مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #41  
قديم 19-04-2005, 12:08 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

مواقـف الإرهـاب حنـا ضحـايـاه


في ظل حكـام الجزيـرة هـل الجـاه
الشعب واقـف بالوفـاء مخلـص لـه

البارحه صدري تهيـض مـن اقصـاه
مـن كـل لاتوبـن ...يجيـه ويتلـه

سبايـب اللـي صـار بالعيـن شفنـاه
بعـض البشـر دم العـرب يستحـلـه

باسـم التطـرف والغلـو والمعـانـاه
طلـع علينـا جيـل محـدن فطنـلـه

اللي مشى مـع دربهـم تاهـت أريـاه
لـو كـان لـه عينيـن ماهـي تدلـه

اعمى بصيره ماعـرف ويـن ممشـاه
مثـل الضريـر اللـي يتحـرا مزلـه

كفـر عبـاد الله وابلـيـس اغــواه
خـلاه يأصـل موصلـن ماوصـلـه

ابليـس اخـو مـره يحـده ويـزواه
ملعـون تفكيـك الـعـرب جايـزلـه

كم اسرة صاحت من ا لحـزن ويـلاه
وكم عود هيـض بالالـم حسـرة لـه

وكم طفل يبكـي والـده يـوم فرقـاه
مـن بعـد ماكـان السعـادة وظـلـه

وامــه تـجـر الـآه وتريـدهـا آه
وقرايبـه.. يبكـون مـمـا حصـلـه

مواقـف "الارهـاب" حنـا ضحايـاه
لابـد مانـوقـف مـواقـف تـذلـه

في ظل حكـام الجزيـرة هـل الجـاه
الشعب واقـف بالوفـاء مخلـص لـه

ويا دارنـا شعـب الجزيـرة سجايـاه
ارواحهـم دون الوطـن فـدوة لــه

والعبـد امـره فـي تدابيـر مــولاه
واللـي خلقنـا كـل صعـب يحـلـه

ومواقـف الارهـاب حنـا ضحايـاه
لابـد مانـوقـف مـواقـف تـذلـه

[صبار العنزي]

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 20-04-2005, 03:03 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

محمد الحنفي
sihanafi@hotmail.com
2004 / 4 / 13


محمد الحنفي ايت عبد الله او المختار
لقد الناس في العقود الأخيرة -على الأقل-أن يربطوا بين الإسلام و الإرهاب كنتيجة للخلط القائم في الأذهان بسبب ما يحصل في العديد من دول المسلمين و في غيرها. و الواقع أن هذا الربط مغلوط من أساسه، و سنبين ذلك من خلال معالجتنا لمفهوم الإسلام. و مفهوم الارهاب، و طبيعة العلاقة القائمة بينهما، و هل هي علاقة تجذب أم تناقض؟ مسائلين عن صحة اعتبار الإسلام الحقيقي إرهابيا. و لماذا لا يعتبر التأويل الأيديولوجي للنص الديني هو الذي يدفع المسلمين إلى ممارسة الإرهاب على بعضهم البعض؟ و ما هي السبل التي تؤدي إلى عدم التوظيف الأيديولوجي المؤدي إلى ممارسة الإرهاب على الآخر حتى نتبين الحقيقة، و نقف على أن الدين الإسلامي جاء ليقضي على أسباب الإرهاب المادي و المعنوي؟
فحقيقة الإسلام تقتضي أن يسود السلام بين المسلمين، و بينهم و بين غيرهم من المعتنقين للديانات السماوية الأخرى، و سيادة السلام تقتضي إجراء الحوار الهادئ بين المسلمين حول القضايا الخلافية و الاختلافية وصولا إلى خلاصات تتحقق معها وحدة المسلمين على اختلاف ألسنتهم و ألوانهم، و تباعد أقطارهم. و تدفع بهم إلى البحث عن سبل تجنب ممارسة الإقصاء على غير المسلمين بالسعي إلى تجنب الخوض في أمور دينهم، و توفير شروط ممارستهم لحريتهم العقائدية.
فالإسلام كدين انتشر على أساس الحوار و الإقناع و الاقتناع "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة" و هو لا يسعى أبدا إلى محاربة العقائد الأخرى بل يتجاور معها و يحترمها و يشاركها أهدافها ما دامت توحد عبادة الله "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله " و إذا كان ذا هو سلوك المسلمين الدين تلقوا تربية روحية سليمة انطلاقا من الدين الإسلامي الحنيف تجاه غير المسلمين من أهل الكتاب، و تجاه الذين لا دين لهم. فإن احترام المسلمين يكون أولى كيفما كان الاختلاف معهم. و كيف ما كانت تأويلاتهم للنصوص الثابتة من الكتاب و السنة. و مهما كان المذهب الذي يقتنعون به، و هو ما يجيز لنا أن نقول بأن الدين الإسلامي هو دين السلام. و السلام يعني تجنب اللحاق الضرر بالغير مع سبق الإصرار و الترصد، سواء كان الضرر ماديا أو معنويا، وهو ما يتنافى مع الشريعة الإسلامية التي تنهى عن ذلك فقد ورد في القرآن الكريم "و من يقتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" فالسلام إذن هو منهج إسلامي سام ، في إطاره يمكن الحفاظ على سلامة الإنسان ماديا و معنويا، و هو ما أصبحت تسعى إليه المنظمات الدولية، و الجمعيات المختصة، سعيا إلى حماية البشرية من الأضرار التي تلحقها. و السلام نقيض الإرهاب الذي يتفق الجميع على مناهضته مهما كان مصدره.
و الإسلام كإيمان يرسخ في سلوك المسلمين مبدأ السلام لأن الإيمان يقود إلى أمرين اثنين في نفس الوقت:
الأمر الأول : الإمساك عن إلحاق الضرر بالغير كيفما كان جنسه أو دينه أو لغته. فقد جاء في الحديث النبوي الشريف : "و الله لا يومن، و الله لا يومن، قيل من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه" و ذكر الجار في هذا الحديث بدون ربطه بعقيدة معينة، أو بجنس معين أو بلغة معينة يحقق في نظرنا مستوى ساميا من التفكير السليم و يعكس منهج المعاملة التي يجب أن يتحلى بها المسلم المومن. أما غير المومن فقد يمارس سلوكا مخالفا يتناقض مع مبدأ الإسلام يستحق عليه اللوم. فقد جاء في القرآن الكريم : " قالت الأعراب آمنا. قل لم تومنوا و لكن قولوا أسلمنا، و لما يدخل الإيمان في قلوبكم" ومن هذه القولة يمكن أن نستخلص أن الإيمان الحقيقي يمنع صاحبه من ممارسة الإرهاب ضد المسلمين و غير المسلمين، و هو ما يدفعنا إلى القول بأن المسلمين الذين يمارسون الإرهاب ضد المسلمين و غير المسلمين بدون موجب حق ينتفي عنهم الإيمان، و خاصة في صفوف الذين يدعون وصايتهم على الإسلام، و الذين اخترنا تسميتهم " المتنبئين الجدد" الذين يصدرون الفتاوى تلو الفتاوى من أجل استئصال جذوة الإيمان من قلوب المسلمين لتحل محلها الأيديولوجيا القابلة لممارسة الإرهاب المادي والمعنوي على المخالفين من المسلمين و غير المسلمين ممن يسعون إلى بث التنوير بين الناس، و نشر أشكال الوعي بينهم.
و الأمر الثاني : هو الدفاع عن المسلمين، و العمل على حماية بلاد المسلمين من الهجمات التي يمارسها غير المسلمين على ديار المسلمين كما حصل في صدر الإسلام و في كل العصور، و كما يحصل الآن ضد المسلمين الفلسطينيين من الصهاينة. فالإيمان الحقيقي إذا لم يدفع بصاحبه إلى مناهضة ما يمارس و حماية ديارهم يعتبر لاغيا، و هو ما يمكن أن نستلهمه من الآية الكريمة : " و المومنون و المومنات بعضهم أولياء بعض"
و تاريخ الإسلام مليء بالمحطات المعبرة في هذا الإطار، فإذا استثنينا الغزوات التي تهدف إلى جلب المزيد من الغنائم، فإن ما قام به المسلمون من فتوحات كان يهدف إلى حماية ديار الإسلام و الدفاع عن المسلمين، و هو ما ينفي كون انتشار الإسلام على حد السيف.
و الفرق بين الإيمان و الأيديولوجية هو :
1) أن الإيمان يقف عند حدود الدفع من أجل الدفاع بالقول : " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة" و بالقوة : " و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" عن الإسلام و حماية ديار المسلمين، ولا يتجاوز ذلك إلى شيء آخر. و جميع المسلمين المومنين يتساوون في الاستجابة، لأنهم يغارون على دينهم و على بلادهم.
2أن الأيديولوجية لا يهمها الدفع في اتجاه الدفاع عن الإسلام و حماية المسلمين بقدر ما تدفع في اتجاه الوصول إلى امتلاك ناصية الدولة باسم الدين الإسلامي الذي يتحول إلى مجرد أيديولوجية من أجل حماية المصالح الطبقية لحاملي تلك الأيديولوجية. فإخضاع المسلمين و يرهم لسلطة " الدولة الدينية" يعتبر شرطا لاستتباب الأمن الذي لا يتوفر إلا بتطبيق " الشريعة الإسلامية "التي تصبح خير وسيلة قمعية لإخضاع مناهضي " الدولة الدينية " .
ولذلك نجد أن الإيمان الخالص يلعب دورا كبيرا في إخلاص العبادة لله دون خليفة أيدلوجية ، وفي حماية الإسلام والمسلمين بناء على قاعدة الحديث الشريف الذي يقول:" من رأى منكم منكرا فليغيره ،بيده ،فان لم يستطع فبلسانه ،فان لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " .
والعلاقة القائمة بين الإسلام والإيمان هي علاقة تجاذب وتنافر في نفس الوقت ، لانه ليس كل مسلم مؤمنا في الوقت الذي يعتبر كل مؤمن مسلما ، لان " الدين عند الله الإسلام "كما ورد في القرآن الكريم ، ولقوله تعالى :"قالت الأعراب ءامنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ."
فهي تكون علاقة تجاذب عندما يحترم المسلمون روح الدين الإسلامي ، ويسعون إلى تحقيق سلامة الإنسان عن طريق الابتعاد عن إلحاق الضرر به ، واحترام قناعاته الدينية والإيديولوجية ، والكف عن الاستغلال الأيدلوجي للدين الإسلامي .
وتكون علاقة تنافر عندما لا يكون المسلمون مؤمنين ، ويسعون إلى إرهاب الآخر ، والحاق الأذى به ، لان انعدام الإيمان ، أو ضعف المساحة التي يشغلها ، ويفسح المجال للاستغلال الأيدلوجي للدين الإسلامي . ذلك الاستغلال الذي يحول الإسلام إلى دين للتسلط والقهر وظلم المسلمين ،أي إلى دين للإرهاب ، إرهاب الأفراد وإرهاب الجماعات ، وإرهاب الدولة الذي يلحق المسلمين . وهو ما يحدث تنافرا بين الإسلام والإيمان الذي يجنحة صاحبه إلى المسلم " وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله".
وهكذا نجد أن الإسلام عندما يشحن بحمولة الإيمان الصادق يصير سلاما يستقطب المزيد من المقتنعين به المقتنعين له . من مشارق الأرض ومغاربها . أما عندما يفتقر إلى حمولة الإيمان يتحول إلى ممارسة أيدلوجية منتجة لكافة أشكال الإرهاب المادي والمعنوي الذي ينفر الناس من الإسلام ، وهو ما يتنافى مع حقيقته .
والواقع أن الإسلام عندما يتحول إلى مجرد أيدلوجية يقود إلى ممارسة أشكال الإرهاب المادي ولمعنوي لاعتبار واحد وحيد ، وهو توظيف الدين الإسلامي لخدمة المصالح الطبقية للمتنبئين الجدد من الفقهاء الذين يسعون إلى فرض ولايتهم على المجتمع ككل ، سواء كانت تلك الولاية مباشرة أو عبر خدمة الفقهاء لنظام استبدادي معين.
و الإرهاب الذي يمارسه المؤدلجون للدين الإسلامي يعني في عمقه ممارسة الإقصاء على الآخر الذي يتخذ عدة مستويات :
1)مستوى التكفير الذي يسود في إطاره اعتقاد المتنبئين الجدد أنهم وحدهم المومنون، و من سواهم لا إيمان له، و المقياس المعتمد هو الانتماء إلى إيديولوجية المتنبئين الجدد، أو عدم الانتماء إليها. و هو ما يكسب هؤلاء شرعية الجهاد الله الذي لا يعني في عمقه إلا إرغام الناس و بكافة الوسائل على الخضوع لارادة المتنبئين الجدد.
2) مستوى التفريق بين أفراد المجتمع، فمنهم "المومنون" المنساقون وراء المتنبئين الجدد، المنخدعون بأيديولوجيتهم التي يسمونها "إسلاما" و منهم "الكافرون" الذين يرفضون الانسياق وراء المتنبئين الجدد، حتى و إن كانوا مومنين فعلا بحقيقة الاسلام، و عاملين على الدفاع عنه، و حماية المسلمين.
و في إطار هذا المستوى يسعى المتنبئون الجدد إلى عملية التحريض المستدامة التي يسمونها "جهادا" فينشب صراع بين "المومنين" و "الكافرين" على المستوى الأيديولوجي ثم على المستوى السياسي لينتقل بعد ذلك إلى مستوى التصفية الجسدية كما يحصل في العديد من البلدان الإسلامية. و كما حصل من قبل في لبنان من قبل.
3)مستوى التضحية الجسدية حيث يدخل المتنبئون الجدد في التخطيط لتصفية الرموز و الشخصيات المؤثرة و القائدة لعملية بث الوعي الحقيقي الذي يعرقل المد الأيديولوجي للمتنبئين الجدد. و الرموز المستهدفة تكون سياسية وفكرية كما هو الشأن بالنسبة للشهداء : عمر بنجلون، و مهدي عامل، و حسين مروة، و سهيل طويلة، و فرج فودة، و القائمة طويلة. و قد ينتقل الأمر إلى التصفية الجماعية بكاملها كما يحصل في الجزائر.
و هذا النوع من الإرهاب يعتبره المتنبئون الجدد بمثابة قربان "يتقربون به إلى الله تعالى" و كأن الله أوكل إليهم أمر المسلمين يفعلون بهم ما يشاؤون كما حصل في كل مراحل تاريخ المسلمين.
و بناء على هذه المستويات الثلاثة يمكن أن نصنف الإرهاب إلى :
1) إرهاب مادي يهدف إلى إلحاق الضرر بالمخالفين و هذا الضرر يبتدأ بسلب الأموال باعتبارها "غنيمة”.
2) و لا باحترام القناعان، و عبر جرائد و كتب المتنبئين الجدد. فأصحاب القنا عات المخالفة كفرة و ملحدون و زنادقة، ، و علمانيون (للتحقير) أو لائكيون، و متغربون، و عملاء للصهاينة و غير ذلك من الأوصاف القبيحة التي لا يناسب استعمالها أناسا يدعون وصايتهم على الإسلام.
3)إرهاب فكري ينصب على البحث في الأفكار و محاولة إيجاد منفذ لوصف أصحابها و حامليها بالإلحاد و الزندقة و الكفر من أجل تنفير الناس من الأفكار المتنورة التي ينشرونها عبر كتبهم و مقالاتهم. و هذا النوع من الإرهاب قد يكون مبطنا بالإرهاب المادي، لأنه يحمل في طيه دعوة إلى التخلص من مبدعي تلك الأفكار.
وهذه الأشكال من الإرهاب هي الأسلحة التي يركز عليها ، ويستعملها المتنبئون الجدد لفرض أيدلوجيتهم التي يدعونها "إسلاما " وجعل غالبية بسطاء الناس ينساقون وراءهم ليعمدوا بعد ذلك إلى توظيفهم لممارسة أشكال الإرهاب المادي والمعنوي على المخالفين ، وإقصاءهم بعيدا عن مجال تحرك المتنبئين الجدد.
وقد يطرح سؤال حول علاقة الإسلام بالإرهاب وهل هو دين الإرهاب ، أم أنه يلصق به انطلاقا من ممارسة " المسلمين " لامن حقيقة الإسلام؟
إن الخلط الذي يقع فيه الكثير من الناس يكمن ف كونهم لا يميزون بين الإسلام الحقيقي وبين الإسلام المؤدلج .
فالإسلام الحقيقي كما أوضحنا ذلك في الفقرات السابقة هو دين الإسلام المنبعث من عمق الإيمان الإسلامي الذي يقودنا إلى استحضار إرادة الله في العدل والمساواة بين البشر باعتبار ذلك منطلقا لاحترام الرأي الآخر الذي له الحق في التعبير و الإفصاح عن الفهم المخالف للواقع الاقتصاديو الاجتماعي والثقافي والسياسي انطلاقا من النص الديني .
أما الإسلام المؤدلج المعبر عن مصالح المتنبئين الجدد ، فانه يوحي بضرورة ممارسة الإرهاب الذي يسمونه جهادا ضد كل من لا يخدم تلك المصالح ولا ينصاع لارادة المتنبئين الجدد . فأشكال الإرهاب التي أشرنا إليها تحضر بكثافة في ممارسة مؤد لجي الدين الإسلامي .
وأول شيء يجب أن يحضر في ممارسة المسلمين هو التمييز بين الإسلام الحقيقي والإسلام المؤدلج حتى يتبينوا أن الإسلام الحقيقي لاعلاقة له بالإرهاب . وأن الإسلام المؤدلج هو الذي يقود إلى ممارسة الإرهاب نظرا للفروق القائمة بين الإسلاميين ذلك:
1)إن الإسلام الحقيقي ينبع من روح لنصوص ويهدف إلى التربية الروحية والعقلية و الجسدية للمسلمين من أجل مواجهة كل أشكال الإرهاب التي قد تمارس عليهم كما مورست على المسلمين الأوائل وفي مقدمتهم محمد "ص" .
2)أن الذين أد لجوا الإسلام لم يستطعوا النفاذ إلى عمق الإيمان الإسلامي لزحزحة قناعة المسلمين الحقيقيين بحقيقة الإسلام ودوره في إعداد المسلمين لفظ كرامتهم من الاستغلال لصالح مؤد لجي الدين الإسلامي .
3) أن حفظ الدين الإسلامي هو مهمة جماعية توكل إلى الشعوب المومنة به بإرادة الله تعالى الذي ذلك الحفظ لبشر معين أولجماعة معينة ، بل أوكله لنفسه " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " وكما نعلم : فان إرادة الشعوب من إرادة الله.
4)أن الإسلام المؤدلج لاعلاقة له بالإيمان .لانه لا يسعى إلى حفظ كرامة الإنسان كما يسعى إلى إهدارها بكل الوسائل لجعل المسلمين في خدمة المستفيدين من تلك الادلجة .
5)أن الإسلام المؤدلج يلجأ موظفوه إلى كل أشكال الإرهاب لفرض سيادة المتنبئين الجدد على مجمل الشعوب الإسلامية حتى يتمكنوا من السيطرة على مجمل الخيرات المادية والأدبية .
والمسلمون عندما يدركون هذه الفروق يستطعون امتلاك وعي إسلامي حقيقي ، ويعرفون أن حقيقة الإسلام لا تتناقض مع تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية . هذه العدالة التي ترفض أن يصبح الدين الإسلامي فيخدمة المتنبئين الجدد لتناقض ذلك مع كونه موجها للناس جميعا . ولاستحالة أن يكون الله غير عادل بين عباده.
فهل يمكن أن يصير الإسلام الحقيقي إرهابيا؟
إن ما أوردنا في الفقرات السابقة من هذه المعالجة يؤكد أن الإسلام الحقيقي لايمكن أن يكون إرهابيا لان طبيعته-التي هي من إرادة الله – تتناقض مع الإرهاب سواء كان ماديا أو معنويا . فقد قال تعالى في القران الكريم "عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " . ولذلك لا يصير إرهابيا بقد رما يرمي إلى الرغبة في التخلص من الإرهاب . وتوفير الحياة الكريمة للناس جميعا ، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين " يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا ونساء واتقوا الله الذي يتساءلون به والأرحام . إن الله كان عليكم رقبا وآتو اليتامى أموالهم ولاتبدلوا الخبيث من الطيب ولاتاكلوا أموالهم انه كان كبيرا" . وهذا النص وغيره من نصوص القران الكريم الذي يقرر في هذه الجزئيات لايمكن أن يجعل الإسلام الحقيقي يسعى إلى الإرهاب لتناقضه مع التقوى التي تعني عدم ارتكاب أفعال تلحق الضرر بالبشر وتهدر كرامتهم .
وإذا كان الإسلام يتضمن معنى السلام . فان الإرهاب يعني انعدام الأمن الروحي والجسدي ، كما يعني إلحاق الضرر المادي والمعنوي بالآخر الذي لا يقوى على المواجهة المادية والمعنوية ، ومادام السلام والإرهاب إلى ما شاء الله .
والذي يقف وراء نسبة الإرهاب إلى الإسلام هو التعريف الذي يلحق المفاهيم الإسلامية بسبب التأويلات المؤدلجة للدين الإسلامي . والتي تعدد بتعدد التيارات المؤدلجة له ، التي تختلف مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما تختلف انتماءاتهم الطبقية والمذهبية .
والتأويلات المغرضة التي تستهدف أد لجة الدين الإسلامي عرفت منذ انقسم المسلمون إلى مذاهب الشيعة والخوارج ، والأمويين والزبيرين ليشرع كل مذهب سياسي في تأويل آيات القران الكريم ورواية الحديث بما يتناسب مع ما يقتنع به كل فريق وما يمكن اعتماده في إصدار الأحكام والفتاوى بالتكفير والقتل . وهو ما أدى إلى عملية الاغتيال التي يمكن اعتبارها سنة سيئة في تاريخ المسلمين . والسنة السيئة عمل منبوذ بنص الحديث " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ،ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".
وإذا كان المسلمون الأوائل قد لجأوا إلى توظيف النص الديني تأويلا واختلافا فلأن المسلمين فيذلك كانوا يفتقرون إلى التراكم النظري الذي يساعدهم على فهم واستيعاب ما يجري بخلاف ما عليه أمر المسلمين اليوم الذين تحيط بهم النظريات السياسية من كل جانب مما يجعلهم في غنى عن توظيف الدين الإسلامي لأغراض حزبية ضيقة وبالإضافة إلى ذلك . فالوعي الطبقي كان منعدما . والعبودية كانت مترسخة في أدهان المسلمين إلى أبعد حد ممكن مما يعتبر تخلفا حتى عن ممارسة الرسول "ص" ، وممارسة بعض الصحابة كأبي بكر وعمر ، وعبد الله بن عمر الدين كانوا يشجعون على تحرير العبيد . وهو ما يجعل الدارسين يعتبرون الإسلام دين الحرية .
وما راكمته المذاهب السياسية / الحزبية منذ القدم أعطى إمكانية الاعتقاد بأن الإسلام دين ودولة ، وبان ما حصل في عهد الرسول وفي عهد الخلفاء من بعده يعتبر دولة إسلامية وهو ما يجانب الحقيقة كما أوضحنا ذلك في مكان آخر .
ولذلك نجد أن مؤد لجي الدين الإسلامي في عصرنا يحدون حدو القدامى . ويسعون إلى فرض تأويلاتهم المغرضة على جميع المسلمين مستعملين في سبيل ذلك كل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي ، ومستغلين انتشار الأمية بنسبة كبيرة في صفوف المسلمين ، واستبدادية الأنظمة الحاكمة لجعل الناس يقتنعون بتأويلاتهم الأيدلوجية ، واتخادلك الاقتناع وسيلة لممارسة الإرهاب على المخالفين كما أوضحنا ذلك في الفقرات السابقة .
و على هذا الأساس، فالإسلام الحقيقي سيبقى نقيضا للإسلام المؤدلج، و للمحافظة على الإسلام الحقيقي لابد من إشاعة الديمقراطية بمفهومها الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي بين المسلمين حتى لا تتحول بلاد المسلمين إلى مفرخة للإرهاب بسبب التحريف الذي يصيب مضامين النصوص الدينية عن طريق التأويلات المؤدلجة.
فما هي سبل عدم توظيف الإسلام لممارسة الإرهاب؟
إن تجاوز مشكل توظيف الدين الإسلامي كأيديولوجية تقود إلى ممارسة الإرهاب على الآخرين يقتضي :
1)إعادة الاعتبار للإسلام الحقيقي عن طريق دعم استحضار التأويل البريء من الأيديولوجية عبر هيئات مختصة، يساهم الجميع في تكوينها من منطلق أن الدين لله، و ليس من حق أحد احتكاره، بدعوى أنه من علماء الاسلام، أو فقهاء الشريعة الإسلامية، من أجل إيجاد فهم مشترك للنصوص الدينية حتى تبقى مرجعا للاحتكام إليها في المسائل الخلافية.
2)استحضار ما وصلت إليه البشرية من تطور اقتصادي، و اجتماعي، و ثقافي، و مدني، و سياسي في صياغة ذلك الفهم المشترك حتى لا نبقى محكومين بتأويلات الأقدمين المحكومة بالإيديولوجية التي أصبحت متجاوزة، و موظفة من طرف مؤدلجي الدين الإسلامي.
3)وضع دستور تكون فيه السيادة للشعب في كل بلد من بلاد المسلمين حتى يشعر المسلمون بأن من حقهم أن يقرروا في مصيرهم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي.
4)إجراء انتخابات حرة و نزيهة بإشراف هيئة مستقلة تشرف على تطبيق قوانين انتخابية تضمن نزاهة الانتخابات، و تردع كل أشكال التزوير التي تطال النتائج الجماعية و البرلمانية.
5)تكوين حكومة ائتلافية وطنية بمساهمة الجميع للإشراف على وضع دستور و إجراء الانتخابات.
6)العمل على إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية التي تعاني منها الجماهير الكادحة بما فيها إيجاد حلول لمشكلة العطالة، و الأمية، و الحماية الاجتماعية، و مشاكل الفلاحين الذين يتعرضون لكافة أشكال الاستغلال المادي و المعنوي.
7)العمل على إيجاد تعليم وطني متحرر يهدف إلى بناء الإنسان المتحرر، و يلبي الحاجيات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.
8)العمل على إشاعة حقوق الإنسان بمفهومها التقدمي و الكوني و الشمولي و الديمقراطي و الجماهيري و المستقل.
9)بناء اقتصاد وطني متحرر من التبعية للاقتصاد الرأسمالي العالمي.
10)ملاءمة القوانين و التشريعات مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان بصفة عامة و بمختلف الحقوق الخاصة بالمرأة و الطفل، و العمال، و نشطاء حقوق الإنسان….الخ بصفة خاصة.
11)دعم الأحزاب و النقابات و الجمعيات المهتمة بتأطير المواطنين من أجل خلق اهتمامات مختلفة بالأفراد و الجماعات.
و عندما ينشغل المسلمون بأمور الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية بعيدا عن التوظيف الأيديولوجي للدين الاسلامي، فإن العقيدة تتحول إلى ممارسة تستهدف استحضار التربية الإسلامية في المعاملة. فقد جاء في الحديث النبوي الشريف : "الدين المعاملة" و مفهوم المعاملة هنا لا يجب أن ينحصر في مجرد أخلاق المعاملة العادية ، بل يتجاوز ذلك إلى المعاملات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية باختياراتها و قانونيتها و نظمها. و المعاملة لا تكون إسلامية إلا إذا تحقق في إطارها احترام كرامة الإنسان و تحققها على أرض الواقع الذي يتمتع فيه كل فرد بحقوقه الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية في إطار الجماعة التي ينتمي إليها، و التي يجب أن تكون باختيارات شعبية و ديمقراطية.
وبذلك يتم تمهيد الطريق أمام عوامل جديدة تحول دون وجود الإرهاب في مجتمعات المسلمين ، لان ذلك سوف يغير من سلوكهم ومن نمط تفكيرهم وتطهير عقيدتهم من الأيدلوجيا التي تكون مطية لممارسة الإرهاب . من أجل مجتمع للمسلمين بلا إرهاب بلا استغلال أيدلوجي للدين الإسلامي .
وما يجب أن نف عنده قليلا هو أن الاستغلال الأيدلوجي للدين الإسلامي يصدر عن المتنبئين الجدد وحدهم فقط . بل إن الأنظمة القائمة في بلدان المسلمين تعمل على تكريس الاستغلال الأيدلوجي للدين الإسلامي لتتستر على استبدادها ، وتنشئ لهذه الغاية مؤسسات وجمعيات ووزارات ، وتجند لغاية الادلجة جيشا من المتنبئين الجدد الذين يضعون أنفسهم في خدمة الأنظمة الاستبدادية القائمة في بلاد المسلمين بموازاة مع رجال الكنيسة الذين يتحصصون في معرفة النص الديني وتأويلاته المختلفة . ووصولا إلى صياغة تأويل يعطي الشرعية للحاكمين ، لان علماء المسلمين هم أنفسهم "رجال الدين" الذين تنصبهم الأنظمة لقائمة وتوجههم لخدمة النص الديني سعيا إلى توظيفه لرغبة الحكام .
والاستغلال الأيدلوجي من قبل الأنظمة القائمة للنص الديني يترتب عنه إرهاب الدولة الذي يبرره المتنبئون الجدد خدمة لمصالح الأنظمة الاستبدادية من خلال الآلة الإعلامية المتطورة التي تحول كل من خالف تلك الأنظمة الاستبدادية الرأي في أسلوب الحكم الذي تتبعه إلى كافر ، أو زنديق …. الخ .
والخلاصة أن علاقة الإسلام الحقيقي جاء في الأصل لتقويض أسلوب الإرهاب ، وليبث تربية راقية بين البشر حتى يقبلوا على تكريم الإنسان بتمتيعه بكل حقوقه الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والسياسية التي هي قوام حفظ تلك الكرامة التي أكد عليها الله تعالى في قوله" ولقد كرمنا بني آدم " . أما الإسلام المؤدلج فهو لا يخدم الامصلحة المتنبئين الجدد . وارتباطهم بالأنظمة الاستبدادية القائمة في بلاد المسلمين ، ولذلك فهو يتناقض مع حفظ كرامة المسلمين ، كأفراد أو جماعات ، فيحرمون من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية ، وبسبب حرصهم على المطالبة بتلك الحقوق يتعرضون لكل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي .سواء من طرف الأنظمة الاستبداديةالمؤدلجة للدين الإسلامي ، أومن طرف تنظيمات المتنبئين الجدد التي تسعى إلى الوصول إلى السلطة في إطار دولة ولاية الفقيه . ولتجاوز ظاهرة الاستغلال الأيدلوجي للدين أل إسلامي المنتج للإرهاب لابد من إعادة صياغة واقع المسلمين على جميع المستويات سعيا إلى تحقيق مجتمع يسود فيه السلام وتتحقق في إطاره كرامة الإنسان ، وتختفي منه المعاناة الناتجة عن القهر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ليحل محلها الاطمئنان إلى الحاضر والمستقبل والتفرغ لبناء واقع جديد خاب من عوامل إنتاج الإرهاب. ومتوفر على الإمكانيات المادية والمعنوية الضرورية لسعادة الإنسان في الحياة الدنيا التي تعتبر مطية للسعادة في الحياة الأخرى .
فهل يعمد المسلمون إلى إعادة النظر في فهمهم الإسلام الحقيقي حتى لا يختلط بالإسلام المؤدلج ؟
هل يميزون بين إسلام السلام واسلام الإرهاب ؟
هل يعملون على حفظ كرامتهم من خلال حرصهم على التمتع بكل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية ؟
هل يسعون إلى القضاء على كل أشكال الأمية السائدة بينهم حتى يقووا على مواجهة متطلبات العصر . واستيعاب قيم الحداثة ؟إنها أسئلة نطرحها من أجل العمل على إيجاد مسلم من نوع جديد ، يرفض أدلجةالدين الإسلامي ويعمل على طهارته من كل أشكال الإيديولوجية حتى يصير خالصا سائفا لعبادة الله تعالى،وحفظ كرامة الإنسان .
محمد الحنفي
ابن جرير في 22-8-2001

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 20-04-2005, 03:05 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المملكة تؤكد عملياً براءة الإسلام من دعوى الإرهاب



نهار بن عبدالرحمن العتيبي ٭
أثبتت المملكة عملياً وعلمياً أن الإسلام دين السلام، دين الرحمة لكل الناس، دين المحبة للمسلمين، دين التآلف والاجتماع، دين العطف والإحسان، إنه دين عظيم جاء من رب العالمين، جاء صالحا لكل زمان ومكان وإليك يا أخي الكريم بعض سمات ومحاسن هذا الدين وهو دين كله حسن وكل ما جاء به حسن ومن أبرز هذه السمات ما يلي:
1- ان دين الإسلام دين رحمة لكل بني الإنسان، رحمة خاصة بالمؤمنين ورحمة عامة لكل بني الإنسان. وقد بيّن ربنا سبحانه وتعالى أنه أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم رحمة لهذا العالم وما فيه من مخلوقات فقال سبحانه وتعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (سورة الأنبياء الآية 107)، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «يخبر تعالى أن الله جعل محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، أي أرسله رحمة لهم كلهم» وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قيل يا رسول الله ادع على المشركين، قال: إني لم أبعث لعاناً وإنما بعث رحمة. وعن أبي هريرة مرفوعاً وأرسله البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما أنا رحمة مهداة) وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي: «يدل الحديث بمنطوقه أن من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله كما قال في الحديث الآخر (الراحمون يرحمهم الرحمن) (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، فرحمة العبد للخلق من أكثر الأسباب التي تنال بها رحمة الله التي من آثارها خيرات الدنيا وخيرات الآخرة، كما أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الجار حتى ولو كان غير مسلم، فقال سبحانه وتعالى: {والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل} (سورة النساء آية 36). كما أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى غير المسلمين الذين لا يقاتلون المسلمين فقال سبحانه وتعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} (سورة الممتحنة الآية 8)، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يجسد لنا هذه الرحمة ببني الإنسان فيرى عجوزاً تحمل على ظهرها حطباً في مكة يستأذنها في حمل الحطب عنها فيحمل الحطب وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عندما أوصل المرأة إلى منزلها لم تجد هذه المرأة ما تكافئ به هذا الرجل إلا أنها نصحته نصيحة بعدم اتباع هذا النبي الذي ظهر حديثاً وهو الذي يقال له محمد صلى الله عليه وسلم، فلما قالت له ذلك قال أنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد امرأة مقتولة في إحدى الغزوات فيغضب ويقول (ما كان لهذه أن تقاتل) متفق عليه، وغير هذا الكثير الكثير مما يبين رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته بالناس ودعوتهم إلى الإسلام حتى جاره الذي آذاه فلما فقد أذاه ذهب لزيارته فوجده مريضاً فدعاه إلى الإسلام، أما رحمة النبي للمؤمنين فمعلومة لدى الجميع وقد وصفه الله عزَّ وجلّ فقال: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤنين رؤوف رحيم} (التوبة الآية 128)، وقال سبحانه: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} (سورة آل عمران من الآية 159). فكان صلى الله عليه وسلم أرحم الناس فقد أوصانا برحمتهم، بل قد كان رحيماً حتى بالحيوان ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دخلت النار امرأة في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض). - نعم إنه الإسلام الذي سبق جميع منظمات حقوق الإنسان ومنظمات حماية الحيوان. إنه دين الرحمة بالمخلوقات منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي - رحمه الله -: إن دين الإسلام دين رحمة وبركة وإحسان وحث على منفعة نوع الإنسان فما عليه هذا الدين من الرحمة وحسن المعاملة والدعوة إلى الإحسان والنهي عن كل ما يضاد ذلك هو الذي صيّره نوراً وضياء بين ظلمات الظلم والبغي وسوء المعاملة وانتهاك الحرمات. هو الذي جذب قلوب من كانوا قبل معرفته ألد أعدائه حتى استظلوا بظله الظليل.

2- ان دين الإسلام دين سماحة وتيسير يرفض التعصب الأعمى والتشدد الممقوت ويأمر بالتيسير والتبشير وينهى عن التعسير والتنفير من غير إفراط ولا تفريط، فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التيسير ونهى عن التعسير فقال: (بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثتم مبشرين ولم تبعثوا معسرين). وقد أمر الله عزَّ وجلّ بالتيسير والدعوة بالأسلوب الحسن في عدة مواضع من كتابه فقال سبحانه وتعالى: {ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} (النحل 125).

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «يقول تعالى آمراً رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله بالحكمة. قال ابن جرير وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنّة والموعظة الحسنة». أي بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم بها ليحذروا بأس الله تعالى، وقوله: {وجادلهم بالتي هي أحسن} أي من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب كقوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم..} الآية. فأمره تعالى بلين الجانب كما أمر به موسى وهارون عليهما السلام حين بعثهما إلى فرعون في قوله: {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى} وقال الشوكاني رحمه الله: «والموعظة الحسنة» وهي المقالة التي يستحسنها السامع وتبلغ من نفسه مبلغاً حتى يقتنع بها ويعمل بما فيها وتكون في نفسها حسنة باعتبار انتفاع السامع بها. وكما أن السماحة في الدعوة قد جاء بها دين الإسلام ودعا إليها فقد دعا إليها في تعامل المسلم مع المسلمين وغير المسلمين في معاملاتهم المختلفة كالبيع والشراء، وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم التاجر الذي يتصف بالسماحة في بيعه وفي شرائه فقال صلى الله عليه وسلم: «سمحاً إذا باع وسمحاً إذا اشترى وسمحاً إذا اقتضى»، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق والمعاملة الحسنة فقال: «إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون» رواه أهل السنن.

3- ان الإسلام يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والعدوان:

فقد أمر تبارك وتعالى في كتابه الكريم بالعدل سواء مع المسلمين أو غير المسلمين فقال سبحانه ناهياً عن الاعتداء الناتج عن العداوة والبغضاء: {ولا يجرمنكم شنآن قوم صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا، وتاونوا على البر والتقوى}. سورة المائدة - الآية 5.

وقال سبحانه وتعالى آمراً بالعدل وناهياً عن الظلم: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} سورة النحل - الآية 90.

كما حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم فقال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» رواه مسلم. كما قال ربنا سبحانه وتعالى: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا). رواه مسلم. وبسبب العدل والنهي عن الظلم جاء الإسلام بحفظ الحقوق ورد المظالم والأخذ على يد الظالم ومعاقبة المجرم فشاع العدل وأمن الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، وأمنت السبل. ومما يذكر في السيرة أن تخاصم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع أحد اليهود في درع له عند شريح القاضي فسأل شريح القاضي أمير المؤمنين هل لديك شهود؟ فقال: ابني الحسن، فقال له القاضي إن ابنك لا يشهد لك، وقضى بالدرع لليهودي فتعجب اليهودي من عدل القاضي، حيث أجلس أمير المؤمنين معه في مجلس القضاء وحكم عليه لعدم وجود بينة لديه أو شهود، ثم قال هذا اليهودي «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله».

4- ان الإسلام يأمر بالوسطية وينهى عن الغلو والتطرف:

فالإسلام دين وسط ينهى عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط ويأمر بالوسطية وقد قال الله عزّ وجل: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} سورة البقرة - الآية 143.

فأمة الإسلام أمة وسط بين الأمم كما أنها أمة وسط في تعالمها فلا تتشدد في دينها ولا تفرط فيه، ولذلك نهى الله سبحانه عن الغلو في الدين فقال سبحانه: {قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون. قالها ثلاثاً» رواه مسلم. وقال الله سبحانه وتعالى آمراً بطاعته وعدم التفريط في ذلك {فاتقوا الله ما استطعتم} والتقوى تعني فعل ما أمر به الله حسب الاستطاعة كما تعني اجتناب كل ما نهى الله عزَّ وجلّ عنه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فآتوا منه ما استطعتم». فكما أن الزيادة في الدين لا تجوز فكذا النقص في الدين لا يجوز إلا لمن عجز عن فعل ما أمره الله به لمرض أو كبر أو نحو ذلك إذ أن التوسط مطلوب من غير جفاء ولا غلو ومن غير زيادة ولا نقص.

5- ان الإسلام يأمر بحفظ العهود ويحرم نقضها:

وذلك أن المسلمين إذا أعطوا عهداً لأحد من الناس وجب عليهم الوفاء بهذا العهد سواء كان هذا العهد لمسلم أو لغير المسلم لقول الله عزَّ وجلّ: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا} سورة الإسراء - الآية 34.

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم». رواه البخاري. كما يحرم على المسلمين نقض هذا العهد لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} (سورة الأنفال الآية 27). ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرف لا عدل) رواه البخاري. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (أنا لا أخيس بالعهد ولا أقتل الرسل) رواه أبوداود والإمام أحمد.

ويجب على المسلمين الوفاء بالعهد إذا أعطاه أحدهم حتى لو كانت امرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرتي يا أم هانئ).

6- ان الإسلام يدعو إلى المساواة وينبذ التعصب والتفرقة:

فالإسلام لا يفرق بين الناس من حيث ألوانهم وأعراقهم أو قبائلهم، بل يعاملهم سواسية لا فرق بينهم فكلهم سواء ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى، حيث يقول سبحانه وتعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) (كل الناس لآدم وآدم من تراب) فالناس في الحقوق لا فرق بينهم وفي الواجبات لا فرق بينهم ولا ميزة لأحد على أحد فمن أحسن فلنفسه ومن أساء عليها، ولا أحد يعتدي على أحد، ومن ظلم غيره وجب القصاص منه إلا أن يعفو صاحب الحق أو يرضى بالدية حسب ما هو مقرر في الفقه الإسلامي.

7- ان الإسلام يدعو إلى التكاتف والتآلف والتراحم بين المسلمين:

فالمسلمون مثل الجسد الواحد مترابطون فيما بينهم يعطف الكبير على الصغير ويحترم الصغير الكبير وينفق الغني على الفقير. وقد قال الله عزَّ وجلّ عنهم: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني}، وقال سبحانه: {إنما المؤمنون إخوة}، وقال رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه) متفق عليه، كما أمر الله سبحانه وتعالى عباده على التعاون فيما بينهم على ما فيه خير لهم في دينهم ودنياهم ونهاهم عمّا فيه شر لهم وتفريق لكلمتهم ووحدتهم، فقال سبحانه وتعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، كما حرم الله عزَّ وجل كل ما يضر بالمسلمين سواء كان بالقتل أو إلحاق الأذى بهم فقال سبحانه وتعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا). متفق عليه. وأما تحريم أذية المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». متفق عليه. ومن هذا يتبين أن ما يقوم به بعض الأشخاص من قتل المسلمين أو ترويع لهم أو قتل لغيرهم وترويعهم هو مما حرمه الإسلام ونهى عنه، وأن هذه الأفعال ليست من الإسلام في شيء وأن مرتكبيها قد خالفوا تعاليم الإسلام السمحة وارتكبوا جرماً عظيماً لا يقره الإسلام ولا المسلمون،

ومما سبق يتبين لكل عادل ومنصف أن الإسلام دين سماحة ورحمة يأمر بالعدل وينهى عن الظلم ويأمر بعبادة الله وحده والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة ويأمر بالوفاء بالعهد ويحرم نقضه لأنه دين الله عزّ وجل الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حتى تصلح أحوال العباد وتستقيم حياتهم.

ولذا كان من الضروري أن يبين أهل الإسلام لكل العالم سماحة هذا الدين وسمو تعاليمه وعلو آدابه وأنه ينبذ العنف والإرهاب ويحرم قتل الأبرياء وترويعهم حتى يتبين لأهل الأرض جميعاً حقيقة هذا الدين وحتى يرد على أعداء الإسلام الذين يحاولون تشويه صورة الإسلام ويصفونه بما ليس فيه، والله أسأل أن يوفق المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجمع قلوبهم على تقواه وأن يحفظ لهم دينهم ويديم عليهم أمنه وأمانه، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

٭ باحث ومتخصص في التشريع الإسلامي
جريدة الرياض

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 20-04-2005, 03:06 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الدكتور / عبدالله بن ناصر الحمود لـ عربيات :
وجهنا رسالة عالمية رافضة للإرهاب
المؤتمر تميز بالتمثيل العالمي وشفافية الطرح


عربيات - خاص : اختتمت فعاليات المؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب والذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ... وقد تناول المؤتمر محاور عديدة تمت مناقشتها من خلال 80 ورقة عمل تهدف إلى تعريف الإرهاب ونظرة الشرع له والعروج على مسبباته وسبل علاجه مع التأكيد على موقف المملكة العربية السعودية الرافض لهذه الممارسات ماضياً وحاضراً ...

وقد تشرفت عربيات بلقاء الدكتور / عبدالله الحمود ، عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر حيث أعرب عن سعادته بالنجاح الذي تحقق قائلاً : " أعتقد أن المؤتمر يعتبر أحد أهم المحاولات الجدية في مواجهة الغلو والتطرف الدخيل على مجتمعنا وعقيدتنا ... و لقد حقق بفضل الله ثم بالجهود المخلصة النجاح المأمول من انعقاده بتمثيل عالمي متميز و شفافية في الطرح يقف ورائها الاختيار المدروس للمشاركين ، حيث أتحنا مساحة واسعة وحرة للإختلاف والإتفاق ساهمت بإثراء الحوارالذي لم يقتصر على وجهة نظر واحدة .... وتمكنا بذلك من توجيه رسالة عالمية للمسلمين وغير المسلمين تعكس حقيقة الإسلام ووسطيته وعدالة تعاليمه وبعدها كل البعد عن العنف ودعوتها للحوار المتحضر مع الآخر " .

وعن التغطية الإعلامية للمؤتمر وغياب الفضائيات عن التغطية المباشرة لجلساته يقول الدكتور / الحمود : " لقد قامت اللجنة الإعلامية بدعوة مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام العربية والأجنبية للمشاركة في المؤتمر وتغطية فعالياته ولكن لأن المؤتمر على مستوى عالي من الفكر فهو في واقع الأمر يخاطب النخب المؤهلة لتدارس هذه القضية أكثر من مخاطبته للجماهير وقد تم وضع ذلك في عين الإعتبار عند التنسيق للتغطية الإعلامية ، وهذا لايقلل من أهمية الفضائيات ... و من جهة أخرى وإيماناً منا بأهمية الإنترنت والنشر الالكتروني كوسيلة إعلامية فاعلة قمنا بانشاء موقع للمؤتمر على شبكة الإنترنت مع تشكيل فريق متخصص عمل على مدار الساعة لنشر رسالة المؤتمر والتعريف به بخمس لغات حية هي العربية والإنجليزية والفرنسية والاسبانية والفارسية ، وقد أتاح هذا الموقع مع النقل المباشر الذي تم عن طريقه للجلسات حلقة وصل مع المهتمين من مختلف دول العالم " .

وعن تزامن التفجيرات الآثمة التي تعرضت لها مدينة الرياض مع أحداث المؤتمر وانعكاسات ذلك على نجاحه علق الدكتور / عبدالله الحمود قائلاً : " لم تكن هناك انعكاسات مباشرة ولم تؤثر تلك الأحداث على برنامج المؤتمر ، إلا أنها أظهرت حقيقة واضحة للعيان تؤكد أن هذه الفئة الضالة المخربة لاعلاقة لها بالإسلام ، ففي الوقت الذي يلتقي فيه علماء المسلمين تحت سقف واحد في الجامعة يتدارسون موقف الإسلام من الإرهاب تحاول تلك الفئة أن تؤذي الناس باصرار على ممارسة أعمال تخريبية دون أن يكلفوا أنفسهم مجرد التوقف لمراجعة النفس والإنصات للصوت الوسطي الإسلامي الرصين " .

واختتم الدكتور الحمود لقاءه مع عربيات معلقاً على استفسارنا عن مدى رغبة الجامعة بتكرار هذه التجربة واعتماد المؤتمر كحدث سنوي قائلاً : " في الواقع لايوجد توجه لإقامة المؤتمر سنوياً، ولكن لدينا رغبة جادة بتفعيل التوصيات التي كان من أهمها تأسيس مركز للدراسات الإسلامية المعاصرة وعقد اجتماعات دورية لمناقشة المحاور التي تم طرحها وتبادل الزيارات بين العلماء والمفكرين من المملكة العربية السعودية ونظرائهم من علماء الغرب ، بالإضافة للعمل على اصدار كتب وبحوث علمية متخصصة في موضوع الإرهاب والتطرف والغلو وترجمتها إلى لغات مختلفة " .

مقتطفات من أوراق العمل

الدكتور / أحمد تركستاني - الأستاذ المشارك بقسم الإعلام بجامعة الإمام

أشار الدكتور أحمد تركستاني إلى أهمية تقارب الثقافات وتحاورها وتعايشها في هذا العصر الذي ساهمت تقنية المعلومات بربطه واتاحة فرص ثقافية وفكرية للتواصل تقلل من آفات التعصب والتربص بالآخر والاصرار على غزوه فكرياً .... كما أكد على دعوة القرآن للمسلمين بالتحاور مع أصحاب الأديان الأخرى مستشهداً بقوله تعالى " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئاً " ... بالإضافة إلى توضيح القرآن في آيات عديدة أن تعدد الثقافات الإنسانية واختلاف الناس في الدين أمر من مقاصد الخلق لقوله تعالى : " ولو شاء ربط لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ولذلك حلقهم " .

وأضاف أن المقصود من الحوار ليس المجابهة والإفحام وإنما المقصود معرفة أطروحات الطرف الآخر ووجهات نظره وتعريفه بما يغيب عنه أو يلتبس عليه ، والعمل على استكشاف مالدى الطرف الآخر من حقائق وإيجابيات والإعتراف بها وقبولها والإستفادة منها إذا كانت صحيحة .... كما أن الحوار يساعد على تشييد جسر سلمي للتواصل البناء وسد الطريق أمام المواجهات والمصادمات .... و من جهة أخرى فهو يحبط حجج المتطرفين ويكشف زيف أفكارهم .

وأكد على أن إقامة الحجة على المخالف لاتعني الاقتتال والنزاع إذ ليس الكفر في ذاته مبيحاً لقتل الكافر وإزهاق روحه مشيراً إلى دعوة القرآن للحوار مع الآخرين حوارً راقياً مهذباً كما قال تعالى : " ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " .... وأيضاً لقوله : " لاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم " .... فالغلظة في الحوار واستخدام المفردات الجافة الفظة غير مرغوب ناعيك عن الإيذاء والتحقير والازدراء أو عدم الإعتراف بالآخر وجدوى الحوار معه .

وتطرق الدكتور أحمد تركستاني إلى الشبهات المثارة ضد الحوار مع الأديان الأخرى والرد عليها والتي تم تلخيصها فيما يلي من نقاط :
الشبهة الأولى : أن الحوار قد يؤدي إلى التشويش والتأثير الفكري غير المحمود كمثال ادخال بعض الشبهات والخلط الفكري في أذهان المسلمين ....
الرد : هذا صحيح إذا كان المحاور ضعيف الحجة وغير قادر على البيان والتوضيح أما إذا كان محصناً بالعلم والحجة فيزيده الحوار صلابة وقوة .

الشبهة الثانية : أن الحوار قد يؤدي لمزيد من التعصب والتصلب عند طرفي الحوار .....
الرد : لاضير في حوار يتأسس على قواعد ننطلق منها إلى ماهو دونها والإسلام حقق مكاسب قديماً وحديثاً ونجم عن حواراته تحولات كبرى في غقيدة من تحاور معهم .

الشبهة الثالثة : أن الحوار يقود للفتنه والصدام وتقوم هذه الحجة على قاعدة سد الذرائع وإقامة الحواجز ....
الرد : المبالغة في استخدام هذه القاعدة قد تؤدي إلى تغييب حقيقة الإسلام .

الشبهة الرابعة : أن الحوار يعطي الفرصة لتلميع الآراء الباطلة ...
الرد : هذا لايصح في كل حال بل الآراء الباطلة إنما تكتسب بريقها إذا انفردت بالأجواء والأضواء بعيداً عن التصدي لها بالحوار .



الدكتورة / أسماء الحسين - أستاذة الصحة النفسية بكلية التربية للبنات بالرياض
تحدثت الدكتورة / أسماء عن الأسباب الفكرية للإرهاب والعنف والتطرف والتي تعود في أغلبها إلى معاناة العالم الإسلامي من انقسامات فكرية حادة ، بين تيارات مختلفة .... ومرجع هذه المعاناة وما ترتب عنها من مشكلات وانقسامات هو الجهل بالدين والبعد عن التمسك بتوجيهات الإسلام .... وقد صنفت الدكتورة هذه التيارات المعاصرة إلى :
أ ـ تيار علماني : يدعو إلى بناء الحياة على أساس دنيوي وغير مرتبط بالأصول الشرعية ولا بالتقاليد والعادات والموروثات الاجتماعية الأصيلة ، هي من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه ، عوائق في طريق التقدم والانطلاق نحو الحضارة .
ب ـ تيار ديني متطرف : يعارض المدنية الحديثة وكل ما يتصل بالتقدم الحضاري ، فهي من وجهة نظرهم ليست إلا فسادا في الأخلاق ، وتفككا في الأسر وجمودا في العلاقات الاجتماعية ، فهم يرون أن الحضارة تجعل الفرد يعيش لنفسه ملبيا لرغباتها متنكرا للآداب والفضيلة . ولذا فكل جانب يرفض فكر الآخر ويقاومه ، وينظر إليه نظرة ريب وشك دون تمحيص وتقويم ، ليصل إلى الحق والمبادئ الأساسية فيها ، ليقارنها بما عنده من أصول ومبادئ يمكن أن تكون عاملا مشتركا يجمع بينها ويكون فيه الخير لكلا التيارين .

الدكتور / بدر البدر - الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه
ذكر الدكتور / بدر البدر أن من سماحة هذا الدين أنه أذن لغير أهله من أهل الذمة والمعاهدين والمستأمنين أن يعيشوا في أرضه مع بقائهم على دينهم وعدم إكراههم على الإسلام , وأشار إلى أنه لم يخل عصر من العصور من وجود غير المسلمين داخل المجتمع المسلم , يعيشون بين المسلمين , وينعمون بالأمن على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم , ولا يعني بقاؤهم داخل المجتمع المسلم بأي وجه من الوجوه الرضا بما هم عليه من الكفر بالله , فإن الله – تعالى – لا يرضى لعباده الكفر , وإنما أذن الشارع لهم بالبقاء لحكم عديدة منها أن يخالطوا المسلمين ويتأملوا في محاسن الإسلام وشرائعه وينظروا فيها , فيجدوها مؤسسة على ما تحتمله العقول وتقبله , فيدعوهم ذلك إلى الإسلام , ويرغبهم فيه , فيدخلوا فيه , وهذا أحب إلى الله من قتلهم .... وعدم اختلاطهم بالمسلمين يفوت هذه المصلحة .


الأستاذ الدكتور / جعفر شيخ إدريس - رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة
افتتح الدكتور جعفر إدريس محاضرته معتبراً أننا نعيش اليوم في عصر يدعونا فيه الآخرون إلى مناهج حياتهم وقيمهم وأفكارهم وأنماط سلوكهم ، ودعوتهم تصلنا شئنا أم أبينا .... متسائلاً ما ذا نفعل حيال ذلك ؟؟ .... ولا سيما إذا كان أولئك الدعاة يتحدوننا بأن نرد عليهم أو نبين فضل منهجنا على منهجهم؟ ، وأضاف ... إن الاستجابة لهذا التحدي أمر لا يتم واجب البلاغ إلا به وقد استجاب كثير من علماء المسلمين ومثقفيه لهذا التحدي وأبلوا في الدفاع عن دينهم بلاء حسنا جزاهم الله خيرا. لكن الذي نحتاج إليه حاجة شديدة هو أن يكون لنا إلى جانب هذه المجهودات الفردية مؤسسات تختص بهذا العمل حتى يؤدي على أحسن وجه وأكمله .... ودعا إلى تأسيس منظمة للحوار العالمي وأوضح أهدافها وآلية عملها .

الدكتور / حسن الهويمل - الأستاذ المشارك بفرع الجامعة بالقصيم
أكد الدكتور / حسن الهويمل أن لكل طائفة من الأناس والمفكرين والساسة رؤيتها وموقفها ومرجعيتها ، وإن من أوجب الواجبات استماع الرؤى والتصورات ، ومحاولة التماس القواسم المشتركة والانطلاق منها مع استبعاد الافتعال والانفعال ، وقصر الحديث على التناول الموضوعي والبحث المعرفي ، بعيداً عن صخب الخطابات التنصلية ، ومآزق التزكية والتبرئة للذوات الممارسة للمبادئ ، والانحاء باللائمة على الآخر ، دون مصلحة أو برهان . و مشيراً إلى أننا متى اعتمدنا في تناولاتنا تبادل الاتهامات ، وممارسة الإدانة والإقصاء ، زدنا الوضع تعقيداً والحلَّ استحالة ، وانفض سامرنا بوضع أشد إبهاماً مما سلف.


الدكتور / عبدالله العشي - كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجزائر
ناقش الدكتور / عبدالله العشي في ورقة العمل التي طرحها في المؤتمر العولمة مشيراً إلى أنه قد يبدو لبعض المتابعين أن الإسلام يتضمن مشروعا شبيها بمشروع العولمة ، إن لم يكن هو ذاته ، ومؤكداً وجود فروق جوهرية بينهما حيث أن العولمة تهدف إلى تحويل العالم إلى مجتمع واحد في الثقافة والفكر والتعليم والذوق وغير ذلك ، أي أنها تسعى إلى إجبار العالم على نوع واحد من الحياة ، وهذا أمر مناقض للفطرة البشرية التي خلق عليها الناس " شعوبا وقبائل ". أما الإسلام فيحترم الهويات والخصوصيات وينبذ الإكراه ، و يقوم المشروع الإسلامي على الاعتراف الأولي بالتنوع والاختلاف الثقافي واللغوي ، وحتى الدين لايفرض بالقوة إنما بالإقناع .... وأشار إلى أنه لقد عاش في ظل الحضارة الإسلامية شعوب وقوميات وأديان وأسهموا في صناعة منجزات الحضارة الإسلامية ، ولم يقصوا أو يهمشوا . والإسلام أقام مشروعه الحضاري على أساس من المبادئ التي تحفظ للإنسان حريته وكرامته وحقوقه ، بل حافظ الإسلام على ثقافات الشعوب ولغاتها وأخلاقها .

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 20-04-2005, 03:08 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المشاركون في ندوة «الوسطية» ينوهون بجهود الدولة في خدمة الإسلام.. ومحاربة الإرهاب



كتب - مندوب «الرياض»:
نوه المشاركون في اعمال ندوة (الوسطية ونبذ الغلو)، بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة في خدمة الإسلام والمسلمين ومحاربة الإرهاب ودعاته، وأيدوا كافة الاجراءات التي تقوم بها في هذا الشأن، مجددين التأكيد على حقوق ولاة الأمر ووجوب رعايتها، وان طاعتهم واجب شرعي تحرم مخالفته والخروج عنه. وشددوا على الدور الفاعل والمهم والمؤثر للدعاة الى الله بعامة، وخطباء وأئمة المساجد والجوامع بخاصة في تقرير مبدأ العدل والوسطية ونبذ الغلو والتطرف، وكذا دعوة طلاب العلم الى طلب العلم الشرعي على ايدي العلماء الموثوق بهم، وملازمتهم، وعدم اللجوء الى سفهاء الأحلام والمتعالمين بلا علم ولا بصيرة. جاء ذلك في ختام اعمال الندوة العلمية التي نظمتها امارة منطقة جازان، وفرع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمنطقة مؤخراً تحت عنوان: (الوسطية ونبذ الغلو) تفاعلا مع حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب. وحث المشاركون في أعمال الندوة الدعاة على معايشة الواقع الحالي، وتبصير الناس بالمستجدات، وما يحاك ضد الدين والوطن وقادته مؤكدين أن الأمن مطلب للجميع، وحفظه مسؤولية الجميع مع تقدير ما يقوم به رجال الأمن من الجهود المشكورة، والتضحيات الكبيرة. وطالبا بعقد مثل هذه الندوات العلمية المتخصصة في موضوعها وهدفها في منطقة جازان مرة في كل عام بعد التنسيق مع الجهات المختصة في ذلك، وذلك لما لمس من تجاوب وتفاعل ورغبة من جميع فئات المجتمع.
الجدير بالذكر ان عددا من اصحاب الفضيلة العلماء، والدعاة وطلبة العلم، والأكاديميين في المنطقة قد شاركوا في اعمال الندوة - التي استمرت ثلاثة ايام - بأبحاث قيمة، مداخلات، وحوارات زاد من الانتفاع بها المشاركة الفاعلة للحضور.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 20-04-2005, 03:09 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الإسلام ضد العنف ولا يقبل الإرهاب


الدوحة/ أكد الدكتور يوسف القرضاوي أن الإسلام ضد العنف ولا يقبل الإرهاب وترويع الناس لكنه مع المقاومة المشروعة ضد الاحتلال كما يحدث في فلسطين والعراق.
وقال القرضاوي إن الرسول عليه الصلاة والسلام ضد ترويع الآمنين حيث قال لا يحل لرجل أن يروع مسلما، وما ينطبق على المسلم ينطبق أيضاً على غير المسلم، فالمؤمن هو من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم.
وأكد أنه لا يجوز ترويع عباد الله بغير حق، فالإرهاب هو أن تستعمل العنف فيمن ليس بينك وبينه قضية مثل خطف الطائرات والاعتداء على الآمنين، ومثل ما حدث في مذبحة الأقصر من اعتداء على السائحين في مصر، بل إن تفجير برجين في سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية استخدمت الطائرات وركابها والناس المستهدفين في البرجين لا قضية بينهم وبين الذين قاموا بعمليتهم.
ونوه القرضاوي بالمقاومة المشروعة ضد المحتلين للوطن مثل مقاومة الفلسطينيين والعراقيين للاحتلال، وقال إن كل شرائع السماء وقوانين الأرض، بل والطبيعة، ترفض الاحتلال وتتطلع إلى مقاومته حتى داخل جسم الإنسان عند زرع الأعضاء كالكلى مثلا، فإن الجسم يرفضها لأنها جسم غريب وتعطي أدوية ضد رفض الجسم لهذه الأعضاء.
من هنا ندرك أن المقاومة حق وواقع وطبيعة، فنحن ندافع عن القضية الفلسطينية بمقاومة المحتل وهي مقاومة مشروعة، المقاومة مشروعة والإرهاب مرفوض، لأن الإسلام دين السلام، ولابد أن ندرك أن هناك الآن صحوة إسلامية نحن حريصون عليها وعلى ترشيدها وسد مواطن الخلل فيها.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 20-04-2005, 03:15 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الإرهاب .. أسبابه ، آثاره ، الوقاية منه



يحيى بن موسى الزهراني


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " [ آل عمران102 ] .
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " [ النساء 1] .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [ الأحزاب 70-71 ] .
أما بعد :
فقد أكرمنا الله تبارك الله وتعالى بأعظم كرامة ، ببعث نبيه صلى الله عليه وسلم ، حيث أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور ، وأعزنا به بعد الذلة ، وجمعنا به بعد الفرقة ، وجعلنا إخوة في الله متحابين متآلفين ، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ، قال الله تعالى : " يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " [ الحجرات 13 ] ، وقال تبارك وتعالى ممتناً علينا بهذه النعمة ، ومذكراً بما كان عليه حالنا قبل الإسلام : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " [ آل عمران 103 ] .
عاش المسلمون هذه النعمة العظيمة واغتبطوا بها في عهد النبوة ، إلى أن ظهرت بذرة الخلاف ، عندما ألب عبد الله بن سبأ وأتباعه الناس على عثمان رضي الله عنه ، وكانت نواة ظهور الخوارج قد بدأت باعتراض ذي الخويصرة التميمي على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين ، ففي حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا ، أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : اعْدِلْ ؟ فَقَالَ : وَيْلَكَ ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ ـ رأس السهم ـ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ ـ ما يُلف على مدخل النصل من السهم ـ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ وَهُوَ قِدْحُهُ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ ـ ريش السهم ـ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ ـ قطعة اللحم ـ تَدَرْدَرُ ـ تضطرب وتتحرك ـ وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ " ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ ـ فوجدوه وأحضروه ـ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ " [ متفق عليه واللفظ للبخاري ] ، ثم أثيرت الفتنة على عثمان رضي الله عنه بسبب التحزب والمعارضة التي رامت الفتنة والفرقة ، وضرب الإسلام في الصميم ، والتي ازداد أوارها بعد قتل ذي النورين ، ثم تفاقم الأمر وكثرت الفتن ، وظهرت الفرق ، وعلى رأسها فرقة الخوارج ، الذين قاتلوا علياً رضي الله عنه ، واستحلوا دماء المسلمين وأموالهم ، وأخافوا السبيل ، وحاربوا الله ورسوله ، فقضى على فتنتهم علي رضي الله عنه ، ووجد ذو الخويصرة بين قتلاهم ، ثم خططوا لقتل جمع من الصحابة فنجحوا في قتل علي رضي الله عنه ، وما زالت فتنتهم تظهر تارة ، وتخبو تارة ، إلى يومنا هذا ، وستسمر فتنتهم وخروجهم إلى أن يخرج آخرهم مع الدجال ، كما في حديث شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ عَنِ الْخَوَارِجِ ، فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْخَوَارِجَ ؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي وَرَأَيْتُهُ بِعَيْنِي ، أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ فَقَسَمَهُ ، فَأَعْطَى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ ، وَمَنْ عَنْ شِمَالِهِ ، وَلَمْ يُعْطِ مَنْ وَرَاءَهُ شَيْئًا ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ وَرَائِهِ : فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ : مَا عَدَلْتَ فِي الْقِسْمَةِ ، رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ ـ حليق ـ الشَّعْرِ ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا تَجِدُونَ بَعْدِي رَجُلًا هُوَ أَعْدَلُ مِنِّي ، ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ ، لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ " [ أخرجه النسائي وأحمد ] .
وفي هذا العصر امتن الله على بلادنا بجمع شتات هذه الأمة بعد قرون طويلة سادتها الحروب والشحناء والثارات ، وران عليها الجهل ، واستبدت بها العصبية القبلية ، وعاد كثير من الناس إلى الشرك وإلى شريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف ، فجُمع الناس تحت راية التوحيد ، وانتشر الأمن والرخاء ، وازدهر العلم ، وتبدد ظلام الجهل ، وسادت أخوة الإسلام القائمة على تحقيق التوحيد ، والسير على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حتى خرج لنا جيل من الخوارج في هذا الزمان ، قتلوا المسلمين ، وأخافوا الآمنين ، وانتهكوا حرمة البيت الحرام ، والأشهر الحرم ، لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ، لا يخافون الله ولا يخشونه .

خوارج هذا الزمان :
لكل زمان خوارج ، يخرجون على المسلمين ويقتلونهم ويتركون الكفار ، لأنهم على شاكلتهم ، فظهرت في هذا الزمان طائفة تسمي الجهاد بغير اسمه وهم خوارج هذا العصر ، الذي خرج أسلافهم على المسلمين منذ قتلهم لعثمان وعلي رضي الله عنهما إلى أن يخرج آخرهم مع الدجال كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعون أهل الأصنام ، ويقتلون أهل الإسلام ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم كلاب أهل النار ، شر قتلى قتلاهم ، يذبحون المسلمين في بلاد الإسلام ، ويعتقدون أنها دار حرب ، وقد قدموا لأعداء الإسلام خدمة لم يتمكنوا من الحصول عليها بوسائلهم ، وأعطوا الكفار ذريعة للنيل من الإسلام والمسلمين ، واحتلال بعض بلدان المسلمين ، والله أعلم بمن يقف وراءهم من المنظمات الصهيونية والماسونية بطريق مباشر أو غير مباشر .
فيجب على المسلمين كل بحسب قدرته أن يكشف زيفهم ، وأن يبين ضلالهم ، حتى لا ينتشر فسادهم ويستفحل أمرهم ، كما يحرم التستر على أحد منهم ، لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، وإثارة الفساد في البلاد ، وقد قال الله تبارك وتعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [ المائدة 2 ] ، فمن آواهم أو تستر عليهم أو دافع عنهم أو برر أعمالهم ، فإنه مشارك لهم في قتل النفوس البريئة المعصومة من المسلمين أو المستأمنين والمعاهدين والذميين ، وينطبق عليه الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله من آوى محدثاً " [ أخرجه مسلم ] ، وأخرج الشيخان من حديث عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا ـ أمراً منكراً ـ أَوْ آوَى مُحْدِثًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا ـ قيل الفريضة ، وقيل التوبة ـ وَلَا عَدْلًا ـ قيل النافلة ، وقيل الفدية ـ وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ ، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .
وهاهي الأمة اليوم تعاني ويلات خوارج هذا الزمان ، الذين لم يراعوا حرمة الزمان ولا المكان ، ولم يرعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم من حيث حرمة الحدث في دين الله تعالى ، أو قتل المسلمين أو المستأمنين أو الذميين أو المعاهدين ، بل قتلوا الجميع ، حتى الأطفال والنساء الذين حرم الإسلام قتلهم وهم كفار ، فكيف بأهل الإسلام ، فلقد أذاقوا الأمة مرارة الألم ، وفقدان الأمان ، وحرقة في القلوب على القتلى الذين لا ذنب لهم ، ولا جرم اقترفوه ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .

أسباب الإرهاب :
أظن أن بعض الأسباب حتى الآن لا زالت مجهولة ، وفي خفاء تام عن جميع الناس ، ماعدا المسؤولين الأمنيين الذين لهم صلة مباشرة بالتحقيق مع من تم القبض عليهم من الإرهابيين ، فلربما كانت لديهم دوافع لما قاموا به من عمليات التفجير والتدمير والتخريب ، ومهما كانت الأسباب فليس بمسوغ أن يقوموا بفعلهم الشنيع ، وعملهم الإجرامي الفظيع ، لكن أقول : ربما كانت هناك أسباباً خفية لم يطلع عليها إلا أهل الشأن في ذلك ، وعموماً فهي غامضة عن الكثيرين ، لكن ربما تفشت وظهرت بعد حين من الدهر ، ولا نستبق الأحداث ، فالأيام المقبلة تحمل بين طياتها تفسيراً للمجهول ، وحلاً للغموض .

لكن الذي سمعه البعض من ثلة من المسؤولين ، والذي دلت عليه طيات الكلمات التي ألقاها عدد من العلماء والمختصين حول موضوع الإرهاب ، أن هناك أسباباً رئيسة منها :
الأول / الانحراف العقدي : بسبب ما تلقاه كثير من الشباب المجاهد في الخارج من عقيدة باطلة ، نتيجة لطلاب علم ضلوا عن سبيل الرشاد ، وظنوا أنهم بلغوا من العلم ما لم يبلغه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فظن كل منهم أنه قادر على الاجتهاد وإصدار الفتاوى ، حتى غاصت الأمة فيما هي فيه اليوم من التعسف والظلم وانتهاك الحرمات ، وقتل الأنفس البريئة .
أضف إلى ذلك كثرة التيارات الفكرية هناك ، حتى أصبح الوضع هناك مجالاً غصباً لغرس فكر التطرف والغلو والتكفير ، إلى أن كَفَّروا الأمة الإسلامية ، فإذا كان المسلمون كفاراً في اعتقادهم فمن هو المسلم إذن ؟ لقد كفروا كل من استعان بالكفار ، فبذلك الحكومات لديهم كافرة ، والشعب كافر لأنه لم يستنكر ولم يخرج على ولي أمره ، فبذلك استحلوا دماء الجميع ، ورأوا أنهم بذلك مجاهدون في سبيل الله فلهم الجنة ، وغيرهم كافر له النار ، وسبحان الله العظيم ، كيف لم يقرءوا حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، فقد أخرج الشيخان من حديث أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ ، قَالَ فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنْصَارِيُّ ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي : يَا أُسَامَةُ ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا ، قَالَ : أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ " [ متفق عليه ] .
وعن الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا ، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ فَقَالَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ ، أَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقْتُلْهُ " ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقْتُلْهُ ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ " [ متفق عليه ] .
الحديثان يدلان على تحريم قتل النفس التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، بل جاء في حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ " [ متفق عليه ] .
وأخرج أبو داود من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا بَالُ هَذَا ؟ " فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيعِ ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَلَا نَقْتُلُهُ ؟ فَقَالَ : " إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ " قَالَ أَبُو أُسَامَةَ وَالنَّقِيعُ نَاحِيَةٌ عَنِ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَ بِالْبَقِيعِ " .
فتلكم الأحاديث تبين بياناً شافياً أنه يحرم قتل المسلم الذي يدين بشهادة التوحيد ، ويقيم شعائر الدين ، وخاصة أركان الإسلام الخمسة ، فلا يقتل المسلم أبداً ، إلا ما ثبت من حديث عَبْدِاللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : النَّفْسُ بِالنَّفْسِ ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي ، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ " [ متفق عليه ] .
فعلى أولئك الفئة التي ضلت طريق الصواب ، وتنكبت طريق الخطأ والغواية أن تحكم عقولها فيما تفعل ، وأن تعود إلى صوابها ، وتراجع فكرها ، وتتمسك بكتاب ربها ، وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ، وأن يتركوا من غوى من مراجعهم ومرشديهم الذين يزجون بهم إلى التهلكة ، وأن يحذروا قتال إخوانهم وبني جلدتهم وأبناء وطنهم .
وذلكم الباطل والضلال الذي يسرن عليه من قبل دعاتهم ، ما هو إلا كما قال فرعون لقومه : " مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ " [ غافر 29 ] ، ثم قال تعالى مبيناً سفاهة رأي فرعون وهلاك قومه عندما اتبعوه : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) " [ هود 96-99 ] ، فدعاة الضلالة أولئك سيحاسبون يوم القيامة عن فتاواهم ، وسيتحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم ، كما سيأتي بيانه فيما يأتي بإذن الله تعالى .

الثاني / إخراج الكفار من بلاد الحرمين : وهذا الأمر لا يملكه المواطن وحده ، وليس له حرية التدخل في الأمور السياسية التي لا يعرف عنها شيئاً من قريب أو بعيد ، ولو ترك للناس أن يخوضوا في الأمور السياسية لاندحرت الأمة ، ولأحرقتها نيران الأعداء ، لأن رضا الناس غاية لا تدرك ، ثم إن إخراج الكفار من بلاد الإسلام مرهون بمدى الحاجة الماسة لهم ، وسيأتي بيان لهذه النقطة أيضاً فيما يأتي بإذن الله تعالى .

الثالث / توفير الفرص الوظيفية التي تستوعب الشباب : هذا الأمر لا تخلوا من دولة من دول العالم ، سواءً المتقدمة أو المتأخرة ، فكل دولة تعاني البطالة ، وليست البطالة سبباً لإزهاق الأنفس ، وتحطيم الممتلكات ، وتدمير المقدرات .
فربما كانت هناك أسباباً اقتصادية وسياسية تمنع إيجاد وظيفة لكل مواطن ، لكن هناك ثمة أموراً أخرى يمكن للشباب أن يعملوا بها ، كالأعمال الحرة ، والعمل في الشركات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ، والعمل في المحلات التجارية ، وإن الراتب زهيداً نوعاً ما ، فعمل براتب خير من جلوس بلا دراهم ، ومن ثم يتدرج الشباب حتى تتوفر الفرص الوظيفية الملائمة ، والدولة لن تألوا جهداً حيال هذا الموضوع .

الرابع / أساليب التحقيق والتعذيب : التي تعرض لها كثير من الشباب المجاهد في أفغانستان ، بعد عودتهم من هناك ، بلا ذنب اقترفوه كما يقولون ، فكلما حصلت فتنة في البلاد تم القبض عليهم أو على الكثير منهم وتم إيداعهم السجون للتحقيق وربما استخدام بعض أساليب التعذيب ، فمنهم من تقبل الوضع القائم وعلم أن ذلك إجراءً لابد من اتخاذه ، فصبر وتحمل وخرج وهو يحمل لبلاده كل حب وتقدير ، ومنهم غير ذلك فبدءوا بالتخطيط والانتقام ، فتلقفتهم أيدي الغدر والكيد من شتى بلاد الكفر ، حتى حصل بالبلاد والعباد من التدمير والتخريب والتفجير والقتل والتخويف والقلق وزعزعة الأمن ما لا يُشكى إلا الله تعالى ، فأسأل الله تعالى أن يعيد الأمور إلى نصابها ، والأوضاع إلى ما كانت عليه من الأمن والطمأنينة والرخاء والخير العميم .

آثار الإرهاب :
ليس للإرهاب أثر واحد إيجابي ، وإنما جميع آثاره سيئة سلبية ، وهي كثيرة جداً ، منها على سبيل العرض لا الحصر :
1- قتل النفس المعصومة . ويدخل في ذلك نفس القاتل والمقتول ، يعني بصورة أوضح ، نفس الإرهابي ، والنفس التي قتلها ، سواءً من رجال الأمن أو من غيرهم ، ومعلوم بالنصوص الشرعية أنه يحرم قتل النفس المعصومة سواءً كانت نفساً مسلمة أو كافرة معاهدة أو ذمية ، ممن قدموا لإفادة البلاد لا لقتالها أو التجسس لحساب الآخرين ، قال تعالى : " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " [ 93 ] ، وقال تعالى : " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " [ 32 ] .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا " [ أخرجه البخاري ] .
وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : " إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا ، سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ " [ أخرجه البخاري ] .
وعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ : سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَمَّنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ، قَالَ : وَيْحَهُ ! وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى ، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " يَجِيءُ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ ، يَقُولُ : رَبِّ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّكُمْ ثُمَّ مَا نَسَخَهَا بَعْدَمَا أَنْزَلَهَا " [ أخرجه ابن ماجة وأحمد ] .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ، بَابٌ مِنْهَا لِمَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَى أُمَّتِي أَوْ قَالَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ " [ أخرجه أحمد ] .
وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْكَبَائِرُ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ : " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي من يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " [ أخرجه مسلم ] .
وقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا الرَّجُلُ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدًا أَوِ الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا " [ أخرجه النسائي ] .
وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا " [ أخرجه البخاري ] .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " [ أخرجه الترمذي ] .
فكل تلك الأحاديث السالفة الذكر وغيرها كثير تدل على حرمة قتل النفس المعصومة ، وأما ما يتعلق بقتل الإرهابيين لأنفسهم فقد وردت أحاديث أخرى تحرم ذلك منها :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا " [ متفق عليه ] .
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَجَعَلَ ذُبَابَةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالَ : " وَمَا ذَاكَ " ، قَالَ : قُلْتَ لِفُلَانٍ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ ، فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ : " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ " [ متفق عليه ] .
وأكتفي بما ذكرت من أدلة دون تعليق ، ففيها غنية عن ذلك .
2- تدمير الاقتصاد . لا شك أن رفع مستوى جريمة الإرهاب سبب في انخفاض الاقتصاد لتلك الدول التي يمارس فيها الإرهاب بكل صوره وأنماطه ، فكثير من الدول لا ترغب في التعامل مع البلد التي يكتنفها الإرهاب ، وبذلك تقل الموارد الاقتصادية لتلك البلد .
3- العقد النفسية . كثير من الناس أصيب بعقد نفسية جراء الفعال الإرهابية ، فالكل منهم يتحسس متى يكون ضحية من ضحايا الإرهاب ، والمستشفيات النفسية شاهدة بذلك ، وكذلك كثرة الأسئلة المطروحة حول الإرهاب والإرهابيين ، وما يدور حولهم من كواليس وخفايا ، كل تلك الأسئلة تجعل الكثيرين في حيرة من أمر الإرهاب ، مما سبب لهم عقداً نفسية .
4- التدخل الأجنبي لحماية المصالح الخاصة . وهذه من النقاط المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار ، فلا شك أن المملكة العربية السعودية لها أعداء كثر ، إما لتطبيقها للشريعة الإسلامية ، وإما لكثرة ثرواتها الاقتصادية ، وكما قال عمر رضي الله عنه : " كل صاحب نعمة محسود " ، وهل هناك أعظم من نعمة التمسك بشريعة الله تعالى ، وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ إنها نعمة لا تضاهيها نعمة .
فالإرهاب سبب لتدخل الدول الكافرة أو الحاقدة في أمور البلاد السياسية والداخلية ، لا لشيء ، إلا لإشباع رغباتهم ، وإشفاءً لغليلهم ، فمن منطلق حماية مصالحهم الخاصة والعامة ، وربما حماية مواطنيهم كان الإرهاب ذريعة لتدخلهم ، وناهيكم عن الضرر والخطر الذي يسببه دخول الأجنبي إلى البلاد .
5- زعزعة الأمن . لقد أصبح الأمن اليوم شبه مزعزع ، فالقلق والخوف والذعر تملك الكثير من المواطنين والمقيمين ، بل وحتى رجال الأمن البواسل ، لا خوفاً من الموت في سبيل الله على أيدي المجرمين من الخوارج ، بل خوفاً على إخوانهم الذين ضلوا عن الصواب ، وانحرفت سلوكهم وأخلاقهم من مصيرهم المظلم والعياذ بالله ، ثم ما تقوم به الجهات المختصة من تفتيش للسيارات والمارة من الناس ، وربما أغلقت بعض الطرق وهكذا دواليك ، فالأمن أصبح شبه مزعزع ، والسبب هو الإرهاب والإرهابيين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
6- انتشار الفوضى .
7- تيتم الأطفال ، وترمل النساء ، وهذه نقطة جوهرية في الموضوع ، فأولئك الأطفال ، وتلكم النساء الذين قتلوا أزواجهم وأهليهم ، بسبب العدوان الآثم ، من يتحمل مسئوليتهم أمام الله تعالى يوم القيامة ، ثم أمام المجتمع ؟ إنه الإرهاب وثماره الفاسدة .
8- صرف موارد الدولة إلى تعزيز الأمن ، وإهمال جوانب مهمة أخرى .
9- ظهور الطوائف الدينية وتفشيها . لم يظهر الشيعة منذ نعومة أظفارنا وحتى يومنا هذا إلا في زمن خروج الخوارج ، وظهور فتنة التكفير والتفجير ، ومعلوم من هم الشيعة ؟ إنهم أعداء السنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، إنهم قاتلوا الصحابة رضوان عليهم ، هم من يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم من يسب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، هم وهم وهم ، لو استطردت في وصفهم ووصف معتقداتهم الباطلة لاحتاج الأمر إلى مئات الصفحات ، ولكن نكتفي من القلادة ما أحاط بالعنق ، ومن السوار ما أحاط بالمعصم .
ثم ظهرت تباعاً العلمانية المنافقة الخارجة من الدين بالكلية والتي تدعو إلى التحرر من قيود الشريعة الإسلامية ، وتدعوا إلى الكفر البواح ، فهاهم ينهقون وينعقون وينبحون بأعلى أصواتهم منادين إلى تغيير المناهج ، وتحرير المرأة وتجريدها من ثيابها لتخرج للمجتمع عارية سافرة ألعوبة بأيديهم ، بل زاد خطرهم ، وتطاير شررهم عندما دعوا إلى الانقلاب على الدولة ، وإزاحة الحكم الإسلامي واستبداله بحكم لا إسلام ، فانتبهوا يا رعاكم الله فالأمة اليوم تعاني ويلات الخوارج ، ومرارة الإرهاب ، والأعداء كثر ، قد كشروا عن أنيابهم ، وأبانوا عن مخططاتهم ، فالله الله بالتمسك بالكتاب العزيز ، والسنة المطهرة ، ولزوم جماعة المسلمين والعلماء العاملين ، وإياكم ثم إياكم والخروج على حكامكم ، ففيهم خير كثير ، والكمال لله وحده .
10- مضايقة الناس في الشوارع من قبل رجال الأمن بسبب ازدياد نقاط التفتيش ، مما يكون سبباً لهلع بعض الأطفال والنساء .
11- تدمير مقدرات الوطن والبنى التحتية . لقد دمرت المنشآت الحكومية وغير الحكومية ظلماً وغدراً وعدواناً ، فهذه المقدرات ليست ملكاً لأحد دون آخر ، بل ملك الجميع ، وبتدميرها تضييع حقوق كثيرة ، وتتأخر معاملات مهمة ، فيهتز الاقتصاد الداخلي بسبب ذلك التدمير والتفجير ، فبدل أن تصرف الأموال للأمور الخيرية ، والأمور الأكثر أهمية ، نعيد وضعها في إعادة بناء ما تم تدميره ، وبذلك تضيع الأموال هدراً ، وتضيع مصالح المحتاجين ، والأعمال الخيرية والدعوية .
12- منع الإعانات للفقراء والمحتاجين داخل البلاد وخارجها . كم من الفقراء من كانت تأتيه الإعانة شهرية أو يومية ، فتسد رمقه ، وتغنيه عن السؤال وتكفف الناس ، وبتلك التفجيرات والعمليات الإرهابية قلص حجم العطاء ، لأن السبب كان يكمن فيمن تسمى بالإسلام واتسم بسماته ، ثم انقلب رأساً على عقب ، فبدأ يقتل ويدمر ، ويرهب ويفجر ، حتى لم تعد هناك ثقة كاملة في مثلهم ، فضاعت حقوق الفقراء والمساكين ، والمعوزين والمحتاجين .
13- ضعف الدعم الخيري للجمعيات الخيرية . بما أن كثيراً من الإرهابيين كانوا من أهل الخير والصلاح ، وكان بعضهم ذو مشاركات فاعلة في الأعمال الخيرية ، ومشاريع البر ، ثم افتضح أمرهم ، واكتشفوا بأنهم إرهابيون ، فقد أهل الدعم والخير الثقة فيهم وفي أمثالهم ، فانعدمت الثقة في أهل الخير والصلاح ، حتى كادت أن تندثر الأعمال الخيرية ، وقلت مواردها والمتبرعين لها خوفاً من استخدام الأموال في أعمال إرهابية .
14- الإساءة لأهل الصلاح والتقى ، ورميهم بالإرهابيين ، وهم منه براء . وهذا واقع مشاهد ، فبعض الجهلة من الناس بدأ يشك في كل من تمسك بشعائر دينه من إعفاء للحية ، وتقصير للثوب ، واستخدام للسواك ، حتى ظنوا أن كل من فعل ذلك فهو إرهابي ، وهذا عمل يناقض الدين ، فليس كل من التحى لحقت به تهمة الإرهاب ، بل أولئك الإرهابيون تمسكوا بتلكم الشعائر تخفياً وراءها حتى ينفذوا مخططاتهم الدنيئة .
15- تغيير المناهج الدينية بما يوافق الأهواء ، ويبعد عن طريق الكتاب والسنة ، بسبب حذف فصول مهمة ، وإضافة أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع ، كحذف باب الولاء والبراء مثلاً ، أو حذف كل ما يتحدث عن العداوة لليهود والنصارى وما شابه ذلك .
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة أصوات وأقلام ونداءات ، من بعض الأقزام ، تدعو سفهاء الأحلام إلى التحزب والتشرذم ، ونخر عظام الأمة ، بالدعوة إلى مفارقة الجماعة الحقة ، والتكتل في جماعات حزبية ضيقة ، تدعو إلى التطرف والغلو ، بأساليب براقة ، ومظاهر خداعة ، أدت إلى شرخ في صفوف هذه الأمة ، وسلك مروجوها شتى الأساليب ، في إقناع بعض شبابنا بذلك الفكر الخارجي ، الذي مكن لأعداء الإسلام من الاصطياد في الماء العكر ، تحت شعار حقوق الإنسان أحياناً ، والدعوة إلى تغيير المناهج التعليمية أحياناً أخرى ، بدعوى أنها سبب لما حصل من التطرف والغلو من بعض الجماعات والأفراد .
16- ظهور فتنة الخوارج والتكفير . وقد تحدثنا في هذا الموضوع فيما سبق بشكل مبسط .
17- تفكك المجتمع ما بين مؤيد ومعارض ، فربما كان من الناس من يعاني ظلماً من مسؤول ، فربما قاده ذلك إلى مؤازرة تلك الفعال الغوغاء التي لا تمت للدين بصلة ، جهلاً منه بعواقب الأمور ، وعدم تقدير للنتائج السيئة الناجمة عن الإرهاب .
18- الزج بالدولة لمواجهة الدول التي قتل ضحاياها في العمليات الإرهابية ، فلقد حصلت بعض المعارك الكلامية ، والشتائم والسباب بين المملكة وبعض الدول التي قتل رعاياها ، فتبادلت الصحف والشبكة العنكبوتية ، بل عرضت وسائل الإعلام المرئية شيئاً من تلك التهديدات المتوجهة للملكة ، فنحن في غنى عن ذلك كله .
19- إيجاد ثغرات اصطاد فيها المعارضون للحكم الإسلامي في بلاد الحرمين ، بتحريض من دول الكفر المختلفة ، فمن المعلوم أن هذه الدولة حرسها الله من كل مكروه تطبق شريعة الله تعالى ، وتتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل أحكامها ، وهذا مما لا يروق لكثير ممن ينعق بصوت الكفار ، وممن ارتضع عادات الغرب والشرق الفاجرة التي تحارب الإسلام وأهله ، ومن رضي الانبطاح والخضوع لدستور الكفار ، فظهرت لنا قناة تسمت بالإصلاح ، في ظاهرها ذلك ، وتحمل في باطنها حقداً وحسداً دفينين على الإسلام ومن تمسك به ، تريد اللادينية شعاراً لبلاد الحرمين الشريفين ، مهبط الوحي ومنبع الرسالة ، وتلكم هي العلمانية التي لا مستغرب عن أهلها ما يدعون إليه ، فعلى كل مسلم يتقي الله ربه أن يخشى تلك القناة والقائمين عليها ، فهي قناة هدامة ، لا تريد بناءً ولا إصلاحاً ، بل تريد الفساد وتدعو إليه العباد ، فاتقوا الله أيها الناس واخشوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما عملت وأنتم لا تظلمون .
20- إغلاق باب الجهاد ونصرة قضايا المسلمين العادلة في كل مكان ، فكثير من دول الإسلام فتحت باب الجهاد على مصراعية إما جهرة وإما خفية ، حتى حصلت أحداث الإرهاب في دول الإسلام كالسعودية واليمن والمغرب ومصر وأخيراً في الكويت ، حتى أغلقت جميع الدول أبواب الجهاد ، فَحُرِمَ المسلمون من الجهاد في سبيل الله ، ومُنعت دول مظلومة من المجاهدين ، فكان الإثم والوزر لمن كان سبباً في ذلك ، فالدول أغلقت تلك الأبواب خوفاً على مصالحها الداخلية والخارجية ، ولا لائمة عليها في ذلك ، فكانت السيئة لاحقة أولئك الجهال الذين باعوا دينهم بعرض من أعراض الدنيا ، أو بعلم جاهل ضل عن الفهم الصحيح للكتاب والسنة ، فضل وأضل كثيراً وضل عن سواء السبيل ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا ، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا ، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا " [ أخرجه مسلم والنسائي واللفظ له ] ، وأخرج مسلم أيضاً من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا " ، وإن الناظر فيما أحدثه بعض الشباب الخارج عن دينه والمارق من عقيدته ليدرك أنها أفعال سيئة ، وأعمال ضالة ، صاحبها مستحق للعقوبة في الدنيا والآخرة .
ثم تقع المسؤولية العظيمة على عاتق من أفتى لأولئك الشباب بتلك الفتاوى الظالمة ، والزج بهم في مواجهات مع إخوانهم المسلمين ، قال تعالى : " لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ " [ النحل 25 ] ، وقال تعالى : " وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ " [ العنكبوت 13 ] .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى ، وقوله تعالى : " وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم " إخبار عن الدعاة إلى الكفر والضلالة ، أنهم يحملون يوم القيامة أوزار أنفسهم وأوزاراً أخرى بسبب ما أضلوا من الناس ، من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيئاً كما قال تعالى : " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم " الآية وفي الصحيح : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من آثامهم شيئاً " ، وفي الصحيح : " ما قتلت نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ، لأنه أول من سن القتل " وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال وقد ظلم هذا وأخذ مال هذا وأخذ من عرض هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا لم تبق له حسنة أخذ من سيئاتهم فطرح عليه " .
وقال القرطبي رحمه الله تعالى : " قيل : أن المراد بالآية السابقة ، أعوان الظلمة ، وقيل : أصحاب البدع إذا اتبعوا عليها ، وقيل : محدثو السنن الحادثة إذا عُمل بها من بعدهم ، والمعني متقارب " .
21- وضع البلاد تحت المجهر من قبل الأعداء الذين يتربصون بها الدوائر .
22- إغلاق باب الدعوة إلى الله تعالى ، فكم كانت البلاد ترسل الدعاة على مرور العام ، حتى بلغ عددهم في بعض المرات أكثر من ثلاثمائة داعية ، إلى أن تقلص العدد بسبب تداعيات الأحداث الإرهابية حتى أن الدولة لم ترسل أحداً في الآونة الأخيرة ، نظراً لعدم قبول الدول لهم خوفاً من أن يكونوا إرهابيين ، ولا شك أن ذلك خطراً على عقيدة المخربين الذين بسببهم مُنعت الدعوة إلى الله تعالى ، والله جل وعلا يقول : " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " [ فصلت 33 ] ، فأولئك قولهم وفعلهم غير حسن ، لأنهم ليسوا بمسلمين ، لقد أفسدوا ولم يصلحوا شيئاً ، فهم كما قال الله تعالى عن المفسدين من قوم صالح عليه السلام : " وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون " [ النمل 48 ] ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
23- إساءة الظن بالإسلام والمسلمين ، حتى اعتقد كثير من الكفار أن هذه الأعمال الإرهابية هي أصل من أصول الإسلام ، بينما الحقيقة غير ذلك ، فالإسلام في عهد ازدهاره ، وفي أوج قوته كان رحيماً بالناس كافة ، وبأهله خاصة ، ولم يضيق على الكفار ولم يمنعهم من ممارسة شعائر دينهم خفية لا علانية ، ولم يُجبروا على ترك دينهم والدخول في الإسلام ، بل تُركوا ومن لم يُسلم عليه الجزية ، ويأمن على نفسه وولده وماله ، قال تعالى : " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [ البقرة 256 ] ، لاسيما ولم يصدر منهم ما يدعو إلى قتالهم ، وقد ضربت عليهم الذلة والمسكنة ، ولم يمارسوا طقوس دينهم علانية وجهراً ، بل حتى في شهر رمضان المبارك لا يجهرون بشيء من الإفطار احتراماً للإسلام وأهله ، فعلام قتالهم ، مع أن المفترض أن نكون دعاة للإسلام فندعوهم بالكلمة والفعل الحسن ، ومراكز دعوة الجاليات في هذه البلاد الموفقة شاهدة بذلك .
وأولئكم الشباب اليوم يقتلون كل كافر في بلاد الإسلام ، ويستحلون دمه وماله ، لأي شيء فعلوا ذلك ؟ وعلى أي دليل استندوا ؟
العلم عند الله تعالى .
وفيما ذكرت من أدلة جواباً دامغاً لتحريم أفعالهم ، قال تعالى : " لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " [ الممتحنة 8 ] .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ : حَارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ ، فَأَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ ، وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، إِلَّا بَعْضَهُمْ لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَهُمْ ، وَأَسْلَمُوا ، وَأَجْلَى يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ وَكُلَّ يَهُودِ الْمَدِينَةِ " [ أخرجه البخاري ] ، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ ن وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ ، أَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا ، وَكَانَتِ الْأَرْضُ حِينَ ظُهِرَ عَلَيْهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُسْلِمِينَ ، فَأَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا ، فَسَأَلَتِ الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِرَّهُمْ بِهَا ، عَلَى أَنْ يَكْفُوا عَمَلَهَا ، وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نُقِرُّكُمْ بِهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا " ، فَقَرُّوا بِهَا حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَاءَ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ،
24- كثرة الفقراء والمحتاجين من أهالي الشهداء الذين قتلوا بلا ذنب ، ولا شك أن موت عائل الأسرة كارثة كبيرة ، ومصيبة عظيمة تحط رحالها بأفراد الأسرة قاطبة .
25- انتشار الجريمة ، وأقصد بذلك أنه ربما ضاع كثير من أطفال أولئك القتلى من الفريقين ، فتتلقفهم أيدي السوء وعصابات الأطفال ، فتربيهم وتنشئوهم تنشئة سلبية لا أخلاقية ولا دينية ، فينشأ لدينا جيل جريمة وقتل وفساد .
26- القتل في الأشهر الحرم ، وفي البلد الحرام ، وكل الناس شاهد ذلك ، فقد انتهكوا حرمة الحرم المكي وقتلوا المسلمين هناك ، وانتهكوا حرمة الأشهر الحرم فقتلوا المسلمين فيها ، فأي دين يدين به أولئك الإرهابيون ؟ وأي عقيدة يعتنقون ؟

الوقاية من الإرهاب :
أما سبل الوقاية من ذلك الداء الخطير ، والانحراف العقدي المرير ، فلا شك أنه بالتمسك أولا بالكتاب والسنة ، وكثرة المحاضرات والندوات الدينية التي تُعنى بأمر التوعية بخطورة الإرهاب ، في المدارس والكليات والجامعات وغيرها من الدوائر ، ثم طباعة المؤلفات التي تبين أضرار الإرهاب ، وعمل المطويات الداعية إلى ذلك ، وإدخالها كل بيت من بيوت المسلمين ، ليعي الناس خطورة الوضع القائم اليوم .
وكذلك ضرورة توعية الآباء والأمهات بمتابعة أبنائهم وبناتهم ، وتحسس مواضع الخطر ، ومكامن الضرر لديهم ، ومن ثم إيجاد العلاج الملائم لذلك .
ومن أهم سبل الوقاية من الإرهاب أيضاً ، إيجاد مناهج تعليمية مقتبسة من الكتاب والصحيح من السنة ، الدالة على خطورة الإرهاب ، وضرره على الأفراد والجماعات ، والدول والشعوب قاطبة ، على أن لا تتخلى المناهج عن قيمها الثابتة ، وأصولها الأصيلة التي لا تقبل المزايدة ولا المراهنة ، ولا الزحزحة ولا الزعزعة ، كعقيدة الولاء والبراء ، وتثبيت عقيدة التوحيد في نفوس الناشئة ، حتى ينشأ لنا جيل يدين يعقيدة التوحيد الخالص ، جيل يدين بدين الإسلام الصحيح الذي لا تخالطه الشوائب ولا الشكوك ، ولا تكتنفه الظنون ولا الأماني .

الأمر بإخراج الكفار من جزيرة العرب :
عن عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، حَتَّى لَا أَدَعَ إِلَّا مُسْلِمًا " [ أخرجه مسلم ] ، وعَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ قَالَ : سَأَلْنَا عَلِيًّا رضي الله عنه بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ فِي الْحَجَّةِ ؟ ـ يعني الحجة التي استخلفه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ : " بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ : أَنْ لَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ فَهُوَ إِلَى مُدَّتِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فَأَجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ ، وَلَا يَجْتَمِعُ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " [ أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ] .
هذان الحديثان وما في معناهما من الأحاديث دلت على أن الأصل إخراج الكفار من جزيرة العرب كائناً من كانوا ، فلا فرق بين يهودي ولا نصراني ولا علماني ولا رافضي ولا غيرهم من ملة الكفر ، فالكفر ملة واحدة ، مهما اختلفت دياناتهم ، وهم أعداء للإسلام والمسلمين ، هذا هو الأصل ، إخراج الكفار من ديار الإسلام .
لكن لما كانت المصلحة ملحة ، والحاجة داعية لوجودهم ، بقي منهم من يحتاج المسلمون لخبرته وحرفته ، ودل على ذلك نصوص كثيرة ، فأبي لؤلؤة المجوسي عندما قتل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، كان ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه ، فلما لم يخرجه المسلمون من ديارهم في عهد الخليفتين الراشدين ، فدل ذلك على أن من كان وجوده لازماً وضرورياً فبقاؤه أفضل من خروجه ، لا سيما وأنه يرى تعامل المسلمين بالحق والمعروف وحسن الخلق والوفاء بالعهد ، والصدق والتسامح وغير ذلك من الصفات الحميدة ، فربما دعاه ذلك إلى الإسلام ، وفعلاً قد أسلم الكثير منهم منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا .
فأبي لؤلؤة المجوسي كان ماهراً في صنع بعض الأسلحة التي يستعملها المسلمون في قتالهم ضد أعدائهم ، وربما تعلم منه هذه الصنعة بعض المسلمين وأتقنوها ، فوجوده خير من خروجه ، فإذا تعلمنا منه ما نريد وكان وجوده كخروجه من البلاد عرضنا عليه الإسلام فإن قبل ، وإلا أخرج ، ولا تُقبل منه جزية ، فإما الإسلام وإما القتل أو الخروج .
وهذا مثال من أمثلة كثيرة لا مجال لذكرها الآن .

حقيقة مهمة :
ثم لا نخفي حقيقة مهمة واضحة للعيان ، وهي أن البعض من تلك العمالة الكافرة كانت سبباً لتلوث أفكار بعض الشباب المسلم ، فمنهم من تم القبض عليه مُصَنِّعَاً للخمور ، أو داعياً إلى دعارة ، أو مشيراً إلى كفر وفكر منحرف ، وغير ذلك كثير ، فهؤلاء وجودهم خطر على أمة الإسلام ، فيجب إخراجهم بالقوة والجبروت لأن ضررهم متعد إلى غيرهم .

حقيقة لا مراء فيها :
المملكة العربية السعودية تحكم شرع الله تعالى في كل قضاياها الشرعية وربما غير الشرعية ، وهذا واقع ملموس ، يلمسه كل من له قضية في محاكمها الشرعية ، وكذلك الدولة رعاها الله لا تمنع كل مواطن من التحلي والتمسك بشعائر الدين الواجبة والمستحبة ، فإطلاق اللحى وتقصير الثياب وارتياد المساجد وإلقاء الدروس والمحاضرات والندوات وغيرها كثير أبواب مشرعة ، مفتوحة على مصراعيها ، وكذلك أبواب الحكام غير مغلقة لمن أراد الحق ودعا إليه .
فمادام أن الأمر كذلك ، فأي جهاد يدعو إليه أولئك القتلة الإرهابيون في بلاد الحرمين ؟
لاسيما ونحن لم نر كفراً بواحاً ، أو حتى دعوة إليه من قبل حكام هذه البلاد ، فالكفر من الأسباب الداعية إلى الخروج على الحاكم وقتاله ، ولم يشهد أحد بأن حكام البلاد السعودية قد وقع منهم ما يخل بعقيدتهم ، وزعزعة إيمانهم ، أخرج الشيخان في صحيحهما من حديث جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ ، قُلْنَا : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ! حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا : " أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ " ، نعم الكفر الصريح هو الذي يبيح للمسلمين خلع بيعة الحاكم ومنابذته بالسيف ، أما ما يحصل من أخطاء وظلم وجور فهذا واقع في كل زمان ومكان ، لأن البشر أهل خطأ وزلل ، ولا يجوز بحال قتال الدولة من أجل ذلك ، مادام أن الإسلام قائم ، وحكمه سائد ، أخرج مسلم في صحيحه من حديث حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رضي الله عنه قال : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ ، فَنَحْنُ فِيهِ ، فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قُلْتُ : هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قُلْتُ : فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قُلْتُ : كَيْفَ ؟ قَالَ : " يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ " قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ ، وَأُخِذَ مَالُكَ ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ " فهذا الحديث أصل عظيم لمن وهبه الله العلم والبصيرة ، وتوقع عواقب الأمور ونتائجها السيئة ، لا سيما على الإسلام وأهله ، فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وتدمير برجي التجارة في أمريكا ، والدول الإسلامية تعاني الضنك والنصب ، فضيق عليها الخناق كثيراً ، وأحجمت عن كثير من الأعمال ، بينما تصول وتجول دول الكفر وخاصة اليهود لأنهم بمنأى عن الإرهاب كما زعموا وهم أهله ومبتكروه ، وما يحدث في أرض فلسطين لهو خير شاهد على تلطخ أيديهم بدماء الشهداء من المسلمين هناك .
وما يحدث في أرض الرافدين بالعراق من قتل وتمثيل بالجثث وأعمال إجرامية وتعذيب واغتصاب وتشريد ودمار على أيدي القوات المتعددة الجنسيات وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا لهو أعظم دليل على خبث النوايا ، وسوء الطوايا .
وما يحدث من الكفار في كل بقاع الأرض ضد المسلمين لهو دليل على الحقد الدفين للإسلام وأهله .
وما تعانيه الأمة اليوم من الاضطهاد والذل والصغار ، والحروب الأهلية الداخلية ، ووجود تيارات جارفة ، لهو أثر من آثار الإرهاب ، ولن يصب إلا في مصلحة دول الكفر والفساد ، فالإرهاب دمار وخراب ، ولن يكون المتضرر الأول فيه إلا أهل الإسلام ، فعلا عقل شبابنا ذلك ؟ فليت شعري لو حكموا كتاب ربهم ، واتبعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأخذوا العلم من العلماء الراسخين المعروفين المشهود لهم بالخير والعطاء ، وتركوا سقيم الفتاوى ، ومريض الدعاوى . لعاشت الأمة في خير ونعيم أفضل من ذي قبل .

لهم حق :
ربما كان العنوان مبهماً ، والمقصود منه رجال الأمن البواسل ، فكما أن لنا حقوقاً عليهم ، ومن أعظمها وأهمها حماية أمننا ، وإيجاب سبل الراحة والطمأنينة للمجتمع كافة ، فكذلك لهم علينا حقوقاً من أعظمها الدعاء لهم بالتوفيق والسداد ، وهذا السلاح الفتاك ربما غفل عنه الكثيرون ، فلهم منا كل الدعاء بأن ينصرهم على تلكم الفئة التي ضلت سبيل الرشاد ، ولم ترد إلا الفساد ، ومن حقوقهم علينا تسهيل مهامهم المنوطة بهم ، وإرشادهم لأوكار الإرهاب وأهله ، فنسأل الله تعالى أن يوفقهم ويجعل التوفيق حليفهم .

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يتم نعمة الإسلام علينا ، وأن يمن علينا بعمة الأمن والأمان ، والصحة في الأبدان ، وأن يجعلنا اخوة متحابين متعاونين على البر والتقوى ، متناهين عن الإثم والعدوان ، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اهد شباب المسلمين ، ورد ضالهم إليك رداً جميلاً ، اللهم هيئ لهم علماء ناصحين داعين إلى الحق آمرين به ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .


كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك
8/1/1426هـ

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 20-04-2005, 03:19 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الإرهاب في ميزان الشريعة



د. عادل بن عبد الله العبد الجبار


خطـــة الـكتــاب

الباب الأول : الشريعــة والإرهـــاب
الفصل الأول : تعريف الإرهاب
المبحث الأول : معنى الإرهاب في اللغة
المبحث الثاني : معنى الإرهاب في الاصطلاح
تعريف الأمم المتحدة
تعريف القانون الدولي
تعريف الاتفاقية العربية
تعريف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
تعريف المجمع الفقهي الإسلامي
المبحث الثالث : التعريف المختار للإرهاب
المبحث الرابع : عناصر الإرهاب
المبحث الخامس : أهداف الإرهاب
الأهداف المباشرة
الأهداف غير المباشرة
المبحث السادس : أنواع الإرهــــاب
تصنيف مؤتمر واشنطن 1976م.
إرهاب عقائدي.
إرهاب وطني.
إرهاب ديني , عرقي , طائفي
إرهاب مرضي
تقسيم آخر : الإرهاب الفردي و الإرهاب الجماعي .
المبحث السابع : صفات العمليات الإرهابية
الاختطاف واحتجاز الرهائن
الكمائن
أسلوب الاغتيالات
أسلوب العنف الطائفي
التفجيرات
المبحث الثامن : خصائص الإرهاب
المبحث التاسع : سمات الإرهابي
المبحث العاشر : أسباب الإرهاب
المطلب الأول : الأسباب العامة لظاهرة الإرهاب في العالم
أسباب جغرافية
أسباب مرضية نفسية
أسباب إعلامية
أسباب اقتصادية
أسباب أسرية
أسباب فكرية
المطلب الثاني:الأسباب الخاصة لظاهرة الإرهاب في العالم الإسلامي
---------------------
الفصل الثاني : التطرف في الشريعة الإسلامية
المبحث الأول : تعريف التطرف في اللغة والاصطلاح
المبحث الثاني : ذم الإسلام للعنف والتطرف
المبحث الثالث : الأسباب الشرعية للعنف والتطرف
أعراض أكثر المسلمين عن دينهم
الجهل بالعلم الشرعي
الجفوة بين العلماء والشباب
الخلل في مناهج بعض الدعوات المعاصرة
قصر النظر وقلة الصبر وضعف الحكمة
تصدر حدثاء السن وسفهاء الأحلام
التعالم والغرور
التشدد في الدين والتنطع
شدة الغيرة وقوة العاطفة
المبحث الرابع : مظاهر التطرف
المبحث الخامس : الصفات الشرعية لأهل التطرف
حداثة السن وقلة العلم
إعجابهم بأنفسهم وأعمالهم
الطعن في العلماء الربانين وتنقصهم
تقديم العقل على النقل
سوء الظن
كثرة عبادتهم وفضائل أعمالهم
التعدي على ولي الأمر الذي اجتمع عليه الناس
التحزبات السرية
مفاسد الغلو والتطرف
---------------------
الفصل الثالث : تعظيم الدماء وتأكيد حرمتها
المبحث الأول : تحريم قتل الإنسان نفسه ( الانتحار )
المبحث الثاني : تحريم قتل الآخرين
المبحث الثالث:دماء المعاهدين والذميين والمستأمنين

الفصل الرابع : الشريعــة والتكـفير
المبحث الأول : خطر التكفير
المبحث الثاني : بيان هيئة كبار العلماء
في حكم التكفير

الفصل الخامس : جذ ور الإرهاب في الإسلام
المبحث الأول : مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
المبحث الثاني : مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
المبحث الثالث: تعريف الخوارج لغة واصطلاحا
المبحث الرابع : نص مناظرة ابن عباس للخوارج
المبحث الخامس : الدروس المستفادة من أثر
ابن عباس رضي الله عنه
المبحث السادس : حقيقة الإرهاب الديني
.................................................. ..............
الباب الثاني المجتمع والإرهاب
الفصل الأول : المجتمع وحاجته للأمن
الفصل الثاني : دور مؤسسات المجتمع
المبحث الأول : المسجد
المطلب الأول : أهمية المسجد
المطلب الثاني : المسجد مصدر الأمن والآمان
المطلب الثالث : دور المسجد في التوعية بالجرائم الإهلية
المبحث الثاني : خطبة الجمعة وأثرها في أمن المجتمع
المطلب الأول : عوامل نجاح الخطبة
فهم الواقع
وجوب طاعة ولي الأمر
الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية
الوسطية والاعتدال
العناية بالشباب
العلاقة مع غير المسلمين
المطلب الثاني : خطبة الحرم المكي والمسجد النبوي
أنموذج لخطبة الحرم المكي الشريف
أنموذج لخطبة المسجد النبوي الشريف
المبحث الثالث : العلماء والدعاة
المبحث الرابع : الإرهاب والقضاء الشرعي
أهمية القضاء
نظرة القضاء للإعمال الإرهابية
الإجراءات الشرعية للتحقيق مع الإرهابيين في جرائمهم
التدابير الوقائية والعلاجية للوقائع الإرهابية
العقوبات القضائية على الوقائع الإرهابية
المبحث الخامس : الأســـــرة
المطلب الأول : اهتمام الإسلام بالأسرة
المطلب الثاني : وضيفة الأسرة
المطلب الثالث : دورها في الحد من الانحراف والجريمة
المبحث السادس : المــدرسة
المطلب الأول : الدور الأمني للمدرسة
المطلب الثاني : أثر المدرسة في مقاومة الإرهاب والعنف والتطرف
المطلب الثالث : مناهج التربية الإسلامية
المبحث السابع : المؤسسات الأمنية
المبحث الثامن : الملتقيات الدولية المحلية والدولية
المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب
مؤتمر موقف الإسلام من الإرهاب
المبحث التاسع : الإرهاب الإلكتروني
الإنترنت مكان آمن للالتقاء الإرهابيين
جهود المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب الإلكتروني
عوامل حفظ المجتمع من الإرهاب الإلكتروني
المبحث العاشر : الأمن الفكري
الوسائل الوقائية لحماية الأمن الفكري
الوسائل العلاجية لحماية الأمن الفكري
---------------------
الباب الثالث : السعودية والإرهــاب
الفصل الأول : المراجعات السعودية
المبحث الأول : نظرة تاريخية لتفجيرات السعودية
وموقف العلماء منها
المطلب الأول : بيانات هيئة كبار العلماء
في المملكة العربية السعودية
البيان الأول : حول حوادث التخريب
البيان الثاني : حادثة تفجير العليا بمدينة الرياض 1416 هـ
البيان الثالث : حادثة تفجير الخبر بالمنطقة الشرقية 1417 هـ
البيان الرابع : تفجير 3 مجمعات بمدينة الرياض 1424هـ
البيان الخامس : حيازة الأسلحة والتفجيرات والسيارات المفخخة
المطلب الثاني : بيانات رابطة العالم الإسلامي
والهيئات التابعة لها
البيان الأول : بيان مكة
البيان الثاني : تفجير 3 مجمعات بالرياض 1424 هـ
البيان الثالث : تفجير بمبنى الأمن العام القديم بحي الوشم
بمدينة الرياض 1425 هـ
البيان الرابع : التفجير بالقرب من مبنى وزارة الداخلية
بمدينة الرياض 1425 هـ
البيان الخامس : بيان هيئة الإغاثة العالمية
---------------------
المطلب الثالث : بيانات العلماء الخاصة ومقالاتهم
أولا: سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدا لله بن باز رحمه الله
رئيس هيئة كبار العلماء
و مفتي عام المملكة سابقا
حادثة تفجير بمكـة 1409 هــ
حادثة تفجير العليا بمدينة الرياض 1416 هـ
ثانيا : سماحة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله
عضو هيئة كبار العلماء
حادثة تفجير الخبر 1417 هـ
ثالثا : سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
رئيس هيئة كبار العلماء ومفتي عام المملكة
تفجير مبنى إدارة المرور بالرياض
رابعا : معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
تفجير 3 مجمعات في الرياض 1424 هـ
تصحيح المفاهيم في العنف والتطرف
خامسا :فضليه الشيخ عبد الله بن عبدا لرحمن الجبرين
تفجير 3 مجمعات بالرياض 1424 هـ
المبحث الثاني : قراءة في المراجعات السعودية
المطلب الأول : مراجعات الشيخ علي بن خضير الخضير
المطلب الثاني : مراجعات الشيخ ناصر بن محمد الفهد
المطلب الثالث : مراجعات الشيخ أحمد بن فهد الخالدي
---------------------
الفصل الثاني : فقهيات المراجعات
المبحث الأول :شبهة إخراج المشركين من جزيرة العرب
المبحث الثاني :سماحة الشريعة في التعامل مع غير المسلمين
المبحث الثالث:مسألة التترس
المبحث الرابع :التكفير والتفسيق
خطر التكفير
ضوابط التكفير

المبحث الخامس : مراجعات تاريخية
المطلب الأول : المراجعات المصرية
بداية الجماعة الإسلامية
مبادرة وقف العنف
كتب المراجعات
حرمة الغلو في الدين
نهر الذكريات
مؤلفو الكتاب
حادثة الأقصر
شبهة قتل السياح
تكفير الشرطة
أسباب المراجعات المصرية
إيجابيات المراجعات المصرية
المطلب الثاني : جماعة التكفير والهجرة
نشأة الجماعة
الأفكار والمعتقدات لها
التكفير
الهجرة
الحجية
أمية الأمة
صلاة الجمعة والجماعة
طاعة الأمير
مراجع هامة
المطلب الثالث : تجربة الجزائر
نظرة تاريخية
مراحل العنف في الجزائر
جهود المشايخ ابن باز والألباني وابن عثيمين في إطفاء الفتنة
الفصل الثاني :
جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب
إقرار عقوبة الإرهاب
نشر الوسطية والاعتدال
المشاركات الدولية
توضيح الصورة للخارج
الأجهزة الأمنية
المستوى المحلي
المراجعات الفكرية
العفو الملكي
المكآفاءت المجزية
الدعوة مستمرة
الاهتمام برجال الأمن
تفعيل قرارات مجلس وزراء العرب
توقيع الاتفاقيات والمعاهدات
الخاتمة
المراجع

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 30-04-2005, 08:49 PM
الخليجي الخليجي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 1,246
معدل تقييم المستوى: 21
الخليجي is on a distinguished road

صح لسانك ,جزالك الله خير

تقبل تحياتي

 

التوقيع

 

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال ( ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر )
رواه مسلم

 
 
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 17-05-2005, 01:51 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

مرحبا بك ولا هنت على الحضور

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:46 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع