---------------------------------------------------------------------------
العلامة الحسيني في خطبة الجمعة يحرم المس بنظام البحرين
ويدعو العراقيين الى استغلال فرصة انسحب القوات الاميركية
ألقى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم وتناول فيها معنى التقوى ، وصفات الانسان التقي ، وهو الذي يجعل الله نصب عينيه فيكون الله حاضرا دوما في عقله ولا يحرك عقله او جسده إلا بما يرضي الله . فالله يراقب الإنسان في حركة عقله كيف يحركه في نفع الناس أو في الإضرار بهم، لأن بعض الناس يجعلون عقولهم في خدمة الغايات الخبيثة والظلم والمفاسد .
والإنسان التقي يعبد الله ويخشاه في كل نبضة من نبضات قلبه، فيحبّ من يحبه الله ويبغض من يبغضه الله، ولا تكون محبته لمن يبغضه الله، ولا تكون بغضاؤه لمن يحبّه الله. وقد ورد في الحديث الشريف : "إذا أردت أن تعرف نفسك فانظر قلبك، فإن كان قلبك يوالي أولياء الله ويعادي أعداء الله ففيك خير والله يحبّك، وإن كان قلبك يوالي أعداء الله ويعادي أولياء الله فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع مَن أحب. كما ورد في حديث الإمام الصادق (ع): "وهل الدين إلا الحب"، يُعرف دينك من خلال من تحبّ وما تحبّ.
وقال : ان ما يجري في بعض البلاد العربية بعيد كل البعد عن التقوى ومخافة الله ، لان تهديد وحدة ومنعة امة الاسلام ، ليس من التقوى بل هو الكفر والمعصية . وهذا حال بعض المغرر بهم والمضللين من ابناء مملكة البحرين العزيزة ، حيث يقوم بعض الفتية والجهلة باثارة الاضطرابات والعبث والتخريب بالبلاد كخدمة مجانية لاعداء العرب .
ان وراء هذه الاضطرابات التي تحصل في البحرين نوايا عدوانية خارجية تستهدف امن واستقرار المملكة ، وهي حلقة في سلسلة التدخلات المشبوهة لنظام ولاية الفقيه في ايران ، لزعزعة استقرار البلاد العربية كبداية ومن ثم الانقضاض عليها واحتلالها او اخضاعها للوصاية . وفي حالة البحرين ، لا يخفى على أحد الاطماع الايرانية في هذا البلد العربي الشقيق .
اننا نحرم في شهر رمضان المبارك ، شهر الوحدة والتعاون ، اي مس بالنظام العام في البحرين واي بلد عربي آخر . فاللجوء الى الاعمال التخريبية العنفية ضد ابناء البلد الواحد ليس من قيم المسلمين العرب ، الى اي طائفة ومذهب انتموا ، وحري بالمسلمين الشيعة في البحرين وغيرها ، الالتزام التام بالنظام العام ، واذا وجدت مطالب خاصة لهؤلاء فيتوجب رفعها الى النواب الذين يمثلونهم لايصالها الى اصحاب الشأن . وكلنا ثقة بحكمة القيادة البحرانية ، بتوجيه من جلالة الملك حمد بن عيسى .
وفي العراق يبتعد قادة هذا البلد يوما بعد يوم عن معاني التقوى وصفات الرجل التقي ، اذ يعلمون كل لمصلحته الخاصة ومنفعته الشخصية ، ويبتعدون عن خدمة شعبهم الذي انتخبهم . يتنافرون ويتنافسون في شأن وطني عظيم هو موضوع حكم البلاد ، خصوصا مع انسحاب القوات الاميركية المقاتلة ، وهي فرصة ليحزم العراقيون امرهم لبناء سلطتهم الوطنية المستقلة .
ولكن مما يبدو فان استمرار المراوحة في تشكيل الحكومة العراقية ، وابقاء البلد في حالة من الفراغ السياسي والامني ، عمل مقصود ومدبر خارج الحدود ، وتحديدا من قبل النظام الايراني . ومن المؤسف ان يكون المتصدي الوحيد والفعلي لهذا التعطيل هو المحتل الاميركي من خلال اقتراح وثيقة لتقاسم السلطة بين زعيمي كتلة العراقيّة الفائزة في الانتخابات أياد علاوي وائتلاف دولة القانون الذي حلّ بعدها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
ان انسحاب القوات الاميركية هو فرصة لكل عراقي مخلص وشريف لكي يعمل بما يرضي الله ووطنه وامته العربية والاسلامية ، من خلال تغليب المصلحة القومية العليا على المصالح الخارجية ، من اجل تحرير وتوحيد العراق .
وفي فلسطين المظلومة يستمر الاحتلال الاسرائيلي في تمزيق اوصال القدس الشريف وسائر المناطق المحتلة من خلال مخططات الهدم والتخريب والاستيطان ، وللاسف تستمر مسخرة الخلاف الفلسطيني الفلسطيني على المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي . وقد جاء رفض حكومة بنيامين نتنياهو لبيان الرباعية الدولية الذي يحدد شروطا مسبقة للتفاوض ، صفعة لكل المراهنين على ما يسمى عملية السلام .
أما في لبنان، فان التطورات الداخلية الايجابية التي شهدها لبنان في الايام الاخيرة ، لا سيما منها ما يتعلق بالموضوع الخلافي الاساسي الخاص بالمحكمة الدولية ، فهي نتاج للتفاهم السعودي السوري ، ونتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز ، القائد التقي الذي يعمل لمرضاة ربه ، وعزة امته الاسلامية والعربية . ونحن نبارك هذا الجهد وندعو الى تعزيز الاحتضان العربي للبنان .
وعلى المستوى الداخلي يتوجب على جميع الفرقاء المعنيين تقديم مزيد من الايجابيات بشكل ينعكس انفراجا عاما في البلاد ، تتمكن معه الحكومة من التصدي لمهمتها الاساسية وهي معالجة المشاكل الحياتية للمواطن ، وابرزها اليوم مشكلة التيار الكهربائي .
كما نرحب باقرار مجلس النواب حق العمل للفلسطينيين في لبنان ، آملين استمرار هذا الجهد لانجاز المزيد من القوانين التي تنهي معاناة الاخوة الفسطينيين في المخيمات وغيرها . كما نحيي مجلس النواب على انجازه التاريخي بايجاد اول قانون للنفط في تاريخ لبنان ، بما يضمن حصول لبنان على حقوقه كاملة في ثرواته الطبيعية .
وختاما لا يمكن أن ننسى اخوتنا اللاجئين الايرانيين في معسكر اشرف ، وهم يحتاجون اليوم اكثر من اي وقت مضى الى تضامننا معهم ، ورفع الصوت مجددا الى الهيئات الدولية المختصة لحمايتهم والحفاظ على كرامتهم ، وخصوصا مع اقتراب موعد رحيل القوات الاميركية عن العراق ، وهي التي شكلت لسنوات حماية لهم من غدر النظام الايراني بالتواطؤ مع بعض عملائه في النظام العراقي .
القسم الاعلامي
المجلس الاسلامي العربي
الجمعة : 20/8/2010
------------------------------------
---------------------------------------
20-08-2010, 06:31 PM
العلامة الحسيني في خطبة الجمعة يحرم المس بنظام البحرين
العرض المتطور
المواضيع المتشابهه
