مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 26-05-2013, 11:30 AM
الصورة الرمزية ساعد وطني
ساعد وطني ساعد وطني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
ساعد وطني is on a distinguished road
الإيمان والتواضع

لكي يُثمر العمل الصالح زيادة في الإيمان لابد وأن ينطلق من حالة إيمانية ( استثارة لمشاعر الرغبة تجاه القيام بالعمل )، فالإيمان يُمثِّل البذرة، والعمل الصالح يُمثل الماء، وكما هو معروف أننا إذا سقينا الأرض بالماء دون وجود بذور في تربتها فلن يُثمر هذا الماء - مهما كَثُر – أي إنبات، وفي المقابل لو وضعنا البذور في باطن الأرض ثم لم نسقها ونتعاهدها فلن تُنبت أيضًا.
كذلك الإيمان والعمل الصالح ؛ فهما جناحا التربية الإيمانية .. الإيمان هو البذرة، والعمل الصالح هو الماء .. الإيمان هو الأساس والعمل الصالح هو البناء .
فلو انصب اهتمامنا على أعمال القلوب، ولم نهتم بالعمل الصالح سيكون الإيمان محدودًا، ولن نستفيد بوجوده الاستفادة الحقيقية ? يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا? سورة الأنعام
وفي المقابل، لو قفزنا على العمل الصالح دون وجود الإيمان في المشاعر، ودون استثارة هذا الإيمان قبل العمل فسيكون الناتج ضعيفًا، إن لم يكُن معدومًا .
وإليك - أخي الكريم - نسوق بعض الأمثلة التي تؤكد هذا المعنى :
المثال الأول :
الاستغفار في حقيقته هو طلب العفو من الله عز وجل، ويعني أننا قد قصَّرنا وأخطأنا في حقه سبحانه، لذلك فنحن نطلب منه العفو، وأهم ما يُعبر عن هذا الطلب هو شعورنا بالندم على ما فعلنا، فإن حدث وقفزنا على الاستغفار باللسان دون استثارة لمشاعر الندم فإننا مهما استغفرنا باللسان فلن يؤدي هذا إلى زيادة إيماننا بالتقصير نحوه سبحانه، ومن ثَمَّ لن يزداد الإيمان باستغفار اللسان فقط، بل هو في الحقيقة استغفار يحتاج إلى استغفار لأننا حين نفعل ذلك نكون كالولد الذي أخطأ خطأ كبيرًا في حق أبويه، ثم ذهب يعتذر لهما بلسانه وهو يضحك وكأنه لم يفعل شيئًا !! ألا يجعل ذلك أبويه يزدادان ضيقًا منه لأنه لم يعتذر اعتذارًا حقيقيًّا، ولم يستشعر حجم خطئه ؟
وإذا بدأنا بتذكر أوجه تقصيرنا في جنب الله، وظللنا نتذكر ونتذكر حتى استُجيشت مشاعر الندم في قلوبنا، وتوقفنا عند ذلك ولم نستغفر باللسان فإن الإيمان سيزداد بهذا الندم، ولكن زيادة محدودة .
أما إذا أتبعنا هذه الاستجاشة بالاستغفار وطلب العفو من الله عز وجل فإن ذلك من شأنه أن يزيد الإيمان بصورة كبيرة بإذن الله، فالشعور بالندم هو عمل إيماني قلبي، واستغفار اللسان عمل صالح بالجوارح .
المثال الثاني :
التواضع له جناحان، الأول : شعور ينبغي ترسيخه في القلب بأنك صغير، وأنك لا شيء، ولا قيمة لك بدون الله عز وجل، والثاني : القيام بأعمال تؤكد هذه الحقيقة، كالسعي في قضاء حوائج الناس، والجلوس مع المساكين وإعزازهم، والقيام علي خدمة الآخرين، و ... إلخ .
فإن قفزنا على أعمال التواضع دون وجود معناه في القلب فإن هذه الأعمال لن تزيد المرء تواضعًا، بل قد يكون لها تأثير سلبي على الفرد، بأن يرى نفسه أفضل من غيره بتواضعه وخفض جناحه . وإن اجتهدنا في تنمية الشعور الداخلي بأننا لا شيء بدون الله عز وجل، ولم نُتبع ذلك بأعمال المتواضعين ؛ فإن الإيمان بهذه الحقيقة سيظل محدودًا في قلوبنا، وقد يضعف أكثر وأكثر لأنه لم يُمارَس عمليًّا على أرض الواقع .
المثال الثالث :
الحب في الله : له جناحان، الأول : شعور متبادل يجتاح اثنين من المؤمنين، يميل كل منهما نحو الآخر لِما يرى فيه من صفات يُحبها الله عز وجل، والثاني : القيام بأعمال تؤكد هذا الأمر، من الطرفين كالتزاور، والتهادي، والسؤال، والسعي في خدمة الآخر .
فإن لم يحدث الميل القلبي والألفة والمودة في القلوب، فإن أعمال الأخوة مهما أُديت فلن تؤدي إلى الزيادة الحقيقية لمنسوب الحب في المشاعر ? لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ? سورة الأنفال
وفي المقابل، فإذا ما أنعم الله عز وجل على قلبين مؤمنين بالحب بينهما ولم يقوما بأعمال الأخوة، فسيظل هذا الحب محدودًا في القلب، وقد يُصيبه ما يُنقص منه ويُقلله .
فلابد من الأمرين معًا : عمل القلب، وعمل الجوارح .. الإيمان والعمل الصالح .
والقرآن مليء بالآيات التي تربط بين الاثنين لينتبه المسلم إلى أهميتهما معًا، فلا يهتم بأحدهما ويُهمل الآخر :" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " سورة مريم
الإيمان أولًا :
ومع أهمية ارتباط الإيمان بالعمل الصالح، والعمل الصالح بالإيمان إلا أن الأول مقدم على الثاني، فالإيمان مقدم على العمل الصالح .
( فعمل القلب مقدم على عمل الجارحة، وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب وإن اختلفت مرتبتا الطلب ).
والمقصد بأعمال القلوب هي حركة المشاعر تجاه الله عز وجل كخشيته، وحبه، وتعظيمه، ومهابته، ورجائه، والاستعانة به، والافتقار إليه، والانكسار بين يديه، والحب فيه، والغضب من أجله .

د. مجدي الهلالي
نقلآ عن جريدة البلاد

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-05-2013, 02:47 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: الإيمان والتواضع


اللهم : اجعلنا من المستغفرين الله كثيرا وممن يذكر الله كثيرا وجعلنا من المهديين يارب العالمين.

جزاك الله خير ساعد وطني وشكرا لك على النقـل المفيــد ولاهنت


وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-05-2013, 05:53 AM
غصون غصون غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,151
معدل تقييم المستوى: 17
غصون is on a distinguished road
رد: الإيمان والتواضع

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كشف الذات بين التضعضع والتواضع ابريل المجلس العــــــام 9 19-10-2008 08:52 PM
معالجة ضعف الإيمان سمو الرووح المجلس الإســــلامي 8 20-10-2007 03:42 PM
علاج ضعف الإيمان.. الجنادري المجلس الإســــلامي 10 14-01-2007 08:58 PM
ام الهيمان al_3od المجلس الانتخابي والسياسة المحلية 4 07-06-2006 04:13 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:45 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع