4|518) وأخرجها الطبراني في الأوسط (6|9) مختصرا : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة , وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري, ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن: منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا , ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار.
قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري .
9- عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأى العين ماء أبيض , والآخر رأى العين نار تأجج ؛ فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطيء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد , وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب .
البخاري (7130) مختصرا ومسلم (2934) واللفظ له وأبو داود (4315) وأحمد (5|386) والحاكم (4|536) والطبراني في الكبير (17|232) والأوسط (3|67)
وأخرجه الطيالسي في مسنده (1|58) عن سبيع بن خالد عن حذيفة قال : يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن دخل نهره وجب وزره وحط أجره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره .
وسبيع قال عنه ابن حجر : مقبول
وللحديث شاهد لبعض ألفاظه منها حديث أبي هريرة عند البخاري (3338) ومسلم (2936)
بلفظ: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه ؟ إنه أعور , وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار , وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه .
10- عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار
مسلم (2934) وابن ماجه (4071) وأحمد (5(383) والطبراني في الكبير (3|167) .
وللحديث شواهد في صفة عين الدجال منها حديث ابن عمر
عند البخاري (3439) ومسلم (2932) : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال : إن الله تعالى ليس بأعور ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة .
وأنس بن مالك عند البخاري (7131) ومسلم (2933) : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر .
قال ابن حجر : وفي الحديث المذكور جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة ولا جحراء ممدود أي عميقة أي ليست متصلبة .
وفي حديث عبد الله بن مغفل ممسوح العين , وفي حديث سمرة مثله وكلاهما عند الطبراني ولكن في حديثهما أعور العين اليسرى , ومثله لمسلم من حديث حذيفة , وهذا بخلاف قوله في حديث الباب أعور العين اليمنى , وقد اتفقا عليه من حديث ابن عمر فيكون أرجح , وإلى ذلك أشار ابن عبد البر لكن جمع بينهما القاضي عياض فقال: تصحح الروايتان معا بأن تكون المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة بالهمز أي التي ذهب ضوؤها , وهي العين اليمنى كما في حديث ابن عمر , وتكون الجاحظة التي كأنها كوكب وكانها نخاعة في حائط هي الطافية بلا همز , وهي العين اليسرى كما جاء في الرواية الأخرى , وعلى هذا فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا فكل واحدة منهما عوراء أي معيبة ؛ فإن الأعور من كل شيء المعيب وكلا عيني الدجال معيبة فأحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب إدراكها والأخرى بنتوئها انتهى قال النووي : هو في نهاية الحسن .
الفتح (13|97)
11- عن جندب : جئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس فقلت: ليهراقن اليوم ههنا دماء . فقال ذاك الرجل : كلا والله قلت: بلى والله. قال: كلا والله قلت : بلى والله قال : كلا والله إنه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنيه قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم تسمعني أخالفك , وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنهاني ؟ ثم قلت : ما هذا الغضب ؟ فأقبلت عليه أسأله فإذا الرجل حذيفة .
أخرجه مسلم (2893) وأحمد (5|399) والحاكم (4|519)
قال الإمام النووي : الجرعة هي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان فردوه وسألوا عثمان أن يولى عليهم أبا موسى الأشعرى فولاه .

12-عن أبي ثور قال : بعث عثمان يوم الجرعة بسعيد بن العاص قال : فخرجوا إليه فردوه . قال : فكنت قاعدا مع أبي مسعود وحذيفة فقال أبو مسعود ما كنت أرى أن يرجع لم يهرق فيه دما . قال : فقال حذيفة : ولكن قد علمت لترجعن على عقيبها لم يهرق فيها محجمة دم , وما علمت من ذلك شيئا إلا شيئا علمته ومحمد صلى الله عليه وسلم حي حتى إن الرجل ليصبح مؤمنا ثم يمسي ما معه منه شيء ويمسي مؤمنا ويصبح ما معه منه شيء يقاتل فئته اليوم ويقتله الله عدا ينكس قلبه تعلوه أسته. قال: فقلت: أسفله قال: أسته.
أحمد (5|394) والطيالسي (1|58) والحاكم (4|484) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (17|253) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن أبي ثور
وهذا إسناد حسن أبو ثور أثنى عليه أبو داود وذكره ابن حبان في الثقات .

13- عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لايدري ماصيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة , وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه أية , وتبقى طوائف من الناس والشيخ الكبيروالعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله ؛ فنحن نقولها . فقال له صلة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة . ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : ياصلة تنجيهم من النار . ثلاث
ابن ماجه في سننه (4049) والحاكم في مستدركه (4|520) وصححه والبيهقي في شعب الإيمان (2|356) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي .
الوشي نقش الثوب معروفا ويكون من كل لون .

14- عن ربعي عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن حوضي لأبعد من أيلة إلى عدن , والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم ولهو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل , والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه . قيل : يا رسول الله أتعرفنا ؟ قال : نعم . تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء ليست لأحد غيركم .
ابن ماجه في سننه (4302) وابن حبان (16|225)
وأخرجه أحمد في مسنده (5|388) والطبراني في الأوسط (7|166) عن أبي وائل عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليردن على الحوض أقوام فيختلجون دوني فأقول رب أصحابي رب أصحابي فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .
وللحديث شواهد من حديث عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأذودن عن حوضي رجالا كما تزاد الغريبة من الإبل.
البخاري (2367) ومسلم (2302)
ومن حديث أنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني فلأقولن أي رب أصيحابي أصيحابي . فليقالن لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .
البخاري (6582) ومسلم (2304)
وللحديث شواهد أخرى .
قال ابن حجر : قال الفربري ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال : هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر .
وقد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة , وقال الخطابي : لم يرتد من الصحابة أحد , وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لانصرة له في الدين , وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين , ويدل قوله أصيحابي بالتصغير على قلة عددهم .
وقال غيره قيل : هو على ظاهره من الكفر , والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة , ورجح بقوله في حديث أبي هريرة فأقول بعدا لهم وسحقا , ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه , وهذا يرده قوله في حديث أنس حتى إذا عرفتهم وكذا في حديث أبي هريرة .
وقال ابن التين : يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر وقيل: هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة .
وقال الداودي :لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك .
وقال النووي : قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه .
الفتح (11|386)

15- عن النعمان بن بشير قال : كنا قعودا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بشير رجلا يكف حديثه؛ فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال : يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت . قال حبيب : فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه . فقلت له :إنى أرجو أن يكون أمير المؤمنين يعنى عمر بعد الملك العاض والجبرية فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه .
الطيالسي (1|58) و أحمد في مسنده (4|273) من طريق داود بن إبراهيم الواسطي حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير
وهذا إسناد حسن حبيب لا بأس به وداود ثقة
والعضوض أي يُصيب الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يُعضّون فيه عضا
وللحديث شاهد وعن أبي ثعلبة الخشني قال : كان معاذ بن جبل وأبو عبيدة يتناجيان بينهما بحديث . فقلت لهما : ما حفظتما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أوصاهما بي . فقالا : ما أردنا أن ننتجي بشيء دونك إنا ذكرنا حديثا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا يتذاكرانه . وقالا :
إنه بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة ثم كائن خلافة ورحمة ثم كائن ملكا عضوضا ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الأمة يستحلون الحرير والخمر [ والفروج ] والفساد [ في الأمة ] ينصرون على ذلك ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله عز وجل.
قال الهيثمي :رواه أبو يعلى والبزار عن أبي عبيدة وحده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول دينكم بدأ نبوة ورحمة
فذكر نحوه ورواه الطبراني عن معاذ وأبي عبيدة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث أبي يعلى وزاد : يستحلون الحرير والفروج والخمور
وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات .
قلت : ليث اختلط كثيرا فترك حديثه.
وفي رواية عن أبي ثعلبة الخشني قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ادفعني إلى رجل حسن التعليم فدفعني إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم قال : قد دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك وأدبك .
فأتيت وهو وبشير بن سعد أبو النعمان يتحدثان فلما رأياني سكتا. فقلت : يا أبا عبيدة والله ما هكذا حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فاجلس حتى نحدثك فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فيكم النبوة ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم تكون ملكا وجبرية .
قال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم ورجل مجهول أيضا .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليها تكادم الحمير فعليكم بالجهاد , وإن أفضل جهادكم الرباط , وإن أفضل رباطكم عسقلان .
قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات .
وأخرج المروزي في الفتن عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا عضوضا يشربون الخمور ويلبسون الحرير ويستحلون الفروج وينصرون ويرزقون حتى يأتيهم أمر الله .
الفتن (1|98)
وابن لهيعة مختلط لكن هذا من رواية ابن وهب عنه , وسعيد لم يسمع من حذيفة أرسل عن بعض الصحابة

16-عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء , وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض, والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا , ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من مراه .
مسلم (144) وأحمد (5|405)
قال النووي : قال القاضي رحمه الله: شبه القلب الذى لا يعي خيرا بالكوز المنحرف الذي لا يثبت الماء فيه .
وقال صاحب التحرير : معنى الحديث أن الرجل إذا تبع هواه وارتكب المعاصي دخل قلبه بكل معصية يتعاطاها ظلمة , وإذا صار كذلك افتتن وزال عنه نور الإسلام , والقلب مثل الكوز فإذا انكب انصب ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك .
شرح النووي (2|173)

17-عن قيس بن عباد قال: قلت لعمار : أرأيت قتالكم رأيا رأيتموه. قال حجاج: أرأيت هذا الأمر يعنى قتالهم رأيا رأيتموه ؛ فإن الرأي يخطئ ويصيب أو عهد عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة. وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن في أمتي قال شعبة : وأحسبه قال : حدثني حذيفة : إن في أمتي اثني عشر منافقا فقال : لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة سراج من نار يظهر في أكتافهم حتى ينجم في صدورهم .
مسلم (2779) وأحمد في مسنده (4|319) وأبو يعلى (3|190)والبيهقي في الكبرى (8|198)
وأخرجه مسلم (2779) عن أبي الطفيل قال
: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة ؟ قال : فقال له القوم: أخبره إذ سألك قال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر ؛ فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر , وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد , وعذر ثلاثة قالوا : ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا علمنا بما أراد القوم , وقد كان في حرة فمشى فقال : إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ.
قال النووي : هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التي كانت بها بيعة الأنصار رضي الله عنهم , وإنما هذه عقبة على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فعصمه الله منهم.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (8|102) من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة بن اليمان قال : إني لآخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوده وعمار يسوق به أو عمار يقوده وأنا أسوق به إذ استقبلنا اثنا عشر رجلا متلثمين . قال: هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة . قلنا: يا رسول الله ألا تبعث إلى كل رجل منهم فتقتله؟ . فقال: أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه , وعسى الله أن يكفيهم بالدبيلة . قلنا : وما الدبيلة ؟ قال : شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فنقتله .
وهذا إسناد حسن ابن سلمة هو المرادي صدوق تغير حفظه

18-عن علي بن عابس عن الأعمش عن عمرو بن مرة و إسماعيل عن قيس قال : سئل علي رضي الله عنه عن ابن مسعود فقال : قرأ القرآن ثم وقف عند شبهاته فأحل حلاله و حرم حرامه , و سئل عن عمار فقال : مؤمن نسي , و إذا ذكر ذكر , و سئل عن حذيفة فقال : كان أعلم الناس بالمنافقين .
الحاكم (3|429) وعلي بن عابس ضعيف
لكن لقول علي في حذيفة شواهد .
وأخرجه الطبراني في الكبير (3|164) عن مجالد : عن الشعبي قال : قلنا كيف أصاب حذيفة ما لم يصب أبو بكر ولا عمر ؟ قال : صلة بن زفر : قد والله سألنا حذيفة عن ذلك ؟ فقال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ذات ليلة فأدلجنا دلجة فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته فقال أناس : لو دفعناه الساعة فوقع فاندقت عنقه استرحنا منه ؛ فلما سمعتهم تقدمتهم فسرت بينه وبينهم فجعلت أقرأ سورة من القرآن فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : من هذا ؟ قلت : حذيفة يا رسول الله . قال : أدن فدنوت فقال : ما سمعت هؤلاء خلفك ما قالوا ؟ قلت : بلى يا رسول الله , ولذلك سرت بينك وبينهم . قال : أما إنهم منافقون فلان وفلان وفلان .
ومجالد ضعيف
وأخرجه في الأوسط (4|146) عن علي بن سعيد الرازي قال: نا عباد بن يعقوب الأسدي قال: نا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطن الوادي , وأخذ الناس العقبة فجاء سبعة نفر متلثمون ؛ فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان حذيفة القائد وعمار السابق . قال : سدا ما يليكما فلم يصنعوا شيئا فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا حذيفة هل تدري من القوم؟ قلت: ما أعرف منهم إلا صاحب الجمل الأحمر فإني أعلم أنه فلان .
وتليد ضعيف

19- عن علقمة قال: قدمت الشأم فصليت ركعتين ثم قلت : اللهم يسر لي جليسا صالحا. فأتيت قوما فجلست إليهم ؛ فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي . قلت: من هذا ؟ قالوا: أبو الدرداء . فقلت : إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي . قال: ممن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة . قال: أو ليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة , وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان - يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم - أو ليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره ثم قال:كيف يقرأ عبد الله { والليل إذا يغشى } . فقرأت عليه { والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى } . قال والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في .
البخاري (3742) واللفظ له ومسلم (824) مختصرا
قال ابن حجر : والمراد بالسر ما أعلمه به النبي صلى الله عليه وسلم من أحوال المنافقين.
وأخرج الترمذي و الحاكم عن خثيمة بن أبي سبرة الجعفي قال : أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسر لي أبا هريرة . فقال لي : ممن أنت ؟ فقلت : من أرض الكوفة جئت التمس العلم و الخير .قال : أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة , و عبد الله بن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه و سلم و نعليه, و حذيفة بن اليمان سر رسول الله صلى الله عليه و سلم, و عمار بن ياسر الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم , و سلمان صاحب الكتابين قال قتادة : و الكتابان الإنجيل و الفرقان .
الترمذي (3811) وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب والحاكم (3|443) وصححه ووافقه الذهبي .

20- عن سيف بن وهب قال : قال لي أبو الطفيل : كم أتى عليك؟ قلت: أنا ابن ثلاث وثلاثين . قال : أفلا أحدثك بحديث سمعته من حذيفة بن اليمان : إن رجلا من محارب خصفة يقال له عمرو بن صليع وكانت له صحبة وكان بسني يومئذ , وأنا بسنك اليوم أتينا حذيفة في مسجد فقعدت في آخر القوم فانطلق عمرو حتى قام بين يديه . قال: كيف أصبحت أو كيف أمسيت يا عبد الله؟ قال : أحمد الله . قال : ما هذه الأحاديث التي تأتينا عنك قال : وما بلغك عني يا عمرو؟ قال : أحاديث لم أسمعها قال: إني والله لو أحدثكم بما أسمع ما انتظرتم بي جنح هذا الليل , ولكن يا عمرو بن صليع إذا رأيت قيسا توالت بالشام فالحذر الحذر ؛ فوالله لا تدع قيس عبدا لله مؤمنا إلا أخافته أو قتلته , والله ليأتين عليهم زمان لا يمنعون فيه ذنب تلعة . قال: ما نصرك على قومك يرحمك الله قال: ذلك إلي . ثم قعد .
الأدب المفرد (1|387) وإسناده ضعيف
وسيف لين الحديث

21-عن حذيفة رضي الله عنه قال : أول ما تفقدون من دينكم الخشوع و آخر ما تفقدون من دينكم الصلاة , و لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة , و ليصلين النساء و هن حيض , و لتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة و حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم , و لا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما : ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك و تعالى { أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل } لا تصلوا إلا ثلاثا , و تقول الأخرى : إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر و لا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال .
الحاكم (4|516) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي
من طريق عكرمة بن عمار عن حميد بن عبد الله الفلسطيني حدثني عبد العزيز ابن أخي حذيفة عن حذيفة .
وأخرجه ابن ابي شيبة(7|140) مختصرا
قلت :عكرمة صدوق يغلط وحميد هو بن زياد أبو عبدالله قال عنه ابن حجر مقبول أي عند المتابعة
22-عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنت في الحطيم مع حذيفة فذكر حديثا ثم قال : لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة و ليكونن أئمة مضلون و ليخرجن على أثر ذلك الدجالون الثلاثة . قلت : يا أبا عبد الله قد سمعت هذا الذي تقول من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم سمعته ,و سمعته يقول : يخرج الدجال من يهودية أصبهان عينه اليمنى ممسوحة و الأخرى كأنها زهرة تشق الشمس شقا, و يتناول الطير من الجولة ثلاث صيحات يسمعهن أهل المشرق و أهل المغرب , و معه جبلان جبل من دخان و نار , و جبل من شجر و أنهار , و يقول : هذه الجنة و هذه النار. و سمعته يقول : يخرج من قبله كذاب قال : قلت : فما الثالث ؟ قال : إنه أكذب الكذابين إنه يخرج من قبل المشرق يتبعه حشارة العرب و سفلة الموالي أولهم مثبور و آخرهم مثبور هلاكهم على قدر سلطانهم عليهم اللعنة من الله دائمة . قال : فقلت : العجب كل العجب . قال : و أعجب من ذلك سيكون ؛ فإذا سمعت به فالهرب الهرب . قال : قلت : كيف أصنع بمن خلفت ؟ قال : مرهم فليلحقوا برؤوس الجبال . قال: قلت : فإن لم يتركوا وذاك ؟قال : مرهم أن يكونوا أحلاسا من أحلاس بيوتهم . قال: قلت : فإن لم يتركوا ذاك ؟ قال : يا ابن عمر زمان خوف و هرج و سلب . قال: قلت : يا أبا عبد الله ما لهذا الهرج من فرج ؟ قال : بلى إنه ليس من هرج إلا وله فرج , و لكن أين ما يبقى لها إنها فتنة يقال لها الجارفة تأتي على صريح العرب وصريح الموالي و ذوي الكنوز و بقية الناس ثم تنجلي عن أقل من القليل .
الحاكم (4|573) وصححه من طريق محمد بن سنان القزاز ثنا عمرو بن يونس بن القاسم اليمامي ثنا جهضم بن عبد الله القيسي عن عبد الأعلى بن عامر عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن ابن عمر
وتعقبه الذهبي بقوله : بل منكر
قلت : محمد بن سنان ضعيف وعبد الأعلى صدوق يهم

23- عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال : إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون .
البخاري (7113) والطيالسي (1|55) وابن أبي شيبة(7|481)
وهذا إسناد صحيح
قال ابن بطال : إنما كانوا شرا ممن قبلهم لأن الماضين كانوا يسرون قولهم فلا يتعدى شرهم إلى غيرهم , وأما الآخرون فصاروا يجهرون بالخروج على الأئمة ويوقعون الشر بين الفرق فيتعدى ضررهم لغيرهم. قال : ومطابقته للترجمة من جهة أن جهرهم بالنفاق وشهر السلاح على الناس هو القول بخلاف ما بذلوه من الطاعة حين بايعوا أولا من خرجوا عليه آخرا انتهى .
الفتح (13|74)

24- عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الشعثاء عن حذيفة قال
: إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان .
البخاري في صحيحه (7114)
وعن حبيب بن أبي ثابت قال : سمعت أبا الشعثاء يقول: كنت مع عبد الله بن مسعود وحذيفة فقال حذيفة : ذهب النفاق فلا نفاق , وإنما هو الكفر بعد الإيمان فقال: ابن مسعود لم يقل هذا فتلا حذيفة{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم} إلى قوله :{ ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } قال : فضحك عبد الله . قال حبيب: فرجعت إلى أبي الشعثاء. فقلت: من أي شيء ضحك عبد الله ؛ فإن الرجل ربما ضحك من الشيء الذي ينكره ويعجب منه ؟ قال: لا أدري .
مسند ابن الجعد (1|95) وأبو نعيم في الحلية(1|280)
قال ابن حجر : والذي يظهر أن حذيفة لم يرد نفي الوقوع , وإنما أراد نفي اتفاق الحكم لأن النفاق إظهار الإيمان واخفاء الكفر ووجود ذلك ممكن في كل عصر , وإنما اختلف الحكم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألفهم ويقبل ما أظهروه من الإسلام ولو ظهر منهم احتمال خلافه , وأما بعده فمن أظهر شيئا فإنه يؤاخذ به , ولا يترك لمصلحة التآلف لعدم الاحتياج إلى ذلك , وقيل غرضه أن الخروج عن طاعة الامام جاهلية , ولا جاهلية في الإسلام أو تفريق للجماعة فهو بخلاف قول الله تعالى :{ ولا تفرقوا } وكل ذلك غير مستور فهو كالكفر بعد الإيمان .
الفتح (13|74)
25- عن حذيفة بن اليمان قال : والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا ؟ والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته .
أبو داود (4243) عن ابن أبي مريم قال أخبرنا ابن فروخ قال أخبرني أسامة بن زيد قال أخبرني ابن لقبيصة بن ذؤيب عن أبيه عن حذيفة
أسامة بن زيد هو الليثي صدوق يهم وعبد الله بن فروخ صدوق يغلط وابن قبيصة إن كان هو إسحق فهو صدوق , والحديث ضعفه شبخنا الألباني رحمه الله .
وعن قتادة قال: قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليخرجن من أمتي ثلثمائة رجل معهم ثلثمائة راية يعرفون وتعرف قبائلهم يبتغون وجه الله يقتلون على الضلالة.
الفتن (1|16) من طريق عبد القدوس عن عفير بن معدان قال حدثنا قتادة
وعفير ضعيف وقتادة لم يصرح بالتحديث
وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : ما من صاحب فتنة يبلغون ثلثمائة إنسان إلا ولو شئت أن أسميه باسمه واسم أبيه ومسكنه إلى يوم القيامة كل ذلك مما علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال: أو أشباهها يعرفها الفقهاء أو قال العلماء إنكم كنتم تسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأسأله عن الشر وتسألونه عما كان وأسأله عما يكون .
الفتن للمروزي (16) من طريق عبد الخالق بن زيد الدمشقي عن أبيه عن مكحول
وعبد الخالق بن زيد قال عنه البخاري : منكر الحديث له ترجمة في اللسان .

26- عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه . قالوا وكيف يذل نفسه ؟ قال : يتعرض من البلاء لما لايطيقه .
ابن ماجه (4516) والترمذي (2245) وقال حسن غريب وأحمد (5|405) من طريق علي بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة .
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف لكن للحديث شواهد .
أ- عن ابن عمر : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاينبغي لمؤمن أن يذل نفسه قيل : يارسول الله وكيف يذل نفسه ؟ : أن يتعرض من البلاء لما لايطيق.
عند الطبراني في الكبير (12|312) والأوسط (5|294)
من طريق زكريا بن يحيى المدائني ثنا شبابة بن سوار ثنا ورقاء بن عمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر
وصححه شيخنا في الصحيحة
ب- وعن علي عند الطبراني في الأوسط (8|41) من طريق أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس للمسلم أن يذل نفسه. قالوا: يا رسول الله وكيف يذل نفسه ؟ قال : يتعرض من البلاء لما لا يطيق.
ج- وعن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (2|536) من طريق قطن بن نسير حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا المعلى بن زياد عن الحسن البصري عن أبي سعيد .
وقطن صدوق يخطيء والحسن لم يسمع من أبي سعيد كما قال ابن المديني .

27- عن حذيفة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس . فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة فلقد رأيتنا ابتلينا حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف .
البخاري (3060) ومسلم (149) وابن ماجه (4029) وأحمد (5|384) وابن حبان (14|171)
قال ابن حجر : إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا وكأن ذلك وقع عند ترقب ما يخاف منه , ولعله كان عند خروجهم إلى أحد أو غيرها ثم رأيت في شرح ابن التين الجزم بأن ذلك كان عند حفر الخندق , وحكى الداودي احتمال أن ذلك وقع لما كانوا بالحديبية لأنه قد اختلف في عددهم هل كانوا ألفا وخمسمائة أو ألفا وأربعمائة أو غير ذلك مما سيأتي في مكانه , وأما قول حذيفة فلقد رأيتنا ابتلينا الخ فيشبه أن يكون أشار بذلك إلى ما وقع في أواخر خلافة عثمان من ولاية بعض أمراء الكوفة كالوليد بن عقبة حيث كان يؤخر الصلاة أو لا يقيمها على وجهها , وكان بعض الورعين يصلي وحده سرا ثم يصلي معه خشية من وقوع الفتنة , وقيل كان ذلك حين أتم عثمان الصلاة في السفر , وكان بعضهم يقصر سرا وحده خشية الإنكار عليه ووهم من قال أن ذلك كان أيام قتل عثمان لأن حذيفة لم يحضر ذلك .
وفي ذلك علم من أعلام النبوة من الأخبار بالشيء قبل وقوعه , وقد وقع أشد من ذلك بعد حذيفة في زمن الحجاج وغيره .
الفتح (6|178)
28- عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم و تجتلدوا بأسيافكم . ويرث دنياكم شراركم.
ابن ماجه (4043) والترمذي (2170) وأحمد (5|389) والفتن للمروزي (1|49) وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (1|289) من طريق عمرو مولى المطلب عن عبد الله الأنصاري عن حذيفة
وإسناده ضعيف عبد الله هو بن عبد الرحمن الأشهلي مقبول أي عند المتابعة ولم يتابع .

29- عن حذيفة عن اليمان : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم .
الترمذي (2169) وحسنه وأحمد (5|388) والطيالسي (1|59) من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله الأنصاري عن حذيفة
وهذا حديث حسن لغيره , وإسناده ضعيف عبد الله هو بن عبد الرحمن الأشهلي مقبول أي عند المتابعة
لكن للحديث شواهد
منها حديث أبي بكر الصديق أنه قال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } , وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب .
الترمذي (3057) وقال: حسن صحيح , وأبو داود (4338) وابن ماجه (4005) وأحمد (1|2)

30-عن حذيفة بن اليمان قال : إني لأعلم أهل دينين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم في النار : قوم يقولون إن كان أولنا ضلالا ما بال خمس صلوات في اليوم و الليلة إنما هو صلاتان العصر و الفجر , و قوم يقولون إنما الإيمان كلام و إن زنى و إن قتل.
أخرجه ابن أبي شيبة (6|169) والحاكم (4|465) من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن ابن الديلمي عن حذيفة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي
قلت : ابن الديلمي هو عبد الله بن فيروز ثقة
وهذا إسناد صحيح

31 - عن أبي الطفيل قال: انطلقت أنا وعمرو بن صليع حتى أتينا حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبدا صالحا إلا فتنته وأهلكته حتى يدركها الله بجنود من عباده فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة .
أحمد (5|390) والبخاري في الأدب المفرد (1|387) والحاكم (4|516) من طريق أبي داود ثنا هشام عن قتادة عن أبي الطفيل
وأخرجه الطيالسي (1|56) مختصرا
وهذا إسناد صحيح
وأخرجه ابن أبي شيبة (7|482) وأحمد (5|395) والحاكم (4|517) والطبراني في الأوسط (6|345) عن عمرو بن حنظلة قال : قال حذيفة : والله لا تدع مضر عبدا لله مؤمنا إلا فتنوه أو قتلوه أو يضربهم الله والملائكة والمؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة . فقال له رجل: أتقول هذا يا عبد الله وأنت رجل من مضر؟ قال : لا أقول إلا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد صحيح
وله شاهد عن عن مجالد بن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتضربن مضر عباد الله حتى لا يعبد لله اسم وليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة .
أحمد (3|86) ومجالد ضعيف
ومعنى ذنب تلعة : وصف بالذل والضعف وقلة المنعة .

 

التوقيع

 


 
 
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجايز اخر زمن .....انصحكم لا تفوتوه !! مسفر مبارك مجلس الصور والفيديو والغرائب 11 05-09-2007 05:32 PM
الأخوة في زمن العولمة !!! ابوفهد العجمي المجلس العــــــام 11 18-08-2007 04:59 PM
°•. ]♥[ عظمة القلوب في زمن مليءٍ بأصحاب الأقنعة ]♥[ .•° سمو الرووح المجلس العــــــام 17 06-08-2007 04:45 PM
جمعيه الصداقه الكويتيه الأردنيه تكرم رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مجالس العجمان المجلس الانتخابي والسياسة المحلية 18 18-06-2007 01:27 PM
دروس في فتنة المسيح الدجال محمد بن دويش المجلس الإســــلامي 4 07-03-2006 05:14 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:43 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع