مجالس العجمان الرسمي


مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-08-2009, 04:02 AM
فزاع فزاع غير متصل
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
الدولة: الحفيره !!
العمر: 48
المشاركات: 4,400
معدل تقييم المستوى: 24
فزاع is on a distinguished road
علم اللغة الإجتماعي

بسم الله الرحمن الرحيم

من المعروف جيداً أن دراسة اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية ليست أمراً مستحدثاً، سواء لدى أصحاب العلوم الاجتماعية، أم لدى اللسانيين• وفي إشارة سريعة يدلل شارلز فيرجسون على هذه الحقيقة فيقول: >منذ وقت بعيد أكد رواد علم النفس الاجتماعي ـ مثل >جورج هربرت ميد< على أهمية اللغة في التفاعل الاجتماعي• وفي مطلع هذا القرن حاول لسانيون مبرزون ـ مثل أنطوان مييه ـ أن يضعوا اللغة في مكانتها الاجتماعية، وأن يجمعوا بين التحليل الاجتماعي وبحث التغير اللغوي• وبشكل تقليدي ظل للسانيات مكانها داخل البحث الأنثروبولوجي<•

ولعل من أكثر المسائل بروزاً في هذا العلم تركيزه على >الكلام< parole ؛ أي على الكلام الفعلي بكل أبعاده الاجتماعية•
فبإمكاننا في هذا السياق الوجيز أن نقول إن الخط الأساسي الذي يسلكه علم اللغة الاجتماعي يتمثل في التركيز تاريخياً ووصفياً على هذا السؤال: من يتكلم؟ وبأي لغة؟ وفي أي مناسبة؟
ومن هنا فإن الموضوعات الأساسية التي يعالجها العلماء الذين يعملون داخل هذا الإطار هي موضوعات من قبيل: الأقليات اللغوية، والازدواجية اللغوية، والصراعات اللغوية، والتخطيط اللغوي•
كذلك يمكن أن تميز في سياق علم اللغة الاجتماعي ـ وفق التصور الذي قدمه فيشمان ثلاثة علوم فرعية هي:
أولاً: علم اللغة الاجتماعي الوصفي : وهو موجه لدراسة النماذج العامة للاستخدام اللغوي في كلام المجتمع• والحقيقة أن هذا الفرع يعد ـ من بين الفروع الثلاثة ـ المهمة الأساسية لعلم اللغة الاجتماعي• وهو يمثل ما يمكن أن نسميه مرحلة جمع المادة فيما يتعلق بالنماذج القائمة فعلاً في التنظيم الاجتماعي للاستعمال اللغوي، وكذلك فيما يتعلق بنماذج السلوك المتبع تجاه هذا الاستعمال•
ثانياً: علم اللغة الاجتماعي الحراكي : وهو يركز على نماذج التغير وأسبابه في نظام الاستخدام اللغوي•

وفي هذا السياق يشير >فيشمان< إلى نموذجين من الذخيرة اللغوية: الذخيرة المتحركة، ومن بين أمثلتها المهاجرون إلى الولايات المتحدة من مختلف بلدان العالم ذات اللغات المختلفة، حيث يتحولون إلى استخدام الإنجليزية في كل مجالات العمل والحياة حتى ينتهي الأمر عند الجيل الثالث من أبناء هؤلاء المهاجرين ليكونوا أحادي اللغة؛ أي لا يتكلمون إلا اللغة الإنجليزية•
النوع الثاني فهو الذخيرة الثابتة• ومن بين أمثلتها سكان مقاطعة كوبيك الكندية الذين يتحدثون الفرنسية، والذين ظلوا محافظين عليها، على الرغم من ضغط بقية المجتمع الكندي الإنجليزي• ويبدو هنا أن عامل الإحساس بالانتماء إلى الثقافة الفرنسية لدى مواطني كويبك كان له أثر قوي في تمسكهم بلغته• وهذا يؤكد أهمية >الميول اللغوية< وأثرها في السلوك الاجتماعي•
ثالثاً: علم اللغة الاجتماعي التطبيقي: وهو يهتم بعدد واسع من الموضوعات التي تتدرج بدءاً من تعليم اللغة، ووضع الرموز الكتابية أو تنقيح أنظمة الكتابة القائمة، وانتهاء بالتحديدات السياسية والاجتماعية للغة، مثل اختيار اللغة الرسمية، ولغة التعليم•وهي موضوعات تجمع بين علم الاجتماع التطبيقي وعلم اللغة التطبيقي•
وبعد هذه العجالة السريعة فإن السؤال الذي ينهض الآن هو: وما نصيب العربية من دراسات هذا العلم ؟ وبطبيعة الحال فإن سياقنا الحالي لا يسمح باستقصاء مدقق حول هذا السؤال• وقد يكون كافياً أن نشير فقط إلى أعمال أحد المبرزين في علم اللغة الاجتماعي، وهو تشارلز فيرجسون الذي قدم عدداً من الدراسات المختصة بالعربية، والذي أشرف على كثير من رسائل الطلاب العرب المبتعثين إلى الولايات المتحدة•
وفي بحثه عن الازدواجية اللغوية diglossia الذي يعد من كلاسيكيات اللسانيات الاجتماعية يقدم فيرجسون دراسة مقارنة لهذه الظاهرة في أربع من لغات العالم الحية : العربية، واليونانية الحديثة، والألمانية السويسرية، والكرييولية الهاييتية ( لغة جمهورية هاييتي الواقعة بأمريكا اللاتينية)• ومصطلح الازدواجية اللغوية >هو ترجمة للمصطلح الأوربي diglossia وهو المصطلح الذي كان لفيرجسون ـ فضل السبق في استخدامـه سنة 1959م• ومنذ ذلك التاريخ انتشر هذا المصطلح لدى علماء الاجتماع اللغوي•
ويشير فيرجسون إلى أن الازدواجية اللغوية قد تستمر قروناً طويلة، وأن الشواهد ـ في بعض الأحيان ـ تظهر أنها يمكن أن تبقى أكثر من ألف عام، وأن مشكلات الاتصال التي تصاحب الازدواجية اللغوية ـ ربما تحل عن طريق استخدام أشكال لغوية وسيطة ومتغيرة•
ويسمى هذا الشكل الوسيط في العربية >اللغة الوسطى< ويتسم هذا الشكل بالاقتراض المتكرر من مفردات المتغاير الأعلى إلى المتغاير الأدنى• وفي العربية ـ كما يشير فيرجسون ـ كثيراً ما يستخدم نوع من العربية المنطوقة في بعض المواقف نصف الرسمية، أو بعض مواقف التفاعل اللهجي ويتميز هذا النوع من العربية المنطوقة بمفرداته الكلاسيكية العالية مع قليل من الالتزام بالإعراب أو بدونه• وكذلك يتميز بملامح معينة من التركيب الكلاسيكي ولكن مع أساس عامي في صيغ الكلمات وتركيبها• كما يتميز بامتزاج وافر من المفردات العامية•
أما فيما يتعلق بـ>النحو< فإن فيرجسون يذكر أن أحد الاختلافات اللافتة للنظر بين المتغاير الأعلى والمتغاير الأدنى هو الاختلاف في التركيب النحوي ففي المتغاير الأعلى أقسام نحوية لا تظهر في المتغاير الأدنى، كما أن في المتغاير الأعلى نظاماً تصريفياً للأسماء والأفعال ليس موجوداً كلية، أو أصبح مختزلاً، في المتغاير الأدنى•
ويخلص فيرجسون إلى فرضية ماتزال بحاجة إلى اختيارها في ضوء الدراسات التي تتم حول اللهجات العربية المعاصرة• وهذه الفرضية مؤداها أن التركيب النحوي لأي متغاير أدنى أبسط من تركيب النحو في المتغاير الأعلى المقابل له•
ولكن الملمح البارز في الازدواجية اللغوية هو وجود العديد من أزدواج المفردات المشتركة في المتغاير الأعلى والمتغاير الأدنى• وهي المفردات التي تشير إلى مفاهيم شائعة بشكل واضح ومستخدمة بشكل متكرر في كل من المتغايرين، حيث إن مجال المعنى لكل المفردين متماثل تقريباً، وحيث إن استخدام إحداهما أو الأخرى يميز المجرى النطقي أو الكتابي إما على أنه من المتغاير الأعلى أو من المتغاير الأدنى•

وعلى سبيل المثال فإن كلمة >رأى< تنتمي إلى المتغاير الأعلى، ويقابلها كلمة >شاف< في المتغاير الأدنى، وكلمة >رأى< لا تأتي إطلاقاً في الحديث العادي، وكلمة >شاف< لا تأتي في العربية المكتوبة القياسية•
ثم يقدم فيرجسون مايسميه بـ > التكهن غير الحاسم< بالنسبة للازدواجية اللغوية العربية خلال القرنين القادمين (أي حوالي سنة 2150 ميلادية)• وهذا التكهن يقوم على أن الازدواجية اللغوية العربية ستتطور بشكل بطيء نحو ظهور عدد من اللغات النموذجية، التي تعتمد كل منها على متغاير أدنى ممتزج بشدة بمفردات المتغاير الأعلى• ويرشح فيرجسون ثلاث لغات هي: المغربية: ويعتمد على لهجة الرباط أو تونس، المصرية : وتعتمد على لهجة القاهرة، الشرقية : وتعتمد على لهجة بغداد•
كما يشير إلى أنه ربما وقعت تطورات سياسية واقتصادية يمكن أن تضيف إلى هذه اللكنات : اللكنة السورية التي تعتمد على لهجة دمشق، واللكنة السودانية التي تعتمد على لهجة أم درمان ـ الخرطوم، وكذلك لكنات أخرى•
في نهاية مقالته يقدم فيرجسون نقداً للمنهج الوصفي الذي ركز اهتمامه على وصف التركيب الداخلي للغة متجاهلاً الوضع الاجتماعي والثقافي الذي تعمل اللغة من خلاله• كما يشير فيرجسون إلى أن الوصفين قد فضلوا الوصف التفصيلي للهجات واللغات النموذجية والصافية pure بدلاً من الدراسة المعمقة للأشكال الوسيط والخليط• ويقول فيرجسون إن دراسة موضوعات مثل موضوع الازدواجية اللغوية لها أهمية واضحة في فهم عمليات التغير اللغوي، كما أنها تقدم تحديات طريفة لبعض مزاعم علم اللغة الوصفي (السنكروني).
________________________________________

 

التوقيع

 


ان جيت أرض المسيله= يجيك روضٍ فيه الحيا سال
مابين ذيك الغصون الجميلة=ربعٍ لهم في جملة الصيد منهال
عندهم شواهين صايدات الفصيلة=اقنص معهم وخص لي يشرح البال
هِضْت بعَرْمك وربوع المسيله=وبسيوحهن يا ما حلى شرب فنجال
 
 
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اللعب يا شعار عايض زيد مجلس المواهب الشعرية 4 15-09-2009 04:27 PM
اللعب يا شعار عايض زيد مجلس المحــــاورة والألغاز الشعرية 8 28-07-2009 11:43 PM
اللي يبي اللعب يجي اهم من المهم مجلس المحــــاورة والألغاز الشعرية 31 01-06-2009 02:56 PM
اللعب مع القمـر بطاح مجلس الصور والفيديو والغرائب 30 07-10-2008 12:45 AM
سعة اللغة العربية السهم المجلس العــــــام 7 22-07-2005 02:31 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:48 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع