ولموتهم قصة وعبرة ... (1)

[فواز بن محمد]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...

قال تعالى (( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ))

وقال تعالى (( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ))

أحبتي .....

سأستعرض معكم أبرز الشخصيات الإسلامية والعربية والعالمية ....... وأذكر كيف كانت أيامهم الأخيرة قبل

الموت .... وكيفية موتهم .........

وحفظا للحقوق .. فهي نقلا عن كتاب (( كيف ماتوا )) للمؤلف .. خليفة إسماعيل الإسماعيل ..


فبسم الله نبدأ ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأنبياء والرسل


. أبو البشر آدم عليه السلام .

يقول بعض علماء المسلمين أن عمر آدم حين وافته المنية كان تسعمائة وستا ثلاثون عاما .

ويقول أهل التوراة أن عمر آدم كان تسعمائة وثلاثون عاما .

والأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر في تاريخ الطبري ( الجزء الأول ص 100 )

أن عمر أبونا آدم كان ألف سنة ، والرسول هو الأصدق لأنه لا ينطق عن الهوى .

مرض آدم عليه السلام قبل موته بإحدى عشر يوما وطلب من أبنه شيث عليه السلام أن يكتب وصيته ويحتفظ بها

ولا يطلعها لأخيه قابيل لأنه لم يكن راضيا عنه بسبب قتله أخيه هابيل .

وبعد إحدى عشر يوما من مرضه عليه السلام وافته المنية فحزنت عليه الملائكة ويقال أن الشمس قد كسفت

وخسف القمر لمدة سبعة أيام بلياليهن ـ صلوات الله سلامه عليه ـ وقد أجتمعت الملائكة بأمر من الله جل شأنه بعد

أن بعث بكفنه وحنوطه من الجنة فتولت الملائكة غسله وتكفينه والصلاة عليه وحفر قبره ثم دفنه .

عن أبيَ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن أباكم آدم كان طوالا كالنخلة السحوق ، وكان

طوله ستون ذراعا كثير الشعر مواري العورة وأنه كان لما أصاب الخطيئة بدأت سوءته "" أي بدت عورته

مكشوفة "" ، فخرج هاربا في الجنة فتلقته شجرة وأخذت بناصيته وناداه ربه " أفرارا مني يا آدم .

قال آدم : لا والله يارب ،ولكن حياء منك مما قد جنيت .

فأهبطه الله إلى الأرض فلما حضرته الوفاة بعث الله إليه بحنوطه وكفنه من الجنة .

فلما رأت حواء الملائكة ذهبت لتدخل دونهم إليه .

فقال لها آدم : خلي عني وعن رسل ربي فإني مالقيت ما لقيت إلا منك ولا أصباني ما أصابني إلا فيك .

فلما قبض ( أي مات ) غسلته الملائكة بالسدر والماء وترا وكفنوه في وتر من ثياب ثم لحدوه ودفنوه ثم

قالوا : ( هذه سنة ولد آدم من بعده ) .

أختلف المؤرخون في موضع قبر آدم فقال أبو أسحاق ( إن قبر آدم غير معلوم )

وذكر آخرون أنه تم دفنه في مكة في غار أبي قبيس وهو غار يقال له الكنز .

ويقال بأنه دفن في بيت المقدس وقيل أنه دفن عند الجبل الذي أهبط عليه من الجنة وهو جبل موجود بالهند .

ويقول بعض المؤرخون أن آدم مات في يوم جمعة وأن أمنا حواء عاشت بعده سنة واحده ثم ماتت ودفنت معه في

غار أبي قبيس حتى جاء الطوفان في زمن نبي الله نوح عليه السلام الذي أستخرجهما من قبرهما في جبل

قبيس في غار الكنز وجعلهما في تابوت وحمله معه في السفينة ولما غاضت الارض ( أي جفت بعد الطوفان )

قام نبي الله نوح عليه السلام بدفنهما في بيت المقدس ، وقيل أن رأسه عليه السلام عند مسجد إبراهيم بالقدس

ورجلاه عند صخرة بيت المقدس .. والله أعلم ...



..............


أدريس عليه السلام .
نبي الله أدريس هو ثالث نبي ظهر على وجه الأرض من بني آدم بعثه الله بعد آدم عليه السلام وأبنه شيث عليهما

السلام وقد أثنى الله تعالى عليه بقوله ( وأذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا )

سورة مريم .

وكان أول من خط بالقلم وعاش كما تقول كتب التاريخ حتى بلغ عمرة ثلاثمائة ثمان سنوات ( 308 ) والله أعلم .

عن وفاة نبي الله إدريس تقول كتب التاريخ أن جبريل عليه السلام أجتمع ونبي الله أدريس فطلب إدريس من

جبريل أن يكلم له ملك الموت ويسأله عن مابقي من عمره .

فحمل جبريل نبي الله إدريس على جناحيه وطار به حتى وصل إلى السماء الرابعة وهناك ألتقى وملك الموت

فسأل جبريل ملك الموت عن ما تبقي في عمر نبي الله إدريس عليه السلام .

فقال ملك الموت لجبريل : وأين هو نبي الله إدريس .

قال جبريل : هو ذاك على ظهري .

قال ملك الموت : ياللعجب ! لقد بعثت لأقبض روحه اللحظة ولكن كيف لي أن أقبض روحه في السماء الرابعة وهو

من أهل الأرض .

أعاد جبريل سؤاله لملك الموت : كم بقى في عمره .

قال ملك الموت : إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفه عين .

فنظر جبريل إلى تحت جناحه ، إلى حيث جبريل فإذا هو قد قبض روحه عليه السلام .

يقول أين كثير في كتابه البداية والنهاية (( إن هذا الكلام هو من الإسرائيليات وفي بعضه نكاره )) .

قال العوفي عن أبن عباس في قوله تعالى (( ورفعناه مكانا عليا )) أن نبي الله إدريس عليه السلام قد رفع إلى

السماء السادسة وقبض فيها وكذلك قال الضحاك .

والحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نبي الله إدريس عليه السلام في السماء الرابعة هو الأصح

كما ثبت في الصحيحين في حديث الأسراء والمعراج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء

الرابعة .

......................................