العمق الدفاعي السعودي يعاني الضعف ويسهل اختراقه نحو مرمى النجعي
لاعبو الأخضر تجاهلوا تقنين الجهد في شوطي المباراة فتعادلوا مع إيران
الرياض: سعد السبيعي
تعثر المنتخب السعودي في أولى خطواته المهمة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة 2010، عندما عجز عن تجاوز عقبة نظيره الإيراني في إستاد الملك فهد الدولي السبت الفائت وخرجا متعادلين (1/1).
وشكلت النتيجة عامل ضغط كبيرا على الأخضر، وهو يغادر إلى أبو ظبي لملاقاة نظيره الإماراتي في الجولة الثانية.
ولاشك أن العناصر السعودية التي لعبت السبت لا تستحق هذا الإخفاق الذي غدر بها في آخر 7 دقائق من عمر المباراة الأصلي (أدركت إيران التعادل في الدقيقة 83 عبر جواد نيكونام)، ولا يجب المبالغة في وصف أداء المجموعة الخضراء والتقليل من روعة ما قدمته تحديداً في شوط المباراة الأول الذي ذكر بلقائها أمام اليابان في نهائيات كأس آسيا الأخيرة ، فقد ظهرت الفعالية والقدرة على اللعب بندية حقيقية، واستطاعت المجموعة التي منحها المدرب ناصر الجوهر ثقته في هذا اللقاء تقديم لمحات أدائية فردية وجماعية جميلة، بقيادة قائد المنتخب السعودي حسين عبدالغني وزميله المبدع عبده عطيف والمدافع الخبير رضا تكر، فهذا الثلاثي على وجه التحديد قدم عطاء أخاذاً ومبهراً طيلة دقائق المباراة.
" الوطن " تابعت مجريات المباراة، ورصدت أبرز الجوانب التحليلية عن المنتخبين (السعودي / الإيراني).
ملاحظات عامة
- عدم استثمار وتوظيف إمكانيات اللاعب عبده عطيف في المناطق الخلفية بالشكل المناسب.
- عدم التفاهم المطلوب بين العنصرين المكلفين (سعد الحارثي وفيصل السلطان) بلعب دور الهجــمة المرتدة السعودية كان ظاهراً في أواخر الشوط الأول ومجريات الشوط الثاني.
- عدم الجدية في اللعب على الكرة الهوائية من قبل عناصر سعودية.
- ضعف استخلاص الكرات العالية من قبل عناصر دفاع ووسط المنتخب السعودي، وذلك للفارق الكبير في مقاييس وأطوال لاعبي المنتخبين التي كانت لمصلحة الإيراني.
- عدم استغلال ارتباك لاعبي متوسط الدفاع الإيراني في بعض فترات المباراة وتحديداً الشوط الأول !!
- الاتكالية بين لاعبي متوسط الدفاع ولاعبي المحور في المنتخب السعودي ما منح مهاجمي ولاعبي وسط إيران الحصول على جملة فرصة مواتية للتسجيل.
- ثقل حركة أكثر من عنصر بالفريق الإيراني أمثال وحيد هاشميان في الشوط الأول ما أراح العناصر الدفاعية السعودية وتحديداً عبدالله الشهيل.
- تأثير اللعب الفردي على أداء ومحصلة هجوم إيران في المباراة ومحصلة الفريق النهائية !!
- عدم استثمار سرعة لاعبي الأخضر لهذه الميزة المهمة التي يتفوقون بها على نظرائهم بالفريق الإيراني.
ملاحظات على المدربين
تظل الفرق المتميزة أدائياً تدين لمدربيها القادرين على استشراف المباراة قبل إقامتها.
ومن هنا فإن النتيجة النهائية لا تقلل إطلاقاً من الجهد الكبير التدريبي الذي بذل قبل اللقاء من قبل الجوهر، لكن ذلك لا يعني عدم وجود ولو ظاهرياً ملاحظات فنية مسجلة عليه، لأن المنتخب من خلال تحديده للعناصر التي لعبت وساهمت بالتعادل، وتحديد التغييرات، والتوجيهات الفنية التي لقن كل عنصر بها قبل وأثناء المباراة، ولابد أن ينال في نهاية المباراة كلمة (أحسنت) على ما قدم من جهد ذهني ساهم في نقل صريح وواضح عما كان عليه الأخضر بمعية المدرب البرازيلي أنجوس الذي تابع الجميع التراجع الكبير والواضح على أداء المنتخب السعودي فردياً وجماعياً، وبالتالي لا يجب أن ينتقص دور الجوهر لمجرد التعادل الذي لا يستكثر على منتخب كبير كإيران بكوكبته المحترفة في الدوريات الأوروبية المتميزة.
ملاحظات نفسية
- مبالغة في الارتياح الذي ساد خطوط المنتخب السعودي في الشوط الثاني.
- توتر واضح على عدد من لاعبي الأخضر منذ بداية الشوط الثاني انعكس على محصلتهم وغياب التركيز المطلوب.
- تراجع الحافز لدى لاعبي الأخضر عقب تسجيل الهدف السعودي الأول، وكادت هذه الهزة النفسية تكلف الأخضر أكثر !
- توتر طاغ على أداء المهاجم السعودي فيصل السلطان ساهم في عدم استثماره السليم للفرص المتاحة السهلة.
- طغى ضغط نفسي كبير وواضح على عناصر الدفاع السعودي في الربع الأخير من المباراة، قابله هدوء وجدية وحيوية من لاعبي إيران تمكنوا من خلاله إدراك هدف التعادل المهم.
- ثقة مبالغ فيها من لاعبي الأخضر مع مجريات الشوط الأول مرجعها النتيجة الإيجابية، لكنها انعكست سلباً على محصلة المباراة في النهاية!
- انفعال مدرب إيران علي دائي ساهم في السير الأدائي المتصاعد الذي سارت بموجبه حركة لاعبي إيران في الشوط الثاني وحسبما يريد .
- دب اليأس في نفوس لاعبي الأخضر السعودي مع نفاد النصف الأول من الشوط الثاني من المباراة ظهر في عدد من الأخطاء في مناطق خطرة.
- ملاحظات جانبية
- سادت أخلاقيات عالية على لاعبي المنتخبين بالمجمل ، كانت هي الأجمل في مجريات المباراة التي لم تتعد درجة المتوسط.
- العقدة السعودية للفريق الإيراني ترددت كثيراً قبل وأثناء وبعد اللقاء بين جماهير ومتابعي المباراة.
- مستوى المباراة العام كان أقل من لقاءات المنتخبين السابقة.
- الالتزام كان واضحاً على احتياطيي الفريقين، وغابت الاعتراضات المقززة التي اعتدناها في منافسات دولية سابقة .
- فرض الحكم الأسترالي مارك ألكسندر شيلد إيقاع اللعب القوي، لكن غابت عنه كثير من السقطات التحكيمية التي أضرت بالمنتخب السعودي على وجه التحديد.