مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #21  
قديم 31-01-2006, 09:14 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

* عن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عـمر عن أبيه عن جده ، قال : لبس عمر رضي الله تعالى عنه قميصاً جديداً ، ثم دعاني بشفرة ؛ فقال : مد يا بني كم قميصي ، وألزق يديك بأطراف أصابعي ، ثم اقطع ما فضل عنها فقطعت من الكمين ، من جـانبيه جميعاً ، فصار فم الكم بعضه فوق بعض ؛ فقلت له : يا أبته ، لو سويته بالمقص ؛ فقال : دعه يا بني ، هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ؛ فما زال عليه : حتى تقطع ؛ وكان ربما رأيت الخيوط تساقط على قدمه .

(1/45)

* عن نافع قال : لو نظرت إلى ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا اتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم ، لقلت : هذا مجنون .

(1/310)

* كان ابن عمر إذا رآه أحد : ظن أن به شيئاً ؛ من تتبعه آثار النبي صلى الله عليه وسلم .

(1/310)

* عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه : أنه كان في طريق مكة ، يأخذ برأس راحلته ، يثنيها ؛ ويقول : لعل خفاً يقع على خف ؛ يعني : خف راحلة النبي صلى الله عليه وسلم .

(1/310)

* عن زيد بن اسلم عن أبيه قال : ما ناقة أضلت فصيلها في فلاة من الأرض ، بأطلب لأثره : من ابن عمر لعـمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما .

(1/310)

* عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، أن عبد الله بن أبي زكريا ، كان يقول : لو : خيرت بين أن أعمر مائة سنة من ذي قبل في طاعة الله ، أو أن أقبض في يومي هذا ، أو في ساعتي ؛ هذه لاخترت أن أقبض في يومي هذا ، أو في ساعتي هذه : تشوقـاً إلى الله ، وإلى رسـوله ، وإلى الصالحين من عباده .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 31-01-2006, 09:30 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

بيان مكة في الذب عن سيد البشرية


الصفحة 1 لـ 9


الحمد لله رب العالمين، ناصر عباده المؤمنين ولو بعد حين، ونشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، ونصلي ونسلم على رسول رب العالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

فقد امتن الله سبحانه وتعالى على الثقلين ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً منه عز وجل لخلقه، مصداقاً لقوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) (الأنبياء:107).

فأخرج الله بهذا النبي الأمي عليه أفضل الصلاة والتسليم الناسَ من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن العذاب إلى الرحمة، بعدما اجتالتهم الشياطين عن صراط الله المستقيم، فأشرقت الأرض بنور الرسالة المحمدية، ورغمت أنوف المبطلين وانخنس الكفر وأهله، مصداقاً لقوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) (التوبة:33).

وقد كان في مقدمة ركب الشيطان ممن شَرِقَ بالبعثة المحمدية – على رسولها أفضل الصلاة والسلام – بعضُ أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقد امتلأت قلوبهم غيظاً وحقداً وحسداً للإسلام وأهله مصداقاً لقول الله تعالى: ((وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)) (البقرة: 109).

وقال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)) (الفرقان:31).

وقال تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)) (البقرة: 120).

وهؤلاء الظالمون المعادون لدين الإسلام وللبشير النذير - عليه أفضل الصلاة والسلام-، هم في حقيقة الأمر يقومون بأكبر جريمة في تاريخ البشرية، إذ إنهم يحولون بين الناس وبين أكبر نعمة امتن الله بها على الإنسانية، ألا وهي نعمة الإسلام، كما أنهم في ذات الوقت يعرضون من سار في ركابهم واتبع ضلالهم لسخط الجبار - عز وجل - ومقته في الدنيا والآخرة، وإن المتأمل في الوقائع والحوادث في ماضي الزمان وحاضره ليظهر له بجلاء عداوة وكيد فئامٍ من أهل الكتاب من اليهود والنصارى للأمة المحمدية - على صاحبها أفضل الصلاة والسلام-

وتزداد عداوة بعض المغضوب عليهم والضالين للمسلمين ويزداد جنونهم وجنوحهم عن قواعد العدل والعقل والحق كلما ازداد انتشار الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجاً، فعند ذلك يزداد حقدهم وحسدهم، وتطيش أحلامهم وأفهامهم ، فتتوالى من قِبَلهم الحملات الجنونية الظالمة على كل ما هو مقدَّس ومعظَّم في دين الإسلام، وكان من آخر ما حدث في هذا المجال: الحملة الظالمة الآثمة التي تولّى كِبرَها، وحَمَلَ لواءَها بعضُ وسائل الإعلام المقروءة في دولتي (الدنمارك والنرويج) عندما أظهرت سيد البشرية – فديناه بالآباء والأمهات – صلى الله عليه وسلم - في بعض الرسومات الكاريكاتيرية الساخرة المسيئة، متجاوزةً حدود المنطق والعقل، ومنفلتة من كل القيم والمبادئ والأعراف في استهتارٍ واضح بدين الإسلام الذي يدين به ما يزيد على المليار نَسَمة من البشر على ظهر المعمورة.

وإن أهل العلم والدعوة في قبلة المسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين مكة المكرمة - شرَّفها الله تعالى - لَيستنكرون هذه الحملة الظالمة الآثمة، ويتوجهون للعالم بأسره بهذا البيان؛ إحقاقاً للحق، وذباً عن عِرض سيد الخلق – صلى الله عليه وسلم -، وذوداً عن حياض الدين، ودفعاً لصيال المبطلين من اليهود والنصارى: المغضوب عليهم والضالين، مناشدين أهل الإسلام من الحكام والعلماء والدعاة ورجال الأعمال والإعلام وعموم المسلمين بأن يضطلعوا بواجبهم الشرعي في هذا الصدد، إذ إن مدافعة المبطلين ومراغمة الكافرين منزلةٌ عظيمة من منازل الدين. قال العلامة ابن القيم – رحمه الله -: (مغايظة الكفار غاية محبوبة للرب مطلوبة، فموافقته فيها من كمال العبودية، فمن تعبد الله بمراغمة عدوه، فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته يكون نصيبه من هذه المراغمة) ا.هـ.

فيا حكامَ المسلمين : إن الواجب الشرعي يُحَتِّم عليكم الغضبَ لرسولكم - صلى الله عليه وسلم-، وإن أضعف الإيمان مما يجب القيام به حيال هذه الحملة الآثمة، هو سحب البعثات الدبلوماسية احتجاجاً على هذه الممارسات الظالمة، وليتذكر كل واحد منكم أن هذا العدوان الآثم على رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - لو كان موجهاً لواحد منكم لأقام الدنيا ولم يُقعِدها غضباً وانتقاماً، فليكن غضبكم وحَميَّتكم لرسولكم - صلى الله عليه وسلم - أكبر من غضبكم لأنفسكم ودنياكم، وتذكروا قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، وفي رواية: "من أهله وماله والناس أجمعين"، أخرجه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه.

ويا علماءَ الإسلام ودعاةَ الملة: إن الواجب الشرعي يحتم علينا جميعاً، أن نقوم بتوظيف هذا الحدث توظيفاً إيجابياً بتكثيف الجهود في دعوة الناس لدين الإسلام والتركيز على ثوابت الدين ومحكماته، وفي مقدمة ذلك بيان عقيدة الولاء للمؤمنين والعداء للكافرين، وتجلية سيرة سيد الخلق - عليه أفضل الصلاة والتسليم-، إذ إن هذا هو الرد الناجع والمؤلم لأعداء الإسلام.

ويا أهل الإسلام وعسكر الإيمان من رجال الأعمال والإعلام وعموم المسلمين: انتصروا لدينكم ولرسولكم صلى الله عليه وسلم بمقاطعة بضائع هاتين الدولتين (الدنمارك والنرويج) والدعوة لذلك، وأروا الله من أنفسكم خيراً، حتى يرتدعوا عن ظلمهم، وينزعوا عن غَيّهم ويأخذوا على أيدي سفهائهم، فإنكم إن فعلتم ذلك جعلتموهم عبرة لغيرهم، وتأملوا – يا رعاكم الله – هل يجرؤ أحد في التشكيك في محارق اليهود – المزعومة – على يد النازيين؟!... فهل المغضوب عليهم أقدر على نصر باطلهم منكم على نُصرة نبيكم صلى الله عليه وسلم؟!

وأخيراً... فإن هذه الممارسات الظالمة من قِبَل سفهاء أهل الكتاب لن تزيد المسلمين إلا تمسكاً بدينهم وحمية له – بإذن الله تعالى-: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ)) (محمد:7-11). ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) (يوسف: 21).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

الموقعون على البيان:

د. سليمان بن وائل التويجري (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة – جامعة أم القرى).

الشيخ/ أحمد بن عبد الرحمن البعادي (قاضي التمييز بمكة).

د. عبد الله بن عمر الدميجي (عميد كلية الدعوة وأصول الدين – جامعة أم القرى).

د. خالد بن عبد الله الشمراني (رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى).

د. محمد بن سعيد القحطاني (أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقاً).

د. محمد بن صامل السلمي (وكيل كلية الشريعة للدراسات العليا – جامعة أم القرى).

د. ناصر بن محمد الغامدي (وكيل كلية الشريعة – جامعة أم القرى).

د. عبد الله بن محمد الرميان (وكيل كلية الدعوة وأصول الدين للدراسات العليا – جامعة أم القرى).

د. عبد الله بن عبد الكريم الحنايا (مدير مركز الدراسات الإسلامية المسائية – جامعة أم القرى).

د. ستر بن ثواب الجعيد (رئيس قسم القضاء سابقاً – جامعة أم القرى).

د. عبد الرحمن بن أحمد الخريصي (عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة – جامعة أم القرى).

الشيخ/ حمود بن عبد العزيز التويجري (من الدعاة).

الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن العثيم (رئيس المحكمة الجزئية بجدة).

الشيخ/ محمد أمين بن عبد المعطي مرداد (القاضي بالمحكمة الجزئية بجدة).

الشيخ/ مانع بن علي المقاطي (القاضي بالمحكمة الجزئية بجدة).

الشيخ/ علي بن عبد الله المعدي (عضو هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة).

الشيخ/ محمد بن عبيد القرني (عضو هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة).

الشيخ/ رياض بن علي الغامدي (عضو هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة).

الشيخ/ فهد بن عيظة المالكي (مدير إدارة المحكمة الجزئية بجدة).

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 31-01-2006, 09:59 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road


حتى أنت يا (( الدانمارك )) !!

الدانمارك دولة نصرانية صليبية كبقية دول أوربا وأمريكا الشمالية تدين بعقيدة التثليث الباطلة الفاشلة ، الفاسدة الكاسدة !
ومن الطبيعي أن تظل كغيرها عدوة لكل ما يمت للإسلام بصلة وإن تسابق المسلمون إلى اقتناء منتجاتها من الأجبان والأبقار !
هذه (الدانمارك) ظلت منذ عدة أشهر تسخر عبر صحفها ووسائل إعلامها من رسولنا الكريم ، ونبينا العظيم صلى الله عليه وسلم .
لا لشيء إلا لأن بعض أبناء شعبها بدأوا يفكرون جدياً بالتخلي عن نصرانيتهم واعتناق الإسلام كغيرهم من شعوب العالم الذين أبهرتهم أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها من تداعيات لا تخفى على أحد !!
فهي تريد بخبث ثني شعبها عن اختيار الدين الحقّ عبر حركة تشويه متعمد لشخص الرسول الكريم ورمز الإسلام الخالد عليه الصلاة والسلام !!
إنّ ما تقوم به الدانمارك وتؤيدها عليه النرويج وتسكت عنه بقية دول العالم النصراني يؤكد أنّ الحرب القائمة بين الإسلام والنصرانية في أفغانستان ، والشيشان ، والعراق حرب دينية عقدية وإن تبرقعت بغطاء مكافحة الأرهاب, أو تلفعت بمرط محاربة الدكتاتوريات في العالم !
وأنه لا مُسالم أو منصف بين النصارى بل كلهم ذوو عداوات تاريخية مستحكمة ضاربة الجذور !!
ويخطئ من يظن أنّ في الأوروبيين النصارى من هو نزيه أو محايد فضلاً عن أن يكون صديقاً للمسلمين أو العرب !!
فما حقيقة الأمر إلا مصالح وسياسات تتغير بتغير الزمان والظروف وتتقلب بتقلب الأحوال الاجتماعية والدولية .
لقد روجَّ الإعلام العربي يوماً ما بأنّ فرنسا إبّان حكم (ديقول) وحتى نهاية عصر (ديستان) صديقةٌ حميمةٌ للعرب؛ فإذا بفرنسا ترفع راية التمييز العنصري ضد المسلمين وتطرد من أراضيها المغتربين العرب الذين بنوا بسواعدهم كثيراً من مرافق باريس الحيوية, حتى حرَّمت على بناتهم الحجاب الإسلامي, وطردت المحجبات من مدارسها وجامعاتها !!
إذاً فالملة النصرانية, والحكومات الصليبية, كلّها عدوانية التوجه, خبيثة النوايا تجاه كلّ ما هو إسلامي مهما أظهروا من حميمية في العلاقات أو لباقة في السياسات تجاه أمتنا المسلمة .
وعلى الجميع أن يدركوا أنّ زمن الوفاق بين العالم الإسلامي والعالم النصراني قد ولّى إلى غير رجعة, وأنّ شهور العسل قد انقضت منذ كشر الغرب عن أنيابه, وأعلن أنّ عدوه الرئيس هو الإسلام بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهياره !
ومنذ صرَّح (( بوش)) بأنها حرب صليبية جديدة وأن (الربّ !!) قد أمره بغزو الطلبة في أفغانستان, واحتلال العراق واستباحة شعبه!
أنّها حرب مفروضة علينا شئنا أم أبينا ما دمنا مسلمين ((وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ )) (البقرة : 217) .
وعداوة ضرورية لا بد منها ما دمنا موحّدين ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )) (البقرة : 120) .
أفهمتم الآن لم سخرت الدانمارك من نبينا العظيم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ؟!

لفضيلة الشيخ / رياض بن محمد المسيميري
منقول من موقع شبكة نور الإسلام
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 31-01-2006, 11:47 PM
علي العرام علي العرام غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
العمر: 42
المشاركات: 546
معدل تقييم المستوى: 19
علي العرام is on a distinguished road

الله يجزاكم خير جمييع ويجعلها في موازين حسناتكم

تحياتي

 

التوقيع

 

يا زين يا صافي الخدود = خيلي لاهل الولايم
اللاش مايحمي الحدود = ما همه الا الضحك دايم





:shade: :shade: :shade:
 
 
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 01-02-2006, 01:06 AM
الصورة الرمزية فهد بن محسن
فهد بن محسن فهد بن محسن غير متصل
إداري مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 4,627
معدل تقييم المستوى: 24
فهد بن محسن is on a distinguished road

اخي ابو انس

اخي فالح العمره



جزاكم الله خير

ومايفرحنا ويثلج صدورنا ويخفف علينا هو وجودكم بيننا ومشاركاتكم التي اثلجت صدورنا وقلتم وكتبتم ماكنا نريد ان نقوله ونكتبه

ونتمنى ان يسعفنا الوقت لكي نشارك معكم في هذه الصفحات بما يدور في الذهن وتتحدث به النفس

جزاكم الله خير الجزاء

 

التوقيع

 

فليتك تحلو والحياة مريرة = وليتك ترضى والانام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر = وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين = وكل الذي فوق التراب تراب
 
 
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 01-02-2006, 10:17 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

القتل هو جزاء سب النبي صلى الله عليه وسلم


السؤال :
سمعت في أحد الأشرطة أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وإن أظهر التوبة . فهل يقتل حدا أم كفرا؟ وإن كانت توبته نصوحا فهل يغفر الله له أم أنه في النار وليس له من توبة؟



الحمد لله
الجواب على هذا السؤال يكون من خلال المسألتين الآتيتين :
المسألة الأولى : حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم .
أجمع العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله .
وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل العلم كالإمام إسحاق بن راهويه وابن المنذر والقاضي عياض والخطابي وغيرهم . الصارم المسلول 2/13-16 .
وقد دل على هذا الحكم الكتاب والسنة :
أما الكتاب؛ فقول الله تعالى : {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }التوبة / 66 .
فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر ، فالسب بطريق الأولى ، وقد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر ، جاداً أو هازلاً .
وأما السنة؛ فروى أبو داود (4362) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا .
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (2/126) : وهذا الحديث جيد ، وله شاهد من حديث ابن عباس وسيأتي اهـ
وهذا الحديث نص في جواز قتلها لأجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم .
وروى أبو داود (4361) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقَعُ فِيهِ ، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا . فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ . فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا صَاحِبُهَا ، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ" . صححه الألباني في صحيح أبي داود (3655) .
والظاهر من هذه المرأة أنها كانت كافرة ولم تكن مسلمة ، فإن المسلمة لا يمكن أن تقدم على هذا الأمر الشنيع . ولأنها لو كانت مسلمة لكانت مرتدةً بذلك ، وحينئذٍ لا يجوز لسيدها أن يمسكها ويكتفي بمجرد نهيها عن ذلك .
وروى النسائي (4071) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقُلْتُ : أَقْتُلُهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ : لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . صحيح النسائي (3795) .
فعُلِم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتل من سبه ومن أغلظ له ، وهو بعمومه يشمل المسلم والكافر .

المسألة الثانية : إذا تاب من سب النبي صلى الله عليه وسلم فهل تقبل توبته أم لا ؟

اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحا ، وندم على ما فعل ، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله تعالى له .
واختلفوا في قبول توبته في الدنيا ، وسقوط القتل عنه .
فذهب مالك وأحمد إلى أنها لا تقبل ، فيقتل ولو تاب .
واستدلوا على ذلك بالسنة والنظر الصحيح :
أما السنة فروى أبو داود (2683) عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ . فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى ، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : "أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟" فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ، أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ : "إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ" . صححه الألباني في صحيح أبي داود (2334) .

وهذا نص في أن مثل هذا المرتد الطاعن لا يجب قبول توبته ، بل يجوز قتله وإن جاء تائبا .

وكان عبد الله بن سعد من كتبة الوحي فارتد وزعم أنه يزيد في الوحي ما يشاء ، وهذا كذب وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من أنواع السب . ثم أسلم وحسن إسلامه ، فرضي الله عنه . الصارم 115 .

وأما النظر الصحيح :
فقالوا : إن سب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق به حقان ؛ حق لله ، وحق لآدمي . فأما حق الله فظاهر ، وهو القدح في رسالته وكتابه ودينه . وأما حق الآدمي فظاهر أيضا فإنه أدخل المَعَرَّة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السب ، وأناله بذلك غضاضة وعاراً . والعقوبة إذا تعلق بها حق الله وحق الآدمي لم تسقط بالتوبة، كعقوبة قاطع الطريق ، فإنه إذا قَتَل تحتم قتله وصلبه ، ثم لو تاب قبل القدرة عليه سقط حق الله من تحتم القتل والصلب ، ولم يسقط حق الآدمي من القصاص ، فكذلك هنا ، إذا تاب الساب فقد سقط بتوبته حق الله تعالى ، وبقي حق الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسقط بالتوبة .

فإن قيل : ألا يمكن أن نعفو عنه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا في حياته عن كثير ممن سبوه ولم يقتلهم ؟

فالجواب :
كان النبي صلى الله عليه وسلم تارة يختار العفو عمن سبه ، وربما أمر بقتله إذا رأى المصلحة في ذلك ، والآن قد تَعَذَّر عفوُه بموته ، فبقي قتل الساب حقاًّ محضاً لله ولرسوله وللمؤمنين لم يعف عنه مستحقه ، فيجب إقامته . الصارم المسلول 2/438 .

وخلاصة القول :
أن سب النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المحرمات ، وهو كفر وردة عن الإسلام بإجماع العلماء ، سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً . وأن فاعله يقتل ولو تاب ، مسلما كان أم كافراً . ثم إن كان قد تاب توبة نصوحاً ، وندم على ما فعل ، فإن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله له .

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، كتاب نفيس في هذه المسألة وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ينبغي لكل مؤمن قراءته ، لاسيما في هذه الأزمان التي تجرأ فيها كثير من المنافقين والملحدين على سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لما رأوا تهاون المسلمين ، وقلة غيرتهم على دينهم ونبيهم ، وعدم تطبيق العقوبة الشرعية التي تردع هؤلاء وأمثالهم عن ارتكاب هذا الكفر الصراح .

نسأل الله تعالى أن يعز أهل طاعته ، ويذل أهل معصيته .

والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 01-02-2006, 10:23 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المقاطعة المقاطعة لمن سب الرسول

محمد أبو الهيثم


بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..
أحبتي في الله أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم , معلوم أن الكافر تعجل له حسناته في الدنيا إن كانت له حسنات , ينعمه الله في حياته الدنيا بما قدم من خير وما له في الآخرة من نصيب , لذا فأقسى ما نحارب به الكافر بعد القتال قطع قوته أو التقليل مما يدخل له من مال أو عطايا , ونجد أن سلاح مقاطعة بضائع المعتدين قد نجح في تحويل تكتلات كاملة إلى تكتلات محايدة ولا تقوى على إبداء العدوان أو أن تكشر عن أنياب العداوة في وجه الأمة الإسلامية .

وحتى نكون من الإنصاف لأنفسنا بمكان , علينا أن نصدق مع أنفسنا أن الأمة الآن أمامها من المعوقات ما الله به عليم في محاولة الجهاد والردع بالسيف وإن كان هذا الحل آت لا محالة , ولكن حتى يتم الإعداد ويهيئ الله لدينه من يرفع الراية من جديد , فعلينا باستخدام ما نستطيع وما في مقدورنا من وسائل لردع المعتدين , هذا في حال من اعتدى على الأرض والعرض كأمريكا ونحوها , فما بالك بمن اعتدى على جناب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , إن دولة الدانمارك ومن نحا نحوها من دول الكفر التي تجتمعت على الإساءة لرسول الإسلام وصاحب آخر الرسالات السماوية وخاتمها محمد صلى الله عليه وسلم قد تعدوا وحاربوا الإسلام في عقر داره وفي قلبه النابض.
إنه التشهير برسول الله صلى الله عليه وسلم , خير البشر وسيد الأنام , من جاء للبشرية بالعدل والسلام هو تشهير بكل مسلم على وجه الأرض , فلا أقل من مقاطعة شعبية على مستوى البضائع والمنتجات ومقاطعة دولية على مستوى الحكومات .

فأما الشعوب فأقول لكل مسلم على الأرض , بالله عليك لو أن تاجراً تشتري منه سلعة فوجئت به يسب أباك علانية ويسيء إليه أكنت شارياً منه حبة خردل بعدها , فما بالك بمن سب من هو أولى بالمحبة من أبيك إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاءت شريعته الغراء لتعلمنا أن حب الله ورسوله مقدم على كل حب " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"

وأما الحكومات فنرى بأنفسنا بين الدول الإسلامية وبعضها لو أن رئيساً لدولة أساء لرئيس أو ملك دولة أخرى لقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين , وقامت الدنيا ولم تقعد , فما بالنا بمن يسيء لشعار كل الدول الإسلامية إنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه بالإسلام الذي تنتسبون إليه وتنسب إليه دولكم وشعوبكم الإسلامية , فهل أقل من الوقوف وقفة لله رب العالمين .

هل يصعب علينا الانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوقف عن شراء أو استيراد ألبان الدانمارك أو زبدها , وهل تتوقف حياتنا من أجل الجبن الدنماركي في وقت انحدر فيه اقتصاد المسلمين إلى درجات متدنية بحيث استطاع تاجر حاقد واحد من اليهود أن يهز ميزانية أكبر دولة إسلامية كأندونيسيا .

إذن فلنعتبرالمقاطعة نوع من ترشيد الإنفاق في دولنا الفقيرة التي يكاد غالبية السكان فيها يستطيعون سد رمقهم بالقوت الضروري , فليعتبر من يستطيع شراء الزبد الدنماركي أو غيره من منتجات الدول المعتدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مقاطعته إنما هي من باب ترشيد الاستهلاك والإحساس الإنساني بالفقير الذي لا يجد ما يشتري به هذه السلع هذا إن لم يقو على المقاطعة لله رب العالمين أو كان عنده من الموانع الاعتقادية ما يحول بينه وبين نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأقول لمن وصل به الحال ما يضعف معه على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ولو بالامتناع عن تناول مثل هذه السلع :



أيها التاريخ لا تعتب علينا *** مجدنا الموؤود مبحوح الحناجر
كيف أشكو والمساجد مغلقات *** والرجال اليوم همهم المتاجر
ثلة منهم تبيع الدين جهراً *** ترسم الحسناء والكأس تعاقر
ثلة أخرى تبيت على كنوز *** لا تبالي كان بؤساً أم بشائر
لا تراعي فالحقائق مترعات *** بالأسى يا أمتي والدمع ساتر


وأختم بفتاوى أهل العلم عن مقاطعة الدول المحاربة لله ولرسوله :
الشيخ محمد بن صالح العثيمين .. دعوة ولاة الأمر لمقاطعة كل من يحارب المسلمين .. المسلمون لو قاطعوا لكان له أثر كبير ولعرفوا أن المسلمين قوة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .

موقفنا من إخواننا المسلمين في يوغسلافيا فالواجب علينا أن نبذل ما نقدر عليه من الدعاء لهم بالنصر، وأن يكبت الله أعداءهم، وأن يهدي الله ولاة أمور المسلمين حتى يقاطعوا كل من أعان من يقاتلهم على قتالهم ، المسلمون لو قاطعوا كل أمة من النصارى تساعد الذين يحاربون إخواننا لكان له أثر كبير ولعرف النصارى وغير النصارى أن المسلمين قوة، وأنهم يد واحدة، فموقفنا نحن كشعب من الشعوب أن ندعوا الله لهم بالنصر، وأن يذل أعداءهم وأن نبذل من أموالنا ما ينفعهم، لكن بشرط أن نتأكد من وصوله إليهم لأن هذه المشكلة هى التى تقف عقبة أمام الناس، من يوصل هذه الدراهم إليهم، وهل يمكن أن تصل إليهم، فإذا وجدنا يدا أمينة توصل المال إليهم فإن بذل المال إليهم سواء من الزكاة أو غير الزكاة لا بأس به، أقول لا بأس به بمعنى أنه ليس حراما بل هو مطلوب لأن نصرة المسلمين في أي مكان في الأرض يعتبرنصرة للإسلام.

والله أسأل أن ينصر الإسلام والمسلمين ويخذل كل من حارب الدين وأن يذل من آذى رسوله الكريم وأن يجعله عبرة للمعتبرين .

وتبقى كلمة :
لو طبقنا شرع ربنا لهابنا العالم ولما تجرأ كلب على رفع ذيله , والله المستعان.
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 01-02-2006, 10:26 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

حقائق كشفها الزور


سليمان بن عبدالعزيز الدويش



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي أعز من شاء بطاعته وأذل من شاء بمعصيته, والصلاة والسلام على من لا خير إلا في اتباع هديه، ولا فلاح إلا بسلوك طريقته, ولا كرامة بغير التأسّي به. وأن الإهانة بالبعد عن سبيله { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } [الحج:18]، وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقته إلى يوم يبعثون، أما بعد..

فقد جاءت هذه الأزمة بخلاف ما ظنّه من افتعلها، بل وعلى خلاف ما تصوّرناه جميعاً، فالحمدلله على كل حال، وله الشكر فهو ذو الإنعام والإفضال، وسبحانه وهو الصادق حيث قال: { فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } [النساء:19].

وقديماً قيل:


قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض الخلق بالنعم


وقيل: وربما صحت الأبدان بالعلل.


أيها الفضلاء..

إن تلك الحملات المسعورة المسمومة التي يطلقها الغرب الكافر لم تكن بدعاً من الأمر، ولن تقف إلى هذا الحد؛ فهم يكيدون لنا منذ أن بزغ نور الرسالة وسطع شعاعها. ولن يزال كيدهم متواصلاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً؛ فهم من قال الله عنهم: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة:120]، وقال عنهم سبحانه: { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء } [النساء:89]، وقال: { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم } [البقرة:109]، ومن هنا يتضح أن عداوتهم متغلغلة ولا يمكن أن تزول، وأنها مهما خبت أو اختفت لفترة من الفترات فإنما هي لتكتيك يمارسونه وليس لقناعة بأنهم على غير هدى.

وما عملته صحيفة النرويج أو الممثل الهولندي أو صحيفة الدينمارك لم يكن اجتهاداً عفوياً، ولا نتاج حرية عابرة، بل هو أمر مقصود انطلقوا لفعله من عقيدة يؤمنون بها ويتنادون بينهم على الثبات عليها ونشرها وتبشير الناس بها ـزعمواـ, وهذه الأفعال التي صدرت منهم جاءت لتكشف حقيقتهم لمن كان منخدعاً بهم، وليعلم أنهم وإن تشدقوا بالحريات واحترام المعتقدات فإنما هم كَذَبة فجرة يكيلون بمكيالين غير متوازنين, كما أن هذه الأزمة ولله الحمد قد كشفت لنا أموراً هامة على الصعيد الداخلي والخارجي. ولعلي أن أوجز بعضاً منها في هذا البيان باختصار، فأقول مستعيناً بالله وهو خير معين:

أولاً: لعلكم تذكرون ما مارسه الغرب الكافر بقيادة أم الكفر ورأسه ضد إخواننا في أفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين، وما يرفعونه من شعارات ويلوّحون به من استنكارات من أننا نحن المسلمين لانحترم الأديان ولا نعرف حقها، وما طالبوا به من وأد منهج الولاء والبراء وكل ماله علاقة به، بل وتدخّلوا بالضغط على جهات قيادية عليا لعزل كثير من الخطباء والدعاة لأنهم يدعون على النصارى واليهود, وما يمارسونه في العالم كله ضد من يحاول المساس باليهود أو يكذب محارقهم المزعومة.. فأين حرية الرأي التي يحترمون؟ وأين هي الديمقراطية التي يتشدقون بها؟ أم هي ديمقراطية وحرية الكافر وحده.



حرام على بلابلنا الدوح *** حلال للطير من كل جنسِ



ثانياً: أن الشعوب المسلمة قادرة على التأثير والتغيير ولله الحمد والمنة، وأنها إن اتّحدت أنجزت ما قد تعجز عن إنجازه كثير من القنوات السياسية الأخرى، وهذا ظاهر في مسألة المقاطعة التي تبنّتها الشعوب المسلمة، والتي حركت مسار القضية وأشعلت فتيل المواجهة المكشوفة الواضحة، في حين كانت المسارات السياسية تقابل بالرفض وعدم الاكتراث إلا ما ندر.


ثالثاً: أن الأمة المسلمة فيها خير كثير، ولكنها تعيش فترة من التخدير والخمول. ساعد في تفاقم هذا الوضع المزري مؤامرات الأعداء المستمرة ووجود آذان للعدو بين المسلمين تحاول جرّهم إلى مالاينفعهم في دينهم ودنياهم من لهو ومجون.

وأن هذه الأمة إن وجدت من ينفض عنها غبار المهانة ويزيح ستار الغفلة ويبطل أثر ذلك التخدير، فإنها تتحرك كالبركان، وهذا ما رأيناه ولله الحمد من دموع المسلمين تحت أعواد المنابر، وفي مجالس أهل العلم وما لاحظناه من تسابقهم في المساهمة وبذل المال وما أقدموا عليه من التنافس على معرفة منتج الكافر للتحذير منه، وما نسمعه من أخبار تثلج الصدر من استنفار الأمة كلها الصغار والكبار, والرجال والنساء, العجزة وذوي القدرة، وما رأيناه من مشاركات وأفكار وطروحات كان لها أثر كبير في كشف بعض المكانة التي يجب أن يعرفها عدونا لأمتنا.


رابعاً: أن الأمة المسلمة تعيش أزمة حقيقية لاتقل عن أزمتها مع الكفار، وهي الأزمة مع الإعلام الذي تسنم ظهره من ينتسب زورا لأمتنا في غالب الأحوال.
وإن أزمتنا التي نحن نتلظى بنارها كشفت أن إعلامنا لا يمثلنا بحال، فهو إعلامُ كَذب ونفاق ومخادعة وتزوير للحقائق.

كنا نعتقد أن حدثاً كهذا سيتسابق له رجال الصحافة والقنوات ليكشفوا من خلاله الخطر الذي يتهدد الأمة من أعدائها، وإذا بنا نراهم الأعداء الحقيقيين للأمة حين انشغلوا بمتابعة الكرة وماقيل من النكات عن حماس، وما يثار عن تبنّي بوش لولد غير شرعي، وغير هذا من القضايا التي تظهر بما لايدع مجالاً للشك أن الإعلام صوت للعدو أكثر منه للصديق.

من كان يظن أن قناة من القنوات تستضيف في وقت كهذا سفلة المجتمع ليتحدثوا عن قضية كقيادة السيارة أو حرية المرأة، ومن كان يظن أن صحيفة من صحفنا وهي تعيش في قلب الحدث تأتي لتعاكس التيار وتختلق للعدو الأعذار، وكأنها تقول إن كل الأمة على باطل وزور، وأن تلك الشركة أو الصحيفة على حق فاقبلوا به حتى ولو سخروا من دينكم وشتموا قدوتكم؟!


خامساً: أن دعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وحدها لاتكفي؛ فليس الإيمان بالتحلّي ولا بالتمنّي، ولكن ماوقر في القلب وصدّقه العمل, وأن محبة النبي وآله لا تكون بإحياء الموالد وضرب الصدور والنياحة، في حين أنه إذا انتقص شخصه وأُهين عرضه وأسيء إلى سنّته دسسنا رؤوسنا في التراب.

إن الذين كانوا يشنّعون علينا لإنكارنا بدعة المولد لأنها لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه, والذين كانوا يرموننا ببغض النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمنعنا وإنكارنا ترديد البردة للبوصيري وغيرها، مما حوى عبارات شركية لاتليق إلا بالله العظيم سبحانه، لم نرهم اليوم يشنّعون على الكفار ماعملوه من إساءة بالغة لجنابه عليه الصلاة والسلام، ولم نرهم يتكلمون عن من يتّهم عرضه الشريف بالفاحشة عياذاً بالله, بل المؤسف جداً أنك تراهم بدؤا بالتقارب معهم ومد جسور التقارب! فسبحان الله أين هي دعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم؟ وأين هي الغيرة على سنته؟ أم هي البدعة التي يرعاها إبليس ويزينها في قلوبهم فيجعلها من الدين والدين منها براء؟

وأين أؤلئك الذين قطعوا أجسامهم بالسلاسل وأثاروا غبار الأرض بوقع حوافرهم بكاء على أبي عبدالله الحسين رضي الله عنه وأرضاه، ونادوه واستغاثوا به من دون الله عياذاً بالله, أين هم من الثأر لجده بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم والحسين رضي الله عنه، إنما لحقه الشرف من النبي صلى الله عليه وسلم, فهل الحسين عندهم أعظم من جده محمد صلى الله عليه وسلم والد الزهراء رضي الله عنها؟

مابالهم غضبوا ممن أساء إلى رموزهم المنحرفة الضالة، وأهدروا دمه.. في حين أخرست ألسنتهم عن من أساء إلى خير البرية وأزكى البشرية صلى الله عليه وسلم؟؟
إننا لانريد ضرباً بالسلاسل ولا عويلاً ولا بكاءً، ولا حسينيات ولا مآتم ولامظاهرات، بل نريد منهم ماهو أقل من ذلك بكثير نريد منهم أن يكفّوا ألسنتهم ليس غير.

نعم أقول لهؤلاء المدّعين حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوراً وبهتاناً: أرأيتم من هو المحب الصادق في محبته؟ أعرفتم الفرق بين الحقيقة والدعوى؟ وأقول لهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لمّا أخبر عن سبب صيام اليهود ليوم عاشوراء « نحن أحق بموسى منهم »، نعم.. فنحن أحق بمحمد صلى الله عليه وسلم وآله من غيرهم ممن حظه من محبته المدائح والأهازيج والموالد والحسينيات، وحين تحتر الرمضاء يسكن إلى الظل والماء والنساء.


سادساً: أن المال قد يكون نعمة على صاحبه وقد يكون نقمة، ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على المال في حال فقال: « نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح »، وأن الموفق من التجار من سخّر ماله لمرضاة ربه والانتصار لدينه. ولهذا فقد حظي من بادر إلى النصرة بالأجر بإذن الله تعالى وبالذكر الحسن، في حين خسر هذا الفضل من آثر الفانية على الباقية ولم يتحرك عنده شعور الغيرة بعدُ.

وهذه مناسبة عظيمة أستغلُّها بتذكير أرباب الأموال بأن يعرفوا أنهم مهما بذلوا فهو خير لهم عند ربهم، وهم المنتفعون به قبل غيرهم, فالمال مال الله، والله تعالى يقول { وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } [النور:33]، ومن تصدق بصدقة يبتغي بها وجه الله ربَّاها الله له وأخلفه خيراً منها، وهو خير الرازقين سبحانه.

كما يجب أن نعلم أن المال باب من أبواب الجهاد العظيمة والجهاد فيه على ضربين:
1- جهاد بدفعه وذلك متقرر معلوم.
2- جهاد بمنعه، وهذا يتمثل بالمقاطعة التي تمنع وصول المال والانتفاع به من عدو الدين، وهذا داخل في قوله سبحانه: { وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [البقرة:120].
ناهيك أن الشعوب المسلمة اليوم ترى الظلم الواقع على إخوتنا في كل بلاد الدنيا، فمن حقهم علينا أن نضعف اليد التي امتدت إليهم بالأذى بمقاطعة منتجاتها ما أمكن، والصبر على ماقد نلقاه من الحرج في بعض الأمور؛ فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

ومن هنا أيضاً، أشكر الله سبحانه أولاً أن جعل في أمتنا من يبذل ماله أو بعضه لله ونصرة لدينه، ومن ثم أشكر هؤلاء التجار وأدعوالله لهم أن يبارك في أموالهم وأولادهم وأنفسهم وأن يعوضهم خيراً.


سابعاً: أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأن السلطان إذا انتصر لدينه وغضب لحرمات الله فقد فتح على نفسه وأمته من أبواب الخير والفضيلة مالا يخطر له على بال. وما نشاهده من تظافر الجهود والبدء بخطط علمية وعملية لطباعة الكتب ونشر المطويات المترجمة وترجمة مايمكن ترجمته من الكتب التي تعرّف بالدين الإسلامي، وفتح المجالات أمام الفرص المثمرة للتأليف والكتابة عن سيرة قائدنا العظيم صلى الله عليه وسلم جاء متزامناً مع الموقف الرسمي الرافض لسياسة الاعتداء على الدين من قبل تلك الدول الكافرة المارقة. فهنيئاً لمن أمر بذلك ولمن أشار، فقد كان قراراً حكيماً وموقفاً شجاعاً نتمنى أن يتبعه موقف لايقل عنه حكمة ولاشجاعة، يتمثّل بطرد سفيرهم من بلادنا ليعلموا أننا قد نقبل المساومة والابتزاز في المال والتكنلوجيا وغير ذلك من عرض الدنيا الزائل، ولكننا لايمكن بحال أن نقبل الابتزاز في ثوابتنا ولافي رموزنا التي دونها المهج فداء.

كم هو مفرح للقلب ذلك الموقف، وكم هو محفز لكثير من المسلمين حين يرى أنه يقف في الصف نصرة لله ولرسوله ومعه العالم والحاكم والصغير والكبير والذكر والأنثى.


ثامناً: أن زمن الخديعة لا يطول مهما كانت، ولهذا فمن العيب أن يخدعنا بعض النكرات حين يساوم على بعض الأمور، فإذا كان المحك والمعترك وجدته كالملح في الماء الحار.

ما أجمل أن يدافع الإنسان عن وطنه المسلم ويحبه لأن فيه الإسلام، ولكنه قبيح جداً أن يجعل الوطن أغلى عليه من الإسلام والوطن؛ إنما شرف بالدين ليس غير.

إن الوطنية حقاً هي أن تنتصر للدين الذي انبثق من هذا الوطن، وللنبي الذي بعث في هذا الوطن، وللكتاب الذي أنزل في هذا الوطن.. أما أن تنتصر لتراب وحجارة وتقدّسها وتجعل من نفسك الحامي لها والكفيل عليها والوكيل، وتخون من شئت تحت مسمى عداء الوطن، وتقرّب من شئت تحت شعار الوطنية، وأنت أبعد الناس وأقلّهم دفاعاً عن دين الوطن وكتابه وشريعته ورسوله، فقد كذبت وخدعت، وأنَّى لهذه الخديعة أن تطول.

لقد تحدثوا كثيراً أن (الوطن أولاً) وهاهو دستور الوطن ونبيه وقدوته، وهاهو منهاج الوطن يُهان، وهم يتباحثون في قضايا يهدمون بها ولا يبنون، ويفسدون ولايصلحون، ثم يخرجون من تحت أنقاض ماهدموه ليقولوا لمن أراد الإصلاح وترميم ما أفسدوه (الوطن أولاً).

لقد آن الأوان لتعرف الجموع من هم أعداء الوطن ودين الوطن ودستور الوطن وقيادة الوطن.
إن من لم تشغله هذه الأزمة ولم يرفع بها رأساً أو كان ينظر إلى غيره ليرى هل تحرّك أم لازال على حاله، فليعلم أنه خسارة على الوطن وليس ربحاً, وأن وجوده فيه مهانةً له وذلاً.

على هؤلاء الذين لاكوا ألسن العلماء والدعاة والمفكرين ردحاً من الزمن تحت مظلّة الغيرة والحمية لهذا الدين وجناب العقيدة والتوحيد، أنهم قد أفلسوا وخسروا، وأن سعيهم كسعي من يلحق السراب في قيعة, وهيهات أن يجد في السراب ماء.
أين تلك المواقف الثائرة والأمواج الهادرة والخطب الرنانة والجمل الطنانة، وأين عبارات التفسيق والتبديع والتضليل والتجهيل التي أزكمت الأنوف؟ ما بالها اختفت عن العدو الكافر الذي لايحتاج قوله وفعله إلى تحوير وتأويل وتعليل وتدليل؟
أين هجومهم على الأموات والأحياء من العلماء والدعاة؟ أتُرى أؤلئك العلماء والدعاة أشد خطراً ممن سبّ القرآن وسخر بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ أم هو الهوى والزيغ عياذاً بالله من الخذلان؟!


تاسعاً: أن العلم لا يمكن أن ينفع صاحبه ولا أن يرفعه حتى يقوم بزكاته, وزكاة العلم هي ببذله ونشره بين الناس وأن يكون العالم رأساً للأمة في أزماتها، وموجهاً لها وحالاًّ لإشكالياتها, فإذا تخلّف العالم عن هذا الركب وسار الناس وتركوه فقد جنى على أمته وعلى نفسه, وهذا وربي من الكتمان الذي نهى الله عنه وحذر منه { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } [آل عمران:187]. وما نشاهده اليوم من خذلان كثير من العلماء للأمة وتقاعسهم عن القيام بواجب إدارتها وتوجيهها إلا علامة حرمان وانتكاسة والعياذبالله.

إن العالِم إن لم يقل كلمة الحق ويصدع بها، فسيتخلى الناس عنه، وربما اتخذوا رؤوساً جهالاً فسألوهم فأفتوهم بما لا علم لهم به، فأضلوهم وضلّوا وكان للعلماء وزر هؤلاء وأؤلئك جميعاً.

إن العلماء ورثة الأنبياء, والأنبياء لم يورثوا مالاً ولا متاعاً، وها نحن نرى امتهان الأنبياء، وتخاذل الورثة إلا مارحم الله.. فمن ياترى ينتفض لانتزاع الميراث إن تركه أهله؟

أين مواقف العلماء الناصرة للدين؟ أين تلك البيانات النارية والاستنكارات الشديدة لمواقف بعض المندفعين من شباب المسلمين؟

ياعلماء الإسلام..

إنه الإسلام نعم هو الإسلام ورسوله..
هو دين الله وهو الميراث الذي به رفعكم الله بين الناس وبوأكم هذه المكانة..
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حمّكم أمانة كنزه.
إن لم تغاروا على الدين ونبي الله،فمتى ستغارون وعلى من ستغارون؟

وبارك الله فيمن سعى من العلماء ونافح وجاهد وصدق وصابر وصبر،وأجرى دمعه وأسال حبر قلمه غَيْرة لله ونصرة لدينه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فصرخة في وجوه هؤلاء أقول: أتريدون أن تذادوا عن حوضه يوم يقال « إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك »؟
أم تريدون أن تتضاعف مهانة الأمة فلا يبقى فيها عرق نخوة ينبض ولا غيور لغبارها ينفض؟

وبارك الله فيمن جعل وقته لله وجهده وكل ماحباه الله، وكأن لسان حاله يقول: "اللهم خذ مني حتى ترضى"، ويقول: "اللهم اشهد أننا لانرضى، فاجعلها لنا عندك يوم نرد على حوضه فلانذاد".


عاشراً: أن التعاون والتكاتف سلاح أقوى في التأثير من كثير من الأسلحة الأخرى، ولهذا فقد رأينا كيف كان وقع تلك الخطابات والمكاتبات والتحركات على كل المستويات. ولكي يؤتي هذا العمل ثماره فعلينا أن نتحرى العدل فيما نقول ونفعل خشية أن نقع في ظلم أحد فيحبط ماصنعنا وتذهب بركته.
ولهذا فمن الواجب التثبت من المنتج أو الجهة قبل نشرها حتى لايتضرر مسلم بشيء لا ذنب له فيه, ومن شك في شيء وخفي عليه علمه فليدعه ولايقحم نفسه فيه.

الحادي عشر: أن العمل النافع يحتاج إلى مجاهدة وصبر ولهذا قال الله تعالى { وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } [العصر:1-3] ومن سلك هذا الطريق فيحتاج إلى توطين نفسه إلى أنه لن يجد الطريق أمامه معبداً؛ بل قد يواجه فيه من الصعوبات مايحتاج معها إلى الاستعانة بالله العظيم والصبر والمصابرة.

سيجد المسلم في طريقه من يخذله أو يخوِّفه أو يحقِّّره، وربما وجد من يتكلم بلسان العدو وكأنه هو العدو ذاته, فعليه أن يصبر على أذى هؤلاء كلهم لينعم بالوعد الصادق من الله { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [69].

لقد حاول المنافقون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تخذيله، والفتَّ في عضده بمثل قولهم { الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا } [آل عمران:168]، وقولهم { وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } [التوبة:81]، وغير ذلك من عبارات التخذيل، ولكن الله تعالى قال لنبيه { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } [الأحزاب:1]، فكان النصر لرسول الله والخيبة والخسران للمخذلين وأعداء الدين.

وإن صور التخذيل اليوم ظاهرة جليّة، وربما جاءت باسم الخوف من الله، وكأن ما يقوم به المسلم الغيور من مقاطعة سلع الكفار حد من حدود الله قد انتهك، وأنه لم ينتهك من حدود الله إلا هذا؟

أرأيتم من يقول إن مقاطعة السلع لاتجوز إلا بأمر من ولي الأمر؟ من أين أتى بهذا القول؟ ومادليله؟ وهل من قاطع منتجات الكفار من تلقاء نفسه يعتبر آثماً مفتاتاً على ولي أمره؟ أم هو التخذيل للأمة وتشتيت مواقفها من عدوها؟ وكذلك من يقول إن المقاطعة لاتضر الكافر بل تضر التاجر المسلم، وغير ذلك من صور التخذيل المكشوفة.

إننا نتمنى من الله أن يوفق الحكومة لمنع بيع تلك المنتجات ومنع دخولها نكاية بأعداء الملة المعتدين.
ومثل تلك المواقف في التخذيل موقف بعضهم من محاولة نشر مواضيع وقضايا وطرحها للنقاش، وهي أبعد ماتكون عن صلب اهتمام المسلمين لشغلهم ببنيات الطريق عن قضيتهم الأهم.
ومثله محاولة التفريق بين من يسب الله ويسخر من دينه من كفرة الشرق أو الغرب، وأن القضية يجب أن تنحصر في الدنيمارك والنرويج وهولندا، وهذا من الخلط العجيب والفهم الغريب! فنحن ندافع عن ديننا ونبينا، والدين هو الإسلام والنبي هو محمد صلى الله عليه وسلم، ومن اعتدى على الدين والنبي فهو قضيتنا مهما كانت جنسيته ولونه.


الثاني عشر: أن قيامنا لنصرة هذا الدين يجب أن يكون من دافع حمية له لا من دافع المكاثرة والمفاخرة؛ حيث بدأت تلوح في الأفق شعارات التفاخر بين الأطياف والجنسيات، وإن كانت في بدايتها قد تأخذ طابع التحميس، لكنها قد تنتهي بأهلها إلى منحى خطير، وهذا مما يُضيع أجر العمل ويفسده. ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية، فأي ذلك في سبيل الله؟ قال: « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله »، وعلينا أن نعلم أن نصرة الله كرامة منه سبحانه وهي تحتاج منا إلى مزيد شكر واعتراف بفضل مسديها وهو الله سبحانه.


الثالث عشر: أن الأعداء قد يرجعون عن بعض إصرارهم ويذعنوا لقولنا رعاية لمصالحهم، ولذا فيجب علينا أن نستمر في الضغط عليهم، ليكون ذلك أبلغ في التنكيل وأعظم للردع والزجر، ولأنه يفيد في تحصيل أكبر قدر من المكاسب والتنازلات من قبلهم, ولهذا فالوصية عدم التراخي حتى وإن اعتذروا عاجلاً، ولكي يفهم من وراءهم أننا لا نرضى بالدون.


الرابع عشر: أن منهج الشكر للمحسن والتنبيه للمسيء منهج مثمر، ولهذا فقد أثمرت سياسة تشجيع المقاطعين ونشر خطاباتهم ثمرة نافعة بفضل الله؛ حيث تسارعت الشركات لذلك ورفعت لافتات أمام واجهات محلاتها تظهر المقاطعة. ولهذا فعلينا التواصل مع من نعرفه ومن لانعرفه، والتواصي وشكر المحسن وتنبيه المخطىء، وإرسال الدعوات عبر الفاكس والجوال وغيرها لمن وقف نصرة لدينه من أصحاب المحلات التجارية أو المواقع الألكترونية أو القنوات والوسائل الإعلامية، وبخاصة من كان له دور إيجابي ملحوظ في هذه الأزمة.

كما إن علينا إرسال رسائل الاستنكار والتنديد والتوبيخ للوسائل الإعلامية وغيرها، والتي لم تقف موقف المحايد فحسب بل ربما تبنّت موقف الضد -عياذاً بالله-، حتى تسمع وتعلم أننا لا نقبل المساومة على ديننا، ومن ثم التلويح بهجرانها ومقاطعتها إن لم تكف أذيتها عنا.


الخامس عشر: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو حصن الأمة وسياجها، ولهذا فلو تكاتف الناس فيما بينهم في مستقبل أيامهم ضد من يريد خرق سفينة الأمة كما يتكاتفون اليوم لارتعدت فرائص أهل الزيغ كما ارتعدت فرائص الحكومة النرويجية.


هذا ماجال في خاطري وأنا أشاهد الحركة المباركة التي أتمنى أن تكون صحوة بلا انقطاع، وأن يتبعها مزيد من حركات الخير المباركة المتعقلة نصرة لدين الله وذوداً عن حياضه، سائلاً الله العلي القدير أن يكلل الجهود بالنجاح وأن ينصر الدين وأهله وأن يخذل الكافرين والمنافقين وأعداء الدين أجمعين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 01-02-2006, 10:28 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

العبر من أخبار من سخر بسيد البشر ..


عبدالله بن محمد زُقَيْل

28/12/1426هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }

الحمدُ للهِ وبعدُ،

هزّ خبرُ الاستهزاءِ بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم في الجريدتين الدنماركية والنرويجية مشاعرَ المسلمين في جميعِ العالمِ، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرةَ؛ سواء كانت من الكفارِ أو من أبناء جلدتنا، فالنبي صلى اللهُ عليه وسلم قد نيل منهُ في حياتهِ وبعد مماتهِ، وانتقم اللهُ لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم لأن اللهَ قد قال: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } [الكوثر:3]، وقال أيضاً: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } [الحجر:95]. قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الجوابِ الصحيح لمن بدل دين المسيح، 6/276): "وقد سمى أهلُ العلمِ بعضَ مَنْ كفاهُ اللهُ إياهُ مِنْ المستهزئين، وكانوا معروفين مشهورين عند الصحابةِ بالرياسةِ والعظمةِ في الدنيا فذكروهم ليعرف هذا الأمرُ العظيمُ الذي أكرم الله نبيه به..." .ا.هـ.

وقد سجل التاريخُ قصصاً ومشاهد لانتقامِ اللهِ لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم. ومن بابِ التفاؤلِ بانتقامِ اللهِ من الرسامِ الدنماركي الذي سخر من النبي صلى الله عليه وسلم أذكرُ ما طالته يدي من ذلك، ولا بأس من مشاركةِ الجميعِ بما لديهم.

نبدأ بقصةٍ جاءت في الصحيحين وهي قصة الرجل الذي ادّعى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم كذباً وزوراً أنه هو من كان يكتبُ، وقد بوّب لها البخاري في صحيحه في كتابِ المناقبِ: "باب علاماتِ النبوةِ"، ومسلم في كتابِ صفاتِ المنافقين وأحكامهم، وجعلت روايةَ الصحيحين في سياقٍ واحدٍ.

1- « عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا (عند مسلم: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ) فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، (وعند مسلم: فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَرَفَعُوهُ) فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلا مَا كَتَبْتُ لَهُ (وعند مسلم: قَالُوا: هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ، فَأُعْجِبُوا بِهِ) ,وَ‏فِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ: كَانَ يَقُول: مَا أَرَى يُحْسِن مُحَمَّد إِلا مَا كُنْت أَكْتُب لَهُ)، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ (وعند مسلم: فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ)، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ (وعند مسلم: قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَىَ وَجْهِهَا) فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ (‏فِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ: لَمَّا لَمْ يَرْضَ دِينهمْ) نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ (وعند مسلم: فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذاً) ». أخرجهُ البخاري (3617)، ومسلمٌ (2781).

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الصارمِ المسلولِ، ص 233 ) معلقاً على القصةِ: "فهذا الملعونُ الذي افترى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له، قصمهُ اللهُ وفضحهُ بأن أخرجهُ من القبرِ بعد أن دُفن مراراً، وهذا أمرٌ خارجٌ عن العادةِ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لما قالهُ، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامةُ الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجُرمَ أعظمُ من مجرد الارتداد، إذ كان عامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا، وأن اللهَ منتقمٌ لرسولهِ صلى اللهُ عليه وسلم ممن طعن عليه وسبهُ، ومظهرٌ لدينه، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن للناسِ أن يقيموا عليه الحد".ا.هـ.

سبحان الله! تأملتُ عبارةَ: « فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَرَفَعُوهُ »، فوجدتها تنطبقُ على الزنديقِ سلمان رشدي الذي رفع الغربُ من شأن روايتهِ التي قذف فيها النبي صلى اللهُ عليه وسلم، ودعموهُ بالمالِ لطباعتها ونشرها، فنسألُ اللهَ أن يكونَ مصيرهُ عبرةً كما في الحديثِ الآنفِ.


2- ذكر القاضي عياض في (الشفا، 2/218) قصةً عجيبةً لساخرٍ بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم، وذلك أن فقهاءَ القيروانِ وأصحابَ سُحنُون أفتوا بقتلِ إبراهيم الفزاري، وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلومِ، وكان يستهزىء باللهِ وأنبيائهِ ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر القاضي يحيى بن عمرَ بقتله وصلبه، فطُعن بالسكينِ وصُلب مُنكسأً، ثم أُنزل وأُحرق بالنارِ. وحكى بعضُ المؤرخين أنه لما رُفعت خشبته، وزالت عنها الأيدي استدارت وحولته عن القبلةِ فكان آيةً للجميعِ، وكبر الناسُ، وجاءَ كلبٌ فولغ في دمهِ.


3- قال ابنُ كثيرٍ في (البدايةِ والنهايةِ، 14/286) عند أحداثِ سنة (761 هـ ) ما نصه: "وفي يوم الجمعةِ السادس عشر منه قُتل عثمانُ بنُ محمدٍ المعروف بابنِ دبادب الدقاق بالحديدِ، على ما شهد عليه به جماعةٌ لا يمكنُ تواطؤهم على الكذبِ، أنه كان يكثرُ من شتمِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم، فرُفع إلى الحاكمِ المالكي وادّعى عليه فأظهر التجابنَ، ثم استقر أمرهُ على أن قتلَ قبحهُ اللهُ وأبعدهُ ولا رحمهُ.

وفي يوم الإثنين السادس والعشرين منه قتل محمد المدعو زبالة، على ما صدر منه من سب النبي صلى الله عليه وسلم، ودعواه أشياء كفرية، وذكر عنه أنه كان يكثر الصلاة والصيام، ومع هذا يصدر منه أحوال بشعة في حق أبي بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين، وفي حق النبي صلى الله عليه وسلم، فضربت عنقه أيضاً في هذا اليوم في سوق الخيل ولله الحمد والمنة.


4- كان لسببُ تأليفِ كتابِ (الصارمِ المسلولِ على شاتمِ الرسولِ) لشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ -رحمهُ اللهُ- قصةٌ ذكرها تلميذهُ ابنُ كثيرٍ في (البدايةِ والنهايةِ، 13/355) فقال: "واقعة عساف النصراني: كان هذا الرجل من أهل السويداء، قد شهد عليه جماعة أنه سبّ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استجار عساف هذا بابن أحمد بن حجى أمير آل علي، فاجتمع الشيخ تقي الدين بن تيمية، والشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة فكلماه في أمره، فأجابهما إلى ذلك، وأرسل ليحضره، فخرجا من عنده ومعهما خلق كثير من الناس، فرأى الناس عسافاً حين قدم ومعه رجل من العرب فسبّوه وشتموه. فقال ذلك الرجل البدوي: هو خير منكم -يعني النصراني- فرجمهما الناس بالحجارة، وأصابت عسافاً ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب فطلب الشيخين ابن تيمية والفارقي فضربهما بين يديه، ورسم عليهما في العذراوية، وقدم النصراني فأسلم، وعقد مجلس بسببه، وأثبت بينه وبين الشهود عداوة، فحقن دمه.

ثم استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك ببلاد الحجاز، فاتفق قتله قريباً من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله ابن أخيه هنالك، وصنف الشيخ تقي الدين بن تيمية في هذه الواقعة كتابه الصارم المسلول على ساب الرسول".ا.هـ.


5- شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الصارمِ المسلول) يذكرُ من التجاربِ بخصوصِ سب النبي صلى اللهُ عليه وسلم فيقول: "ونظيرُ هذا ما حدثناه أعدادٌ من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوهُ مراتٍ متعددةٍ في حصر الحصونِ والمدائنِ التي بالسواحلِ الشاميةِ، لما حُصر فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصرُ الحصن أو المدينةَ الشهر أو أكثر من الشهرِ، وهو ممتنعٌ علينا حتى نكادُ نيأسُ منه، حتى إذا تعرض أهلهُ لسبّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم والوقيعة في عرضه، تعجّلنا فتحه وتيسّر، ولم يكد يتأخرُ إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتحُ المكانُ عَنْوةً، ويكونُ فيهم مَلحمةٌ عظيمةٌ، قالوا: حتى إنا كنا لنتباشر بتعجيلِ الفتحِ إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاءِ القلوب غيظاً بما قالوه فيه.

اللهم أقرّ أعيننا وأسماعنا بالساخر بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم.
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 01-02-2006, 10:30 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

إنا كفيناك المستهزئين

ناصر بن سليمان العمر

24/12/1426 هـ

الحمد لله وكفى، ثم الصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، ورسله الذين اجتبى، وبعد..
فإن من سنة الله فيمن يؤذي رسوله، صلى الله عليه وسلم، أنه إن لم يجاز في الدنيا بيد المسلمين، فإن الله سبحانه ينتقم منه ويكفيه إياه، والحوادث التي تشير إلى هذا في السيرة النبوية وبعد عهد النبوة كثيرة، وقد قال الله تعالى: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } [الحجر:95].

والقصة في سبب نزول الآية وإهلاك الله لهؤلاء المستهزئين واحداً واحداً معروفة قد ذكرها أهل السير والتفسير وهم على ما قيل نفر من رؤس قريش: منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسودان ابن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس.

وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، وكلاهما لم يسلم، لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم رسوله، فثبت ملكه.

قال ابن تيمية في الصارم: "فيقال: إن الملك باق في ذريته إلى اليوم"، ولا يزال الملك يتوارث في بعض بلادهم.


وأما كسرى فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله الله بعد قليل ومزق ملكه كل ممزق، فلم يبق للأكاسرة ملك، وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى: { إن شانئك هو الأبتر } [الكوثر: 3]، فكل من شنأه وأبغضه وعاداه، فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره، وقد قيل: إنها نزلت في العاص بن وائل، أو في عقبة بن أبي معيط، أو في كعب بن الأشرف، وجميعهم أخذوا أخذ عزيز مقتدر.

ومن الكلام السائر، الذي صدقه التاريخ والواقع: "لحوم العلماء مسمومة"، فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام؟
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة » فكيف بمن عادى الأنبياء؟



يا ناطح الجبل العـالي ليثلـمه *** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل


إن من عقيدة أهل السنة أن من آذى الصحابة ولاسيما من تواتر فضله فإسلامه على شفا جرف هار، يجب ردعه وتأديبه، فكيف بمن آذى نبياً من الأنبياء، فكيف بمن آذى محمداً صلى الله عليه وسلم؟ { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً } [الأحزاب:57].


وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أهلكوا حين آذوا الأنبياء، وقابلوهم بقبيح القول أو العمل، وهكذا بنو إسرائيل إنما ضربت عليهم الذلة وباءوا بغضب من الله ولم يكن لهم نصير لقتلهم الأنبياء بغير حق، مضموماً إلى كفرهم كما ذكر الله ذلك في كتابه، فقال عز شأنه: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ } [آل عمران:112]. فحري بمثل هذا المستهزء المستهتر أن يُتمثل له قول الأعشى:



أَلَستَ مُنتَهِياً عَن نَحتِ أَثلَتِنا *** وَ لَستَ ضائِـرَها مـا أَطَّتِ الإِبِلُ
كَناطِـحٍ صَخــرَةً يَوماً لِيَفلِقَها *** فَلَم يَضِرها وَأَوهى قَرنَهُ الوَعِلُ
لا تَقعُـدَنَّ وَقَد أَكَّـلـتَـها حَطَبـاً *** تَعُــوذُ مِـن شَرِّهــا يَوماً وَتَبتَهِلُ


إن مجرد إخراج النبي رفع للأمان وإيذان بحلول العذاب، ولهذا قال الله تعالى: { وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلاً } [الإسراء:76]، فإذا كان هذا جزاء الإخراج فكيف بالأذى والسخرية والاستهزاء؟ لعلك لا تجد أحدا آذى نبيا من الأنبياء ثم لم يتب إلا ولابد أن تصيبه قارعة، وقد قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا وكان يقول لا يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبحوا وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه، وهذا حديث صحيح ثابت عند البخاري وغيره.

ثم قال الإمام ابن تيمية معلقاً: "وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذه عقوبة لما قاله، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد إذا كان عامة المرتدين لا يصيبهم مثل هذا، وأن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه، ومظهر لدينه وكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد. ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحة وتيسر ولم يكد يتأخر إلاّ يوماً أو يومين أو نحو ذلك ثم يُفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة. قالوا حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات؛ أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده المؤمنين".
وقال في موضع آخر: وبلغنا مثل ذلك في وقائع متعددة.

وقد قال أصدق القائلين سبحانه مبينا تكفله بكفاية شر هؤلاء: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [البقرة: 136-137]. فما أوسع البون بين أهل الإسلام الأتقياء الأنقياء الذين يؤمنون بجميع الرسل ويعظمونهم ويوقرونهم، وبين غيرهم الذين ناصبوا رسلهم العداء قديماً وحديثاً، وورثوه كابراً عن كابر.

ولاشك أن ساسة الدول الذين يغضون الطرف عن سفهائهم الواقعين في أعراض الأنبياء ليسوا عن الذم بمعزل، فإن الله سبحانه تأذن بإهلاك المدن والقرى الظالمة، ولعل من أظلم الظلم الاعتداء على الأنبياء وتنقصهم، فإن ذلك يخالف التشريعات السماوية، كما أنه مخالف للنظم والقوانيين الوضعية الكافرة الأرضية. والدول الغربية إذا لم تقم العدل لم تبق من مقومات بقائها كثير أعمدة.

ولعل وقيعة بعض الغربيين في النبي الكريم مشعر بتهالك حضارتهم وقرب زوالها، فإنهم ما تجرأوا ولا عدلوا إلى الانتقاص وأنواع الشتم إلاّ بعد أن فقدوا المنطق، وأعوزتهم الحجة، بل ظهرت عليهم حجة أهل الإسلام البالغة، وبراهين دينه الساطعة، فلم يجدوا ما يجاروها به غير الخروج إلى حد السب والشتم، تعبيراً عن حنقهم وما قام في نفوسهم تجاه المسلمين من المقت، وغفلوا أن هذا يعبر أيضاً عما قام في نفوسهم من عجز عن إظهار الحجة والبرهان، والرد بمنطق وعلم وإنصاف. فلما انهارت حضارتهم المعنوية أمام حضارة الإسلام عدلوا إلى السخرية والتنقص والشتم.

وإنك لتعجب من دول يعتذر حكماؤها لسفهائها بحجة إتاحة الحريات، مع أن شأنهم مع من عادى السامية أو تنقصها يختلف! وحسبك أن تقرير الحريات الأمريكي الأخير أشاد بحادثة تحقيق وإدانة في الدنمارك لمعادات السامية، وببعض جهود الدولة في ذلك، ولامها في بعض التقصير -وفق رؤيتهم- وفي معرض ذلك عرض بالمسلمين، فضلاً عن تغافله عن حوادث السخرية بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم المتكررة هناك.

ومن هنا يتبين أن مسألة الديمقراطية وقضية الحريات وقوانين الأمم المتحدة التي تزعم احترامها وحمايتها وبالأخص الدينية منها، أمور ذات معاير مختلفة عند القوم، والمعتبر عندهم فيها ما وافق اعتقادهم ودينهم وثقافتهم.

وإذا تقرر هذا فليعلم أن من واجب المسلمين أن يذبوا عن عرض رسول الله بما أطاقوا قولاً وعملاً، وأن يسعوا في محاسبة الظالم وفي إنزال العقوبة التي يستحقها به، كما قال الله تعالى: { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [الفتح:9]، وقال: { إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } [التوبة:40]، ومن المفارقات الظاهرة التي وقع فيها بعض المسلمين، تقصيرهم في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنك ترى الموالد الحاشدة المكتظة بدعوى المحبة، فهل ياترى عبرت تلك الحشود التي ربما رمت غيرها بعدم محبته صلى الله عليه وسلم عن حبها بذبها عن رسولها صلى الله عليه وسلم؟

وهل أنصف النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يحاولون تصوير مسألة تنقصه -مجاملة للغرب- على أنها مسألة لاتنبغي لأنها من قبيل الحديث في الأموات؟ هل هذا علاج صحيح للقضية؟ وهل هذا هو حجمها عند المسلمين؟

أرأيتم لو استهزأ بحاكم أو ملك أو رئيس، أوَ تبقي بعدها تلك الدولة المستهزؤ بحاكمها علاقة مع الدولة التي يُستهزؤ فيها تحت سمع وبصر الساسة باسم الحريات؟ أويقبل مسلم أن تقطع دولة إسلامية علاقتها مع دولة غربية لأسباب يسيرة وقضايا هامشية ثم لا تحرك ساكناً تجاه السخرية بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم؟

لقد كان الذب عنه صلى الله عليه وسلم، ومجازاة المعتدي وردعه من هدي الصحابة والسلف الكرام، بالعمل والقول وربما بهما جميعاً، وكم جاد إنسان منهم بنفسه في سبيل ذلك، إلاّ أنه لايتوجب على المسلم أن يُعَرِّض نفسه للهلكة في سبيل ذلك، بل له في السكوت رخصة إذا لم تكن له بالإنكار طاقة، وفي خبر عمار –رضي الله عنه- في الإكراه ونزول قول الله تعالى: { إلاّ مَنْ أُكْرِهَ } الآية ما يشهد لهذا، وكذلك حديث جابر في قتل محمدُ بن مسلمة كعبَ بن الأشرف، فهو يشهد لهذا المعنى، وغيره مما هو معروف عند أهل العلم.

ومن كان هذا شأنه فلا يقتله الأسى وليعلم أن الله منتقم لنبيه، وأن المجرم إذا تداركته فلتة من فلتات الدهر في الدنيا فلم تمض فيه سنة الله في أمثاله، فإن وراءه:



يوم عبوس قمطرير شـره *** في الخلق منتشر عظيم الشان


وحسبه من خزي الدنيا أن يهلك وألسنة المليار ومن ينسلون تلعنه إلى يوم الدين، فإن المسلمين قد ينسون أموراً كثيرة ويتجاهلون مثلها، ولكنهم لاينسون ولا يغفرون لمن أساء إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم وإن تعلق بأستار الكعبة، وخاصة بعد موته صلى الله عليه وسلم وتاريخهم على هذا شاهد.


هذا والله أسأل أن يعجل بالانتصار لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعز الإسلام وأهله إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حصريا لمجالس قبيلة العجمان فيديو لقتل احد ارهابيي الدمام عاشق زعب المجلس السياسي 30 20-11-2011 10:42 AM
روائع السيرة ( قصة الرسالة ) للشيخ عائض القرني تسجيل صوتي من قناة المجد الفضائية سهيل الجنوب المجلس الإســــلامي 8 20-11-2011 10:42 AM
الخوارج بين الماضي والحاضر ابومحمد الشامري المجلس الإســــلامي 17 03-09-2009 03:37 AM
ولموتهم قصة وعبرة ... (2) فواز بن محمد المجلس الإســــلامي 11 16-05-2009 02:28 AM
100وسيلة لنصرة رسولنا صلى الله عليه وسلم؟؟!!!!!!!!!!! راشد بن دربي المجلس الإســــلامي 12 03-12-2006 06:04 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:47 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع